أثر ممارسات حركة طالبان فى إدارة الاختلاف والتعدد العرقى فى افغانستان (مابين فترات الانتكاس والعودة)

إعداد : ندى أشرف عبد العال على    – إشراف: د. عبير ربيع يونس   – المشرف العام: د. دلال محمود – كليه الاقتصاد والعلوم السياسي – جامعة القاهرة – مصر 

 

الملخص:

تدور الدراسة حول دراسة إدارة حركة طالبان للتعدد العرقى فى افغانستان فإن طالبان اتبعت استراتيجية الاضطهاد والتهميش للعرقيات دون البشتون فى ظل الحكم الأول للحركة ما بين (2001:1996),إلى أن حدثت تفجيرات 11 سبتمبر وتفككت طالبان ظاهريا فقط من حيث إبعادها عن السلطة وصعود العرقيات الأخرى ولكن ظلت عرقية البشتون تدعم طالبان إلى أن غزت الولايات المتحدة الأمريكية افغانستان لمدة عشرين عاما ثم عادت طالبان عام 2020 أى بعد مرور عقدين من الزمان لتفرض سيطرتها مرة أخرى ولكن بإعلان سياسات لإدارة الأختلاف تختلف عما سبق العمل بها قبل عام 2001م. وهى سياسات تعلن التسامح وقبول الاخر من عرقيات مختلفة ومن الشيعة ومن ثم جدوى هذه السياسات تعتبر بمثابة اختبار حقيقى لبقاء حركة طالبان فى الحكم.

Abstract

The study revolves around the study of the management of the Taliban movement for multi-ethnic in Afghanistan,the Taliban followed the strategy of persecution and marginalization of ethnicities without Pashtuns under the first rule of the movement between ( 1996:2001), until the September 11 bombings and disintegrated Taliban ostensibly only in terms of its removal from power and the rise of other year 2001. These policies proclaim tolerance and acceptance of the other from different ethnicities and Shiites, and therefore the feasibility of these policies is a real test for the survival of the Taliban in power.

المقدمة :

لقد شهدت أفغانستان فى عام ٢٠٢١حدثًا يهتز به المشهد السياسى سواء داخليًا،خارجيًا وهو عودة حركة طالبان إلى مظلة الحكم بعد انتكاسة طالت لمدة قد تصل لعشر سنوات منذ عام ٢٠٠١،ظهرت العودة بمظاهر مختلفة من حيث ثلاث مشاهد:قبول العودة بمظاهر مختلفة بصدر رحب أو الاعتراض على هذه العودة وظهور مظاهر خوف شديدة من العودة،ثالثًا مشهد محايد منتظر ما سيحدث من أثر هذه العودة،خصوصًا أن البداية جاءت بإنسحاب الجنود الأمريكان من افغانستان وظهور ذعر تام فى البلاد

عند حدوث هذه العودة أثيرت عدة تساؤلات من أهم ما أثير شكل وطبيعة السياسة التى سوف تنتهجها طالبان فى التعامل الداخلى الذى يخص النظام السياسى أو التعامل الخارجى فيما يخص العلاقات بينها وبين الدول وطريقة تهيئة المجتمع الدولى للتعامل مع جماعة قد تصنف فى الأذهان على أنها حركة إرهابية حتى وإن لم تصنف صراحة[1]

ومن ثم والذي هو موضوع الدراسة سياسة التعامل مع التعدد العرقى المتواجد فى افغانستان فإن طبيعة التركيب للمجتمع الافغانستانى أقرب بشكل أو بأخر لنظام القبيلة وهى السمة  التى فرضت نوعًا من التعدد العرقى فى البلاد مما أثار السؤال الهام كيف يدير من يحكم العلاقات بين هذه العرقيات؟ فالتعددية العرقية هى سلاح ذو حدين قد تستخدمها دول فى تعزيز الشأن الداخلى لها بكسب ولاء ورضاء هذه الاقليات وقد لا يحدث ذلك بل تصبح مصدر قلق وتهميش كبير لقوة الدولة ومركز سلطتها وشرعيتها ومن ثم يظهر قوة نظام أى دولة فى تعاملها مع الاقليات خصوصًا فى حالات الدول النامية حيث أن من الممكن أن تعلن بعض الاقليات انفصالها عن الوطن الأم لمجرد أنه يمثل عرقية معينة أو ما شبه ذلك وذلك ما حدث فى الفترات الأولى من حكم حركة طالبان فى افغانستان(1996م) فى شعور أى عرقية آخرى غير عرقية البشتون بأنها مهمشه وهذا يعكس حالة من الاضطهاد بل والاغتراب عن الوطن ومن ثم يخلق نوع من الانقسام بين ابناء الشعب الواحد لذا فإن إدارة التعدد العرقى فى بلد مثل افغانستان بتعدده العرقى هذا من شأنه أن يساعد فى تقوية الشرعية السياسية للحاكم خصوصًا إذا تم إداره هذا التعدد بسياسات واستراتيجيات منصفة لكل العرقيات على حد سواء

وبما أن الحاكم لافغانستان حركة جهادية ألا وهى حركة طالبان فإن مسألة التعامل مع التعدد العرقى مختلفة إلى حد ما,ومن ثم تتعدد العرقيات فى افغانستان وتشمل أهم الأعراق:

البشتون وهى النسبة الأكبر فى افغانستان تبلغ نسبتهم حوالى ٤٢% وهو العرق الذى ينتمى إليه حركة طالبان,الطاجيك وهم يشكلون ما يقرب من ٢٧%من السكان يليهم عرقيات آخرى مثل الهزارة والأوزبك والتركمان والبلوش،ويشكل المسلمون ٩٩%من إجمالى السكان فى افغانستان ٩٠%من المذهب السنى و١٠%من المذهب الشيعى إلى جانب ذلك اقليات من الهندوس والسيخ

وبما أن حركة طالبان تنتمى إلى عرق البشتون فكان له النصيب الأكبر فى ممارسة الحياة السياسية أمام الأعراق الآخرى التى كانت تتعرض بشكل أو بأخر إلى الاضطهاد والتهميش من قبل حركة طالبان،ويتمثل التهميش للاعراق ليس من هم مختلفون فى التوجه الدينى ولكن يتم التهميش لمن لا ينتمى إلى البشتون فقط ومن ثم كانت السياسة  المتبعة للحركة قبل ٢٠٠١ هى سياسة الإقصاء والتهميش للاعراق الآخرى من دون البشتون أى العرق الذى يمثل حركة طالبان

وبعد استمرار الغزو الامريكى لافغانستان لمدة وصلت لعشر سنوات عادت طالبان بسياسة مختلفة عما سبق فقد كانت السياسة المعلنة للحركة والتى سوف تتبعها الحركة هى سياسة قبول التعددية السياسية والعرقية بعدم الاقصاء والتهميش لأى عرقية وبالسماح بالممارسة السياسية

