تجمد آبار الغاز الأميركية يقفز بالأسعار إلى أعلى مستوى منذ 2022

أدى تجمد آبار الغاز الأميركية، وموجة البرد القارس، إلى ارتفاع الأسعار في السوق المحلية إلى أعلى مستوى خلال أكثر من عام، أي منذ أواخر العام (2022).

وهناك مؤشرات على وجود طلب قياسي على الغاز جراء موجة الصقيع، وسط انخفاض الإمدادات بسبب تجمّد الآبار، وفق تقرير اطلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة.

ويُعد انخفاض الإمدادات مع قفزة الطلب بمثابة اختبار لأنظمة الكهرباء في المناطق الأكثر عرضة لهذا الصقيع، إذ أفادت تقارير بأن مناطق في ميشيغان الأميركية شهدت انقطاعًا للتيار الكهربائي عن نحو 250 ألف شخص، أمس الجمعة 12 يناير/كانون الثاني 2024.

وفشلت تلك الأنظمة في أجزاء واسعة من الولايات المتحدة، خلال طقس مشابه في عامي 2021 و2022، إذ شهدت انقطاعات للتيار الكهربائي، بسبب نقص إمدادات الوقود لمحطات التوليد.

هبوط الإنتاج بسبب تجمد آبار الغاز الأميركية

هبط الإنتاج بسبب تجمد آبار الغاز الأميركية بنسبة 3.4%، أو ما يعادل 3.7 مليار قدم مكعبة، خلال الأيام الخمسة الأخيرة من الأسبوع الماضي، وسجل يوم الجمعة 12 يناير/كانون الثاني 2024 أقل مستوى في 10 أسابيع عند 104.5 مليار قدم مكعبة.

ورغم ذلك، فإن هذا التراجع أقل من نسبة الهبوط في الإنتاج خلال العاصفة الشتوية في ديسمبر/كانون الأول من 2022، إذ بلغ 19.6 مليار قدم مكعبة.

كما كانت أقل من الكمية المفقودة خلال العاصفة الثلجية في فبراير/شباط 2021، التي بلغت 20.4 مليار قدم مكعبة.

وتسبّب تجمد آبار الغاز الأميركية ونقص الإمدادات في رفع الأسعار، حسبما ذكرت وكالة رويترز، اليوم السبت 13 يناير/كانون الثاني 2024.

وبات هذا السيناريو متكررًا خلال السنوات القليلة الماضية بسبب تجمد آبار الغاز الأميركية جراء موجات الصقيع.

وقد أدّى انخفاض إنتاج الغاز الطبيعي في الولايات المتحدة خلال الربع الأول من عام 2022، بسبب الصقيع خلال شهري يناير/كانون الثاني وفبراير/شباط، إلى جانب السحب من المخزونات إلى ارتفاع أسعار الغاز.

وفي فبراير/شباط ومارس/آذار 2022، تراوحت أسعار الغاز في أميركا بين 4.03 و6.70 دولارًا لكل مليون وحدة حرارية بريطانية، مع زيادة الصادرات الأميركية من الغاز المسال لتلبية الطلب الأوروبي بعد الغزو الروسي لأوكرانيا.

ثلوج تغطي أحد الطرق الأميركية
ثلوج تغطي أحد الطرق الأميركية – الصورة من آر تي إي

توقعات الطلب

توقعت شركة الاستشارات المالية “إل إس إي جي” (LSEG)، أن يسجل الطلبان المحلي والخارجي (الصادرات) على الغاز الأميركي 156.9 مليار قدم مكعبة، بعد غد الإثنين 15 يناير/كانون الثاني 2024.

ووفق التوقعات سيبلغ الطلب في 16 من الشهر ذاته 174.3 مليار قدم مكعبة، و172.9 مليار قدم مكعبة في 17 من الشهر الجاري.

وتعني تلك التوقعات أن الطلب اليومي سيصل إلى أعلى مستوى له على الإطلاق، إذ إن القمة السابقة سجلها في 23 ديسمبر/كانون الأول 2022، وبلغت 162.5 مليار قدم مكعبة.

