روسيا وإفريقيا.. حرب باردة جديدة؟

شمسان عوض التميمي

يُنظر عادة إلى روسيا الاتحادية اليوم باعتبارها وريث الاتحاد السوفييتي. ولكن الاتحادَ السوفييتي، الطرفَ الرئيسَ في الحرب الباردة، كان شأنًا آخر تمامًا. تحكّم الاتحاد السوفيتي، سواء ضمن حدوده أو بقيادته لحلف وارسو، بمجال جيوستراتيجي هائل، لم يعد بيد روسيا، فتراجع وزنها كثيرا أمام الولايات المتحدة الأمريكية.

ومع بروز فلاديمير بوتين أصبحت روسيا وخاصة بعد عام 2011 وما شهدته من تغيرات دولية وتحديدا في إفريقيا، لاعبا أساسيا بإمكانه تحديد هوية المنتصر وهوية المنهزم في أي صراع. ويبدو أن الجميع أمام نسخة جديدة لأجواء الحرب الباردة في ظل النزعة الغربية لحشر الروس في زاوية أفعالهم.

وفي هذا السياق سنتطرق في هذه الورقة التحليلية إلى أبرز مجالات التعاون الروسي الإفريقي، وهل ستنجح روسيا في توجهها نحو إفريقيا؟ وماذا استفادت إفريقيا من موسكو؟ وما موقف الدول الغربية من تنامي النفوذ الروسي في إفريقيا؟ وفهم دلالات النفوذ الروسي المتنامي في مختلف مناطق القارة الإفريقية.

التعاون الروسي الأفريقي

هناك عدد من العوامل التي ساهمت في خلق مساحة أكبر لروسيا وتسهيل مهمتها في العودة إلى أفريقيا وتوسيع آفاق تعاونها معها، أبرزها:

  • السياسات الأمريكية خلال عهد ترامب بالافتقار إلى مشاركة أمريكية رفيعة المستوى في إفريقيا.
  • تصريحات ترامب المشحونة بالعرقية والعنصرية ضد البشرة السوداء.
  • “قرار أمريكا أواخر 2018 تقليص القوات الأمريكية في إفريقيا”(1).
  • قلق الأفارقة بشأن الهيمنة الصينية المتنامية وحرصها على تنويع شركاء التجارة والاستثمار.

وبفضل تلك العوامل توسعت المشاركة السياسية الروسية في إفريقيا بشكل كبير في السنوات الأخيرة.

إن الاستراتيجية الروسية نحو أفريقيا، يكمن بشكل أساسي في المقام الأول على التعاون العسكري والسياسي والاقتصادي مع معظم دول القارة الأفريقية. وتعد العقوبات الغربية المفروضة على روسيا بعد ضمّها شبه جزيرة القرم عام 2014(2) من أهم العوامل التي أدت إلى أن تكون أهداف موسكو موجهة نحو أفريقيا، وفق ما أعلنه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، عن تحقيق استراتيجية “التحوّل” باتجاه آسيا وأفريقيا(3).

القمة الأفريقية الروسية

ونتيجة لما شهده التعاون الأفريقي الروسي من تنامٍ ملحوظ والذي أسفر عن انعقاد قمة روسية أفريقية التي تم انعقادها في أكتوبر/تشرين الأول 2019، كان أهمُّ أهدافها عودةَ الدب الروسي لمكانته كقوة عظمى سياسية وعسكرية مؤثرة مرة أخرى في القارة الأفريقية، بعدما فقدت هذه الصفة إثر انهيار الاتحاد السوفيتي بداية من عام 1992.

اعتمد القادة الروس والأفارقة خلال القمة بياناً ​​يحتوي على أهداف متفق عليها بشكل متبادل، وأهداف لزيادة تطوير التعاون الروسي الأفريقي على جميع الأصعدة السياسة، والأمنية، والاقتصادية، والعلوم والتكنولوجيا، والثقافية، والمجال الإنساني. والأهم من ذلك، أن الإعلان وضع إطارًا جديدًا للحوار؛ بحيث تعقد قمة بين الجانبين كل ثلاث سنوات، وتعقد مشاورات سياسية سنوية لوزراء الخارجية الروس والأفارقة، وقد بلغ عدد الاتفاقيات والمذكرات والعقود التي تم توقيعها أكثر من 50 وثيقة، وبلغ إجمالي الحجم المالي للوثائق حوالي 800 مليار روبل (نحو 12,5 مليار دولار)(4).

ويعد انعقاد القمة الروسية الأفريقية عام 2019، منعطفاً هاماً جديداً نحو إعادة ترسيخ العلاقات الروسية مع أفريقيا، وهو الحدث الذي يعد غير مسبوقاً على هذا المستوى الرفيع بين الجانبين.

