سُبُل الممهدين _ السبيل السادس والأربعون

بهاء النجار

 

هناك إختلاف وجهات نظر بخصوص الفائدة من القيام في عصر ما قبل الظهور المهدوي المبارك ببعض الأمور المختصة والمنحصرة بما بعد الظهور ؟ من هذه الأمور على سبيل المثال لا الحصر … تحرير القدس أو إقامة دولة إسلامية مبنية على أسس مهدوية أو تشريع قانون وفق الشريعة المقدسة وما شابه ذلك ؟
علينا أن نعرف أولا أن الدولة المهدوية هي دولة عالمية عادلة، وعدالتها تختلف عن العدالة التي تختزنها عقولنا، وبالتالي فإقامتها تتطلب جهودا جبارة غير اعتيادية، لذا فإن تحرير القدس أو إقامة دولة إسلامية أو تشريع قانون وفق الشريعة المقدسة أو غيرها من الأمور التي يتصور البعض أنها حصرية بالقيام المهدوي فهي وسائل تعتبر نقطة في بحر الدولة المهدوية.
فمن يريد أن يحرر القدس أو يقيم دولة إسلامية أو يشرع قانونا وفق الشريعة المقدسة كبديل عن ما يقوم به الإمام المهدي عليه السلام فهو واهم، وواهم من يظن أن هذه الأمور تغني عن قيام الدولة المهدوية العالمية، أما المثقف بثقافة مهدوية صحيحة فيرى مثل هذه الأمور وغيرها ما هي إلا سبل للتمهيد للدولة العالمية الموعودة، ومضعفة لقوة أعداء ومعرقلي الدولة المهدوية العالمية ولو بالشيء اليسير، فمن غير المنطقي أن نترك كل عمل يقوم به الإمام المنتظر عليه السلام بحجة أن القيام به محصور به عجل الله فرجه، كأن يترك المسؤول الحكومي العدالة بين موظفيه، أو يرفض البرلماني تشريع قانون يرضي الله سبحانه، أو يستهين رئيس الدولة أو الوزراء بمعالجة الأخطاء في بلده، فالعمل المحصور به عليه السلام هو ما لا يستطيع غيره فعله، كالعدالة المطلقة والمنطلقة وفق أسس سماوية، أو العالمية التي يعجز سواه عن بلوغها.
وبالنتيجة فإن تحرير القدس أو قيام دولة إسلامية أو تشريع قانون وفق الشريعة المقدسة أو أي عمل آخر ضمن جدول أعمال مهدينا المنتظر عليه السلام عند ظهوره الموعود فهو من السبل الممهدة للدولة العالمية المنتظرة، وتهيئة مقدماتها بالتأكيد من هذه السبل أيضا، على أن تكون مثل هذه الأعمال خالصة لوجه الله وتعجيلا لفرج الإمام المهدي عليه السلام، وليست لغايات دنيوية وسياسية ضحلة، وهذا يمكن أن يعرف من خلال الوقائع الميدانية والتجارب العملية لمن يدعي ذلك، وليس من تكليفنا معرفة النوايا القلبية.

 

.

رابط المصدر:

https://t.me/Al_Mahdi_State

حول الكاتب

مقالات ذات صله

الرد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

W P L O C K E R .C O M