ولهذه السياسة الجديدة مبتغاها سواء فى كسب رضاء كافة الأعراق للحصول على الشرعية للحكم والاعتراف وفرض السيطره من الحركة على النظام السياسى

فإن حركة طالبان قبل عام (٢٠٠١)م، كانت حركة لا تعترف بالتعددية وبقبول الاخر ولكن بعد العودة اتبعت سياسات جديدة خصوصا فى قبول الاخر والنظرة للعالم بشكل مختلف ولذلك تتمحور المشكلة البحثية فى دراسة التعددية العرقية فى افغانستان وكيف تمكنت حركة طالبان من إدارة هذا الاختلاف مع التركيز على أن طبيعة المجتمع الافغانستانى تختلف بشكل أو بأخر عن مجتمعات عديدة لديها تعدد عرقى ولكن من يحكمها أى من يمثل النظام السياسى ليس بجماعة تنتهج نهج دينى إسلامى متشدد رافضة مشاركة أى فئة فى الحكم إلا إياها وهذه هى جوهر المشكلة البحثية واختيار ما إذا كانت حركة طالبان قادرة على تحقيق نجاح فى إدارة هذا الاختلاف الهوياتى خاصة بعد عودتها لمظلة الحكم فى عام ٢٠٢٠ بعد غياب طال لأكثر من عشر سنوات،أم أن هذا التعدد وطريقة التعامل معه سيكون هو نقطة انتهاء وجود الحركة فى الحكم والقضاء عليها كليًا[2]

السؤال البحثى الرئيسى

ومن هذه المشكلة البحثية يكمن السؤال البحثى الرئيسى

(كيف تدير حركة طالبان الاختلاف العرقى؟ وكيف ساعد التكيف مع هذا التعدد فى إدارة الاختلاف العرقى فى العودة للسلطة مرة أخرى؟)

الاسئلة البحثية الفرعية:

-ماهى الأسس الفكرية لعلاقة الدين بالدولة لحركة طالبان؟

-ما هى وسائل إدارة التعدد العرقى التى استخدامتها حركة طالبان قبل الغزو الامريكى فى 2001؟

-ماذا تغير فى سياسة إدارة التعدد العرقى بعد عودة حركة طالبان عام 2020م؟

أهمية الدراسة

-ما هى جدوى السياسات التى وضعتها حركة طالبان للتعامل مع العرقيات وللحصول على الاعتراف الدولى؟

إن الدراسات التى تقوم على أساس هوياتى والتعددية العرقية تشغل حيز كبير من أهتمام المجتمع الدولى إذ أن بعد اندلاع ثورات الربيع العربي أصبحت الحاجه إلى دراسات الهوية أمر حتمى وهذا قد يعود إلى صعود تيارات الإسلام السياسى للحكم وتحقيق النجاح أو الفشل يعود بشكل أساسى إلى طبيعة الهوية التى تحكم هذا الشعب ومن هذه الفكرة أتت ضرورة الاهتمام بالقضايا المتعلقة بالتعددية العرقية وبالهوية وكيفية إدارة الدول لها لانها عامل هام من عوامل استمرار واستفرار الحكم أو انقضائه كليًا وتعد دراسة حالة أفغانستان وبخاصة أنها تحكمها جماعة إسلامية او أقرب إلى كونها حركة جهادية متشددة عادت بعد سنوات عديدة من الانتكاس لتحكم مرة آخرى فى ظل هذه التعددية،فإن هذه العودة لا يمكن تجاهلها فطريقة التعامل من قبل حركة طالبان لإدارة هذا الاختلاف سترسم بشكل أو بأخر سيناريوهات المستقبل،هل من بقاء دائم على عرش الحكم أم أن الانتكاسة ستعود من جديد ومن ثم فإن تسليط الضوء على مثل هذه التجارب لإدارة الاختلاف العرقى فى فترات مختلفة تفيد إلى حد كبير فى مسألة الهويات،ودراسة مجتمع كافغانستان ودراسة وصول حركة طالبان للحكم من خلال عودة قوية يجعل التساؤل بشأن تعاملها مع التعدد العراق هام،ويمكن أن يفيد كثيرًا فى التعامل مع التعددات فى نماذج آخرى،تعد دراسة الهويات والتعدد العرقى فى الآونة الأخيرة أمر لا يستهان به بأى شكل

أهداف الدراسة

من الأشكال لأن عدم احتواء هذا التعدد من شأنه أن ينذر بتفتت الدولة أو قيام جمهوريات للاقليات القومية

أهداف الدراسة:

-التعرف على التكوين العرقى لدولة أفغانستان

-كيفية إدارة التعدد العرقى من خلال حركة طالبان

-التعرف على نظرة طالبان للعالم من حولها والنظرة للأخر

-الدور السياسى لحركة طالبان فى أحداث 11 سبتمبر

-معرفه الاختلاف الذى ظهر فى سياسات طالبان قبل الانتكاسة وبعد العودة(2020م)

محددات الدراسة

-ما هو المستقبل الذى سنتتظره افغانستان(من خلال السيناريوهات المطروحه)

محددات الدراسة

   تتركز فى دراسة ثلاث محددات(الإطار الزمنى-الإطار المكانى-الإطار الموضوعى)

-الإطار الزمنى:

تدور فترة الدراسة ما بين فترات الحكم الأول لحركة طالبان عام 1996م ثم انتكاسة 2001م بعد أحداث 11 سبتمبر إلى عودة حركة طالبان عام 2020م وتنتهى الدراسة عام 2022م ولقد تم اختيار فترة البداية وفترة النهاية بناءا على أسباب معينة  ولذا لتتبع كيفية إدارة طالبان للتعدد العرقى علينا أن نعود إلى فترة الحكم الأول عام 1996م, حتى يتسنى لنا معرفة ما الذى تغير فى السياسات فى إدارة التعدد العرقى فإن التباين فى تتبع سياسات إدارة التعدد فى البداية من اضطهاد للعرقيات دون البشتون“العرقية التى تنتمى لها حركة طالبان” وعدم إدماج هذه العرقيات فى المشهد السياسى هذا ما كان سائدا قبل الابتعاد عن السلطة فى عام 2001م ولكن فى عام 2020 بعودة حركة طالبان إلى سُدة الحكم فقد أعلنوا عن سياسات حديثة فى إدارة التعدد العرقى ومن ثم هذا التباين سبب رئيسى فى أختيار هذه الفترة الزمنية فضلا عن تقييم لجدوى هذه السياسات لذا فترة النهاية تتمثل فى عام 2022م

-الإطار المكانى:

