كيف يخرب الانسان ذاته؟

فطرياً يبحث الانسان عن اعمار ذاته وتطويرها لجعلها الاكثر فاعلية وصوابية ودقة في تحقيق الاهداف الحياتية التي يرسمها لنفسه ويعمل على تحقيق طوال رحلة حياته وهذا هو تحقيق الذات، لكن الخلل يحصل في المبالغة في هذه الرعاية وبالتالي لا تؤول كل تلك الجهود الى تحقيق النتائج المرجوة وهذا هو التخريب الذاتي، فما هو وما هي انعكاسته على الانسان؟، وكيف يمكن مواجته؟

ما هو التخريب الذاتي؟

يعرف التخريب الذاتي على كونه اعتناق الافكار أو الإحساس بالمشاعر أو ممارسة السلوكيات التي تودي بنا إلى الوقوع في المشكلات، أو تقف حائلا بيننا وبين تحقيق أهدافنا، سواء على مستوى العمل أو العلاقات أو حتى الصحة العامة للانسان.

الافكار الايجابية عن ذواتنا ترفع من هممنا الى اعلى المستويات وتجعلنا منتجين وفي كافة المجالات وعكسه ما تفعله الافكار السلبية السامة والمحبطة لنا المشكلة نتيجة عوامل داخلية لدينا أو عوامل خارجية كانطباع يتركه الآخرون لدينا، مثل تلك التي يتركها الأهل لدى أولادهم أو بعض الأزواج لدى زوجاتهم أو العكس، فنرى أنفسنا أشخاصا فاشلين في الحياة وحين يسيطر هذا الاعتقاد سسنقاد الى الفشل بكل صنوفه للاسف.

ما هي العوامل المساعدة على التخريب الذاتي؟

في هذا الاطار تجيب المستشارة الاجتماعية الدكتورة (فاديا إبراهيم) ما يمكن ان يؤدي بالانسان الى تخريب ذاته بقولها “هناك كثيرا من الطرق التي تؤدي بنا إلى تخريب ذواتنا وأهمها وأخطرها الحالة الشعورية أو الحسية، كالشعور باليأس والإحباط الذي ينعكس سلبا على أفكارنا فتصبح سلبية وسوداوية ما ينتج عنها سلوكيات مؤذية لذاتنا، علاوة على باقي المشاعر السلبية، كالاكتئاب والتوتر والقلق، لها التأثير ذاته على الانسان ان لم يحسن التعامل معها والخروج من عنق زجاجتها الخطيرة والمؤذية.

ومن السلوكيات الضارة والمسيئة لذواتنا و التي تؤدي إلى تخريب ذواتناالكسل ومصاحبة الأشخاص السلبيين، وعدم التعلم أو تطوير الذات باستمرار، وإهمال الصحة، وعدم السعي وقلة المحاولة من أجل الوصول إلى الأهداف، وكذلك إضاعة الفرص وعدم المحاولة والتجريب، اذ ان مثل هذه السلوكيات توقف الانسان بمكانه ولا تسمح له بالتطوير والابتكار ومواصلة حياته كما يشتهي.

كيف نواجه التخريب الذاتي؟

عبر عدة سلوكيات مهمة جداً يمكن للانسان ان يسمو بذاته بدلاً من يخربها وينال منها وبالتالي ينال من جرف صحتها النفسية، وهذه السلوكيات هي:

اول الخطوات المواجهة تكمن في الاعتراف بخطر التخريب الذاتي وبكونه موجود ضمن سلوكيات المصاب بهذه اللعنة، ذلك يتم بفهم المسببات التي اوصلته إليها وبالتالي عقد النية والسعي الجاد إلى إنقاذ الذات منها ومن اثارها المرهقة التي تعيق التقدم النفسي له.

ثاني الخطوات التي تسهم في مواجهة التخريب الذاتي هي الابتعاد عن المقارنة بالآخرين لكون المقارنات الغير منطقية ستجهد الانسان وتجعل نظره شابحاً نحو السماء للوصول الى مستويات اؤلئك الذين يتفوقون عليه في جزئية حياتية قد تكون ليست مهمة لان يكون سعيداً، والافضل هو النظر الى الاقل منا وكيف يسير حياته بصعوبة وبالتالي يرضى بما هو فيه.

ولابد للانسان من مراجعة ذاته بدلاً من تخريبها وهنا نوضح الفرق بينهما فالأولى تتميز بأن الفرد يسعى إلى تصفية حساباته مع نفسه والتعلم من أخطائه كلما واجه مشكلة ما وهذا سلوك إيجابي يحقق للفرد توازنا نفسيا وصحة نفسية عالية، فضلا عن شعور بسلام ذاتي مع نفسه يكون أساسه الخير والحب للذات وللآخرين، اما التخريب فهو جلد الذات وهدمها ومنعها بطريقة او بآخرى عن المواصلة وان كانت المقصود غير ذلك، وبذا يمكن للانسان ان يواجه تداعيات التخريب الذاتي.

المصدر : https://annabaa.org/arabic/psychology/37262

حول الكاتب

مقالات ذات صله

الرد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

W P L O C K E R .C O M