المبادرة الوطنية للتنمية البشرية ودورها في تحقيق التنمية المحلية

إعداد : عبد الواحد بلقصري – باحث قي مركز الدكتوراه مختبر بيئة.تراب.تنمية بكلية العلوم الانسانية والاجتماعية بجامعة ابن طفيل بالقنيطرة

 

تقــــديم عـــــــــــام:

تعد   المبادرة  الوطنية    التي أعلن  فيها  صاحب الجلالة    الملك  محمد السادس   نصره الله   بتاريخ  18   ماي  2005    مشروعا   اجتماعيا   تنمويا   وورشا  ملكيا   خاصا   خلاقا ومبدعا و مفتوحا باستمرار وفلسفة  رائدة  تهدف  الى معالجة اشكاليات  الفقر   والإقصاء الاجتماعي   والهشاشة   ضمن  استراتيجية   شمولية  ترتكز  على  البعد  التراثي   والمقاربة   التشاركية   مع مختلف   الفاعلين  المعنيين   بالحقل التنموي ، وقد  جاءت  المبادرة   لتغيير  أنماط   العمل الاجتماعي   في   البلاد  من خلال  فتح    أفق  جديد   يرتكز  على تطوير القدرات  البشرية  ، فبناءا على  التجارب  السابقة   و معرفة أفضل    بظواهر   الاقصاء والفقر ، فإن هذه  المبادرة  تعكس   إرادة  سياسية  على   أعلى المستويات   في الدولة لترسيخ  سياسة  سريعة وفعالة  في  مكافحة الهشاشة  والفوارق  الاجتماعية،  وقد جاءت لتقدم أيضا  تغييرا  نوعيا  في الاسلوب   ، لأنها  ترتكز  على مبادئ  أساسية  من قبل تحدي  جيد  للأهداف  والمناطق والمستفيد ين أو ادماج  سوسيو للتدخلات   والبرامج  مبادرة  تستفيد من تمويل خاص ذو طابع  مؤسسي.

وإذا  كانت  مختلف  التدابير والإجراءات  الحكومية  التي  غرفتها  سنوات  الستينات  والسبعينات  قد اعطتنا  تراكمات  سلبية  خلقت فجوة كبيرة وأزمة  ثقة  بين  الدولة والمجتمع وأدت  إلى  عجز اجتماعي على جميع  المستويات   آنذاك  ، حيث   أن نسبة  الامية   كانت 40%     ونسبة  الفقر وصلت الى 13 ,7%    في  المجال  القروي  و  63%    في  المجال  الحضري  دون أن ننسى  لأنه أكثر  من 600 جماعة  قروية  وصلت نسبة الفقر فيها   أكثر  من 20%     وأكثر  من  360  وصلت  فيها  الى 30%   كما أن 61%  من الجماعات القروية   آنذاك كانت   لا تتوفر   على أية بنية  اجتماعية  باستثناء المدرسة والمستوصف.*1*

وجاءت المبادرة الوطنية للتنمية  البشرية  كخطة تنموية استراتيجية مختصة من أعلى  مستوى(  ملك البلاد) لتجعل من تنمية  العنصر البشري الهدف الاسمى  من خلال  أهداف  استراتيجية  نجملها فيما يلي:

  • الحد من الفقر و الهشاشة
  • تحقيق العدالة الاجتماعية  عبر  الرفع  من مؤشر  الدخل

وتحاول  هاته  الدراسة  طرح   الاشكالية   المركزية التالية :

  • أي دور    للمبادرة  الوطنية   للتنمية  البشرية  في تحقيق  التنمية  المحلية 

وسوف نحاول  إبراز  هاته  الإشكالية   من خلال   ثلاثة  محاور أساسية:

المحور الأول:     السياق     العام للمبادرة  الوطنية للتنمية البشرية

المحور الثاني:   مقومات  المبادرة الوطنية  للتنمية  البشرية.

المحور الثالث:  إبراز دور  المبادرة  الوطنية   للتنمية  البشرية  في تحقيق التنميةالمحلية

Abstract

The importance of the study lies in the fact that it deals with a topic of great importance, and the World Bank has confirmed in its speech about the initiative in one of its reports that it is considered one of the three innovative initiatives in the world, considering also that its time exceeded fifteen years, as this study would enable us From the conclusion that the National Initiative   for Human Development was able to achieve its development goals represented in achieving the local development that Morocco aspired for a long time ago.

أهمية الدراسة    :

تكمن أهمية الدراسة في كونها تعالج موضوع ذو اهمية كبيرة و قد اكد البنك الدولي في ديثه عن المبادرة في احدى تقاريره على انها تعتبر احدى ثلاثة مبادرات مبتكرة في العالم ،وبالنظر كذلك الى ان زمنها تجاوز الخمسة عشر سنة ،حيث ان من شأن هاته الدراسة ان تمكننا من من الاستنتاج على ان هل  المبادرة الوطنية للتنمية البشرية استطاعت تحقيق أهدافها التنموية المثمثلة في تحقيق التنمية المحلية التي ينشدها المغرب منذ زمن بعيد .

أهداف الدراسة:

تهدف  هاته الدراسة الى الأهداف التالية :

الهدف الاول :هوتبيان مراحل المبادرة الوطنية للتنمية البشرية وبرامجها ومساطرها والأهداف المتوخاة منها .

الهدف الثاني :هومعالجة الاسباب العميقة التي عجلت بإخراج المبادرة الوطنية للتنمية البشرية

الهدف الثالث :هو دراسة مدى تحقيق المبادرة الوطنية للتنمية البشرية للتنمية المحلية ،هل فعلا حققت التنمية المحلية وحققت اهدافها الحقيقية وساهمت في الرفع من مؤشرات التنمية البشرية في المغرب وبالتالي الرفع من ترتيب المغرب في تقرير التنمية السوي الذي يصدره برنامج الامم المتحدة للإنماء الاقتصادي والاجتماعي .

  إشكالية الدراسة  :

يدور موضوع  الدراسة حول إشكالية مركزية واحدة وهي اي دور للمبادرة الوطنية للتنمية البشرية في تحقيق التنمية المحلية وتتفرع عنها مجموعة من الإشكاليات الفرعية التالية :

– ماهي الأسباب الحقيقية التي عجلت باخراج المبادرة الوطنية للتنمية البشرية

– ماهي أهم ارضيات وبرامج المبادرة الوطنية للتنمية البشرية

– ماهي أهم مميزات التنمية المحلية واهم فاعليها الاساسيين

منهجية الدراسة:

لمعالجة هاته الاشكالية تم الاعتماد على المنهجية التالية :

 المبحث الأول :   المبادرة  الوطنية  للتنمية البشرية  ( السياق   والأهداف  والبرامج)

 المطلب الأول :    مقومات السياق التاريخي  للمبادرة  الوطنية   للتنمية  البشرية 

 المطلب  الثاني:    برامج  المبادرة  الوطنية  للتنمية  اللبشرية

:المرحلة الثالثة من المبادرة الوطنية للتنمية البشرية المطلب  الثالث

  المبحث  الثاني:   أي دور  للمبادرة الوطنية للتنمية   البشرية  في تحقيق التنمية  المحلية

