دبي في عهد كورونا: ضربة مالية للسياحة وخسائر بالجملة للعقارات

دلال العكيلي

تعرضت دبي إحدى المدن الرئيسية في الإمارات الى خسائر غير مسبوقة خاصة في قطاع السياحي، كما تضرر اقتصادها بالقطاعات الأخرى فهي تمثل مركز للتجارة والتمويل والنقل بالشرق الأوسط، وذات اقتصاد متنوع الموارد، لا يعتمد على الإيرادات النفطية فحسب، وحال استمر تفشي الفيروس، دون التوصل إلى مصل لعلاجه، سيزداد نزيف الخسائر، لاقتصاد دبي، التي تعرف بأنها عاصمة المال والاستثمار في الإمارات والشرق الأوسط.

الحقيقة الأولى فيما يتعلق باقتصاد الإمارات، اعتمادها على “الخدمات” في الواقع، بعض البلدان تتمتع باقتصاد منتج، ولكن البعض الآخر يقتصر اقتصاده على قطاع الخدمات والاستثمار فقط، والإمارات هي مثال بارز لهذا النوع من اللاعبين الدوليين ويمكن بلا شك تقييم أضرار كورونا الأهم علی اقتصاد الإمارات في صناعة السياحة، في الواقع، هدد فيروس كورونا بشدة صناعة السياحة في دبي، التي تمثل 11٪ من إيراداتها وبالتالي، فإن الإمارات تستعد لتلقي ضربة مالية فظيعة کما أصبحت دبي على وجه الخصوص، باعتبارها واحدة من أهم مناطق الجذب السياحي في العالم، مدينة أشباح في الوقت الراهن، حيث أغلقت بعض الفنادق أبوابها، ووصل متوسط العمالة في الفنادق الأخرى إلی أقل من 10٪. وتتضح خطورة هذا الأمر في التقارير التي تشير إلى أن أكثر من 16 مليون سائح زاروا دبي بصفتها ثالث أكبر مدينة سياحية في العالم في العام الماضي، وبلغت عائدات صناعة السياحة في عام 2019 إلی 28 مليار دولار للإمارات. کذلك، تم تعليق مركز اقتصادي آخر في دولة الإمارات، وهو مجال النقل ورحلات الطيران، وتواجه دبي الآن ضغوطاً شديدةً بسبب ديونها التي تبلغ حوالي 135 مليار دولار، وهو ما يمثل 125٪ من الدخل القومي لهذه المدينة وكل هذا قد وضع الإمارات الآن على حافة أزمة كبيرة، يبدو أنها ستستمر في الأشهر القادمة.

إكسبو 2020 دبي سيؤجل لمدة عام

أظهرت مسودة بيان ومصدران مطلعان أن معرض إكسبو 2020 دبي سيؤجل لمدة عام واحد بسبب وباء فيروس كورونا العالمي، وكانت تقديرات تفيد بأن من المتوقع أن يحضر 11 مليون زائر من خارج البلاد الحدث، الذي يستمر نحو ستة أشهر ويُوصف بأنه نموذج رائع للثقافة والأعمال والتكنولوجيا إذ يضم أجنحة من 192 دولة ويشهد أيضا حفلات موسيقية وفعاليات أخرى.

وأفاد البيان والمصدران أن من المتوقع أن تعلن دبي في وقت لاحق أن الحدث سيؤجل إلى العام المقبل بعد اجتماع بين مسؤولين من الإمارات ودول أجنبية من المقرر أن تشارك فيه، كما ذكر البيان والمصدران أن المشاركين هم من طلبوا التأجيل وعزوا ذلك إلى الحاجة للتركيز على تفشي فيروس كورونا، وأحجم متحدث باسم إكسبو عن التعليق، وقال أحد المصدرين إن التأجيل الرسمي سيتم تأكيده خلال اجتماع يُعقد لاحقا بين الدول الأعضاء في المكتب الدولي للمعارض، الذي يشرف على الفعالية.