وفيما يلي سرد لأهم التحركات الروسية التعاونية المستجدة في مختلف المناطق الأفريقية:

أولا: دول مجموعة الساحل الأفريقي

تعتبر دول مجموعة الساحل الإفريقي، النيجر وموريتانيا ومالي وبوركينا فاسو وتشاد، منطقة جغرافية استراتيجية، وهي منطقة تعد أرضًا مليئة بالفرص بقدر ما هي أرض مليئة بالتحديات. وقد بدأت روسيا تسلط اهتمامها على دول المجموعة مستغلة في ذلك انحسار الدور الفرنسي في المنطقة؛ حيث قامت روسيا بإبرام اتفاقيات تعاون عسكرية مع دول المجموعة كان آخرها مع موريتانيا في 24 يونيو/حزيران 2021(5).

ووقع نائب وزير دفاع الاتحاد الروسي العقيد ألكسندر فومين ورئيس المؤسسة العسكرية الموريتانية حنَنَّا ولد سيدي على اتفاقية التعاون العسكري بين البلدين خلال مؤتمر موسكو التاسع للأمن الدولي. كما وقعت روسيا أيضا اتفاقيات عسكرية مشابهة مع مالي عام 2015 والنيجر في 2017.

وفي جمهورية تشاد تطمع روسيا بتوسعها الجيوسياسي نظرا لتمتعها بمناطق نفوذ ذات أهمية، وفي هذا الصدد، فقد أشارت وسائل إعلامية إلى أن مجموعة فاغنر الروسية شاركت في مواجهات شرسة مع جبهة الوفاق من أجل التغيير المعارض بتشاد، ضد الجيش التشادي وأدت الى وفاة الرئيس السابق إدريس ديبي(6).

ثانيا: جمهورية أفريقيا الوسطى

أعلنت الخارجية الروسية في أوائل شهر يوليو/تموز 2021، أن روسيا أرسلت 600 جندي إضافي إلى قواتها المتواجدة في جمهورية إفريقيا الوسطى لتدريب الجيش والشرطة والحرس الوطني. ومع الدفعة الإضافية الجديدة، سيرتفع عدد الجنود الروس في إفريقيا الوسطى إلى 1135 جندي روسي(7). وتتنافس موسكو على النفوذ في الدولة الإفريقية المضطربة مع فرنسا، التي بدورها تنشر نحو 300 جندي هناك.

يُذكر أن مرتزقة شركة “فاغنر” الأمنية الروسية تنشط في إفريقيا الوسطى لتدريب الجيش هناك، وحراسة الشخصيات الهامة، ومكافحة المتمردين والمجموعات الإرهابية وحماية منشآت الذهب، والألماس واليورانيوم في مناطق الصراع.

ثالثا منطقة القرن الأفريقي

تعد منطقة القرن الإفريقي من أهم المناطق الجغرافية في العالم، لكونها تتميز بموقع استراتيجي يطل على ممرات مائية هامة، فضلاً عن امتلاكها موارد طبيعية زاخرة، وقربها من مضيق باب المندب المتحكم في البحر الأحمر، مما جعلها محطَّ أنظار العالم لا سيما القوى العظمى.  ويعد حصول روسيا على قاعدة بحرية في ميناء بورتسودان بالسودان(8) مرحلة حاسمة في الاستراتيجية الروسية في منطقة البحر الأحمر وبالتالي القرن الإفريقي؛ لأنها لا تسعى إلى تعزيز علاقاتها التجارية مع السودان بل أيضا بدول المنطقة، واستعادة قوة أسطولها البحري في البحر الأحمر.

وبجانب النمو في المعاملات العسكرية بين روسيا والقرن الإفريقي، عمقت روسيا تعاونها الدفاعي مع إثيوبيا في 12 يوليو/تموز 2021 حيث تم التوقيع على اتفاقيات للتعاون العسكري مع روسيا(9)، الخطوة التي فسرها النقاد والسياسيون أنها جاءت ردا على المناورات العسكرية التي أجرتها مصر مع الاتحاد الأوروبي(10).

رابعا: منطقة شرق أفريقيا

تعتبر منطقة شرق أفريقيا من أبرز الأقاليم في القارة برمتها، التي تتخذ منهجاً حذرا في التعاون مع الدول الغربية بشكل عام وهي أقل تعاوناً سواء مع روسيا أو مع غيرها من الدول العظمى، مقارنة مع الكتل والأقاليم الأخرى في القارة السمراء.

وعلى سبيل المثال قام ميخائيل بوغندوف نائب وزير الخارجية الروسي للشؤون الافريقية بزيارة إلى تنزانيا يوم 15 مايو/أيار 2021(11)، أجرى خلالها محادثات مع وزيرة الخارجية التنزانية السيدة لايبيراتا مولامولا، حيث أشار إلى دعم روسيا لجهود تنزانيا بشكل خاص والاتحاد الافريقي بشكل عام، لمواجهة التحديات الامنية التي تواجه منطقة البحيرات الكبرى بدون تدخل أطراف أجنبية.

