سُبُل الممهدين _ السبيل الأربعون

بهاء النجار

تناولنا في السبيل السابق دور الباحثين والمحللين ومراكز البحوث في التمهيد لدولة العدل الإلهية من زاوية مساهمتهم في نشر ثقافة التحليل وقراءة ما وراء الخبر وكشف حقيقة الحدث بشكل علمي بعيد عن الحسابات الفكرية والسياسية ، ونريد الآن تسليط الضوء على دور آخر للباحثين والمختصين ومراكز البحوث في التمهيد للدولة المهدوية المباركة ، وهو دور المستشار وتقديم المشورة لأصحاب القرار في المجتمع ، لأن أصحاب القرار هم المؤثرون الحقيقيون في المجتمع ، وعلى أساس قراراتهم يتحرك المجتمع وأفراده ، فإن كانت القرارات صحيحة وصائبة تحرك أفراد المجتمع بشكل صحيح وصائب ، وإن كانت القرارات خاطئة كانت تحركاتهم خاطئة .
ولنتعرف في البداية على أصحاب القرار وأهمية قراراتهم في المجتمع لنعرف دور مستشاريهم :
1) المرجعية الدينية : إذ لا يخفى على أحد دور المرجعية الدينية في المجتمع المسلم ، خاصة وأننا نتناول قضية دينية ألا وهي قضية الإمام المهدي عليه السلام ، وبالتالي أي موقف وقرار تتخذه المرجعية يُبنى على أساس معطيات (وهو ما يسمى موضوع الحكم) غير صحيحة او غير دقيقة يكون قرار المرجعية الدينية غير صحيح و غير دقيق ، مما يؤثر على البُعد المهدوي لثقافة أفراد المجتمع .
2) مسؤولو الدولة : وخاصة أولئك المحسوبون على الخط الإسلامي ، لأن أي تلكؤ في أدائهم سينعكس سلبياً شئنا أم أبينا على التدين بشكل عام لأبناء المجتمع فضلاً عن الاهتمام بالقضية المهدوية والتمهيد لصاحبها سلام الله عليه ، وهذا ما لمسناه جلياً على أرض الواقع .
3) السياسيون بصورة عامة : لأنهم يؤثرون بشكل مباشر وغير مباشر على الحياة العامة ووضع الدولة ، فإن لم يكونوا في الجهاز التنفيذي فهم في المعارضة وبإمكانهم التأثير من خلال جماهيريهم والإعلام وما شابه .
4) الإعلام : باعتباره سلطة حاكمة ومؤثرة على قرار الشعب ، فإن كان الإعلام فاشلاً سيكون عبئاً على الداعمين له ، وإن كان ناجحاً كان ممهداً لتحقيق أهدافهم ، فإن كان الداعمون مهديون وممهدون كان من الضروري وجود مستشارين ساندين لجهود هذا الإعلام .
5) شيوخ العشائر : إذ أن لهم سطوة وتأثير تفوق أحياناً باقي أصناف أصحاب القرار ، وبالتالي ترشيد وتقنين قراراتهم ضروري جداً خاصة وأن مُتَّبعِيهم مادة خصبة لكل نشاط حركي فاعل في المجتمع ، ووجود مستشارين لشيوخ العشائر ( خصوصاً كبار الشيوخ ) يمكن أن يقطع الطريق على الفاسدين من استغلال أبنائهم – بل واستغلالهم – لتحقيق مآربهم التدميرية الإفسادية .
6) كل مؤسسة ذات منفعة بشرية سواء كانت دينية أم ثقافية أم علمية أم اجتماعية أم خيرية أم تجارية كالشركات الحكومية والأهلية ينبغي أن يدعمها فريق من المستشارين لتصويب وتصحيح عملهم وفق رؤية علمية ، وبذلك يمكن تحقيق أهداف أفضل بجهود أقل .
وعلينا أن لا ننسى أن يكون المستشارون من حَمَلَة الثقافة المهدوية والتمهيدية ، أو على الأقل لا يحملون ثقافة فكرية مقاطعة ومعارضة للفكر المهدوي وإلا فلا فائدة من استشارتهم ، بل سيكون لهم ضررٌ على التمهيد للدولة المهدوية العادلة المنتظَرة .

 

.

رابط المصدر:

https://t.me/Al_Mahdi_State

حول الكاتب

مقالات ذات صله

الرد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

W P L O C K E R .C O M