وتوقعت الشركة المالية أن يمتد تجمد آبار الغاز الأميركية من ساحل شمال غرب الولايات المتحدة على المحيط الهادئ، إلى وسط البلاد وحتى الأجزاء الشرقية، خلال الأيام القليلة المقبلة.

وقد أبلغ مشغل مرفق الكهرباء ملاك محطات التوليد بالاستعداد لزيادة الطلب على الغاز.

ارتفاع الأسعار

بدأت إشارات في تشكيل ملامح أسعار الغاز الأيام المقبلة في الولايات المتحدة، إذ صعد سعر الميغاواط/ساعة في شمال غرب المحيط الهادئ إلى مستوى قياسي، وفق بيانات “إل إس إي جي” منذ 2010، وبلغ 1.075 دولارًا.

وفي بيان، قالت شركة “بي جيه إم إنتركونيكشن” (PJM Interconnection): “على محطات التوليد العمل على زيادة خدمات صيانة المعدات حتى لا تتجمد خلال موجة الصقيع، خاصةً أن خطوط أنابيب نقل الغاز تتجه إلى التوقف مع تقدم الصقيع”.

و”بي جيه إم” واحدة من أكبر الشركات الوطنية لتشغيل شبكات نقل الكهرباء في 13 ولاية أميركية من إليونويز حتى نيوجيرسي.

وشارك مشغلا شبكات الكهرباء “ساوث ويست باور بوول” (Southwest Power Pool (SPP))، و”إلكتريك رليابيليتي كاونسل أوف تكساس” (Electric Reliability Council of Texas (ERCOT)، في بث نصائح مشابهة لمسؤولي محطات التوليد.

ومن المتوقع أن تهبط الحرارة إلى (-14) درجة مئوية في ولايتي ميدلاند وتكساس، وتحديدًا في حوض برميان، وهو أكبر موقع لإنتاج النفط وثاني أكبر منتج للغاز في أميركا، بعد غد الإثنين 15 يناير/كانون الثاني 2024.

كما تنخفض الحرارة إلى مستويات التجمد في أوقات الليل (تحت الصفر)، بدءًا من اليوم السبت 13 يناير/كانون الثاني 2024 وحتى الثلاثاء 16 يناير/كانون الثاني 2024، وفق هيئة الأرصاد الجوية.

وقد يقود الصقيع إلى ما يسمى “تعطل التجمد”، بما في ذلك تجمد آبار الغاز الأميركية، الأمر الذي يسبّب خفض إنتاج الغاز وكذلك النفط.

السوق الفورية

قفزت أسعار الغاز في السوق الفورية بالمركز الجنوبي شرق الولايات المتحدة من 2.45 دولارًا لكل مليون وحدة حرارية بريطانية إلى 10.4 دولارًا يوم الخميس 11 يناير/كانون الثاني 2024، وهو أعلى مستوى منذ شهر يوليو/تموز 2008، وفق بيانات “إل إس إي جي”.

وكانت الأسعار في المدة ذاتها خلال 2023، تدور حول 1.68 دولارًا لكل مليون وحدة حرارية بريطانية، و2.96 دولارًا بين عامي 2018 و2022، وفق تقرير اطلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة.

كما تشير التوقعات إلى أن أسعار الغاز سترتفع خلال الأيام المقبلة، وتصل إلى 13.2 دولارًا لكل مليون وحدة حرارية بريطانية في لويزيانا، و17.23 دولارًا في وسط تكساس، و23.35 دولارًا في شيكاغو.

موضوعات متعلقة..

المصدر : https://attaqa.net/2024/01/13/%d8%aa%d8%ac%d9%85%d8%af-%d8%a2%d8%a8%d8%a7%d8%b1-%d8%a7%d9%84%d8%ba%d8%a7%d8%b2-%d8%a7%d9%84%d8%a3%d9%85%d9%8a%d8%b1%d9%83%d9%8a%d8%a9-%d9%8a%d9%82%d9%81%d8%b2-%d8%a8%d8%a7%d9%84%d8%a3%d8%b3%d8%b9/

حول الكاتب

مقالات ذات صله

الرد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

W P L O C K E R .C O M