كما عرض المسؤول الروسي على تنزانيا مساعدتها في مواجهة الأنشطة الإرهابية وخاصة في المناطق الجنوبية في تنزانيا في الحدود مع موزمبيق، ولكن الغريب في الأمر أنه ناقض حديثه عندما قال إن روسيا تدعم الجهود الأمنية من قبل الأفارقة دون تدخل أجنبي، باستعداد بلاده بالتعاون مع تنزانيا لتعزيز الامن، باعتبار أن روسيا ليست دولة اجنبية!

أما الجانب التنزاني فقد تجاهلت وزيرة الخارجية التنزانية الحديث عن مسألة الدعم الروسي الأمني لتنزانيا، وركزت حديثها نحو تعزيز العلاقات التجارية والدبلوماسية والاقتصادية.

استفادة إفريقيا من موسكو

تاريخيا ظلت القارة الأفريقية تتذكر كون موسكو وقفت إلى جانب حركات التحرر الإفريقية وقد استحضر رئيس جنوب إفريقيا الراحل نيلسون مانديلا ذلك في تصريحه الشهير في يوليو/تموز 1991 خلال المؤتمر الوطني الأول لحزب المؤتمر الوطني الأفريقي بعد رفع الحظر عن تلك المنظمة عندما قال موجها حديثه للروس “بدون دعمكم، لن نكون نحن حيثما وصلنا الآن”(12)، حيث قدم الاتحاد السوفياتي تعاون بشكل مثمر مع أفريقيا في مختلف المجالات. وقدمت دعما حاسما لحركات التحرر الوطني، وخاصة تلك الموجودة في جنوب القارة. وخضع رئيسان لجنوب إفريقيا بعد الفصل العنصري، ثابو مبيكي وجاكوب زوما، لتدريبات عسكرية في الاتحاد السوفيتي.  وقد ظلت جنوب إفريقيا حريصة دوما على التذكير باستفادة إفريقيا من روسيا، وقد كان تصريح رئيس جنوب إفريقيا سيريل رامافوزا بشأن نتائج القمة الأفريقية الروسية حيث قال إن الاجتماع فاق توقعاته، ووصف المنتدى الروسي الأفريقي بموجة ثانية من الدعم الروسي، ولكن هذه المرة موجهة نحو النمو الاقتصادي لأفريقيا(13).

وتعد أبرز لحظات قمة سوتشي الأفريقية الروسية في أكتوبر/تشرين الأول 2019 والتي حضرها أكثر من 40 رئيس دولة وحكومة أفريقية، وحضور الآلاف من ممثلي معظم قطاعات الاقتصاد في الدول الإفريقية، الإعلان عن إعفاء الديون الروسية المستحقة على الدول الإفريقية والتي تقدر بمبلغ 20 مليار دولار(14)، وهو مؤشر واضح على الأهمية التي توليها موسكو للتعاون مع إفريقيا.

ومن جهة أخرى فإن سياسة روسيا الرسمية تقوم على دعم الحلول الأفريقية لمشاكل أفريقيا(15) عبر تعزيز قدرات حفظ السلام التي تقوم بها هياكل الاتحاد الأفريقي، بمعنى أن تكون تلك الهياكل هي الجهة المخولة والمسؤولة في المقام الأول عن معالجة النزاعات الأفريقية/أفريقية، وهذا يعني -نظريا- أن الموقف الروسي يصب في خانة احترام سيادة الدول الإفريقية وعدم التدخل في الشؤون الداخلية.

وفي جانب آخر تقوم شركة روستوم الروسية بتوفير برامج تعليم العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات، بما في ذلك المسابقات العلمية لطلاب المدارس الثانوية والكليات، كما تقدم أيضًا منحًا دراسية للطبلة الأفارقة للدراسة في روسيا الاتحادية(16) ويمكن أن تكون هذه الفرص التعليمية مهمة للطلاب الأفارقة الواعدين الذين يفتقرون إلى الموارد المالية للدراسة في أوروبا أو الولايات المتحدة. ولكن بالنظر إلى التقارير التي أشارت إلى حدوث أعمال عنف ضد الأفارقة في روسيا، فمن غير المرجح أن تساهم برامج التعليم هذه في تحسين صورة روسيا في القارة الأفريقية(17).

وعموما تعمل روسيا على تخريج عدد من المسؤولين الأفارقة من مؤسساتها التعليمية من أجل دعم سياستها، واختيار القيادة العليا في البلدان المستهدفة، والتي تساعد بعد ذلك في الوصول إلى الحصول على فرص استكشاف الموارد الطبيعية، وهذا النهج سائد في جمهورية أفريقيا الوسطى والسودان على سبيل المثال، وكل تلك الجهود المترابطة أثبتت نجاعتها.