يدور الإطار المكانى للدراسة فى دراسة حركة طالبان فى دولة افغانستان وهى حالة دراسية مناسبة تركز على التعدد العرقى والاختلاف الهوياتى وكيفية التكيف مع هذا الاختلاف من خلال حركة جهادية ومجتمع تسوده العرقيات المختلفة,وكذلك  فقد نشأت الكثير من الحركات الجهادية فى افغانستان ولكن حركة طالبان هى الأبرز لانها تنتمى لعرقية البشتون فى افغانستان وهى العرقية الاكثر قوة وعددا

فحركة طالبان هى حركة جهادية نشأت فى افغانستان وتعود نشـأتها إلى مطلع الثمانينات وعرفت حركة طالبان بأعمالها العنيفة واتباع سياسات متشددة فضلا عن طبيعة المجتمع الافغانى فى التعامل مع العرقيات المختلفة لذا اختيار افغانستان وحركة طالبان من الحالات المناسبة لدراسة إدارة الاختلاف العرقى وفى ضوء سياسات الهوية[3]

-الإطار الموضوعى:

تنتمى هذه الدراسة إلى حقل النظم السياسية وفقًا لما شهده النظام السياسى الافغانستانى من تغيرات متلاحقة وحدث أهتز به المجتمع الدولى لذا فرض هذا الموضوع نفسه للدراسة والبحث وبدراسة سياسات الهوية والتعدد العرقى يعتبر أفضل تطبيق لذلك هى افغانستان لما تتسم من تعدد فى الأعراق ومن ثم بيان طريقة إدارة هذا التعدد وتقييم سياساتها السابقة والحديثة.

الأدبيات :

تشمل الدراسات السابقة ذات الصلة بموضوع الدراسة والبحث ثلاث مجموعات من التصنيف حيث يتم تقسيم المحاور إلى المحور الأول:دراسات تتناول إدارة التعدد العرقى لمجموعة من الدول وعرض نماذج النجاح والفشل فيها وتتنوع هذه التجارب ما بين تجارب لدول اسيويه ودول افريفية,أما المحور الثانى سوف يتناول دراسات إدارة الحركات الجهادية للنظام السياسى وتصور هذا المحور فى عرض تجارب الدول مع الحركات الجهادية التى تحكم بعقلية دينية متشددة إلى حد كبير للنظام السياسى وهذا ينعكس على دراسة حالة طالبان فى إداراتها للنظام السياسى ,أما المحور الثالث سوف يتناول الجانب التطبيقى من الدراسة:حيث تناولت حركة طالبان وعودتها وكيفية إدارة التعدد العرقى وتحقيق سياسات التكيف وسيتبع عرض الأدبيات تقييم لها وفقًا لموضوع وأسئلة الدراسة

.1دراسات تتناول إدارة التعدد العرقى (ما بين النجاح والفشل)

حللت الدراسات المختلفة كيفية إدارة التعدد العرقى فى ظل مجتمع يشوبه التعددية مع محاولة تحقيق قدر كافى من الحرية فى ممارسة العقائد وما شبه ذلك ويمكن الإشارة فى هذا السياق إلى

دراسة أحمد وهبان(2001)حول الصراعات العرقية واستقرار العالم المعاصر[4] فقد تضمنت هذه الدراسة أهم السبل التى تؤدى إلى الوحدة الوطنية فى المجتمعات التى تتضم اجباريًا عرقيات متعددة وقوميات ايضًا متعددة بالإضافة إلى تقديم تعريف معاصر للحركات العرقية فى العالم المعاصر من حيث طبيعة هذه الحركات/أسبابها/الأهداف التى تسعى لتحقيقها لأنها أصبحت أهداف تختلف بشكل كبير عما كانت عليه،والآثار التى تترتب على الحياة السياسية فى البلدان التى تتواجد بها،كما تضمنت تأثير هذا التعدد وهذه الحركات على الاستقرار السياسى مع عرض بعض النماذج التى تظهر بها التعددات العرقية(كالأتحاد السوفيتى السابق،الحركات العرقية الكردية والسودانية)،ولكن يطرح الكاتب الفارق بين التعدد العرقى والتعدد القومى ودراسة التعددات العرقية فى العالم المعاصر حتى يتم التوظيف فى دراسة حالة ماليزيا لذلك توصلت الدراسة إلى أن التعدد العرقى من جانب ماليزيا استطاعت أن تتغلب على الصعاب التى سوف يشكلها محققة نجاح فى ذلك,وبخلاف الدراسة السابقة التى سعت إلى طرح الفكرة بشكل موجز ودراسة حالة دولة أسيوية نجحت فى إدارة التعدد العرقى فإن دراسة إدابير أحمد(2012) حول دراسة التعددية الإثنية والأمن المجتمعى من خلال التطبيق على حالة مالى كدولة افريقية[5] تضمنت مفهوم الإثنية بإعتباره مفهوم محورى فى إدارة التعدد العرقى وعلاقة مفهوم الإثنية بالمفاهيم الآخرى ذات الصلة فى هذا الإطار كما تناولت التعريفات الخاصة بالأقليات والجماعات الإثنية وما هى تصنيفاتها ومطالبها والآليات المستخدمة فى إدارة المجتمع الإثنى وإزالة الخلافات التى قد تسببها الأعراق،كما تناولت الدراسة مفهوم الأمن المجتمعى فى إطار نظرى نقدى لتفسير ما هى الأسباب التى تؤدى للتمرد،وقد تناولت الدراسة نموذج دولة”مالى”فى العرض التاريخى والجغرافى لجذور النزاع للتوارق وتطور هذا النزاع وامتدادته الاقليمية بالإضافة إلى الأدوار الدولية فى حل هذا النزاع من جانب المنظمات الدولية كالأمم المتحدة والاتجاه الافريقى,وثمة دراسات حاولت ربط أليات التعدد العرقى بأزمة المواطنه مع التطبيق على حالة جنوب السودان وذلك مثل:سومية محمد على (2017) [6]حيث تضمنت الدراسة النزاعات الإثنية وآليات إدارة التعدد الإثنى بالأنواع المختلفة من خلال الجانب النظرى ونظريات النزاعات الإثنية،ثم تتناول دراسة جنوب السودان من حيث جغرافيتها والتركيبة السكانية لها مع تناول تاريخ الصراع الإثنى فى جنوب السودان الذى يمتد لسنوات عديدة بين الشمال والجنوب حول الصراعات والاستقلال والصراعات التى تحدث على الموارد بينهم ولكن اثبتت الدراسة أن دواعى الانفصال من جانب الجنوبين ليست بسبب التهميش والإقصاء ولكن لأسباب شخصية من القادة،وظهور حروب أهلية بينهم ومن ثم توصلت الدراسة إلى نتائج عن الصراعات والنزاعات الإثنية ,النزاعات الإثنية تعود بالأساس إلى سوء الإدارة المركزية من خلال التعامل الخاطىء واستخدام آليات غير صحيحة فى التعامل مع الاختلافات ,عدم الاعتراف بالتعددية سيؤدى إلى حدوث انهيار وفشل خاصة مع استمرار النزاع،فإن النزاع فى السودان لم يؤثر استمراره على السودان فقط ولكن سيؤثر على دول الجوار ايضًا