  المطلب الأول :   التنمية  المحلية  (   المقاربة  والفاعلين)

  المطلب الثاني:   دور المبادرة الوطنية للتنمية البشرية في تحقيق التنمية المحلية

   المبحث   الاول : السياق العام  للمبادرة  الوطنية   للتنمية  البشرية

خلص  تقرير   الخمسين سنة  من التنمية  البشرية  إلى  كون  مستقبل المغرب   يرتهن بمدى قدرته   على مواجهة  وتخطي   خمسة  بؤرهي المعرفة ، الاقصاء ، التكوين ، الاندماج  والحكامة ،  وفي معرض تحليله  لواقع  الحكامة   بالمغرب   وصل التقرير  الى أن   الحكامة في المغرب   تشكو   من خمس     نقط أساسية  هي:

  • وجود    مركزية   مفركة
  • وجود  لا مركزية    ترابية  لا تتلاءم  مع  ضرورات  التنمية  المحلية
  • وجود وصاية  ترابية  تقوم   مقام    المنتج عوض  دور التنسيق  والرقابة.
  • غياب التكامل بين مختلف  البرامج  القطاعية.
  • ضعف دور المؤسسات العمومية في التنمية.

وسنحاول   من خلال  هذا المبحث   إبراز  السياق   التاريخي  للمبادرة  الوطنية  للتنمية البشرية  مع توضيح  مقومات  برامجها  من خلال  مراحلها  الثلاث:

  • المرحلة   الأولى2005-2010
  • المرحلة  الثانية2011-2018
  • المرحلة الثالثة : 2019-2023

 المطلب الأول : السياق  التاريخي    للمبادرة  الوطنية للتنمية  البشرية

انطلاقا من تقرير الخمسينية  وفي إطار  المبادرة  الوطنية  للتنمية  البشرية  التاي تشكل  أرضية عمل مرسخة  جديدة  منبثقة عن  الميادين  المؤسسة  للشراكة  ، الكرامة  ، الثقة ، التضامن   والمشاركة ، وسعيا  وجراء  تحقيق  منجزات   ملموسة  ذات رمزية عالية  تختزل  الارادة  الحقيقية للمغاربة  في محاربة  الفقر والإقصاء والتهميش  بهدف  تحقيق   التنمية البشرية فقد جاء  خطاب  صاحب  الجلالة  الملك  محمد السادس نصره  الله  المؤرخ  في 18  ماي  2005  ”  فإننا نعبر أن التنمية  الفعالة والمستدامة لن تتحقق إلا بسياسات عمومية مندمجة  ضمن عملية  متماسكة ومشروع  شامل  وتعبئة قوية متعددة الجبهات  تتكامل فيها الابعاد السياسية  ( الاجتماعية والاقتصادية والتربوية والثقافية و البيئية).“*2*

وإذا   كانت  التنمية  البشرية   كما عرضتها برنامج  الامم  المتحدة    للإنماء الاقتصادي  والاجتماعي   هي   توسيع  خيارات  الناس  الاقتصادية  والاجتماعية   عبر  مؤشرات  تجمع  بين مؤشر  التعليم  المتمثل  في القراءة  والكتابة   ومؤشر  العمر  المتوقع   عند   الميلاد  ومؤشر   الدخل  حيث  نجد  أن  التقرير  الاول  للتنمية  البشرية    لسنة 1990   هي  توسيع   الخيارات  المتاحة  أمام  الناس ليعيشوا حياة  مديدة ملئها  الصحة  ويكتسبوا  المعرفة ويعيشوا حياة كريمة.

وإذا  كانت  أطروحة  التنمية تعتبر الناس هم  ثروتها المجتمعية وتركز  على خيارات الناس  لكن  هاته  الخيارات  ليست  شاسعة ومتعددة ، منها ما هو  اقتصادي   الى مؤشر الدخل  و نصيب الفرد  من النتاج  القومي  الاجمالي ومنها  ما هو  اجتماعي  متعلق بالصحة  ومجالاتها   (   ومنها   اكتساب  المعرفة   وتقنيات  البحث    والتطوير والمعلومات ) .*3*

ما يهمنا   مما سبق  هو ابراز أهمية المؤشرات  التي  كانت  مخيبة للآمال  حيث   أمه   منذ صدور   اول تقرير  للتنمية  البشرية  سنة 1990  مايبن  120 و 130  ورقم 15 عربيا ، حيث  أنه في سنة 2004   احتل المغرب  146  من  بين 227  على  الصعيد العالمي  فيما  يخص الناتج الوطني  الخام  والمرتبة 15 على مستوى دليل التنمية  البشرية  ضمن 20  دولة  عربية  كما  أن تقرير  التنمية   البشرية   للعام 2005  الذي وضع  المغرب في  الرتبة  124 من أصل   177 دولة على المستوى  العالمي  وهي  مراتب  تضع  المغرب في   خانة الدول  ذات   النسب الفقيرة، وقد أشار  تقرير البنك  الدولي  لذلك  سنة 2006  حيث اكد على  أنه بالرغم من المجهودات  والأوراش   الكبرى  والبرامج*4*  الاجتماعية  فإن  مراتب  المغرب  غير  مشرفة.ذ   وقد انعكس   هذا  العجز   الاجتماعي  على المستويات   التالية:

  • على مستوى نسبة  الفقر :  هناك  نسبة  14,2%  من  السكان  يعيشون  تحت   عتبة  الفقر  بنسبة  22%       بالعالم  القروي   و7,9%   بالعالم   الحضري.
  • ب- على مستوى    التعليم  : انتقل  معدل   التمدرس  ما بين    سنتي 2000 و2004 من 79  إلى  92,2%       غير  أن    ذلك  لا ينعكس  على مستوى  جودة العملية   التربوية   وبقيت  أرقام   الانقطاع  المدرسي  (    الهدر المدرسي   مرتفعة)[1]
  • ت- على  المستوى الصحي: رغم  المجهودات  الكبيرة   المبذولة  آنذاك   إلا أن   كما بينت مؤشرات  وفيات الأطفال    والأمهات    بقيت مرتفعة  بالإضافة   الى  أن نسبة   التأطير  الطبي   وشبه الطبي  بقيت ضعيفة  جدا.