ونظرا لأهمية ملف الطاقة في إفريقيا فإن العديد من الشركات الروسية المملوكة للدولة تنشط في القارة الإفريقية، مثل غازبروم (Gazprom)، ولوكاويل (Lukoil)  وروستك (Rostec)، وروساتوم (Rosatom)، وتتركز أنشطتها بشكل كبير في الجزائر وأنغولا ومصر ونيجيريا وأوغندا. وقد وقعت روساتوم مذكرات واتفاقيات لتطوير الطاقة النووية مع 18 دولة أفريقية ، بما في ذلك مصر وغانا وكينيا وزامبيا ورواندا ونيجيريا وإثيوبيا في عام 2018 وحده، ووافقت شركة روساتوم على بناء أربعة مفاعلات نووية من نوع “في روسا توم إي آر” (VVER) بقوة 1200 ميجاوات في مصر، وتلغ قيمة تشييدها وصيانها 60 مليار دولار، وقد ساهمت روسيا في تنفيذ المشروع بقرض يصل إلى 25 مليار دولار بفائدة سنوية تبلغ 3%(18).

دلالات النفوذ الروسي المتنامي في القارة الأفريقية

مما لا شك فيه أن هناك دلالات ومؤشرات تشير الى مدى توسع النفوذ الروسي في أفريقيا بشكل متسارع ويتجلى ذلك بوضوح في العديد من الأحداث البارزة التي حدثت في عدد من الدول الأفريقية، وأبرزها:

لقد حققت روسيا انتصارات تاريخية على فرنسا في ليبيا ومنطقة الساحل الأفريقي في جمهورية أفريقيا الوسطى، ويبدو أن الدور قادم في كل من مالي وتشاد. حيث سبق أن أعلنت فرنسا مطلع يونيو/حزيران 2120 تعليق عملياتها العسكرية المشتركة في مالي(19)، بالرغم من أنها أشارت إلى استئناف العمليات العسكرية عقب انقلاب عسكري بالبلاد هو الثاني خلال أقل من عام(20)، ولكن من غير المرجح أن تنجح فرنسا في ظل الوضع الراهن في مالي تحت قيادة هاشمي غويتا رئيس الحكومة الانتقالية الرافض للهيمنة الفرنسية في بلاده، بالإضافة الى المطالبات الشعبية باتخاذ أفريقيا الوسطى مثالا يجدر الاحتذاء به، لما حققه الروس من نجاحات أمنية في جمهورية أفريقيا الوسطى، وظهر ذلك واضحا عندما نزل مؤيدون مبتهجون لتحركات الجيش إلى شوارع باماكو للاحتفال، وبعض المحتفلين كانوا يرفعون الأعلام الروسية ويشيدون بالتعاون المالي الروسي، وصورًا لفلاديمير بوتين، ورسائل تشكر روسيا على دعمها(21).

ولدى روسيا علاقات سياسية متينة وقوية مع الدول الأفريقية وينعكس ذلك في مدى التغلغل الروسي في القارة، ذلك أن تلك العلاقات مكنت موسكو من تولي مسؤولين روس مناصب حساسة في عدد من الدول الأفريقية، فعلى سبيل المثال في مايو/أيار 2018 عين رئيس جمهورية أفريقيا الوسطى، الروسي فاليري زاخاروف مستشارا للأمن القومي في بلاده(22)، وفي عام 2019 وقعت روسيا اتفاقية ثنائية مع جمهورية الكونغو الديمقراطية حيث سهلت تلك الاتفاقية تفويض مستشارين عسكريين روس في القوات المسلحة الكونغولية(23).

ومن ضمن الدلالات الأخرى التي تبرز بشكل واضح النفوذ الروسي المتنامي، أن روسيا ومنذ العام 2010، باتت الموردّ الرئيسَ للتكنولوجيا العسكرية للدول الأفريقية، بل أصبحت فيما بعد أكبر مورد للأسلحة للقارة الأفريقية برمتها(24)، متجاوزة حتى الولايات المتحدة الأمريكية. وكانت النسبة الأكبر لمبيعات الأسلحة الروسية إلى الجزائر (58.64%) ثم مصر (25.96%)، فأوغندا (5.17%)، والسودان (2.63 %) وأنغولا (2.11%).

ويعد السر وراء انجذاب السوق الأفريقي لمبيعات الأسلحة الروسية أنها ليست مثقلة بشروط الالتزام بقوانين حقوق الانسان ولا التقيد بالإصلاحات السياسية والتعددية الحزبية والتزام مساطر حقوق الإنسان. وتشير الاحصائيات أن أكبر أربعة موردي أسلحة لإفريقيا في عام 2017 روسيا في المرتبة الأولى بنسبة 37.6٪ تليها الولايات المتحدة 16.3٪ وفرنسا 14.6٪ ثم الصين 9.2٪(25).

ومن الواضح أن روسيا تدرك تماما مدى التأثير الذي أحدثته التدفقات الكبيرة للاجئين السوريين على السياسة الأوروبية، وبالتالي، فإنها تعمل على أن يكون لها نفوذ على المفاصل الرئيسية في القارة مثل ليبيا والمغرب اللتان تعتبران معبرا لتدفق اللاجئين من إفريقيا، الأمر الذي سيوفر لروسيا مزيدًا من النفوذ على أوروبا. وبالتالي فإن روسيا لديها القدرة على إثارة أزمات إنسانية وسياسية لأوروبا بينما تتحدى مجالات النفوذ الأوروبي التاريخي، وفرنسا على وجه الخصوص في إفريقيا.