ب.دراسات تتناول إدارة الجماعات الجهادية للنظام السياسى

تركز الدراسات فى هذا المحور على تناول كيفية إدارة النظام السياسى من خلال الجماعات الجهادية مثل جماعة الاخوان على سبيل المثال فى مصر ومن ثم هناك دراسة راجية مصطفى البدوى(2015) حول:أثر الوصول للسلطة على فكر وممارسات جماعة الأخوان المسلمين[7] وقد تضمنت الدراسة:جماعة الاخوان المسلمين من البداية من حيث التعريف بالجماعة وطريقة ممارساتهم للحياة السياسية والعمل السياسى فقد تناولت الكاتبة منهج تحليل الجماعة، فالأخوان لهم فى الحكم مرجعية دينية قوية فهم يقرون أن الاسلام ليس مجرد دين بل هو دين ودولة،ومن ثم تناقش الدراسة كيفية إدارة الاخوان المسلمين للعمل السياسى علمًا بأن الاخوان المسلمين الآن تصنف على أنها جماعة محظورة ومن ثم لا تستطيع ممارسة العمل السياسى ثم تناقش الدراسة وضع الحقوق والحريات فى عهد الرئيس مرسى عام ٢٠١٢ وقضايا السياسة الخارجية وعلاقات الدولة المصرية آنذاك مع جيرانها من الدول ومع القارات الآخرى،وعلى هذا النحو توصلت الدراسة إلى أن:جماعة الأخوان المسلمين هى جماعة لاراديكالية تهدف للوصول إلى السلطة ولكن عن طريق تطبيق المنهج الإسلامى،الوصول لنتيجة عامة أن الحركات الإسلامية والجهادية تعتبر الإسلام دين ودولة لصلاح الدين والدنيا،أن الوصول للسلطة من الجماعة يعتبر بمثابة تحديًا أمامها من حيث تقبل الشعب المصرى بهويته لحكم الجماعة،وفيما يخص السياسه الخارجية آنذاك فقد اهتمت الجماعة بتدشين علاقتها مع الدول التى تهدف فى نهاية الأمر إلى تكوين الامبراطورية الإسلامية ولكن بخلاف هذه الدراسة التى أوضحت ايضا أن الاخوان المسلمين بشكل أو بأخر يتسمون بالمرونه فى التفكير ولكن هناك دراسة لمجموعة باحثين(2012),حول القاعدة بعد بن لادن[8] تضمنت: وجود تنظيم القاعدة فى باكستان كما شرعت فى توضيح دور باكستان فى دعم الحركات الجهادية مع إسقاط الضوء على دور”عسكر طيبة”فى دعم قوات تنظيم القاعدة وطالبان داخل افغانستان ومراحل التعاون بينهم موضحة كيفية إدارة الحركات الجهادية نظام الحكم ,وخلصت الدراسة إلى أن الحركات الجهادية جميعًا تتعاون لتحقيق مصالحها مجتمعة فنجد أن القاعدة مساعد دائم لطالبان وداعش ومن ثم ركزت الباحثة على دراسة الدور الباكستانى فى دعم الحركات الجهادية فى افغانستان ومن ثم كان هناك فترة طويلة من التعاون بين هذه الجماعات قبل أن ينشب الصراع بينهم وانتقالا من الحالة الافغانية ورجوعا إلى الحالة المصرية فتوجد دراسة ناثان ج.براون(2012)حول المشاركة لا المغالبة:الحركات الإسلامية والسياسة فى العالم العربى [9]تضمنت الأتى: الحركات الإسلامية وخصوصًا فى أربع دول عربية ظهر وتبلور بهم هذه الجماعات بدرجة كبيرة،وهم:مصر،الاردن،فلسطين،الكويت،وقد تم اختيار هذه البلدان لما تتمتع به الحركات الإسلامية بها من نشاط واسع وأجندة متوسعة فى الحكم ومن ثم ركز الكاتب على تأثير السياسات غير السلطوية على الحركات الإسلامية من خلال عقد المقارنات

وقد ركز على دراسة الحالة المصرية المتمثلة فى جماعة الاخوان المسلمين من خلال استعراض تاريخى اولًا،من حيث الشكل التنظيمى للجماعة والنمط الإيدولوجى الذى يحكمها وما إلى ذلك،وقد توصلت الدراسة إلى نتيجة مفادها أن الحركات الإسلامية لها عدة سمات تنظيمية منها:القدرة على البقاء فى العديد من الأوضاع المختلفة والصعبة بالإضافة إلى الاعتماد على الدين كمصدر موحد للحقيقة،فالحركات الإسلامية ليست جميعها لديها بنفس القدرة على البقاء فى النظم شبه السلطوية وتحقيق البقاء

وبشكل عام يبقى القاسم المتشرك بين هذه الدراسات هو الايدولوجية الدينية المتشددةالتى تحكم الجماعات بها النظام السياسى بأخذ الاخوان المسلمين كمثال على هذا بغض النظر عن قبول المجتمع لذلك أم لا وأخذ افغانستان بعد سقوط بن لادن ايضا كمثال واضح على ذلك.

ج.دراسات تتناول حركة طالبان وعودتها وكيفية إدارة التعدد العرقى وتحقيق سياسات التكيف

تتسم الدراسات التى تحدثت فى إطار عودة طالبان بتقديم تحليل للوضع القائم ولكن دون الاستناد إلى تنبؤ واضح بالأمور وبمجريات الاحداث بل يترك المجال مفتوح لما من الممكن أن يحدث حيث يوجد دراسة مطيع الله تائب(2008) حول: عودة طالبان واحتمالات المستقبل [10]تضمنت الدراسة الدراسة بشكل أساسى عودة حركة طالبان مع توضيح ما هى أبعاد هذه العودة والمراحل التى اتبعتها طالبان حتى تتم العودة بطريقة متدرجة مع محاولة وضع تنبؤات بوضع افغانستان مستقبلًا بعد عودة الحركة للحكم،بالإضافة إلى ذلك تركز هذه الدراسة على الصراع بين حركة طالبان مع الدولة مع توضيح أن أسباب هذا الصراع هى أسباب داخلية بشكل كبير نابعة من الداخل الأفغانستانى سواء فى الوجود الاجنبى،ضعف الوجود الحكومى،الوعود الدولية الكاذبة،الدعم الباكستانى ولكن اغفلت الدراسة الأساليب التى تم بها الصراع بين حركة طالبان والدولة وكيف انتهى وما النتائج التى من الممكن أن تخرج بها وعلى غرار ذلك مع بعض الاختلافات تناولت دراسة Paul k Davis(2012)[11] مراحل تطور حركة طالبان والتى تتمثل فى فترات سقوط وعودة وهذه المراحل تنقسم إلى ٣مراحل أساسية:

