بعد عام.. حرب بلا نصر في أوكرانيا

أضاءت باريس برج إيفل باللونين الأزرق والأصفر وتجمع أشخاص يلتفون بالأعلام الأوكرانية في وقفة احتجاجية في لندن يوم الخميس، إذ يحيي العالم الذكرى الأولى لبدء الحرب بين روسيا وأوكرانيا.

وغزت روسيا أوكرانيا برا وجوا وبحرا في 24 فبراير شباط 2022، في أكبر هجوم تشنه دولة ضد أخرى في أوروبا منذ الحرب العالمية الثانية. ووصفت روسيا أفعالها بأنها “عملية عسكرية خاصة”، بينما وصفت أوكرانيا والغرب الغزو بأنه استيلاء غير مبرر على الأرض.

وبعد عام من الغزو، تحولت مدن أوكرانية إلى أنقاض فيما صار جزء من البلاد تحت الاحتلال الروسي وسقط أكثر من 150 ألف قتيل أو جريح من الجانبين، وفقا لتقديرات غربية.

لكن الجيش الأوكراني أجبر القوات الروسية على التخلي عن غزو كييف في الربيع، ثم في الصيف والخريف دفعها إلى الشمال الشرقي والجنوب. ومنذ ذلك الحين، ساد استقرار على خط المواجهة، لكنّ الجانبين يستعدان لهجمات جديدة.

وبالإضافة إلى شبه جزيرة القرم التي ضمتها موسكو عام 2014، تطالب روسيا بأربع مناطق أخرى في شرق أوكرانيا وجنوبها.

وقالت آن هيدالجو رئيسة بلدية باريس في كلمة قبل إضاءة برج إيفل للتضامن مع أوكرانيا “ستكون هناك حياة بعد هذه الحرب لأن أوكرانيا ستنتصر”.

وفي بروكسل، أضاءت مباني الاتحاد الأوروبي بما في ذلك مباني البرلمان الأوروبي والمفوضية الأوروبية بألوان العلم الأوكراني.

أما في لندن، تجمع أشخاص يرتدون الأعلام الأوكرانية ويحملون لافتات، بما في ذلك لافتة كتب عليها “بوتين في سلة المهملات” في إشارة إلى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، في ساحة الطرف الأغر في وقفة احتجاجية بمناسبة الذكرى السنوية لبدء الحرب.

وقالت أولينا إليوك، الأوكرانية البالغة من العمر 18 عاما، في الوقفة الاحتجاجية “غدا الذكرى السنوية لغزو روسيا الشامل لبلادي، ولهذا السبب اعتقدت أنني لا أستطيع الاكتفاء بالبقاء في المنزل”.

ونجحت أوكرانيا في شن هجمات مضادة في أواخر عام 2022 لاسترداد جزء كبير من الأراضي التي فقدتها في وقت سابق. وتسيطر روسيا على حوالي خمس مساحة أوكرانيا بعد عام من اندلاع الحرب.

تحقيق النصر هذه السنة

وأكّدت أوكرانيا الجمعة بعد عام على بدء الغزو الروسي، أنها “ستفعل كل شيء لتحقيق النصر هذه السنة”، بينما تسلّمت الدبابات الغربية الأولى.

في موسكو، أعلن الرئيس الروسي السابق دميتري ميدفيديف الجمعة أيضا أن موسكو “ستنتصر” في أوكرانيا مؤكداً أن بلاده على استعداد للمضي حتى حدود بولندا.

وحدّد فولوديمير زيلينسكي هدف هزيمة موسكو “هذا العام”.

وقال في مؤتمر صحافي في الذكرى الأولى للغزو الروسي “إذا وفى الشركاء بوعودهم واحترموا المهل، فإن انتصاراً محتماً ينتظرنا… أريد حقاً أن يحصل ذلك هذا العام”.

وأضاف “إذا أراد الجنرال (ورئيس الأركان الأميركي مارك) ميلي أن نصدّ العدو بسرعة أكبر، عليه الإسراع في تسليم الأسلحة”.

جاء ذلك فيما أعلن رئيس الحكومة البولندية ماتيوش مورافيتسكي الذي يزور كييف، وصول أول أربع دبابات قتالية من طراز “ليوبارد 2” إلى أوكرانيا، مضيفاً أنّ دبابات أخرى ستصل “في غضون أيام قليلة”.

وأشار إلى أنّ بولندا “مستعدة” لتدريب طيارين أوكرانيين على طائرات “اف 16” الأميركية، التي تطلب أوكرانيا الحصول عليها من دون جدوى منذ أشهر.