بالإضافة   الى ذلك    بقيت   أرقام  البطالة    والإقصاء  الاجتماعي مرتفعة   ،  لا فيما يخص الاحياء  غير القانونية  و الاحياء الصفيحية  والأحياء  الشبه الحضرية ، كل  هاته الأسباب  التي   ذكرنا ها  سابقا  عجلت  بإعلان  المبادرة  الوطنية  للتنمية البشرية  كمشروع  استراتيجي   كبير في تاريخ  المغرب  الحديث  ،   من  منطلق  دوافعها  والأهداف  التي  سطرتها  هذه المبادرة   استجابت لتحديات  كثيرة   كانت    مطروحة    حينها  وعلى قائمتها  .*5*

  • الفقر المتفشي عند نسب مهمة من الساكنة في المدن والبوادي
  • الهشاشة  الاجتماعية   وعدم الاستقرار.
  • النسبة المرتفعة  للامية.
  • عزلة  بعض   المناطق  النائية   وعدم    تمكنها   من الاستفادة  من ضروريات  العيش  من قبيل (المرافق  الصحية   المؤسسات  التربوية  …….)   حيث  أنها   تندرج   ضمن   مشروع  سوسيو  اقتصادي   وطني    وإقليمي  و دولي*6* أملته الضرورة   الملحة  على المغرب عبر التدخل   النوعي السريع  الذي من شأنه  تحسين  المستوى  المعيش  الصحي   والتعليمي   للأفراد  والفئات   المهمشة  وتأهيل  المناطق  المعزولة   والبعيدة   فهل    تعكس  برامج  المبادرة  الوطنية للتنمية  البشرية  في مراحلها    هذا  الانطباع  هذا  ما سنبرزه في مطلبنا  الثاني.

 المبحث الاول :   مقومات  وبرامج  المبادرة  الوطنية للتنمية البشرية.

سوف   نبرز  في هذا  المطلب  مقومات  المبادرة  الوطنية للتنمية  البشرية  وبرامجها  عبر  مراحلها   الثالثة.   الممتدة ما بين  2005-و 2023.

المطلب الاول  :مقومات  المبادرة   الوطنية للتنمية البشرية

يتمثل  التوجه  العام  للمبادرة  الوطنية  للتنمية  البشرية   استراتيجية   كما ذكرنا سابقا  في  ما يلي:

  • تقسيم   ترابي  متماسك
  • تنمية البنيات التحتية
  • التمكين  الاقتصادي  للمرأة.
  • خلق التقائية  بين   الفاعلين  المحليين   لبناء سياسات  عمومية  محلية   معقلنة.*7*
  • تقوية  دولة  الحق  والقانون [2].
  • بناء  دولة المؤسسات.

وبالإضافة  الى هاته  العناصر  الاساسية   هناك  محاور  فرعية  تستند عليها  هاته  المقومات  ولعل أهمها  نجد.

أ-  التصدي  للعجز  الاجتماعي  الذي تعرفه  مختلف  الجماعات   الترابية  المهشمة   والجماعات الحضرية   الفقيرة ، عن طريق  استفادتها  من  المرفق  ( الخدمات  والتجهيزات  الاجتماعية).

ب- تشجيع  الانشطة   المدرة للدخل  والمنتجة  لفرص الشغل  عبر الإدماج  الاقتصادي  للشباب.*8*

ت-  بناء  الرأسمال    البشري   عبر  الاهتمام  بالطفولة  المبكرة   وصحة  الام والطفل    وتقوية  دعائم   الصحة   المدرسية

هـ – تجويد   العملية     التربوية   .

عبر تدعيم  المنظومة  التربوية  بمختلف  برامج   الدعم الاجتماعي   والتربوي  ، بناءا  على المنظومة  المعلوماتية   مساروالتوجيه المدرسي  لخلق  مدرسة عمومية   منفتحة على محيطها الاقتصادي  والاجتماعي  بالإضافة  إلى دعم المحيط المدرسي  وخلق  دور الطالب  والطالبات  بالعالم القروي  من أجل  محاربة   الهدر المدرسي.*9*

المطلب الثاني : برامج المبادرة   الوطنية  للتنمية  البشرية:

يمكن تقسيم  برامج  المبادرة  حيث كل  مرحلة   من المراحل   الثلاثة    التالية  وهي:

المرحلة   الاولى   الممتدة   من سنة 2005   الى سنة  2010*10*

ببرامج   تتشكل من كل:

  • برامج  محاربة    الفقر  بالعلم  القروي*11*
  • برنامج محاربة  الاقصاء  الاجتماعي   بالوسط الحضري.
  • برنامج  محاربة   الهشاشة  .
  • البرنامج  الافقي.

المرحلة  الثانية  الممتدة  من سنة  2005  الى سنة  2018   بنفس البرنامج  مع إضافة  برنامج  التأهيل    التربي.

المرحلة الثالثة  الممتدة  من سنة  2019  الى سنة   2023  بأربعة  برامج  وهي  كالتالي:

1-2-1 المرحلة  الاولى  2005-2010 : عرفت  هذه  المرحلة  من عمر  المبادرة  انطلاقا  اعتماد   نهج  تطوعي  ومحاربة  تشاركية   للتغلب  على عوائق  تمركز  الادارة  وذلك  عبر  انشطة  ملموسة  على أرض  الواقع  تستجيب    لتطلعات  تنموية   لفئة عريضة   من المواطنين  وأهم  ما يمكن  تلخيصه   في هذا السياق .*13*

 

عدد المشاريع عدد المستفيدين  فرص العمل المستحدثة  الاستثمار الاجتماعي
22000 50200.000 4000 14 مليار درهم

 

بالإضافة  الى هذه   الانجازات   الرقمية  مكنت  المبادرة   من تحقيق   مكتسبات    أهرى   لا تقل أهمية  ، على مستوى    تكريس  منظومة  القيم  والمبادئ ،الكرامة، الثقة، المشاركات  الحكامة  الجيدة   والاستمرارية.

3-2-1  المرحلة الثانية2011-2018 :

  فقد ازداد الغلاف  المالي  الذي  شكل 17  مليار  درهم  ، حيث  أن التعاون الدولي شكل 6%   والمؤسسات  العمومية   6%والميزانية  العامة  للدولة  55%    ب 9.4  مليار درهم  والجماعات المحلية  ب 5,6     مليار  درهم   درهم   بنسبة33%.

وقد  شكل  برنامج  محاربة  الفقر  في المجال   القروي20%  وبرنامج  محاربة   الاقصاء  الاجتماعي  في المجال  الحضري*14*    بسنة 21%     والتأهيل الترابي  ب 32%    وبرنامج  محاربة   الهشاشة   سنة  9%.

وقد  كانت  حصيلة    المرحلة   الثانية   على الشكل  التالي:

وقد كانت حصيلة المرحلة تاثانية على الشكل التالي :

  1. برنامج محاربة الفقر  702  جماعة.
  2. برنامج محاربة  الاقصاء   بالوسط  الحضري  532  حي  .

3 . برنامج  محاربة   الهشاشة  10 فئات  ذات  أولية .*15*

4 .  الف  مشروع  ب 43 مليار  درهم  ساهمت  فيه   المبادرة   ب 28  مليار  درهم .

قبل  الدخول  الى محاور  الكبرى  للمرحلة    التالية  لا بد من تعريف  برامج  المبادرة   للمرحلة   الاولى والثانية.

