تأملات قرآنية من سورة سبأ

التأمل رقم 1

#تأملات_قرآنية من #سورة_سبأ

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَلَهُ الْحَمْدُ فِي الْآخِرَةِ وَهُوَ الْحَكِيمُ الْخَبِيرُ (1)

من نِعِمِ الله تعالى علينا أن له ما في السماوات وما في الأرض ، وإلا لو كانت لغيره لكان حالنا مأساوياً ، فبعض القوى المستكبرة التي تريد أن تكون ربنا الأعلى سيطرت على بعض مقدرات الأرض فنشرت الظلم والاستبداد في كل منطقة وصلوها ، فكيف بهم لو سيطروا على السماوات أيضاً ؟! وربما يتخيلون أنهم سيسيطرون على السماوات والأرض بغزوهم للفضاء ، وهذا وهمٌ ، لأنه تمكينٌ استدراجي ليتورطوا أكثر فأكثر لأنهم بلا حكمة وبلا خبرة في الأمور الغيبية الأخروية التي ينبغي أن نحمد الله عليها وعلى معرفتنا بها .

* مشاركتها ثواب لنا ولكم

https://t.me/quraan_views/3634

—————————–

التأمل رقم 2

#تأملات_قرآنية من #سورة_سبأ

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَلَهُ الْحَمْدُ فِي الْآخِرَةِ وَهُوَ الْحَكِيمُ الْخَبِيرُ (1)

إن مُلكية السماوات والأرض هي لله وحده لا شريك له ، وعليه فلا اعتراض على ما يقرره وما يشرّعه وما يسببه من أسباب ، لأنه حكيم في ما يقرر ويشرّع ويسبب ، وخبير بما ينفع المخلوقات وعلى رأسهم الإنسان ، ويفترض أن ينعدم الاعتراض من المؤمنين خصوصاً ، وذلك لأنهم يؤمنون بأن الله حكيم وخبير ، لذلك يكون الحمد الحقيقي من المؤمن الحقيقي ، لأنه يحمد الله تعالى حتى على الأمور التي لا تتناسب مع رؤيته وذوقه بل وقد يراها مضرّة به ، ويحمده سبحانه ( الذي لا يُحمَدُ على مكروه سواه ) ، لأنه يؤمن بأن لا وجود للضراء ولا للمكروه ، وإنما الضراء والمكروه بسبب قصر النظر الإنساني .

* مشاركتها ثواب لنا ولكم

https://t.me/quraan_views/3635

—————————–

التأمل رقم 3

#تأملات_قرآنية من #سورة_سبأ

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَلَهُ الْحَمْدُ فِي الْآخِرَةِ وَهُوَ الْحَكِيمُ الْخَبِيرُ (1)

لو استقرأنا الواقع الإسلامي ، نُخَبه وعوامه ، سنجد هناك اعتراضات على مالك السماوات والأرض ومالك الآخرة ومالك يوم الدين ، رغم أنهم يؤمنون نظرياً بأن هذا المالك – تعالى اسمه – حكيم خبير ، بدليل لو سألتهم حول ذلك لأجابوا بنعم ، ونوع الاعتراضات تختلف من فئة الى فئة ومن شخص الى آخر ، فالبعض يعترض على التشريعات السماوية كتلك المتعلقة بالربا والغناء والحجاب وما شابه ، وبعضٌ يعترض على القضاء والقدر الإلهي كالموت والرزق وغيرها ، وهكذا .
لذا من الضروري أن يتربى الإنسان على أن يحمدَ اللهَ تعالى على كل شيء وأن لا يعترض على شيء لأن بيده سبحانه السماوات والأرض .

* مشاركتها ثواب لنا ولكم

https://t.me/quraan_views/3636

—————————–

التأمل رقم 4

#تأملات_قرآنية من #سورة_سبأ

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَلَهُ الْحَمْدُ فِي الْآخِرَةِ وَهُوَ الْحَكِيمُ الْخَبِيرُ (1)

يبدو أن هناك علاقة تربط الملُك بالحكمة والخبرة ، فالمالك الحقيقي لا بد أن يكون حكيماً خبيراً ، ولا يكفي أن يكون حكيماً أو خبيراً ، فإن لم يكن كذلك فهو مالك ظاهري ، ومن كان حكيماً خبيراً لا بد أن يكون مالكاً ، لذا نجد أشخاصاً ملكوا القلوب – وهو الملُك الحقيقي – كونهم حكماء وخبراء وقد لا يملكون مُلكاً مادياً كالأموال والسلطة وغيرها ، وهذا حال غالبية الأنبياء والأوصياء والأولياء ، بينما من لم يكن حكيماً خبيراً فلا يستطيع أن يملك القلوب حتى لو كانوا يملكون الأموال والخَدَم والجواري والأراضي وغيرها ، وهذا حال غالبية الحكّام الظَلَمَة الفَسَقة ، لذا نرى الثناء يكون على الصنف الأول لا على الصنف الثاني .

* مشاركتها ثواب لنا ولكم

https://t.me/quraan_views/3638

—————————–

التأمل رقم 5

#تأملات_قرآنية من #سورة_سبأ

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَلَهُ الْحَمْدُ فِي الْآخِرَةِ وَهُوَ الْحَكِيمُ الْخَبِيرُ (1)

يمكن أن يكون للحكمة والخبرة دورٌ في التملك على المستوى الدنيوي ، وهذا لا يعني أن كل من يملك شيئاً فهو حكيم خبير ، كما أن العكس ليس بالضروري أن يكون صحيحاً ، فعدم امتلاك الشخص لشيء لا يعني بالضرورة أنه غير حكيم وغير خبير ، فالحكيم قوله سديد وتفكيره دقيق يضع الشيء في محله ، فإذا كانت لديه خبرة في كيفية امتلاك الأشياء فستقوى احتمالية امتلاكه لها ، وهذا يؤكد ما نعتقد به من أن الله تعالى يريدنا سلوك الأسباب الطبيعية في حياتنا ، وأن لا نعتمد على الغيبيات بشكل أكبر مما هو محدد لها ، فلنكن حكماء وخبراء في دنيانا ثم نتوكل على الله سبحانه ليمدنا بالتوفيق والسداد الذي قد لا نناله بالاعتماد على الأسباب الطبيعية .

* مشاركتها ثواب لنا ولكم

https://t.me/quraan_views/3639

—————————–

التأمل رقم 6

#تأملات_قرآنية من #سورة_سبأ

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَلَهُ الْحَمْدُ فِي الْآخِرَةِ وَهُوَ الْحَكِيمُ الْخَبِيرُ (1)

غالباً يكون الملك والتملك متداخلين ومتشابهين بحيث يمكن أن يؤدي أحدهما الى الآخر ، فمن يملك الأموال والأملاك المختلفة يمكن أن يكون صاحب موقع سياسي او اجتماعي ، كما أن من يملك موقعاً سياسياً او اجتماعياً يمكن أن يكون من أصحاب الأموال والأملاك ، وليس بالضرورة أن يكون الجميع كذلك ، ولكن الواقع يؤكد غالبية الصنف الأول يكون من الصنف الثاني ، وغالبية الصنف الثاني يكون من الصنف الأول ، وربما من الحكمة أن يكون صاحب الأموال والأملاك ذا موقع سياسي او اجتماعي إن كان له خبرة في هذا المجال ، أو العكس ، بشرط أن يكون مصدراً للخير فيُحمَد عليه .

* مشاركتها ثواب لنا ولكم

https://t.me/quraan_views/3640

—————————–

التأمل رقم 7

#تأملات_قرآنية من #سورة_سبأ

يَعْلَمُ مَا يَلِجُ فِي الْأَرْضِ وَمَا يَخْرُجُ مِنْهَا وَمَا يَنْزِلُ مِنَ السَّمَاءِ وَمَا يَعْرُجُ فِيهَا وَهُوَ الرَّحِيمُ الْغَفُورُ (2)

كثيراً ما تعبِّر الأرض عن الجانب المادي والسماء عن الجانب الروحي أو المعنوي ، فسبحانه وتعالى يعلم ما يجري في الأرض والسماء من تحركات مادية ومعنوية ، فأي ولوج في الأرض او خروج منها – مادي أم معنوي – وكل نزول من السماء او عروج فيها معلوم عند الله جل جلاله ، ورحمته ومغفرته جل شأنه سببان مهمان في هذه الحركة المادية والمعنوية في الأرض والسماء ، فلو رُفِعَت إحداها لتغيرت هذه الحركة بشكل قد يضر الإنسان إما لتنبيهه أو لتحذيره أو لابتلائه أو لتكفير سيئاته أو لرفع درجته ، ويبقى ذلك في مصلحة الإنسان لبقاء الرحمة الرحمانية حتى وإن رُفِعَت الرحمة الرحيمية .

* مشاركتها ثواب لنا ولكم

https://t.me/quraan_views/3641

—————————–

التأمل رقم 8

#تأملات_قرآنية من #سورة_سبأ

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَلَهُ الْحَمْدُ فِي الْآخِرَةِ وَهُوَ الْحَكِيمُ الْخَبِيرُ (1) يَعْلَمُ مَا يَلِجُ فِي الْأَرْضِ وَمَا يَخْرُجُ مِنْهَا وَمَا يَنْزِلُ مِنَ السَّمَاءِ وَمَا يَعْرُجُ فِيهَا وَهُوَ الرَّحِيمُ الْغَفُورُ (2)

إن ملكية الله تعالى للسماوات والأرض تختلف عن ملكيتنا للأشياء ، وإذا قارنا بين المليّكتَين سنجد أن مُلكيّتَنا وهمية او اعتبارية كما يُعبّر عنها في الفقه ، فمُلكية الله سبحانه للسماوات والأرض تتضمن العلم المحيط بكل ما يجري فيهما من ولوج وخروج في الأرض ونزول وعروج في السماء ، وهذا ما لا يمكن لمخلوق أن يحصل عليه إلا بأمره تعالى ، بل إننا لا نعلم بما يحدث فيما نملك من صغائر الأشياء فكيف لنا أن نعلم بما يحدث في السماوات والأرض ؟
وإضافة الى العلم فإن الحكمة والخبرة والرحمة والمغفرة حاضرات ودالاّت على تدخل تام من قبله جلت قدرته في هذه الملكية .

* مشاركتها ثواب لنا ولكم

https://t.me/quraan_views/3642

—————————–

التأمل رقم 9

#تأملات_قرآنية من #سورة_سبأ

وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَا تَأْتِينَا السَّاعَةُ قُلْ بَلَى وَرَبِّي لَتَأْتِيَنَّكُمْ عَالِمِ الْغَيْبِ لَا يَعْزُبُ عَنْهُ مِثْقَالُ ذَرَّةٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَلَا فِي الْأَرْضِ وَلَا أَصْغَرُ مِنْ ذَلِكَ وَلَا أَكْبَرُ إِلَّا فِي كِتَابٍ مُبِينٍ (3)

من لا يتدبُّر في كتاب الله العزيز يشعر أحياناً أن التقديم والتأخير في المفردات أمرٌ غريب في القرآن ، ولكنه في الحقيقة أمر طبيعي لأنه متكرر في القرآن الكريم وذلك لغايات معينة ، قد تكون لإلفات القارئ الى أمور مهمة قد لا يلتفت لها بدون ذلك ، فمثلاً يرفض القرآن الكريم قول الذين كفروا النافي لمجيء الساعة ويقسم بالله تعالى على مجيء الساعة قبل أن يذكر صفات الله الذي أقسم به تعظيماً له ، ليوحي للقارئ بأن رفض قول الكافرين أَولى من الاسترسال بذكر الصفات الإلهية رغم أهميتها ، لأنه لو أخّر الرفض وقدّم الصفات فقد يُحتمَل أن يفهم القارئ أن المراد هو إلفات النظر الى الصفات وليس الرفض .

* مشاركتها ثواب لنا ولكم

https://t.me/quraan_views/3643

—————————–

التأمل رقم 10

#تأملات_قرآنية من #سورة_سبأ

يَعْلَمُ مَا يَلِجُ فِي الْأَرْضِ وَمَا يَخْرُجُ مِنْهَا وَمَا يَنْزِلُ مِنَ السَّمَاءِ وَمَا يَعْرُجُ فِيهَا وَهُوَ الرَّحِيمُ الْغَفُورُ (2) وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَا تَأْتِينَا السَّاعَةُ قُلْ بَلَى وَرَبِّي لَتَأْتِيَنَّكُمْ عَالِمِ الْغَيْبِ لَا يَعْزُبُ عَنْهُ مِثْقَالُ ذَرَّةٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَلَا فِي الْأَرْضِ وَلَا أَصْغَرُ مِنْ ذَلِكَ وَلَا أَكْبَرُ إِلَّا فِي كِتَابٍ مُبِينٍ (3)

عندما لا يعزب عن الله جل جلاله مثقال ذرة في السماوات فمن الطبيعي أنه يعلم ما ينزل منها وما يعرج فيها ، وعندما لا يعزب عنه تعالى مثقال ذرة في الأرض فبلا شك أنه يعلم ما يلج فيها وما يخرج منها ، بعبارة أخرى أنه سبحانه يعلم كل شيء عن كل شيء ، فما غاب عنا لجهل أو ضعف فلا يغيب عنه تعالى ، لذا استحق وهو الحق أن يكون له ملك السماوت والأرض بلا منازع .
ولكونه عالم الغيب فإن علمه وسع السماوت والأرض دنيوياً وأخروياً وما تتضمنه من قيام الساعة ، فهو مالك ذلك اليوم ، يوم الدين ، عندها يكون الاستهجان والاستنكار مبرراً عندما يأتي الكافر وينكر قيام الساعة .

* مشاركتها ثواب لنا ولكم

https://t.me/quraan_views/3644

—————————–

التأمل رقم 11

#تأملات_قرآنية من #سورة_سبأ

وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَا تَأْتِينَا السَّاعَةُ قُلْ بَلَى وَرَبِّي لَتَأْتِيَنَّكُمْ عَالِمِ الْغَيْبِ لَا يَعْزُبُ عَنْهُ مِثْقَالُ ذَرَّةٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَلَا فِي الْأَرْضِ وَلَا أَصْغَرُ مِنْ ذَلِكَ وَلَا أَكْبَرُ إِلَّا فِي كِتَابٍ مُبِينٍ (3) لِيَجْزِيَ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أُولَئِكَ لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ (4)

الغريب في من يكفر بوجود الآخرة وينفي مجيء الساعة أنه لا يمتلك دليلاً على نفيه هذا ، إضافة الى أنه يقرّ بهذا النفي أنه لا جزاء لمن آمن وعمل الصالحات ، لا مغفرة ، لا رزقاً كريماً ، وحاله حال من لا يؤمن ولا يعمل الصالحات ، بل وحاله حال من يكفر ويعمل الموبقات من قتل وسرقة وغشٍ وخداع وكذب وغيبة وفتنة وغيرها ، مع إن من يعمل مثقال ذرة خيراً يره ومن يعمل مثقال ذرة شراً يره لأنه تعالى لا يفوته مثقال ذرة ولا أصغر من ذلك فضلاً عن ما هو أكبر ، فمن ينفي قيام الساعة ينفي حكمة خالق الوجود رغم أن حكمته سبحانه واضحة وإبداعه بيّن لا يحتاج الى بيان .

* مشاركتها ثواب لنا ولكم

https://t.me/quraan_views/3645

—————————–

التأمل رقم 12

#تأملات_قرآنية من #سورة_سبأ

وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَا تَأْتِينَا السَّاعَةُ قُلْ بَلَى وَرَبِّي لَتَأْتِيَنَّكُمْ عَالِمِ الْغَيْبِ لَا يَعْزُبُ عَنْهُ مِثْقَالُ ذَرَّةٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَلَا فِي الْأَرْضِ وَلَا أَصْغَرُ مِنْ ذَلِكَ وَلَا أَكْبَرُ إِلَّا فِي كِتَابٍ مُبِينٍ (3) لِيَجْزِيَ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أُولَئِكَ لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ (4)

الكافرون درجات ، بعضهم يكفر بوجود الله تعالى من الأصل ، وهؤلاء في أقصى مستويات الكفر ، وهناك مراتب أقل سوءاً ، كمن يكفر بالنعمة أو العاصي الذي لو كان مؤمناً إيماناً حقيقياً لما عصى ، فهو مؤمن نظرياً وكافر عملياً ، وكلما تجرّأ على معصية الله سبحانه كلما كانت درجته في الكفر كبيرة .
فمثل هؤلاء الكفار يتصورون – بسبب غفلتهم – أن الساعة لا تأتيهم لأنهم يتصورون أنهم مؤمنون ولا خوف عليهم ولا هم يحزنون ! مع إن الواقع أن الساعة ستأتيهم لتميّز المؤمنين العاملين للصالحات المغفور لهم والمرزوقين رزقاً كريماً عنهم .

* مشاركتها ثواب لنا ولكم

https://t.me/quraan_views/3646

—————————–

التأمل رقم 13

#تأملات_قرآنية من #سورة_سبأ

وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَا تَأْتِينَا السَّاعَةُ قُلْ بَلَى وَرَبِّي لَتَأْتِيَنَّكُمْ عَالِمِ الْغَيْبِ لَا يَعْزُبُ عَنْهُ مِثْقَالُ ذَرَّةٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَلَا فِي الْأَرْضِ وَلَا أَصْغَرُ مِنْ ذَلِكَ وَلَا أَكْبَرُ إِلَّا فِي كِتَابٍ مُبِينٍ (3) لِيَجْزِيَ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أُولَئِكَ لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ (4)

المؤمن يؤمن بأن الساعة آتيةٌ بعكس الكافر ، وبين المؤمن المطلق والكافر المطلق هناك درجات يشترك فيها الإيمان والكفر ، فيقل الإيمان عندما يزداد الكفر والعكس يحدث أيضاً ، وهذا الإيمان بالساعة يجعل المؤمن مهتماً بالمغفرة والرزق الكريم ، فبدون المغفرة سينال عذاباً نتيجة ما اكتسبه من سيئات ، وأما الرزق الكريم فسيكون محفزاً لعمل الصالحات ، أما صاحب الإيمان الضعيف المشوب بالكفر – كفر النعمة وكفر المعصية وغيرهما – فلا يهتم بالرزق الكريم الذي سيجزيه الله تعالى عند قيام الساعة ، وإنما ينشغل بالرزق الدنيوي الذي ينفد وينتهي بنهاية الدنيا إلا أن يكون من أجل الآخرة .