المرحلة الأولى:امتصاص الضربة والاستعداد للعودة من سنة(٢٠٠٣:٢٠٠٢)وهذه المرحلة قد اتسمت بالهدوء النسبى رغم حدوث بعض التفجيرات والعمليات الإرهابية بل كانت هذه الحركة مجرد مناوشات

المرحلة الثانية:(٢٠٠٥:٢٠٠٤)بدأت طالبان فى هذه المرحلة أن تستعيد قوتها من خلال استيراد أسلحة جديدة

المرحلة الثالثة:(٢٠٠٧:٢٠٠٦)،ومنها عادت طاليان عودة كاملة وشكلت حكومة الظل ودخول حركة طالبان فى العملية السياسة ,عنصر الاستفادة من هذه الدراسة يأتى فى التعرف على مراحل انتكاسة وعودة طالبان وكيف انها بعد انتكاسة وبعد عن المشهد السياسى تستطيع أن تعود مرة واحدة وبخلاف هذه الدراسات التى توقفت عند دراسة العودة ومراحلها ومراحل التفكك ايضا تأتى دراسة Antonio Ciustozz(2012) حول Hearts Minds and the Barrel of a Gun:The Taliban shadowGovernment:institute for international strategic security[12] تضمنت الدخول الطالبانى فى العملية السياسية والنظام السياسى الافغانستانى من خلال تشكيل حكومة الظل التى أدت إلى قيام طالبان بدور ملحوظ فى العملية التعليمية حيث قامت طالبان بتجنيد المعلمين فقط لخدمة أهداف الحركة وقامت ايضًا بأعمال آخرى كثيرة مثل استقطاب المنظمات الغير حكومية وإنشاء المحاكم من أجل جعل العملية القضائية تسير بوتيرة سريعة،ولكن مع استخدام العنف من الحركة ضد الشعب ومن ثم دخول طالبان للحياة السياسية لم يكن أداة سليمة فقط وتأثيرها على المجتمع الافغانى ظهر بشكل واضح من خلال التأثير على مؤسسات الدولة لتعليم بقضاء وما إلى ذلك

تقييم الدراسات السابقة:

بعد عرض مجموعة من الدراسات السابقة حول الثلاث محاور المحددة وما تقدمه من مداخل ونظريات ورؤى مختلفة حول دراسة موضوع التعدد العرقى وإدارته وكيفية إدارة الجماعات الجهادية لهذا التعدد العرقى وللنظام السياسى بوجه عام ركزت الدراسات فى المحور الأول على دراسه مجموعة من التجارب للدول التى تعاملت مع التعدد العرقى سواء نجحت أو فشلت فى التصدى للمشاكل التى يسببها أو التغلب عليها وهذا يفيد الدراسة فى دراسة حالة حركة طالبان فى أفغانستان فى التغلب على التعدد العرقى أو ممارسات الاضطهاد ضدهم ,أما المحور الثانى فقد ركز على كيفية الادارة للنظام السياسى وقد جمع بين الشدة واللين فى الايدولوجيات المحور الثالث فقد ركز على عودة طالبان ولكن تجاهل المحور الثالث توضيح السياسات الجديدة التى سوف تتبعها طالبان فى افغانستان وهى سياسات تختلف عما سبق فضلا عن تقييم لجدوى هذه السياسات على أرض الواقع من خلال الدراسة .

ستتبنى الدراسة مجموعة من المفاهيم التى ستتطبق فى فصول البحث الرئيسى وهى مفاهيم      (التعددية,سياسات الهوية,التعددية العرقية,الجماعات الاثنية)

اولًا مفهوم التعددية:

مصطلح التعددية هو مصطلح حديث فى الظهور والتداول وهو مرتبط بشكل أو بأخر بمفهوم الديمقراطية ومفاهيم الإدارة الرشيدة فى المجتمع

المعنى الاصطلاحى:من الممكن أن نعرف التعددية على أنها تمثل وجود تنوع فى مجتمع ما نسبة لوجود دوائر للانتماء عديدة داخل الهوية الواحدة وهذا ما يخلق التعدد ومن ثم يترتب على هذا التعدد احترام له وقبول الآخر بصدر رحب وبعد القبول تأتى الحرية للممارسة الفعلية حيث أن التعددية لا تقف عند قبول هذا التعدد والاعتراف به ولكن إعطاء حق ممارسة أفكار هذه العرقية بكل حرية وعدم وجود تهميش أو إقصاء[13]ومن ثم فهو يمثل إطار تتفاعل فيه المجتمعات وتتسم هذه المجموعات بالتسامح واحترام الآخر واحترام معتقداته ويظهر التفاعل خالى من أى صراعات،فهنا تظهر التعددية وكأنها ملمح من ملامح المجتمعات الحديثة والأساس الذى من خلاله يحدث تقدم للمجتمعات إذا تم استخدامها بهذا المعنى الصحيح ولذلك من الممكن أن نستنج أن المعنى الصحيح للتعددية هو معنى إيجابى بقبول الآخر والتقدير والاحترام المتبادل للتعدد سواء كان ثقافى،سياسى،دينى وعرقى ومثال افغانستان وحركة طالبان أدل دليل على وجود تعدد عرقى كبير ولكن تطبيق المفهوم هو الذى سوف يختلف من حالة لحالة آخرى[14]

التعدد فى علم السياسة يعبر عن المجتمعات المختلقة التى تتنوع بها الأعراق أو أنها تعبر عن التنوع والاختلاف ولكن ليس فقط الاعتراف بوجود اختلاف وتمايز ولكن اعطاؤهم مطلق الحرية وممارسة الديمقراطية[15]

ثانيا:تعريف سياسات الهوية

يرجع المصطلح إلى سبعنيات وثمانينات القرن الماضى وظهوره جاء لسبب تفسير الهويات وعلاقات القوى والسلطة،ومن ثم فاستخدام كلمة سياسات بجانب الهوية يدل على حركة الهويات بأن المصطلح غير ثابت،فهو يعبر عن نهج سياسة معين بحيث يشكل الأفراد المنتمين إلى عرق/ديانة/طبقة معينة

من الممكن استخدام الهوية كأداة للتسويق للأفكار السياسية او لاضفاء الشرعية على المطالب السياسية لدعم وتحفيز الأعمال السياسية وذلك بهدف التأكيد على الاختلاف من جهة وحصولها على الاعتراف والقوة من جهة آخرى[16]

