إتجاه السياسة الخارجية للبرتغال نحو أفريقيا

اعداد : السفير بلال المصري – المركز الديمقراطي العربي – القاهرة – مصر 

 

وفقاً لمتابعة السياسة الخارجية البرتغالية منذ مطلع عام 2022 فقد لوحظ أنها عامدة إلي الشروع في العودة بقوة نسبية إلي مستعمراتها السابقة في أفريقيا أو ما يُسمي بتكتل PALOP أو البلدان الأفريقية التي لغتها الرسمية البرتغالية Países Africanos de Língua Oficial Portuguesa  , ففي 3ديسمبر عام 2021 نشرت AFRICA INTELLIGENCE  أن السفارات والهيئات الدولية والدعم العسكري والروابط اللغوية أدوات تستخدمها البرتغال مع جميع الموارد المتاحة لها للحفاظ على موقعها في إفريقيا , لاسيما في مستعمراتها السابقة ، حيث لا يزال لديها روابط اقتصادية قوية مواردها محدودة  ، وفي  11 يناير 2022 ، نشرت أنه جري تعيين Francisco Alegre أحد القريبين الموثوق فيهم لدي رئيس الوزراء البرتغالي  António Costa ليكون سفيراً للبرتغال لدي أنجولاً وهي واحدة من أهم الدول المتحدثة بالبرتغالية والي بينها وبين البرتغال مشاكل وعقبات عدة أهمها العقبات والعقد التاريخية ومنها فترة الإستعمار البرتغالي القاسية الشرسة في وحشيتها والتي تركت أثراً نفسياً سيئاً لدي الشعب الإنجولي حتي اليوم , كما تُعد مشاركة البرتغال في الحرب الأهلية التي أعقبت إستقلال أنجولا في نوفمبر1975 أحد أخطر خطايا البرتغال في حق أنجولا والأنجوليين , هذا بالإضافة إلي تعنت السفارة البرتغالية في منح تأشيرة دخول البرتغال ومشاكل ثانوية أخري متنوعة وعديدة , ولذلك فإن تعيين سفير جديد للبرتغال في لواندا قريب من رئيس وزراء البرتغال يحمل في طياته معاني إيجابية عدة , وعموماً فقد سبق تعيين السفير الجديد مبادرة البلدين لشق طريق إيجابي بينهما ففي ربيع2020 وقعت الدولتان اتفاقاً تاريخياً لحماية الاستثمارات الثنائية هو بالفعل موضوع تعديل رئيسي – رسميًا بسبب دخول منطقة التجارة الحرة الأفريقية حيز التنفيذ ولكن هذا التعديل مدفوع أيضًا بالرغبة في إدخال تدابير أكثر صرامة لمكافحة الفساد , كما تم  في27ديسمبر2020 تعيين مدير جديد لقسم اللوزوفون والجنوب الأفريقي بوزارة الخارجية البرتغالية هو لويس بريتو كامارا في إطار نهج تقوية العلاقات مع كتلة الليزوفون , ومع ذلك نشرتAFRICA INTELLIGENCE في15/04/2022 أن الرئيس الأنجولي Joao Lourenco  يتلقي القليل من الدعم والمساعدة في حملته علي فساد أسرة الرئيس الأنجولي الراحل dos Santos والأموال المنهوبة التي جمعوها من دم الشعب الأنجولي والتي تمثل العنوان الرئيسي لحملة الرئيس Joao Lourenco في الإنتخابات الرئاسية القادمة في أنجولا , وهي الحملة التي تدعمه فيها الولايات المتحدة الأمريكية نكاية وإنتقاماً من الرئيس الراحل  dos Santos الذي فتح بوابة أنجولا علي مصراعيها لدخول الصين أنجولا  التي أمدت أنجولا بخطوط إئتمان من بنكEXIMBANK   بمليارات الدولارات مقابل حوالي 456 ألف برميل بترول كمثال في الفترة من يناير وحتي مارس 2006 أي 15% من مجمل واردات الصين العالمية من البترول , وكانت الحالة الأنجولية بالنسبة للصين مثالاً إحتذاه قادة أفارقة كثر ومن هنا كان الإنتقام الأمريكيالذي وصل إلي درجة أن منعت إدارة Biden أبنة الرئيس الأنجولي الراحل  Isabel dos Santos من دخول الولايات المتحدةويشيرهذا الحظر إلى دعم الولايات المتحدة لمطاردة أنجولا في جميع أنحاء العالم لأصولها والتي يُزعم أنها تأتي من الأموال العامة المختلسة .

تخطط البرتغال لعودة قوية لمستعمراتها السابقة في أفريقيا بوجه خاص , لكن هذا الإتجاه البرتغالي نحو أفريقيا يُفضل الحكم علي مدي فاعليته بالنظر إلي ما يلي :

  الوضع الداخلي في البرتغال   :

لا مشكلة للهجرة واللاجئين ، ففقد ظل البرتغال خارج الطرق التي يسلكها عدد كبير من المهاجرين واللاجئين الذين يغادرون شمال إفريقيا والشرق الأوسط وجنوب آسيا , لذلك ، على عكس العديد من البلدان الأوروبية الأخرى فإن الهجرة بانسبة للبرتغال ليست قضية سياسية بارزة أو مثيرة للانقسام للغاية ففي استطلاع أُجري في يونيو 2019 ، اعتبر 4٪ فقط من المشاركين في البرتغال أن الهجرة من بين أهم مشكلتين تواجههما البلاد , وكانت هذه أدنى نسبة في الاتحاد الأوروبي وهي أقل بكثير من متوسط ​​دول الاتحاد الأوروبي الثماني والعشرين البالغ 17٪  نظرًا لأن الهجرة هي أحد الأسباب الرئيسية للشعبوية اليمينية في أوروبا والولايات المتحدة  إن لم تكن السبب الرئيسي لها , لذا فإن الشعبوية اليمينية لا تشكل تهديدًا في البرتغال  , وليس لدى البرتغال نفس المشكلة مع التطرف الإرهابي الإسلامي المزعوم والذي تدعيه بعض دول الاتحاد الأوروبي , فالمجتمع الإسلامي (الصغير) بالبرتغال نفسها مندمج بشكل جيد بشكل عام ويشارك في الحوار الديناميكي بين الأديان في البلاد , وقد تضمن حفل تنصيب الرئيس مارسيلو في مارس 2016 شاركت فيه الأديان الموجودة في البرتغال أقيم في المسجد المركزي في لشبونة .

أعلن مدير الهجرة والحدود بالبرتغالفي 24 مايو 2006 أنه سيجري قبل نهاية 2006 إقامة مرصد مراقبة لحركة الهجرة لتحليل حركة الأفراد في فضاء دول تجمع CPLP , وأشار إلي أن حركة المواطنين البرتغاليين لموزمبيق أكثر من مواطني موزمبيق للبرتغال وأن موجهات إنشاء مرصد مراقبة حركة الهجرة أقرها مديرو إدارات الهجرة بتجمع دولCPLP في إجتماعهم اليوم في لشبونة .

لكن البرتغال مع ذلك تواجه تحديات هي :

– ضمان استمرار توحيد الميزانية فقد تم إغلاق أحدث إجراءات العجز المفرط في الاتحاد الأوروبي في البلاد في عام 2017 وهو الإجراء الثالث من نوعه للبلاد منذ عام 2002 ويتفاقم هذا التحدي بسبب ارتفاع مستوى الدين العام (122.2٪ من الناتج المحلي الإجمالي في عام 2018)  وهو ثالث أعلى مستوى النسبة داخل الاتحاد الأوروبي و يتطلب إحكام السيطرة على الدين العام جهودًا متواصلة غير مسبوقة على مدى سنوات عديدة وحكومات مستقبلية , ويتوقع أحدث برنامج استقرار حكومي للفترة 2019 – 2023 صدر في أبريل 2019 أن الدين سينخفض ​​إلى أقل من 60٪ من الناتج المحلي الإجمالي في منتصف ثلاثينيات القرن الحالي , وسيتطلب ذلك استدامة توحيد الميزانية على مدى أكثر من عقد وعبر الدورات الاقتصادية والسياسية الدولية والمحلية  .

– على المدى القصير والمتوسط هناك حاجة ​​للتوفيق والموائمة بين الحاجة إلى توحيد الميزانية مع توقعات المواطنين بأن سياسات التقشف سوف يتم عكسها وقد تمكنت حكومة كوستا الأولى من تسوية هذه الدائرة بشكل معقول , ومع ذلك فإن حكومة كوستا الثانية التي تولت السلطة في 26 أكتوبر 2019 ستواجه ضغوطًا أكبر وليس أقل خاصة مع تعزيز توحيد الميزانية

– هناك ثمة حاجة إلى تحسين القدرة على الحكم خلال فترتي الاستعراض الحالية والسابقة وقد سجلت البرتغال درجات ضعيفة في عدد من المجالات المتعلقة بقدرة الحوكمة بما في ذلك استخدام الأدوات القائمة على الأدلة في صنع السياسات ودرجة التخطيط الاستراتيجي والمدخلات في صنع السياسات والتشاور المجتمعي وتنفيذ السياسات ، والدرجة التي تخضع ترتيبات الحوكمة المؤسسية لإصلاح مدروس , و تؤثر نقاط الضعف في هذه المجالات على جودة صنع السياسات سواء من حيث التصميم والتنفيذ ولا تتعلق قدرة الحوكمة هذه بترتيبات صنع القرار فحسب  بل تتعلق أيضًا بآليات الرقابة الأوسع .

– بطالة الشباب مرتفعة باستمرار فلم تتبع معدلات بطالة الشباب الاتجاه التنازلي للبطالة بشكل عام وظلت مستقرة إلى حد ما خلال فترة المراجعة الحالية  بنسبة أعلى من متوسطات الاتحاد الأوروبي ومنطقة اليورو تحتاج سياسات سوق العمل إلى معالجة هذه المشكلة من أجل تجنب إهدار الاستثمار التعليمي الكبير الذي تم القيام به خلال العقد الماضي , ويشكل ارتفاع الديون ضغطا هائلا على الموارد .

– أصبح واضحًا في مناقشة سياسات التعليم والرعاية الصحية والحد من الفقر  ما يُشكل  ضغطاً  هائلاً على الموارد بسبب الحاجة إلى خفض الدين العام  وقد أدى هذا الضغط إلى إضرابات وتراجع في عدد المعلمين والمتخصصين في الرعاية الصحية وشعور عام بالضيق منذ أن وُعد هؤلاء بالكثير بموجب “منع” الحكومة السابقة ومع ذلك لم يتم تسليم سوى القليل من المتوقع لزيادة مدفوعات المعاشات التقاعدية  .

– هناك نقص في العمالة الكافية للاقتصاد حيث يتم تخفيف سياسات التقشف ويرجع ذلك إلى عدة أسباب بما في ذلك شيخوخة السكان وهجرة الشباب والمتعلمين وبطالة الشباب ونقص الموارد بسبب الحاجة لخفض الدين العام الذي تم وذلك على الرغم من وجود برنامج عودة “رجعي” ، إلا أنه لم يكن فعالًا للغاية  .

إن النظام الحزبي في البرتغال مستقر للغاية فمنذ الانتخابات التشريعية في أكتوبر 1999 احتكر النظام الحزبي بالكامل تقريبًا خمس قوى سياسية: PSD و PS و CDS و PCP وحليفه PEV و BE. , وبشكل عام كان للبرتغال سبعة هيئات تشريعية منذ بداية الألفية الجديدة ومن بين ما مجموعه  1610 نائبا منتخبا لهذه الهيئات التشريعية الستة كان 1602 عضوا في هذه الأحزاب السياسية الخمسة  , و يساهم هذا الاستقرار في انخفاض مستوى الاستقطاب الحزبي كما يتضح من غياب الاستقطاب الأيديولوجي , و كان للبرتغال ثامن أدنى مستوى من الاستقطاب الأيديولوجي بين الأحزاب من خارج البلدان التي تم تقييمها في قاعدة بيانات ParlGov لعام 2018 وهي أقل بكثير من المتوسط ​​لجميع البلدان , ففي في 6 أكتوبر 2019توجه البرتغاليون إلى صناديق الاقتراع لانتخاب برلمان جديد  وأدت الانتخابات حتما إلى زيادة التوترات بين الأحزاب , ومع ذلك حافظ الاستقطاب الحزبي الجوهري على المستويات المنخفضة نسبيًا التي سادت خلال الهيئة التشريعية 2015-2019 , وقد سهل ذلك الاتفاقات غير المسبوقة حتى الآن والتي يطلق عليها “المواقف المشتركة” بين الحزب الاشتراكي والحزب الشيوعي البرتغالي (PCP) و BE في المواقف المشتركة واتفق الطرفان على مجموعة من السياسات المشتركة وتشكيل حكومة بقيادة الاشتراكيين , هذه الاتفاقات تعني أن حزب PCP و BE كان لهما دور أكبر في الحكومة وصنع السياسات أكثر من أي وقت مضى مما يخفف من الاستقطاب العام في النظام الحزبي , وقد تجلى الدور الأكبر لبرنامج PCP و BE في صنع السياسات من خلال مقاربتهم لميزانيات الدولة وهي لوحة السياسة المركزية للحكومات البرتغالية ، وفي جميع أرجاء الهيئة التشريعية 2015-2019 اتبعت ميزانية 2019 نمط الميزانيات السابقة وتمت الموافقة عليها بدعم من BE و PCP في 20 نوفمبر 2018 ولوحظ في تقرير SGI السابق وقد شكل ذلك تعديلاً عميقاً مقارنة بالماضي , ففي السابق كان كل من BE و PCP يصوتان بشكل منهجي ضد جميع الميزانيات مع تصويت BE ضد كل ميزانية حكومية منذ دخول البرلمان لأول مرة في عام 1999 وصوت PCP ضد كل ميزانية دولة منذ عام 1977 ,أخيرًا يُشار إلى أن النمط المستقر الذي لوحظ سابقًا قد تراجع إلى حد ما خلال الانتخابات التشريعية الأخيرة في أكتوبر 2019من بين أعضاء البرلمان الثمانية الذين لا ينتمون إلى الأحزاب الخمسة الرئيسية المنتخبة منذ عام 199وتم انتخاب سبعة في انتخابات أكتوبر 2019 وأسفرت انتخابات عام 2019 عن تعزيز حزب PAN (People-Animals-Nature المعني بالبيئة والحيوان والذي شهد زيادة حصته في عام 2015 من مقعد واحد إلى أربعة , وشهدت انتخابات 2019 أيضًا دخول ثلاثة أحزاب جديدة إلى البرلمان ، ولكل منها مقعد واحد وتمثل هذه الأحزاب الجديدة اتساعًا في الطيف الأيديولوجي الممثل في البرلمان ويُعتبر عمومًا أحد الأحزاب التي دخلت البرلمان الآن من معسكر اليمين الراديكالي الشعبوي (Chega والذي يترجم إلى Enough آخر هو ليبرالي صريح من الناحية الاقتصادية (Iniciativa Liberal ، مبادرة ليبرالية). الطرف الثالث هو حزب يساري ليبرالي ، مؤيد للاتحاد الأوروبي (حزب أخضر). بدأ البرلمان الجديد في 25 أكتوبر 2019 وبالتالي لم يكن هناك وقت كافٍ لتقييم تأثير هذه الأحزاب الجديدة على الاستقطاب الحزبي على الرغم من أنه من العدل توقع زيادة الاستقطاب إلا أنه لا ينبغي المبالغة في تأثير هذه الأحزاب الجديدة: فلا تزال الأحزاب الخمسة الرئيسية تمثل 97٪ من جميع المقاعد في الهيئة التشريعية الحالية  .

