ملخص :
الملف النووي الإيراني من أبرز المسائل التي أثارت جدلاً واسعاً على مستوى المجتمع الدولي، حيث ساهم هذا الملف في ظهور إيران كقوة إقليمية في منطقة الشرق الأوسط، وما إن تم الكشف عن بعض جوانب البرنامج النووي السرية حتى دخلت إيران في أزمة مع المجتمع الدولي، لما آثار هذا الملف من شكوك حول طبيعته الحقيقية، وبدأت تتعرض لضغوطات هائلة تمثلت في عقوبات متعددة المصادر بعضها أمريكية وأخرى أوروبية وثالثة دولية صادرة من مجلس الأمن الدولي، وذلك لمنع إيران من استخدام الطاقة النووية لأغراض غير سلمية وامتلاكها سلاح نووي، وكل العقوبات والضغوطات الخارجية لوقف هذا البرنامج باءت بالفشل، فظهرت أهمية تسوية الملف النووي الإيراني باستخدام القوة الناعمة والحل الدبلوماسي للتفاوض من خلال تدخل العديد من الدول وإبرام العديد من الاتفاقيات أهمها الاتفاق النووي الموقع مع إيران من قبل الدول الخمسة الدائمة العضوية في مجلس الأمن (الولايات المتحدة الأمريكية والصين وروسيا وفرنسا والمملكة المتحدة)+ألمانيا، والمعروفة باتفاق (5+1). وتناقش هذه الدراسة مراحل نشوء وتطور الملف النووي الإيراني، ودراسة الدور المحوري لروسيا في الملف النووي الإيراني ولا يمكن دراسة هذا الدور دون تحديد طبيعة التعاون الروسي – الإيراني، ودراسة الأسباب والدوافع لموقف روسيا من هذا الملف. وانتهت الدراسة إلى عدة نتائج منها أن المصالح الإيرانية التقت في ظل المتغيرات الدولية الجديدة مع المصالح الروسية، حيث ستظل روسيا عقبة أمام أي عقوبات مشددة على إيران طالما ظل هذا الملف ورقة الضغط الأهم في يد موسكو للعودة إلى المنطقة ومواجهة النفوذ الأمريكي والغربي فيها، وستظل تعمل على تجميع أوراق دعم لسلوك إيران وأوراق مضادة لتحجيم هذا الدعم بما يخدم مصالح الوجود الروسي في منطقة الشرق الأوسط.