ملخص :
تتناول هذه الدراسة التحول الجذري الذي شهدته إيران في أواخر القرن العشرين، من مملكةٍ دستورية تحت حكم الشاه محمد رضا بهلوي إلى جمهوريةٍ إسلامية ذات طابع ثيوقراطي بقيادة الإمام الخميني، وتنطلق هذه الدراسة من تحليل فترة حكم الشاه، مركزةً على مشاريع التحديث التي تبناها كإلغاء النظام الإقطاعي وتمكين المرأة والانفتاح الاقتصادي، وهي سياسات اصطدمت بثنائية الرفض الشعبي والتدخلات الغربية، مما مهّد لانفجار الثورة عام 1979م، وتبحث هذه الدراسة في العوامل التي ساهمت في نجاح الثورة، وعلى رأسها التحالف بين رجال الدين والنخب العلمانية وطلبة الجامعات، والدور الرمزي والقيادي للإمام الخميني في تعبئة الجماهير، كما تستعرض ملامح النظام الجديد الذي تأسس بعد الثورة، خصوصاً من خلال نظرية “ولاية الفقيه” التي أرست دوراً قانونياً للمرجعية الدينية ضمن هيكل الدولة، وما رافق ذلك من تبني مبدأ “تصدير الثورة” كأداة للنفوذ الإقليمي، وتسلط هذه الدراسة الضوء على أوجه التدخل الإيراني في الشؤون الداخلية لبعض الدول العربية، وتحديداً في جمهورية العراق ومملكة البحرين، بوصفهما نموذجين لتطبيقات هذا المبدأ، وتخلص الدراسة إلى أن مشروع تصدير الثورة، وإن كان أحد مرتكزات السياسة الخارجية الإيرانية، إلا أنه يمثل تحدياً مستمراً لعلاقات إيران مع بيئتها العربية، لما يطرحه من إشكاليات سيادية وسياسية في المحيط الإقليمي.