ثالثًا:مفهوم التعددية العرقية

إن التعددية العرقية هى مفهوم متداخل بشكل أو بأخر مع مفاهيم آخرى من قبيل مفاهيم كالإثنية والقبلية لذا سوف يتم توضيح:

١.مفهوم العرقية

٢.مفهوم الجماعات العرقية

٣.مفهوم الإثنية والجماعات البينية كمفاهيم مترابطة

مفهوم العرقية:

لمفهوم العرقية تعريفات عديدة:

تعريف معجم”المصباح المنير”أن العرق هو كل مصطف من طير وخيل ونحو ذلك،والجمع أعراق،ويذهب معجم الوسيط إلى تحديد نفس المعنى حيث يوضح أن العرق هو أصل كل شىء[17]

ثانيًا:تعريف معجم المصطلحات السياسية:العرق هو مصطلح يطلق على مجموعة من البشر يشتركون فى عدد من الصفات الجسمانية أو الفيزيائية على فرض أنهم يمتلكون موروثات جثمانية واحدة[18]

2.مفهوم الجماعات العرقية:

لها تعريفات متعددة منها على سبيل المثال:

تعريف”محمود أبو العينين” أن الجماعة العرقية هى عبارة عن جماعة من الناس تعيش فى مجتمع شامل،يكون لهذه الجماعات روابط مشتركة تربط أفرادها ببعضهم البعض،فضلًا عن وجود خصائص ثقافية مشتركة كاللغة والدين والتقاليد[19]

فالجماعات العرقية هى عبارة تجمع بشرى وهؤلاء البشر يشتركون فى مجموعة من المقومات،كوحدة الأصل أو الثقافة أو اللغة أو غيرها من المقومات الآخرى.[20]

ثالثًا:المفاهيم المتصلة بمفهوم العرقية:

هناك كثير من المفاهيم التى تتداخل مع مفهوم العرقية منها على سبيل المثال”مفهوم الاثنية”فإنه من أكثر المفاهيم التى تداخلت مع مفهوم العرقية،فقد تم تعريفها كالآتى:

من وجهة نظر فريدريك بارت:أن الاثنية لا تعبر عن مجموعات جامدة وثابتة وإنما هى عبارة تجمعات بشرية غير متسمة بالثبات،اعضائها يتغيرون على المدى الزمنى البعيد،ولذلك فهى مرتبطة بشكل أو بأخر بالتغيرات التى تطرأ على الأوضاع الاجتماعية،وينشأ من خلال التفاعل بين صانع القرار والفرد[21]

الجماعات الإثنية:

تم تعريفها عن طريق منظمة اليونسكو:أنها كل قطاع من المجتمع يتمايز ويختلف عن الآخرين بواسطة الثقافة،اللغة،الخصائص الطبيعية.[22]

إن ظهور إشكالية حول تسييس الدين أو تدين السياسة ليست وليدة العصر الحالى،فهى مشكلة متأصلة بين علماء السياسة والدين منذ ظهور الفكر العلمانى وبالأخص فترة الثورات التى عادة ما تشهد صعود تيارات الإسلام السياسى للحكم من خلال ظهورها بمظهر المصلح للخلل التى تسببت الدولة فى حدوثه وهذا ما شهدناه فى ربيع الجزائر الأول عام١٩٨٨،وفى ثورات الربيع العربى عام ٢٠١١

فى هذه الإشكالية لا يوجد رأى موحد حولها بل انقسمت الآراء حول مؤيد ومعارض لدخول الدين فى الشأن السياسى فإن الرفض لتدخل الدين نابع بشكل أو بأخر من التجربة الغربية والغرب الاوروبى حيث أن حقبة الحداثة بدأت بفصل الدين “الكنيسة” عن الدولة وإدارة شئونها ولذلك وجدت الاشكالية والجدل بعدم تدخل الدين فى الشأن السياسى بمرجعية غربية أوربية

ولكن على الصعيد الآخر من مؤيدى تدخل الدين فى الحياة السياسية والمؤيدين بأن دور الدين دور محورى فى السياسة وهذا ظهر بشكل أكبر فى التجربة الآسيوية،حيث توجد العديد من الدول ومنهم وتعتبر مثال بارز فى ذلك:(افغانستان وحكمها من حركة طالبان التى تحكم بمرجعية إسلامية دينية)

ومن ثم هناك ثلاث أتجاهات لتأصيل العلاقة بين الدولة والدين:(الاتجاه الدينى العلم ان ومدنية السلطة ودينية التشريع)

١.الاتجاه الدينى أو ما يقال”الدولة الدينية”:

وهو الاتجاه الذى يخلط بين الدولة والدين ويجعل العلاقة بينهم بها تطابق وهو ما يفسر استئثار أو تفرد سلطة سياسية أو فرد بالسلطة وهو ما يعبر بشكل أو بأخر عن مفهوم الاستخلاف عن الله فى الأرض وقد عارض الإسلام هذا الاتجاه بأعتبار أن الاستخلاف والخلافة مقصورة على الانبياء وبوفاة النبى انتهى هذا الاتجاه،لان الخلافة انعكاس لحكم الجماعة ليس لتفرد فرد أو فئة معينة بالسلطة

٢.الاتجاه الثانى:الدولة العلمانية

وفى هذا الاتجاه الفصل التام بين الدولة والدين فالحل العلمانى يبعد تدخل الدين بإعتبار أن للدين اختصاصات تختلف بشكل كبير عن السياسة والعمل بها

٣.الاتجاه الثالث:مدنية السلطة ودينية التشريع

هو الاتجاه الأكثر اعتدالًا فى أنه يقيم العلاقة بين الدين والدولة على أساس وجود أرتباط بينهم لا وجود خلط ولا تطابق فهو يقوم على فكرة دينية التشريع فالمغزى منه هو أن يصل الدين لأهل السياسة انفسهم ليس إلى السياسة بممارستها

أما عن الإسلام فى منطقة دول آسيا فقد اعتبر الإسلام مكون رئيسى من مكونات الثقافة السياسية وهذا ظهر فى دول عديدة مثل ماليزيا وباكستان وافغانستان محل الدراسة فالحكم فى افغانستان يقوم على الاعتماد على الدين الإسلامى على الرغم من الاختلاف حول كيفية تطبيق هذه الاحكام من عدم تطبيقها ولكن المتفق عليه أن الدين أساس فى حكم حركة طالبان وافغانستان

منهج الدراسة

ومن هذا الاطار النظرى نستطيع دراسة النظرة التى تنظر بها حركة طالبان لعلاقة الدين بالدولة وكيفية تنفيذ احكامه[23] وهو ما سيتضح عند تناول الأسس الفكرية للحركة فى الفصل الثانى وكيفية انعكاس ذلك فى سياسات إدارة التعدد العرقى