   تعريف   لكل برنامج  من:

1-3-1    برنامج  محاربة  الفقر  بالوسط  القروي

يهدف  هذا  البرنامج   الى   تحسين    مستوى  العيش  لدى  الساكنة  القروية  [3] وذلك  عبر     العناصر التالية:

العنصر  الأول:  تحسين  مستوى الولوج   للخدمات  الاجتماعية.*16*

العنصر  الثاني:   تعزيز مقاربة النوع.

العنصر  الثالث:  تعزيز  الانشطة     المذرة  للدخل.

العنصر الرابع:   تعزيز  التنمية   المستدامة  المحلية.

العنصر  الخامس:  تعزيز  الحكامة المحلية.

وشهد  من هذا  البرنامج الجماعات القروية  التي تبلغ  معدل الفقر  فيها 14%   كل مستوى   مرجعي  وفي السياق   ترسخ المرحلة  الاولى  من المبادرة تم استهداف  403  جماعة قروية   تضم  4  أنواع.*17*

النوع الأول : الجماعات  القروية  حيث  معدل  الفقر  14%  .

  • الجماعات القروية    التي   سبق استهدافها  في المرحلة  الاولى  التي تبلغ % 20  ويقوم برنامج  محاربة  الفقر  بالمشاريع  والإجراءات   المرتبطة   بما يلي:*18*
  •  دعم  الحصول  على الخدمات  الاجتماعية والبنية التحتية والعرض الصحي والتعليم الاساسي والثقافة   والرياضة.
  • التنشيط الاجتماعي   والثقافي  والرياضي.
  • الأنشطة  المدرة  للدخل  والمنتجة   لفرص  الشغل.*19*
  • أنشطة   التكوين  والتواصل.
  • 2-3-1   برنامج  محاربة  الاقصاء  بالوسط  القروي:

يهدف  من هذا  البرنامج إلى محاربة  الاقصاء[4] الاجتماعي   وتحسين  شروط  ونوعية  مستوى  العيش   لدى الساكنة وذلك   عبر تحسين  الوصول   الى  البنية التحتية   الاساسية عن قرب  (التعليم   والصحة)   وضمان   الاندماج  الاجتماعي    والثقافي   والرياضة   وزيادة  مشاركة   المرأة    و الشباب   وقد استهدف   هذا  البرنامج 530  حي حضري  . واستمدت معايير  الاستهداف  لدعم  من  المندوبية  السامية  للتخطيط   ومكاتب  الدراسات    المهنية   الى الاحياء  التي تضم  معدلات  البطالة  مرتفعة   فيما يخص  البطالة   والهدر   المدرسي    وإقصاء كبير  لدى النساء والشباب  وعدم   توفرها  على مراكز  اجتماعية  وقد مر هذا  البرنامج   مشاريع  نموذجية   تهم   الشباب  عبر  التنشيط الاجتماعي   والرياضي   والثقافي     والانشطة   المذرة   للدخل   ودعم  الحصول  على الخدمات  الاجتماعية   ( البنية  التحتية   والتجهيزات   الاساسية  ،    الصرف الصحي  ، التعليم  الاساسي…)*20*

3-3-1      برنامج  محاربة  الهشاشة:

يهدف هذا  البرنامج  الى تحسين  جودة  بالنسبة   للاشخاص  في  وضعية   هشة  ودعم  السكان  في وضعية صعبة  كما سيعى  الى تحسين  الرعاية  الاجتماعية   وتشجيع  الاندماج  الاسري   والاجتماعي   للسكان    المستهدفين  . عبر  تحسين  مراكز  الاستقبال  ودعم الفاعلين  والجمعيات العاملة  في مجال  الخدمات ،  وتستهدف   هذا  البرنامج  10  فئات  من الناس  في  وضعية [5].

– النساء  في وضعية  هشاشة  كبيرة .

– الشباب  بدون  مأوى

–  المعتقلين السابقين بدون مدخول.

-الأطفال   المتخلى عنهم.

–  المسنين  الفقراء.

–    المختلون عقليا  بدون مأوى.

– المتسولون والمشرودن.

– مرضى    الايدز   من  دون موارد  .

– المدمنون المعوزون.

–  الاشخاص  المعاقون  من دون موارد.

وقد  قام  هذا  البرنامج  بمشاريع  وإجراءات  نموذجية  تخص   هاته  الفئات  السالفة  الذكر.

4-3-1      البرنامج الأفقي:

يهدف  البرنامج  الافقي إلى دعم  المبادرات ذات  الوقع  القوي  على التنمية  البشرية  على مستوى   كل الجماعت  القروية  والحضرية   التي  لم تستهدف  كما  يهدف  بشكل  خاص  الى ما يلي:

  • تعزيز    الهندسة   الاجتماعية   للتكوين[6]  وتقوية   القدرات.
  • مواكبة حاملي  المشاريع  بالدراسات  والمشورة   والتوجيه  والاشراف.*21*
  • إدماج  المرأة  والشباب  في   النسيج  الاقتصادي  والاجتماعي.
  • ويركز  هذا  البرنامج  على  المحاور  التالية:

– المحور  الاول:   المواكبة

 المحور  الثاني :  الانشطة  المذرة  للدخل.

ويستهدف  هذا  البرنامج  الشباب  العاطل    والنساء  في وضعية  هشة  والأشخاص   المعاقون  وكبار  السن     .. الذين  يتوفرون  على قوة العمل  والأشخاص   المتوفرون  على مبادرات  جيدة  لتطوير  المنتجات  المحلية    وحاملي  المشاريع    المنظمون في تعاونيات .*23*

وقد ساهم  هذا  البرنامج   في العديد  من الأنشطة  تهم  الفئات   المستهدفة   السالفة الذكر  ، تهم   تدابير  الرامية    لتطوير   الزراعة  والثروة   الحيوانية  والحرف  اليدوية  وقطاعي    السياحة   والصيد  البحري   بالاضافة  الى   تطوير  تكنولوجيا  المعلوميات    مثل  مقاهي   الانترنيت.

  • 5-3-1 برنامج  التأهيل  الترابي:

يروم هذا  البرنامج  الذي  برمج خلال  المرحلة الثانية  من المبادرة  بغلاف   مالي   يناهز  5  مليار   درهم  حيث  استفاد  منه 3300  دوار   تابعين   ل 22  اقليم ، ويهدف إلى  تحسين ظروف  عيش  ساكنة بعض المناطق  الجبلية   التي تعاني   من  العزلة    وتقليص الفوارق   في مجال  الولوج  إلى   البنيات  الاساسية  والتجهيزات  وخدمات   القرب( مسالك  طرقية  ، صحة   ، تعليم  ، كهرباء  ، ماء صالح   للشرب…)  كان  مجال تدخل   هذا  البرنامج  عبر النقاط  التالية:*24*

النقطة الاول:   تدعيم الصحة.

 النقطة  الثانية :  تمكين  البوادي  من الكهرباء

 النقطة  الثالثة: تمكين  البوادي  من الماء  الصالح للشرب.