ويُعد إكسبو الحدث الكبير الأخير الذي لا يزال من المقرر تنظيمه هذا العام من الناحية الرسمية، وصدر قرار الأسبوع الماضي بتأجيل أولمبياد طوكيو 2020 لمدة عام، وهو أول تأجيل من هذا النوع في التاريخ الحديث لهذه الألعاب الذي يمتد 124 عاما، ويلحق الوباء ضرر كبيرا بالاقتصاد العالمي، حيث أصاب أكثر من نصف مليون شخص على مستوى العالم وأجبر الدول على إغلاق حدودها وأدى لتوقف بعض الصناعات، وأنفقت دبي مليارات الدولارات على البنية التحتية للاستعداد لمعرض إكسبو، وقال مسؤولون محليون وآخرون تنفيذيون إن الحدث سيكون محركا رئيسيا للنمو الاقتصادي.

كورونا يعصف بقطاع السياحة

بدأ المرض يوجه ضربة مؤلمة لدبي، إحدى أكثر مدن العالم جذبا للزائرين، إذ تغلق بعض الفنادق أبوابها وتهبط معدلات الإشغال إلى أقل من عشرة بالمئة في فنادق أخرى، تعكف الفنادق على حماية من تبقى من الموظفين والنزلاء عبر قياس درجات حرارتهم وتوزيع مطهرات الأيدي عليهم وأعيد توزيع الطاولات في المطاعم للمباعدة بينها، لكن العاملين بالفنادق يخشون من أن يكون هذا التباطؤ مجرد بداية لشيء أكثر وطأة، وبينما تقول السلطات إن الشواطئ والمسابح ستُغلق لأسبوعين فقط، يشير مسؤولون إلى أن تلك القيود قد تتجدد.

جدد التفشي أيضا المخاوف حيال المالية العامة للإمارة عالية الاستدانة، ويقول محللون ومصادر بالقطاع المالي إنه قد يجبر الحكومة على السعي إلى صفقة إنقاذ مماثلة لتلك التي قدمتها لها أبوظبي الغنية بالنفط بعد أزمة مالية في 2009، وقال مدير بأحد أشهر فنادق دبي شريطة عدم الإفصاح عن اسم المنشأة “نتوقع استمرار الأوقات العصيبة لشهور، على الأرجح 2020 بأكمله”.

وكان يتفقد أسرة بريطانية من ثلاثة أشخاص يجلسون بجانب المسبح ضمن عدد قليل من النزلاء الذين مازالوا في الفندق المكون من 500 غرفة، وأعطى الفندق 300 من العاملين إجازات غير مدفوعة، وأغلق مشربه المقام على المسبح ونادي الأنشطة الترفيهية على الشاطئ، بعد أن أضرت الجائحة بحركة السفر العالمي ودفعت الإمارات إلى إغلاق أغلب الأماكن العامة.

عدم استقرار سوق العقارات في دبي

أظهر استطلاع أجرته رويترز أن تراجع أسعار المنازل في دبي سيستمر هذا العام على الرغم من أن وتيرته أبطأ مما كانت عليه في 2019 بينما يظل فائض المعروض يشكل أكبر تهديد للقطاع، ودبي إمارة من سبع في الإمارات العربية المتحدة ولديها اقتصاد متنوع يشمل أنشطة في التجارة والسياحة لكن سوق العقارات بها عانت من ركود على مدى أغلب العقد المنصرم، وأظهر الاستطلاع الذي أجرته رويترز وشمل 15 محللا وخبيرا بسوق العقارات، بين يومي 16 فبراير شباط والثاني من مارس آذار أن أسعار العقارات ستنخفض أربعة بالمئة هذا العام و1.3 بالمئة في 2021 قبل أن تستقر في 2022.

وتظهر تقارير صادرة عن عدد من الشركات الاستشارية أن متوسط قيمة العقارات في دبي انخفض بأكثر من 10 بالمئة العام الماضي بما يتسق تقريبا مع استطلاع أجرته رويترز في نوفمبر تشرين الثاني الماضي ولا تنشر الحكومة أي مقياس رسمي لأسعار المنازل، ويعبر المحللون عن تفاؤل واضح بالاحتمالات التي قد يسفر عنها معرض إكسبو العالمي الذي ستستضيفه الإمارة من أكتوبر تشرين الأول وحتى أبريل 2021.

لكن مخاطر النزول ما زالت قائمة، ويرى 11 من المشاركين في استطلاع رويترز أن أكبرها على الإطلاق هو الفائض في العقارات المتاحة للبيع، وقال كريس هوبدن مدير الاستشارات الاستراتيجية لدى تشيسترتنس الشرق الأوسط وشمال أفريقيا “فائض المعروض هو المساهم الأساسي المنفرد في تراجع أسعار الوحدات السكنية في دبي، مع استمرار إطلاق المشروعات، مضافا إلى ارتفاع مستويات مخزون الوحدات غير المباعة لدى المطورين، يواصل هذا فرض ضغوط نزولية على القيم”.

