مقدمة :
يعدُّ الاتصال بوسائله المتطورة أقوى الأدوات العصرية التي تعين المواطن على معايشة العصر والتفاعل معه، حيث تسهم وسائل الإعلام الرقمية وشبكات التواصل الاجتماعي الدور الأبرز في تكوين الأفراد والمجتمعات فكرياً وثقافياً وتوجيهها نحو المسارات التي تضمن حياة آمنة مستقرة، في مقابل بعضها الآخر يقوم بدور معاكس تماماً، حيث يوجه الأفراد أو الرأي العام نحو مهالك أخلاقية واجتماعية واقتصادية.
وهذه المواضيع وغيرها باتت تشغل الباحثين وأساتذة وخبراء الإعلام والعرب والأجانب. باعتبارها أحد أبرز مواضيع الساعة التي تطرح عديد التحديات بالنسبة الى العالم العربي بافتراض الدور الذي يجب أن يحققه الإعلام الرقمي من حرية الوصول إلى المعلومة، ويسمح بتدفق المعلومات في كافة المجتمعات وتداولها بشكل حر، ولكن الأمر يختلف على أرض الواقع إذ أن هناك مجموعة من التحديات التي تواجه الإعلام الرقمي، ومنها إشكالية إننا لا نزال بحاجة إلى المزيد من التشريعات الخاصة بأمن المعلومات التي تكفل حرية الوصول للمعلومة وتداولها، ولابد للإعلام من أن يرصد تلك الأشكال الانتهاكية ويُوعي الجمهور بها.
ويتسع هذا المؤتمر لبلوغ عدد من الأهداف في طليعتها تبيان دور التحول الرقمي وشبكات التواصل الاجتماعي في شتى أبعاده وقطاعاته وعلاقاته بالعلوم المختلفة سيما ونحن نواكب القرن الحادي والعشرين الذي جاء حاملاً معه عصرًا جديدًا في ظل ثورة الاتصال والمعلومات، تلك الثورة التي لن تتوقف مع استمرار عملية الابتكار والتغيير والذكاء الاصطناعي، وبالتالي التحديات المثارة في الوطن العربي على مستوى استخدامات وتأثيرات الرقمنة وأدورها في القطاع التعليمي والبحث العلمي والاجتماعي والقانوني والإعلامي المتخصص، وكذلك في مجال ادارة الأعمال والاقتصاد الرقمي، و ضوابط وأخلاقيات حماية المعطيات الشخصية والأمن السيبراني وغيرها من القضايا المعاصرة، وصولاً إلى تقديم الرؤى والاستراتيجيات واستشراف المستقبل في نطاق طرح في محاور هذا المؤتمر.