سُبُل الممهدين _ السبيل الثاني والخمسون

بهاء النجار

يعاني المجتمع المسلم من انعدام ثقافة العمل الجماعي في أي مجال من مجالات الحياة ، لذا نادراً ما نسمع بمؤسسة ناجحةكبيرة من المؤسسات التي يقودها مسلمون ، قد نرى مؤسسات ناجحة ولكنها صغيرة أو نرى أفراداً ناجحين ولكن قلّ ما نجد مؤسسة نجاحة كبيرة في أي مجال كان ، وإن وجدناها فلأنها مُتّكئة على خبرات أجنبية ومستشارين غربيين ، ووجود هذه الخبرات والاستشارات يفرض ضريبة على هذه المؤسسات الكبيرة الناجحة وهي أن تكون أسيرة لتلك الخبرات ، وهذا قد يؤدي الى التنازل عن الكثير من الثوابت الإسلامية كالقروض الربوية واستخدام وسائل ترويج غير مقبولة شرعاً وتغيير بعض عادات المجتمع الأصيلة .
وبما أن الدولة المهدوية الموعودة دولة ستعتمد على العمل الجماعي بشكل كبير ، وبالتالي فإن نشر ثقافة العمل الجماعي وتأسيس مؤسسات كبيرة وكثيرة ناجحة من السُبُل الممهدة لهذه الدولة العادلة ، على أن تكون هذه المؤسسات تعتمد على كفاءات وخبرات ذات ثقافة مهدوية أو على الأقل أنها لا تتقاطع أو تتعارض مع القيام المهدوي وأن لا تتحكم بالنهج الإسلامي العام للمؤسسة ، وهذا يفرض على المؤمنين بالقضية المهدوية مسؤولية كبرى ، والمسؤولية بالفعل كبيرة ، لأن من التحديات الأساسية للمؤمن المهدوي العامل أن تكون غايته والوسيلة لتحقيق هذه الغاية مطابقتان للأسس المهدوية ، أما الآخرون فينظرون الى الغاية بغض النظر عن الوسيلة المتَّبَعَة ، لذا يراهم البعض ممن لا خلفية معرفية له أنهم ناجحون ، مع إنهم فاشلون في استخدام الوسائل الصحيحة لتحقيق غاياتهم ، إن سلّمنا بصحة غاياتهم .

 

رابط المصدر:

https://t.me/Al_Mahdi_State

حول الكاتب

مقالات ذات صله

الرد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

W P L O C K E R .C O M