بدوره، أعلن وزير الدفاع الأوكراني أوليكسي ريزنيكوف أن بلاده تحضر هجوما مضادا. وكتب ريزنيكوف على فيسبوك “سنشن ضربات أقوى وأبعد، في الجو، وعلى الأرض، وفي البحر، وفي الفضاء الافتراضي. سيكون هناك هجوم مضاد. نعمل بجهد للتحضير له”.

وأشار إلى أنّ الغرب يعتبر أوكرانيا بمثابة “درع” ضدّ روسيا، في وقت يضاعف الأميركيون والأوروبيون شحنات الأسلحة، كما بدأوا بإرسال الدبابات والذخيرة البعيدة المدى لمساعدة كييف في التغلّب على النقص العددي بأسلحة أكثر دقة من تلك التي لدى الروس.

في هذه الأثناء، جرى إحياء الذكرى الأولى للحرب في مواقع مختلفة وخصوصاً في بوتشا، التي شهدت مذبحة للمدنيين نُسبت إلى القوات الروسية.

غالينا غاموليتس البالغة 64 عاماً هي من سكّان ضاحية كييف هذه. وقالت “الشقيق الأصغر لزوجي (يشارك اليوم) في الحرب في باخموت… يقول إنها صعبة للغاية”، وذلك في إشارة إلى المدينة الواقعة في الشرق والتي تشهد معارك شرسة منذ الصيف.

في كراماتورسك الواقعة في الشرق، جرت مراسم دفن ميخايلو سيكيرين، وهو حارس وطني يبلغ 30 عاماً قُتل في المعارك. وقال القس بجانب القبر “مات من أجل استقلال وسيادة أوكرانيا … إنها أعظم تضحية يتطلّع إليها أي إنسان”.

في كل أنحاء العالم، برز التضامن مع أوكرانيا.

طالبت الجمعية العامة للأمم المتحدة في قرار حظي بغالبية واسعة الخميس بانسحاب “فوري” للقوات الروسية من أوكرانيا، ودعت إلى سلام “عادل ودائم” عشية الذكرى السنوية الأولى للغزو.

لكن من إجمالي 193 دولة عضوا في الأمم المتحدة، حصل القرار غير الملزم على تأييد 141 دولة مقابل اعتراض سبع دول (روسيا وبيلاروس وسوريا وكوريا الشمالية ومالي ونيكاراغوا وإريتريا)، فيما امتنعت 32 دولة عن التصويت من بينها الصين والهند.

وفي السياق، قال زيلينسكي إنّ “أوكرانيا تحتاج حقاً إلى اتخاذ خطوة للأمام للقاء (قادة) دول القارة الإفريقية”.

كذلك، أعلن قادة حلف شمال الأطلسي وفرنسا وألمانيا ومجموعة الدول السبع والاتحاد الأوروبي، دعمهم لأوكرانيا. وتعهّد قادة مجموعة السبع فرض “تكاليف باهظة” على الدول التي تساعد روسيا في الالتفاف على العقوبات الدولية المفروضة عليها.

حرب بالوكالة

تُشدّد الدول الغربية العقوبات المفروضة على موسكو. وفي هذا الإطار، أعلنت واشنطن الجمعة بالتعاون مع حلفائها في مجموعة السبع، حزمة عقوبات واسعة على روسيا تستهدف شركات وأفراداً روساً في قطاعات المعادن والمناجم والمعدات العسكرية وأشباه الموصلات.

يأتي ذلك فيما أعاقت بولندا مجموعة جديدة من العقوبات الأوروبية، وفقاً لدبلوماسيين أوروبيين. فقد أعلن رئيس حكومتها ماتيوش مورافيتسكي من كييف أنّ الحزمة العاشرة من الإجراءات التي أعدها الاتحاد الأوروبي “ناعمة جداً، ضعيفة جداً”.

من جهتها، دعت بكين إلى إجراء محادثات سلام بين موسكو وكييف تستند إلى احترام وحدة الأراضي الأوكرانية والمطالب الأمنية الروسية، في معادلة تعتبر مستحيلة في الوقت الحالي.

وفيما قلّلت الدول الغربية من أهمية هذه المبادرة، اعتبر زيلينسكي أنه من “الضروري… العمل” مع بكين. كما أعلن أنّه يعتزم لقاء نظيره الصيني شي جينبينغ، الشريك الوثيق للرئيس الروسي فلاديمير بوتين.

من جهتها، أعلنت روسيا أنها “تقدّر” جهود الصين، مشدّدة في الوقت نفسه على ضرورة الاعتراف بضمّ موسكو لأربع مناطق أوكرانية تطالب بها. وقالت وزارة الخارجية إنّ على كييف “الاعتراف بالحقائق الجديدة المتصلة بالأراضي”.

ورأى المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة أنّ الاقتراحات الصينية حول النزاع في أوكرانيا هي “مساهمة مهمة”.