واعتبر ثلاثة من المحللين المشاركين في الاستطلاع أن التراجع الاقتصادي هو أكبر خطر على القطاع بينما أشار مشارك واحد إلى استمرار تراجع أسعار النفط، ونما اقتصاد دبي بنسبة 2.1 بالمئة في النصف الأول من العام الماضي مقارنة مع نمو بنسبة 1.9 بالمئة في 2018 لكن المخاطر من أنشطة القطاع الخاص غير النفطي والآثار الاقتصادية لتفشي فيروس كورونا عالميا ستكبحان النمو على الأرجح هذا العام.

وأشار الاستطلاع إلى أن العقارات السكنية ما زالت مصنفة عند أسعار مقبولة نسبيا إذ كان متوسط تقييم المحللين لأسعارها على نطاق من 1 إلى 10 من الأرخص إلى الأغلى عند 6، وقال أغلبية المحللين إنهم يتوقعون فترة مطولة من الأنشطة دون المستوى الطبيعي قبل التعافي، وقال حيدر طعيمة مدير أبحاث العقارات في فاليوسترات “من المتوقع أن نشهد المزيد من التراجع وربما استقرارا في العامين المقبلين على المدى الطويل لا نتوقع ارتفاعا ضخما… نعتقد أن عملية التعافي ستتسم أكثر بأنها ستكون بالتدريج”.

إعمار دبي تبيع منصة المراقبة بأعلى برج في العالم

قالت أربعة مصادر لرويترز إن إعمار العقارية ستبيع منصة المراقبة في برج خليفة، أعلى ناطحة سحاب في العالم، مما قد يدر مليار دولار على أكبر شركة تطوير عقاري في دبي وسط تباطؤ في القطاع، وقال مصدران إن إعمار كلفت ستاندرد تشارترد بتقديم المشورة في بيع “قمة البرج”، وهي من المزارات الجاذبة للسائحين، وامتنعت إعمار، التي تملك حكومة دبي 29.2 بالمئة فيها، وستاندرد تشارترد عن التعقيب.

يبلغ ارتفاع برج الخليفة 828 مترا بما يصل إلى مثلي ارتفاع مبنى إمباير ستيت في نيويورك ونحو ثلاثة أمثال ارتفاع برج إيفل في باريس، وقمة البرج مزار سياحي رائج في دبي جذب 15.92 مليون زائر في 2018، وقال مصدر مصرفي إن منصة المراقبة تدر ما بين 600 و700 مليون درهم (163-191 مليون دولار) سنويا، وقدر مصدر مالي قيمة المنصة بحوالي مليار دولار.

ورفض المصدران الأخيران الكشف عن اسميهما لأن الصفقة لم تعلن وقالا إن عملية البيع بدأت في نوفمبر تشرين الثاني، دبي مركز إقليمي للسياحة والتجارة الخارجية وخدمات قطاع الأعمال لكنها عانت من تباطؤ السوق العقارية معظم العقد الحالي، وشكلت دبي لجنة تخطيط في سبتمبر أيلول لتقنين المشروعات العقارية وتفادي المنافسة بين الشركات شبه الحكومية والخاصة.

وتتخارج إعمار من أصول مرتبطة بقطاع الضيافة لتمويل العمليات الحالية والتوسع، بحسب مصدر في القطاع ومصرفي في دبي، كانت إعمار كلفت ستاندرد تشارترد في وقت سابق من العام ببيع أنشطة تبريد المناطق، وفي العام الماضي ببيع خمسة أصول في قطاع الضيافة، آلت إلى شركة أبوظبي الوطنية للفنادق.

دبي تدعم طيران الإمارات وتغلق سوق الذهب

قالت حكومة دبي إنها ملتزمة بتقديم الدعم الكامل لشركة طيران الإمارات التابعة للحكومة للتغلب على الآثار المدمرة لتفشي فيروس كورونا وحظرت الحركة بالكامل في حي يشتهر بأسواق الذهب والتوابل، واتخذت دولة الإمارات التي تعد مركز السياحة والأعمال الرئيسي بالمنطقة إجراءات صارمة لمكافحة انتشار الفيروس من بينها وقف حركة السفر بالطائرات مؤقتا وأطلقت حملة تعقيم بأنحاء البلاد.

