سُبُل الممهدين _ السبيل الثامن والثلاثون

بهاء النجار

هناك الكثير من الوظائف والمهن يمكن أن تُسخَّر لتكون سبيلاً من سُبُل التمهيد لدولة العدل الإلهية ، ومن هذه الوظائف الصحافة او الإعلام بصورة عامة ، باعتبار الإعلام هو سلطة تضاهي باقي السلطات الثلاثة حتى سُمّي بالسلطة الرابعة ، بل هو أقوى من باقي السلطات لو أُحسِنت إدارته ويؤثر على قرارات باقي السلطات وبإمكانه التحكم برأي الشعب الذي يعتبر مصدر السلطات ، فالإعلام له القابلية على صناعة قرار الشعب الذي على أساسه يتكون النظام السياسي للبلد وانعكاساته على الواقع الاجتماعي ، ولكون الإعلام سلطة والفاسدون يحومون حول السلطة فلا نستغرب أن نجد إعلاماً فاسداً بل ومليء بالفاسدين .
ومثل هذه الوظيفة المهمة والحساسة إذا سيطر عليها الفاسدون والمنحرفون – وهو حال الإعلام اليوم – فلا فائدة من أي سلطة أخرى يراد منها إصلاح الوضع العام في أي بلد ، وسوف يؤثر فساد المؤسسات الإعلامية على قناعة الناس بالدولة المهدوية العادلة فضلاً عن التمهيد لها ، والتمهيد لهذه الدولة المنُتظَرة إعلامياً لا ينحصر ببث الثقافة المهدوية الخاصة ، وإنما يشمل كل رافد يصب في تهيئة ذهنية الإنسان في الاستعداد لهذه الدولة المباركة سواء كان بصورة مباشرة أو غير مباشرة ، كما يشمل التصدي لكل إعلام فاسد يعرقل الظهور المبارك ولو من بعيد ويشوّش أفكار الناس ويزرع أفكاراً غريبة ومنحرفة بديلة عن الفكر المهدوي .
والإعلام الممهد وظيفة اجتماعية تقع على عاتق كل مؤمن ومؤمنة وبالقدر الذي يسعهما ، فلا يكلف الله نفساً إلا وسعها ، المهم أن لا يقصّرا في بيان معالم الدولة المهدوية وكيفية التمهيد لها وترسيخ العقيدة المهدوية التي صدّعتها أيادي الضلالة والجهالة ، وأن يدعما كل فكرة وقناعة تساند وتعاضد الظهور المبارك .
فليعرف الإعلاميون مكانتهم الحقيقية ، فإما أن يكونوا ممهدين وجنداً من جنود المهدي عليه السلام ، أو – لا سمح الله – معرقلين وجنداً من جنود الدجال والعياذ بالله ، والقرار لهم والله خير الحاكمين .

 

.

رابط المصدر:

https://t.me/Al_Mahdi_State

حول الكاتب

مقالات ذات صله

الرد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

W P L O C K E R .C O M