* مشاركتها ثواب لنا ولكم

https://t.me/quraan_views/3647

—————————–

التأمل رقم 14

#تأملات_قرآنية من #سورة_سبأ

لِيَجْزِيَ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أُولَئِكَ لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ (4)

هناك صنفان من البشر ، الصنف الأول يبحث عن الرزق المادي الدنيوي بحيث يكون هذا الرزق هو غايته ويسعى لتحصيله مهما كانت الوسيلة ، لا فرق عنده بين الوسيلة المحللة عن الوسيلة المحرمة ، والصنف الثاني يبحث عن الرزق الكريم من دون أن ينسى أو يغفل عن الرزق المادي الدنيوي الذي يتعامل معه كوسيلة للرزق الكريم ، وهؤلاء هم المؤمنون ، فالرزق الكريم يمكن أن يكون في الدنيا إذا جُعِل لنيل المغفرة والجزاء الأوفى من رب العزة ، وقد يكون أخروياً أحد أسباب الحصول عليه هو الرزق المادي الدنيوي الحلال ، فمشقة المحافظة على المصدر المحلل للرزق هو عمل صالح يستحق به المغفرة والرزق الكريم في الآخرة .

* مشاركتها ثواب لنا ولكم

https://t.me/quraan_views/3648

—————————–

التأمل رقم 15

#تأملات_قرآنية من #سورة_سبأ

وَالَّذِينَ سَعَوْا فِي آيَاتِنَا مُعَاجِزِينَ أُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ مِنْ رِجْزٍ أَلِيمٌ (5)

قد يتصور بعض (المسلمين) أنهم بمنأى عن السعي في آيات الله معاجزين ، فكم من مسلم يرفض تطبيق الأحكام التي وردت في آيات كتاب الله العزيز ؟ متأثراً بدعوات المدنية وحقوق الإنسان وما شابه وكأن الأحكام الشرعية لا تحفظ حقوق الإنسان ، بل ويجادل إخوته المؤمنين في هذه الأحكام محاولاً إقناعهم بعدم جدوى تطبيق هذه الأحكام بحجة عدم ملائمتها للواقع !
فهل يمكن أن نتصور أن الله تعالى أنزل هذه الأحكام لتُطبَّق في زمان دون زمان او لمكان دون آخر ؟ وحتى لو فرضنا ذلك فعلى المؤمن أن يهيء الظروف لتناسب تطبيق هذه الأحكام لا العكس .

* مشاركتها ثواب لنا ولكم

https://t.me/quraan_views/3649

—————————–

التأمل رقم 16

#تأملات_قرآنية من #سورة_سبأ

وَالَّذِينَ سَعَوْا فِي آيَاتِنَا مُعَاجِزِينَ أُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ مِنْ رِجْزٍ أَلِيمٌ (5)

ربما يستغرب البعض من احتمالية شمول بعض المسلمين بعذاب من رجز أليم لإدراجهم في خانة السعي في آيات الله معاجزين ، مع إن الواقع يزيل هذا الاستغراب من الأساس ، فهذا واقعنا الإسلامي ألا يوجد فيه (مسلمون) يسعون لمنع تطبيق ما جاءت به آيات الله تعالى ؟ من يعترض على تشريع قانون يمنع بيع الخمور في البلاد الإسلامية غير المسلمين أنفسهم ؟! من يرفض وجود مصارف ربوية في المجتمع الإسلامي غير المسلمين ؟! بل يسعون في الاعتراض والرفض ومحاولة إثبات عدم واقعية هذه التشريعات رغم أنها نزلت من حكيم خبير ، ألا يستحق مثل هؤلاء الرجز الأليم بسعيهم في حرف المسلمين عن دينهم ؟!

* مشاركتها ثواب لنا ولكم

https://t.me/quraan_views/3650

—————————–

التأمل رقم 17

#تأملات_قرآنية من #سورة_سبأ

وَالَّذِينَ سَعَوْا فِي آيَاتِنَا مُعَاجِزِينَ أُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ مِنْ رِجْزٍ أَلِيمٌ (5)

شدد القرآن الكريم على أن من لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الفاسقون الكافرون الظالمون ، فبعد هذا التشديد لا غرابة أن يكون هناك عذاب لأولئك الذين لم يحكموا بما أنزل الله لأنهم فاسقون كافرون ظالمون ، أما إذا سعوا معاجزين في آيات الأحكام كحالة خاصة من آيات الله الكثيرة والكبيرة فمن المتوقع أن يكون لهم عذاب من رجز أليم أشد ممن سبقهم ، لأنهم في مرحلة متقدمة من الانحدار وهي مرحلة المواجهة مع المؤمنين الذين يسعون لتطبيق أحكام الله تعالى بعد تشريعها ، وهذه المواجهة من الممكن أن تعرقل وتثبّط من عزيمة أولئك المؤمنين ، وبذلك تكون الخسارة مضاعفة فيكون العذاب مضاعفاً .

* مشاركتها ثواب لنا ولكم

https://t.me/quraan_views/3652

—————————–

التأمل رقم 18

#تأملات_قرآنية من #سورة_سبأ

وَيَرَى الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ الَّذِي أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ هُوَ الْحَقَّ وَيَهْدِي إِلَى صِرَاطِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ (6)

علينا أن نمتلك رؤيتين ، رؤية مادية نتعامل بها مع المحيط المادي وقوانينه التي أوجدها الله تعالى ، ورؤية معنوية تتعامل بها مع العالم المعنوي الذي أوجده الله سبحانه أيضاً ، فوفق قوانين هذا العالم يستطيع الإنسان أن يرى ما أنزله تعالى الى النبي الأكرم صلى الله عليه وآله بقلبه ، وأن يرى ذلك على أنه الحق ، فلا يقدّم شيئاً عليه ويفضّل أمراً من دونه ، باعتباره يهدي الى صراط الله العزيز الحميد ، ففيه العزة والحمد والثناء .
ولكي نمتلك هاتين الرؤيتين لا بد من علم مختص بهذا الشأن ، وهو ما نجده في القرآن الكريم والأحاديث الشريفة من السُنّة المطهرة .

* مشاركتها ثواب لنا ولكم

https://t.me/quraan_views/3653

—————————–

التأمل رقم 19

#تأملات_قرآنية من #سورة_سبأ

وَيَرَى الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ الَّذِي أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ هُوَ الْحَقَّ وَيَهْدِي إِلَى صِرَاطِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ (6)

التراث الإسلامي مليء بالشواهد التي تنفع المهتمين بالتنمية البشرية ، لذا يرى المتتبع لمدربي التنمية البشرية استشهادهم بشواهد وحوادث تأريخية إسلامية ، لأن الإسلام جاء لهداية البشرية الى الطريق الذي يضمن العزة والحمد والثناء والمكانة الرفيعة ، وتنميتهم روحياً ومعنوياً وجسدياً .
والتنمية البشرية علمٌ يحاول أن يساعد الإنسان في رؤية كثير من الحقائق التي لا يراها بدون هذا العلم ، فالعقل الباطن والثقة بالنفس والطاقة الإيجابية وغيرها كلها أمور أوجدها الله تعالى ليكون الإنسان عزيزاً حميداً .

* مشاركتها ثواب لنا ولكم

https://t.me/quraan_views/3654

—————————–

التأمل رقم 20

#تأملات_قرآنية من #سورة_سبأ

وَيَرَى الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ الَّذِي أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ هُوَ الْحَقَّ وَيَهْدِي إِلَى صِرَاطِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ (6)

هناك قاعدة قرآنية يمكن أن نستنبطها من الآية الكريمة ، وهي أن ما أُنزِلَ على النبي الخاتم محمد صلى الله عليه وآله هو الحق ولا حق غيره ، بمعنى أنه الحق المطلق ، ومن يرى هذه الحقيقة فهو ممن أوتي العلم ولو بشكل عام ، بعبارة أخرى هو من العلماء وإن كان ظاهره أو وفق مقاييس عرفية دنيوية يعدّ جاهلاً ، كما يمكن أن نصل الى حقيقة معاكسة وهي أن من لا يرى ما أُنزِلَ على النبي الخاتم محمد صلى الله عليه وآله هو الحق المطلق فهو غير عالم وإن كان ظاهره أو وفق مقاييس عرفية دنيوية يعدّ عالماً ، أو لنقل هو جاهل ، وهناك شواهد قرآنية تؤيد ذلك .

* مشاركتها ثواب لنا ولكم

https://t.me/quraan_views/3655

—————————–

التأمل رقم 21

#تأملات_قرآنية من #سورة_سبأ

وَيَرَى الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ الَّذِي أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ هُوَ الْحَقَّ وَيَهْدِي إِلَى صِرَاطِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ (6)

العلم ليس صنفاً واحداً وإنما عدة أصناف ، وكلٌ يرى صنفاً معيناً هو الأفضل فيهتم به ويعطيه كل وقته وجهده ، وإذا استنطقنا القرآن ليعرّف لنا العلم لنعرض باقي أصناف العلوم عليه كي نعرف أيها تنطبق عليه أو أقرب إليه على الأقل ، فسيبيّن لنا أن العلم هو الذي إذا أتى إنساناً جعله يرى ما أنزله الله تعالى إلى رسوله صلى الله عليه وآله بأنه الحق ويهدي الى صراط العزيز الحميد .
أما غيره من العلوم فليس من الصحيح إلغاؤها لأنها بأي شكل من الأشكال هي جهود بشرية محترمة ، بل إذا سُخِّرت هذه العلوم لدعم وإسناد العلم الذي عرّفه القرآن الكريم فستكون من العلوم المهمة التي ينبغي استحصالها ، ما عدا ذلك تكون غير مهمة .

* مشاركتها ثواب لنا ولكم

https://t.me/quraan_views/3656

—————————–

التأمل رقم 22

#تأملات_قرآنية من #سورة_سبأ

وَيَرَى الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ الَّذِي أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ هُوَ الْحَقَّ وَيَهْدِي إِلَى صِرَاطِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ (6)

من علامات ما أنزله الله تعالى على رسوله صلى الله عليه وآله أنه حقٌ ( وليس باطلاً ) ، فربُّ العزة لا ينزل باطلاً ، فما اتُفِقَ على أنه باطل أو ما اقتنعنا بأنه باطل فهو خارج الشريعة الإسلامية ، وما أنزله الله جل وعلا من حق لا يعلمه إلا من أوتي العلم الحق ، أما من لم يؤتَ ذلك العلم فيختلفون في مصاديق الحق ، كما نختلف اليوم .
والعلامة الثانية أنه يهدي الى صراط العزيز الحميد ، أي لا يهدي الى الذلّة والتنكيل ، ومعرفة هذه العلامة تتطلب تعريف العزة من قبل من أوتوا العلم كي لا تختلط علينا الأمور فنفهم العزة ذلاً والذلة عزاً .

* مشاركتها ثواب لنا ولكم

https://t.me/quraan_views/3657

—————————–

التأمل رقم 23

#تأملات_قرآنية من #سورة_سبأ

وَيَرَى الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ الَّذِي أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ هُوَ الْحَقَّ وَيَهْدِي إِلَى صِرَاطِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ (6)

ما أُنزِلَ الى الرسول صلى الله عليه وآله حقٌ ويهدي الى ما فيه العزة والرفعة ، فالمؤمن برسالة الإسلام ويراها حقاً مطلقاً لا بد أن يهتدي الى الطريق والوسيلة التي تجعله عزيزاً ، ولكن قد يتوهم البعض فيظن أن كل عزة ورفعة ناتجة عن طريق حق ، وهذا غير صحيح ، لأن هناك عزة ورفعة ظاهرية وقتية دنيوية ، أما العزة والرفعة الحقيقية فتكون دائمية ، ولا يهتدي إليها إلا من أوتي العلم الحقيقي ويرى الإسلام شريعة حقة بكل تفاصيلها من دون استثناء ، لذا من الضروري أن نتمسك بمن أوتي العلم الحقيقي لنهتدي الى طريق العزة والرفعة .

* مشاركتها ثواب لنا ولكم

https://t.me/quraan_views/3658

—————————–

التأمل رقم 24

#تأملات_قرآنية من #سورة_سبأ

وَيَرَى الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ الَّذِي أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ هُوَ الْحَقَّ وَيَهْدِي إِلَى صِرَاطِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ (6)

عندما يسألك غريبٌ في منطقتك عن مكان معين فإنك تحاول أن ترشده الى الطريق الذي يؤدي إلى ذلك المكان ، وليس من المنطقي أن ترشده مباشرة الى المكان الذي سألك عنه ، لأنه لو كان يعرف موقعه لما سألك ، لذلك تكون الهداية الحقة بإرشاد قليل المعرفة الى الطريق الذي يؤدي الى العزيز الحميد جل وعلا ، لأن هذا الطريق سيوصل سالكه الى غايته ، أما الهداية الى العزيز الحميد سبحانه وتعالى مباشرة فلا تعتبر هداية بل هو إضلال لأنه غير متاح للجميع إلا من أوتي العِلم الحق وهم الأنبياء وأوصياؤهم ، لأن الآخرين غرباء في ساحة المعرفة الإلهية ويحتاجون الى من يدلّهم الى الطريق المؤدي الى معزِّهم جل شأنه .

* مشاركتها ثواب لنا ولكم

https://t.me/quraan_views/3659

—————————–

التأمل رقم 25

#تأملات_قرآنية من #سورة_سبأ

وَيَرَى الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ الَّذِي أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ هُوَ الْحَقَّ وَيَهْدِي إِلَى صِرَاطِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ (6)

نظرية ( الغاية تبرر الوسيلة ) نظرية بائسة تعكس فشل مؤسسها ومن يؤمن بها ويبني حياتها على أساسها ، لأن هؤلاء لا يستطيعون تحقيق غاية نبيلة بوسيلة نبيلة فيلجأون الى أية وسيلة لتحقيق تلك الغاية ، هذا فضلاً عن الغايات غير النبيلة .
بينما الفكر الإسلامي يشترط أن تحقق الغاية النبيلة بوسيلة نبيلة أيضاً ، ومن هنا نفهم أن من أوتي العلم الحق يرى أن الرسالة الإسلامية تهدي الى الصراط الحميد المحمود الذي يحقق العزة ، أما الصراط غير الحميد وغير المحمود فإن شريعة الإسلام لا تهدي إليه حتى لو أدى الى العزة .

* مشاركتها ثواب لنا ولكم

https://t.me/quraan_views/3660

—————————–

التأمل رقم 26

#تأملات_قرآنية من #سورة_سبأ

وَيَرَى الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ الَّذِي أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ هُوَ الْحَقَّ وَيَهْدِي إِلَى صِرَاطِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ (6)

يومياً يدعو المسلمُ ربَّه تعالى على الأقل عشر مرات في صلواته الخمس ويطلب منه الهداية الى الصراط المستقيم ، صراط الذين أنعم الله عليهم من غير المغضوب عليهم ولا من الضالين ، ومن يؤتى العلم يرى أن هذا الصراط المستقيم هو طريق الأولياء من الأنبياء والأوصياء الذين لم يكونوا يوماً مغضوباً عليهم أو ضالين لأنهم معصومون من ذلك ، هذا الصراط المستقيم هو الطريق المحمود للعزة المحمودة ، ولا عزة حقيقية بدونه .
هذا العلم وهذه الرؤية يمكن أن يتحققا بعبادة الله جل وعلا عبادةً حقيقيةً والاستعانة به للوصول الى ذلك ، ومن لم يؤتَ علمٌ يمكنه من رؤية هذا الصراط فهذا يعني أن هناك خللاً في عبادته واستعانته .

* مشاركتها ثواب لنا ولكم

https://t.me/quraan_views/3661

—————————–

التأمل رقم 27

#تأملات_قرآنية من #سورة_سبأ

وَيَرَى الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ الَّذِي أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ هُوَ الْحَقَّ وَيَهْدِي إِلَى صِرَاطِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ (6)

إن العزة الحقيقية تتحقق عندما يكون الإنسان من غير المغضوب عليهم ولا من الضالين ، ومن وصل الى هذا المستوى فهو بالتأكيد عالماً ، ومن يهتدي إلى صراطه ونهجه يكون عزيزاً وعالماً أيضاً ، وسورة الفاتحة – التي من المفترض أنها معجونة بدم ولحم كل مسلم – تعطينا الآلية التي تجعلنا علماء فنرى الرسالة الإسلامية حقاً وأنها تهدي الى طريق العزة فنكون أعزاء .
وبما أن مقدمة الهداية الى الصراط المستقيم تعتمد اعتماداً أساسياً على عبادة الله تعالى عبادة تشمل كل طاعة ولا تتوقف عند المعنى الخاص للعبادة ، وعلى الاستعانة به جل وعلا ، فإن العزة الحقيقية تتجسد في طاعة الله سبحانه (عبادته) والاستعانة به .