ومددت الإمارات حظر تجول يسري بأنحاء البلاد من المساء إلى الصباح حتى الخامس من أبريل نيسان لتطهير البلاد بشكل أوسع، لكن دبي أعلنت في وقت متأخر أمس الاثنين فرض حظر تجول على مدار اليوم بمنطقة الراس لمدة أسبوعين، قال تاجر أرز يعمل في الراس لكنه يسكن في إمارة الشارقة “سعيد لأنهم يفعلون ذلك، فهذا لحمايتنا” وأضاف التاجر الذي رفض نشر اسمه في تصريحات لرويترز أنه يباشر عمله الآن عبر الإنترنت.

وأغلقت دبي المداخل المؤدية إلى الراس وأوقفت حركة النقل العام إلى المنطقة المتاخمة لخور دبي حيث مُنعت السفن من نقل البضائع بين دبي وإيران التي تعد مركزا إقليميا لتفشي الفيروس، وقال المكتب الإعلامي لحكومة دبي إن السلطات ستلبي الاحتياجات الأساسية لسكان الراس، وأكدت الإمارات 611 حالة إصابة بفيروس كورونا وخمس وفيات. وتعتزم فتح (مراكز مسح من المركبة) للكشف عن الفيروس في أنحاء البلاد بعد افتتاح أول مركز من نوعه الأسبوع الماضي في العاصمة أبوظبي.

وقال ولي عهد أبوظبي الشيخ محمد بن زايد آل نهيان في تصريحات نشرتها وسائل الإعلام الحكومية “لن نتهاون فيما يمس حياة أهلنا ومجتمعنا الذين هم أمانة في أعناقنا من مواطنين ومقيمين.. وفي الوقت نفسه لن نوقف عجلة التنمية والاقتصاد وسنستمر بحكمة وحذر حتى تمر هذه المرحلة وتعود البلد أقوى من السابق” وقال ولي عهد دبي الشيخ حمدان بن محمد إن حكومة الإمارة ستضخ رأسمالا جديدا في شركة طيران الإمارات نظرا لما تمثله من أهمية استراتيجية لاقتصاد دبي والإمارات.

وبلغ إجمالي عدد الإصابات في دول الخليج الست أكثر من 3700 حالة و18 وفاة، وفي الكويت التي كانت أول دولة خليجية توقف رحلات السفر جوا وتفرض حظر تجول جزئيا قال وزير الصحة إن الصورة ستتضح أكثر مع بداية شهر يونيو حزيران في حال التزام الجميع من مواطنين ومقيمين بالإرشادات الصحية والإجراءات الاحترازية، وقال باسل الصباح لصحيفة الراي “إذا استمر استقرار الإصابات والسيطرة الصحية على الفيروس فإن التخفيف التدريجي للإجراءات الراهنة آت، وقد تعود الحياة خطوة بعد خطوة، ولكن إذا تزايد معدل الانتشار فإن العودة للحياة الطبيعية ستكون مؤجلة، ولا نستبعد أن يقرر مجلس الوزراء الحظر الكامل للتجول حرصا على ضبط انتشار الوباء بين الناس”، وسجلت الكويت 23 إصابة ليرتفع إجمالي الحالات إلى 289 وفي السعودية تجاوز عدد حالات الإصابة 1400 وشهدت المملكة ثماني حالات وفاة.

لجنة تخطيط جديدة لمعالجة تراجع السوق العقارية

أعلن حاكم دبي الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم على موقعه الإلكتروني وحسابه على تويتر أن الإمارة شكلت لجنة للتخطيط العقاري لتنظيم المشاريع وتفادي التنافس بين الشركات شبه الحكومية والشركات الخاصة، وعادة ما تشجع دبي على الانفتاح والمنافسة في الأعمال، لكن فائضا كبيرا في المعروض بالسوق العقارية، وهو قطاع حيوي بالاقتصاد، تسبب في انخفاض أسعار العقارات السكنية بنسبة 25 بالمئة على الأقل منذ منتصف 2014.

