هل يؤدي اجتياح غزة إلى فتح جبهات إقليمية متعددة؟

تتزايد المخاوف من اتساع نطاق الحرب بين إسرائيل وحماس الى نزاع إقليمي، وسط تحذيرات متبادلة من الولايات المتحدة الداعمة للدولة العبرية، وإيران المساندة للفصائل المسلحة المناهضة لها.

ووجّه وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبداللهيان تحذيرا خلال زيارة إلى قطر، مشددا على أنه ما لم تتوقف “الاعتداءات الوحشية” على السكان في غزة، فإن “لا أحد” يمكنه “ضمان السيطرة على الوضع” خصوصا إذا شنت إسرائيل هجوما بريا على القطاع.

بدورها، أكدت الولايات المتحدة لإيران ضرورة البقاء في منأى عن الحرب، وأعربت عن قلقها إزاء تصعيد الصراع الذي نشب إثر هجوم حماس المباغت على إسرائيل في السابع من تشرين الأول/أكتوبر.

وقال مستشار الامن القومي للبيت الابيض جايك ساليفان الأحد “هناك خطر قائم أن يشهد النزاع تصعيدا، بفتح جبهة ثانية في الشمال، وبالطبع بتدخل إيران”.

وشدّد على أن الولايات المتحدة “لا يمكنها استبعاد فرضية أن تتخذ ايران قرارا بالتدخل مباشرة في شكل او في آخر”.

وقال جون كيربي، المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأميركي، لقناة “فوكس نيوز” إن الولايات المتحدة لا تريد “رؤية جماعة إرهابية أخرى مثل حزب الله توسع نطاق (الصراع) وتفتح جبهات لتشتيت الانتباه عن القتال ضد حماس”.

وتزايدت حدّة المناوشات بين حزب الله المدعوم من إيران والجيش الإسرائيلي في الأيام الأخيرة على طول الحدود الإسرائيلية مع لبنان.

وقال المحلل في مجموعة الأزمات الدولية هيكو فيمين إنّ “الوضع على الحدود خطير للغاية”. وكتب على منصة إكس أنه في حين أن الاشتباكات الفردية هناك قد تمثّل مجرد “درجة واحدة على سلم التصعيد”، إلا أن مثل هذه التفاصيل “لها أهمية كبيرة”.

من جانبه، قال ساليفان لشبكة “ايه بي سي”: “نرى خطرا حقيقيا للتصعيد على الحدود الشمالية، ولهذا السبب كان الرئيس بايدن واضحًا وقويًا جدًا في قوله إنه لا ينبغي لأي دولة أو جماعة أن تسعى إلى استغلال الوضع لصالحهم أو ينبغي تصعيد الصراع”.

وأعلن وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن أن الولايات المتحدة سترسل حاملة طائرات ثانية إلى شرق البحر المتوسط في إطار “ردع الأعمال العدائية ضد إسرائيل أو أي جهود لتوسيع الحرب في أعقاب الهجوم الذي شنته حماس” على الدولة العبرية.

وستنضم حاملة الطائرات “يو اس اس أيزنهاور” ومجموعة السفن الحربية التابعة لها إلى الحاملة “جيرالد فورد” التي سبق وأن تم نشرها في المنطقة في أعقاب هجوم حماس.

وقال ساليفان إن واشنطن لديها قنوات خاصة لنقل مخاوفها إلى طهران، وقد استخدمتها خلال الأيام الأخيرة.

وشدد أمير عبد اللهيان في تصريحات لقناة الجزيرة القطرية على أنه “لا يمكن لإيران أن تبقى متفرجة إزاء هذا الوضع”، مؤكدا أن واشنطن ستتأثر أيضا في حالة توسع النزاع في المنطقة.

وتقدّم الجمهورية الإسلامية الدعم المالي والعسكري لحماس، لكنها نفت مرارا وتكرارا أي تورط لها في هجوم السابع من تشرين الأول/أكتوبر.

ومع ذلك، قال كيربي إنه حتى لو كانت الولايات المتحدة تفتقر حتى الآن إلى معلومات استخباراتية محددة تربط إيران بهجمات حماس، فإن طهران لا يمكنها التهرب من جزء من المسؤولية.

وأضاف “بالطبع إيران متواطئة على نطاق واسع، وهذا ساعد حماس على العمل والقدرة على تنفيذ الهجوم الإرهابي الذي نفذته”.

وأصدر ليندسي غراهام، السناتور الجمهوري الذي يعدّ من الصقور في قضايا السياسة الخارجية، تحذيرا صريحًا لطهران. وقال لشبكة “إن بي سي”: “إيران. إذا صعّدتِ هذه الحرب، سنأتي إليكِ”.