جرت الانتخابات العامة في البرتغال في 30 يناير 2022بعد أزمة بشأن ميزانية الحكومة الاشتراكية لرئيس الوزراء أنطونيو كوستا مع كل من اليسار واليمين لصالح رفض الميزانية  وقام الرئيس مارسيلو ريبيلو دي سوزا بحل البرلمان ودعا إلى إجراء انتخابات عشية التصويت ،وأظهرت معظم استطلاعات الرأي أن الاشتراكيين (PS) والحزب الاشتراكي الديمقراطي (PSD) في العنق والرقبة حوالي 34 %أو 35 % لكل منهما ومع ذلك كانت النتائج مختلفة بشكل صادم , فقد حصل الحزب الاشتراكي على 41.5 % من الأصوات ، منتخباً 119 نائباً من أصل 230 مقعداً. وحصلت مديرية الأمن العام في روي ريو على 27.8٪ من الأصوات و 73 مقعدًا والنتيجة كافية لإثارة الشكوك حول مصداقية معاهد الاقتراع في البرتغال خاصة وأن التوقعات الانتخابية الأخيرة لانتخابات بلدية لشبونة كانت متوقفة تمامًا فمن الناحية الأيديولوجية  لم تكن هناك اختلافات كبيرة بين برنامجي الحزبين فقد كان ينظر إلى السيد ريو حتى داخل حزبه على أنه رجل يسار الوسط وعلى عكس غالبية نواب الحزب الديمقراطي الاجتماعي فهو يؤيد الإجهاض القانوني والقتل الرحيم  الأمر الذي ربما يكون قد كلفه دعم المحافظين في الانتخابات , كما عانى حزبا اليسار المتطرف وهما الحزب الشيوعي (PCP) والكتلة اليسارية (BE) من هزيمة خطيرة يُعتقد أن جزءًا كبيرًا من ناخبيهم صوتوا لــ PS من خلال توقع التعادل بين PS و PSD  ومن المرجح أن تكون استطلاعات الرأي قد دفعت الناخبين على اليسار للتصويت لصالح الحزب الاشتراكي لتجنب ما اعتبروه “انتصارًا يمينيًا” وكان محتملاً أن يحدث الشيء نفسه على الجانب الأيمن من الطيف السياسي ولكن على نطاق أصغر بكثير وبالنسبة لليسار المتطرف ، كانت الانتخابات بمثابة هزيمة خطيرة . وكان الفائز الآخر في الانتخابات هو Chega وهو حزب قومي وصفه منتقدوه أحيانًا بأنه يميني متطرف شعبوي زعيمه أندريه فينتورا  ناشط سابق في مديرية الأمن العام  لكنه غادر لتأسيس شيجا في أبريل 2019 وأسس علاقات سياسية على المستوى الأوروبي مع الإيطالي فراتيلي دي إيطاليا والتجمع الوطني الفرنسي وفوكس الإسباني. بعد ستة أشهر فقط  وتم انتخاب السيد فينتورا نائبًا وحيدًا لشيجا في البرلمان البرتغالي , وتعرض برنامجه لانتخابات يناير2022 وشعاره كان “الله والوطن والأسرة والعمل” للهجوم من قبل اليسار والنخب الليبرالية باعتباره موقفًا برتغاليًا ضد اليمين الشعبوي الجديد , لكن أداء Chega كان جيدًا حيث حصل على 7.15 % من الأصوات و 12 نائبًا , كما حققت المبادرة الليبرالية (IL) وهي حزب جديد مؤيد للسوق ومناهضة للاشتراكية نجاحًا جيدًا في الانتخابات  حيث حصلت على 5 % من الأصوات وثمانية نواب , إنهم ليبراليون اجتماعيًا ومؤيدون لحق الاختيار ويؤيدون القتل الرحيم ، ويؤيدون زواج المثليين والتبني ناخبوهم هم في الغالب من الطبقة المتوسطة والطبقة المتوسطة العليا في المراكز الحضرية الكبرى مثل لشبونة وبورتو على عكس دائرة Chega التي يتم توزيعها بشكل متساوٍ في جميع أنحاء البلاد وقد تعرض المركز الديمقراطي والاجتماعي (CDS) لضربة كبيرة: بنسبة 1.61% من الأصوات لم يتمكنوا من انتخاب نائب واحد ولا حتى زعيم الحزب الشاب فرانسيسكو رودريجيز دوس سانتوس وقد يكون الخلاف الداخلي وراء هزيمة الحزب الراسخ , وأندريه فنتورا سياسي برتغالي أسس الديمقراطي الاشتراكي السابق حزب تشيغا الوطني المحافظ في عام 2019 وحصل الحزب على 7.5 %من الأصوات في انتخابات عام 2022 .

عموماً يُمكننا أن نقول أن البرتغال هي واحدة من أكثر الدول اليسارية في الاتحاد الأوروبي فبعد الانقلاب العسكري في أبريل 1974تم إنهاء الاستعمار وتأميم الشركات الرئيسية في البلاد في مناخ من الراديكالية اليسارية المتطرفة ومنذ ذلك الحين سيطر اليسار على الطيف السياسي البرتغالي باستثناء فترات قصيرة من حكم يمين الوسط  , وتتمتع البرتغال بنفس الحدود في أوروبا منذ القرن الثالث عشر ولا تواجه مشاكل الهوية الوطنية ولا الانشقاقات الدينية أو العرقية نظرًا لأنها لم تشهد هجرة كبيرة ثقافيًا مثل فرنسا أو انفصالية إقليمية مثل إسبانيا ولم تتأثر البرتغال بالقضايا التي أدت إلى اندلاع قومية يمينية جديدة في الدول الأوروبية , وفي أوروبا اليوم ظهر فرعين أيديولوجيين متميزين من الجناح اليميني أحدهما قومي محافظ مثل القانون والعدالة البولنديين أو Fidesz المجري أما الآخر فهو أكثر هوية وشعبوية قومية مثل التجمع الوطني الفرنسي أو الإيطالي فراتيلي دي إيطاليا  .

إن شعبية هذه الأحزاب هي رد فعل للعديد من العوامل بما في ذلك دفع الاتحاد الأوروبي لمزيد من السلطات المركزية والهجرة غير المنضبطة  والفساد على نطاق واسع ، وأجندة اليسار متمثلة في التصحيح السياسي الراديكالي , لكن في البرتغال لطالما سيطر اليسار على المشهد الثقافي والسياسي , وعلى الرغم من القائمة الطويلة للفضائح التي تورط فيها أعضاء مهمون في الحزب الاشتراكي والحزب الاشتراكي فقد قاد الحزبان البرتغال منذ عام 1976.

بشكل عام – ووفقاً لما تقدم – فإن البرتغال مُستقرة سياسياً وبها تجانس مُجتمعي إلي حد كبير وهذا يقودها إلي البحث في دور خارجي نشط يعود عليها بفوائد إقتصادية , خاصة لو كان هذا الدور الخارجي مجاله مستعمراتها السابقة وهي تحديداً الدول الثماني المُتحدثة بالرتغالية في أريكا اللأتينية (البرازيل ) وفي آسيا (مكاو وتمور الشرقية) وفي أفريقيا وهي دول الــ PALOP أنجولا , موزمبيق , غينيا بيساو , الرأس الأخضر وساوتومي وبرنسيب    .

لكن ورغم إيجابية الوضع الداخلي نسبياً في البرتغال فهناك نقاط أخري يجب النظر إليها لأنها موثرة ليس علي حركة السياسة الخارجية للبرتغال وإنما علي حرية الحركة , وذلك كما يلي :

ألف – الدور الصيني في أفريقيا:

التحرك البرتغالي نحو أفريقي يصطدم بصخرة ضخمة تكاد تسد طريق تحركها في أفريقيا بل تحرك آخرين كالولايات المتحدة والتي معها وسائل ليست في حوزة البرتغال مثل USAID الوكالة الدولية للتنمية الدولية و قانون الفرصة والنمو الأفريقي AGOA ولا الإتحاد الأوروبي الذي يتحرك بصعوبة نسبية بسبب الزحف الصيني نحو أفريقيا , فالصين بتحركها الإقتصادي المخطط جيداً والمبرمج نحو أفريقيا تجعل الحيز للحركة الحرة يضيق أمام كل منافسيها وليس أمام البرتغال فحسب .

أدلي نائب رئيس الوزراء الصيني بتصريح لوكالة الأنباء البرتغالية في 28 نوفمبر 2005 خلال زيارته لمدغشقر أشار فيه إلي أن الصين تريد مضاعفة حجم التجارة مع أفريقيا ليصل إلي 100 مليار دولار في مدي الخمس سنوات القادمة في مجالي الوردات والإستثمارات المباشرة بالقارة .

وقعت شركةSONANGOL الأنجولية الدولية المحدودة ( وهي شركة أنجولية /صينية)في 4 أكتوبر 2005إتفاق لإستكشاف وإنتاج البترول في قطاعين بتروليين 3\05 و 3\05A في المياه الأنجولية بالمحيط الأطلنطي  وتساهم هذه المؤسسة بنسبة 35% فيما تساهم شركات من اليابان وأيني الإيطالية ومؤسسةSOOMOIL  الأنجولية وشركة صناعة البترول الصربية بالنسب الأخري

في إطار عملية الخصخصة أعلن في 5 أكتوبر 2005 أن المؤسسة الوطنية للأعمال المعدنية (أُسست عام 1956 وتوقفت عام 2000 لأسباب إدارية) ستواصل إنتاجها في ديسمبر 2005 نتيجة لتوقيعها عقد في 15 يناير 2005 مع شراكة مع شركة Chung Fong الصينية تساهم بموجبه بنسبة 51% بينما يساهم الجانب الأنجولي بنسبة 49% وسيتم الإستثمار في بناء فرنين لصهر المعادن  وعمل توسعات أخري بحيث يصل الإنتاج إلي 32 الف طن من ألواح الحديد في العام الأول ويزداد تدريجياً ليصل إلي 180 الف طن عام 2008 وإضافة لهذا المشروع هناك مشروع آخر للتنقيب عن النحاس مع مجموعة Pan Asian Oasis  الصينية .

أدلي وزير خارجية البرتغال بحديث إليJornal de Angola نُشر في 23 أكتوبر 2005 قال فيه : إن  بلاده منفتحة علي تطوير شامل في العلاقات الثنائية مع أنجولا وأن هناك حوالي 7 آلاف شركة برتغالية لديها اعمال مع أنجولا وتمثل الإستثمارات البرتغاليىة نحو 25 % من مجمل الإستثمارات الأجنبية المباشرة في أنجولا , وستعمل البرتغال علي زيادة صادرتها وإستثماراتها مع وفي أنجولا , وهناك حاجة كي يساعد المجتمع الدولي أنجولا في تنميتها وأن البرتغال تدعم عقد مؤتمر دولي لإعمار أنجولا بعد الحرب الأهلية الطويلة (1975 – 2002) والتوصال إلي Compromisso  بشأن صيغة عقد هذا المؤتمر سواء أكان ذلك في شكل منح  ~أو إستثمارات أو أي صيغة أخري  بعد ذلك قام وزير خارجية البرتغال بزيارة لأنجولا لحل بعض المشاكل الثنائية العالقة , فهناك فجوة في العلاقات يزيد من صعوبتها تراث تاريخي إستعماري كئيب .(يعلم وزير خارجية البرتغال أن دول الإتحاد الأوروبي والولايات المتحدة رفضوا الفكرة لأسباب تعود لثروة أنجولا البترولية )

إمعاناً في منافسة الصين لغيرها من المُنافسين كالولايات المتحدة والإتحاد الأوروبي ومنه البرتغال , أفاد مصدر ديبلوماسي في بكين وكالة ةإستعلامات في الأول من مارس 2006 بأن البلاد الأعضاء في منتدي التعاون الإقتصادي والتجاري بين الصين والبلاد المُتحدثة بالبرتغاليةCPLP  ستشرع في إنشاء بنك للإستثمارفيما بينها لتمويل مشروعات مُشتركة بناء علي خطة طويلة الأمد تستهدف إيجاد آلية تمويل مُشتركة وهو أمر بحثه إجتماع وزاري لمنتدي التعاون الإقتصادي والتجاري بين الصين ودول CPLP في سبمبر 2006 قي ماكاو وهو الإجتماع الذي أقر دراسة الجدوي الخاصة بإنشاء شبكة لوجستية للنقل الجوي تربك هذه الدول بالصين والعكس ويبأ تنفيذا بين الصين وأنجولاأكبر شريك أفريقي للصين والتي كانت الصين في هذا الوقت تستورد 9,5 %   من وارداتها البترولية منها .

وقعت مؤسسةSONANGOL  للبترول المملوكة للدولة في أنجولا في 16 مارس 2006 إتفاقاً مع شركة SINOPEC لتطوير مشروع إقامة مصفاة بترول في ميناءLOBITO الأنجولي والإتفاق عبارة عن كونسورتيوم مشروع مُشترك بين  SONANGOLو SINOPECالدولية وSSI وكانت تكلفة هذا المشروع المُقدرة 3,5 بليون دولارويبفذ علي الأجل القصير  والطاقة الإستيعابية له 200ألف برميل / يوم .

أعلنت وزارة الطاقة الصينية في 28 مارس 2006 أن أنجولا قد صدرت في الشهرين الأولين من عام 2006 بترولاً بمعدل 451 برميل / يوم أي ما يمثل 15% من مجمل واردات الصين البترولية في هذه الفترة وإن واردات الصين من البترول الأنجولي إرتفعت بنسبة 34% أي ما مجموعه 179مليون برميل  في الهرين الأولين من عام 2006, وأشارت دورية السويسرية إلي أن صادرات البترول الأنجولي للصين تجاوزت في الفترة الماضية من ناحية الحجم ما كانت تستورده الصين من السعودية والعراق كل علي حدة .