بدوره، دعا الرئيس التركي رجب طيب إردوغان في اتصال هاتفي مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، إلى “سلام عادل”.

وأكد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون لنظيره التركي في اتصال آخر، ضرورة “زيادة الضغط والعزلة على روسيا” لجعلها “تتراجع” عن “عدوانها” على أوكرانيا.

وكان فلاديمير بوتين هاجم الغربيين هذا الأسبوع واتهمهم بشن حرب بالوكالة من أجل “القضاء على” روسيا.

ورغم الصعوبات على الجبهة والخسائر والتعبئة العسكرية، قد لا تحدث ذكرى اندلاع الحرب ردود فعل سلبية كبيرة في روسيا، حيث يُقمع أي انتقاد للجيش ويُسجن معارضون أو ينفون.

وأعلن رئيس مجموعة فاغنر الروسية الجمعة أن قواته سيطرت على بلدة بيرخيفكا الأوكرانية في شمال باخموت.

أخيراً، حذّرت روسيا من أنها “سترد” على أي “استفزاز” عسكري أوكراني في منطقة ترانسنيستريا الانفصالية الموالية لروسيا في مولدافيا حيث تنشر موسكو قوة عسكرية. غير أنّ الحكومة المولدافية بقيادة مؤيّدين للغرب، رفضت هذه الاتهامات.

وأعلنت الاستخبارات الأوكرانية أن “المحتلين (الروس) يعدّون لاستفزازات على نطاق واسع على الأرجح”، مشيرةً إلى أنها رصدت حركة قوافل تنقل عتادًا عسكريًا قرب الحدود مع منطقة تشرينيهيف (شمال).

من جانبه، صرّح كيريلو بودانوف رئيس القيادة الرئيسية للاستخبارات في وزارة الدفاع لصحيفة “أوكراينسكا برافدا” الإلكترونية أن الروس “يخطّطون لضربة صاروخية محدودة في 23 و24 (شباط/فبراير)، صدّقوني، لقد نجونا من ذلك أكثر من عشرين مرة”.

وأضاف أن “الأوكرانيين شهدوا أسوأ عام في حياتهم، إذ إنهم غرقوا خصوصًا بالظلام والبرد بعد أن دمّرت عمليات القصف الروسية جزءًا كبيرًا من منشآت الطاقة في البلاد” ويأملون في أن “يكون النصر أمامهم”.

في نهاية هذا الشهر، تمّ تجاوز مسألة انقطاع الكهرباء لكن الحرب التي اندلعت في 24 شباط/فبراير 2022، لا تزال تهيمن على النفوس.

وتقول ديانا شيستاكوفا (23 عامًا) الموظفة في دار نشر، “أنا متأكدة من أن النصر أمامنا، لكن لا نعرف كم من الوقت علينا أن ننتظر وكم سيبلغ عدد الضحايا قبل أن يحدث هذا النوع من الأمور. هذا الأمر الوحيد الذي يشغل جميع الأوكرانيين حاليًا”.

وزار رئيس الوزراء الاسباني بيدرو سانشيز كييف الخميس للتعبير عن دعمه، بعد زيارة الرئيس الأميركي جو بايدن الاثنين ورئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني الثلاثاء.

وكتب سانشيز في تغريدة “عُدتُ إلى كييف، بعد عام من بدء الحرب. سنكون إلى جانب أوكرانيا وشعبها إلى حين عودة السلام إلى أوروبا”. وكانت قد أعلنت مدريد في اليوم السابق أنها سترسل لأوكرانيا ستّ دبابات ليوبارد من طراز 2A4.

من جانبها، أعلنت فنلندا إرسال ثلاث دبابات ليوبارد-2 في إطار التعاون الدولي لتزويد أوكرانيا بأسلحة ثقيلة.

من جانبه، حذّر قائد البحرية الإيطالية الخميس من أن البحرية الروسية زادت بشكل قوي حضورها في البحر المتوسط منذ بدء الحرب على أوكرانيا وتتبنى “موقفًا عدائيًا” يمثل “خطرًا بحصول حادثة”.

وقال “لم نرَ… مثل هذا” المستوى من وجود سفن روسية في المتوسط منذ “زمن الحرب الباردة”.

من جهته كشف البنك المركزي الأوكراني عن ورقة نقدية تذكارية يوم الخميس بمناسبة الذكرى الأولى للغزو الروسي.

ويظهر على أحد جانبي الورقة النقدية من فئة 20 هريفنيا (0.54 دولار) ثلاثة جنود يرفعون علم البلاد، بينما يوجد على الجانب الآخر صورة يدين مقيدتين بشريط، في إشارة واضحة إلى جرائم حرب تتهم كييف القوات الروسية بارتكابها في أوكرانيا. وتنفي موسكو هذه الاتهامات.