ومن أمثلة نجاح النفوذ الروسي في إفريقيا ما حصل في السودان؛ حيث يبدو أن روسيا حافظت على نفوذها مع القادة العسكريين الذين أطاحوا بالرئيس عمر البشير في نهاية المطاف، بما في ذلك الحفاظ على اتفاقيات المتعلقة بقطاع التعدين والتي تم التفاوض عليها في ظل نظام البشير. ويشكل وجود قاعدة عسكرية روسية في السودان تطورا مهما يشير إلى نجاح موسكو بعد أربعة عقود من الغياب عن ميناء بورتسودان في العودة إلى القرن الأفريقي والبحر الأحمر.

وقد حققت روسيا نجاحات على المستوى العسكري والأمني في أفريقيا وذلك بتبوئها المكانة الأولى كقوة عظمى تمتلك الكثير من خيوط اللعبة في وسط وجنوب ليبيا حيث أصبحت على مشارف مناطق النفوذ الفرنسي في تشاد والنيجر، فضلا عن إرساء موسكو الأمن والاستقرار في جمهورية أفريقيا الوسطى وتوفير الدعم الأمني والسياسي لنظام الرئيس فوستين تواديرا. وقد تلا ذلك تطور الوضع السياسي والأمني في جمهورية مالي، والانقلاب العسكري الذي هز الوجود الفرنسي في هذا البلد الغربي إفريقي، والذي خرجت بعده أصوات من الشعب المالي تطالب بحضور الروس الى بلادهم لاسترجاع الأمن فيها بدلا عن فرنسا التي أظهرت فشلاً في تحقيق الأمن في هذه الدولة منذ سنوات عديدة، حتى أن الاتحاد الأفريقي أثنى على دور روسيا الفعال في تحقيق الاستقرار في أفريقيا وحرصها على التعاون في المسائل الأمنية(26).

هذه الأحداث كلها تشير الى نجاح روسيا في بسط نفوذها في القارة الأفريقية بالإضافة الى عدة عوامل أخرى استراتيجية لدى موسكو تمكنها من استمالة الدول الأفريقية لصالحها من بينها:-

  • التزامها بأنهاء الاستعمار في أفريقيا.
  • عدم إخضاع أفريقيا سياسيا ولا اقتصاديا.
  • عدم النظر إلى أفريقيا على أنها مصدر تهديد للهجرة، وكانت دائما داعمة لتطلعات الدول الأفريقية للتطور والنمو بشكل مستقل.

وتنتهج روسيا في القارة الأفريقية سياسة التجارة والاستثمار بدون فرض شروط أو قيود مقارنة بتلك التي تضعها على سبيل المثال الدول الغربية والصين؛ حيث إن أمريكا والاتحاد الأوروبي دائما ما يرتبطون دعمهم بشروط مثل الامتثال بمساطر حقوق الانسان وحرية التعبير وغيرها، في حين عملت الصين باستمرار على إغراق الدول الأفريقية بالديون المجحفة حتى تتمكن من الاستحواذ على مؤسساتها التجارية، مما يمنح الروس أفضلية في الحركة التجارية في القارة الأفريقية.

وعندما يتعلق الأمر بالتصويت في المؤسسات الدولية وفي الأمم المتحدة، حيث تحسب الدول الأفريقية لما يقرب من ربع أصوات الجمعية العمومية، معظمها تصوت لصالح روسيا في الأمم المتحدة، وقد ظهر ذلك في دعم أغلب دول القارة الإفريقية وتصويت في الأمم المتحدة لصالح روسيا خصوصا في شأن الملف السوريا(27). كما وقفت إفريقيا إلى جانب موسكو بخصوص القرار الصادر في ديسمبر/كانون الأول 2018 والذي يدين عسكرة روسيا لشبه جزيرة القرم والبحر الأسود وبحر آزوف(28). وعملت روسيا بشكل حثيث لزراعة الأنظمة في أفريقيا كحلفاء محتملين في عرقلة الجهود الغربية ضد مصالحها من خلال المنظمات والوكالات التابعة للأمم المتحدة.

إن روسيا تنظر الى أفريقيا بوصفها وسيلة يمكن من خلالها إضعاف هيمنة الغرب، وإيجاد شركاء لأهدافها ومصالحها، وإيجاد فرص اقتصادية للشركات الروسية، خصوصا بعد غلق أبواب الأسواق الغربية أمام موسكو بسبب العقوبات المفروضة عليها بسبب ضم جزيرة شبه القرم.

الدول الغربية وتنامي النفوذ الروسي في إفريقيا

إن ما يجري حاليًا على الأراضي الإفريقية بين القوى الغربية وبين موسكو يشبه إعادة الحرب الباردة، بل ينذر بأن الفترة القادمة ستصبح صراعا بين القوى العظمى في أفريقيا، ففي وسط معمعة هذا التصارع ستسعى بعض القوى إلى المحافظة على مناطق نفوذها مثل الولايات المتحدة والاتحاد الأوربي، في حين تسعى دول أخرى إلى استعادة نفوذها مثل روسيا، وهو أمر يوازي بشكل دقيق ما بات يسمى بالحرب الباردة الجديدة.