إن حركة الصين التجارية والإقتصادية في أفريقيا تشكل داعياً لقلق الولايات المتحد وهي قد إستكملت أو كادت تحقيق قدر مهم من السيادة الإقتصادية والتجارية في أفريقيا , فوفقاً لبيانات مُعلنة في5 يناير 2006 عن الأشهر السبع الأولي من عام 2005بلغت قيمة التبادل التجاري 12,366بليون دولار  3,366 بلون دولار مبيعات صينية و 8,780 بليون دولار صادرات من الدول الأعضاء في تجمع الدول المتحدثة بالبرتغالية CPLP , كانت البرازيل أول شريك تجاري للصين في فضاء CPLP فبلغت قيمة مبيعات البرازيل للصين 4,986 بليون دولار, أما مُشترياتها من الصين فكانت 2,597 بليون دولار , أما أنجولا فبلغت مبيعاتها للصين 3,581 بليون دولار ,مُشترياتها من الصين بلغت 2,597 بليون دولار , وفقاً لهذه البيانات إنخفضت صادرات البرتغال للصين بنسبة 3,6% بقيمة 174,1 مليون دولار فيما اشترت منتجات صينية بقيمة 508,5 مليون دولار أو ما يزيد بنسبة 60 ,5% عن نفس الفترة من عام 2004 , وموزمبيق بلغت مبيعاتها للصين في هذه الفترة 38,5 مليون دولار وكانت مشترياتها من الصين 58,5 مليون دولار وكان التبادل التجاري بين الصين و تجمع CPLP حوالي 18 بليون دولار أي أن هناك نمو في رقم الأعمال .

ستضمحل فاعلية التجمعات الإقتصادية الأفريقية إثر المنافسة الضارية في القارة بين الصين والولايات المتحدة والإتحاد الأوروبي  بشكل أساس وقوي ثانوية أخري كاليابان وكوريا الجنوبية والهند ومضوع التنافس الأول هو البترول والأسواق الأفريقية , ومما يعزز هذا الإعتقاد أن الصين كمنافس إقتصادي قوي أعلنت في  27 فبراير 2006علي لسان نائب وزير التجارة الصيني Wei Jianguo وبمناسبة تقديم عرض عن دور الإنعقاد لمنتدي Macau  الثاني والذي عُقد في سبتمبر2006 بالمنطقة الإدارية الخاصة بماكاو أعلن عن أن الصين ستخفض من الديون المُستحقة علي الدول الأفريقية الناطقة بالبرتغاليةPALOP   لكن المسئول الصيني لم يُشر إلي خحم هذه الديون ولا نسبة الخفض , وكان العرض الصيني مُتزامناً مع تسدد صندوق النقد الدولي في مفاوضاته مع بعض الدول الأفريقية بشأن إقراضها , وكان صندوق النقد الدولي قد أعلن في 8/12/2005 عن إستحقاق 14 بلد أفريقي من الدول المُثقلة بالديون  لم يكن من بينها سوي موزمبيق لرفع الديون أو تخفيفها عنها , كذلك تزامن مع الإعلان الصيني شكاوي دول أفريقية من أن قانون الفرصة والنمو الأفريقي AGOA الأمريكي لا مردودية إقتصادية له والمعني العريض لذلك أن المبادرات الصينية إيجابية وتمضي قدما في أفريقيا ., ومن شأن المبادرات الإقتصادية الصينية أن تؤدي إلي ضيق حيز التحرك الإقتصادي الأمريكي والأوروبي وضمنه البرتغال في الـ دول الليزوفونية الأربع في أفريقيا (ما عدا ساوتومي لتطبيعها العلاقات مع تايوان وقطعها مع الصين )وستعرقل هذه المبادرات الصينية محادثات صندوق النقد الدولي مع هذه الدول أيضاًكما ستجعل دول أفريقيىة  أخري من خارج كتلة PALOP مُتطلعة للتعاون والتعامل مع الصين لفوائد ذلك , خصوصاً  أن التعامل مع الولايات المتحدة والأوربيون به في غالب الأحول مشروطية قضايا حقوق الإنسان والشفافية والديموقراطية وهي قضايا تصيب بعض الزعماء الأفارقة بالغثيان أو الصداع المُزمن .

تستغل الصين تعاونها الكثيف مع الدول الأفريقية لتطبيق سياسة “الصين واحدة” ومطاردو وجود الصين الوطنية (تايوان) الدبلوماسي فقد أوردت THE STANDARD في 5 يوليو 2006 مثلاً أن وزير الخارجية التايواني غادر تايبيه يوم 4 يولية لبدء جولة أفريقية تضم 6 دوا بهدف أساسي وهو مناقشة التعاون الإقتصادي مع قادة : سوازيلاند وساوتومي وتشاد ومالاوي وبوركينا فاسو وجامبيا وتاتي هذه الجولة التايوانية كأول رد فعل تايواني وكحملة مُضادة لجولة رئيس الوزراء الصيني في شهر يونيو 2006 , وبالرغم من أن هذه الجولة تأتي كرد فعل وليس فعلاً إلا أن المُتحدث باسم خارجية تايوان أشار إلي أن ما فعلته الصين الشعبية لم يعرض مركز تايوان الدولي للخطر مُبرراً ذلك بأن تايوان تركز علي عملها الدبلوماسي في كل الأوقات , لكن رغم هذا ففي 20 ديسمبر 2016 عندما قطعت جمهورية ساوتومي علاقتها الدبلوماسية بتايبيه التي كانت تتحمل موازة هذا الأرخبيل الصغير الواقع في خليج غينيا , وفي 23 مايو 2018 أعلنت بوركينا فاسوقطع علاقاتها الدبلوماسية مع تايوان موجهة بذلك ضربة جديدة على الصعيد الدولي الى الجزيرة التي كانت تقدم لها مساعدة كبرى في مقابل الحصول على دعمها الدبلوماسي , وفي 5 يونيو 2006 أعلنت تشاد قطع علاقاتها الدبلوماسية مع تايوان أيضاً , ولم يكن ذلك إلا أحد ثمار الإستراتيجية الصينية في أفريقيا لتحقيق سياسة ” صين واحدة” وكذلك لفتح أسواق أفريقية في إطار علاقات متعددة الأبعاد مع الدول الأفريقية منها بل أهمها العلاقة الدبلوماسية المُرتبطة إرتباطاً عضوياً بسياسة الوطن الأم أو ” صين واحدة” وهي العلاقة التي تسبغ علي التحرك الإقتصادي الصيني صفة تعاهدية مُكتملة , مما اعتبر ضربة قاصمة للولايات المتحدة وحلفاءها ومتهم البرتغال .

قال Rui Lourido رئيس المرصد الخاص بالصين يوم   29 مارس 2022بأنه يتعين على الدول الناطقة بالبرتغالية أن تعمق علاقاتها مع الصين رافضًا فكرة أن تترك بكين البلدان التي تستثمر فيها عالقة في الديون وأشار خلال  مؤتمرعقد في مركز ماكاو العلمي والثقافي في لشبونة إلي أنه : “يُقال إن الصين لديها حيلة ترك البلدان عالقة في الديون ، (…) لكن الواردات من إفريقيا كانت  منذ عام 2020 ، 1.2 تريليون في حين أن الصادرات إلى إفريقيا كانت 1.27 وهي تُعد أرقام متوازنة للغاية بشأن الصين , وفي حديثه إلى وكالة أنباء LUSA البرتغاليةعلى هامش المؤتمر  أكد المؤرخ مجددًا أنه “لا يوجد أي احتمال لأن تكون البلدان عالقة في فخ الديون ، خاصة وأن الصين قد ألغت معظم الديون المتراكمة على البلدان ، ليس فقط الناطقين بالبرتغالية ولكن أيضًا. آخرين في أفريقيا وفي خطابه بدأ المسؤول بالدفاع عن الحاجة إلى “إزالة الغموض عن الحملة ، الخطاب المعادي للصين الذي طغى” على وسائل الإعلام فمنذ انضمامها إلى منظمة التجارة العالمية ساهمت الصين بنحو 30٪ من النمو العالمي وكان العالم في حالة ركود ، ولولا التنمية الحالية للصين قال  Lourido :”إن الوجود الصيني في التجارة العالمية وأفاد ملايين الأشخاص حول العالم ، وخاصة في البلدان النامية في العالم المتقدم “, وفي إشارة إلى إفريقيا ، أشار Lourido إلى “أن الصين هي بالفعل رابع مستثمر وأحد أكبر الشركاء التجاريين في القارة والشريك الرئيسي لدول مثل جنوب إفريقيا أو أنجولا” .

وأوضح أن “حجم تجارة الصين في إفريقيا ارتفع بنحو 38٪ في الأرباع الثلاثة الأولى من عام 2021. ونما الاستثمار المباشر في الصناعة الأفريقية بنحو 10٪ ، كما زادت قيمة العقود الجديدة الموقعة بنحو 22٪” , كما أشار Lourido إلى أن بكين “ليست مهتمة فقط بأخذ المواد الخام” ، ولكن أيضًا في تنمية البلدان ، والاستثمار في “البنية التحتية الضرورية لتنمية المستقبل الاقتصادي لتلك البلدان” ، مثل السكك الحديدية والطاقة والاتصالات السلكية واللاسلكية أو حتى المدارس والمرافق الصحية كما الاستثمارات الصينية  نشأ عنها أكثر من 4.5 مليون فرصة عمل في إفريقيا” ، لكن بكين “لا تفرض رؤيتها السياسية كما تفعل الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي  , وجادل الباحث Lourido بأن جميع الدول الناطقة بالبرتغالية تتمتع بعلاقات مميزة مع بكين  مشيراً إلى أنها أبرمت جميعًا اتفاقيات اقتصادية مهمة مع الصين بين عامي 2014 و 2021 وبعضها مثل البرتغال ، شراكات استراتيجية , وقال بأنه يجب على الدول الناطقة باللغة البرتغالية “الاستفادة من التنمية الاقتصادية للصين من أجل استقلاليتها في سياق إفريقيا ولماذا لافي السياق الأوروبي” , ومن بين البلدان الناطقة باللغة البرتغالية تعد البرازيل حاليًا الشريك الرئيسي للصين تليها أنجولا مباشرة والميزان التجاري مع هذين البلدين “غير موات للصين” وأضاف قوله : “إن الدولة الثالثة الناطقة بالبرتغالية في العلاقات مع الصين هي البرتغال تليها موزمبيق وتيمور الشرقية ثم كابو فيردي وغينيا بيساو وساو تومي وبرينسيب , وردا على سؤال حول ما إذا كان يتعين على البلدان الناطقة باللغة البرتغالية توخي الحذر في علاقاتها الاقتصادية مع الصين أشار Lourido إلى أن بكين في علاقاتها الدولية ” لديها سياسة مربحة للجانبين أو مكاسب متبادلة” , لكته اعترف بأن دولًا مثل موزمبيق أو أنجولا يجب أن تهتم بالاستدامة من أجل تجنب التلوث وإزالة الغابات لكنه أشار إلى أن هذا يحدث أيضًا مع مستثمرين آخرين وقال إن : “الرأسمالية هي نفسها في جميع البلدان” ، محذرًا مع ذلك من أن البلدان الناطقة باللغة البرتغالية نفسها “مسؤولة ويجب أن تطالب بالتفاوض ليس فقط على قدم المساواة مع الصين ولكن أيضًا الانتباه إلى التجارة الهامشية التي يستفيد من هذا ”  .

  تجمع الدول الناطقة بالبرتغالية   :  CPLP

تجمع البلدان الناطقة باللغة البرتغالية أو باللغة البرتغالية : Comunidade dos Países de Língua  والمعروف إختصاراً  باسم CPLP ) ، والمعروف أيضًا باسم Lusophone Commonwealth ( Comunidade Lusófona )   منظمة دولية ورابطة سياسية لدول Lusophone عبر أربع قارات حيث اللغة البرتغالية هي لغة رسمية لهذه الدول وتعمل CPLP كمنتدى متميز متعدد الأطراف للتعاون المتبادل بين الحكومات والاقتصادات والمنظمات غير الحكومية ويتكون تجمع CPLP من 9 دول و 32 دولة مراقبة و4 منظمات دولية .

بعد عقدين ونصف من وجوده كمنتدى شعبي متعدد الأطراف للبلدان الناطقة باللغة البرتغالية ، كان التجمع أمامه      فرص متعددة الأوجه ومتنوعة لتعزيز المنظمة وتحسين التعاون المتبادل بين الأعضاء- الحكومات التي تقع جغرافيا في قارات منفصلة وفي مقر منظمة Lusophone في مارس 2022 في لشبونة قال الأمين التنفيذي لـ  CPLP ، Zacarias da Costa ، إنه تم تقديم العديد من المقترحات للتعاون “في شكل الجنوب والجنوب” ، وهي “مكافحة التفاوتات الهائلة الموجودة فيما يتعلق بـ عملية التطعيم ”ضد Covid-19 , وقد أصبح ضروريًا النظر لحقيقة أن المجموعة كانت تعاني مما وصف بأنه “وضع حساس” في مجال الصحة العامة مع ملاحظة أنه كان هناك “نهج لدى مختلف الجمعيات والشركات الصيدلانية لتسريع عملية التطعيم” في البلدان الأعضاء فيها ولا سيما في البلدان الأكثر هشاشة حيث يكون معدل التطعيم منخفضًا جدًا , ووفقاًلـ  Zacarias da Costa تم تنفيذ أشكال أخرى من التعاون مثل الترويج للغة البرتغالية ونشرها والتعاون السياسي والدبلوماسي مع منظمات مثل الاتحاد الأفريقي والأمم المتحدة وأكد أن “هناك عدة طرق لتنفيذ هذه الشراكة بين مجموعة البلدان الناطقة باللغة البرتغالية وتنفيذ المبادرات ذات الأهمية والتمويل والتمويل المشترك من خلال الصندوق الخاص لمجموعة البلدان الناطقة باللغة البرتغالية” , وسلط الضوء على عدد من الخطط في المجال الاجتماعي لتعزيز اللغة البرتغالية باعتبارها “لغة لنشر السلام” والشراكات المستقبلية في مجال التنمية الاقتصادية وقال أن مجموعة الدول السبع G7 هي منظمة دولية تضم سبع دول شهدت أو تعاني من صراعات أو هشاشة سياسية  .