* مشاركتها ثواب لنا ولكم

https://t.me/quraan_views/3662

—————————–

التأمل رقم 28

#تأملات_قرآنية من #سورة_سبأ

وَيَرَى الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ الَّذِي أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ هُوَ الْحَقَّ وَيَهْدِي إِلَى صِرَاطِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ (6)

الحمد لا يكون إلا للحميد ، ورب العالمين لا بد أن يكون عزيزاً ، لذا فإن الحمد لله رب العالمين يؤهل الحامد ليعبده تعالى ويستعين به ، فيهديه الصراط المستقيم على مستوى ما أوتي من علم استحصله بعبادته وطاعته له سبحانه ، صراط العزة المحمود ، صراط العزة المحمودة ، صراط من أنعم الله عليه برؤية الحق الذي أُنزِلَ على صدر محمد صلى الله عليه وآله رؤية تمنعهم وتحجزهم عن فعل كل ما يجعلهم من المغضوب عليهم أو من الضالين .

* مشاركتها ثواب لنا ولكم

https://t.me/quraan_views/3663

—————————–

التأمل رقم 29

#تأملات_قرآنية من #سورة_سبأ

وَيَرَى الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ الَّذِي أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ هُوَ الْحَقَّ وَيَهْدِي إِلَى صِرَاطِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ (6)

يظن الكثيرون ممن يغفل عن ذكر الله والالتفات الى ألطافه أن الحصول على العلم هو جهد شخصي بحت ولا يلتفت الى البُعد الغيبي ، كقارون الذي يقول ( إنما أوتيته على علم عندي ) ، ولو فرضنا أن ما يؤتى من علمٍ هو جهد شخصي بحت فإن ثماره لا تلبي طموح المؤمنين لأنه لا يهدي الى صراط العزيز الحميد ، أما من يتيقن أن العلم نورٌ يقذفه الله في قلب من يشاء فإنه يسير بجهده الشخصي بعد طرق الباب الغيبي ليتمكن من رؤية الحق الذي أُنزِل على قلب الخاتم صلى الله عليه وآله ويهديه الى صراط العزيز الحميد .

* مشاركتها ثواب لنا ولكم

https://t.me/quraan_views/3664

—————————–

التأمل رقم 30

#تأملات_قرآنية من #سورة_سبأ

وَيَرَى الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ الَّذِي أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ هُوَ الْحَقَّ وَيَهْدِي إِلَى صِرَاطِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ (6)

نصيحة الى كل طلبة العلوم بشتى أصنافها وخصوصاً طلبة العلوم الطبيعية والتطبيقية ومنهم طلبتنا الأعزاء في المدارس أن يضعوا في حساباتهم أن العلم الذي يطلبونه لا يأتي كما يشاءون إلا أن يؤتيهم الله تعالى هذا العلم ، ومن أسباب إيتاء العلم لطالبه أن يجدّ ويجتهد في طلبه للعلم ، ولكن هذا ليس السبب الوحيد ، فلا بد أن يوفّق الله تعالى الطالب لحمل ذلك العلم ، فقد لا تكون من مصلحة الإنسان أن يحصل على صنف معين من العلوم فيتدخل الباري عز وجل ليوجهه الى العلم الذي ينفعه في معرفة الحق ويهتدي به الى صراط العزيز الحميد ، وهنا على الطالب أن يرضا بما كتبه الله جل وعلا .

* مشاركتها ثواب لنا ولكم

https://t.me/quraan_views/3665

—————————–

التأمل رقم 31

#تأملات_قرآنية من #سورة_سبأ

وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا هَلْ نَدُلُّكُمْ عَلَى رَجُلٍ يُنَبِّئُكُمْ إِذَا مُزِّقْتُمْ كُلَّ مُمَزَّقٍ إِنَّكُمْ لَفِي خَلْقٍ جَدِيدٍ (7)

تعوّد الرسل – وتعوّدنا معهم – على أساليب الاستهزاء المتنوعة التي يستخدمها الكفار ، ويبدو أن الاستهزاء صفة ملازمة لهم ، سواء كان الكفر مطلقاً ( بمعنى الإلحاد وعدم الإيمان بوجود خالق مدبر لهذا الوجود ) أو من هو بمستوى أدنى كالكافرين بالنعمة والمنغمسين بالرذيلة والمعصية الذين يأتونها وكأن لا وجود لله تعالى ، فمثل هؤلاء إن حاول المؤمنون نصحهم أو تنبيههم أو تحذريهم من البقاء بهذا المستوى المتدني وتذكيرهم بيوم الحساب لجأوا الى أساليب استهزاء مماثلة ، رغم أنهم من المفترض يؤمنون بيوم القيامة والثواب والعقاب ، ولكن غفلتهم وابتعادهم عن الله سبحانه جعلتهم يرفضون النصيحة بل والاستهزاء بالناصحين .

* مشاركتها ثواب لنا ولكم

https://t.me/quraan_views/3666

—————————–

التأمل رقم 32

#تأملات_قرآنية من #سورة_سبأ

وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا هَلْ نَدُلُّكُمْ عَلَى رَجُلٍ يُنَبِّئُكُمْ إِذَا مُزِّقْتُمْ كُلَّ مُمَزَّقٍ إِنَّكُمْ لَفِي خَلْقٍ جَدِيدٍ (7)

هناك إشكال يراود الكفار – وربما يرواد بعض المسلمين للأسف – وهو صعوبة إعادة جثة الميت الى خلق جديد بعد تفسخها وتمزقها وربما حرقها وتحولها الى رماد ! هذا الإشكال يدل على ضعف في المعرفة العقدية للمستشكل ، لأن مسألة الخلق سواء كان قديماً أم جديداً فهو واحد ، فمن خلق الخلق القديم قادر على خلق الخلق الجديد .
ولو نظرنا الى الغاية من الخلق الجديد وهي الحساب والعقاب فلا بد من وجود خلق جديد يناسب قوانين ذلك العالم ، فليس من المعقول أن يعيش الإنسان في عالم الآخرة (في الجنة أم في النار) بهذا الجسم الدنيوي الذي لا يستطيع التكيف مع ذلك العالم كالعيش طويلاً وغير ذلك .

* مشاركتها ثواب لنا ولكم

https://t.me/quraan_views/3667

—————————–

التأمل رقم 33

#تأملات_قرآنية من #سورة_سبأ

وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا هَلْ نَدُلُّكُمْ عَلَى رَجُلٍ يُنَبِّئُكُمْ إِذَا مُزِّقْتُمْ كُلَّ مُمَزَّقٍ إِنَّكُمْ لَفِي خَلْقٍ جَدِيدٍ (7)

من المتوقع أن يصدر من الكافرين الذين لا يؤمنون بوجود الله تعالى استهزاءٌ في ما يخص دار الآخرة ، فمن لا يؤمن بالله من الطبيعي لا يؤمن بالنبوة والمعاد ، باعتبار التوحيد هو الركن الأساسي الذي يستند عليه باقي أصول الدين ، وهذا ليس يبرراً لهم وإنما تحليلاً لموقفهم .
أما من يؤمن بالله سبحانه ( بما في ذلك المشركون ) فإن إيمانه بالآخرة يعتمد بشكل كبير على إيمانه بحكمة الله جل وعلا من خلق هذا الوجود ، فإن كان الإيمان بالحكمة الإلهية كبيراً كان الإيمان بالآخرة كبيراً – ولو من الناحية النظرية – والعكس بالعكس .

* مشاركتها ثواب لنا ولكم

https://t.me/quraan_views/3668

—————————–

التأمل رقم 34

#تأملات_قرآنية من #سورة_سبأ

أَفْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا أَمْ بِهِ جِنَّةٌ بَلِ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ فِي الْعَذَابِ وَالضَّلَالِ الْبَعِيدِ (8)

هناك حقائق يذكرها القرآن باعتباره ناطقاً عن الله تعالى العالم بكل شيء ، وهذه الحقائق لا يمكننا معرفتها من غير القرآن الكريم ، ومن هذه الحقائق أن الذين لا يؤمنون بالآخرة يعيشون في العذاب والضلال البعيد ، وبما أن الإيمان بالآخرة درجات فإن العذاب والضلال الذي يعيشه غير المؤمنين بها درجات أيضاً ، تبدأ ذروته عند الذين لا يؤمنون بالآخرة بشكل مطلق ( وهم الكفار ) ثم يتناقص – العذاب والضلال – عند الذين يؤمنون بها بشكل ضعيف ، حتى ينتهي عند الذين يؤمنون بالآخرة بشكل مطلق .فليشكر المؤمنون بالآخرة ربهم جل وعلا لتخليصهم من العذاب والضلال البعيد .

* مشاركتها ثواب لنا ولكم

https://t.me/quraan_views/3669

—————————–

التأمل رقم 35

#تأملات_قرآنية من #سورة_سبأ

أَفْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا أَمْ بِهِ جِنَّةٌ بَلِ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ فِي الْعَذَابِ وَالضَّلَالِ الْبَعِيدِ (8)

الذين يؤمنون بالآخرة يؤمنون بأن الله رب العالمين هو مالك يوم الدين ، ولأنهم يدركون أن من لا يؤمن بالآخرة في العذاب والضلال البعيد فإنهم يحمدونه تعالى على إيمانهم بالآخرة ، وهذا الإيمان بالآخرة ليس إيماناً شكلياً بل يتطلب من المؤمن أن يترجمه الى عبادة لله سبحانه وطاعة له كي يُثبت إيمانه بالآخرة ، وإلا ما فرق المؤمن عن غير المؤمن إن لم يكن لله عابداً مطيعاً ؟! كما يتطلب هذا الإيمان استعانة بالله جلّت قدرته ليتمكن من طاعته وعبادته لينعم الله عليه بالهداية ليكون من غير المغضوب عليهم فيستحق العذاب ، ولا من الضالين كونه في ضلال بعيد .

* مشاركتها ثواب لنا ولكم

https://t.me/quraan_views/3670

—————————–

التأمل رقم 36

#تأملات_قرآنية من #سورة_سبأ

أَفْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا أَمْ بِهِ جِنَّةٌ بَلِ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ فِي الْعَذَابِ وَالضَّلَالِ الْبَعِيدِ (8)

علينا أن ندرك أن الصراط المستقيم هو الذي ينجينا من العذاب الدنيوي والأخروي بسبب الضلال البعيد ، هذا الصراط الذي أنعمه الله تعالى على المعصومين لأنهم لم يكونوا يوماً مغضوباً عليهم أو ضالين ، ومن يهتدي لهذا الصراط فسينجو من الغضب الإلهي الذي يوجب العذاب – سواء في الدنيا وفي الآخرة – ، وبحسب هدايته ستكون نجاته ، فكلما كانت هدايته كبيرة كانت فرصته في النجاة كبيرة ايضاً والعكس بالعكس ، وإذا قلّت هدايته زاد ضلاله حتى يكون ضلاله بعيداً عندما تكون هدايته صفراً .

* مشاركتها ثواب لنا ولكم

https://t.me/quraan_views/3671

—————————–

التأمل رقم 37

#تأملات_قرآنية من #سورة_سبأ

أَفْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا أَمْ بِهِ جِنَّةٌ بَلِ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ فِي الْعَذَابِ وَالضَّلَالِ الْبَعِيدِ (8)

هناك ضلال بعيد وعميق وضلال غير بعيد يمكن تداركه وحلّه ، أو بعبارة أخرى هناك عدة مستويات للضلال أعلاها يكون بعيداً وعميقاً ثم تتدرج بالنزول الى أن يكون الضلال صفراً أو غير موجود ، ولكل مستوى من مستويات الضلال عذاب يناسبه ، فالضلال البعيد – كضلال غير المؤمنين بالآخرة – يستحق عذاباً مضاعفاً وكبيراً وأكبر من المستويات الأدنى من الضلال ، وقد يكون العذاب دنيوياً وأخروياً ، بينما من يؤمن بالآخرة يمكن أن يكون عذابه دنيوياً فقط أو أخروياً فقط .
والضلال البعيد يمكن أن يكون لغير المؤمن بالآخرة لا نظرياً ولا عملياً ، وهناك من يؤمن بها نظرياً لا عملياً فهو أقل ضلالاً .

* مشاركتها ثواب لنا ولكم

https://t.me/quraan_views/3672

—————————–

التأمل رقم 38

#تأملات_قرآنية من #سورة_سبأ

أَفْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا أَمْ بِهِ جِنَّةٌ بَلِ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ فِي الْعَذَابِ وَالضَّلَالِ الْبَعِيدِ (8)

قد يقتنع الكثيرون مِن أنّ مَن لا يؤمن بالآخرة في ضلال بعيد ولكنهم قد يستغربون من أنهم في العذاب ، فأي عذاب هم فيه ونراهم يعيشون في بيئة جميلة وراقية تجذب النفوس ؟! وفي الوقت نفسه أن الأعم الأغلب مِن مَن يؤمن بالآخرة في عذاب نفسي ومعيشي واجتماعي وسياسي !
القرآن الكريم مستودع الحقائق المعرفية يحل لنا هذا الاستغراب ، إذ يبيّن لنا أن الكافرين – ومنهم مَن لا يؤمن بالآخرة – يألمون كما يألم المؤمنون ، ولكن الفرق أن المؤمنين يرجون من الله ما لا يرجاه الكافرون ، وبالتالي فأيهم أفضل من يألم ويرجو أم من يألم ولا يرجو ؟

* مشاركتها ثواب لنا ولكم

https://t.me/quraan_views/3673

—————————–

التأمل رقم 39

#تأملات_قرآنية من #سورة_سبأ

أَفْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا أَمْ بِهِ جِنَّةٌ بَلِ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ فِي الْعَذَابِ وَالضَّلَالِ الْبَعِيدِ (8)

العذاب الدنيوي يمكن أن يكون على شكل بلاء ، فبعضٌ بلاؤه المرض والفقر والجهل والظلم وما شابه وهو حال أغلب المؤمنين بالآخرة ، ومع هذا فما دام هؤلاء المؤمنون يؤمنون بأن هذه الحياة محدودة ولا بد أن تنتهي وسيجازون على صبرهم على هذا البلاء فإن ذلك سيُخفَّف عنهم .
أما من لا يؤمن بالآخرة فليس من السهل أن يعيش براحة إن كان يرى عمره محدوداً بسنوات معدودة ، فيكون بلاؤه الهمّ والغمّ الناتج من انعدام القناعة فيطمع في حقوق الآخرين ليسلبها ، لذا فليس من الغريب أن يكون بلاء المؤمنين بالآخرة هو بسبب من لا يؤمن بها ، وهذا هو الضلال البعيد .

* مشاركتها ثواب لنا ولكم

https://t.me/quraan_views/3674

—————————–

التأمل رقم 40

#تأملات_قرآنية من #سورة_سبأ

أَفْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا أَمْ بِهِ جِنَّةٌ بَلِ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ فِي الْعَذَابِ وَالضَّلَالِ الْبَعِيدِ (8)

من يظن أن رسالة الرسول صلى الله عليه وآله – وعموم الرسل عليهم السلام – افتراءاً من عنده أو يعتقد أن به جِنّة – وحاشاه – فهو في الحقيقة لا يؤمن بالآخرة ، وهذه مبررات ليخدع نفسه ويسمح لها بارتكاب الظلم والفواحش ، وإلا ما دام هناك دليل وحجة على رسالته وعلى رجاحة عقله فلا يمكن لأحد أن لا يقبل بما جاء به .
لذلك نجد أصحاب هذه المبررات يواجهون الدين ومن ينتمي للدين من أشخاص وعناوين حتى قيل ( أن الدين أفيون الشعوب ) لأنهم يعتبرونه افتراءاً وضرباً من أضراب الجنون التي تخدّر عقول الشعوب ، وهذا ضلال بعيد جعلهم يعيشون بعذاب الحسد .

* مشاركتها ثواب لنا ولكم

https://t.me/quraan_views/3675

—————————–

التأمل رقم 41

#تأملات_قرآنية من #سورة_سبأ

أَفْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا أَمْ بِهِ جِنَّةٌ بَلِ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ فِي الْعَذَابِ وَالضَّلَالِ الْبَعِيدِ (8)

إتهام الرسول صلى الله عليه وآله بالإفتراء لم ينحصر بشخصه الكريم بل شمل أوصياءه وأتباعه وكل من يحمل همّ رسالته من الرساليين ، لأن المتهِمين يعلمون أن ورثته سينقلون تراثه الى العالم ، بل وصل الأمر الى أن بعض أتباعه يتهمون أتباعه الآخرين بالإفتراء .
ولكون الإفتراء كحالة موجود لا يمكن نكرانها لوجود النفس الأمارة بالسوء ، وتعميمها على الجميع يعكس عمق الضلال الذي يعيشه المتهِمون والعذاب النفسي الذي يعيشونه ، لذا لا بد من وضع حلٍ لذلك ، ويكمن الحل في أن يدخل المتهِمون الى المدارس العلمية لِوَرَثةِ الرسول صلى الله عليه وآله ويتحرّون عن مكامن الإفتراء إن وجدت ، وإلا فليتركوا هذا الإتهام إن كانوا يريدون التخلص من ضلالهم البعيد .

