كيف ترى الهند العراق وأهم مجالات التعاون المشتركة بينهما

فرزاد رمزاني بونيش

 

العلاقات السابقة بين العراق والهند: أقامت الهند علاقات مع مناطق غرب آسيا منذ عصور ما قبل التاريخ. في العصور القديمة، كان لبلاد ما بين النهرين وحضارة وادي السند علاقات تجارية مزدهرة، ووسعت الحقبة الإسلامية الروابط الحضارية والثقافية والتاريخية. ازداد ارتباط المسلمين الهنود بالعراق منذ أواخر القرن الثامن عشر. بعد استقلال الهند عام 1947، كان العراق من الدول التي بدأت ببناء علاقات مع الهند، ووقع البلدان اتفاقية صداقة في عام 1952. ومع ذلك، كانت العلاقات متأرجحة بين البلدين في العقود التالية.

شهدت العلاقات العراقية الهندية في السبعينيات مرحلة مهمة في التعاون الثنائي في المجالات السياسية والاقتصادية والعلمية، وتكللت هذه العلاقات بزيارة رئيسة الوزراء الهندية السابقة إنديرا غاندي بغداد. تأثرت العلاقات الثنائية في ثمانينيات وتسعينيات القرن المنصرم سلباً لعدة أسباب منها الحرب الإيرانية العراقية، واحتلال العراق للكويت، وحرب الخليج عام 1991، وفرض العقوبات، والحرب في العراق، وحتى مصالح الهند في العراق كانت قد تضررت. حققت زيارة وزير الخارجية الهندي سليمان خورشيد للعراق في حزيران 2013 نقلة كبيرة بين البلدين بعد سنوات من العلاقات المتوترة بينهما (بعد 2003).
مجالات التعاون المهمة بين البلدين
الجغرافيا السياسية والسياسة: تغيرت سياسة نيودلهي الخارجية منذ استقلال الهند، وأصبحت رؤيتها لموقعها الاستراتيجي وموارد الطاقة ومجالات التعاون الاقتصادي تحظى بأهمية بالغة. عامة، يمكن للمرء أن يرى نوعاً من الواقعية في سياسات وأيديولوجية حزب بهاراتيا جاناتا في قبالة مثالية نهرو في مجال السياسة الخارجية. إنهم ينتهجون سياسة خارجية بصرف النظر عن أي مثالية وتوجه قيمي، مع أهداف تستند إلى المصالح الوطنية، ويريدون أن يصبحوا قوة عالمية في التنمية الاقتصادية وتطويرها، وقوة نووية وعسكرية، وعضوية في مجلس الأمن، وما إلى ذلك.
في السنوات الأخيرة، شهدنا عمليا توسع العلاقات الاقتصادية وتعميق وتطوير الشراكة الاستراتيجية بين الولايات المتحدة والهند. ولكن مع التراجع الكبير للولايات المتحدة على الساحة الدولية وصعود القوى الناشئة، تحاول الهند التأكد من أن ميزان القوى في الشرق الأوسط لن يلحق الضرر بنيودلهي. وبالتالي ووفقًا لـ «استراتيجية التوازن»، يتعين على الهند التواصل والتفاعل مع مختلف الجهات الفاعلة في الشرق الأوسط.

من ناحية أخرى، ترى الهند وباعتبارها أحد المنافسين الرئيسيين للصين وحليفًا رئيسيًا للولايات المتحدة، إن توسع شراكة الصين الاستراتيجية مع العراق والتغير الكمي في العلاقات بين البلدين، وانضمام العراق إلى مبادرة الصين «طريق واحد، حزام واحد»، وأن تصبح الصين أكبر مستثمر في العراق، ترى أن كل هذه االأشياء آنفة الذكر هي تهديد لتوسع الدور السياسي والجيوسياسي للهند في العراق.

لقراءة المزيد اضغط هنا

 

.

رابط المصدر:

https://www.bayancenter.org/2022/03/8166/

حول الكاتب

مقالات ذات صله

الرد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

W P L O C K E R .C O M