وقال محافظ البنك الوطني الأوكراني أندريه بيشني خلال عرض بالبنك المركزي في كييف “بمناسبة الذكرى السنوية للحرب، قررنا إصدار ورقة نقدية تذكارية تصور عاما من المشاعر والأنماط والأشياء المميزة على قطعة صغيرة من الورق”.

وبذل البنك المركزي جهودا مضنية منذ الغزو الروسي الشامل في 24 فبراير شباط من العام الماضي للحفاظ على صمود الاقتصاد والاستقرار.

موسكو تعيش مزيجا من الحزن والتحدي

في موسكو، توجه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لوضع اكليل على ضريح الجندي المجهول بمناسبة يوم المدافعين عن الوطن، قبل لقاء عسكريين روس في الساحة الحمراء تحت سماء صافية وفي ظلّ درجة حرارة بلغت 10 تحت الصفر. وقال “من واجب الدولة المقدس الاهتمام بالذين يدافعون عن البلاد”.

بعد مرور عام على إرسال روسيا قواتها إلى أوكرانيا فيما وصفته بأنه “عملية عسكرية خاصة”، ساد الصمت العاصمة الروسية يوم الجمعة لكنه صمت التحدي الذي عبر عنه البعض بالقول إنهم لا يرون خيارا سوى القتال حتى تحقيق النصر.

وفر مئات الآلاف من الروس الذين لا يوافقون على القرار أو يخشون التجنيد الإجباري. والذين ظلوا في البلاد ما زالوا عرضة لاحتمال الإلقاء في غياهب السجون إذا اعتُبروا أنهم يسيئون لمكانة الجيش، مما يعني خوف الناس من التعبير عما يضمرون قرارة أنفسهم.

وقالت امرأة من سكان موسكو تدعى مارينا إن “الحرب، بالطبع، سيئة، لكن هذا العام أظهر أنه لم يكن من الممكن اتخاذ قرار آخر. نحن ندافع عن استقلالنا وحريتنا وعن فرصة للمستقبل وعن مستقبل أطفالنا. لذا، نريد تحقيق النصر”.

ومع انخفاض درجة الحرارة إلى ما دون الصفر وتساقط كثيف للثلوج من حين لآخر، كان هناك مواطن آخر من موسكو يدعى يفجيني يحمل ابنه بين ذراعيه. وقال يفيجيني لرويترز إنه يأمل في أن تنتصر روسيا هذا العام.

وقال “أريد أن ينتهي هذا في أقرب وقت ممكن… بالطبع، نحن ننتظر انتصارنا في العملية العسكرية الخاصة. العالم كله ضدنا. دول حلف شمال الأطلسي تقاتلنا عبر أوكرانيا التي تزودها بالعتاد. ونأمل أن يحالفنا النصر هذا العام”.

ومنيت روسيا بثلاث انتكاسات كبيرة في ساحة المعركة في أوكرانيا العام الماضي، لكنها ما زالت تسيطر على نحو خمس أراضي جارتها وتواصل تحقيق مكاسب صغيرة، والرئيس فلاديمير بوتين يعد بتحقيق نصر كامل.

وبدعم من آلة الإعلام الحكومية القوية، قال بوتين للروس إن وجود بلادهم بحد ذاته على المحك وإن روسيا لا خيار لها سوى شن ما وصفه بضربة وقائية لحماية المتحدثين بالروسية في أوكرانيا وللدفاع عن أمن بلاده من الغرب العدواني.

ووسائل الإعلام الحكومية تهيمن عليها البرامج الحوارية التي تستمر ساعات ويعزز فيها المقدمون والضيوف الرواية المفضلة للكرملين. وفي هذا النمط من الإعلام لا وجود لوجهة النظر القائلة بأن أوكرانيا ضحية حرب عدوانية بلا مسوغ وعلى طراز استعماري.

وعبر سكان آخرون من موسكو عن شعورهم بالحزن قائلين إنهم مستاؤون مما يحدث.

وقالت امرأة تدعى ايكاترينا “كما تعلم، لا يمكنني التعليق على هذا. أشعر بالحزن الشديد، إنني حزينة”. لكنها قالت إنها تعتقد أن كل شيء سيكون “على ما يرام” في نهاية المطاف.

وشكت فيرا وهي امرأة متقاعدة من الضغوط المالية التي يشعر بها الناس نتيجة للضغط الذي فرضته العقوبات الغربية على الاقتصاد الروسي الذي أثبت حتى الآن قدرته على الصمود بأكبر بكثير مما توقعه كثيرون.

وقالت “أريد السلام حقا، أريد انتهاء كل شيء فعلا في أسرع وقت… هناك كثيرون من الضحايا بالمعنى المعنوي والمادي. نحن المتقاعدين نشعر حقا بتأثير كل هذا”.