لقد اتسع نطاق نفوذ روسيا في إفريقيا، وهي حقيقة يجدها الكثيرون مقلقة، فواشنطن تحتفظ بـ 34 قاعدة عسكرية في إفريقيا(29) وتدير عدة مئات من المليارات من الدولارات في القارة، في حين بلغ حجم تجارة الصين مع أفريقيا 170 مليار دولار أمريكي(30)، وهذا ما أجبر روسيا على البحث عن قطاعات السوق الأفريقية التي لم يتم احتلالها بالفعل.

بدأ خلال العقد الأول من القرن الحادي والعشرين، ظهور صراع جديد لطلب ود القارة الأفريقية واستغلال مواردها الطبيعية الوفيرة والزاخرة، فبالإضافة إلى القوى الأوروبية، هناك الولايات المتحدة الأمريكية، والصين التي أصبح نفوذها ينمو بشكل متزايد، بالإضافة الى تركيا وإسرائيل، وبحلول عام 2014، انضم الدب الروسي أيضًا إلى ركب المتنافسين على القارة السمراء.

هذه التطورات المتسارعة في نمو النفوذ الروسي بأفريقيا أدت أيضا الى خلق حالة من القلق في كل من الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة وبالتالي كثيرا ما يشدد صناع السياسة في الولايات المتحدة على الحاجة إلى مواجهة النفوذ الروسي في القارة، وتتهم الدول الغربية موسكو باستخدام وسائل فاسدة وسرية لمحاولة التأثير على الدول ذات السيادة، بما في ذلك شراكاتها الأمنية والاقتصادية، وتعتبر الدول الغربية روسيا، مثل الصين، وهما دولتان تمثلان تحديًا كبيرًا للغرب في إفريقيا(31).

على الرغم من أن روسيا تتجه نحو الدول الإفريقية بخطى ثابتة، إلا أن التأثير الملموس لها، إذا ما استثنينا المجال العسكري والأمني، في بعض المجالات قد يكون محل شك، ، فبالرغم من أنها مستعدة للعب دور أكثر أهمية في إفريقيا، إلا أن اقتصادها المتراجع وقدرتها المالية المحدودة تمثل عقبة أمامها؛ حيث إنه من الواضح أنها تفتقر الى القوة المالية لتكرار نجاح الاتحاد السوفيتي.

وتدرك الدول الغربية جيدا أنه من الأمور البارزة التي تشوه صورة الروس في أفريقيا، الدعم الروسي للرؤساء المستبدين في أفريقيا ودعمهم في الانتخابات الرئاسية؛ حيث إن سياسة روسيا تعطي الأولوية للمصالح الروسية في البلاد وللاستقرار الرئاسي، بغض النظر عن ملفات حقوق الإنسان والإصلاح السياسي والتعددية الديمقراطية، فروسيا لا تهتم إطلاقا بهذه الجوانب، بل إنها قد ترتاح أكثر مع حكومات مستبدة وأنظمة أفريقية لا تحترم دساتيرها(32). وهذه السياسة الروسية تعطي صورة غير جيدة لروسيا عند الشعوب الأفريقية التي ترغب بتحقيق الديمقراطية في بلدانها.

ان الاستراتيجية الروسية الحالية المبنية على تقديم القروض والعقود الاستثمارية بدون الشروط التي ترتبط بالأسس الديمقراطية وحقوق الانسان، قد تكون مجدية وناجحة على المدى القريب، لأن تلك السياسة تتوافق مع رغبات معظم الحكومات والأحزاب الحاكمة في أفريقيا. أما على المدى البعيد فإمكانية فشل موسكو باستراتيجيتها تبدو واردة بشكل كبير، فبمجرد عودة الاهتمام الأمريكي بالقارة وتكليف القوة الإعلامية الغربية بكشف أساليب الاستغلال الروسي، قد تكون كفيلة بالإطاحة بالمخطط الروسي في أفريقيا، كما أن ارتفاع معدل الوعي والادراك لدى جيل الشباب الأفريقي المثقف، ينذر بقدوم حملات شعبية للمطالبة بالحقوق الشعبية الديمقراطية، وهذا أمر لا يستبعد حدوثه، فما بني على باطل فهو باطل بكل تأكيد

مآلات التعاون الروسي الإفريقي

بناء على ما تقدم، فإن مجالات التعاون الروسي الأفريقي قد تسير في الاتجاهات التالية:

التعاون العسكري

وهو الجانب الأبرز الذي يتفوق فيه الجانب الروسي على نظرائه من القوى العظمى المنافسة في القارة الأفريقية ويتضح ذلك من خلال ابرام اتفاقيات التعاون العسكري مع معظم الدول الأفريقية. كما يشكل التعاون العسكري مع روسيا أحد أبرز العوامل التي بإمكانها أن ترجح كفة الروس في أي نزاع أو صراع في المنطقة، وهو ما يكرس الوجود الروسي في القارة ويعطيه معنى أعمق، ويظهر ذلك سواء في القوات الموجودة على الأرض أو في التعاملات في المجالات العسكرية مع دول القارة.