* مشاركتها ثواب لنا ولكم

https://t.me/quraan_views/3676

—————————–

التأمل رقم 42

#تأملات_قرآنية من #سورة_سبأ

أَفَلَمْ يَرَوْا إِلَى مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ إِنْ نَشَأْ نَخْسِفْ بِهِمُ الْأَرْضَ أَوْ نُسْقِطْ عَلَيْهِمْ كِسَفًا مِنَ السَّمَاءِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً لِكُلِّ عَبْدٍ مُنِيبٍ (9)

من مستلزمات العبادة والإنابة لمن يبحث عنهما ويرغب بالتحلي بهما هو تفحُّص ما حوله والتفكر بقدرة الله جلّت عظمته الذي لو شاء أن يخسف الأرض أو يُسقِط كسفاً من السماء لفعل ، والتفكر ينبغي أن يكون بالسماء كما يكون في الأرض إن لم يكن أكثر (بحكُم تقديم السماء على الأرض) .
فهذا التفكر هو شكل مهم من أشكال العبادة يغفل عنه الكثيرون ، بل هو من أفضل أشكال العبادة لما روي أن التفكر ساعة يعدل عبادة ستين سنة ، أما الإنابة فهي فرعٌ من العبادة ، والتفكر بالقدرة الإلهية يساعد في الوصول إليها .

* مشاركتها ثواب لنا ولكم

https://t.me/quraan_views/3677

—————————–

التأمل رقم 43

#تأملات_قرآنية من #سورة_سبأ

أَفَلَمْ يَرَوْا إِلَى مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ إِنْ نَشَأْ نَخْسِفْ بِهِمُ الْأَرْضَ أَوْ نُسْقِطْ عَلَيْهِمْ كِسَفًا مِنَ السَّمَاءِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً لِكُلِّ عَبْدٍ مُنِيبٍ (9)

إذا قبلنا بأن تعبير (السماء) تشير بشكل من الأشكال الى الجانب المعنوي وأن (الأرض) تشير الى الجانب المادي فهذا يعني أن الإنسان المؤمن الراغب بأن يكون عبداً منيباً ينبغي أن يتفكر بالأمور الغيبية والمعنوية وكذلك الأمور المادية الدنيوية ، مع المحافظة على تقديم الأمور المعنوية على الأمور المادية لتقديم السماء على الأرض ، والتقديم لا يعني بالضرورة أن نترك الجانب المادي لحين انتهاء تَفكُّرنا بالجانب المعنوي فضلاً عن إهمالنا إياه من حياتنا ، وإنما يكون التقديم عندما يتعارض الجانبان ، فلا نقدّم أبداً الجانب المادي على المعنوي عند التزاحم .

* مشاركتها ثواب لنا ولكم

https://t.me/quraan_views/3678

—————————–

التأمل رقم 44

#تأملات_قرآنية من #سورة_سبأ

أَفَلَمْ يَرَوْا إِلَى مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ إِنْ نَشَأْ نَخْسِفْ بِهِمُ الْأَرْضَ أَوْ نُسْقِطْ عَلَيْهِمْ كِسَفًا مِنَ السَّمَاءِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً لِكُلِّ عَبْدٍ مُنِيبٍ (9)

من الضروري التعرف على مصاديق التفكُّر كي يسهل علينا الاستفادة منه ، ولا بد أن نعرف أيضاً أن التفكر يكون على محورين ، المحور الأول سماوي وهو الخاص بالجانب المعنوي والذي يتضمن التفكر بالقدرة الغيبية لله عز وجل باعتباره مسبب الأسباب ومنزل الأرزاق وقاضي الحاجات وبيده كل شيء والذي إذا أراد شيئاً أن يقول له كن فيكون .
أما المحور الثاني فهو أرضي مادي ويتضمن معرفة الأسباب الطبيعية لكل هدف دنيوي مطلوب ، فمثلاً لا بد من التفكر بأسباب النجاح في حياتنا الاجتماعية والأسرية والعملية والدراسية ، وكذلك التفكر بأسباب رقي مجتمعنا وإنهاء معاناته وأزماته ، وغير ذلك ، وهذا التفكر لا بد أن يُسنَد بالتفكر الغيبي كي نختصر الوقت والجهد ، وهو ما يتلاءم مع تقديم السماء على الأرض .

* مشاركتها ثواب لنا ولكم

https://t.me/quraan_views/3679

—————————–

التأمل رقم 45

#تأملات_قرآنية من #سورة_سبأ

أَفَلَمْ يَرَوْا إِلَى مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ إِنْ نَشَأْ نَخْسِفْ بِهِمُ الْأَرْضَ أَوْ نُسْقِطْ عَلَيْهِمْ كِسَفًا مِنَ السَّمَاءِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً لِكُلِّ عَبْدٍ مُنِيبٍ (9)

إن العبد يعلم يقيناً أن الله تعالى له ما في السماوت وما في الأرض ، يعلم ما بين أيدي العباد وما خلفهم ، ما يعلمون وما لا يعلمون ، لذا لا يعتمد على رؤيته فقط لما يجري ، لأنه لا يحيط بشيء من علمه سبحانه إلا بما شاء جل وعلا ، وقد يشاء تعالى الخسف بالأرض أو إسقاط الكِسَف من السماء ، وقد يشاء حفظ مَن في السماوات والأرض فلا يؤده حفظهما ، لأن كرسيه وسع كل شيء وهو العلي العظيم .
لذا ليس أمام هذا العبد إلا أن ينيب إلى الله ويتوب ويعود ، لأنه في الحقيقة ليس بيده شيء ، وكل شيء بيده تعالى جلّت قدرته .

* مشاركتها ثواب لنا ولكم

https://t.me/quraan_views/3680

—————————–

التأمل رقم 46

#تأملات_قرآنية من #سورة_سبأ

أَفَلَمْ يَرَوْا إِلَى مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ إِنْ نَشَأْ نَخْسِفْ بِهِمُ الْأَرْضَ أَوْ نُسْقِطْ عَلَيْهِمْ كِسَفًا مِنَ السَّمَاءِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً لِكُلِّ عَبْدٍ مُنِيبٍ (9)

في الواقع أن كل إنسان – بل كل مخلوق – هو عبد ، ولكن بعض يعترف بعبوديته لله تعالى والبعض الآخر لا يعترف بذلك ، وهذا الاعتراف مرة يكون نظرياً من دون أي تطبيق على أرض الواقع أو بتطبيق جزئي ، ومرة يكون عملياً بحيث نرى آثار العبودية عليه ، ومن هذه الآثار الإنابة ، فمن لا يعترف بالعبودية لله تعالى لو تأمل وتدبر في السماء والأرض وما حوله وقدرة من خلقها لاعترف بالعبودية له سبحانه ، وكذلك من يعترف بالعبودية نظرياً إذ سيرى من الضروري أن ينيب الى ربه جل وعلا .
وهذا مؤشر لنا يمكننا من خلاله أن نعرف عبوديتنا لله تعالى حقيقية أم شكلية وذلك من خلال الإنابة إليه سبحانه .

* مشاركتها ثواب لنا ولكم

https://t.me/quraan_views/3681

—————————–

التأمل رقم 47

#تأملات_قرآنية من #سورة_سبأ

وَلَقَدْ آتَيْنَا دَاوُودَ مِنَّا فَضْلًا يَا جِبَالُ أَوِّبِي مَعَهُ وَالطَّيْرَ وَأَلَنَّا لَهُ الْحَدِيدَ (10)

العباد الصالحون عندما يؤتيهم الله تعالى منه فضلاً فيؤتيهم نوعين من الفضل ، الفضل المعنوي – وهو الأهم – كتسبيح الجبال والطير مع داوود عليه السلام ، أو أي توفيق إلهي في الجانب المعنوي ، فيكون العبد الصالح سبباً لهداية الآخرين أو سبباً لتوفيقهم لأداء عمل صالح معين ، عبادة كان أم سلوكاً .
والنوع الثاني من الفضل الذي يؤتيه الله سبحانه لعباده الصالحين هو الفضل المادي كتسخير الحديد لداوود عليه السلام ، أو تسخير أي شيء له ليكون أداة بيده تُعينُه على مصاعب الحياة ومواجهتها ، وقد تتحول لتساعده في أداء مهامه الإصلاحية ليتحول من صالح الى مصلح .

* مشاركتها ثواب لنا ولكم

https://t.me/quraan_views/3683

—————————–

التأمل رقم 48

#تأملات_قرآنية من #سورة_سبأ

وَلَقَدْ آتَيْنَا دَاوُودَ مِنَّا فَضْلًا يَا جِبَالُ أَوِّبِي مَعَهُ وَالطَّيْرَ وَأَلَنَّا لَهُ الْحَدِيدَ (10)

الاهتمام القرآني بالقضايا المعنوية والغيبية وتفضيلها على مثيلاتها المادية الظاهرية واضح ، من قبيل الأمر الإلهي للجبال والطير بالتسبيح مع داوود عليه السلام ، هذا التسبيح يُعتبر فضلاً من الله تعالى على داوود عليه السلام ، من دون أن يبخس دور الأمور المادية في حياة أي إنسان فأشار الى تسخير الحديد له عليه السلام.
وعليه فليس من اللائق بالعبد الصالح الذي يطمح أن يكون سائراً على نهج الأنبياء أن لا يهتم أولاً بالقضايا المعنوية والغيبية عند طلبه ودعائه للباري عز وجل ، ثم يمكنه الاهتمام بالقضايا المادية الظاهرية ودورها في حياته وتسخيرها لتكون عوناً له على تحقيق الأمور المعنوية .

* مشاركتها ثواب لنا ولكم

https://t.me/quraan_views/3684

—————————–

التأمل رقم 49

#تأملات_قرآنية من #سورة_سبأ

وَلَقَدْ آتَيْنَا دَاوُودَ مِنَّا فَضْلًا يَا جِبَالُ أَوِّبِي مَعَهُ وَالطَّيْرَ وَأَلَنَّا لَهُ الْحَدِيدَ (10)

عند تصنيف الفضل الإلهي الى معنوي ومادي فهذا لا يعني استخدام الفضل المادي في الجانب المادي من حياتنا فقط وكأنها هي الغاية ، وإنما ينبغي أن نستخدمه لتطوير حياتنا المعنوية (لنكون صالحين) وحياة الآخرين المعنوية (لنكون مصلحين) ، كما فعل ذلك داوود عليه السلام ، بل كل الأنبياء والأوصياء ، لأن الحياة المعنوية هي الغاية وليست المادية .
بل ينبغي أن نستثمر الفضل المعنوي لتطوير حياتنا المادية لتكون عوناً لنا في تطوير حياتنا المعنوية ، فمثلاً نستثمر فضل الله تعالى في استجابة الدعاء لنزيد الرزق أو ندفع البلاء والمرض لنتقوى على العبادة وتربية الأبناء وغير ذلك .

* مشاركتها ثواب لنا ولكم

https://t.me/quraan_views/3685

—————————–

التأمل رقم 50

#تأملات_قرآنية من #سورة_سبأ

أَنِ اعْمَلْ سَابِغَاتٍ وَقَدِّرْ فِي السَّرْدِ وَاعْمَلُوا صَالِحًا إِنِّي بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ (11)

إن العمل الصالح غير مقتصر على الأعمال العبادية ، وإن كانت هي من أوضح مصاديقه ، وإنما يشمل العمل الذي فيه منفعة للناس وفائدة لنصرة دين الله وأوليائه والمؤمنين ، وتشمل هذه النصرة الفكرية والثقافية والحضارية إضافة الى النصرة العسكرية فضلاً عن النصرة الاقتصادية المتمثلة بالصناعية والزراعة وغيرها .
المهم أن يكون العمل الصالح بدافع القربى الى الله تعالى ، وأن يُلاحَظ أن الله بصير بهذا العمل ، فكلما كانت هذه الملاحظة حاضرة وبقوة كلما ضمنّا صلاح العمل بدرجة كبيرة ، وضعفها يعني الغفلة وبالتالي فإن صلاح العمل غير مضمون .

* مشاركتها ثواب لنا ولكم

https://t.me/quraan_views/3686

—————————–

التأمل رقم 51

#تأملات_قرآنية من #سورة_سبأ

أَنِ اعْمَلْ سَابِغَاتٍ وَقَدِّرْ فِي السَّرْدِ وَاعْمَلُوا صَالِحًا إِنِّي بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ (11)

أحد أساتذة الأخلاق – رحمه الله – أعطى مثالاً يمكن أن ينفعنا في إتقان العمل الصالح بل وحتى الابتعاد عن المعاصي ، حيث قال : لو أن هناك كاميرا ترافقك وتصور كل حراكتك وسكناتك وتنقل نقلاً مباشراً ما تقوم به الى كل العالم ، بحيث يشاهد الملايين ما تقوم به ، فكيف ستكون تصرافتك ؟ بالتأكيد ستكون على الصراط المستقيم ، فما قيمة هؤلاء الملايين بالنسبة لرب العالمين ؟ أكيد لا شيء ، فمن كان يعتقد بأن الله تعالى بصير بما يعمل الى درجة أنه يرى هناك كاميرا تنقل نقلاً مباشراً ما يقوم به الى الله تعالى فسيكون عمله صالحاً بدرجة كبيرة ، إضافة الى تركه المعاصي بشكل كبير .

* مشاركتها ثواب لنا ولكم

https://t.me/quraan_views/3687

—————————–

التأمل رقم 52

#تأملات_قرآنية من #سورة_سبأ

أَنِ اعْمَلْ سَابِغَاتٍ وَقَدِّرْ فِي السَّرْدِ وَاعْمَلُوا صَالِحًا إِنِّي بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ (11)

إن المؤمن الصالح ينبغي أن يقدّر ويخطط ويدرس كل عمل يريد القيام به ، فلا عشوائية أو فوضوية في العمل الصالح ، لأن العشوائية والفوضوية تقلل من فوائد وثمار العمل الصالح ، أما التخطيط والدراسة وتقدير الأمور التي سيقوم بها في المستقبل فستجعل المشروع يحقق أفضل النتائج وبأقل التكاليف ، سواء كان ذلك المشروع صناعياً أم تجارياً أم زراعياً أو حتى على المستوى الشخصي ، وسواء كان كبيراً أم صغيراً ، فمن يعمل بتقدير وتخطيط في المشاريع الصغيرة سيكون مخططاً ومقدِّراً في المشاريع الكبيرة ، وعليه أن يتذكر أن الله سبحانه بما يضيّعه من وقتٍ وجهدٍ ومالٍ بصيرٌ ، فلا يهدرها بلا تقدير .

* مشاركتها ثواب لنا ولكم

https://t.me/quraan_views/3688

—————————–

التأمل رقم 53

#تأملات_قرآنية من #سورة_سبأ

أَنِ اعْمَلْ سَابِغَاتٍ وَقَدِّرْ فِي السَّرْدِ وَاعْمَلُوا صَالِحًا إِنِّي بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ (11)

إن المؤمن المقتدي بأنبياء الله عليهم السلام إذا كان رباً لأسرة فإنه يُسبغ على أفراد عائلته بالنِعِم ويوسع على عياله ليشعروا بالراحة والطمأنينة والقدرة على مواجهة الحياة ومصاعبها ، وفي الوقت نفسه عليه أن يقدِّر ويوازن بين مدخولاته ومصروفاته ، فالتوسعة على العيال ينبغي أن لا تكون مفرطة بحيث يفرّط في واجبات أخرى تجاههم وتجاه ربه والآخرين ، فلا يسبغ عليهم بالصرف اليومي ( من أكل وشرب ) وموسمي ( من لبس وحاجيات ) وينسى واجبه تجاههم في القضايا الاستراتيجية كالدراسة وتوفير السكن اللائق أو حتى تهيئة مقدمات توفير العمل لهم للاعتماد على أنفسهم من دون الحاجة الى الغير .
كما ينبغي أن لا تؤثر توسعته على عياله تجاه ربه ( بدفع الحقوق الشرعية ) والآخرين ( برد مظالمهم من ديون وما شابه ) .

* مشاركتها ثواب لنا ولكم

https://t.me/quraan_views/3690

—————————–

التأمل رقم 54

#تأملات_قرآنية من #سورة_سبأ

أَنِ اعْمَلْ سَابِغَاتٍ وَقَدِّرْ فِي السَّرْدِ وَاعْمَلُوا صَالِحًا إِنِّي بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ (11)

على الحاكم أن يقدّر ويخطط ويعمل ما بوسعه ليستثمر إمكانيات بلده وطاقاته الطبيعية والبشرية أفضل استثمار ليعيش شعبه حياة مرفهة تفوق ما يمتلكه بلده من مقومات اقتصادية ، وأن يكون مستعداً لمواجهة أي خطر يهدده ليعيش بعزٍ من دون الإتكال على إمكانيات بلد آخر .
فمن غير الصحيح أن يلجأ الحكام – وخصوصاً من ينتمي الى خط الأنبياء – الى استنزاف طاقات بلده من
دون أن ينعكس ذلك على شعبه ، فضلاً عن عدم استثمار تلك الطاقات وتضييعها بحيث يعيش شعبه حالة معيشية أسوأ مما تعيشها شعوب لا تمتلك بلدانها هذه الطاقات والمقومات .

* مشاركتها ثواب لنا ولكم

https://t.me/quraan_views/3691

—————————–

التأمل رقم 54

#تأملات_قرآنية من #سورة_سبأ

وَلِسُلَيْمَانَ الرِّيحَ غُدُوُّهَا شَهْرٌ وَرَوَاحُهَا شَهْرٌ وَأَسَلْنَا لَهُ عَيْنَ الْقِطْرِ وَمِنَ الْجِنِّ مَنْ يَعْمَلُ بَيْنَ يَدَيْهِ بِإِذْنِ رَبِّهِ وَمَنْ يَزِغْ مِنْهُمْ عَنْ أَمْرِنَا نُذِقْهُ مِنْ عَذَابِ السَّعِيرِ (12)

يمكننا أن نستفيد من قصة النبي سليمان عليه السلام لنتعرف على بعض معالم دولة مهدي هذه الأمة سلام الله عليه ، ولو من باب الاحتمالات والسيناريوهات ، لأن البعض قد ينبهر بالتطور الذي يشهد عالمنا اليوم فيستبعد – على الأقل عقلياً – وجود قوة يمكن أن تقلب الطاولة على المتسلطين عن العالم وتحوّل كفة الانتصار الى الإسلام الحقيقي .
فما تمتع به سليمان عليه السلام من تسخير الريح والجن وغير ذلك يمكن أن يتمتع به المهدي المنتظر عليه السلام ، بل هو أحق بهذه الميزات لأن مسؤوليته أهم وأعم ، لأن إظهار الإسلام على الدين كله سيكون على يديه ولو كره المشركون .