يوفر التجمع للسياسة البرتغالية ذراعاً قوياً طويلاً يمكنه أن يصل بالتعاون البرتغالي إلي آفاق رحيبة فدوله التسع موجودة علي رقع جغرافيه في القارات الخمس , والخارجية البرتغالية ذات إمكانيات حركية محدودة ليست في قدرة ولا حرية حركة تجمع CPLP , ومن الواضح أن الخارجية البرتغالية تعتمد في معظم حركتها علي هذا التجمع كما سنري .

تأسس التجمع عام 1996 في لشبونة وضم كل من أنجولا والرأس الأخضر وغينيا بيساو وموزمبيق والبرتغال وساوتومي وبرنسيب ثم ضم تيمور الشرقية بعد إستقلالها عن إندونيسيا عام 2002 وطلبت غينيا الإستوائية الغنضمام عام 2005 , عُقد الاجتماع الأول لرؤساء الدول الليوزوفونية ( الإنعقاد كل سنتين ) في دير جيرونيموس في لشبونة ، البرتغال في 17 يوليو 1996 , و عُقدت القمة السابعة  لرؤساء الدول والأعضاء في جمهورية الرأس الأخضر في 17 و18 يوليو 2018 وانتخبت القمة السفير البرتغالي فرانسيسكو ريبيرو تيليس للعمل كسكرتير تنفيذي لمجموعة البلدان الناطقة باللغة البرتغالية .

أعلن رئيس غينيا بيساو السابق Henrique Rosa في 20 أكتوبر 2005 عن تشكيل منتدي يضم الرؤساء السابقين للدول الأفريقية الناطقة بالبرتغالية PALOPلتقديم العم للدول الافريقية هذه في مواجهة مشاكلها وأشار إلي أن هذه الفكرة بادر بها رئيس موزمبيق السابق Joaquim  Chissano  .

جرت بدءاً من 24 أكتوبر 2005 تدريبات عسكرية سنوية لتجمع الدول الناطقة بالرتغالية CPLP تحت اسمFILINO 2005 وتتكلف حوالي 27 ألف يورو , عرضت قيادة الأركان للقوات المسلحة بالرأس الأخضر EMFA المُخطط الإفتراضي لهذه التدريبات التي إمتدت لخمسة أيام بمسرحها بجزيرة Santiago وقد وُضعت خطة هذه التدريبات علي أساس إفتراض 4 بلاد مُتخيلة كأطراف مُحاربة منهما إثنتان في حالة صراع والبلاد الأربع المُفترضة هي جزر من أرخبيل الرأس الأخضر وهي : Sao Angera وSeneguma وMacati وCabo Verde وقد شارك في مباراة الحرب حوالي 60 من الرسميين من الدول الناطقة بالبرتغالية منهم 32 من الرأس الأخضر و12 من البرتغال وخمسة من البرازيل , وكان الهدف النهائي لهذه التدريبات وفقاً للعميدJorg Paulo Monteiro من هيئة الأركان العامة بالرأس الأخضر والمسئول رسمياً عن العملية هو تقصية قدرة الإستجابة المُشتركة لقوة تجمعCPLP براً وبحراً وجوا , جرت التريبات السابقةالبرتغال والبرازيل وموزمبيق وفي انجولا عام 2004 وجرت التدريبات ف 2006 بالرازيل .

عُقد في 8 أكتوبر2005 إجتماع ضم عدد من الخبراء والمتخصصين والمسئولين عن  السياسات المتعلقة بالمحيطات في التجمع في مؤتمر عنوانه (بحار الــCPLP) لمناقشة المشاكل التي تواجه دول التجمع وإمكانية التوصل لتطابق ر في هذا الشأن .

عُقد في الفترة من 22 إلي 24نوفمبر2005 بوزارة خارجية سلاوتومي وبرنسيب الإجتماع الخامس لمديري إدارات الهجرة والحدود لتجمع البلاد الناطقة بالبرتغالية , وقد قام وزير الدفاع والنظام العام السانتومي أوسكار سوسا بإفتتاح هذا الإجتماع الذي تركز علي القضية الشائكة بين دول التجمع والتي تتضمن موضوعات المواطنة والإنتقال الحر للأفراد في فضاء التجمع وما تعلق بذلك في تبادل المعلومات .

صرح الأمين العام لتجمع CPLP في 24 مايو 2006 أن التجمع ينظر في إيفاد بعثة لتيمور الشرقية في أقرب وقت ممكن لبحث أب من الصيغ يتناسب مع العون الذي سيُقدم في جل الأزمة الناشئة في هذه الدولة وأن الأمر بحثه مجمعة من سفراء التجمع الثماني والأمر بجملته رهن بقرار الدول حيال الموقف الذي يدعو إلي القلق في ديلي عاصمة تيمور الشرقية ,أن هناك ضرورة لإستعادة الهدوء والنظام هناك لإعادة الحياة إلي طبيعتها , وأثني علي الإستجابة السريعة لحكومة البرتغال لتجريدها كتيبة عسكرية , الأمر الذي سيمكن به إستعادة الهدوء وأهاب بالجتمع الدولي لدعم حكومة تيمور الشرقية حتي تتجاوز أزماتها .

وُقع في  29 مايو 2006 بمقر التجمع في لشبونة علي إتفاق تعاون بين التجمع والإتحاد الإقتصادي والمالي لغرب أفريقيا UEMOA وتناول الإتفاق تبادل المعلومات حول نختلف مجالات التنمية الإقتصادية والجتماعية وتبادل الخبرات في كافة أشكال التعاون , وقد وقع عن الجانبين أمين تجمع CPLP السفيرLuis Fonseca ورئيس مفوضية الــ UEMOA السيد Sumaila Cisse ( غينيا بيساو عضو الـ UEMOAالذي أنشئ عام 1994 )

أقترحت البرتغال في 13 سبتمبر 2006 علي الإجتماع التاسع لوزراء تجمع البلاد الناطقة بالبرتغالية  CPLPقبل إنتهاء أعماله في 15 سبمبر في Praia عاصمة الراس الأخضر إقترحت برنامحاً لدعم مهام السلام في أفريقيا يُعرف إختصاراً بــ PAMPA وهذا البرنامج معني بتأهيل وتكوين عسكري للكوادر من أجل مهام حفظ السلام وإنشاء مرامز جودة لعمليتي التأهيل والتكوين والتي تضم عناصر من أنجولا وموزمبيق والرأس الأخضر وغينيا بيساو وساوتومي وبرنسيب , وقد شهد هذا الإجتماع جدل بشأن بروتوكول الدفاع لبن دول التجمع التسع , ومعلوم أن البرتغال تعمل في الإطار الأمريكي فيما يتعلق بمهام حفظ السلام الأفريقية كما صرح بذلك وزير الدفاع البرتغالي في 22 يونيو 2006 .

وقعت مجموعة البلدان الناطقة بالبرتغالية (CPLP) ومنظمة دول إفريقيا والكاريبي والمحيط الهادي (OACPS)  في يونيو 2021 مذكرة تفاهم للتعاون المستقبلي في العديد من المجالات بما في ذلك اللغة البرتغاليالمذكرة , ووقعها الأمين العام لمنظمة OACPS جورج شيكوتي وزير خارجية أنجولا السابق والسكرتير التنفيذي لـ CPLP فرانسيسكو ريبيرو تيليس في مقر CPLP بلشبونة ، وهي علي حسب وصفهما  نقطة انطلاق وقال المسؤولان إن المنظمتين تعملان معًا من أجل “تنمية” دولهما الأعضاء . وبعد التوقيع على الوثيقة قال ريبيرو تيليس إن هذا من شأنه أن “يبدأ … تعاونًا مكثفًا بين المنظمتين” وأنه سيساعد على ضمان “تطوير التعاون في مجالات متعددة , ومن جانبه ، أشار تشيكوتي إلى أن OACPS لديها العديد من الأعضاء الناطقين باللغة البرتغالية – أنجولا وموزمبيق وساو تومي وبرينسيب وتيمور الشرقية وغينيا بيساو – وقال إنه يريد جعل اللغة “أحد عناصر” التعاون مع حزب CPLP , كما أشار إلى حقيقة أن المنظمتين تواجهان تحديات إنمائية مماثلة ، مثل مكافحة الفقر , وردا على سؤال حول المجالات التي يمكن للمنظمتين تطوير تعاونهما فيها ، إلى جانب اللغة البرتغالية ، أشار تشيكوتي إلى “القضايا التي لها علاقة بالتنمية” مثل الصحة والتعليم  , كما استشهد بالدفاع والأمن ولم يشر فقط إلى قضية كابو ديلجادو في شمال موزمبيق التي ابتليت بالتمرد العنيف (حسب رؤيته ) في السنوات الأخيرة و”الوضع (الإرهابي) في منطقة الساحل”.

تم توقيع مذكرة التفاهم في أعقاب رحلة رسمية قام بها ريبيرو تيليس مؤخراً إلى بروكسل حيث التقى خلالها مع شيكوتي وبعد التوقيع على الوثيقة أشار الأمين العام OACPS إلى “الحاجة إلى توظيف مترجمين فوريين” بينما قال أيضًا أنه يمكن أيضًا دراسة إمكانية تدريس اللغة البرتغالية داخل المنظمة .

OACPS هي مجموعة من 79 دولة من إفريقيا ومنطقة البحر الكاريبي والمحيط الهادئ وتم إنشاؤها بموجب اتفاقية جورج تاون لعام 1975 وأهدافها الرئيسية هي التنمية المستدامة والحد من الفقر في الدول الأعضاء فضلا عن زيادة الاندماج في الاقتصاد العالمي , وجميع الدول الأعضاء بها باستثناء كوبا موقعة على اتفاقية كوتونو مع الاتحاد الأوروبي والتي تتضمن أيضًا شراكة مع جهات فاعلة مثل المجتمع المدني والقطاع الخاص والنقابات والسلطات المحلية  التي تشارك في المشاورات والتخطيط للتنمية الوطنية مع إمكانية الوصول إلى الموارد المالية والمشاركة في تنفيذ البرامج  , وتضم مجموعة البلدان الناطقة باللغة البرتغالية CPLP تسع دول أعضاء هي: أنجولا والبرازيل وكابو فيردي وتيمور الشرقية وغينيا بيساو وساوتومي وبرنسيب والبرتغال وموزمبيق وغينيا الإستوائية .

تم بالفعل التصديق في 2 مايو 2022على اتفاقية التنقل لمجموعة البلدان الناطقة بالبرتغالية (CPLP) ، وهي أداة مهمة لحياة المؤسسة وتطورها ، من قبل معظم الدول الأعضاء مع غياب غينيا الاستوائية فقط وقد جري تم تقديم هذه المعلومات يوم 2 مايو 2022 في لواندا من قبل السكرتير التنفيذي لجماعة البلدان الناطقة باللغة البرتغالية  Zacarias da Costa  في ختام  لرئيس الدولة الأنجولية جواو لورينسو , هذا وقد تم التصديق على الاتفاقية بالفعل من قبل أنغولا والبرازيل وموزمبيق والرأس الأخضر وساو تومي وبرينسيب وغينيا الاستوائية وتيمور الشرقية وغينيا بيساو والبرتغال ، البلد الذي يستضيف مقر المنظمة ، التي تأسست في 17 يوليو 1996 .

قالت Nicia Lima في 6 مايو 2022 :”نحن نعزز معاهد الصحة العامة في البلدان الأفريقية الناطقة باللغة البرتغالية وننشئ معهد ساو تومي وبرينسيب ، وأن هناك العديد من الإجراءات الملموسة التي تنبثق عن هذا التعاون مع CPLP في اليوم الأخير من زيارتها للبرتغال ,  وتحدث زعيم FioCruz إلى Lusa ( وكلة أنباء البرتغال) في نهاية اجتماع في مقر CPLP في لشبونة مع المدير العام للتجمع السفير Armindo de Brito Fernandes  ومع مدير تعاون CPLP ، Manuel Clarote Lapão فقال “لقد ركزنا على مواصلة دعم المعاهد الصحية لمجتمع البلدان الناطقة باللغة البرتغالية ، وأعدنا بالفعل صياغة المعاهد في غينيا بيساو وموزمبيق ، والتي أصبحت الآن مرجعًا لمنظمة الصحة العالمية في إفريقيا ، وقد أنشأنا معهد في الرأس الأخضر ، “وقال مشددًا على أن الخطوة التالية هي أن تفعل الشيء نفسه في ساوتومي وبرينسيب” .

وصل الي العاصمة الأنجولية لواندا في 24 أغسطس 2022إن المراقبين الدوليين لمراقبة الإنتخابات الرئاسية  في أنجولا أساسية  حيث تم اعتماد 2000 مراقب محلي ودولي لمتابعة هذه الانتخابات ومن بين الوفود الأجنبية بعثة مكونة من 29 عضوا من مجموعة البلدان الناطقة بالبرتغالية (CPLP) برئاسة الرئيس السابق لجمهورية الرأس الأخضر ، خورخي كارلوس فونسيكا الذي قال لشبكة African News  في  24 أغسطس 2022 ” “تقوم جماعة البلدان الناطقة باللغة البرتغالية بعملها أي بعدد المراقبين مع مراعاة حجم البلد والأهمية النسبية للمقاطعات والدوائر الانتخابية وسنركز على مقاطعة لواندا وبنغو وكوانزا نورتي وكوانزا سول ”  .

العلاقات الثنائية مع الدول الليزوفونية/ مثالين :

أنجولا هدف برتغالي رئيسي  :

تمثل أنجولا هدفاً برتغالياً عزيزا فهي والبرازيل قبلها كانتا قبلة المستوطنيين ورجال الأعمال البرتغاليين ,لهذا ورغم تقلب مناخ العلاقات الثنائية بين أنجولا والبرتغال , كان لدي البرتغال توجه نحو مستعمراتها في أفريقيا وخاصة أنجولا وموزمبيق , فعلي سبيل المثال في محاضرة  ألقاها محافظ البنك المركزي الأنجولي Amadeu Mauricio    في 24 أغسطس 2006عن دور البنك في تنمية أنجولا قال  أن قيمة الصادرات الأنجولية من البترول يمكن أن تصل في نهاية عام 2006 إلي 28 بليون دولار مقابل 23,2بليون دولار عام 2005 , وبلغت صادرات كذلك ففي الفترة من 20 إلي 23 فبراير2006 قام وزير دفاع البرتغال Luis Amado  بزيارة العاصمة الأنجولية لواندا وأعلن أنه سيتناول في زيارته المساهمة البرتغالية في إنشاءقوة لصيانة السلام في أفريقيا(وهو مالم يحدث)وقال أن البرتغال ستؤسس مساهمتها في تأهيل أنجولاودعمها عسكرياً في المجالات المتعلقة بمهام السلام في أفريقيا بناء علي التعاون العسكري الأنجولي / البرتغالي الذي بدأتدشينه عام 1993 ويتناول أفرع القوات المُسلحة الرئيسية , وقد تزامن تلك الزيارة مع تصريح أدلي به الرئيس الأمريكي بوش في 17فبراير2006 أشار فيها إلي أن الولايات المتحد تُؤيد توسيع دورالــ NATO لإقالة عثرة بعثة السلام الأفريقية في دارفور ومضاعفة حجمها .