وقال إيجور وفيكتور اللذان كانا يسيران في وسط موسكو إنه لا خيار أمام روسيا إلا النصر في أوكرانيا.

وقال إيجور “نتطلع إلى النجاح في نهايتها. هذا كل ما يمكننا توقعه. ليس لدينا خيارات أخرى”.

واعتبر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في خطاب مقتضب خلال مهرجان وطني كبير في ملعب لوجنيكي في موسكو، أن روسيا تحارب حاليًا في أوكرانيا من أجل “أراضيها التاريخية”.

وقال بوتين على منصّة أمام حشد ضم عشرات الآلاف من الروس، “اليوم، أخبرتني القيادة (العسكرية) أن معارك جارية داخل أراضينا التاريخية من أجل شعبنا”.

وأثناء ظهوره لبضع دقائق فقط، أشاد الرئيس بالعسكريين الروس المنتشرين في أوكرانيا الذين “يقاتلون ببطولة وشجاعة وبسالة: نحن فخورون بهم”.

وأضاف أن كل من يدعمون الجيش الروسي “هم أنفسهم مدافعون عن الوطن… عاملون طبيون وموظفون في قطاع الدفاع والنقل … أنتم جميعًا الذين جئتم اليوم لدعم مقاتلينا”.

نظمت السلطات هذا المهرجان الوطني دعما للهجوم في أوكرانيا.

وفي درجة حرارة أدنى من 15 تحت الصفر، لوح مئات الحاضرين بالأعلام الروسية، فيما أذيعت على المنصّة أغان وطنية وكلمات لعسكريين يقاتلون على الجبهة الأوكرانية.

يأتي المهرجان المنظم تحت شعار “المجد للمدافعين عن الوطن”، عشية اليوم الذي يحمل الاسم نفسه وقبل يومين من الذكرى الأولى لهجوم روسيا على الدولة المجاورة لها.

وصعد أطفال من إقليم دونباس الأوكراني، ولا سيما من مدينة ماريوبول (جنوب شرق)، إلى المنصّة وعانقوا عسكريا روسيًا هتف أمام الحشد: “سننتصر!”.

تُتهم روسيا باختطاف آلاف الأطفال الأوكرانيين من الأراضي التي تحتلها، وهو ما تنفيه معتبرة أن تلك المناطق روسية وأنها نظمت عمليات تبني قانونية.

افتتح المغني الشهير غريغوري ليبس الحفل بأغنية وطنية تمجد روسيا، تزامنا مع عرض صور تمثال “الوطن الأم ينادي” الموجود في فولغوغراد (ستالينغراد السابقة) على شاشات في الملعب.

وتواجد أيضا مسؤولون من سلطات الاحتلال الروسية من مناطق أوكرانية داخل الملعب، وأجروا مقابلات مع وسائل إعلام رسمية روسية.

وقال دينيس بوشيلين الزعيم الانفصالي الموالي لروسيا في مقاطعة دونيتسك التي أعلنت موسكو ضمها، إن “الغرب متواطئ في جرائم الحرب الأوكرانية”، مدينا “الإيديولوجية النازية” للسلطة الأوكرانية.

يبرر فلاديمير بوتين قراره إثارة أخطر نزاع في أوروبا منذ عام 1945 باتهامه كييف بتدبير “إبادة جماعية” للناطقين باللغة الروسية في أوكرانيا.

كما يعتبر الغربيين الذين يسلمون الأسلحة لحليفهم الأوكراني مسؤولين عن التصعيد، وأن الأوروبيين والأميركيين يخوضون حربًا بالوكالة لمحاولة تدمير روسيا.

في مواجهة الانتكاسات الميدانية الكبيرة، صار الكرملين يعتبر أن الهجوم في أوكرانيا يعادل “الحرب الوطنية العظمى” ضد ألمانيا النازية.

وقال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إن بلاد ستولي اهتماما متزايدا لتعزيز قواتها النووية من خلال نشر صاروخ باليستي عابر للقارات تأخر نشره كثيرا وصواريخ أسرع من الصوت وغواصات نووية جديدة.

وبعد مرور عام على إصدار الأمر بغزو أوكرانيا، أشار بوتين إلى استعداده لتقويض أسس الحد من الأسلحة النووية، بما في ذلك وقف القوى الكبرى للتجارب النووية، ما لم يتراجع الغرب عن التدخل في أوكرانيا.

وسعى بوتين إلى تأكيد الأهداف الروسية في أوكرانيا من خلال الانسحاب من معاهدة نيو ستارت للحد من الأسلحة النووية والإعلان عن وضع أنظمة استراتيجية جديدة في مهام قتالية، والتهديد باستئناف موسكو للتجارب النووية.