عواقب بعيدة المدى

من جهته قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية ناصر كنعاني إن الولايات المتحدة منخرطة عسكريا بالفعل في الصراع بين إسرائيل والفلسطينيين.

وأضاف في مؤتمر صحفي تلفزيوني ردا على سؤال عما إذا كانت إيران ستتدخل في حال انخراط الولايات المتحدة بالصراع “إيران تعتبر أن الولايات المتحدة منخرطة عسكريا بالفعل في الصراع بين إسرائيل والفلسطينيين”.

وذكرت وكالة أنباء فارس شبه الرسمية يوم الأحد أن إيران حذرت إسرائيل من التصعيد إذا لم توقف الاعتداءات على الفلسطينيين، حيث قال وزير خارجيتها إن الأطراف الأخرى في المنطقة جاهزة للتحرك إذا لم يتوقف العدوان.

ونقلت الوكالة عن الوزير حسين أمير عبد اللهيان قوله “إذا لم تتوقف الاعتداءات الصهيونية فأيدي جميع الأطراف في المنطقة على الزناد”.

كما حذرت إيران يوم السبت في منشور لبعثتها لدى الأمم المتحدة في نيويورك على موقع إكس من أن إذا لم يتم وقف جرائم الحرب والإبادة الجماعية التي تنفذها إسرائيل على الفور، “فإن الوضع قد يخرج عن نطاق السيطرة ويكون له عواقب بعيدة المدى”.

جاء منشور البعثة الإيرانية بعد أن ذكر موقع أكسيوس الإخباري أن طهران حذرت إسرائيل في رسالة عبر الأمم المتحدة من أنها ستضطر إلى الرد إذا شنت إسرائيل هجوما بريا على قطاع غزة الخاضع لسيطرة حركة حماس.

وورد في المنشور “إذا لم يتم وقف جرائم الحرب والإبادة الجماعية التي يرتكبها نظام الفصل العنصري الإسرائيلي على الفور، فإن الوضع قد يخرج عن نطاق السيطرة ويكون له عواقب بعيدة المدى مسؤوليتها ملقاة على عاتق الأمم المتحدة ومجلس الأمن والدول التي تقود المجلس نحو طريق مسدود”.

وتستعد إسرائيل لشن هجوم بري على حركة حماس المدعومة من إيران في قطاع غزة، وطالبت الفلسطينيين الذين يعيشون في القطاع المزدحم بالسكان بالفرار نحو الجنوب باتجاه معبر رفح الحدودي المغلق مع مصر.

وتعمل الولايات المتحدة على إبقاء إيران بمنأى عن الصراع، وتركز الدبلوماسية العالمية الأوسع نطاقا على الحيلولة دون اتساع نطاق الصراع وامتداده إلى مناطق أخرى، لا سيما إلى لبنان، ودون اشتعال حرب في المنطقة.

وقالت الأمم المتحدة إن تور وينسلاند، مبعوث المنظمة إلى الشرق الأوسط اجتمع مع وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان في بيروت يوم السبت. وذكرت قناة الجزيرة الإخبارية أن عبد اللهيان اجتمع أيضا مع إسماعيل هنية رئيس المكتب السياسي لحركة حماس في قطر.

وردا على طلب للتعقيب على تقرير أكسيوس، قال ستيفان دوجاريك المتحدث باسم الأمم المتحدة “جميع اجتماعات (وينسلاند) كانت لمناقشة الجهود الدبلوماسية لتحرير الرهائن وتأمين (دخول) المساعدات الإنسانية والحيلولة دون اتساع نطاق الصراع إلى المنطقة الأوسع نطاقا، وهذا يشمل اجتماعاته في الآونة الأخيرة في لبنان”.

وامتنعت بعثة إسرائيل لدى الأمم المتحدة عن التعقيب على تقرير أكسيوس أو على منشور البعثة الإيرانية على موقع إكس.

وقالت إيران يوم الأحد إن القوات المسلحة الإيرانية لن تدخل في اشتباك عسكري مع إسرائيل ما لم تشن هجوما عليها أو على مصالحها أو مواطنيها.

وقالت بعثة إيران في الأمم المتحدة بنيويورك لرويترز “القوات المسلحة الإيرانية لن تشتبك مع إسرائيل شريطة ألا تغامر منظومة الفصل العنصري الإسرائيلي بمهاجمة إيران ومصالحها ومواطنيها. جبهة المقاومة تستطيع الدفاع عن نفسها”.