النقطة  الرابعة:   فك  العزلة عبر   ارساء  شبكة  طرقية   وممرات  بالبوادي.

 النقطة  الخامسة:  دعم  التربية  والتكوين.*25*

مما سبق  نستنتج   أن برامج  المبادرة  الوطنية  للتنمية  البشرية  في مرحاتها  الاولى  والثانية   خلقت  دينامية  مهمة  ساهمت  من خلال    إجراءاتها   ومشاريعها   النموذجية  في  خلق اقتصاد  محلي   بالإضافة  الى مجال    تدخلها  في المجال   الاجتماعي  عبر  التأسيس  لمجموعة  من المراكز  الاجتماعية  مثل  مراكز  الرعاية  الاجتماعية  ، ومدارس  جما عاتية  وبنيات   تحتية ، لكن بالرغم  من ذلك  كانت  هناك  مجموعة  من   النواقص    نجد ها  من جهة  أولى  أن العديد من  المصالح الخارجية  اعتبرت  أن المبادرة سياسة  عمومية  تحل محل  القطاعات  وليست  رافعة  وهو  على العكس  من ذلك  المبادرة  هي مشروع  اجتماعي يروم   تحقيق  الالتقائية  ويعتبر  رافعة   لتحقيق  التنمية  المحلية  والرفع  من مؤشرات  التنمية  بالمغرب  وتحسين   مرتبة  المغرب   في هذا المجال  ومن  جهة ثانية   بالرغم  من العدد الاجمالي  الكبير  للمشاريع  التي  أنجزت   إلا أن  ضعف   المواكبة  والتعتيم   أثرت  على سير   وتدبير  هاته  المشاريع.

ومن جهة ثالثة   اعتبر  ضعف  التكوين  والتواصل  لدى  الفاعلين  المحليين  وكذا تسييس  العديد من المشاريع  حيث  نجد باعتبار ان رئيس   اللجنة المحلية   في   أجهزة  الحكامة  على المستوى  المحلي  كان هو  رئيس  الجماعة ، حيث   أن شرعية  الانجاز  كانت  ذات  نظرة    سياسية  وليست  نظرة  تنموية  مما أثر   على   السير العادي  للمبادرة  ، فهل   الساهرين  على المبادرة   أخذو بعين  الاعتبار هاته الملاحظات  عند  وضع  المرحلة الثالثة  .*26*

هذا ما سنوضحه   في  النقطة   الخاصة   بالمرحلة  الثالثة  التي   يصعب  علينا  تقييمها لكون  عمرها  لم يتجاوز  السنتين

المطلب الثاني المرحة الثالثة من المبادرة الوطنية للتنمية البشرية 2019/2023

كما ذكرنا  سابقا  لقد  حقق  ورش  المبادرة  الوطنية  للتنمية البشرية   العديد من الانجازات  كان لها  وقع  إيجابي  على ظروف   عيش الساكنة  المستهدفة، وتأتي  المرجلة  الثالثة  من المبادرة  الوطنية للتنمية  البشرية الذي أعطى صاحب  الجلالة  الملك  محمد  السادس  نصره الله  انطلاقتها  يوم 19  شتنبر 2018، حيث  أشار الى  أن  هذه المرحلة  ترتكز  على مقاربةإرادوية  متجددة  تهدف  إلى  تحيصين  وتعزيز   المكتسبات  مع اعادة  توجيه  البرامج سعيا  للنهوض   بالرأسمال  البشري   والعناية   بالأجيال  الصاعدة    ودعم    الفئات  الهشة   بالإضافة إلى اعتماد جيل جديد من المبادرات   المذرة  للدخل   والمجددة لفرص الشغل.

ولتفعيل هاته  المرجلة  تم وضع   أربعة  برامج  وهي  على الشكل التالي :

4 -1-1البرنامج  الاولبرنامج  تدارك الخصاص  على مستوى  البنيات  التحتية  الاساسية   بالمجالات   الترابية  الأقل تجهيزا.

ويهدف هذا  البرنامج الى  مواصلة  تنفيذ   النسق  المتعلق  بالمبادرة في اطار  برنامج  تقليص   الفوارق  الاجتماعية والترابية والمجالية  بالعالم  القروي  مع  العمل  على تدعيم  الولوج للبنيات التحتية  والخدمات الأساسية بالمراكز  القروية  الأقل تجهيزا.*27*

4 -2-1البرنامج  الثاني  مواكبة  الاشخاص  في وضعية  هشاشة :

يهدف  هذا البرنامج  إلى  محاربة  الهشاشة وتحسين ظروف   التكفل لفائدة    أحد عشر  فئة بدون موارد  وذلك  عبردعم   الادماج  السوسيو  اقتصادي وحماية  الطفولة  والشباب.

4 -3-1  البرنامج الثالث  تحسين  الدخل والاندماج  الاقتصادي  للشباب:

يسعى  هذا البرنامج  الى  تعزيز  فرص  الشغل  لفائدة  الشباب  وذلك  عبر  إنعاش  الحس   المقاولاتي  الحس  المقاولاتي  إضافة  الى اعتماد  جيل جديد  من المشاريع  التي  تساهم  في تثمين  الامكانيات  والمؤهلات  المحلية  وذلك عبر مقاربة  سلاسل  الانتاج.

4 – 4-1الدفع  بالتنمية البشرية  للاجيال  الصاعدة:

يسعى  هذا البرنامج الى الاستثمار  في الرأسمال البشري  وذلك  بالتركيز على المحاور التالية:

المحور الاول:  تنمية الطفولة  المبكرة  عبر تقوية   نظام  صحة  الام  والأطفال  والمساهمة في محاربة  سوء  التغذية  لدى الاطفال  ودعم  تعميم  التعليم الاولي.

المحور الثاني:  مواكبة  الطفولة   والشباب  وذلك عبر تقوية  الدعم  المدرسي والنهوض  بالصحة  المدرسية .

وتدعيم  الانشطة   الفنية  والثقافية   والرياضية  وتحسين  المحيط  المدرسي  وظروف    التمدرس  عبر   فضاءات  الايواء   والمطاعم  المدرسية  والنقل  المدرسي.*28*

وقد  أكدت المذكرة  التوجيهية  للمبادرة  على  أن نجاح  المبادرة   سيتم بشراكة مع  جمعيات  متخصصة   ولها  تجارب  احترافية  في هاته  المجالات  التي حددناها سابقا . واعتبر  العديد من  الخبراء  في مجال  التنمية  البشرية  على أن  المرحلة الثالثة اشارت  بوضوح من خلال   محاورها  إلى  عمق  المشاكل   التنموية  التي يعاني  منها  التنمية البشرية  بالمغرب  ومن شأن ذلك التحسين  من مؤشرات  النتائج و بالتالي  سيكون له  وقع وأثر  اجتماعي كبير وذلك عبر  تحسين  مؤشرات  التنمية  البشرية  بالمغرب وقد  رصدت لهاته  المرحلة الموارد التالية :

البرنامج الأول:  تعبئة   المليار درهم  على   مدى 5 سنوات.