وفي خطاب بمناسبة عطلة “المدافع عن الوطن”، قال بوتين أيضا إن روسيا ستواصل تجهيز قواتها المسلحة بمعدات متطورة لضمان سيادتها.

وأضاف بوتين أنه سيتم نشر صواريخ باليستية عابرة للقارات من طراز سارمات هذا العام. وكان من المفترض نشر تلك الصواريخ العام الماضي.

كانت شبكة سي.إن.إن قد ذكرت أن الولايات المتحدة تعتقد أن روسيا أجرت اختبارا لسارمات قبل زيارة الرئيس جو بايدن لأوكرانيا هذا الأسبوع، لكن الاختبار فشل. ولم تعلق وزارة الدفاع الروسية على هذا التقرير.

بالإضافة إلى ذلك، قال بوتين إن روسيا ستواصل الإنتاج الضخم لأنظمة كينجال الجوية فرط صوتية، وستبدأ في إنتاج كميات كبيرة من صواريخ زيركون الأسرع من الصوت التي تطلق من البحر.

كما صرح بوتين بأن روسيا ستطور جميع المعدات التقليدية للقوات المسلحة وستعمل على تحسين التدريب وإضافة معدات متطورة، وستعزز صناعة الأسلحة وترقية الجنود الذين أثبتوا كفاءتهم في المعركة.

واشنطن تعلن مساعدة عسكرية والصين ترى ذلك لن يجلب السلام

أعلن البيت الأبيض الخميس أنّ واشنطن ستقدّم لكييف حزمة جديدة من المساعدات العسكرية بقيمة ملياري دولار، وذلك عشيّة مرور عام على بدء الغزو الروسي لأوكرانيا.

وقال مستشار الأمن القومي الأميركي جيك ساليفان لشبكة سي إن إن” الإخبارية إنّ “الولايات المتحدة تعلن اليوم عن مساعدات عسكرية إضافية لأوكرانيا بقيمة ملياري دولار”.

ولم يذكر ساليفان تفاصيل عن هذه الحزمة الجديدة.

ولفت المسؤول الكبير الذي رافق الرئيس جو بايدن في زيارته المفاجئة إلى كييف هذا الأسبوع إلى أنّ الإدارة الأميركية تبحث باستمرار عن سبل “تزويد أوكرانيا الأدوات التي تحتاجها للانتصار” على روسيا.

وأضاف أنّ بايدن وعد نظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي عندما التقاه في كييف بـ”مزيد من المدفعية والمزيد من الذخيرة والمزيد من راجمات هايمارس”.

وأوضح أنّ هذا الوعد الجديد يضاف إلى الوعود الأميركية السابقة بتزويد كييف مزيداً من العربات المدرّعة، ولاحقاً، دبّابات.

وراجمات هايمارس التي تصنّعها شركة لوكهيد مارتن الأميركية العملاقة هي قاذفات صواريخ مثبتة على مركبات مدرعة خفيفة تمتاز بدقّتها العالية وبسهولة تشغيلها. ومنذ حصلت القوات الأوكرانية على أول دفعة من هذه الراجمات قبل بضعة أشهر حتى أثبت هذا السلاح فعالية كبيرة في استهداف المواقع الخلفية للقوات الروسية.

من جهته قال نائب مبعوث الصين لدى الأمم المتحدة داي بينغ للجمعية العامة للمنظمة الدولية إنه بعد مرور عام على حرب أوكرانيا “تقدم الحقائق القاسية دليلا كافيا على أن إرسال الأسلحة لن يجلب السلام”.

وتابع “سكب الزيت على النار لن يسفر إلا عن تفاقم التوتر. إطالة أمد الصراع وتوسيعه سيجعل الناس العاديين يدفعون ثمنا باهظا. نحن على استعداد لمواصلة لعب دور بناء في حل الأزمة الأوكرانية”.

وزودت القوى الغربية كييف بأسلحة بمليارات الدولارات منذ الغزو الروسي. واتهمت الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي الصين بالتفكير في إمداد موسكو بالأسلحة وحذرا بكين من مثل هذه الخطوة.

ورفضت الصين الاتهامات قائلة إن الولايات المتحدة ليست في موقف يسمح لها بتوجيه مطالب إليها.

وكان داي يتحدث في الأمم المتحدة بعد يوم من زيارة كبير الدبلوماسيين الصينيين لموسكو وتعهده بشراكة أعمق معها. وأعلنت الصين وروسيا عن شراكة “بلا حدود” قبل وقت قصير من بدء الغزو.

ومنذ أن غزت موسكو جارتها في 24 فبراير من العام الماضي، ألمح الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مرارا إلى أن بلاده قد تستخدم سلاحا نوويا إذا تعرضت للتهديد.

