العراق ..بين امريكا وايران.. ام بين المطرقة والسندان ..

أ.د.ضياء واجد المهندس

وجدت في احد السيناريوهات المسربة من اروقة البنتاغون والخارجية الامريكية وهو السيناريو الخامس الذي يعتبر الاسوء ، لانه تكرار لسيناريو انقلاب تركيا لكن في العراق ( انقلاب تركيا كان انقلاب عسكري مفبرك لتقوية اردوغان كجزء من خلق جدار صد تركي اسلامي اخواني ضد النفوذ والمصالح الايرانية وتيار ولاية الفقيه الشيعية وفيه ايهام للراي العام ان امريكا ضد اردوغان).
لقد تم تسريب جزء من هذا السيناريو منذ بضعة اسابيع حيث يتواصل وكلاء
المخابرات الامريكية CIA و المخابرات البريطانية M6 والموساد في مع قيادات عراقية محسوبة على المعارضة بعضهم من الجيش العراقي والاخر من القيادات البعثية من الصف الثالث و بعض الشخصيات المستقلة لغرض رسم خارطة طريق لاحداث عملية عسكرية خاطفة في المنطقة الخضراء وبتدخل امريكي وبريطاني بحجة حماية سفاراتهم.
على اساسها يتولى السلطة المؤقتة شخصية عسكرية ، يجمع نواب المجلس على اصدار قرارات تغيير في هيكلة الحكومة و قياداتها وقد يعود عبد المهدي من بوابة السفارة الامريكية او يكون ضحية الانقلاب. ثم بعد ذلك تظهر شخصية مستقلة لا تعترض عليها المرجعية.
ويكون السيناريو كالاتي: التهيئة لحرب الكترونية تساهم فيها وسائل التواصل الاجتماعي كافة وبتدخل امريكي وبريطاني واسرائيلي وخليجي، ونعتقد لايران وبعض القيادات السنية علم بهذا التحرك لان جزء من تمويل مشروع التغيير هو سعودي اماراتي قطري كل على انفراد.
تقوم القيادة الامريكية بنشر قواتها بشكل جديد وتعزز قواتها في كركوك والكويت والانبار وشمال بغداد ، و تتواصل مع القيادات العسكرية لتنسيق تحركاتها دون اعتراض او اقتتال .
سيتم تحييد دور الحشد قبل ١٢ ساعة من العملية عبر رسالة الى ايران بالقنوات المباشرة بعدم تحرك الفصائل المسلحة و ان الرد سيكون عن طريق الطائرات الامريكية التي بدات بالتوافد على الخليج من حاملة الطائرات ( ابراهام لنكولن ) الى سحب القاذفات الاستراتيجية B52 التي ستغطي سماء العراق.
تدار العملية من السفارة الامريكية في المنطقة الخضراء.
يتحرك الامريكان باتجاه التدخل من خلال دعم مطالب التغيير للتظاهرة التي قد تبدا من الجنوب في الاسابيع القادمة وقد يكون الاحتكاك مع القوات الامنية واسقاط المحافظات من الخطوات المخطط لها.
بالرغم من ان مؤتمر مشيغان للبعثيين المغتربين لم يكن له تاثير ،لكنه ارسل رسالة الى الامريكان للتعاون مفادها ان البعثيين موجدين وان حزب العودة البديل عن البعث يعمل في الوسط وغرب بغداد كما ان هنالك شخصيات مهمشة تنتظر ان يكون لها دور وسيتم تسويقها قريبا” ..
اما موضوع تطبيع العلاقة مع اسرائيل و الزيارات السابقة لبعض النواب قد تمتد الى كل البلدان العربية لترويض العقل العراقي والعربي على قبول التدخل الاسرائيلي في حال الكشف عنه حتى ولو كان بشكل لوجستي خاصة وان المنطقة في فورة التظاهرات والتغييرات من السودان الى الجزائر …
هذا السيناريو كما وصلنا بالرغم من ان التفاصيل والشخوص غير مذكورة وقد يكون ترتيبها وتوقيتها يعتمد على اجواء لم تكتمل بعد لانه قد يسبق اي عملية عسكرية خاطفة ضد ايران تشمل مراكزها ومنشاءاتها النووية و منظوماتها الصاروخية والتي قد يكون للقوات الجوية الاسرائيلية الضربات الاستباقية بغطاء امريكي، وهناك عمليات تدريبية اسرائيلية منذ اشهر لطائرات F35 على اهداف افتراضية في صحراء النقب مماثلة لاهداف ايرانية مخطط استهدافها …سيستمر في الايام القادمة نصب القبة الحديدية بعد اكتمال نصب بطاريات باتريوت المضادة للصواريخ في دول الخليج و في محيط القواعد الامريكية ، والتي ستخضع في ايام ما بعد كورونا القادمة (المتوقعة نهاية تموز الى نهاية اب ) لحالات التاهب مع تحذيرات امريكية لشركات النقل و الشحن البحرية باعتبار منطقة الخليج منطقة نزاع وتجنب العمل بها…
اعتقد ان اختلاف الكتل السياسية في العراق و ازدياد حدة صراعها وغياب الوزاراء الامنيين ( الدفاع والداخلية ) ،وتفشي الفساد هو جزء من الاجواء التي يريدها الامريكان..
لقدكانت زيارة وزير خارجية ترامب الى الرئاسات الثلاث لابلاغهم خلال ٤ ساعات ان العراق يحظى بالحماية الامريكية و يخضع لاتفاقية الدفاع والتعاون الاستراتيجية عام (٢٠٠٨) ، وان الحكومة ملزمة بعدم السماح لايران والقوات التابعة لها من الفصائل المسلحة باستخدام الساحة العراقية او استغلال امكاناتها البشرية والمادية واللوجستية ضد الجيش الامريكي ، وان الخيارات الامريكية المتاحة لتبديل القيادات العراقية معدة وستكون جاهزة . بالرغم من ان الوزير بومبيو طرح الملف النووي الايراني و التدخل في العراق و ملف حزب الله في لبنان و حماس في فلسطين والحوثيين في اليمن و التعرض للبحرين والسعودية و الامارات و دعم طالبان في افغانستان و تهديد الملاحة في الخليج. الا ان الملف الاهم هو تمرير صفقة القرن الاسرائيلية بانشاء الكيان البديل للفلسطينيين على ارض سيناء وغزة والتعامل مع الفلسطينين على قاعدة التسليم بالامر الواقع دون اعتماد قرارات الامم المتحدة و اتفاقات اوسلو ومدريد ، ونقض الحل بانشاء الدولتين..

 

المصدر: عبر منصات التواصل للمركز

حول الكاتب

مقالات ذات صله

الرد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

W P L O C K E R .C O M