البرنامج  الثاني:  4 مليار  درهم  على مدى   خمس سنوات.

 البرنامج  الثالث: 4 مليار درهم  على مدى 5 سنوات.

البرنامج  الرابع:  6 مليار  درهم  على مدى 5 سنوات

المبحث الثاني:دور المبادرة الوطنية للتنمية البشرية في تحقيق التنمية المحلية

سوف نبرز من خلال هذا المحور تعريف التنمية المحلية أولا وثانيا تبيان دورالمبادرة الوطنية للتنمية البشرية من خلال مراحلها الثلاثة وبرامجها المتعدة دورها في تحقيق التنمية المحلية

المطلب الاول :تعريف التنمية المحلية 

سوف نحاول أولا من خلال هذا المطلب تبيان تغريف التنمية المحلية من جهة ومن جهة اخرى ابراز مميزات التنمية المحلية والفاعلون في التنمية المحلية .

4 – 1-تعريف التنمية المحلية :

انتشر استخدام مصطلح التنمية بعد الحرب ع.2 بين الاقتصاديين والاجتماعيين الذين قسموا دول العالم من حيث بنياتها الاقتصادية وما وصل إليه التطور، من حيث مستوى الحياة الاجتماعية والمعيشية إلى دول متخلفة وأخرى نامية ومتقدمة، ودول تحت التنمية أو في سبيلها إلى التقدم.

أما على المستوى اللغوي، ورد في لسان العرب، نمى، النماء، الزيادة، نما، ينمو، نموا، زاد وكثر ونميت الشيء أي رفعته عليه، وكل شيء رفعته فقد نميته، ولهذا قيل نمى الخضاب في اليد والشعر، إنما ارتفع وزاد وهو ينمو، وكل ارتفاع انتماء ونميت النار تنمية إذا ألقيت عليها عطبا. وذكيتها به، ونميت النار، رفعتها وأشبعت وقودها، والنماء الربح وقال بن فارس:” نمى بالنون والميم والحرف المعتل أصل واحد يدل على إرتفاع وزيادة،ذن في الأصل اللغوي تعني الكلمة الزيادة والكثرة والارتفاع والربح والأذكاء والإشباع، أما التنمية فتوحي بمعنى فاعلي إرادي بعكس.”نمو” الذي تم زيادته تلقائيا بعض النظر عن أي جهد خارجي مساعد في عملية الزيادة والرفعة والربح والإشباع، أما على المستوى الاصطلاحي فوردت عدة تعريفات للتنمية:

  • تعريف هيئة الأمم المتحدة: إن التنمية هي النمو مع التغيير والتغيير اجتماعي وثقافي واقتصادي وهو تغيير كمي وكيفي، ولم يعد من الضروري أن نتكلم عن تنمية اقتصادية وتنمية اجتماعية لأن التنمية بوصفها متمايزة عن النمو، يجب أن تشمل ناحيتين معا بشكل تلقائي فالمشكلة في رأي الأمم المتحدة ليست النمو الاقتصادي، والزيادة المادية فحسب بل يجب أن يتبع ذلك نمو خلقي ومعنوي ونهني، أي نمو اجتماعي.
  • الأنتروبولوجي: “هيرل جاكسون” فقدم فيها بأن التحقيق المتزايد لقيم المجتمع وثقافته الخاصة وقد تبعه في رأيه هذا جلال أحمد أمين معتبرا أن التقدم ليس هو الزيادة في الناتج القومي، والنمو مع إعادة التوزيع.[2]

ومما تقدم نجد أن التنمية مفهوم ليس ثابتا ومتفق عليه بين المختصين فكل يتناوله من زاوية، وينظر إليه انطلاقا من الإيديولوجية الحاكمة لفكره واختصاصه فساد بالتالي الفصل بين ما هو اجتماعي واقتصادي، إلا أن هذا التقييم ظهر بطلانه وفساده استنادا إلى عدم إمكانية الفصل بين الجانب المادي والمعنوي للإنسان، وبين مختلف الأنشطة اليائية للإجتماع البشري، إذ أن أي تغيير يمكن أن يتم في ناحية من نواحي الحياة لابد وأن تكون له إنعكاسات وتأثيراته على باقي مرافق الحياة.

4 – 2-مميزات التنمية المحلية  :

–  العرضانية : مشروع عرضاني يقوم على إدماج مختلف الأبعاد السياسية ، الاقتصادية ، الاجتماعية ، و البيئية في حركية و احدة .

– العمل الجماعي : خطوة جماعية تتطلب تظافر جهود مختلف الفاعلين المحليين (منتخبين ، جمعيات ، مقاولات ، مؤسسات ..)

– التثمين :على تثمين القدرات الذاتية للإنتاج  لمجال ترابي محدد وهو لا يعني انغلاق على الذات بل تعزيز لحضور الذات الوازن و الفاعل في دينامية التأسيس الواعي لفضاءات ارقى و اشمل.

– التواصل : مشروع تواصلي يقوم على مبدا تامين سريان المعلومة بين مختلف الفاعلين لضمان المساهمة الفاعلة و النشيطة .

– التعلم الجماعي : مشروع للتكوين المستمر و التعلم الجماعي ،فبقدر ما يسمح به من الابقاء على  مستوى من المهارة في الأداء فانه يشجع على  بروز طاقات جديدة وسط الساكنة .

– التحفيز و التتبع : مشروع للتحفيز و التتبع يستلزم إرادة سياسية قوية للدولة في العمل على خلق حركية سوسيو اقتصادية قادرة على تمكين مختلف المبادرات من التحقق دون خنقها عن طريق سوء التخطيط واعتماد المقاربات الامنية .

(دور المنتخبين يجب ان ينبني على استيعاب السياقات المحلية الخارجية اكثر من التركيز على التنظيم السياسي الداخلي للبنيات المؤسساتية المحلية ).

4 – 2-الفاعلون في التنمية المحلية   :

الفاعلون في التنمية المحلية هم  المتدخلين المؤسساتيين و غير الؤسسساتيين الذين يشتغلون داخل مجال ترابي محلي هم:

– القطاع الخاص

– التنظيمات السياسية

– المصالح الخارجية للدولة

– المجتمع المدني

– السلطات المحلية

– الجماعات المحلية

– المنتخبين الجماعيين

– المنظمات الدولية ….