قام رئيس الوزراء الصيني Wen Jiabao بزيارة رسمية لأنجولا  لإستغرقت 24 ساعة في يونيو2006 وقد وقعت الدولتان إتفاقاً عاماً للتعاون الإقتصادي والفني ومذكرة تفاهم بلفتح إئتمان صيني إضافي من خلال بنك EXIMBANK  وعاءه مليار دولار بالإضافة لتوقيع مذكرات م ُتبادلة لبناء الصين لمعهد العلاقات الدولية بأنجولا .

أعلن نائب وزير نائب وزير الخارجية الأنجولي جورج شيكوتي في 25 أغسطس 2006 من ليبرفيل حيث يشارك وفد قاده الرئيس الانجولي إدواردو دوس سانتوس وأعلن القرارالذي أشار إليه البيان الختامي لمؤتمر الدول الأعضاء بلجنةخليج غينيا بالإستجابة للمقترح الانجولي باستضافة مقر اللجنة في لواندا وكذا المسئولية عن ميزانيتها لمدة عام ونوه إلي ان رؤساء الدول المشاركين في المؤتمر الذي عُقد في العاصمة الجابونية في 25 أغسطس أعربوا عن رضاهم عن المُقترح الانجولي وأضاف أن هذا القراريعطي مصداقية لسياسة انجولا الدولية , هذا يعني أنأنجولا منتج بترولي له ثقله في أفريقيا وهو ما يزيد إهتمام البرتغال بها .

تتحرك البرتغال أيضاً في موزمبيق هذه الدولة الأفريقية حيث تصاعدت أعمال العنف عام هناك حيث تقع على حدود تنزانيا وتضم منشآت تطوير الغاز الطبيعي بقيمة 60 مليار دولار تقريبًا , وقد قال وزير الدفاع البرتغالي  Joao Gomes Cravinho  لوكالة لوسا للأنباء  خلال زيارة إلى مستعمرة بلاده السابقة “ما سنفعله هو دعم السلطات الموزمبيقية حتى تتمكن من ممارسة سيادتها وأن فريقًا برتغاليًا سيعمل مع حكومة موزمبيق اعتبارًا من الشهر المقبل لوضع استراتيجية لتدريب الجنود المحليين ومشاة البحرية والقوات الأخرى , و إن البرتغال التي تتولى رئاسة الاتحاد الأوروبي في يناير  2021 ستدعم طلب مابوتو ” , وكانت موزمبيق قد طلبت بالفعل من الاتحاد الأوروبي المساعدة في تدريب قواتها على محاربة التمرد الأمر الذي أثار قلق البلدان في جميع أنحاء جنوب إفريقيا وخارجها وأجبر مئات الآلاف من الأشخاص على الفرار من ديارهم  , ولكن هذا أمر غير ذي أهمية فالمهم فقط محاربة الإرهاب المزعوم , لكن وزيردفاع البرتغال João Gomes Cravinho عاد ليقول في تصريح نُشر في 12 مايو 2022 ( Club of Mozambique) : ” إن لوضع في Cabo Delgado  لم يخضع للسيطرة الكاملة بعد وإن الحرب في أوكرانيا لا يمكن أن تشتت الانتباه عن إفريقيا) وأضاف قوله في الاجتماع الوزاري للتحالف الدولي لهزيمة الإسلاميين الذي عقد في 12 مايو في مراكش (تأسس التحالف العالمي لهزيمة الدولة الإسلامية في سبتمبر 2014 ، بمبادرة من الولايات المتحدة ويتألف من 84 دولة والبرتغال جزء من الأعضاء المؤسسين الخمسين)  : “إن استمرار وجود أشخاص لهم صلات بتنظيم الدولة الإسلامية – ولاية وسط أفريقيا (ISCAP) والدعاية المتزايدة لداعش بشأن Cabo Delgado أمر يدعو للقلق”. الدولة (IS) ،  كابو ديلجادو في شمال موزمبيق ، وشدد على أنه “لا يمكن للمرء أن يقول إن الوضع تحت السيطرة تمامًا , وأن الحلول يجب أن تكون ملكًا لأفريقيا  , فالتهديد الإرهابي يبرر تمامًا تركيزًا أكثر تخصصًا على القارة وبالتالي ينظر بإيجابية إلى إنشاء مجموعة عمل داخل التحالف العالمي” ، ولهذا السبب شدد وزير الخارجية البرتغالي من جانبه على : ” أهمية المساعدات الدولية لتحسين الوضع في مقاطعة  Cabo Delgado  ووجوب أن يظل التركيز في أفريقيا , وأنه على الرغم من الأزمة الرهيبة التي نتجت عن الغزو الروسي غير المبرر وغير الشرعي لأوكرانيا ، فمن المهم أن نتذكر أن داعش لا يزال يمثل تهديدًا عالميًا صعبًا ، ويستمر في التأثير على سوريا والعراق وأفغانستان والعديد من الدول الأفريقية” .

وفي حالة أنجولا أيضاً , اعلن في 7 مابو 2007 عن تواجد وفد من الخبراء العسكريين البرتغاليين في أنجولا برئاسة مدير التعاون الفني بوزارة الدفاع البرتغالية Saldnha Serra  بهدف اعداد برنامج التعاون بين البلدين عن الفترة من 2007 2010 قد يوقعه في 9 مايو 2007 وزير الدفاع وشئون ماوراء البحار البرتغالي وعن الجانب الأنجولي نائب وزير الدفاع وسيتفق لاحقاً علي إنشاء  أكاديمية عسكرية أنجولية , وقد عُقدت في 5 أبريل جلسة مُبحثات موسعة للوفدين تناولت مجالات مخنافة للتعاون وكان أصعبهاموضوع إنتقالالأفراد بين البلدينوخاصة من أنجولا للبرتغالحيث يثواجه الأنجوليين عنتاً في الحصول علي تأشيرة دخول البرتغال وكانت وجهة نظر الجانب البرتغالي هي تطبيق التيسيرات علي رجال الأعمال وخاصة الذين لهم إستثمارات هامة والصحفيين والأفراد العاديين من الحالات الخاصةكالمرضي مع وعد بإنهاء إجراءات التأشيرة في مدي 15 يوم بحيث يُوضع في الإعتبار إتفاق شنجن والتشريع الأوروبي لان البرتغال مرتبطة بذلك , ولم يثر في المباحثات مسألة الدين البرتغالي قبل أنجولا حبث لم يسو بعد بالرغم من أن الوزير الأول أعلن عن زيادة خط الإئتمان البرتغالي لأنجولا ليكون  100 مليون يورو , يُضاف إلي الصعوبات التي تغشي العلاقات الثنائية وتكلسها قبل هذه الزيارة التي جري خلاله توقيع 10 بروتوكلات تعاون في مجالات الأشغال العامةوالتكنولوجيا والمعلومات والصحة والبنوك وإفتتاح تمثيل بأنجولا لشركة Rerisngo Centralcer  ولمجموعة Gema  ومجموعة Edifer ووُقعت 3 مذكرات تفاهم واحدة لمنح التأشيرات خلال 48 ساعة للحالات العاجلة ولرجال الأعمال والسياسين والحالات الإنسانية , والثانية للحماية المُتبادلة للاسنثمار وثالثة لإقامة مركو بحث إكلينيكي لمكافحة الملاريا والايدز والسل .وفي نهاية زيارته أعلن الوزير الأول البرتغالي عن إيقاج بلاده لـ 200 كعلم  يبدأون مهامهم في العام الدراسي 2007 وأتفق علي شراكة مع الجانب الأنجولي(مجموعة SACIL المملوكة للدولة الأنجولية) لمضاعفة إنتاج الأسمنت ليصل إنتاجه إلي 600 ألفطن / عام , وقد تزامنت الزيارة مع إجراء تدريبات بحرية محدودةلبحرية البلدين , عموماً كانت الزيارة تحريكاً لعلاقات كانت ساكنة ومضطربة أحياناً , فالتاريخ الإستعماري البرتغالي كان قاسياً كما أن البرتغال شاركت في الحرب الأهلية 1975 لاحتي أبريل 2002 بدعم فريق جبهة UNITA ضد فريق MPLA الذي يمثل حكومة أنجولا الشرعية وكان له مكتب تمثيل في القاهرة بإعتباره قد حارب من أجل إستقلال أنجولا  كما أن البرتغال إستمرت في دعم الإنفصاليين في إقليم CABINDA الأنجولي وينتج 70% من إنتاح أنجولا البالغ 3 مليون برميل / يوم .

أعرب مستشار الدولة الصيني luo gan (وعضو اللجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني) يوم 18 أكتوبر 2005 لوزير الإدارة العامة الأنجولي Antonio Neto خلال زيارته للصين عن شكره اادعم الذي قدمته أنجولا للصين في قضية تايوان في إطار المناقشات حول حقوق الإنسان مُضيفاً أن البلدين سيزيدا من تعاونهما الثنائي خاصة في المجالين الإقتصادي والتجاري , ووعده الوزير الأنجولي بدعم أنجولي قوي لسياسة “الصين الواحدة” .

قام الوزير الأول البرتغالي Jose Socrates  بزيارة رسمية لأنجولا إستغرقت 4 أيام بدءاً من 10 أبريل 2006صحبه 70 رجل أعمال برتغالي وعشرة من أعضاء الحكومة البرتغالية منهم وزراء الخارجية والدفاع الوطني والبيئة والنظام العام  .

إتخذت البرتغال إجراءات مختلفة لعودتها القوية من خلال الشعوب ففي 6 يوليو2022 أصدر رئيس البرتغال بصلاحية رخصة القيادة لمواطني CPLP و13 دولة أخرى صالحة في البرتغال , وسيفيد هذا الإجراء جميع المهاجرين من أنجولا والبرازيل والرأس الأخضر وغينيا بيساو وغينيا الاستوائية وموزمبيق وساو تومي وبرينسيبي وتيمور الشرقية ، بالإضافة لمواطني أستراليا وكندا وتشيلي وكولومبيا وكوستاريكا والولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل واليابان والمكسيك ونيوزيلندا وسويسرا وتركيا  .

موزمبيق الهدف التالي في أفريقيا :

تخاطر موزمبيق بزعزعة استقرار اقتصادها وفقدان المزيد من تمويل التنمية الغربي إذا مضت قدما في شراء النفط الخاضع للعقوبات من روسيا فمع عودة مؤسسات تمويل التنمية الغربية مثل صندوق النقد الدولي (IMF) والبنك الدولي والوكالة الأمريكية للتنمية الدولية ، وإظهار دعم هائل حاليًا لمشاريع وبرامج التنمية المستدامة ، سيتعين على موزامبيق أن تظل مركزة وتبقى بعيدة عن تعقيدات وتناقضات أزمة روسيا وأوكرانيا   .

تحتاج موزمبيق إلى التركيز بجدية ومتابعة خططها لتصدير الغاز الطبيعي المسال (LNG) ، المستخرج من حقل كورال ساوث ، قبالة ساحل منطقة بالما ، في مقاطعة كابو ديلجادو الشمالية ، ومن المحتمل أن يبدأ هذا أكتوبر2022 إنه يمثل نقطة تحول اقتصادية ويفتح فصلاً جديدًا لمصادر إيراداته و للأنباءوفقًا فستصبح موزمبيق أول دولة في شرق إفريقيا تقوم بتصدير الغاز الطبيعي المسال و سيتم إنتاجه على منصة عائمة تابعة لكونسورتيوم بقيادة شركة الطاقة الإيطالية إيني , وقد وصلت المنصة التي تم بناؤها في حوض بناء السفن الكوري إلى مياه موزمبيق في يناير 2022وهي الآن راسية في المنطقة الرابعة من حوض روفوما على بعد حوالي 40 كيلومترًا من البر الرئيسي , وهذه هي أول منصة للمياه العميقة في العالم تعمل على عمق المياه حوالي ألفي متر ومن المتوقع أن ينتج مشروع كورال ساوث 3.4 مليون طن من الغاز الطبيعي المسال سنويًا على مدار عمره الافتراضي البالغ 25 عامًا .

ستصبح موزمبيق الهدف التالي في الأهمية بعد أنجولا عندما يتم إستغلال البترول والغاز تجارياً .

تيمور الشرقية

قام وزير الخارجية الصيني وانغ يي  بزيارة جزر جنوب المحيط الهادئ وكانت آخر محطات هذه الرحلة الإقليمية هي بابوا غينيا الجديدة وتيمور الشرقية في شرق آسيا , وكانت تًثار مخاوف بشأن الوجود الأمني ​​الصيني المقترح في المنطقة ,علي كل حال ركزت المناقشات بشكل أكبر على التجارة والتنمية تيمور الشرقية هي الجزء الشرقي من جزيرة تيمور الضخمة بإندونيسيا في الغرب والتي على الرغم من أنها غير مطورة إلى حد كبير فقد تم اعتبارها دولة مرشحة للانضمام إلى الآسيان , وكانت البرتغال مُستعمرة لتيمور الشرقية في القرن السادس عشر وكانت تعرف باسم تيمور البرتغالية حتى عام 1975، عندما أعلنت الجبهة الثورية لتيمور الشرقية المستقلة (فريتلين) استقلال الإقليم. بعد تسعة أيام ، تم غزوها واحتلالها من قبل الجيش الإندونيسي. تم إعلانها المقاطعة السابعة والعشرين في إندونيسيا في العام التالي وقد اتسم الاحتلال الإندونيسي لتيمور الشرقية بنزاع عنيف دام عقودًا بين الجماعات الانفصالية (خاصة جبهة فريتلين) والجيش الإندونيسي  .

في عام 1999 بعد إجراء لتقرير المصير رعته الأمم المتحدة تخلت إندونيسيا عن سيطرتها على الإقليم بصفتها تيمور الشرقية وأصبحت أول دولة ذات سيادة جديدة في القرن الحادي والعشرين في 20 مايو 2002 وانضمت إلى الأمم المتحدة ومجموعة البلدان الناطقة باللغة البرتغالية في عام 2011 ، و أعلنت تيمور الشرقية عزمها على أن تصبح العضو الحادي عشر في رابطة أمم جنوب شرق آسيا على الرغم من أن ذلك لم يتحقق بعد , ومعلوم أن تيمور الشرقية والفلبين هما الدولتان الوحيدتان ذات الأغلبية الكاثوليكية في جنوب شرق آسيا  .

