نصائح للمقبلين على الحياة الجامعية

مصطفى ملا هذال

 

أنهى آلاف الطلبة في الصف السادس الاعدادي امتحاناتهم النهائية وعلى امل الانتقال الى المرحلة الجامعية التي عادة ما تتسم بالاختلاف الكبير عن المراحل الدراسية التي سبقت الجامعة وهنا يجب على الطالب وولي الامر التعامل مع المرحلة الجديدة وفق المسؤولية الاجتماعية.

يتخرج الطلبة من المدارس الإعدادية وهم متعطشون للراحة والانفتاح الذي تمنحه الجامعات لاسيما في العاصمة بغداد، ويبذل قصارى جهده للدخول الى احدى الجامعات ليعيش ما نقله له الأصدقاء من تجربة جامعية مميزة بكل تفاصيلها مقارنة مع الكليات الأخرى.

بصرف النظر عن التقسيم السابق نتكلم عن البيئة الجامعية بصورة عامة وما تفرضه من متغيرات على الافراد الذين سينخرطون فيها، وبعد الاندماج في هذه البيئة تبرز العديد من المشكلات على المستوى الفردي لبعض الافراد القادمين من بيئة اجتماعية منغلقة، ووجدوا أنفسهم امام انفتاح في الملبس والتحرك بحرية تامة بعيدا عن انظار الاهل ومراقبتهم.

الحرية التي توفرها الجامعة لهذا النوع من الشباب يجعلهم في بادئ الامر تائهين في أروقة الجامعة والأماكن الجميلة خارجها، هادرين اغلب وقتهم في المتعة الوقتية الزائلة مع زوال اليوم والبدء مرة أخرى مع بداية يوم جديد يكون في أماكن تبعث الراحة لمن يرتادها.

الانشغال بهذه الأمور عادة ما يكون على حساب الاهتمام بالجوانب العلمية، وكثيرا ما يفاجئ أولياء الأمور برسوب أبنائهم في المرحلة الأولى من الجامعة، وليس السبب كما يدعي الأبناء ويعتقد الآباء بصعوبة المواد الدراسية وتغيير المناخ العلمي مما سبب نوع من الارباك لدى الطلبة.

وفي مثل هذا الحال هنالك جملة من النصائح والتي ربما تكون مكررة في بعض مضامينها الا انها من النقاط الضرورية لحياة الطلبة الجدد المنضمين الى الجامعات بشقيها الأهلي والحكومي، اذ تعتبر هذه النقاط من التوجيهات الارشادية التي يفتقر لها العديد من الطلبة ذلك بحكم البيئة القادم منها الطالب او الطالبة.

أولى الأشياء الواجب مراعاتها بشكل كبير هي الاهتمام بالوقت وتوزيعه بين الأولويات، اذ يجب ان يضع الطالب تقسيم معين لأوقات الترفيه والدراسة وربما العمل، هنالك قسم كبير من الطلبة يعملون خلال المرحلة الدراسية، شريطة ان يبقى للعلم النصيب الأكبر من هذا الوقت ليتحقق النجاح والتفوق.

وكذلك الاشتراك في الأنشطة الطلابية التي تجعل الطالب أكثر اندماجا وتقبلا للوضع الجديد الذي واجهته فيه الكثير من المتغيرات، لذا فمن الصحيح ان يكون الطالب جزء من الكل المنشغل في الفعاليات الاجتماعية وغيرها من الألعاب الرياضية ولذلك فوائد كبيرة على شخصية الفرد.

منها تكوين صداقات جديدة واكتساب خبرات اجتماعية تجعل الفرد قادر على مواجهة ومعالجة المشاكل التي قد تواجهه في المستقبل، أضف الى ذلك الاستفادة من تجارب الآخرين وتوظيفها فيما بعد في مراحل حياته وتجاوز الأخطاء التي وقع فيها من سبقه بجميع الجوانب الحياتية.

اما بالنسبة لأولياء الأمور فمن الجيد ان يعرفوا ان البيئة الجامعية أصابها الكثير من التغييرات ولم تبق كما عهدوها في ازمانهم، وهنا يفترض ان يتقبلوا هذه المستجدات ويعطون أبنائهم قدر من الحرية دون الافراط مع الاستمرار بالرقابة الفعلية على تصرفاتهم واختيار صداقاتهم.

الدفع تجاه المثالية المطلقة من قبل أولياء الأمور تجعل الطالب يحذر كل الحذر من خوض تجارب الحياة، وربما يعيش منعزلا داخل الاروقة الجامعية، وهنا يتطلب منهم التخفيف والمرونة في إعطائهم الجرع التوجيهية مع ضرورة التأكيد على ان الخطأ وارد الوقوع ولا يوجد شخص متكامل.

البيئة الجامعية بيئة خصبة يجب استثمرها من قبل الطلبة لتكون محطة الانطلاق نحو التفوق وشق الطريق العلمي والعملي الذي يعد من أكثر الطرق واقصرها وصولا الى الصعود والتألق في سوق العمل الحر او المؤسساتي.

 

.

رابط المصدر:

https://annabaa.org/arabic/education/36332

حول الكاتب

مقالات ذات صله

الرد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

W P L O C K E R .C O M