وتتحد د أدوارهم تتحدد ادوار الفاعلين المحليين انطلاقا من :

– طبيعة الفاعل المحلي

– موقع الفاعل بالنظر لمسلسل التنمية المحلية

– وضعية الفاعل المحلي

ويمكنهم تدبير التنمية المحلية انطلاقا من الاهداف التالية :

الأهداف  السياسية لتدبير الشان العام المحلي:

المظاهر مضمونها
التعددية في التدبير –          توزيع السلطة في الدولة والجماعات المحلية  بين الجماعات والمصالح المتنوعة–          وظيفة الدولة هي التنسيق ووضع الحلول التوفيقية بين هده الجماعات والمصالح المتنافسة

–          تشارك المجالس المحلية الحكومة في اختصاصاتها وسلطاتها

–          تتيح للوحدات المحلية نفوذا أقوى للمشاركة في صنع السياسات العامة في ميادين مهمة كالتعليم والصحة

-الاعتراف بالشرعيات المدنية

ترسيخ الديمقراطية المحلية –          تعتبر احد الأهداف الرئيسية التي يسعى إلى تحقيقها الشان العام المحلي–          تتم ممارستها بواسطة الأدوات والأساليب السياسية المعهودة سواء داخل المجلس أو في التعامل مع المواطنين والمؤسسات الأخرى
محاسبةالمنتخبين المحليين تساهم في تقوية البناء السياسي والاجتماعي والاقتصادي للجماعات المحلية وما ينتج عنه من اثار توزيع الاختصاصات

الأهداف الإدارية:

المظاهر مضمونها
تحقيق الكفاءة الادارية تلعب دورا أساسيا في نجاح الجماعات المحلية في وظيفتها وإدارة الخدمات على المستوى المحلي بكفاءة.
الشان العام المحلي و سياسة الاصلاح –          القضاء على البيروقراطية–          الحد من الروتين الإداري

–          تنمية القدرات الادارية

–          خلق موارد بشرية ادارية وفنية قادرة  على العمل الاداري مستقبلا على المستوى المحلي والوطني .

 

المظاهر مضمونها
التنمية المحلية  تسعى الى حل مختلف المشكلات التي يعاني منها المجتمع المحلي سواء من التاحية الاقتصاديةعبر– تعديل النمط الاقتصادي

– التنويع في الأنشطة صناعيا وفلاحيا

الحد من البطالة والهجرة القروية.

  

العدالة في توزيع الأعباء المالية

 

في اطا ر تبني اللامركزية– يتم التوزيع المالى بواسطة ممثلي السكان داخل المجالس المحلية اضافة الى ان مايدفعه المواطنين من رسوم سيتم صرفها على المرافق المحلية كل هدا يحقق العدالة الاجتماعية ويتساوى المواطنين في تحمل المسؤوليات والاستفادة منها.
التمويل الداتي للمجتمعات المحلية -البحث عن مصادر تمويل الوحدات المحلية بعيدا عن الموارد المالية المركزية

– سرعة انجاز المشروعات وحسن اداء المرافق العامة

التماسك الاجتماعي المحلي – يساهم في تنمية الروابط الاجتماعية بين افراد المجتمع المحلية– يساهم من التخلص من العادات والتقاليدالاجتماعية السية

– تحويل الولاء للقبيلة الى الولاء للدولة والوطن والجماعة

 المطلب الثاني : دور المبادرة الوطنية للتنمية البشرية في تحقيق التنمية المحلية

يكتسي موضوع المبادرة الوطنية للتنمية البشرية و التنمية المحلية أهمية قصوى لما يعيشه المغرب من تحولات اقتصادية و اجتماعية و سياسية، و ما يعانيه من إكراهات داخلية و خارجية، تجعل من إشكالية التنمية المحلية و التنمية البشرية من الأولويات الضرورية التي يجب البحث فيها و عنها، و إيجاد حلول لها .إن الوقوف على التفاعل القائم بين المبادرة الوطنية للتنمية البشرية و التنمية المحلية، من شأنه أن يحدد معالم العلاقة القائمة بين المفهومين، و يفتح بوابة فهم و استيعاب لواقع التنمية البشرية بالمغرب، و تأثير المبادرة على التنمية المحلية، رغم مخاطر الخوض في هذا الموضوع العديدة نظرا لجدته و التطورات الطارئة التي من شأنها أن تغير معالم هذا البحث في أي حين. و يتجلى هذا التفاعل من خلال مجموعة من الميكانيزمات، سواء تعلق الأمر بالمقاربات المعتمدة، أو ما تعلق بالعنصر البشري و الإمكانات المادية و سبل عقلنتها عبر الاعتماد على آليات حديثة أهمها الحكامة الجيدة.

و لقد جاءت المبادرة الوطنية للتنمية البشرية كعملية تصحيحية و إستراتيجية وطنية فرضتها ظروف دولية و وطنية، و انبثقت عن إرادة ملكية من خلالها يمكن القضاء على العجز الاجتماعي. فقد أعطى صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله انطلاقة المبادرة الوطنية للتنمية البشرية في 18 ماي من سنة 2005 محددا أهدافها و مراميها، و مجسدا روحها و فلسفتها و آليات تنفيذها، و أجرأتها في خطابه السامي في 20 غشت 2005. فقد اعتبر ترتيب المغرب ضمن المراكز المتأخرة في ترتيب برنامج الأمم المتحدة للتنمية البشرية لسنة 2005 بتموقعه في المرتبة 124 من بين 177 دولة و تصنيفه من ضمن الدول ذات تنمية بشرية متوسطة، بالمؤشر الرئيسي للأزمة الاجتماعية التي يعيشها المغرب اعتبارا لعدة مقاييس منها متوسط العمر، مستوى التعليم، مستوى الدخل الفردي و كذا كيفية توزيع الثروة. و قد ارتبطت المبادرة بسياق دولي يرتبط أساسا بالتزام المغرب بتحقيق الأهداف الإنمائية للألفية من أجل القضاء براثين الفقر و الجوع من جهة، و من جهة ثانية التزامه بالمواثيق الدولية لحقوق الإنسان و التعهد باحترام بنود إعلان 1948 لحقوق الإنسان.

و من أجل السهر على تطبيق برامج ومخططات المبادرة الوطنية، رصدت العديد من الآليات والأجهزة التي تعتمد على مبادئ اللامركزية و الاندماج و المشاركة، بالإضافة إلى تعبئة الموارد المالية الضرورية الكفيلة لإنجاز البرامج والمشاريع المسطرة. إذ تعتمد المبادرة على نهج مبادئ الشفافية، و الحكامة الجيدة، و الديمقراطية التشاركية، من خلال توفير مجموعة من الأجهزة و الآليات المؤسساتية التي تتوزع بين ما هو مركزي، و تجدر الإشارة هنا إلى “اللجنة الإستراتيجية للتنمية البشرية” و “لجنة قيادة المبادرة الوطنية للتنمية البشرية”، و ما هو محلي إذ تم إحداث لجنة محلية للتنمية البشرية، ثم على الصعيد الإقليمي، فقد أحدثت لجنة إقليمية يرأسها العامل، أما على المستوى الجهوي، فيسهر الوالي على “اللجنة الجهوية للتنمية البشرية”، هذا بالإضافة إلى إحداث مرصد وطني للتنمية البشرية.    إن الحديث عن الحكامة الجيدة و التنمية المحلية يبقى مرتبطا أساسا بمدى العلاقة التي تربط بعضهما البعض، على أساس أن التنمية المحلية لا يمكن أن تتأسس إلا إذا قامت على مجموعة من المبادئ على رأسها مرتكزات الحكامة الجيدة. فالحكامة أو الحكم الرشيد، هي الضامن لتحويل النمو الاقتصادي و الاجتماعي و الثقافي و حتى الإداري إلى تنمية مستدامة و إلى أبعد من ذلك.