* مشاركتها ثواب لنا ولكم

https://t.me/quraan_views/3693

—————————–

التأمل رقم 55

#تأملات_قرآنية من #سورة_سبأ

وَلِسُلَيْمَانَ الرِّيحَ غُدُوُّهَا شَهْرٌ وَرَوَاحُهَا شَهْرٌ وَأَسَلْنَا لَهُ عَيْنَ الْقِطْرِ وَمِنَ الْجِنِّ مَنْ يَعْمَلُ بَيْنَ يَدَيْهِ بِإِذْنِ رَبِّهِ وَمَنْ يَزِغْ مِنْهُمْ عَنْ أَمْرِنَا نُذِقْهُ مِنْ عَذَابِ السَّعِيرِ (12)

إن الجنّ في عقيدة المسلمين مخلوقات موجودة فيها الصالح الطالح والمؤمن والكافر ، وقد استفاد من قدراتها سليمان عليه السلام الذي سيطر بها وبغيرها على العالم ، وبالتالي يمكن أن يطرح أحدنا سؤالاً : لماذا لا نرى ولا نسمع عن مساعٍ جدية من قبل المسلمين لاستثمار القدرات الخارقة للجن ؟ وإن وجدت فهي تحركات فردية غير مدروسة ويبتغي الكثير ممن يتحرك بهذا الاتجاه الى الكسب الشخصي وربما الى كسب غير مشروع .
إن التضييق الذي يعيشه المسلمون في الوقت الحالي بسبب الغزو الثقافي والذي أدى الى تنازل الكثيرين عن مبادئ دينهم بل وانقلبوا الى أعداء لدينهم يضع – هذا التضييق – مسؤولية التفكير بإمكانية الاستفادة من قدرات الجن ولكن برعاية دينية وعلمية من علماء دين لمنع الانحراف عن الهدف المطلوب .

* مشاركتها ثواب لنا ولكم

https://t.me/quraan_views/3694

—————————–

التأمل رقم 56

#تأملات_قرآنية من #سورة_سبأ

وَلِسُلَيْمَانَ الرِّيحَ غُدُوُّهَا شَهْرٌ وَرَوَاحُهَا شَهْرٌ وَأَسَلْنَا لَهُ عَيْنَ الْقِطْرِ وَمِنَ الْجِنِّ مَنْ يَعْمَلُ بَيْنَ يَدَيْهِ بِإِذْنِ رَبِّهِ وَمَنْ يَزِغْ مِنْهُمْ عَنْ أَمْرِنَا نُذِقْهُ مِنْ عَذَابِ السَّعِيرِ (12)

إن الدولة التي يحكمها ولي الله – نبيٌ أو وصيُ نبي – ستشهد تطوراً يختلف عن التطور التكنلوجي الذي نعيشه اليوم ، فالوسائل المستخدمة في إدارة الدولة لا يمكن لعلماء اليوم والمستقبل الوصول إليها إلا بإذن الله تعالى كاستخدام الريح والجن وما شابه .
كما أن هذه الدولة ستسودها العدالة ، فمن يطيع أمر الله سبحانه بطاعته لأمر وليه سيأكل من فوق أيديه ومن تحت أرجله ، أما من يزغ عن أمره فسيذوق عذاباً سعيراً ، فلا يتصور أحدٌ أن الدولة الإلهية ستكون بلا عقوبات ، والحريات مباحة حتى لو انتهكت الحدود الشرعية .

* مشاركتها ثواب لنا ولكم

https://t.me/quraan_views/3695

—————————–

التأمل رقم 57

#تأملات_قرآنية من #سورة_سبأ

وَلِسُلَيْمَانَ الرِّيحَ غُدُوُّهَا شَهْرٌ وَرَوَاحُهَا شَهْرٌ وَأَسَلْنَا لَهُ عَيْنَ الْقِطْرِ وَمِنَ الْجِنِّ مَنْ يَعْمَلُ بَيْنَ يَدَيْهِ بِإِذْنِ رَبِّهِ وَمَنْ يَزِغْ مِنْهُمْ عَنْ أَمْرِنَا نُذِقْهُ مِنْ عَذَابِ السَّعِيرِ (12)

قد يتصور البعض أن العذاب السعير لا يناسب سمو الدولة الإلهية التي يقودها وليٌ من أولياء الله كالنبي سليمان عليه السلام أو غيره كالإمام المهدي عليه السلام ، باعتبار أن مثل هذه الدولة وما تحمله من إسم تسعى لتربية الناس وليس العذاب ، فضلاً عن أن يكون سعيراً .
ولِفكِّ هذا الإشكال نقول : إن الأجواء التي تتمتع بها الدولة الإلهية والتي يعيشها أفرادها تكون بمستوى راقٍ وسامٍ بحيث تكون أدنى عقوبة تجاه أي فرد منهم بسبب زيغه عن جادة الشريعة وقانون الدولة السماوي حتى لو كانت توبيخاً كلامياً فيُعد عذاباً سعيراً ، وهذه هي الكرامة بعينها ، إذ يشعر الفرد بالمهانة لأقل خطأ كأنه عذاب سعير .

* مشاركتها ثواب لنا ولكم

https://t.me/quraan_views/3696

—————————–

التأمل رقم 58

#تأملات_قرآنية من #سورة_سبأ

وَلِسُلَيْمَانَ الرِّيحَ غُدُوُّهَا شَهْرٌ وَرَوَاحُهَا شَهْرٌ وَأَسَلْنَا لَهُ عَيْنَ الْقِطْرِ وَمِنَ الْجِنِّ مَنْ يَعْمَلُ بَيْنَ يَدَيْهِ بِإِذْنِ رَبِّهِ وَمَنْ يَزِغْ مِنْهُمْ عَنْ أَمْرِنَا نُذِقْهُ مِنْ عَذَابِ السَّعِيرِ (12)

إن الإنسان المؤمن وإن كان عليه أن يتمتع بالرأفة والرحمة واللين أسوة بأولياء الله من الأنبياء والأوصياء ، ولكن هذا لا يعني أن يهجر القساوة مع القساة ، فالرأفة والرحمة واللين تكون مع المساكين والضعفاء والمظلومين والمستضعفين وليس مع الظالمين والمتكبرين والفاسقين الذين يزيغون عن أمر الله تعالى .
فالشريعة السماوية تريد من المؤمنين بها أن يكونوا متزنين معتدلين في تصرفاتهم ، فمثلاً توصينا ( فمن اعتدى عليكم فاعتدوا عليه بمثل ما اعتدى عليكم ) رغم أن الاعتداء ليس من صفات المؤمنين إن كان ابتداءاً ، أو أنها توصي باجتناب التكبر ولكنها توصيه بالتكبر على من تكبّر وتعتبره تواضعاً .

* مشاركتها ثواب لنا ولكم

https://t.me/quraan_views/3697

—————————–

التأمل رقم 59

#تأملات_قرآنية من #سورة_سبأ

وَلِسُلَيْمَانَ الرِّيحَ غُدُوُّهَا شَهْرٌ وَرَوَاحُهَا شَهْرٌ وَأَسَلْنَا لَهُ عَيْنَ الْقِطْرِ وَمِنَ الْجِنِّ مَنْ يَعْمَلُ بَيْنَ يَدَيْهِ بِإِذْنِ رَبِّهِ وَمَنْ يَزِغْ مِنْهُمْ عَنْ أَمْرِنَا نُذِقْهُ مِنْ عَذَابِ السَّعِيرِ (12)

إن أولياء الله ( أنبياء وأوصياء وحتى ممن بلغ مرتبة عالية من الفقهاء ) يتخلقون بأخلاق الله تعالى على المستوى الفردي وعلى مستوى التعامل مع المجتمع ، فالله سبحانه أرحم الراحمين في موضع العفو والرحمة ، ولكنه أشد المعاقبين في موضع النكال والنقمة ، وأعظم المتجبرين في موضع الكبرياء والعظمة ، لذا فإن هؤلاء الأولياء تكون تصرفاتهم متغيرة وفق الحالة ، فليس من الصحيح أن يكونوا رحيمين مع من يزغ عن أمر الله تعالى ، وإن كانوا مبسوطي اليد فإنهم يذيقون هؤلاء الفاسقين عذاباً سعيراً يناسب زيغهم من دون تجاوز العدالة المأمورون بها .

* مشاركتها ثواب لنا ولكم

https://t.me/quraan_views/3699

—————————–

التأمل رقم 60

#تأملات_قرآنية من #سورة_سبأ

وَلِسُلَيْمَانَ الرِّيحَ غُدُوُّهَا شَهْرٌ وَرَوَاحُهَا شَهْرٌ وَأَسَلْنَا لَهُ عَيْنَ الْقِطْرِ وَمِنَ الْجِنِّ مَنْ يَعْمَلُ بَيْنَ يَدَيْهِ بِإِذْنِ رَبِّهِ وَمَنْ يَزِغْ مِنْهُمْ عَنْ أَمْرِنَا نُذِقْهُ مِنْ عَذَابِ السَّعِيرِ (12)

مما يميز الدولة التي يرعاها ويقودها ولي من أولياء الله عن غيره أو التي تقوم على أساس دين الله دون غيره من الأسس ( العلمانية وما شابه ) أن العقوبات فيها تكون لمن زاغ عن أمر الله تعالى لا لمن زاغ عن أهواء السلطان أو حزبه أو المؤسسات التي تدعي المدنية ، والمدنية منها براء ، أو لأهواء مجموعة من الشاذين الذين تدعمهم وسائل إعلام متنفذة وغير ذلك .
وما يحدد هذا الزيغ عن أمر الله سبحانه هو الولي نفسه ، باعتباره حلقة الوصل بين الله جلا جلاله ومخلوقاته ، وكلما كانت عقوبات الدولة موجهة لمن زاغ عن الأمر الإلهي (كما لو كانت بقيادة فقيه رباني) كانت هذه الدولة أقرب الى دولة العدل الإلهي .

* مشاركتها ثواب لنا ولكم

https://t.me/quraan_views/3700

—————————–

التأمل رقم 61

#تأملات_قرآنية من #سورة_سبأ

يَعْمَلُونَ لَهُ مَا يَشَاءُ مِنْ مَحَارِيبَ وَتَمَاثِيلَ وَجِفَانٍ كَالْجَوَابِ وَقُدُورٍ رَاسِيَاتٍ اعْمَلُوا آلَ دَاوُودَ شُكْرًا وَقَلِيلٌ مِنْ عِبَادِيَ الشَّكُورُ (13)

يبدو أن الآل هم ليس فقط من نسل شخص ما ، وإنما هم من يسيرون على نهجه وأخلاقه ومبادئه ، فآل داوود عليه السلام عاملون شاكرون سائرون على نهج أبيهم داوود عليه السلام ، وآل فرعون كافرون جاحدون سائرون على نهج أبيهم فرعون عليه لعائن الله ، وكذلك آل محمد صلوات الله عليهم أجمعين ، فهُم حاملون لصفات وأخلاق ومبادئ جدهم المصطفى محمد صلى الله عليه وآله ، لذا استحقوا أن يكونوا أوصياءه لأنه لا نبي بعده صلى الله عليه وآله .
أما من كان من النسل ولم يكن طبق الأصل من الأصل فلا يكون من الآل وإنما من الذرية .

* مشاركتها ثواب لنا ولكم

https://t.me/quraan_views/3701

—————————–

التأمل رقم 62

#تأملات_قرآنية من #سورة_سبأ

يَعْمَلُونَ لَهُ مَا يَشَاءُ مِنْ مَحَارِيبَ وَتَمَاثِيلَ وَجِفَانٍ كَالْجَوَابِ وَقُدُورٍ رَاسِيَاتٍ اعْمَلُوا آلَ دَاوُودَ شُكْرًا وَقَلِيلٌ مِنْ عِبَادِيَ الشَّكُورُ (13)

إن الشكر من السلوكيات المظلومة من قبل الإنسان ، هذا الظلم ناتج عن جهل بحقيقة الشكر وضرورته ، فبعضٌ لا يعرف بأن عليه أن يشكر خالقه جل وعلا إما جهلاً حقيقياً أو غفلة أو جهلاً بكيفيته ، فضلاً عن الكافرين والجاحدين بأنعم الله عز وجل ، والنتيجة أن قليلاً من عباد الله الشكور .
فالشكور يعرف كيفية الشكر وآليته ، ويدرك أن الشكر يحتاج الى عمل ، بمعنى أن الشكر باللسان لا يكفي ، بل أن التطوع العبادي لتأدية الشكر لا يكفي ، ومن أرقى مراتب الشكر هو استثمار النعمة المراد شكر الباري جل شأنه عليها في نصرته تعالى وإعلاء كلمته وكل ما يؤدي الى ذلك كما فعل داوود وسليمان عليهما السلام .

* مشاركتها ثواب لنا ولكم

https://t.me/quraan_views/3702

—————————–

التأمل رقم 63

#تأملات_قرآنية من #سورة_سبأ

يَعْمَلُونَ لَهُ مَا يَشَاءُ مِنْ مَحَارِيبَ وَتَمَاثِيلَ وَجِفَانٍ كَالْجَوَابِ وَقُدُورٍ رَاسِيَاتٍ اعْمَلُوا آلَ دَاوُودَ شُكْرًا وَقَلِيلٌ مِنْ عِبَادِيَ الشَّكُورُ (13)

إذا أردنا أن نستعرض بعض مصاديق استثمار النعمة المراد شكر الباري جل شأنه عليها في نصرته تعالى وإعلاء كلمته فالمقام لا يسع ، ولكن سنأخذ أمثلة ومصاديق واضحة لتوضيح الفكرة ، فمثلاً عندما يُنعم الله جلّت آلاؤه على عبدٍ بأموال فيكون الشكر العملي لهذه النعمة هو تخصيص نسبة معينة من أمواله لأعمال البر كمساعدة الفقراء وتزويجهم وقضاء حوائجهم ونشر العلوم النافعة وغيرها ، وعندما يريد أن يشكر عبدٌ أنعم الله عليه بالوجاهة فإنه يسخّر وقته لحل مشاكل الناس والتوسط لفض النزاعات ، ومن يمنّ الله عليه بالصوت العذب فإنه يُوقِفُهُ لتجويد كتاب الله أو قراءة الابتهالات والمرثيات والأناشيد الدينية التي تقرّب الناس الى دين الله تعالى .

* مشاركتها ثواب لنا ولكم

https://t.me/quraan_views/3703

—————————–

التأمل رقم 64

#تأملات_قرآنية من #سورة_سبأ

يَعْمَلُونَ لَهُ مَا يَشَاءُ مِنْ مَحَارِيبَ وَتَمَاثِيلَ وَجِفَانٍ كَالْجَوَابِ وَقُدُورٍ رَاسِيَاتٍ اعْمَلُوا آلَ دَاوُودَ شُكْرًا وَقَلِيلٌ مِنْ عِبَادِيَ الشَّكُورُ (13)

الشكور لغةً هو الذي يشكر بكثرة ، وهنا الكثرة ليس فقط الكثرة الكمية وإنما الكثرة النوعية أيضاً ، فالشكور يشكر بقلبه ولسانه وبعبادته التطوعية ، وكذلك يشكر من خلال استثمار النعمة والاستفادة منها في نصرة دينه والمسلمين .
والأهم من ذلك كله أن يلتفت العبد الشاكر ليكون شكوراً هو الشعور بالتقصير في شكره أمام المنعم جل وعلا ، فلا فائدة من الشكر إن لم يُلحَق به الشعور بالتقصير ، فشُكرٌ في القلب فقط يرافقه شعور بالتقصير أفضل من عبادات تطوعية لا يرافقها هذا الشعور .

* مشاركتها ثواب لنا ولكم

https://t.me/quraan_views/3704

—————————–

التأمل رقم 65

#تأملات_قرآنية من #سورة_سبأ

فَلَمَّا قَضَيْنَا عَلَيْهِ الْمَوْتَ مَا دَلَّهُمْ عَلَى مَوْتِهِ إِلَّا دَابَّةُ الْأَرْضِ تَأْكُلُ مِنْسَأَتَهُ فَلَمَّا خَرَّ تَبَيَّنَتِ الْجِنُّ أَنْ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ الْغَيْبَ مَا لَبِثُوا فِي الْعَذَابِ الْمُهِينِ (14)

إن العلم بالغيب من موانع العذاب المهين ، سواء كان ذلك العذاب المهين في الدنيا أم في الآخرة ، وأن هذا العلم منحصر بالله تعالى ، أما غيره – كائناً من كان – فلا يمكنه الإحاطة بهذا العلم إلا بإذن الله تعالى الذي شاءت حكمته ولطفه أن لا يعطيه إلا بمقدار يمكّن المخلوقات وقاية وحماية أنفسهم والآخرين ، وكل إنسان يعلم جزءاً من هذا العلم بشكل مباشر أم غير مباشر ، فكثير منا يعلم أن وجود مادة قابلة للاشتعال (كالورق) مع نار وأوكسجين سيؤدي الى احتراقها ، وهذا علم جزئي بالغيب غير مباشر يمكننا من تجنب المخاطر ، ومن يمتلك مثل هذه المعلومة يمكن أن لا يتعرض الى خطر وعذاب مهين .

