الملخص:
تعتبر جريمة العدوان من أخطر الجرائم بحق البشرية على مدار التاريخ، حيث تُنتهك خلالها جرائم أخرى منافية للأخلاق والقانون الدولي وقانون حقوق الإنسان والقانون الدولي الإنساني، وتعد من الجرائم الأكثر تهديداً للمجتمع الدولي حيث وصفت أثناء محاكمات نورمبرغ بأنها أشد الجرائم الدولية، وقد بُذلت محاولات عديدة من فقهاء القانون الدولي وبعض الدول وكذلك المؤتمرات العالمية لتعريف هذه الجريمة.
ونتيجة الأحداث المتتالية التي شهدتها فترة الحرب العالمية الثانية وما صاحبها من ارتكاب فضائع وأعمال وحشية يندى لها جبين الإنسانية، فقد تعالت الأصوات في جميع الدول المتحاربة على إنهاء الحرب والعدوان ومحاسبة مرتكبي الجرائم الدولية.
وبعد الحرب العالمية الثانية تعهد المجتمع الدولي بأن لا تتكرر سلبيات المحاكم الجنائية السابقة، فقد طلبت الجمعية العامة للأمم المتحدة لجنة القانون الدولي الى الانعقاد للخروج بالنص الموحد لإنشاء محكمة جنائية دولية دائمة.
وبالفعل تم إنجاز صياغة نص موحد ومقبول لنظام المحكمة الجنائية الدولية وإحالته الى مؤتمر الأمم المتحدة الدبلوماسي المنعقد في روما، وتم أعتماد النظام الأساسي للمحكمة الجنائية الدولية بأغلبية الأصوات في 17 يوليو1998م.
وبالنسبة لجريمة العدوان وممارسة أختصاص المحكمة عليها فقد حصل تهاون وتحكم سياسي من الدول الكبرى حتى تم تعريفها كجريمة دولية وإقرارها ضمن أختصاص المحكمة الجنائية الدولية في مؤتمر كمبالا عام2010م..