وكلف الشيخ محمد نجله ونائبه الشيخ مكتوم بن محمد بمسؤولية رئاسة الكيان الجديدة، الذي سيتخذ خطوات لمنع إقامة مشاريع متماثلة، وساهم القطاع بنسبة 7.2 بالمئة من الناتج المحلي الإجمالي للإمارات في 2018، وارتفعت أسهم شركات العقارات في دبي بعد الإعلان عن اللجنة الجديدة، بقيادة سهم إعمار العقارية الذي صعد 3.4 بالمئة، وسيكون عدد من شركات التطوير العقاري المملوكة للحكومة، مثل نخيل، وشركات تطوير شبة مملوكة للحكومة مثل إعمار أيضا جزءا من الكيان الجديد الذي سيُعرف باسم اللجنة العليا للتخطيط العقاري، وقال سلطان بطي بن مجرن المدير العام لدائرة الأراضي والأملاك في دبي في بيان إن وضع ضوابط على العرض والطلب سيكون مهما لاستدامة قطاع العقارات في السنوات القادمة، وأضاف أن الدائرة، المشاركة بالفعل في تنظيم القطاع، ستعمل مع الكيان الجديد.

منشآت اكسبو 2020 ترتفع في صحراء دبي

قبل عام من افتتاح معرض اكسبو 2020 التجاري الدولي في دبي، لا يزال موقع الحدث العالمي عبارة عن فولاذ واسمنت وغبار، لكن الإمارة الخليجية تأمل أن يجذب المعرض ملايين الزوار وأن يحفز اقتصادها حين يفتح أبوابه للعالم في تشرين الاول/اكتوبر 2020، بينما تسعى لتجاوز تباطؤ اقتصادي أحدث تأخيرا في عدة مشاريع ضخمة، ورغم أن اقتصادها هو الاكثر تنوّعا في الخليج، فإن قطاعات السياحة والعقارات والتجارة شهدت تراجعا في الآونة الاخيرة.

وتراجعت التعاملات العقارية بنسبة 21,5 بالمئة العام الماضي، بينما لم يحقق عدد الزوار السنوي قفزته المعتادة مقارنة بالعام الذي سبق، وبقي عند مستوى 16 مليونا، ويبدو أن العام الحالي سيكون مماثلا إذ زار دبي منذ بداية العام نحو 8,3 ملايين شخص، ويعوّل مسؤولون في الإمارة المعروفة بأبراجها وناطحات السحاب فيها، على المعرض لاستقطاب ملايين التجار والزوار والسياح، وبالتالي تحفيز قطاعات التجارة والسياحة والعقارات.

وقال منظمو المعرض خلال جولة إعلامية في الموقع في دي، إنّ الأعمال تسير كما هو مخطّط لها وطوال الجولة التي استمرت ساعات، كانت شاحنات محملة بمواد البناء تدخل وتخرج من المكان في جنوب دبي، وانتشر بين كتل الحديد والاسمنت عشرات العمال الذين ارتدوا سترات صفراء وبرتقالية، وبدأ جناح الإمارات يأخذ شكل الصقر كما هو مخطط له وبعيد انتهاء الأعمال فيه، سيكون للمبنى المؤلف من أربعة طوابق جناحان كجناحي الصقر، يتحركان للسماح للضوء بالدخول أو لحجبه.

وفي وسط الموقع، يجري بناء قبة حديدية بوزن 550 طنا، ومن المقرر أن تشارك 200 دولة في المعرض الذي يفتح أبوابه في 20 تشرين الاول/اكتوبر 2020 وحتى 10 نيسان/ابريل 2021، وقال المنظمون إنّ المعرض الذي كلّف الخزينة نحو 8 مليارات دولار، سيشمل 200 مطعم، وستعرض فيه عشرات المهرجانات والفعاليات، وقال سانجيف خوسلا الرئيس التنفيذي للشؤون التجارية في اكسبو 2020 “هذه المرة الاولى التي ينظّم فيه معرض اكسبو في هذا الجزء من العالم”، وتابع “من الفعاليات التجارية إلى الحفلات أو المهرجانات، البرنامج متنوع”، وبعيد انتهاء المعرض، من المقرّر تحويل الموقع الذي يمتد على مساحة 4,4 كيلومترات مربعة إلى قطاع للسكن ومركز للمعارض ومقر لعشرات الشركات، وقالت نديمة مهرة نائب رئيس اكسبو لفرانس برس “الهدف في المستقبل أن يتحول إلى مركز الابتكار في دبي (…) هذا سيكون ارث اكسبو”.

حول الكاتب

مقالات ذات صله

الرد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

W P L O C K E R .C O M