دروس من الآيات 53 و 54 و 55 من سورة النحل

بهاء النجار

تحكي هذه الآيات ماضي العراق القريب وحاضره ومستقبله، فقد مر العراق في النصف الثاني من القرن الماضي في حالة من الاستقرار والرفاه الاقتصادي، ولكن في الوقت نفسه لم يلتجئ العراقيون لسبب او لاخر الى الله ليشكروه على هذه النعم ولم يفكروا لا تكتيكيا ولا استراتيجياً للمحافظة على هذه النعم، فصفقوا لكل من هب ودب حتى ابتلاهم الله باللعين صدام.
فبدأت المعاناة والهدم تدريجياً فدخل حربين خاسرتين لم يكن العراق وشعبه مجبورا عليهما لو كانت هناك قيادة حكيمة، بعدها ورط العراقيين بحصار استمر لاكثر من عقد، عندها احس العراقيون بضرورة الالتجاء الى الله، فكانت الآية 53 من سورة النحل شارحة لذلك الحال.
وبعد ان من الله على العراقيين بزوال صدام وبدء مرحلة جديدة وحياة جديدة فهم كثير من الناس ان زمان الرجوع الى الله قد ولى لانه لم تعد هناك حاجة لذلك، فالخير سيصب علينا صبا!!
فشرحت الآية 54 من نفس السورة هذا الحال وبينت ان كشف ضر صدام عن العراقيين قابله الكثيرون باشراك المنصب في العبودية واشراك المال والجاه، فبدل ان تكون طاعتهم وعبادتهم لله وحده اشركوا طاعة المنصب والجاه والمال والانفتاح والتبرج والانحلال.
يأتي الان دور الآية 55 لتبين مستقبلنا كعراقيين ان بقينا على حالنا من دون اصلاح ومن دون العودة الى الله وطاعته، ولا نعلم ان كان هذا المستقبل بعيداً ام قريباً، فإن بقينا على كفرنا بنعمة الله متمتعين باللذائذ والشهوات كالمال والمناصب والجاه والنساء وغير ذلك تحذرنا هذه الآية الكريمة من مستقبل مجهول، حيث تركت الوعيد مفتوح النهاية، وسوف نعلم في حينها ما هو هذا المصير الذي ربما لا نلمس بداياته وجذوره لاننا سنعلم به في حينها.
نستجير بالله من هذا المصير المجهول

حول الكاتب

مقالات ذات صله

الرد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

W P L O C K E R .C O M