المنهج:

منهج تحليل الجماعة هو منهج جاء كرد فعل على المنهج المؤسسى،يهتم بشكل أساسي بالجماعات المتفاعلة والتى يكون لها تأثير على مستوى الأفراد وعلى النظام السياسي،قد تكون جماعات تقوم على روابط الدم أو جماعات مصالح او جماعات لها انتماءات معينة وما إلى ذلك

مقولات منهج تحليل الجماعة:

١.وحدة التحليل الأساسية:الجماعة

٢.كلما كانت الجماعة على درجة أكبر من التقارب والأرتباط من الشعب كلما زاد تأثيرها

٣.للجماعات دور سياسى هام،لان الجماعات التى تتشكل داخل الدولة يكون الهدف الرئيسى منها هو الوصول للسلطة بشكل أو بأخر،التأثير على صانع القرار

٤.الجماعة ليست فقط تجميع للأفراد ولكن هى عبارة عن عقل جماعى ولا تظل قاصرة فقط على الصفات الفردية

٥.درجة أرتباط الفرد بالجماعة تعود بالأساس إلى طبيعة العلاقة بين الفرد والجماعة من حيث احترام دور الفرد،درجة تعاطفه مع الجماعة[24]

تم الاستعانة فى هذه الدراسة بمنهج تحليل الجماعة حيث يبرز هذا المنهج أهمية الجماعة فى الحياة السياسية وممارسة الوضع السياسي والدور السياسي فى التفاعلات السياسية فى كثير من الحالات المختلقة،ولهذه الجماعات أشكال متعددة حيث منها جماعات تقليدية تقوم بشكل أساسى على علاقات الدم والقرابة والمصالح وتوحيد الهدف وقد تأخذ الجماعات شكل آخر وهو شكل جماعات المصالح وقد تكون ممثلة فقط فى شكل أحزاب سياسية،وقد تكون هذه الجماعات لها انتماء إقليمى وإيدولوجى وهو من المحددات الأساسية للجماعات وكذلك الانتماءات العرقية أو الطائفية أو اللغوية أو الطبقية

أهم المقومات لمنهج الجماعة

أهمية بروز الطابع الرسمى والغير رسمى الذى تتميز به الجماعة ومن ثم قدرة الحكومة على تحقيق التماسك والإستمرار والتكيف بالإضافة إلى طبيعة نشاط الجماعة والأدوات التى تستخدمها،طريقة إتصال الجماعة بالنظام السياسي والتأثير والتأثر،وأن الجماعة لا تعبر بأى شكل من الأشكال عن حاصل جمع الأفراد فقط ولكن قد تملك الجماعة صفات مستقلة عن افرادها كما قد تتأثر الجماعة بمدى التعاطف معها من الأفراد ومكانة الفرد بها.[25]

تتمثل فى الاعتماد على الكتب والمصادر المكتوبة ورسائل الماجستير والدكتوراه والتقارير من المراكز البحثية حيث أن فترة الدراسة تميزت بكثرة التقارير التى نشرت من خلال الامم المتحدة أو الاتحاد الأوروبى إلى جانب المصادر التى تتحدث عن الانسحاب الأمريكى،فضلًا عن المصادر التى اهتمت بتغطية حدث عودة الحركة.

سيتم تقسيم الدراسة إلى ثلاثة فصول,حيث سيتناول الفصل الأول :التعددية العرقية فى افغانستان والحركات الجهادية ويتضمن هذا الفصل ثلاث مباحث,المبحث الأول يتناول التكوينات العرقية المختلفة فى افغانستان,المبحث الثانى يتناول أوجه التشابه والاختلاف بين الجماعات الجهادية الأفغانية وشكل الصراع مع الدولة,المبحث الثالث يتناول اليات إدارة المجتمع المتعدد العرقىالفصل الثانى :حركة طالبان فى افغانستان فى الفترة من (2001:1996)م,ويتضمن هذا الفصل ثلاث مباحث,المبحث الأول:الأساس الفكرى لحركة طالبان,المبحث الثانى:إدارة التعدد العرقى من خلال طالبان قبل 2001م,المبحث الثالث:أثار أحداث 11 سبتمبر2001م على الدور السياسى لحركة طالبانالفصل الثالث:عودة طالبان(2022:2020)م,ويتضمن هذا الفصل ثلاث مباحث: المبحث الأول:عودة طالبان وردور الأفعال المختلفة,المبحث الثانى:إدارة التعدد العرقى فى ظل العودة وسياسات طالبان الحديثة,المبحث الثالث:تقييم لجدوى السياسات الجديدة فى الواقع (مشاهد ووقائع)بالإضافة إلى الخاتمة التى سيتم عرض فيها النتائج والسيناريوهات المستقبلية بعد عودة طالبان للحكم.

تمهيد:

إن دولة افغانستان هى دولة تقع فى القاره الاسيوية لذلك سميت بقلب اسيا وهى دولة تتميز بالتعدد العرقى فمنذ بداية وجود الدولة وهى تتصف بهذا التعدد الذى ينشأ عنه كثير من الاشكاليات سواء على المستوى المحلى من خلال قيام حروب أهلية على سبيل المثال وشعور عرقية بالتميز فى مقابل عرقية أخرى وهذا الذى حدث عند حكم طالبان فى عام 1996 إلى 2001 حيث شعرت العرقيات دون البشتون بالتمييز ضدها فضلا عن ممارسات طالبان التى سوف نتناولها فيما بعد..

ومن ثم سوف يهتم هذا الفصل بمناقشة التكوينات العرقية المختلفة فى افغانستان من خلال ذكر العرقية ونسبة وجودها وتأثيرها فى افغانستان حيث تحتل البشتون المكانة الأولى فى ذلك ما يقرب من 40% من حجم السكان فى افغانستان,إلى جانب دراسة الأليات المختلفة التى يتم بها إدارة التعدد العرقى بشكل يناسب الدولة ومن خلال الحفاظ على الأمن والاستقرار وعدم نشوب حرب أهلية ولكن فى حالة حركة طالبان فقد كان هناك ازدواج فى تبنى الأليات المختلفة للتعامل مع التعدد من حيث إظهار سياسات للاضطهاد فى البداية ثم إظهار سياسات التسامح لهذه العرقيات فى عام 2020,ثم يتناول المبحث الثالث من الفصل أوجه التشايه والاختلاف التى تظهر بين الجماعات الجهادية المختلفة فى افغانستان مثل حركة طالبان,تنظيم الدولة الإسلامية,تنظيم القاعدة مع توضيح طريقة الصراع مع الدولة

ومن ثم سوف نناقش هذه المباحث: 