قال وانغ إن الاستثمارات الصينية في مشروعات “شبكة واحدة” و “طريق سريع واحد” و “ميناء واحد” في تيمور الشرقية والتي تم بناؤها بشكل مشترك من قبل الجانبين  وأصبحت معيارًا للتعاون العملي مما خفف إلى حد كبير من نقص الطاقة في تيمورالشرقية وعززت بناء البنية التحتية والربط  مما عزز أسس التنمية الاقتصادية في البلاد  .

قال وانغ إن التجارة الثنائية بين الصين وتيمور الشرقية تضاعفت العام الماضي تقريبًا مشيرًا إلى أن قهوة تيمور أصبحت منتجًا مبيعًا عبر الإنترنت في الصين وقال وانغ إنه في إطار مكافحة وباء كوفيد -19 كانت الصين أول من قدم اللقاحات وإمدادات مكافحة الوباء إلى تيمور الشرقية مضيفًا أن الصين ستواصل بذل قصارى جهدها لمساعدة تيمور الشرقية على تحسين صحة ورفاهية سكان تيمور الشرقية حسب احتياجاتهم  . وشكر وزير الشؤون الخارجية والتعاون في تيمور الشرقية أدالجيزا ماغنو في حديثه مع وانغ في العاصمة ديلي الصين على مساعدتها في كفاح تيمور الشرقية من أجل الاستقلال ومساعدتها في بناء البلاد والحفاظ على الأمن   .

وقعت البرتغال وتيمور الشرقية  8 نوفمبر2021 إتفاق تعاون ثنائي واتفاقيات فنية علمية للقطاع الزراعي ،والبن على وجه الخصوص – أكبر منتج يتم تصديره للبلاد بعد النفط والغاز وقدوقعت الصفقتان اللتان في ديلي عاصمة تيمور الشرقية من قبل سفير البرتغال خوسيه بيدرو ماتشادو فييرا ووزير الزراعة والثروة السمكية في تيمور الشرقية بيدرو دوس ريس وأُعلن استمرار مشروع كوينتا البرتغال في آيلو وتعميق الجهود البحثية. في قطاع البن , وكذا مشروع Quinta Portugal الذي بدأ في عام 2000 هو أكبر مشروع تعاون ثنائي للبرتغال في الزراعة في تيمور ، ويتم تمويله حاليًا من قبل Camões معهد اللغة والتنمية وكذا يتم تنفيذه بالشراكة مع وزارة Reis , إلى جانب مذكرة التفاهم العامة تم التوقيع على بروتوكول يتم تنفيذه على مدى ثلاث سنوات مع التركيز بشكل خاص على قطاع البن ويهدف هذا البروتوكول الذي يتضمن أيضًا مركز أبحاث صدأ القهوة (CIFC) التابع لمعهد الهندسة الزراعية بجامعة لشبونة إلى “استئناف وتعميق العمل ، الذي بدأ بين عامي 2009 و 2012 لتوصيف ودراسة السلالات الموجودة لصدأ البن في تيمور الشرقية وتحديد نباتات واعدة لابتكار أصناف جديدة من بن أرابيكا مقاومة للمرض , ويعتبر صدأ البرتقال من أهم الأمراض في نبات بن أرابيكا ويمكن أن يتسبب في خسائر إنتاجية تزيد عن 30٪ المرض الذي تسببه فطر Hemileia Vastatrix يصيب أوراق القهوة ويشكل بثور برتقالية أوريدوسور مصلية على جانبها السفلي ويمكن أن يتسبب في تساقط الأوراق قبل الأوان مما يضعف النبات , يصف CIFC السلالات الفسيولوجية للمرض المحدد في تيمور على أنها “من بين أكثر السلالات ضراوة في العالم”, ووفقًا للنصوص المصاحبة للوثائق الموقعة ، سيسمح البحث بفهم المرض بشكل أفضل والسلالات الرئيسية الموجودة في تيمور كما سيساعد أيضًا في تحديد النباتات التي تظل منتجة لأنها مقاومة

وفي موازاة ذلك أشار إلى أنه تم تدريب آلاف المزارعين والطلاب والفنيين مع دعم منتجي البن بما في ذلك تحسين الإدارة والإنتاج , ومن جانبه أشاد الوزير بالدعم البرتغالي الطويل الأمد للزراعة التيمورية ، “مما يساعد على تحسين قطاع يعتمد عليه غالبية السكان التيموريين” – مع أهمية قطاع البن بشكل خاص , وأعرب عن تفاؤله بأن البحث سيساعد في تحسين جودة وإنتاج البن الذي يعتبر حاسمًا لإيرادات نسبة كبيرة من عائلات الدولة ، ومعالجة المشكلات التي تؤثر حاليًا على هذا القطاع  , وقال : “القهوة هي المنتج الزراعي الرئيسي وأكبر تصدير غير نفطي وتسهم في دخل حوالي سبعة وثلاثين بالمائة من الأسر التيمورية , ومع ذلك ، في مزارع البن وبالنظر إلى النتائج  تكون الغلات منخفضة للغاية لأن المزارعين لا يولون أهمية كبيرة للحاجة إلى إعادة تأهيل المزارع وإدارتها ,وبسبب هذا  وتأثير الصدأ ، فإن حوالي نصف منتجي البن يعيشون بدخل تحت خط الفقر”.

  القيادة العسكرية الأمريكية لأفريقيا AFRICOM والبرتغال :

هناك حيز محدود للحركة في المجال العسكري لهاتين القوتين الإستعماريتين لكونه محصور في مستعمراتهما السابقة أي في خمس دول أفريقية ناطقة بالبرتغالية PALOP هي لأنجولا وموزمبيق والرأس الأخضر وغينيا بيساو وساوتومي وبرنسيب , أما بنسبة لأسبانيا فمجال حركتها الوحيد بأفريقيا في غينيا الأستوائية لكن إسبانيا المُستعمر السابق والصين الشعبية ينافسا البرتغال  , إذن فيحيز حركة الرتغال العسكريل ضئيل جداً ولا يكاد يُري .

علاقة البرتغال العسكرية بالولايات المتحدة قديمة إذ أنها تعود إلي تاريخ إنعقاد مؤتمر واشنطن عام 1931 والذي ضم الدول البحرية الكبري وهي الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا واليابان وإيطاليا والصين وهولندا والبرتغال يهدف إلي تحديد التسليح البحري وبحث شئون المحيط الهادي والشرق الأقصي , وأنتهي بتوقيع ثلاث معاهدات الأولي نصت علي تحديد القوة البحرية لأربع دول هي الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا واليابان وإحترام كل منها لحدود ومصالح الأخريات أما الثانية فحددت نسبة التسلح البحري للقطع الكبيرة , ولُوحظ أنه رغم نصها علي تحديد السلاح البحري لإستعادة توازن القوي التي سبق وأن أدت إلي نشوب الحرب العالمية الأولي , ولهذا فقد توجه فكر الحلفاء عام 1941 أثناء الحرب العالمية الثانية إلي وضع نظام يكفل نزع السلاح بصفة عامة بعد أن تضع الحرب أوزارها , كذلك ففي أعقاب الحرب العالمية الثانية ونهاية عصبة الأمم تأسست علي بعض أفكارها الأمم المتحدة ووُضع ميثاقها الذي إتخذ الأمن أساساً له لأنه من بين امور أخري تضمن وضع قوة دولية تحت إمرة مجلس الأمن الدولي , ولم يكن هذا التطور مُنفصلاً عن الجهود الدبلوماسية التي بذلتها الولايات المتحدة الأمريكية التي قادت جيوش الحلفاء إلي النصر علي قوات المحور , وفي الواقع فإن هناك مسوغ للولايات المتحدة في أن تنتابها الخشية من تجدد المخاوف من حرب عالمية ثالثة فقد كان للخشية الأمريكية مصدران لهما علاقة بالعسكرية والعسكرة وهما التمدد الشيوعي والسلاح الذري , وقد تأسست بناء عن هذه الخشية فكرة المظلة العسكرية الامريكية أي القيادات العسكرية الأمريكية وكأن العالم خُلق ليكون نطاقاً حراً للعسكرية الأمريكية والتي أصبح لها حقاً حكرياً لا يُناقش في شن الحرب بناء علي مفهوم مفتوح وفي منتهي السيولة : مفهوم الإرهاب   .

تتحرك الولايات المتحدة بإتجاه الدول الأفريقية الناطقة بالبرتغالية من خلال القيادة العسكرية الأمريكية لأفريقيا AFRICOM وفي حالة أنجولا مثلا(وهي هدف برتغاي له أهمية خاصة ):أنجولا

كان هناك تحول بالفعل في العلاقات الأنجولية / الأمريكية لكن هذا التحول لم يكن مطلقاً كما يبدو لبعض المراقبين فقد إحتفظت أنجولا بقيادة الرئيس / José Eduardo dos Santos بهامش معقول للحركة السياسية الحرة والمُستقلة في دوائر علاقاتها الخارجية الأخري خاصة مع روسيا والصين بل ومع كوريا الشمالية , فقد علمت مثلاً في الأول من أبريل 2005 خلال عملي بأنجولا أن كوريا الشمالية ستزود أنجولا بالتقنية النووية , وأن إتفاقاً في هذا الصدد قد يُوقع بين البلدين وبموجبة سترسل كوريا الشمالية وفداً إلي معهد Sumbe ( وهي مدينة ساحلية تطل علي الأطلنطي بمحافظة Cuanza Sul جنوب أنجولا) العلمي وسيبقي هذا الوفد هناك لمدة ستة أشهر يتبعه إرسال تقنيين أنجوليين إلي بيونج يانج لتلقي الدراسة والتدريب اللازم في هذا المجال , وأوضح المصدر الأنجولي لي أن هناك إتفاق بين كوريا الشمالية والولايات المتحدة تتعلق بشبكة التعاون الخارجي لكوريا الشمالية في المجال النووي , وكان نائب رئيبس كوريا الشمالية / Lee Pei Yang Hong  قد قام بزيارة لأنجولا في 23 مارس 2005 .

– أعلن مدير العمليات العسكرية بوزارة الدفاع الأنجولية في 31 أغسطس 2005 أن مناورات مُشتركة ستجري بين عناصر من كافة الأسلحة الأنجولية إضافة للمطافئ والصليب الأحمر الأنجولي , وذلك مع وحدة أمريكية تابعة للقيادة الأمريكية الأوروبية للولايات المتحدة وتحمل هذه المناورات مُسمي MED-FLAG وتتضمن تدريبات ومحاكاة لعمليات إنقاذ عادية وفي ظروف الكوارث , وستبدأ يوم 9 سبتمبر 2005 ولمدة أسبوع ومسرحها مدينة AMBRIZ الساحلية علي المحيط الأطلنطي علي بعد 175 كم سكال لواندا عاصمة أنجولا وعلي بعد 15 كم من الحدود مع الكونجو الديموقراطية وهو أفضل موقع للرصد لحوض نهر الكونجو حيث توجد إستثمارات بترولية أمريكية ومتعددة الجنسيات , وكان ذلك أول تعاون عسكري أمريكي مع أنجولا بعد نهاية الحرب الأهلية التي كان للولايات المتحدة فيها خصماً للنظام الأنجولي ممثلاً في حزب الحركة الشعبية لتحرير أنجولا MPLA وتحولاً هاماً في علاقات الدولتين , وعلي نحو خاص أنجولا التي توجهت بعد نهاية الحرب الأهلية بها إلي بناء دور أفريقي سياسي وعسكري حيث تشارك أنجولا في القيادة العسكرية التي تتبع منظمة أو تجمع SADC الذي يضم دول الجنوب الأفريقي وكذلك تجمع وسط أفريقيا CEEAC , ومما يترجم الرغبة الأنجولية في تنشيط دورها العسكري بالقارة أنها رؤساء أركان قيادة هذا التجمع إجتمعوا في لواندا في 13 أبريل 2006 , وطُرح في هذا الإجتماع مشروع تدريبات مُشتركة تجري في تشاد تحت مُسمي ” بحر الغزال ” كما إستضافت أنجولا أيضاً بعد ذلك ورشة عمل فنية لتكوين وتدريب ما يُعرف بقوة الإستعداد والترقب الأفريقية أو African Stand-by Force Alert بالعاصمة لواندا في الفترة من 7 إلي 10 مارس 2006 وحضرها ممثلون عسكريون من قيادات الأركان العامة للدول أعضاء التجمع الإقتصادي لدول وسط أفريقيا CEEAC وعن الإتحاد الأفريقي والأمم المتحدة والرابطة الأفريقية لدعم السلام وعن حلف الأطلنطي و4 ممثلين عن مجموعة الثمانية , هذا بالإضافة إلي الدور العسكري الأنجولي في الصراع الذي كان دائراً بين الحسن واتارا والرئيس جباجبو وكانت أنجولا إلي جانب الأخير ودعمته عسكرياً فوفقاً لتصريح أدلي به السفير الأنجولي لدي ساحل العاج لصحيفة أنجولية في 5 مارس 2006 أشار بشأن إرسال بلاده لقوات لدعم الرئيس جباجبو بأن أنجولا يمكنها الإستجابة لإرسال قوات إذا ما طلب رئيس ساحل العاج ذلك مباشرة , وكال هجوماً قاسياً لفرنسا ودورها في دعم الحسن واتارا , ولم تكتف أنجولا بذلك بل لقد قدمت مساعدات عسكرية لنظام رئيس غينيا الإستوائية / Teodoro Obiang, هذا في الوقت الذي يتمركز فيه نحو 35 ألف عسكري أنجولي في مقاطعة Cabinda  حيث تواجه الحكومة الأنجولية هناك تمرداً مُسلحاً تقوده جبهة تحرير كابيندا FLEC (Frente para a Libertação do Enclave de Cabinda)  التي تطالب بالإنفصال عن أنجولا بإعتبار أن كابيندا أو الكونجو البرتغالية كانت بها ممالك هي Kakongo و Loango و N’Goyo وأحتلتها القوات الأنجولية عام 1975 بعد جلاء القوات البرتغالية المُستعمرة مباشرة  وذلك منذ نوفمبر من عام 1975 ومازالت هذه القوات بالإقليم حتي الآن .

