تواجه منظومة الاستقرار والأمن والازدهار العالمي جملة من التحديات خلال العقد المقبل، غير أنّ تحدّيين رئيسيين يبرزان بوضوح على المستويين الوطني والدولي، هما: الأمن السيبراني وتغيّر المناخ. تهدف هذه الورقة إلى استعراض هذين التحدّيين وبيان أسباب أهميتهما في السياق العالمي.
يُعرَّف مصطلح “الاستقرار العالمي” في العلاقات الدولية بأنه خاصيّة لنظامٍ ما، حيث لا تؤدي الاضطرابات الطفيفة في أوضاعه – سواء كان التوازن ثابتاً أو ديناميكياً – إلى آثار مفرطة في زعزعة ذلك النظام. أما “الأمن العالمي” فيشير إلى الإجراءات والتدابير التي تتخذها الدول والمنظمات الدولية لمواجهة التهديدات العسكرية والسياسية والاقتصادية والمجتمعية، فضلاً عن تلك المتعلقة بالأوبئة والصحة العامة والبيئة. بينما يرتبط “الازدهار العالمي” بتحسّن الأوضاع الاقتصادية للدول القومية وارتفاع مستوى معيشة المواطنين، بما يسهم في تعزيز السلم العالمي.
في الجزء الأول “الأمن السيبراني”، سنناقش التهديدات التي يطرحها الفضاء الرقمي، مثل التخريب والتجسّس وحملات تقويض الأنظمة، مع التطرق إلى السياسات الحكومية ذات الصلة. أما الجزء الثاني “تغيّر المناخ”، فيبدأ بتعريف المفهوم ثم يعرض أبرز المشكلات المرتبطة به، ويُقيِّم السياسات الوطنية والدولية المعتمدة للتعامل معه.