* مشاركتها ثواب لنا ولكم

https://t.me/quraan_views/3706

—————————–

التأمل رقم 66

#تأملات_قرآنية من #سورة_سبأ

فَلَمَّا قَضَيْنَا عَلَيْهِ الْمَوْتَ مَا دَلَّهُمْ عَلَى مَوْتِهِ إِلَّا دَابَّةُ الْأَرْضِ تَأْكُلُ مِنْسَأَتَهُ فَلَمَّا خَرَّ تَبَيَّنَتِ الْجِنُّ أَنْ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ الْغَيْبَ مَا لَبِثُوا فِي الْعَذَابِ الْمُهِينِ (14)

من الأمور الغيبية التي يعلمها المؤمنون دون غيرهم هو العلم بالآخرة وما يحدث فيها وعند الموت وفي البرزخ ، وهذا العلم جعلهم يعملون الصالحات ويتجنبون المعاصي والآثام مما حماهم وحفظهم وأبعدهم عن العذاب المهين ، ويتفاوت المؤمنون بينهم في علمهم بالآخرة ، وبحسب مستوى علمهم هذا يكون عملهم ، فالمتقون علمهم بالغيب كبير إذا ما قورن بمن دونهم من الذين يتهاونون في ارتكاب المعاصي وعمل الواجبات .
وفي الوقت نفسه فإن هذا العلم اكتسابي اكتُسِبَ ممن لهم علمٌ لدُنّي ( وعلمناه من لدنّا علماً ) وهم أولياء الله الذين عصمهم الله تعالى بعصمته ليكونوا مؤهلين لتلقي هذا العلم ، وعليه فهم ليسوا فقط بعيدين عن العذاب المهين بل يُبعِدونَه عن مَن تلقّى منهم علماً .

* مشاركتها ثواب لنا ولكم

https://t.me/quraan_views/3707

—————————–

التأمل رقم 67

#تأملات_قرآنية من #سورة_سبأ

فَلَمَّا قَضَيْنَا عَلَيْهِ الْمَوْتَ مَا دَلَّهُمْ عَلَى مَوْتِهِ إِلَّا دَابَّةُ الْأَرْضِ تَأْكُلُ مِنْسَأَتَهُ فَلَمَّا خَرَّ تَبَيَّنَتِ الْجِنُّ أَنْ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ الْغَيْبَ مَا لَبِثُوا فِي الْعَذَابِ الْمُهِينِ (14)

أحياناً يتصور البعض أنهم ذو شأنٍ عظيم ويمتلكون قدرات كبيرة ولا يمكن لأحد أن يقهرهم فيسلّط الله تعالى عليهم عبداً من عباده فيذلهم ويسخرهم لخدمة الحق رغم أنوفهم وهو كرهاً لهم ، بل والأقسى من ذلك أن من يدلّهم على زوال القوة التي أذلتهم هي حشرة صغيرة لا قيمة لها عند الكثيرين ، ومن باب أولى فهي بلا قيمة عند هؤلاء المتكبرين .
فأي محفز ومبرر للتكبر هو وهمي ، فالجنّ ربما أولى بالتكبر لامتلاكهم قدرات خارقة تفوق تصور الإنسان ، ومع هذا كان أمرهم بيد لله سبحانه وأوليائه ولم يكن بأيديهم ، وقد جاء في الحديث القدسي : ( الكبرياء ردائي من نازعني عليه أدخلته النار ولا أبالي ) ، نستجير بالله .

* مشاركتها ثواب لنا ولكم

https://t.me/quraan_views/3708

—————————–

التأمل رقم 68

#تأملات_قرآنية من #سورة_سبأ

فَلَمَّا قَضَيْنَا عَلَيْهِ الْمَوْتَ مَا دَلَّهُمْ عَلَى مَوْتِهِ إِلَّا دَابَّةُ الْأَرْضِ تَأْكُلُ مِنْسَأَتَهُ فَلَمَّا خَرَّ تَبَيَّنَتِ الْجِنُّ أَنْ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ الْغَيْبَ مَا لَبِثُوا فِي الْعَذَابِ الْمُهِينِ (14)

إن القرآن الكريم يعاضد بعضه بعضاً ، فَعِلمُ الغيب – الذي لا يعلمه إلا الله تعالى ومن علّمه هذا العلم – عامل مهم في استكثار الخير ومنع السوء والعذاب المهين ( ولو كنت أعلم الغيب لاستكثرت من الخير وما مسني السوء ) ، فبمقدار ما نعلمه من الغيب يمكن استكثار الخير ومنع السوء ، وهذا لا يعني العكس ، فاستكثار الخير ومنع السوء لا يتوقف على العلم بالغيب وإنما له طرق أخرى كثيرة .
فسليمان عليه السلام كان عنده علم ببعض الغيبيات فاستطاع استكثار الخير حتى سيطر على الهواء والماء والجن فضلاً عن بني البشر ، بينما الجن ورغم قدراتهم الخارقة فلم يكن عندهم علمٌ بالغيب تمكّنهم من استكثار الخير ولا منع السوء حتى لبثوا في العذاب المهين .

* مشاركتها ثواب لنا ولكم

https://t.me/quraan_views/3709

—————————–

التأمل رقم 69

#تأملات_قرآنية من #سورة_سبأ

فَلَمَّا قَضَيْنَا عَلَيْهِ الْمَوْتَ مَا دَلَّهُمْ عَلَى مَوْتِهِ إِلَّا دَابَّةُ الْأَرْضِ تَأْكُلُ مِنْسَأَتَهُ فَلَمَّا خَرَّ تَبَيَّنَتِ الْجِنُّ أَنْ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ الْغَيْبَ مَا لَبِثُوا فِي الْعَذَابِ الْمُهِينِ (14)

لو استطلعنا النظريات الفكرية البشرية المطروحة لوجدنا أنها تتناول فكرة الدولة العادلة والحكم الرشيد الذي ينبغي أن يسود العالم ، وهذا يدل على الحاجة الفطرية لإقامة نظام عالمي عادل يحكم الأرض ، ولكننا سوف لن نجد هذه النظريات تتناول دخول الجنّ ضمن سيطرة هذه الدولة العادلة ، بحيث يكون الجنُّ جنوداً وموظفين فيها ، ومن يخرج عن نظام هذه الدولة وقوانينها فسيُجبَر قسراً على العمل لصالح هذه الدولة حتى وإن كان يرى أن هذا العمل عذاباً مُهيناً .
وشمول الجن بحكم الدولة العالمية العادلة التي تحكمها السماء سواء التي كانت في الماضي أم التي في المستقبل يثبت عمق العدالة التي تحملها وتتبناها هذه الدولة المباركة .

* مشاركتها ثواب لنا ولكم

https://t.me/quraan_views/3710

————-

التأمل رقم 70

#تأملات_قرآنية من #سورة_سبأ

فَلَمَّا قَضَيْنَا عَلَيْهِ الْمَوْتَ مَا دَلَّهُمْ عَلَى مَوْتِهِ إِلَّا دَابَّةُ الْأَرْضِ تَأْكُلُ مِنْسَأَتَهُ فَلَمَّا خَرَّ تَبَيَّنَتِ الْجِنُّ أَنْ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ الْغَيْبَ مَا لَبِثُوا فِي الْعَذَابِ الْمُهِينِ (14)

إن المؤمنين يشعرون بالراحة والسعادة والطمأنينة عندما ينفذون أوامر قائدهم الشرعي الذي يرونه أكثر القادة تمثيلاً لإرادة السماء ، خاصة إذا كان نبياً أو وصي نبي ، حتى لو كانت هذه الأوامر مُتعِبة جسدياً ، لأنهم يشعرون بأن هذه الطاعة لقائدهم هي طاعة لله سبحانه ، بحيث لا يؤثر على نواياهم موت قائدهم ، إذ تبقى نواياهم خالصة لله تعالى ، ولا فرق بين الإنس والجن من هذه الناحية ما داموا مؤمنين .
أما من ينفّذ تلك الأوامر من دون الاعتقاد بأن من أصدر تلك الأوامر مفترض الطاعة فسيشعر بالعذاب المهين عند تنفيذها ، وهذا يشمل حتى المؤمنين عندما يتأمر عليهم من لا تجب طاعته شرعاً .

* مشاركتها ثواب لنا ولكم

https://t.me/quraan_views/3711

—————————–

التأمل رقم 71

#تأملات_قرآنية من #سورة_سبأ

فَلَمَّا قَضَيْنَا عَلَيْهِ الْمَوْتَ مَا دَلَّهُمْ عَلَى مَوْتِهِ إِلَّا دَابَّةُ الْأَرْضِ تَأْكُلُ مِنْسَأَتَهُ فَلَمَّا خَرَّ تَبَيَّنَتِ الْجِنُّ أَنْ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ الْغَيْبَ مَا لَبِثُوا فِي الْعَذَابِ الْمُهِينِ (14)

لو حللنا الآية الكريمة نحوياً ولغوياً سنجد مفعولين للفعل ( قضينا ) ، أحدهما نحوياً وهو الموت كما أشار الى ذلك النحويون ، والآخر لغوياً وهو سليمان عليه السلام باعتباره هو المقضي عليه واقعاً وليس الموت ، وعادة في اللغة العربية نستفيد من المعنى اللغوي لفهم الحالات الإعرابية ، والعكس صحيح أيضاً ، فمعرفة الحالات الإعرابية تساعدنا في فِهمِ المعنى اللغوي ، أما اختلاف المفعولين فيحتاج الى دراسة وتحليل لنستفيد بشكل أمثل ، فعلى سبيل المثال قد يعطينا هذا الاختلاف معنىً بِبُعدين ، وهو أن القضاء على الناس يكون بالموت ، أو أن الموت هو دلالة وعلامة للقضاء على الناس ، أو غير ذلك من المعاني التي يمكن لكل متذوق قرآني أن يستنتج بعضها بعد توفيق الله عز وجل .

* مشاركتها ثواب لنا ولكم

https://t.me/quraan_views/3712

—————————–

التأمل رقم 72

#تأملات_قرآنية من #سورة_سبأ

فَلَمَّا قَضَيْنَا عَلَيْهِ الْمَوْتَ مَا دَلَّهُمْ عَلَى مَوْتِهِ إِلَّا دَابَّةُ الْأَرْضِ تَأْكُلُ مِنْسَأَتَهُ فَلَمَّا خَرَّ تَبَيَّنَتِ الْجِنُّ أَنْ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ الْغَيْبَ مَا لَبِثُوا فِي الْعَذَابِ الْمُهِينِ (14)

يُنقَل أن بعد حادثة موت النبي سليمان عليه السلام وبقاء الجنّ في العمل الذي يُعدّ عذاباً مهيناً بالنسبة لهم وعدم معرفتهم بموته سلام الله عليه سقطت كثير من الاعتبارات تجاه الجن ، فإذ كان البعض يؤلّه الجنّ ويعبده باعتباره يمتلك قدرات خارقة – ومنها علم الغيب – أصبحت سمعة الجن في الحضيض أفقدتهم هذه المكانة المقدسة .
وبعد الإفراط في التعامل مع الجن الذي أوصلهم الى التأليه جاء التفريط ليحلّ محله ، إذ أهمل الكثيرون – ومنهم المؤمنون – مكانة المؤمنين من الجن ، حتى أصبحت هناك نظرة شبه عامة بأن الجن جميعهم منبوذون ، مع إنّ مِن الجنّ مَن هو أفضل من الإنس إيماناً .

* مشاركتها ثواب لنا ولكم

https://t.me/quraan_views/3713

—————————–

التأمل رقم 73

#تأملات_قرآنية من #سورة_سبأ

لَقَدْ كَانَ لِسَبَإٍ فِي مَسْكَنِهِمْ آيَةٌ جَنَّتَانِ عَنْ يَمِينٍ وَشِمَالٍ كُلُوا مِنْ رِزْقِ رَبِّكُمْ وَاشْكُرُوا لَهُ بَلْدَةٌ طَيِّبَةٌ وَرَبٌّ غَفُورٌ (15)

إستراتيجية يرسمها القرآن الكريم مستوحاة مما جرى على سبأ ويمكن أن يستفيد منها كل بلد ، تتمثل هذه الاستراتيجية بأن يكون التعامل مع أَنعُمِ الله عز وجل تعامل الشاكرين ، فما دامت النِعِم تملأ حياتنا يميناً وشمالاً فلا بد أن نقابلها بالشكر حتى تطيب بلادنا .
وعلينا أن نعي أن الجنة التي نراها في بلادنا أو بلاد الآخرين ولا تجعل هذه البلاد بلاداً طيبة هي جنة شكلية بل وهمية لا نغتر بها ، الجنة الحقيقية هي التي تغمرنا بالطيب الذي يرعاه ربٌ غفور يغدق علينا بالنِعِم رغم عظم سيئاتنا .

* مشاركتها ثواب لنا ولكم

https://t.me/quraan_views/3714

—————————–

التأمل رقم 74

#تأملات_قرآنية من #سورة_سبأ

لَقَدْ كَانَ لِسَبَإٍ فِي مَسْكَنِهِمْ آيَةٌ جَنَّتَانِ عَنْ يَمِينٍ وَشِمَالٍ كُلُوا مِنْ رِزْقِ رَبِّكُمْ وَاشْكُرُوا لَهُ بَلْدَةٌ طَيِّبَةٌ وَرَبٌّ غَفُورٌ (15)

عادة توصف البساتين الكبيرة والمليئة بصنوف الأزهار والثمار بالجنة ، والجنة مصطلح ذو بُعدٍ روحي ومعنوي يذهب بالأذهان الى ما أبعد من البستان وما يحتوي من أزهار وثمار ، ومع هذا يمكن أن يكون مثل هذا البستان جنةً مادية ومعنوية إذا كان يرافقها الشكر ، وأن لا ينسى استغفار الرب الغفور عن كل ما بدر منه من تقصير في الشكر فضلاً عن ما صدر منه من آثام راجياً إياه سبحانه أن لا تحرمه ذنوبُه نعمَه ، ومتى ما كان الإنسان يشعر بقيمة النعمة وحجم التقصير في شكرها تجاه منعمها وأن هذا المنعم غفور يغفر التقصير عندها يشعر هذا الإنسان بطيبة جنته وبلدته .

* مشاركتها ثواب لنا ولكم

https://t.me/quraan_views/3716

—————————–

التأمل رقم 75

#تأملات_قرآنية من #سورة_سبأ

لَقَدْ كَانَ لِسَبَإٍ فِي مَسْكَنِهِمْ آيَةٌ جَنَّتَانِ عَنْ يَمِينٍ وَشِمَالٍ كُلُوا مِنْ رِزْقِ رَبِّكُمْ وَاشْكُرُوا لَهُ بَلْدَةٌ طَيِّبَةٌ وَرَبٌّ غَفُورٌ (15)

إن البساتين الكبيرة والجميلة والمليئة بأنواع الأشجار يمكن أن تكون مثالاً للخير العميم بحيث توصف بالجنة ، باعتبار ما هو متعارف في تلك العصور ، أما في عصرنا الحالي فمصاديق الجنة كثيرة مثل التطور العمراني والتقدم التكنلوجي والعلمي والاستقرار السياسي والأمني والاقتصادي وما شابه .
فلو أن الإنسان لا يرى أن ما يأكله من رزق بسبب هذه الجنة – التي ذكرنا بعض مصاديقها – هو من الله سبحانه ، فإنه بالتأكيد لا يشكر الله تعالى على هذه الجنة التي يعيش فيها ، ولا يرى أنه مقصرٌ أمام الباري عز وجل ، وبالتالي لا يستشعر بطيبة بلاده – حتى وإن إدعى ذلك – عندها سيكون معرّضاً لما تعرضت له سبأ .

* مشاركتها ثواب لنا ولكم

https://t.me/quraan_views/3718

—————————–

التأمل رقم 76

#تأملات_قرآنية من #سورة_سبأ

لَقَدْ كَانَ لِسَبَإٍ فِي مَسْكَنِهِمْ آيَةٌ جَنَّتَانِ عَنْ يَمِينٍ وَشِمَالٍ كُلُوا مِنْ رِزْقِ رَبِّكُمْ وَاشْكُرُوا لَهُ بَلْدَةٌ طَيِّبَةٌ وَرَبٌّ غَفُورٌ (15)

ربما يتصور البعض أن أغلب الناس لا يمتلكون جنة ، فضلاً عن أن تكون له جنتان ، وبالتالي فهم غير مشمولين بالتكاليف وبنفس المستوى التي على من عنده جنتان ، وهذا التصور قد يكون صحيحاً إذا نظرنا الى الجنة كبستان جميل متنوع الثمار ، أما إذا فهمنا الجنة هي عبارة عن مجموعة النِعِم التي تدرّ بالرزق وتستوجب الشكر وتجعل الحياة طيبة فسيكون التصور غير دقيق ، فهناك عن اليمين جنة معنوية وعن الشمال جنة مادية ، وكذلك جنة أخروية وجنة دنيوية ، فالعدالة الإلهية تستلزم المساواة بين البشر في النِعِم ، فالبعض قد يكون فقيراً – فرداً أم مجتمعاً – إلا أنه مؤمنٌ أو قنوع ٌ، وبعض قد يكون مريضاً إلا أن شموله بمغفرة الرب الغفور يجعله في جنة ، وهكذا .