وقال داي “لا يمكن استخدام الأسلحة النووية ولا يمكن خوض حرب نووية. يجب على جميع الأطراف أن تتحد ضد استخدام الأسلحة النووية أو التهديد باستخدامها، ومنع الانتشار النووي وتجنب حدوث أزمة نووية”.

وقالت وزارة الخارجية الصينية في وثيقة بعنوان “موقف الصين من التسوية السياسية للأزمة الأوكرانية” إنّ “على جميع الأطراف دعم روسيا وأوكرانيا للتحرّك في الاتّجاه نفسه واستئناف الحوار المباشر بينهما في أسرع وقت ممكن”.

وتسعى الصين منذ أسابيع إلى أداء دور الوسيط في النزاع الأوكراني ووعدت قبل أيام بنشر موقفها بهدف التوصل إلى حل سياسي.

وفي الوثيقة، تعبر بكين عن موقف واضح يرفض أي استخدام للسلاح النووي بينما لوح الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مؤخرا بذلك.

وورد في الوثيقة أنه “ينبغي عدم استخدام الأسلحة النووية، وينبغي عدم خوض حرب نووية. ينبغي الوقوف ضدّ التهديد بالسلاح الذرّي أو اللجوء إليه”.

كما دعت الوثيقة البلدين إلى تجنب أيّ هجوم على المدنيين أو المنشآت المدنية. وقالت “ينبغي على أطراف النزاع الالتزام الصارم بالقانون الإنساني الدولي وتجنّب مهاجمة مدنيين أو منشآت مدنية”.

في تعقيبه، قال الرئيس الاوكراني فولوديمير زيلينسكي الجمعة أن “من الضروري العمل” مع الصين سعيا الى ايجاد حل للنزاع مع روسيا، وإنه يعتزم لقاء نظيره الصيني شي جينبينغ.

وقال زيلينسكي خلال مؤتمر صحافي “أنوي لقاء شي جينبينغ. سيكون ذلك مهما للأمن العالمي. الصين تحترم وحدة الأراضي ويجب أن تفعل كل شيء لضمان مغادرة روسيا أراضي أوكرانيا”.

من جانبها، قالت الخارجية الروسية إنها “تقدر” جهود الصين. وقالت في بيان “نشاطر بكين اعتباراتها”، لكن على كييف “الاعتراف بالحقائق الجديدة المتصلة بالأراضي” الأوكرانية التي أعلنت موسكو ضمها.

ورأى المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة ستيفان دوجاريك “أعتقد أن الخطة التي قدمتها الحكومة الصينية مساهمة مهمة. أعتقد أن الدعوة إلى ضرورة تجنب استخدام أسلحة نووية تكتسي أهمية خاصة”، مشددا على “المسؤولية المشتركة” للتوصل إلى “سلام عادل”، الأمر الذي دعت إليه غالبية واسعة في الجمعية العامة للأمم المتحدة.

في تصريحات لشبكة “سي إن إن”، قال مستشار الأمن القومي للبيت الأبيض جيك ساليفان إن الوثيقة “كان من الممكن أن تتوقف عند النقطة الأولى، احترام سيادة جميع الدول”.

وأضاف ساليفان أن “الحرب قد تنتهي غدا إذا أوقفت روسيا مهاجمة أوكرانيا وسحبت قواتها”.

وقال خورخي توليدو، سفير الاتحاد الأوروبي لدى الصين “لا يوجد أي ذكر لمعتد (في النص)، وهو أمر غريب بعض الشيء لأن من الواضح أن هناك معتديًا. رسالتنا إلى الصين هي أن عليها مسؤولية … ضمان احترام مبادئ وقيم وأهداف الأمم المتحدة، ولا سيما في مسائل الحرب والسلام”.

أما مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل الذي قال إنه لا يريد “رفضها”، فرأى قبل اجتماع لمجلس الأمن الدولي أنّ الوثيقة الصينية “ليست خطة سلام، إنها موقف تعيد فيه الصين تأكيد جميع المواقف التي تم التعبير عنها منذ البدء”.

بدوره، قال الرئيس الألماني فرانك فالتر شتاينماير “ما زال من المشكوك فيه أن تكون الصين، القوة العالمية، ترغب في أداء … دور بناء”.

وعبر الأمين العام لحلف شمال الأطلسي ينس ستولتنبرغ عن موقف مماثل بقوله إن الصين “ليس لديها الكثير من المصداقية” في ما يتعلق بأوكرانيا، معربًا عن شكوكه في أن يكون في وسع مقترحات بكين أن تضع حداً للحرب.

تشكل هذه الحرب قضية حساسة لبكين بسبب علاقاتها الدبلوماسية والاقتصادية القوية مع موسكو منذ سنوات، التي تعززها المصلحة المشتركة المتمثلة في تحقيق توازن في مواجهة واشنطن.