أمريكا تعزز قوتها العسكرية لردع تيران

وتعزز الولايات المتحدة قوتها العسكرية في الشرق الأوسط لمنع انتشار الصراع بين إسرائيل وحركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) ولردع إيران عن التدخل مع تزايد المخاوف الدولية من حرب إقليمية أوسع نطاقا.

وتوجد أحدث حاملة طائرات أمريكية -والأكبر في العالم- بالفعل في شرق البحر المتوسط ومن المقرر أن تنضم إليها حاملة طائرات أمريكية ثانية في الأيام العشرة المقبلة.

وبينما يقول البيت الأبيض إن “لا توجد خطط أو نوايا” لاستخدامهما، فإن ذلك يعني أن القطع العسكرية الأمريكية ستبقى لتقديم الدعم الجوي من أجل حماية مصالح الأمن القومي الأمريكي إذا لزم الأمر. ولدى الولايات المتحدة أيضا عدة قواعد في الشرق الأوسط تضم قوات وطائرات مقاتلة وسفنا حربية.

وقال مسؤول أمريكي تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته “يتم بذل كل الجهود لمنع تحول ما يجري إلى صراع إقليمي. إذا حدث ذلك، سوف يستنزف الموارد الأمريكية بشكل كبير”. وأضاف “لا أريد التكهن بشأن المساعدة التي يمكن تقديمها إذا اندلع صراع أوسع نطاقا، هذه القرارات لم تُتخذ بعد”.

ووجه وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، في تصريحات بالقاهرة يوم الأحد بعد جولة دبلوماسية مكوكية لأيام في الشرق الأوسط، رسالة صريحة وتحذيرا ضمنيا لإيران خصم الولايات المتحدة قائلا “عندما يتعلق الأمر بأمن إسرائيل، فإننا سنحمي إسرائيل”.

وقال إن نشر مجموعتين من حاملات الطائرات “ليس لاستفزاز أحد، بل فقط لتوجيه رسالة ردع واضحة للغاية مفادها أنه لا ينبغي لأي كان أن يفعل أي شيء من شأنه توسيع هذا الصراع بأي شكل، أو يعزز العدوان على إسرائيل من أي اتجاه آخر”.

مخاوف حزب الله

ركزت الجهود الدبلوماسية الدولية على منع اتساع نطاق الصراع وخاصة إلى لبنان.

وبينما قصفت إسرائيل غزة بشكل مكثف خلال الأسبوع الماضي وتستعد لهجوم بري، اشتبك الجيش الإسرائيلي أيضا على الحدود اللبنانية مع جماعة حزب الله المدججة بالسلاح والمدعومة من إيران في أكثر المواجهات إراقة للدماء منذ حرب بين الجانبين استمرت شهرا في عام 2006.

وردا على سؤال ما إذا كان من الممكن أن تقدم الولايات المتحدة دعما جويا في شمال إسرائيل، قال المتحدث باسم الأمن القومي بالبيت الأبيض جون كيربي “لا توجد خطط أو نوايا في الوقت الحالي”.

وأضاف كيربي “مع ذلك فإننا نتعامل مع مصالح أمننا القومي على محمل الجد ولدينا قوة عسكرية كافية في المنطقة لحماية هذه المصالح والدفاع عنها حسبما يقتضي الأمر”.

ولن يصدر أي قرار بشن عمل عسكري في الشرق الأوسط إلا من الرئيس الأمريكي جو بايدن المنتمي للحزب الديمقراطي. وتحظى مثل هذه الخطوة بالفعل ببعض الدعم من الجمهوريين.

وقال السناتور لينزي جراهام، وهو صوت جمهوري مؤثر في شؤون الأمن القومي، لرويترز يوم الأحد إنه سيقترح أن يأذن الكونجرس بشن هجوم أمريكي على قطاع النفط الإيراني إذا “جرى فتح جبهة ثانية في شمال” إسرائيل.

وأضاف “إذا حاول حزب الله شن هجوم كبير على إسرائيل، فيجب أن يدفع الإيرانيون ثمنا باهظا لذلك… أي تصعيد من جانب إيران – بإثارة حزب الله أو قتل الرهائن – يجب أن يضعها في مرمى النيران”.

واتهم الجيش الإسرائيلي إيران يوم الاثنين بأنها هي من أمرت حزب الله بشن هجمات على الحدود اللبنانية الإسرائيلية يوم الأحد.

وقال المتحدث باسم الجيش الأميرال دانيال هاجاري في إفادة صحفية “نفذ حزب الله عددا من الهجمات بإطلاق النار من أجل تشتيت جهودنا الحربية في الجنوب (غزة) بتوجيهات إيرانية وبدعم منها (إيران)”.

