رسائل كلينتون: طنطاوي خشي استبعاد عمر سليمان

 عادل رفيق

 

هذه الوثيقة من إيميلات وزيرة الخارجية الأمريكية السابقة هيلاري كلينتون والتي أرسلها سيدني بلومنتال، المسؤول السابق في مكتب الرئيس بيل كلينتون. وأحد المقربين من هيلاري كلينتون لفترة طويلة، إلى هيلاري رودهام كلينتون، وزيرة الخارجية، وذلك بتاريخ 13 فبراير 2012، جاءت بعنوان: “أحدث التقارير المخابراتية”. وتتناول الوثيقة بعض القرارات العاجلة التي اتخذها المجلس الأعلى للقوات المسلحة بعد إعلان تنحي حسني مبارك في الحادي عشر من نوفمبر 2011، حيث وعد الشعب المصري “بانتقال سلمي” إلى “سلطة مدنية منتخبة” وقام بتعليق العمل بالدستور وحل برلمان 2010.

ويعتمد سيدني بلومنتال في استقاء معلومات الرسائل الاستخباراتية التي يرسلها إلى كلينتون على مصادر خاصة له على الأرض بمصر، بالإضافة إلى تقارير أجهزة مخابرات غربية، وأجهزة أمنية محلية.

وقد جاءت الوثيقة على النحو التالي:

بعد اتخاذ خطوات لحل البرلمان (برلمان 2010) وتعليق العمل بالدستور، صرح وزير الدفاع المصري، المشير حسين طنطاوي، بأن المجلس الأعلى للقوات المسلحة يعتزم إبقاء رئيس الوزراء أحمد شفيق في منصبه، للإشراف على الأنشطة اليومية ومتابعة النظام الإداري الحكومي المصري.

أما طنطاوي وأعضاء المجلس العسكري الآخرون فسوف يركزون اهتمامهم على العمل على استعادة النظام واستخدام موارد الجيش لتوزيع المواد الغذائية والإمدادات الأساسية في جميع أنحاء البلاد، وذلك في أعقاب المظاهرات التي اندلعت أواخر يناير ومطلع فبراير والتي أدت إلى سقوط الرئيس حسني مبارك. وسيقوم المجلس الأعلى للقوات المسلحة كذلك برصد تطور الأحزاب السياسية الجديدة، حيث تشمل خططهم الحالية الدعوة إلى إجراء انتخابات وطنية في سبتمبر 2011.

ويُعتبر العامل الأهم في هذا الانتقال إلى حكومة جديدة هو صياغة تعديلات دستورية، وإنهاء حالة الطوارئ التي فرضها مبارك بعد اغتيال سلفه، أنور السادات، في أكتوبر 1981. وصرح طنطاوي في جلسة خاصة. أنه يتوقع أنه بمجرد أن ينتهي أعضاء الحراك المؤيد للديمقراطية من تنظيم أنفسهم في أحزاب سياسية، فإنهم سيبدؤون في الضغط (على المجلس العسكري) من أجل الإسراع في إقرار دستور جديد للبلاد وإجراء انتخابات مبكرة.

وأكد طنطاوي مستخدماً أقوى العبارات أنه لن تكون هناك انتخابات قبل سبتمبر 2011، مضيفاً أنه إذا تبين أن صياغة الدستور الجديد معقدة بالشكل الذي يتوقعه، فقد يتم تأجيل الانتخابات حتى سبتمبر 2012. ولكنه أضاف أن الانتخابات لن يتم تأجيلها بعد ذلك التاريخ.

كما يبحث طنطاوي وزملاؤه في المجلس العسكري مستقبل نائب الرئيس مبارك اللواء عمر سليمان. حيث إنهم في الوقت الحالي منقسمون حول السماح له بالبقاء في (دوائر) الحكم من عدمه، حيث يطالب الجنرال سامي عنان، رئيس أركان الجيش المصري، بإقالته.

ولكن طنطاوي، من ناحية أخرى، يعتقد أن اتصالات سليمان الدولية ومعرفته بمجتمع الأمن والمخابرات المصرية تجعل وجوده ذا قيمة. وعلى أي حال، فإنهم متفقون على أن سليمان سيبقى، ولكنه سيظل بعيداً عن الأضواء حتى يتم البت في مصيره.

ويرى المصدر أن سليمان يشكل تحديات أمام المجلس الأعلى للقوات المسلحة. حيث يخشى أعضاء المجلس من أن سليمان كرئيس لجهاز المخابرات العامة قد جمع معلومات مهينة عن العديد من كبار المسؤولين الحكوميين والعسكريين – وهي معلومات يمكن أن يستخدمها لإحراج الحكومة الجديدة إذا وصل إلى الاعتقاد بأنه تعرض لسوء معاملة منهم.

تنويه: هذا النص العربي هو ترجمة دقيقة للأصل المنشور باللغة الإنجليزية في رسائل هيلاري كلينتون التي تم كشف السرية عنها على أن يتم التعامل مع كامل النصوص، وفق معايير الضبط العلمي والمنهجي عند الدراسة والتحليل.

 

رابط المصدر:

https://eipss-eg.org/%d8%b1%d8%b3%d8%a7%d8%a6%d9%84-%d9%83%d9%84%d9%8a%d9%86%d8%aa%d9%88%d9%86-%d8%b7%d9%86%d8%b7%d8%a7%d9%88%d9%8a-%d8%ae%d8%b4%d9%8a-%d8%a7%d8%b3%d8%aa%d8%a8%d8%b9%d8%a7%d8%af-%d8%b9%d9%85%d8%b1-%d8%b3%d9%84%d9%8a%d9%85%d8%a7%d9%86/

حول الكاتب

مقالات ذات صله

الرد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

W P L O C K E R .C O M