تقديم:
ان البيئة السياسية سواء تلك ” الداخلية ، الخارجية ” تمثل المجال الحيوي الذى يتعايش فيه مفهوم الامن الإلكتروني ” السيبرانى ” . وان اهمية هذا المفهوم داخل الدراسات السياسية قد جاء نتيجة ظروف دولية ذات صبغة سياسية وعسكرية مع احداث 11. 09 . ظهور ما يعرف بمصطلحات ” الجماعات الارهابية او ما اطلقت عليه وزارة الدفاع الامريكية عام 2021م بمسمى ” الجماعات العنيفة ” .
ولابد من الاخذ بعين الاعتبار ان هناك دراسات فكرية اخرى ترى ان بداية ظهور مفهوم الامن الإلكتروني ” السيبرانى ” . وكما هو معلوم فقد ساهمت الحرب الباردة في توفير المناخ نحو تقديم محاولات او مقاربات او اطر مؤسسية من شانها الوصول الى استخدام تعبير ” استراتيجية الامن الإلكتروني ” السيبرانى ” ” كما سادت آنذاك مصطلحات سياسية اخرى على مثل ” الاحتواء ، الردع ، التوازن ، التعايش السلمى ” كونها تمثل عناوين بارزة لهذه المقاربات والاطر السياسية . وذلك بهدف تحقيق حالة الامن والسلم الدوليين . وتجنب دول العالم الدخول في حروب مسلحة . بما فيها الحرب الخامسة والمعروفة بمصطلح الحرب الالكترونية ” السيبرانية ” .
ومن المهم القول ان بلدان العالم الاخرى عملت على وضع واقع سياسي اخر يحمل عنوان أساسي مفاده ” الدراسات الاستراتيجية داخل العلاقات الدولية ” حيث اقتصرت تلك الدراسات السياسية القائمة آنذاك على مسالة التخطيط السياسي النشط حول المستقبل .بالرغم من ان مفهوم الامن الإلكتروني ” السيبرانى ” داخل بيئة العلاقات الدولية . الا انه لم يتوصل الى تحديد دقيق له خارج نطاق كلا من الزمان والمكان الذى يتحرك من خلاله . وهو يخضع دائما الى التعديل والتطوير انسجاما مع متغيرات البيئة الدولية التي تؤثر في بروزه على ارض الواقع .
ان هذا الكتاب يتناول مشكلة الحرب السيبرانية ومفهوم الامن القومي الجديد . والتي ساهمت في اختراق مفهوم الامن والسيادة الوطنية . والواقع الذى جعل الدول الوطنية المعاصرة . تعمل في البحث عن جهود اقليمية ودولية . من اجل مواجهة المخاطر الناتجة عن هذه الحرب السيبرانية . التي صارت تمثل مشكلة حقيقة تهتم بها الدراسات السياسية والامنية . في دراسة الواقع السياسي ” الظاهرة السياسية ” القائم داخل البيئة الدولية المعاصرة .