نشر أسلحة في سوريا

اتهم مسؤول إسرائيلي كبير إيران يوم الأحد بمحاولة فتح جبهة حرب ثانية بنشر أسلحة في سوريا أو عبرها في الوقت الذي تصعد فيه إسرائيل هجوما مضادا في قطاع غزة.

وردا على منشور على منصة إكس للتواصل الاجتماعي يطرح مثل هذا السيناريو، قال جوشوا زاركا رئيس إدارة الشؤون الاستراتيجية في وزارة الخارجية الإسرائيلية “إنهم (الإيرانيون) يفعلون ذلك”.

وقال المنشور الأصلي على إكس “الإسرائيليون عازمون على منع” مثل هذا التطور وهو ما أكده زاركا بالقول “نحن كذلك”.

واتهمت سوريا إسرائيل بشن ضربات على مطاري دمشق وحلب الأسبوع الماضي.

وقالت وزارة الدفاع السورية إن إسرائيل شنت ضربة جوية على مطار حلب في سوريا في وقت متأخر يوم السبت، الأمر الذي أدى إلى خروج المطار من الخدمة.

وأضافت الوزارة “نفذ العدو الإسرائيلي عدوانا جويا من اتجاه البحر المتوسط غرب اللاذقية مستهدفا مطار حلب الدولي، ما أدى إلى وقوع أضرار مادية بالمطار وخروجه من الخدمة”.

وعاد المطار إلى العمل يوم السبت بعد ضربات جوية منسقة نفذتها القوات الإسرائيلية مستهدفة المطارين في العاصمة دمشق ومدينة حلب في شمال البلاد أسفرت عن تضرر مدارج الطائرات وأخرجت المطارين من الخدمة يوم الخميس.

ولا يزال مطار دمشق خارج الخدمة.

وتشن إسرائيل منذ سنوات ضربات على ما تصفها بأهداف مرتبطة بإيران في سوريا، بما في ذلك على مطاري حلب ودمشق.

وتقول مصادر إن الهدف من توجيه ضربات للمطارات هو تعطيل خطوط الإمداد الإيرانية إلى سوريا، حيث يتزايد نفوذ طهران منذ بدأت في دعم الرئيس بشار الأسد في الحرب الأهلية التي اندلعت في 2011.

وجاء الهجومان عشية زيارة وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان لسوريا.

وقال كبير المتحدثين باسم الجيش الإسرائيلي الأميرال دانيال هاجاري يوم الأحد إن إسرائيل مستعدة لخوض حرب على جبهتين أو أكثر، مضيفا أن جماعة حزب الله اللبنانية المدعومة من إيران تعمل على تصعيد التوتر على الحدود اللبنانية لعرقة الهجوم الإسرائيلي في غزة.

إسرائيل تحذر حزب الله من الدخول في الحرب

من جهته قال مستشار الأمن القومي لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يوم السبت إن العمليات العسكرية مع جماعة حزب الله اللبنانية والتي تجري بالتوازي مع الحرب الدائرة في غزة تبدو محدودة النطاق، وحذر الجماعة من القيام بأي عمل قد يؤدي إلى “دمار” لبنان.

وأضاف تساحي هنجبي في مؤتمر صحفي بثه التلفزيون أن إسرائيل تركز قتالها على قطاع غزة الذي انطلق منه مسلحون من حماس لشن هجوم لم يسبق له مثيل على بلدات في جنوب إسرائيل قبل أسبوع. وقال إن إسرائيل “تحاول عدم الانجرار إلى حرب على جبهتين”.

وجاءت تصريحاته بعد زيارة رئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو لجنود مشاة إسرائيليين في غلاف غزة قبيل هجوم بري محتمل للقطاع الفلسطيني. وقال هنجبي إن الاشتباكات المحدودة عبر الحدود مع لبنان تظهر أن أفعال حزب الله لا تزال “دون مرحلة التصعيد”.

وأضاف “نأمل ألا يتسبب حزب الله حقيقة في تدمير لبنان، لأنه إذا اندلعت حرب فلن تكون النتيجة أقل من ذلك” في إشارة إلى التهديدات الإسرائيلية المستمرة منذ فترة طويلة بشن ضربات مكثفة على البلاد لوقف الصواريخ التي يطلقها حزب الله من ترسانة أسلحته.

وقبل أيام فقط من هجوم حماس الذي تسبب في مقتل نحو 1300 شخص، قال هنجبي في حديث لوسائل إعلام إن المعلومات المخابراتية كانت تشير إلى عدم قدرة حماس على مهاجمة إسرائيل.