التعاون الدبلوماسي

تعتبر أفريقيا ذات أهمية استراتيجية لروسيا من حيث الدعم الجيوسياسى الذي تقدمه فالدول الإفريقية تشكل أكبر كتلة تصويت جغرافية داخل العديد من المؤسسات الدبلوماسية والأمنية والاقتصادية العالمية، وبشكل خاص مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة. وبالتالي فإن الدعم الإفريقي مغرٍ وجذاب لروسيا في طريقها لتأكيد أهميتها وهيمنتها على العالم. ولا شك أن روسيا، بحكم سياستها الأوروبية والشرق أوسطية، مقبلة على معارك ديبلوماسية عديدة ستكون الأمم المتحدة مسرحها، وسيكون لأصوات القارة الإفريقية دور كبير في تلك المعارك.

التعاون الثقافي

في هذا الجانب فإن المراكز الثقافية الروسية للعلوم والثقافة تبرز بشكل واضح في عدد من الدول الأفريقية مثل إثيوبيا، وتنزانيا والكونغو وزامبيا، وتوفر روسيا المنح والتدريب والحرف المهنية للطلبة الأفارقة في الإفريقي المعاهد التعليمية الروسية، وفي الأعوام الأخيرة تم تقديم منح دراسية من الحكومة الروسية لـ4000 آلاف طالب أفريقي من أصل 15000 شاب أفريقي يدرس في روسيا. وفي ظل المكانة الجوهرية للعلوم في رسم سياسات الدول فإن الرهان الروسي على هذا المجال سيكون نقطة ارتكاز في علاقات موسكو بالقارة الإفريقية.

التعاون الاقتصادي

يبلغ حجم التبادل التجاري بين روسيا وقارة إفريقيا 20 مليار دولار، وهو رقم ضئيل جدا مقارنة بحجم التبادل مع نظرائها من القوى المنافسة. وهناك عائق آخر وأكثر أهمية أمام تطوير العلاقات الاقتصادية المتبادلة وهو عدم وجود معلومات موضوعية عن روسيا في إفريقيا وحول إفريقيا في روسيا، ولا يمكن أن ندرك إمكانات العلاقات إلا عندما يتخلى الطرفان عن الصور النمطية المفروضة من الخارج ويطوران تعاونًا متبادل المنفعة يرتكز على الواقع.

وعلى العموم فإن روسيا تنتهج استراتيجية تنطوي على سياساتها العلنية التي تظهر صورتها اللائقة لكسب ود الأفارقة مثل إعلان دعمها للحلول الأفريقية في النزاعات داخل القارة، واستراتيجيتها التوغل في القارة الأفريقية من أجل المنفعة المتبادلة. أما السياسة الغير رسمية والتي يمكن وصفها بـ”دبلوماسية المرتزقة” فتتمثل في كتائب فاغنر وغيرها من المجموعات العسكرية، بالإضافة الى نشر تكنولوجية المعلومات المضللة حيث غالبًا ما تكون الأحزاب الحاكمة هي المستفيد المباشر من حملات التضليل الروسية وبالأخص في الانتخابات، ومبيعات الأسلحة مقابل استخراج الموارد الطبيعية. ويمكن تلخيص الاستراتيجية الروسية على أنها لا تعتبر الاستقرار في أفريقيا أولوية بالنسبة لها، بقدر ما تبحث عن مصالحها.

مراجع

(1)- Ryan Browne, US to reduce number of troops in Africa, CNN, November 15, 2018, (accessed July 31, 2021), https://cnn.it/3ikKDl9

(2)- Ukraine crisis: Russia and sanctions, BBC, 19 December 2014, (accessed July 31, 2021), https://bbc.in/3xmTF5w

(3)- منى عبد الفتاح، روسيا تتجه إلى أفريقيا بالأمن والمصالح الاقتصادية، الأندباندنت عربية، 14 أغسطس 2020 (تم التصفح في 30 يوليو 2021)، https://bit.ly/3rOuibD

(4)- Next Russia-Africa summit to take place in 2022, Russkiy Mir, 08.07.2020, (accessed July 31, 2021), https://bit.ly/3ymbjHD

(5)- Russia and Mauritania signing and Agreement on Military Cooperation, Moscow Conference on International Security, 23.06.2021, (accessed August 2, 2021), https://bit.ly/37iDZpi

(6)- Jane Flanagan, Chad rebels trained by Russia march on heart of Africa, The Times, April 23 2021, (accessed July 31, 2021), https://bit.ly/2Vi6Aso