* مشاركتها ثواب لنا ولكم

https://t.me/quraan_views/3720

—————————–

التأمل رقم 77

#تأملات_قرآنية من #سورة_سبأ

لَقَدْ كَانَ لِسَبَإٍ فِي مَسْكَنِهِمْ آيَةٌ جَنَّتَانِ عَنْ يَمِينٍ وَشِمَالٍ كُلُوا مِنْ رِزْقِ رَبِّكُمْ وَاشْكُرُوا لَهُ بَلْدَةٌ طَيِّبَةٌ وَرَبٌّ غَفُورٌ (15)

إن الرزق المادي قد يتفاوت بين البشر ، فبعضٌ رزقه واسع وبعض رزقه قليل حتى لو كان سعي الأول أقل من سعي الثاني ، ولكون هذا الرزق ليس مهماً ولا مؤثراً على حقيقة العدالة الإلهية فإنه متفاوت ، بينما الرزق المعنوي لا يتفاوت إذا تساوت جهود الساعين إليه ، وإن تفاوتت فبسبب تقصير المرزوق لا تقصير الرازق سبحانه وتعالى عن كل تقصير .
ووفق هذه المقدمة فإن الرزق إن كان معنوياً كان المرزوق في جنتين معنوية ومادية ، أخروية ودنيوية ، والشكر عليه يكون حاضراً بل والاستغفار على التقصير فيه من الرب الغفور ، أما إذا كان هذا الرزق مادياً فيمكن أن لا يتمتع المرزوق بأي جنة ، وإن تمتع بجنة فقد يُحرَم الشكر والاستغفار لأنهما جنتان معنويتان .

* مشاركتها ثواب لنا ولكم

https://t.me/quraan_views/3721

—————————–

التأمل رقم 78

#تأملات_قرآنية من #سورة_سبأ

لَقَدْ كَانَ لِسَبَإٍ فِي مَسْكَنِهِمْ آيَةٌ جَنَّتَانِ عَنْ يَمِينٍ وَشِمَالٍ كُلُوا مِنْ رِزْقِ رَبِّكُمْ وَاشْكُرُوا لَهُ بَلْدَةٌ طَيِّبَةٌ وَرَبٌّ غَفُورٌ (15)

الأسرة نواة المجتمع كما يقول علماء الاجتماع ، وبالتالي ما يحدث في كل أسرة سينعكس على المجتمع بأكمله ، فإذا كانت الأسرة تتنعم بربٍ طيب غفور ، فبطيبته تنعُمُ أسرته وكأنها في جنتين ، جنة معنوية وجنة مادية ، تأكل من رزق الله الحلال وتشكر المنعم على ما أنعم ، وكونه غفور يتجاوز عن سيئات أفراد أسرته فإنه قد تخلّق بأخلاق الله تعالى فتسود السعادةُ والطمأنينةُ والراحةُ أجواءَ أُسرِتِه وتبتعد كل أشكال الأمراض النفسية عنها ، عند ذلك تكون أسرةً طيبةً بامتياز ، فأذا كانت كلُ أسرةٍ طيبةً سيكون المجتمع والبلاد كلها طيبة .
فليعلم كل رب أسرة حجم المسوؤلية الملقاة على عاتقه .

* مشاركتها ثواب لنا ولكم

https://t.me/quraan_views/3722

—————————–

التأمل رقم 79

#تأملات_قرآنية من #سورة_سبأ

لَقَدْ كَانَ لِسَبَإٍ فِي مَسْكَنِهِمْ آيَةٌ جَنَّتَانِ عَنْ يَمِينٍ وَشِمَالٍ كُلُوا مِنْ رِزْقِ رَبِّكُمْ وَاشْكُرُوا لَهُ بَلْدَةٌ طَيِّبَةٌ وَرَبٌّ غَفُورٌ (15)

( وطن حر وشعب سعيد ) شعار رفعه أحد أقدم الأحزاب السياسية في العصر الحديث وهو الحزب الشيوعي ، ويكشف هذا الشعار عن أهداف الحزب النظرية لرؤيته السياسية ، ولو قارنا بين هذا الشعار و قوله تعالى ( بَلْدَةٌ طَيِّبَةٌ وَرَبٌّ غَفُورٌ ) باعتبار وجود تشابه في الأساس والصياغة فسنستفيد بعض الأمور الفكرية ، فليكن الوطنُ حراً والشعب سعيداً بشرط أن يكون طيّباً بجنّتَيه المعنوية والمادية وعلى أن يكون رزقه حلالاً بحيث لا تدفع حرية الوطن وسعادة الشعب الى تجاوز حدود الحلال الشرعي ، وأن لا يعرقلا شكر الرب الغفور الذي يرزقنا رغم تقصيرنا .

* مشاركتها ثواب لنا ولكم

https://t.me/quraan_views/3723

—————————–

التأمل رقم 80

#تأملات_قرآنية من #سورة_سبأ

لَقَدْ كَانَ لِسَبَإٍ فِي مَسْكَنِهِمْ آيَةٌ جَنَّتَانِ عَنْ يَمِينٍ وَشِمَالٍ كُلُوا مِنْ رِزْقِ رَبِّكُمْ وَاشْكُرُوا لَهُ بَلْدَةٌ طَيِّبَةٌ وَرَبٌّ غَفُورٌ (15) فَأَعْرَضُوا فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ سَيْلَ الْعَرِمِ وَبَدَّلْنَاهُمْ بِجَنَّتَيْهِمْ جَنَّتَيْنِ ذَوَاتَيْ أُكُلٍ خَمْطٍ وَأَثْلٍ وَشَيْءٍ مِنْ سِدْرٍ قَلِيلٍ (16)

علينا أن نعي جيداً كمؤمنين أن الإعراض عن شكر الله تعالى على آلائه ونعمائه التي تحيطنا من كل جانب ، يميناً وشمالاً ، وترك الأكل من رزق الله الحلال واللجوء الى الكسب المحرم الذي يدفعنا الى الأكل المحرم، فإن بلادنا الطيبة ستزول ولو بشكل نسبي ، فتتناقص الطيبة وتتبدل النِعم بالبلاء والنِقم إن لم نستغفر ونتوب ونعود الى الله سبحانه ، كي ننال عطف ولطف الرب الغفور الذي بعطفه ولطفه نتنعم ، وبإعراضنا ذلك يزول أثر المغفرة ويُستبدل بأثر المعصية والابتعاد عن رب الأرباب ، فتنزل النقم والبلاءات .

* مشاركتها ثواب لنا ولكم

https://t.me/quraan_views/3726

—————————–

التأمل رقم 81

#تأملات_قرآنية من #سورة_سبأ

لَقَدْ كَانَ لِسَبَإٍ فِي مَسْكَنِهِمْ آيَةٌ جَنَّتَانِ عَنْ يَمِينٍ وَشِمَالٍ كُلُوا مِنْ رِزْقِ رَبِّكُمْ وَاشْكُرُوا لَهُ بَلْدَةٌ طَيِّبَةٌ وَرَبٌّ غَفُورٌ (15) فَأَعْرَضُوا فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ سَيْلَ الْعَرِمِ وَبَدَّلْنَاهُمْ بِجَنَّتَيْهِمْ جَنَّتَيْنِ ذَوَاتَيْ أُكُلٍ خَمْطٍ وَأَثْلٍ وَشَيْءٍ مِنْ سِدْرٍ قَلِيلٍ (16)

البلاء مرة يكون اختيارياً ومرة يكون اضطرارياً ، فإما أن يختار العبدُ البلاءَ بنفسه أو يضطرُّه الله تعالى على البلاء ، فإن اختار المؤمن مثلاً دفع الحقوق الشرعية فسيمر ببلاء معين ، فإن لم يدفعها سيمر ببلاء يجبره على دفع الأموال من دون إسقاط فريضة دفع الحقوق الشرعية ، هذا بحسب ما طرحه السيد الصدر الثاني أحد أهم المصلحين في عصره في كتابه (فقه الأخلاق) .
وكذلك الأمر إن أكلنا من الرزق الحلال وشكرنا المنعم واستغفرنا على التقصير سيضعنا في ضيق وبلاء ، وإن أكلنا حراماً ولم نشكر ولم نستغفر سنقع في بلاء اضطراري كسيل العرم وتبديل النعم وغيرها .

* مشاركتها ثواب لنا ولكم

https://t.me/quraan_views/3727

—————————–

التأمل رقم 82

#تأملات_قرآنية من #سورة_سبأ

فَأَعْرَضُوا فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ سَيْلَ الْعَرِمِ وَبَدَّلْنَاهُمْ بِجَنَّتَيْهِمْ جَنَّتَيْنِ ذَوَاتَيْ أُكُلٍ خَمْطٍ وَأَثْلٍ وَشَيْءٍ مِنْ سِدْرٍ قَلِيلٍ (16) ذَلِكَ جَزَيْنَاهُمْ بِمَا كَفَرُوا وَهَلْ نُجَازِي إِلَّا الْكَفُورَ (17)

كما نعلم أن الكفر لا ينحصر بالإلحاد وإن كان هو أعلى مستويات الكفر ، فكل مؤمن – فضلاً عن غير المؤمن – هو كافر بدرجة من الدرجات ، إما كافر بالله تعالى بشكل جزئي عندما يُعرِض عن أمر ربه جل وعلا ويعصيه ، أو كافر بنعمة الله عليه فلا يشكرها ، وبالتالي يمكن أن يكون الكفور من كان مُعرِضاً عن أوامر الله ونواهيه أو من كانت حياته بعيدة عن شكر الله عز وجل حتى وإن كان مسلماً ولم يكن كافراً بالله تعالى .
وبما أن مما يجازى به الكفور هو استبدال النِعَم ( المعنوية والمادية ) فلا يستثني أحدنا نفسه من استبدال نِعمِه إن أصبح كفوراً ضمن مستواه الإيماني .

* مشاركتها ثواب لنا ولكم

https://t.me/quraan_views/3728

—————————–

التأمل رقم 83

#تأملات_قرآنية من #سورة_سبأ

وَجَعَلْنَا بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ الْقُرَى الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا قُرًى ظَاهِرَةً وَقَدَّرْنَا فِيهَا السَّيْرَ سِيرُوا فِيهَا لَيَالِيَ وَأَيَّامًا آمِنِينَ (18)

تُذكِّرُنا الآية الكريمة بالروايات التي تحكي دولة آخر الزمان التي سيحكمها المسلمون بقيادة سبط النبي محمد صلى الله عليه وآله وهو الإمام المهدي عليه السلام ، إذ أن الوضع الأمني سيعمّ هذه الدولة الموعودة ومستقرٌ بدرجة كبيرة بحيث يسير الناس مسير ليالي وأيام آمنين من دون أي خطر .
وهذا الاستقرار الأمني لم يعمّ العالم كله في أي حقبة زمنية على مر التأريخ ، أما في الدولة العالمية المنتظرة سيكون الدعم الإلهي حاضراً وبقوة لِتَنفُذ إرادته جلّت قدرته ، فالجعل والمباركة والتقدير كلها إلهية من رب العزة والجلال ليُظهِر دينه على الدين كله ولو كره المشركون ، .

* مشاركتها ثواب لنا ولكم

https://t.me/quraan_views/3731

—————————–

التأمل رقم 84

#تأملات_قرآنية من #سورة_سبأ

فَقَالُوا رَبَّنَا بَاعِدْ بَيْنَ أَسْفَارِنَا وَظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ فَجَعَلْنَاهُمْ أَحَادِيثَ وَمَزَّقْنَاهُمْ كُلَّ مُمَزَّقٍ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِكُلِّ صَبَّارٍ شَكُورٍ (19)

بعض الظالمين المتسلطين يريدون بناء تاريخ لهم ولِحُكمِهم فيبنون القصور الضخمة مثلاً ويشرّعون قوانين يعتقدون بصلاحها حتى وإن خالفت الشرائع السماوية والفطرة الإنسانية ويسمّون المرافق الحيوية بأسمائهم وألقابهم وأسماء لأفراد عوائلهم وحواشيهم وكتابة تأريخ مزور يمجّد بإنجازاتهم الخاوية ، وهذا التصور القاصر ناجم عن ظلمهم لأنفسهم أولاً وظلمهم لبني جلدتهم ثانياً ، فهم لا يعلمون إن خلّدهم التأريخ فسيخلّد ظلمهم وجبروتهم وهو مصداق واضح للتمزيق من قبل الله سبحانه ، وأن التأريخ الذي يخلِّد بعض الشخصيات فلأن الله تعالى أراد تخليدهم لحكمة معينة ولم يجعلهم أحاديث عابرة ولم يمزّقهم كل ممزق .

* مشاركتها ثواب لنا ولكم

https://t.me/quraan_views/3732

—————————–

التأمل رقم 85

#تأملات_قرآنية من #سورة_سبأ

فَقَالُوا رَبَّنَا بَاعِدْ بَيْنَ أَسْفَارِنَا وَظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ فَجَعَلْنَاهُمْ أَحَادِيثَ وَمَزَّقْنَاهُمْ كُلَّ مُمَزَّقٍ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِكُلِّ صَبَّارٍ شَكُورٍ (19)

الصبر والشكر صفتان مهمتان تُعدّان من الصفات النبوية البارزة في القرآن ، والاتصاف بهاتين الصفتين يتيح لاستيعاب الدروس التأريخية للأقوام السالفة ( ومنها سبأ ) ، إضافة الى ذلك فإنهما متلازمتان في كثير من الأحيان ، فالصبر يتطلب شكراً لأنه سيدفع بالمؤمن لنيل درجات عليا ، كما يمكن أن يكون الصبر شكلاً من أشكال الشكر كأن يصبر المؤمن على تجنب المعصية شكراً لله المنعم واعترافاً بفضله وخجلاً منه جلّت آلاؤه ، ومن التلازم بينهما أيضاً أن يصبر الشاكر على الشُكر لما يتطلبه من جهاد للنفس ، والجميل أن أحد أدعية شهر رجب الأصب يبتدئ بعبارة ( اللهم إني أسألك صبر الشاكرين لك ) لما يتطلبه الشكر من صبر عالٍ .

* مشاركتها ثواب لنا ولكم

https://t.me/quraan_views/3733

—————————–

التأمل رقم 86

#تأملات_قرآنية من #سورة_سبأ

فَقَالُوا رَبَّنَا بَاعِدْ بَيْنَ أَسْفَارِنَا وَظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ فَجَعَلْنَاهُمْ أَحَادِيثَ وَمَزَّقْنَاهُمْ كُلَّ مُمَزَّقٍ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِكُلِّ صَبَّارٍ شَكُورٍ (19)

إن الحجج الإلهية لا يتحملها أي فرد ولا أي مؤمن ، لأنها تتطلب شخصاً صبوراً ليصبر على ما تحمله هذه الحجج من تبعات ، فعندما تُلقى مثلاً الحجة على مؤمن بأن الصلاة والصيام واجبة الالتزام بها فيجب عليه أن يصلي ويصوم ، فإن صلى وصام فيحتاج أن يصبر على أدائهما ولوازمهما ، ومن لم يكن صبوراً فسوف لن يصلي ولن يصوم وسيؤثم لمخالفته الحجة الشرعية ، وهكذا في تحمل باقي الحجج الإلهية التي هي أعظم .
وإن تمكّن من الصبر على ما حملته الحجج الإلهية فينبغي عليه الشكر على هذه النعمة التي حُرِم الكثيرون منها بل واستحقوا العذاب بسبب هذا الحرمان .

* مشاركتها ثواب لنا ولكم

https://t.me/quraan_views/3734

—————————–

التأمل رقم 87

#تأملات_قرآنية من #سورة_سبأ

وَلَقَدْ صَدَّقَ عَلَيْهِمْ إِبْلِيسُ ظَنَّهُ فَاتَّبَعُوهُ إِلَّا فَرِيقًا مِنَ الْمُؤْمِنِينَ (20)

العجيب والغريب أن إتباعنا لإبليس عليه لعائن الله هو لمجرد ظنون يطرحها علينا فنصدّقها ، فلم يُجبر إبليس يوماً أحداً منا على فعل معصية ، كل ما بالأمر يقترح مقترحات السوء المبنيّة على أساس الظن ويحاول بدهائه وحِيَلِه ومَكرِه إقناعنا فنصدّق ظنه ونقبل بخداعه ونعصي الله جل جلاله .
ولو كان إبليس يُجِبُرنا على عمل السوء لكانت حجتنا أقوى ، وبهذا تكون الحجة علينا أعظم ، إلا من أسعفه إيمانه الذي رسم له خطوات الشيطان فتجنّبها وأعطاه طرق التعرف على مكائده وتمييزها عن الحق .

* مشاركتها ثواب لنا ولكم

https://t.me/quraan_views/3735

—————————–

التأمل رقم 88

#تأملات_قرآنية من #سورة_سبأ

وَلَقَدْ صَدَّقَ عَلَيْهِمْ إِبْلِيسُ ظَنَّهُ فَاتَّبَعُوهُ إِلَّا فَرِيقًا مِنَ الْمُؤْمِنِينَ (20)

إن المأمونين من إتباع إبليس هم المؤمنون ، ولو استقرأنا الواقع لوجدنا أن كثيراً من المؤمنين متورطون بإتباعهم لإبليس ، وكل مؤمن وبحسب إيمانه متورط بدرجة من درجات الإتباع ، فبعضهم يتبعه بدرجة كبيرة والبعض الاخر يتبعه بدرجة قليلة ، بعبارة أخرى ، فإن كل المؤمنين متورطون بإتباعهم لإبليس ولكن بدرجات متفاوتة ، وهذا يعني أن هناك فئة خاصة من المؤمنين لم يتورطوا بإتباع إبليس فاستثنتهم الاية الكريمة وليس عامة المؤمنين ، هذه الفئة هم المعصومون الذين لم يتبَّعوا إبليس طرفة عين لأنهم بدرجة إيمانية عالية تجعلهم محصنين من التأثر بتصديق ظن إبليس عليهم حتى يتبعوه .