و تشكل التنمية المحلية المندمجة و التشاركية، الإطار الأمثل لبلورة السياسات الاجتماعية و الاقتصادية الوطنية بصفة عامة، و لعل هذا راجع بالأساس إلى العديد من الاعتبارات، منها التدبير المركزي و عدم تمكنه من مقاربة مختلف العمليات التنموية طبقا للخصوصيات الجهوية المحلية، بالإضافة إلى ما يوفره هذا الأسلوب من إطار ديمقراطي يسمح لجميع أطراف المجتمع المساهمة في العملية التنموية، في الوقت الذي تبقى فيه الالتقائية كآلية مهمة من أجل تفعيل المبادرة و من أبرز تجسيدات الحكامة المحلية الجيدة.و أمام هذه الحلول، يبقى المواطن عنصرا مهما في العملية التنموي، و المواطنة تعتبر سبيلا من سبل إنجاح المبادرة من أجل تنمية بشرية ملؤها التكامل و التضامن و التعاون.و تبقى العلاقة بين المواطنة و التنمية البشرية علاقة متينة، على أساس أن بناء الوطن هو قوام المواطنة، و التنمية البشرية هي بناء الوطن بالمعنى الشامل، فكلما كانت المواطنة أصيلة و قوية، كان إسهام المواطن في التنمية البشرية فاعلا و مؤثرا، و بالتالي حينما نؤكد على أخلاقيات المواطنة، نكون في الوقت نفسه نؤكد على ترسيخ أسس التنمية البشرية التي تهدف إلى تحقيق التقدم و الرفاهية لجميع أفراد المجتمع .

نسستج مما مما سبق   أن المبادرة الوطنية للتنمية  البشرية  من خلال  برامجها  وأجهزة   حكامتها لديها استطاعت خلق  نوعا   من التلقائية  ، حيث  نجد  أن أجهزة  الحكامة على المستوى  المجلس  يشارك  فيها  جميع الفاعلين  المحليين  من مصالح  خارجية  ومجتمع  مدني   ومنتخبين وفاعلين   اقتصاديين،  على الاقل   إنها نموذج  حي في الالتقائية  التي كانت  غائبة  في جميع  البرامج   الحكومية  الماضية  ،بالاضافة  إلى  ذلك  أن المشاريع  والاجراءات  التي جاءت بها برامج  المبادرة  خلقت نوعا   من إعادة  رد الاعتبار   للاقتصاد المحلي   وللشبكات الجمعوية  ، حيث ان العديد من مشاريع هاته البرامج بالرغم من نواقصها ، فإنها خلقت لنا   ثقافة للمبادرة   والتنمية ، حيث  أن كلما كانت  لدينا ثقافة للمبادرة مبنية على اسس قوية كلما  كان  إسهام المواطن  في التمية المحلية فاعلا  .

وبالرغم  من أن   مرتبة  المغرب في تقارير التنمية البشرية لم تكن  في المستوى المطلوب  بالرغم   من  المشروع  الملكي الاجتماعي  إلا أننا  على الأقل  ابتعدنا عن سياسة  اللاتشارك وأصبحنا ننهج سياسة الاشراك  والانفتاح  والاندماج،حيث أنه بالرغم  من هاته  النجاحات نجد  العديد من النواقص أثرت على  عدم تحقيق المبادرة للتنمية  المحلية  نجد من  أنها متجلية في ضعف  الحكامة المحلية  والمواكبة  القطاعية والتقييم وفقا لمؤشرا ت النتائج.

خــــاتمــــــــة:

إن ورش  المبادرة  الوطنية للتنمية البشرية  لا زال مفتوحا وعن سؤال  العلاقة بين  المبادرة الوطنية للتنمية البشرية  والتنمية المحلية  لا زال يشكل نوعا من القلق  المعرفي  ويمكنناالقول أن المبادرة الوطنية للتنمية كمشروع استراتيجي كبير كما   اكدنا  سابقا  ونوعا من التدخل  النوعي السريع إلا أن شرعية  إنجاز  مؤشراتها   مازالت  لم  ترقى  الى المستوى المطلوب  ويجب  أن تنفتح   الجامعة  على إنجازات  هذا  الورش  الملكي الاستراتيجي لكي  نقف على حجم  الإنجازات   والنواقص  التي بواسطتها يمكن  أن  تخرج  بتوصيات  من شأنها أن  يساهم  في الرفع من مؤشرات التنمية البشرية وتحسين ترتيب المغرب لكي يصبح من الدول الصاعدة .كل هذا سيكون له انعكاس على المجتمع المغربي وتطلعاته التنموية .

  • لائحة المراجع والهوامش :

1-        انظر تقرير 50 سنة من التنمية  البشرية وآفاق  سنة 2025.

2-        انظر www.rdh50.ma

3-        مرجع سابق

4-        انظر تقرير التنمية الانسانية للعام 2002/2003/2004

5-        انظر  سلسة عالم  المعرفة  العدد 303  ماي 2004 ص 9.

6-        مرجع سابق ص 21

7-        انظر  رسالة: لنيل   شهادة  الماستر في الحقوق  تحت عنوان ” الالتقائية في الحكامة المحلية”       المبادرة  الوطنية للتتمية  البشرية. نموذجا.

8-        مرجع سابق  ص 38

9-        مرجع سابق ص 39

10-      مرجع سابق ص43

11-      مرجع سابق ص46

12-      مرجع سابق ص47

13-      انظر موقع www.ind.ma

14-      انظرأرضية  المرحلة الثانية  من المبادرة الوطنية  للتنمةي   البشرية.

15-      12 انظر موقع www.ind.ma

16-      مرجع سابق ص43

17-      مرجع  سابق  ص 46

18-      مرجع  سابق  ص 47

19-      انظر موقع www.ind.ma

20-      أرضية المرحلة الثانية من المبادرة الوطنية للتنمية البشرية

21-     انظر موقع www.ind.maبرنامج محاربة  الفقر  بالوسط   القروي

22-      انظر موقع www.ind.ma

برنامج   محاربة الاقصاء  بالوسط الحضري

23-      انظر موقع برنامج محاربة الهشاشةwww.ind.ma

24  –    انظر موقع www.ind.ma

25 –     انظر موقع www.ind.maبرنامج التأهيل الترابي

26  –    انظر موقع www.ind.maأرضية المرحلة الثالثة  للمبادرة  الوطنية للتنمية البشرية 2019-2023

27- مرجع  سابق ص10

28- مرجع  سابق ص 13

29- مرحع  سابق ص18

رابط المصدر:

حول الكاتب

مقالات ذات صله

الرد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

W P L O C K E R .C O M