(7)- Peter Kum, Russia to deploy 600 more soldiers in Central African Republic, Anadolu Agency website, 30.06.2021, (accessed July 28, 2021), https://bit.ly/3xngTsf

(8)- بعد منحها قاعدة بحرية.. موسكو تضع قدما في مياه السودان وعينها على معادن أفريقيا، الجزيرة نتن 27/4/2021، (تم التصفح في 27 يوليو 2021)، https://bit.ly/3ft4JYB

(9)- Ethiopia, Russia Sign Various Agreements to Enhance Military Cooperation, ENA, July 12/2021, (accessed July 31, 2021), https://bit.ly/3imrXS2

(10)- وسط دهشة المصريين.. هذه أسباب الموقف الروسي تجاه سد النهضة، الجزيرة نت، 13 يوليو 2021، (تم التصفح في 1 أغسطس 2021)، https://bit.ly/3xnjceT

(11)- Mhe. Waziri ,Balozi Liberata Mulamula afanya mazungumzo na Mjumbe Maaluum wa Shirikisho la Urusi, The United Republic of Tanzania

Ministry of Foreign Affairs and East African Cooperation, 15 May 2021, (accessed July 31, 2021), https://bit.ly/3ikFYQb

(12)- Vladimir Shubin, Africa’s Unfolding Potential for Russia, ISPI, 15 November 2019, (accessed July 31, 2021), https://bit.ly/3ijsUuk

(13)- Vladimir Shubin, Russia and Africa Need Each Other, Rosa-Luxemburg-Stiftung, Jul 2, 2020, (accessed July 30, 2021), https://bit.ly/3rOpyCR

(14)- Op. Cit.

(15)- Peter Fabricius, Putin showcases Russia’s support for Africa at inaugural economic forum, Daily Maverick, 23 October 2019, (accessed July 31, 2021), https://bit.ly/3A8FQZY

(16)- Nuclear Education for Africa’s Future, ROSATOM, #236December 2020, (accessed July 31, 2021), https://bit.ly/3lsoYcK

(17)- Julie Hessler, Death of an African Student in Moscow: Race, politics, and the Cold War, ResearchGate June 2006, (accessed July 27, 2021), https://bit.ly/3CaXFJL

(18)- Jideofor Adibe, What does Russia really want from Africa? brookings.edu, November 14, 2019, (accessed August 2, 2021), https://brook.gs/3s3cfi9

(19)- France halts joint army operations with Malian forces over coup, Aljazeera.com, 3 Jul 2021, (accessed July 29, 2021), https://bit.ly/3A8eeEG

(20)- France resumes joint military operations in Mali, Aljazeera.com, 3 Jul 2021, (accessed July 29, 2021), https://bit.ly/3xwlOY1

(21)- Joseph Siegle, Russia’s Strategic Goals in Africa, The Africa Center, May 6, 2021, (accessed July 30, 2021), https://bit.ly/3xkXxnE

(22)- Mathieu Olivier, CAR: Who are President Touadéra’s Russian guardian angels? The Africa report, 17 March 2021, (accessed July 27, 2021), https://bit.ly/3lryyfO

(23)- Jideofor Adibe, What does Russia really want from Africa? Op. Cit.

(24)- Op. Cit.

(25) Trends in international arms transfers, 2020 – SIPRI, sipri.org, March 2021, (accessed July 29, 2021), https://bit.ly/3rYlwba

(26)- Paul Stronski, Late to the Party: Russia’s Return to Africa, carnegieendowment.org, October 16, 2019, (accessed July 28, 2021), https://bit.ly/3rQTPkf

(27)- Russia attempt to halve UN cross-border aid to Syria fails, Aljazeera.com, 9 Jul 2020, (accessed July 29, 2021),

https://bit.ly/2WR4JLF

(28)- Resolutions Calling on Withdrawal of Forces from Crimea, Establishing Epidemic Preparedness International Day among Texts Adopted by General Assembly, United Nation site, December 7, 2020, (accessed July 30, 2021), https://www.un.org/press/en/2020/ga12295.doc.htm

(29)- Nick Turse, U.S. Military Says It Has a “Light Footprint” in Africa. These Documents Show a Vast Network of Bases. The Intercept, December 1 2018, (accessed July 31, 2021), https://bit.ly/37f4nAi

(30)- Chen Liubing, China, Africa trade volume rises 14% to $170b, chinadaily.com.cn, 2018-08-29 (accessed July 30, 2021), https://bit.ly/2TPeoRA

(31)- Paul Stronski, Late to the Party: Russia’s Return to Africa, Carnegie Endowment for International Peace, October 2019, Wathinotes, 11 février 2021, (accessed July 30, 2021), https://bit.ly/3A311wI

(32)- Russian ambassador sparks backlash with suggestion Guinea change constitution, January 11, 2019, Reuters, (accessed July 30, 2021), https://bit.ly/3xm6WLt

 

.

رابط المصدر:

https://studies.aljazeera.net/ar/article/5132

حول الكاتب

مقالات ذات صله

الرد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

W P L O C K E R .C O M