* مشاركتها ثواب لنا ولكم

https://t.me/quraan_views/3737

—————————–

التأمل رقم 89

#تأملات_قرآنية من #سورة_سبأ

وَلَقَدْ صَدَّقَ عَلَيْهِمْ إِبْلِيسُ ظَنَّهُ فَاتَّبَعُوهُ إِلَّا فَرِيقًا مِنَ الْمُؤْمِنِينَ (20)

إن المؤمنين إذا كانوا على هيأة فريق فسيتمكنون من حماية أنفسهم ( كجماعة وكأفراد ) من خطر وساوس إبليس ، وكما قيل ( يد الله مع الجماعة ) ، فأعضاء الفريق المؤمنون يكمّل أحدهما الآخر ويأمر بعضٌ الآخرين بالمعروف وينهى بعضٌ البعض الآخر عن المنكر ، وهذا لا يتحقق فيما لو كان المؤمنون على هيأة أفراد .
وهذا يدفع المؤمنين الى العمل المؤسساتي وترك العمل الفردي خاصة إذا علمنا أن الذنوب الاجتماعية أعظم خطراً وأشد أثراً من الذنوب الفردية ، وإصلاحها أصعب من إصلاح آثار الذنوب الفردية ، ولكي لا نرى الناس يتّبعون إبليس أفواجاً بدل أن يدخلوا في دين الله أفواجاً .

* مشاركتها ثواب لنا ولكم

https://t.me/quraan_views/3738

—————————–

التأمل رقم 90

#تأملات_قرآنية من #سورة_سبأ

وَلَقَدْ صَدَّقَ عَلَيْهِمْ إِبْلِيسُ ظَنَّهُ فَاتَّبَعُوهُ إِلَّا فَرِيقًا مِنَ الْمُؤْمِنِينَ (20)

يتفق المؤمنون على أن إتباع إبليس لا يتوافق مع إيمانهم ، وهذا قد يكون على المستويين النظري والعملي ، ولكن المشكلة تكمن في إِتِباعِ أَتبَاعِ إبليس ، فهذا الإتباع مرفوض عند المؤمنين على المستوى النظري ولكنه عملياً مطبقٌ عند فريق من المؤمنين فقط من الذين يعرفون أتباع إبليس ويعرفون طرق إتباعه فيتجنبونها ويتجنبونهم ، أما من لا يميّز أتباع إبليس عن أتباع الحق فإنه يتَّبع أتباع إبليس في أحيان كثيرة وربما يظن أنه يتَّبع أتباع الحق ، وذلك لأنه لا يمتلك الأدوات المعرفية للتمييز بين الاثنين .
بالنتيجة أن المؤمنين إيماناً نظرياً وعملياً هم المؤمنون الواعون لقدرتهم على التمييز بين أتباع الحق وأتباع إبليس ، وأما المؤمن غير الواعي فإيمانه نظري شكلي لا ينقذه من التورط في إتباع إبليس .

* مشاركتها ثواب لنا ولكم

https://t.me/quraan_views/3739

—————————–

التأمل رقم 91

#تأملات_قرآنية من #سورة_سبأ

وَلَقَدْ صَدَّقَ عَلَيْهِمْ إِبْلِيسُ ظَنَّهُ فَاتَّبَعُوهُ إِلَّا فَرِيقًا مِنَ الْمُؤْمِنِينَ (20)

إن إبليس نصّب نفسه مستشاراً لنا ، فيقترح المقترحات السيئة المبنية على الظنون ، فمن قَبِل باستشارته ومقترحاته فقد تَبِعَه فيصدّق عليه إبليس ظنه ، ومن رفض كل ما يصدر منه كان من المؤمنين ، وكلما زادت رقعة الرفض لاستشارات إبليس زاد المستوى الإيماني ، والعكس صحيح أيضاً .
إلا أن الغريب أن كثيراً من أولياء إبليس – من الإنس – لا يعتبرون أنفسهم مستشارين فيقترحون علينا ويبقى الأمر لنا نقبله أو نرفضه ، بل نصّبوا أنفسهم ولاة وقيّمين علينا ، بحيث يفرضون مقترحاتهم السيئة فرضاً ويريدون إجبارنا على إتباعهم وليس من حقنا الرفض ، وتجاوزوا بذلك حتى سيدهم إبليس .

* مشاركتها ثواب لنا ولكم

https://t.me/quraan_views/3740

—————————–

التأمل رقم 92

#تأملات_قرآنية من #سورة_سبأ

وَلَقَدْ صَدَّقَ عَلَيْهِمْ إِبْلِيسُ ظَنَّهُ فَاتَّبَعُوهُ إِلَّا فَرِيقًا مِنَ الْمُؤْمِنِينَ (20)

من أهم ما يميز إبليس هو تعامله بالظن ، فمن كان الظن – فضلاً عن الشك – منهجه كان متبعاً لإبليس شعر بذلك أم لم يشعر ، فإن الشكوك والظنون لواقح الفتن ، ومن أهم أهداف إبليس هو إثارة الفتن ، وذلك عندما يكون القرار قطعياً رغم أنه مبني على الشك أو الظن ، والفتنة أكبر وأشد من القتل الذي يعتبر من أكبر الكبائر .
أما المؤمنون الواعون فيبتعدون عن الشكوك والظنون ، ويعتمدون على الأمور القطعية بقطعية ومع الظنّية بظنّية ، وبحسب مستوى الظن ، فكلما زادت نسبة اليقين في الظن كلما اقترب القرار الظني من القطعي ، ولكن لا يكون قطعياً حتى يكون اليقين تاماً .

* مشاركتها ثواب لنا ولكم

https://t.me/quraan_views/3742

—————————–

التأمل رقم 93

#تأملات_قرآنية من #سورة_سبأ

وَلَقَدْ صَدَّقَ عَلَيْهِمْ إِبْلِيسُ ظَنَّهُ فَاتَّبَعُوهُ إِلَّا فَرِيقًا مِنَ الْمُؤْمِنِينَ (20)

هناك نظرة سلبية تجاه مصطلح ( الظن ) ، ربما بسبب الفهم غير الواعي وغير الكامل لهذه المفردة ، رغم أن القرآن يصرّح أن بعض الظن إثم وليس كله ، وربما ينظر البعض الى الظن على أنه أسوأ من الشك ، وقد لا يميز بين الظن والشك أصلاً ، والواقع أن أغلب حياتنا ظنيّة ، والجزء الحقيقي والقطعي أمر يسير جداً ، وهنا يأتي دور إبليس إذ يدفع الإنسان للتعامل مع الجزء الكبير من حياتنا على أنه قطعي ، وهنا تحصل المشاكل وتُخلَق الأزمات والفتن ، أما المؤمنون الواعون فيتعاملون بواقعية مع الحياة ، ولا يتأثرون بوساوس إبليس التي توهم بأن الحياة أغلبها أمور قطعية ويقينية .

* مشاركتها ثواب لنا ولكم

https://t.me/quraan_views/3743

—————————–

التأمل رقم 94

#تأملات_قرآنية من #سورة_سبأ

وَلَقَدْ صَدَّقَ عَلَيْهِمْ إِبْلِيسُ ظَنَّهُ فَاتَّبَعُوهُ إِلَّا فَرِيقًا مِنَ الْمُؤْمِنِينَ (20)

كل حادثة إما أن نحيط بها علماً تاماً ( يقيناً ) أو تكون نسبة اليقين فيها مساويةً لعدم اليقين ( شكاً ) أو أن يفوق مقدار اليقين فيها مقدار عدم اليقين ( ظناً ) ، ودور إبليس يكون في محاولة خداع الإنسان في نسبة اليقين من كل حالة ، فيقلل من نسبة اليقين في الحالة الأولى ليجعلها ظنية أو شكّية رغم أنها يقينية قطعية ، ويرفع من نسبة اليقين
في الحالة الثانية كي يحوّل الشك الى ظن وقد يوصلها الى حد اليقين ، بينما في الحالة الثالثة فيحاول رفع نسبة اليقين ليحعل الظن مقترباً من اليقين ، أو يقلل هذه النسبة لجعل الظن شكاً ، والأمر خاطئ في كلتا الحالتين ينتج عنه مشاكل وأزمات كثيرة ، فإذا عرف الإنسان نسبة اليقين في كل حادثة وتعامل معها بما يناسبها من يقين تجنب تبعية إبليس كالمؤمنين الواعين .

* مشاركتها ثواب لنا ولكم

https://t.me/quraan_views/3744

—————————–

التأمل رقم 95

#تأملات_قرآنية من #سورة_سبأ

وَلَقَدْ صَدَّقَ عَلَيْهِمْ إِبْلِيسُ ظَنَّهُ فَاتَّبَعُوهُ إِلَّا فَرِيقًا مِنَ الْمُؤْمِنِينَ (20)

بعض القيادات المنحرفة تتبع خطوات إبليسية كي تحقق غاياتها ومن أهمها إتباع الناس لها ، إذ توهم هذه القيادات الناس بأوهام ظنّية يعلمون أن كثيراً من الناس تتعامل معها على أنها قطعية فيوقعوهم في فخ الإتباع ، فمثلاً تستخدم بعض القيادات – وخصوصاً السياسية منها – أموال الدولة ومؤسساتها (وخصوصاً الإعلامية) لِتُبيّن للناس أنها قامت بمنجزٍ معين ( خدمي كان هذا المنجز أم سياسي أم أمني أم اقتصادي أم ثقافي ) وأنها قامت بهذا المنجز بجهود استثنائية ، فيصدّق الكثير من الناس بهذه الأوهام فيتبعون تلك القيادات الإبليسية .
أما المؤمنون الواعون فلا تنطلي عليهم مثل هذه الأكاذيب ويميزونها عن الصدق الذي يقوم به بعض القيادات الصادقة .

* مشاركتها ثواب لنا ولكم

https://t.me/quraan_views/3745

—————————–

التأمل رقم 96

#تأملات_قرآنية من #سورة_سبأ

وَلَقَدْ صَدَّقَ عَلَيْهِمْ إِبْلِيسُ ظَنَّهُ فَاتَّبَعُوهُ إِلَّا فَرِيقًا مِنَ الْمُؤْمِنِينَ (20)

إن ما يعاني بعض الناس منه في الصلاة أو الطهارة أو أحياناً في التعامل مع الناس على أنهم أشرار بناء على معطيات ومقدمات ظنية هي في الحقيقة وسوسة من قبل إبليس فيتَّبعه هؤلاء الناس في ما يوسوس لهم ، فيشكُّ بعض هؤلاء بأنه قام بفعل شيء في صلاته فيبني على أن فعله يقيني رغم أنه شكٌ ، أو يتعامل مع بعض الأماكن أو الملابس على أنها نجسة يقيناً رغم أنه يشك ( وربما يظن ) في طهارتها ، ويصل الأمر الى اعتبار أغلب الناس أشرار رغم أن ذلك أمراً ظنياً لا يقينياً .
لكن المؤمنون يعتمدون على الأحكام الشرعية في التعامل مع الطهارة وأفعال الصلاة وحتى في التعامل مع الناس .

* مشاركتها ثواب لنا ولكم

https://t.me/quraan_views/3747

—————————–

التأمل رقم 97

#تأملات_قرآنية من #سورة_سبأ

وَلَقَدْ صَدَّقَ عَلَيْهِمْ إِبْلِيسُ ظَنَّهُ فَاتَّبَعُوهُ إِلَّا فَرِيقًا مِنَ الْمُؤْمِنِينَ (20)

لو نظرنا الى الاحتياطات الأمنية التي تتبعها الأجهزة المختصة ، فهل تُعدُّ من الظنون الإبليسية التي ينبغي على المؤمن أن يتجنبها كي لا يكون من أتباع الشيطان ؟
إن مثل هذه الظنون من الظنون المحمودة لأنها تحمي الإنسان والمجتمع من شرور أتباع إبليس الذين يريدون أن يسلبوا استقرار المؤمنين ليجبرونهم على إتباعهم وإتباع إبليسهم ، بل إن الشكوك والظنون الإبليسية تحاول إيهام المؤمنين بأن لا يتعاملوا أمنياً مع الأعداء بسوء الظن ، لكنّ المؤمنين يقظون وواعون ويميزون بين تكليفهم الشرعي ووسوسة الشيطان .
إضافة الى ما تقدم فإن هذه الظنون ليست حكماً على المشكوك به فضلاً عن المظنون ، وإنما هو تحوط ، مثل من يقفل باب بيته ، فهو لا يسيء الظن بجيرانه وإخوانه .

* مشاركتها ثواب لنا ولكم

https://t.me/quraan_views/3748

—————————–

التأمل رقم 98

#تأملات_قرآنية من #سورة_سبأ

وَلَقَدْ صَدَّقَ عَلَيْهِمْ إِبْلِيسُ ظَنَّهُ فَاتَّبَعُوهُ إِلَّا فَرِيقًا مِنَ الْمُؤْمِنِينَ (20) وَمَا كَانَ لَهُ عَلَيْهِمْ مِنْ سُلْطَانٍ إِلَّا لِنَعْلَمَ مَنْ يُؤْمِنُ بِالْآخِرَةِ مِمَّنْ هُوَ مِنْهَا فِي شَكٍّ وَرَبُّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ حَفِيظٌ (21)

ما دام إبليس ليس له سلطان علينا فلا نلومنّ إلا أنفسنا ، لأنه دعانا الى ظنون فاتبعناه ، ولم يجبرنا على إتباعه ، بل اتبعناه بملئ إرادتنا ، ومن يرى أن لإبليس سلطاناً على الناس فلأن الناس سلّطوه عليهم بإتباعهم إياه ، فيطيعونه في ما يعلمون أنه منه حتى أصبحت أوامره معجونة بأنفسهم لا يميزون بينها وبين الحق ، فيظنون أن ما يأمرهم هو الحق .
فالمؤمنون يؤمنون بالآخرة إيماناً عملياً جعلهم مستثنين من إتباع إبليس ، لأن إيمانهم هذا دفعهم لتربية أنفسهم على طاعة الحق ورفض أي ظن يدعوهم إليه إبليس ما داموا يعلمون أن هذه الدعوة إبليسية .

* مشاركتها ثواب لنا ولكم

https://t.me/quraan_views/3749

—————————–

التأمل رقم 99

#تأملات_قرآنية من #سورة_سبأ

وَلَقَدْ صَدَّقَ عَلَيْهِمْ إِبْلِيسُ ظَنَّهُ فَاتَّبَعُوهُ إِلَّا فَرِيقًا مِنَ الْمُؤْمِنِينَ (20) وَمَا كَانَ لَهُ عَلَيْهِمْ مِنْ سُلْطَانٍ إِلَّا لِنَعْلَمَ مَنْ يُؤْمِنُ بِالْآخِرَةِ مِمَّنْ هُوَ مِنْهَا فِي شَكٍّ وَرَبُّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ حَفِيظٌ (21)

إن إبليس وأعوانه يحاولون التسلط على المؤمنين عبر بث ظنونهم ، ولكن سلطانهم على من هو في شك عملي بالآخرة فضلاً عن الشك النظري ، فيتبعهم ويسمح لسلطانهم بالتوسع والسيطرة عليه وعلى من يؤثر عليه ، فنجد سلاطين ( كما نراهم اليوم ) يخدعون الناس بعنوانين جذابة كحقوق الإنسان والديمقراطية وحرية التعبير ومناهضة العنف الأسري وغير ذلك ليتسلطوا على الناس فيتبعهم الناس بإرادتهم إلا المؤمنون الذين يترجمون إيمانهم بالآخرة الى سلوك فلا يُخدَعون بهذه الدعوات لأنها أوهام وظنون .
وهناك سلاطين من نوع آخر يحاولون التسلط بالقوة من دون استخدام الإقناع والخداع ، فسلطان هؤلاء إجباري .

* مشاركتها ثواب لنا ولكم

https://t.me/quraan_views/3750

—————————–

التأمل رقم 100

#تأملات_قرآنية من #سورة_سبأ

وَلَقَدْ صَدَّقَ عَلَيْهِمْ إِبْلِيسُ ظَنَّهُ فَاتَّبَعُوهُ إِلَّا فَرِيقًا مِنَ الْمُؤْمِنِينَ (20) وَمَا كَانَ لَهُ عَلَيْهِمْ مِنْ سُلْطَانٍ إِلَّا لِنَعْلَمَ مَنْ يُؤْمِنُ بِالْآخِرَةِ مِمَّنْ هُوَ مِنْهَا فِي شَكٍّ وَرَبُّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ حَفِيظٌ (21)

ليس بالضرورة أن تكون السلطنة والتسلط عن طريق الحكم السياسي ، وما الحكم السياسي إلا شكل من أشكال السلطنة والتسلط على الناس ، بل أحياناً تُسخَّر السياسة للسماح المتسلطين (من باقي الأشكال) بالتسلط على الناس ، وأحياناً يكون الساسة المتسلطون هم أدوات بأيدي المتسلطين من الأبالسة ، فكل أسلوب إبليسي يمكن أن يكون أداة للتسلط ، فالمصارف الربوية مثلاً أُستُخدِمَت للتسلط ، مواقع التواصل الاجتماعي أُستُخدِمَت للتسلط ، التكنلوجيا أُستُخدِمَت للتسلط ، الحفلات الماجنة ومحلات الخمور والمخدرات أُستُخدِمَت للتسلط ، وغيرها كثير لا مجال لحصرها ، ونجى من هذا التسلط المؤمنون بالآخرة .

* مشاركتها ثواب لنا ولكم

https://t.me/quraan_views/3751

—————————–

================

قناة ( تأملات قرآنية ) على التلغرام

حول الكاتب

مقالات ذات صله

الرد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

W P L O C K E R .C O M