– عندما كانت الولايات المتحدة في طور الإعداد للإعلان عن إقامة القيادة العسكرية الأمريكية لأفريقيا  AFRICOM وصلت مساعدة وزيرة الخارجية الأمريكية للشؤون الأفريقية في زيارة للواندا في 30 يناير 2007 لإحاطة الأنجوليين بهذه الخطوة نظراً لإدراك الولايات المتحدة الكامل بنتائج تنمية انجولا لدورها الأفريقي خاصة وأن أنجولا عضو في القيادتين العسكريتين لتجمعي SADAC و CEEAC ثم بعد ذلك قامت مساعدة وزير الخارجية الأمريكي / Jendayi Frazer  بزيارة رسمية للواندا في 30 يونيو حتي الثاني من يوليو 2007 بهدف تعزيز التعاون الثنائي في جميع المجالات , وألتقت بالرئيس الأنجولي وعدد من المسئولين منهم مسئولين عسكريين .

– أوردت صحيفة   Apostolateالصادرة في أنجولا في 12 مايو 2008 أن نائبة قائد القيادة العسكرية الأمريكية لأفريقيا /  Mary Carlin Yates التي كانت في زيارة ليومين بأنجولا , نفت أمس 4 مايو أن يكون لدي بلادها نية لإقامة قاعدة لها بأنجولا , وأشارت الصحيفة إلي أن هذا النفي جاء رداً علي سؤال حول تقارير رددت هذا الخبر , وأوضحت ” أن زيارتها لأنجولا تأتي في إطار تقوية ومناقشة علاقات التعاون العسكري بين لواندا وواشنطن وأننا لا نية لدينا للبقاء والتواجد العسكري في أنجولا , فنحن الآن نتمركز في ألمانيا وأعتقد أن زيارتي إنما تؤكد أهمية أنجولا البالغة للأمن في المنطقة فأنجولا لها دور هام في منطقتي الجنوب والوسط الأفريقي , وقد إلتقت السيدة / Mary Carlin Yates أثناء زيارتها بنائب رئيس هيئة الأركان الأنجولية الجنرال/ Nunda ونائب وزير الدفاع الأنجولي /  Cândido Van-Dunem .

– بثت وكالة الأنباء الأنجولية ANGOP علي موقعها في 15 فبراير 2013 أن وفداً من القيادة العسكرية الأمريكية لأفريقيا يقوده الجنرال / Patrick Donahye أنهي اليوم زيارة إستغرقت ثلاثة أيام لأنجولا إستهدفت مناقشة موضوعات ذات إهتمام مثشترك تتعلق بتقوية علاقات التعاون الثنائي, وأشارت الوكالة أن الوفد إلتقاه الجنرال / Lúcio do Amaral قائد القوات البرية الأنجولية وبحث الجانبين ما يتعلق بتدريب المهندسين العسكريين الأنجوليين , وقد أشار الجنرال / Patrick Donahye إلي أن هناك برامج مُشتركة جاري تنفيذها بين الجيشين الأأمريكي والأنجولي وأن ذلك يستهدف خفض مستوي بعض الأمراض في أنجولا .

– أشار موقع AMERICA,S NAVY في نشرته برقم NNS130207 في 2 يوليو 2013 من  GULFPORT, Miss أن وفداً من الجيش الأنجولي برفقة وفد عن أفريكوم قاما بجولة في مركز التدريب البحري NCTC في الأول من فبراير , كما أن الوفد الأنجولي قام بجولة طافت علي بعض الشركات ومناطق التدريب الفعلي .

– أشارت شبكة ANGONOTICIS نقلاً عن وكالة الأنباء الأنجولية الرسمية Angop 25 سبتمبر 2014 أن الجنرال / David Rodriguez قائد AFRICOM أشاد في مؤتمر صحفي بلواندا بعد لقاءه بوزير الدفاع الأنجولي /João Lourenço بأداء أنجولا في الترويج للسلام والإستقرار في جمهورية الكونجو الديموقراطية وفي جمهورية أفريقيا الوسطي  .

خلافاً لما كان يحدث في الماضي , يتم حالياً إصدار ما لا يقل عن 150 تأشيرة مختلفة يوميًا من قبل السفارة البرتغالية في أنجولا ، بموجب اتفاقية التنقل الخاصة بمجموعة البلدان الناطقة بالبرتغالية (CPLP) الموقعة في يوليو 2021 , وقد تم الكشف عن هذه الإحصاءات يوم ا23 أغسطس 2022 في لواندا من قبل وزير الدولة البرتغالي للشؤون الخارجية والتعاون ، فرانسيسكو أندريه  وكان فرانسيسكو أندريه في أنجولا في زيارة تستغرق خمسة أيام تهدف إلى تعزيز التعاون الثنائي والمتعدد الأطراف , يُذكر أنه تم التوقيع على اتفاقية التنقل بين مجموعة البلدان الناطقة باللغة البرتغالية خلال الاجتماع السادس والعشرين لمجلس وزرائها ، الذي عقد في لواندا ، العاصمة الأنجولية ، في 16 يوليو,فبينما كانت عملية منح الـتأشرة للمواطنين الأنجوليين صعبة ويشوبها تعنت واضح فمثلاً في 3 أكتوبر2005إتهم المًتحدث باسم الخارجية الأنجولية القنصلية العامة للبرتغال في لواندا بإهانة الواطنين الانجوليين المترجددين علي القنصلية للحصول علي التأشيرة لدخول البرتغال وقال الكل يعلم أن منح التاأشيرة حق سيادي لكن الأنجوليين الذين يتوجهون لقنصلية الرتغال في لواندا يتم تناول شأنهم بشكل مهين ينبدي في الطابور الطويل للإنتظار علي باب القنصلية , وسيكون أفضل لو أنه أُعيد النظر في مثل هذا السلوك في إطار العلاقات الطيبة بين البلدين علي مستوي ثنائي وفي إطارتجمع  CPLP وفي رده علي كلام المتحث باسم خارجية أنجولا قال نائب القنصل البرتغالي بأن كلامه كله تزييف للحقائق ولايعلم مطلقا من اين جاء به ؟وانهم يعملون في إطار صلاحيات وإجراءات في إطار إتفاقياتShenguen  وأنهم يبذلون جهدهم للتخفيف عن المواطنين في هذا الإطار .

وفي حالة موزمبيق   

– أشار موقع  AFRICOM في 22 سبتمبر 2015 إلي وزارة الخارجية الأمريكية وحكومة موزمبيق مدعومتين من وزارة العدل الأمريكية ستستضيفا في الفترة من 22 إلي 24 سبتمبر 2015 بالعاصمة الموزمبيقية Maputo ورشة عمل عن أمن الأمن والجريمة الإليكترونية وهي السادسة من نوعها بمشاركة الدول المتحدثة بالبرتغالية بأفريقيا ( PALOP) وهي بالإضافة لموزمبيق أنجولا / غينيا بيساو / الرأس الأخضر/ ساوتومي وبرنسيب بالأإضافة للبرازيل وموريشيوس وكينيا وغانا ونيجيريا والبرتغالي والإتحاد الأفريقي والتجمع الإقتصادي لغرب أفريقيا ECOWAS , وأشار الموقع إلي أن كل من نائب مساعد وزير الخارجية الأمريكي / Todd Haskell والسفير الأمريكي لدي موزمبيق / Douglas Griffiths ونائب منسق القضايا الإليكترونية / Thomas Dukes سيقدمون و السيد / Augusto Inglesالأمين الدائم لوزارة النقل والإتصالات بموزمبيق ملاحظاتهم فيما يتعلق بالموضوع الذي ستعمل عليه ورشة العمل .

– أشار موقع  AFRICOM في9 أكتوبر 2015 إلي أن الجنرال / David Rodriguez قائد  AFRICOM أشار في كلمته أمام المؤتمر البحري وأمن الطاقة الذي عُقد في أنجولا في الفترة من 7 إلي 9 أكتوبر 2015 ” أن الولايات المتحدة والبلاد الأفريقية والعالم باسره مرتبطين معاً إرتباطاً لا ينفصم بالمحيطات وممرات الإتصالات البحرية , وأستطيع أن أعتقد أن هناك مناطق قليلة اليوم لها صلة إستراتيجية اعظم بالموضوع أكثر من المجال البحري ” , كما أشار إلي ” أن هناك مفاتيح ثلاثة للأمن البحري هي التعاون الإقليمي والإستراتيجيات البحرية القومية والمشاركة في الصناعة ” , كما أشار موقع AFRICOM أيضاً في 13 أكتوبر 2015 إلي أن هذا المؤتمر فريد من نوعه وهام بصفة خاصة لأنه إستقدم الفاعلين والعاملين في المجال البحري والطاقة من جميع انحاء العالم معاً ليمكنهم من المشاركة في أفضل الممارسات بغية تحسين التنسيق في الأمن الإقليمي  وتقوية شراكات الأمن بين القطاعين العام والخاص , وأشار الموقع تعليقاً علي هذا المؤتمر بقوله ” إن الولايات المتحدة سعيدة لمشاركة أنجولا من خلال AFRICOM في هذه المبادرة الهامة لدعم وحماية الإقتصاد الأزرق في خليج غينيا وأن AFRICOM  بالتنسيق مع الوكالات المعنية والشركاء الدوليين تبني القدرات الدفاعية وتستجيب للأزمات وتردع وتهزم التهديدات العابرة للدول من أجل الترويج وتنشيط الإستقرار والأمن الإقليمي والإزدهار ولهذا فإن التعاون والتوافقية العملياتية أمران جوهريان وضعاً في الإعتبار عظم المهددات وحجم ومساحة المجال البحري المسئولة عنه القوات البحرية الافريقية ” وأضاف الموقع ” إن هذا المؤتمر خطوة مهمة في إطار تغير مستمر في الفكر الإستراتيجي بشأن الشواطئ الأفريقية , والولايات المتحدة تحيي أنجولا علي دورها الرائد في هذه المبادرة , وكلنا ممن يؤمنون بإمكانات أفريقيا الضخمة , نستطيع ويجب أن يكون بمقدورنا الإستمرار في العمل لكي يصبح أمن وحماية  محيطات هذه القارة الجميلة حقيقة , من جهة أخري أشار Jornal de Angola في 8 اكتوبر 2015 إلي أن مؤتمر الأمن البحري الذي عقد بمركز Talatona Conventions Centre بالعاصمة الأنجولية لواندا شارك في وفقاً لتصريح أدلي به وزير الخارجية الأنجولي تنظيمه مع الحكومة الأنجولية كل من الولايات المتحدة وإيطاليا وشارك فيه نحو 600 مشارك من 45 دولة بأفريقيا وآسيا وأمريكا وأوروبا ودول المحيط الهادئ والهندي ومن التجمع الإقتصادي لدول غرب افريقيا ECOWAS وتجمع دول وسط أفريقيا CEAAC وتجمع تنمية الجنوب الأفريقي SADC ومنطقة السلام والتعاون لجنوب الأطلنطي ZPCSA وقائد القيادة العسكرية الأمريكية لأفريقيا الجنرال ومديري شركات  Chevron و Esso و Total و BP و ENI للبترول , وأشار الوزير الأنجولي ومنسق اللجنة الإعدادية للمؤتمر أيضاً إلي المؤتمر هام بالنسبة لأنجولا بإعتبار أنها تطل علي خليج غينيا ثم أنها منتج مهم للبترول والطاقة , وأوضح إلي أن هذا المؤتمر سيصدر في نهايته إعلان لواندا حول الأمان البحري والطاقة , وسيتعرض أثناء إنعقاده لموضوعات مثل ظاهرة الهجرة غير الشرعية التي تحدث في دول الغرب والجنوب الأفريقيين وسينقسم المؤتمر في مناقشاته إلي أربع ندوات نقاشية هي ” ندوة حماية البترول علي الأصعدة الوطنية والعالمية والقطاع الخاص ” و” ندوة مجال المناطق البحرية الأنجولية : الإطار المؤسسي والخطة القطاعية للعمل ” و” ندوة الإستجابات للأمان البحري : التدريب ودور المعلومات الإستخباراتية والعمليات المُشتركة ” وندوة الإطار القانوني والتنسيق الإقليمي ” .

* قام حرس السواحل الأمريكي بزيارات للرأس الأخضر وغينيا الإستوائية التي يقوم عناصر البحرية الأمريكية بحماية منشآت البترول التابعة للشركات الأمريكية بها من خلال حرس خاص غير مُسلح  , وكما ورد في تعليق للصحفي / Nikolas Kozloff نُشر بموقع جريدة THE WORLD POST في 28 مايو2013 وهو مؤلف كتاب ” Revolution! South America and the Rise of the New Left” أشار تحت عنوان ” واشنطن ومعركة أفريقيا الناطقة بالبرتغالية ” إلي  النقاط الهامة التالية  :

* يريد البنتاجون إقامة محطة رصد في جزر الرأس الأخضر بينما نري إلي الجنوب منها في خليج غينيا تقوم سفن الولايات المتحدة بدوريات في المياه الإقليمية للدول الأفريقية المُطلة علي هذا الخليج , وخشية من لفت الأنظار تجنب البنتاجون إقامة منشآت عسكرية كبيرة وركز بدلاً من ذلك علي علي ما يُسمي بإستراتيجية lily pad أو وسادة الزنبقة أي إقامة قواعد صغيرة الحجم مثالها نراه في جمهورية ساوتومي وبرنسيب( جزيرة في قلب خليج غينيا وكانت مستعمرة برتغالية)  من إنشاء قاعدة رادارية .

* تريد الولايات المتحدة مجابهة تهريب المخدرات ومصدره في غرب أفريقيا خاصة في جمهورية غينيا بيساو ( مستعمرة برتغالية سابقاً) والتي تسميها الأمم المتحدة دولة المخدرات Narco-State , وتستهدف الولايات المتحدة حماية أمنها القومي بوقف مد التهريب إليها من هذه البقاع .

* هناك اسباب أخري من تواجد الولايات المتحدة العسكري / البحري في خليج غينيا وهو حماية البترول وإمداداته لخفض إعتماديتها علي بترول الشرق الأوسط  ففي 2015 تعتمد الولايات المتحدة علي إستيراد نسبة تُقدر بـ 25% من إجمالي إستيرادها البترولي من دول خليج غينيا , وأكد هذا المعني النائب السابق لقائد AFRICOM نائب الأدميرال   Robert Moeller حيث قال ” إن حماية التدفق الحر للموارد الطبيعية من أفريقيا للسوق العالمي أمر شديد الأهمية شأنه شأن إنقطاع هذه الإمدادات ” , والأكثر أهمية الآن أن الولايات المتحدة تبغي مجابهة بزوغ الصين في أفريقيا فهي الأخري لها مصلحة في تأمين إرسابات البترول في غرب أفريقيا , وتقوم الصين (Sinopec) وشركة Addax  السويسرية بالإتفاق مع حكومة ساوتومي بإستكشاف البترول في المياه الإقليمية السانتومية , وربما في تطور لاحق تقوم الصين بالتواجد العسكري بساوتومي كما تفعل الولايات المتحدة التي تردد أن البنتاجون ووزارة الخارجية الأمريكية أقاما نظام إشراف ومراقبة علي أرض هذه الجزيرة كأول دولة أفريقية يُقام فيها هذا النظام , وأشار الصحفي   Nikolas Kozloff أن رئيس وزراء ساوتومي السابق /  Guilherme Posser ذكر أن مسألة إقامة قاعدة عسكرية لابد أن تخضع لإستفتاء عام ” .