وأضاف “لقد كان ذلك خطأ” مشيرا إلى أن التقييم الخاطئ كان القاسم المشترك بين أجهزة المخابرات الإسرائيلية. وتابع “ما من شك في أن دولة إسرائيل لم تقم بمهمتها”.

ونفى تقارير إعلامية أفادت بأن مصر نبهت إسرائيل مسبقا بشأن هجوم السابع من أكتوبر تشرين الأول ووصف ذلك بأنها “أخبار كاذبة”، في حين أكد تقرير منفصل بأن رئيس جهاز الأمن الداخلي الإسرائيلي (شين بيت) تلقى قبل الهجوم معلومات مخابراتية غير عادية.

وقال هنجبي إن رئيس الشين بيت عقد اجتماعا بشأن هذه المعلومات المخابراتية في الساعة الرابعة صباح يوم الهجوم، لكن لم يُستشف منها عن تحذير ملموس لما حدث بعد ساعتين ونصف الساعة.

وقال وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف جالانت يوم الأحد إن إسرائيل لا ترغب في شن حرب على جبهتها الشمالية.

وأضاف أنه إذا مارس حزب الله اللبناني ضبط النفس فستحترم إسرائيل الوضع على امتداد الحدود كما هو.

وأثارت تبادل إطلاق النار على نحو متفرق عبر الحدود بين إسرائيل ولبنان على مدى الأسبوع الفائت مخاوف من أن يتحول القتال مع حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) في غزة إلى صراع أوسع.

ودوت صفارات الإنذار بعد ظهر يوم الأحد في أنحاء شمال إسرائيل، مما دفع السكان إلى الاحتماء بالملاجئ. وقال الجيش إنه اعترض خمسة من تسعة صواريخ تم إطلاقها من لبنان ثم رد بقصف مدفعي على المنطقة التي انطلقت منها الصواريخ.

وقال جالانت للصحفيين “لا نريد اندلاع حرب في الشمال. لا نريد تصعيدا للوضع”.

وأضاف في إشارة إلى حدوث تبادل لإطلاق النار عبر الحدود “إذا اختار حزب الله طريق الحرب فسوف يدفع ثمنا باهظا جدا بالتأكيد. لكن إذا مارس ضبط النفس، فسنحترم ذلك ونبقي الوضع على ما هو عليه”.

لكن الشيخ نعيم قاسم نائب الأمين العام لجماعة حزب الله اللبنانية قال يوم الجمعة إن الجماعة القوية المدعومة من إيران لن تتأثر بالدعوات المطالبة لها بعدم التدخل في الصراع الدائر بين إسرائيل وحركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس).

وأضاف “لن تؤثر الاتصالات في الكواليس التي جرت معنا من قبل دول كبرى ودول عربية ومبعوثين من الأمم المتحدة بشكل مباشر وغير مباشر يقولون لنا أن لا نتدخل”.

وقال “حزب الله يعرف واجباته تماما ونحن حاضرون وجاهزون بجهوزية كاملة”.

بعض المصادر أشارت إلى أن حزب الله خطط لتحركاته حتى الآن لتكون محدودة النطاق، مما يمنع انتشارها بشكل كبير إلى لبنان مع الإبقاء على جعل القوات الإسرائيلية منشغلة.

وقال قاسم “السؤال المطروح والكل ينتظر ماذا سيفعل حزب الله وما هي مساهمته… نحن كحزب الله نساهم في المواجهة وسنساهم فيها ضمن خطتنا ورؤيتنا… نتابع خطوات العدو ولدينا جهوزية كاملة، ومتى يحين وقت أي عمل سنقوم به”.

أدلى قاسم بهذه التصريحات خلال تجمع شارك فيه المئات تضامنا مع الفلسطينيين.

وجرى تنظيم تجمعات أخرى في مخيمات فلسطينية وكذلك في مدن بجنوب وشرق لبنان حيث يتمتع حزب الله بوجود قوي. وخوفا من احتمال قيام مجموعة منشقة بمحاولة عبور الحدود، نشر الجيش اللبناني وحدات في جميع أنحاء الجنوب.

ولم يعلق الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله بعد على الأحداث، وكان قد التقى صباح يوم الجمعة بوزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان لبحث الصراع بين إسرائيل وحماس.

 

.

رابط المصدر:

https://annabaa.org/arabic/reports/36674

حول الكاتب

مقالات ذات صله

الرد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

W P L O C K E R .C O M