وتدعو الصين المحايدة رسميا، إلى احترام سيادة الدول بما في ذلك أوكرانيا لكنها تحث المجتمع الدولي في الوقت نفسه على مراعاة مخاوف موسكو الأمنية.

لكن الضغط الغربي يتزايد على بكين التي لم تؤيد الهجوم الروسي ولم تنتقده علنا وعبرت مرارا عن دعمها لموسكو في مواجهة العقوبات الغربية.

في الأيام الأخيرة، قال وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن إنه يخشى أن تكون الصين تفكر في إمداد روسيا بالأسلحة، وهي معلومات نفتها بكين بشكل قاطع.

من جانبهم، تعهّد قادة مجموعة السبع بفرض “تكاليف باهظة” على الدول التي تساعد روسيا في الالتفاف على العقوبات الدولية. وقالوا في بيان مشترك بعد قمة افتراضية الجمعة، “ندعو الدول الثالثة أو الجهات الفاعلة الدولية الأخرى التي تسعى إلى الالتفاف على تدابيرنا أو تقويضها للكف عن تقديم الدعم المادي للحرب الروسية أو مواجهة تكاليف باهظة”.

الغزو الروسي إهانة لضميرنا الجماعي

بدوره ندّد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غويتريش بالغزو الروسي لأوكرانيا، واصفاً إياه بأنه “إهانة لضميرنا الجماعي”، وذلك في افتتاح الجمعية العامة للمنظمة الأممية التي تأمل كييف وحلفاؤها خلالها حشد أكبر دعم لقرار يدعو إلى سلام “عادل ودائم”.

وقال غوتيريش إنّ “الذكرى السنوية الأولى لبدء غزو روسيا لأوكرانيا تشكّل محطة قاتمة للشعب الأوكراني وللمجتمع الدولي. هذا الغزو هو إهانة لضميرنا الجماعي”.

وشدّد الأمين العام للأمم المتحدة على أنّ “العواقب المحتملة لتصعيد النزاع تشكل خطرا جليا وقائما”، في إشارة إلى المخاطر المرتبطة بـ”التهديدات الضمنية” باللجوء إلى استخدام الأسلحة النووية والأنشطة العسكرية “غير المسؤولة” في محيط مفاعلات نووية.

وتابع “حان الوقت للابتعاد عن حافة الهاوية”.

وقدّمت حوالى ستين دولة مشروع قرار “يؤكّد ضرورة التوصّل في أقرب وقت إلى سلام شامل وعادل ودائم في أوكرانيا وفق مبادئ ميثاق الأمم المتحدة”.

ويؤكّد النص من جديد “التمسك” ب”وحدة أوكرانيا وسلامة أراضيها”، و”يطالب” بالانسحاب الفوري للقوات الروسية ويدعو إلى “وقف القتال”.

لكنّ النصّ لا يشير إلى خطة السلام المكوّنة من عشر نقاط والتي قدّمها الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في تشرين الثاني/نوفمبر.

وقالت مصادر دبلوماسية إنّ أوكرانيا التي طرحت الخطة في مرحلة أولى، تخلّت عنها لمحاولة الحصول على أكبر عدد ممكن من الأصوات.

وقال دبلوماسي أوروبي “توصّلنا إلى نصّ يحاول فعلا توحيد المجتمع الدولي، يكون متجانساً وإيجابياً قدر الإمكان”.

وأضاف أنه بعد مرور عام على غزو أوكرانيا، سيكون أيضا رسالة تبلغ روسيا بأنّها “لا تستطيع تحقيق أهدافها بالقوة”، معتبراً أنه إذا شعرت موسكو “بالعزلة فعلاً فسيكون الضغط في مرحلة ما أكبر من أن تقاومه”.

وحصلت القرارات الثلاثة المرتبطة بالغزو الروسي والتي صوتت عليها الجمعية العامة منذ عام على 140 إلى 143 صوتاً فيما صوّتت خمس دول بشكل منهجي ضدّ النصوص (روسيا وبيلاروس وسوريا وكوريا الشمالية وإريتريا) وامتنع أقلّ من أربعين بلدا عن التصويت.

لكنّ قراراً رابعاً مختلفًا قليلاً ينصّ على تعليق عضوية روسيا في مجلس حقوق الإنسان لم يحقّق توافقاً بالدرجة نفسها في نيسان/أبريل إذ حصل على تأييد 93 بلداً فقط، في مقابل 24 دولة صوّتت ضدّه و58 دولة امتنعت عن التصويت.

 

.

رابط المصدر:

https://annabaa.org/arabic/reports/34231

حول الكاتب

مقالات ذات صله

الرد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

W P L O C K E R .C O M