* أفاد محليون بهونج كونج القنصلية الأمريكية هناك أن Macau وهي جيب تابع لأراضي الصين الشعبية كان مستعمرة برتغالية يمكن أن يكون مفيداً للصين بإعتباره ذا صلة بالكنيسة الكاثوليكية ويتحدث قلة من سكانه البرتغالية وبعض من هؤلاء توطن في البرتغال بعد ان سلمت البرتغال الإقليم للصين الشعبية  وعموماً فقد ساعد ذلك أن تقترب الصين من فضاء الليزوفون ( المتحدثين بالبرتغالية) في غينيا بيساو وساوتومي والرأس الأخضر وغينيا الإستوائية  (مستعمرة سابقة لأسبانيا) من خلال Macau .

* بذل رئيس البرازيل السابق Lula أقصي ما وسعه من جهد لتأسيس روابط مع ساوتومي وبرنسيب لدرجة شطب دين البرازيل قبل حكومة ساوتومي وخلال فترة حكمه قام الرئيس Lula بزيارة إلي الرأس الأخضر لحضور قمة الدول الناطقة بالبرتغالية CPLP وفي هذه القمة ساندت البرازيل إنضمام غينيا الإستوائية لتجمع الدول الناطقة بالرتغالية CPLP  كعضو مراقب , وتأمل واشنطن في مساعدة البرازيل لها غرب افريقيا بشكل يكفي إدارة Obama مغبة التشابكات والتعقيدات السياسية غير الضرورية , ووفقاً لمقال نُشر في New York Times قامت البرازيل بتدريب نخبة من القوات الأفريقية بقاعدة نائية في منطقة Amazon كما تعهدت وزارة الدفاع البرازيلية بمنح طائرة للرأس الأخضر للقيام بدوريات بحرية , كما قامت البرازيل بتدريب أفراد من الجيش الأمريكي بأحد مراكز التدريب في أحراشها , وتقوم قطع بحرية برازايلية وأمريكية بتدريبات مُشتركة في المياه بين ساحل ريو دي جانيرو حتي  خليج غينيا  .

– صرح وزير دفاع البرتغال LuisAmado في نهاية زيارته لواشنطن في 10 نوفمبر2005 أن الولايات المتحدة لديها رغبة في التعاون بنشاط أكبر مع البرتغال في تدريب وإعداد القوات المُسلحة لتجمع الدول الناطقة بالبرتغالية CPLP خاصة فيما يتعلق بإعداد هذه القوات في مجال قدرات التدخل الكفء في مهام السلام في أفريقيا , وهو أمر يُعد أحد النقاط الجوهرية اانعاون الثلاثي مع الولايات المتحدة الأمريكية بأفريقيا التي للبرتغال تواجد عسكري في بعض دولها  (دول CPLP)  .

– أجري وزير الدفاع البرتغالي Nuno Severiano مباحثات مع نظيره الإسباني في 5 مايو 2007ىتناولت إمكانية تطوير الإتحاد الأوروبي لبرامج مُتعددة الأطراف لتكوين وتأهيل الأطر  العسكرية الأفريقية للإستجابة للمواقف الطارئة فب أفريقيا ومناقشة ذلك في الإطار الأوروبي  غلي خلفية تجارب البرتغال في الدعم الفني اادول الأفريقية الناطقة بالبرتغالية PALOP وذلك إجتماع الـ EU في يوليو 2007 الذي يستهدف تطوير برامج بين الدول اعضاء الإتحاد الأوروبي والإتحاد الأفريقي .

التجربة الفرنسية العسكرية في الساحل

في إعلان مشترك من قصر الإليزيه في 17 فبراير 2022 أعلنت فرنسا والدول الحليفة أنها ستسحب قواتها من مالي بسبب انهيار العلاقات مع المجلس العسكري الحاكم بعد تسع سنوات من القتال ضد التمرد الجهادي  , ويأتي هذا القرار الصعب بعد تدخل عسكري بقيادة فرنسا لمواجهة الجهاديين الذين كانوا يسيطرون على شمال مالي في عام 2013 ، وظلت القوات الفرنسية تقدم الدعم لعمليات مكافحة الإرهاب , لكن العمليتين العسكريتين الفرنسيتين فشلتا في مواجهة هؤلاء الجهاديون و إعلن الرئيس الفرنسي Emmanuel Macron في 10 يونيو 2021 عن إنسحاب قوات فرنسية تتشكل منها عملية Barkhane  العسكرية الفرنسية وأشار  إلي أنه سيكون هناك “تحولاً عميقاً” في الوجود العسكري الفرنسي بمنطقة الساحل مع تعزيز قوة Takuba الأوروبية ( وهو مالم يحدث كما تمنت فرنسا لتداخل دور مرتزقة Wagner مع الدور الأوبي وتحول المحلس العسكري في مالي إلي التعاون مع المرترتزقة الروس ) ولذلك كان تدهور العلاقات مع القادة العسكريين الجدد في مالي الذين استولوا على السلطة في انقلاب عام  2020إلي الوراء ولأسفل  مما سرع في  دفع فرنسا إلى إعادة النظر في دورها في البلاد , وجاء في بيان مشترك وقعته فرنسا وحلفاؤها الأفارقة (وهم في غالبيتهم أعضاء القوة الخماسية لخمس دول أفريقية) والأوروبيون أن “العراقيل المتعددة” من قبل المجلس العسكري الحاكم تعني أن الظروف لم تعد موجودة للعمل في مالي , وقال الرئيس الفرنسي في مؤتمر صحفي إلى جانب مسؤولي الاتحاد الأوروبي والاتحاد الأفريقي “النصر على الإرهاب غير ممكن إذا لم تدعمه الدولة نفسها” , وأضاف ماكرون أنه رفض “تمامًا” فكرة فشل فرنسا في مهمتها في البلاد , لكنه في إعتقادي قد فشل فشلاً ذريعاً وعلي مراحل مريرة , عموماً ينطبق قرار الانسحاب على 2400 جندي فرنسي في مالي وقوة أوروبية أصغر قوامها عدة مئات تم تشكيلها في عام 2020 بهدف تخفيف العبء على القوات الفرنسية , كان انتشار القوات الفرنسية في مالي  أكثر القرارات الفرنسية فشلاًو محفوفًة بالمشاكل لفرنسا فمن بين 53 جنديًا فرنسيًا قتلوا يخدمون في غرب إفريقيا قتل 48 منهم في مالي وهو رقم دعائي بالطبع فعدد القتلي الفرنسيين أكثر مما أعلن , المهم أن الرئيس الفرنسي أوضح أن القواعد الفرنسية في جوسي وميناكا وجاو ستغلق لكنه تعهد بأن يتم الانسحاب بطريقة “منظمة” , وقد التقى زعماء أفارقة وغربيون في باريس في وقت متأخر من  16 فبراير لبدء بلورة خطط بشأن كيفية مواصلة قتال الجهاديين وهو مالن يحدث في تقديري بعد إنسحاب فرنسا وإن تم فبتكلفة عالية جداً  وهناك مخاوف جديدة من اندفاع جهاديين نحو خليج غينيا وفي تقديري إن هذا التوسع ليس في خطط الجهاديين لكن يتم التريج لذلك لتعظيم خطرهم كعادة الغرب والشرق معاً لإستفزاز رؤساء الدول الأفرقة وتخويفهم , وقد أدت الانقلابات الأخيرة في مالي وتشاد وبوركينا فاسو إلى إضعاف التحالفات الفرنسية وشجعت الجهاديين الذين يسيطرون على مساحات واسعة من المنطقة.

قالت وزيرة الدفاع الألمانية كريستين لامبرخت في ذات يوم صدور هذا البيان المُشترك إنها “متشككة للغاية” فيما إذا كانت برلين ستبقى جزءًا من مهمة تدريب عسكرية أوروبية في مالي وقال لامبرخت للصحفيين “لاحظنا القرار الفرنسي بمغادرة مالي وإنهاء مهمتها هناك وهو ما سيكون له بالطبع تداعيات على شركائها وأضافت “يجب أن أقول إنني متشكك للغاية فيما إذا كان سيكون هناك تمديد لتفويض المشاركة في بعثة الاتحاد الأوروبي للتدريب العسكري” ، في إشارة إلى مهمة التدريب العسكري للاتحاد الأوروبي , وجدير بالذكر أن ألمانيا لديها حوالي 1500 جندي في مالي – حوالي 1200 لبعثة الأمم المتحدة مينوسما لحفظ السلام والباقي لمهمة تدريب الاتحاد الأوروبي ويأتي حديث مسئول الدفاع الأول في ألمانيا بعد ساعات من إعلان فرنسا أنها تسحب قواتها , وهذا يعني إن عثقد التحالف الغربي مع فرنسا في الساحل قد فرط وتمزق .

ومن جانبها قالت الأمم المتحدة إن انسحاب فرنسا وحلفائها من مالي “سيؤثر” على قوات حفظ السلام  , فالانسحاب العسكري الفرنسي المزمع من مالي “سيؤثر” على مهمة حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة في منطقة الساحل المضطربة , وقال اوليفييه سالجادو المتحدث باسم بعثة مينوسما لحفظ السلام في مالي ( تدير الأمم المتحدة بعثة حفظ السلام مينوسما منذ عام 2013) لوكالة فرانس برس ان الامم المتحدة تدرس تأثير الانسحاب وستتخذ “الخطوات اللازمة للتكيف” , وقال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون:” إن الانسحاب العسكري الفرنسي من مالي سيستغرق من أربعة إلى ستة أشهر ، وكبديل لمالي التي إنسحب منها الفرنسيين قال الرئيس الفرنسي : ” إن “قلب هذه العملية العسكرية لن يكون في مالي بعد الآن بل في النيجر” وأضاف ماكرون أن: “قوات سيبر الفرنسية الخاصة ستبقى في بوركينا فاسو حيث يتولى المجلس العسكري السلطة أيضًا وخلال هذه الفترة سيكون هناك عدد أقل من العمليات ضد المتشددين الإسلاميين في منطقة الساحل ” , أتي القرار الفرنسي بالإنسحاب ومرتزقة  فاجنر في مالي لتأمين  مصالحهم التجارية والمجلس العسكري ” ، كما يقول ماكرون , فقد قال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أيضاً في 17 / 2/2022 ” إن مرتزقة من الشركة العسكرية الروسية الخاصة فاجنر موجودون في مالي “لتأمين مصالحهم التجارية والمجلس العسكري” في باماكو , وقال ماكرون في مؤتمر صحفي في باريس: “هذا هو التوظيف من قبل المجلس العسكري المالي باستخدام التمويل الذي سيضطرون هم أنفسهم إلى شرحه للشعب المالي ، للمرتزقة الموجودين هناك بشكل أساسي لتأمين مصالحهم التجارية وحماية المجلس العسكري نفسه”.

قال رئيس غانا :ليس الوقت المناسب لإنهاء مهمة الأمم المتحدة لحفظ السلام في مالي , فمن المهم أن تستمر قوة حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة في العمل في مالي حتى بعد انسحاب القوات الفرنسية من البلاد وإعادة نشرها في أماكن أخرى في الساحل  , وقال الرئيس السنغالي ماكي سال في اليوم نفسه خلال نفس المؤتمر الصحفي “إن القتال ضد “التمردات الإسلامية” في منطقة الساحل لا يمكن أن يكون المسؤولية الوحيدة للدول الأفريقية”  .

تعرضت خطة التخل العسكري الفرنسي من خلال عمليتيServal  وBarkhane  الفاشلتين بشمالي مالي وإمتدادهما بمناطق بالنيجر وبوركينافاسو وأجزاء بمنطقة الساحل للفشل الذريع لأسباب أهمها : (1) شدة والتوحد النسبي للمقاومة الإسلامية في الساحل (2) صعوبة وشراسة الظروف المناخية في ساحة المواجهة غير المواتية للفرنسيي من صحراء قاحلة وندرة مياه (3) عدم تعاون الولايات المتحدة بصفة كافية وإيجابية المُتعمد مع العسكرية الفرنسية (4) ضعف وفساد حكومات دول القوة الخماسية للساحل G5 Sahel(5) الضعف الهيكلي لقوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة والإتحاد الأفريقي (6) عدم التجانس بين القوات المسلحة الفرنسية والقوات المُسلحة بدول المجموعة الخماسية .

لهذا يمكن القول في ضوء الفشل الفرنسي مع أنه ليس نهائياً إلا أنه فشل مرحلي ذريع يعني أن مهمة إختراق البرتغالي لعسكريات الدول الأفريقية الخمس الناطقة بالبرتغاليةPALOP صعبة جداً في ضور : (1) الضعف النسبي للعسكرية البرتغالية قياساً بخبرة وجاهزية القوات الفرنسية في الساحل رغم فشلها , (2) ليس مع البرتغال دعم سياسي ولا تمويل كالذي حصلت عليه فرنسا ليس فقط في تمويل العمليتين العسكريتين Serval  وBarkhane  في شمالي مالي والنيجر ومنه دعم لإقامة المحموعة الخماسية G5 Sahel والتي تسولت فرنسا بإستخدامها لتمويل وجودها العسكري في عموم الساحل (3) الفشل الفرنسي سيردع البرتغال نفسياً للتقدم بأكثر من قصر مهمتها علي هدف تدريب القوات الأفريقية في فضاء PALOP فحسب .

نـــتــيــجــة :

في ضوء ما تقدم عرضه فهناك صعوبة نسبية تواجه البرتغال في تحقيق إختراق في مد جسور التعاون أو التحرك الثنائي وخاصة عسكرياً في فضاء الدول الناطقة بالبرتغالية في أفريقيا PALOP إستناداً علي التراث الإستعماري لها في هذه الدول في الماضي , فقد تغيرت الظروف السياسية والعسكرية وحتي الإجتماعية بهذه الدول في يومنا هذا .

الـــقـــاهـــرة تحريراً في 3/9/2022 – الــــــســـفــيـــر بـــــلال الــــمــــصــــري – المركز الديمقراطي العربي

 

.

رابط المصدر:

https://democraticac.de/?p=84422

حول الكاتب

مقالات ذات صله

الرد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

W P L O C K E R .C O M