المبحث الأول:خريطة التكوينات العرقية والجماعات المسلحة والغير مسلحة فى افغانستان

المبحث الثانى:أوجه التشابه والاختلاف بين الجماعات الجهادية والصراع فيها

المبحث الثالث:أليات إدارة المجتمع المتعدد عرقياً

المبحث الأول:خريطة التكوينات العرقية فى افغانستان

إن المجتمع الأفغانى هو مجتمع بطبيعته متعدد الأعراق تسوده حالة من عدم الاستقرار ونشوب الحروب الأهلية بشكل مستمر سواء لأسباب خارجية مثل الغزو العسكرى من قِبل الاتحاد السوفيتى أو الغزو العسكرى الأمريكى،أما فى الداخل الافغانى فوجود عرقية تسود على جماعة عرقية آخرى يجعل الحرب الأهلية تنشب بينهم فقد رأينا فترة ما بين ٢٠٠١:١٩٩٢م،سيطرة شاملة من حركة طالبان بإعتبارها تنتمى لأكثر العرقيات عددًا وتأثيرًا وفرض أحكام إسلامية متشددة فى البلاد كتحريم الفتيات من حق التعليم،والخروج من المنزل ولكن بعد أحداث ٢٠٠١،تعرضت افغانستان للغزو الأمريكى لمدة عشرين عامًا وصمدت حركة طالبان إلى أن عادت للحكم مرة آخرى لتفرض سيطرتها من جديد

ومن ثم سوف يتناول هذا المبحث التكوينات العرقية المختلفة وأكثر العرقيات تأثيرا على سير النظام السياسى

اولًا:جماعة الباشتون

إن جماعة الباشتون هى الأبرز فى افغانستان فهى تشكل حوالى ٤٠% من السكان وتعد حركة طالبان مؤيدة من هذه الحركة وكل حكام افغانستان خلال القرنين الماضيين من الباشتون[26]

ونجحت جماعة البشتون فى استمرار دعمها لحركة طالبان بعد أحداث ٢٠٠١،وعدم السماح للقوات الأمريكية بالقضاء على حركة طالبان من خلال الاستمرار فى التأييد للحركة والدعم المستمر حتى وإن كانت الحركة خارج السلطة وحدودها،أما من حيث البناء الاجتماعى فهم يرتكزون على سلوكيات متعددة مثل:حماية حقوق الإناث والدفاع عن الممتلكات وحماية الأغراب حتى وإن لم يحقق ذلك..

ثانيًا:الطاجيك

الجماعة العرقية الثانية فى افغانستان يشكلون حوالى ٢٠% من السكان فى افغانستان،الطاجيك هم الجماعة الناطقة باللغة الفارسية وهم من المسلمين السنه،يعتبر الطاجيك من النخبة السياسية والاقتصادية فى افغانستان فضلًا عن مستوى التعليم الجيد الذى يحصلون عليه،ولكن هناك صراع منذ حكم طالبان أى قبل ٢٠٠١ مع الحركة أى بين (طالبان والطاجيك) حيث استهدفت هجمات طالبان مزار شريف التابع للطاجيك فى عام 1998 مما نتج عنه سقوط 2000 ضحية وهو ما جعل الطاجيك مساند قوى لوجود الولايات المتحدة الامريكية فى افغانستان،ومن ثم فقد لعب الطاجيك دورًا حاسمًا فى الإطاحة بحكم طالبان ولكن بعد عودة طالبان مرجح أن تعود الصراعات والخلافات بينهم وقيام حرب أهلية بينهم [27]

ثالثًا:الهزارة

هم جماعة مشتتة مترامية الأطراف ما بين افغانستان وإيران هذا بسبب الفقر والصراعات المستمرة،تعرضت الهزارة إلى إندماج قسرى من قِبل الغالبية البشتونية بعد أن كانت تتمتع بالحكم الذاتى وهذا ما جعل هناك عداء مستمر بين الهزاؤة الذى يتبعون المذهب الشيعى والبشتون السنه، ومن ثم فالهزارة هم من الحركات التى تعرضت للتهميش والإقصاء من حركة طالبان

ثالثًا:الأوزبك

هم مجموعة عرقية فى افغانستان ناطقة باللغة التركية،تبلغ حوالى٩%،من عدد السكان فى افغانستان وهم يتبعون المذهب السنى وحياتهم اشبه بالحياة القبلية،لم يكن لهم تنظيم سياسى خاص ولكن ولائهم يتغير حسب”من الرابح” إلى أن تم تحسين العلاقة مع تركيا وبدأت الحركة فى تحسين علاقاتها مع طالبان بسبب العلاقات الطيبة مع تركيا[28] [29]

ومن ثم وبعد استعراض أكثر الحركات العرقية تأثيرًا فى افغانستان بشكل عام وعلى سير النظام السياسى بكل خاص،فإن طبيعة هذا المجتمع هى طبيعة عرقية تستلزم وجود سلطة لديها القدرة على التعامل مع العرقيات المختلفة التى لا يجمعها أصل مشترك أو لغة أو دين ومن ثم هذه الطبيعة الافغانية تعرض السلطة الحاكمة لاختبارات فى كيفية التكيف مع مثل هذه الاختلافات العرقيه والتنوع فإن المرجو تحقيقه هو عدم شعور عرقية بالتهميش والإقصاء فقبل عام٢٠٠١م شعرت كافة الحركات عدا الباشتون بالتهميش بسبب سياسات حركة طالبان أما بعد ٢٠٠١م وبداية الغزو الأمريكى شعرت الباشتون بالتهميش لأنها كانت تابعة بالأساس لحركة طالبان ولكن بعد عودة طالبان٢٠٢١م كان التخوف من كيف ستحكم طالبان مرة آخرى بعد غياب طال لعشرون عامًا،هل ستتكيف وتدير هذا التنوع العرقى أم ستعود لسياسات التهميش والإقصاء..؟

ومن ثم بعد استعراض الخريطة للتكوينات العرقية المختلفة يمكن عرض خريطة الجماعات الجهادية فى افغانستان التى تنوعت بفعل التنوع العرقى والإثنى ولكن كانت التعددية الإثنية سببا فى الصراع بين الجماعات الجهادية المختلفة وبالأخص حركة طالبان التى تنتمى لعرقية البشتونومن ثم فى فتره حكم طالبان شعرت العرقيات الأخرى بالتهميش والاضطهاد وهذا ظهر بشكل واضح فى منع الشيعة على سبيل المثال من ممارسه شعائرهم بشكل به قدر من الحرية

ثانيا: خريطة الجماعات المسلحة والغير مسلحة فى افغانستان :

يرجع ظهور الجماعات الجهادية فى افغانستان إلى طبيعة المجتمع المتعدد عرقيا وإثنيا ما كان له أثره فى الانقسام وظهور هذه الجماعات على سبيل المثال فإن حركة طالبان نشأت بالأساس فى غضون الحرب الاهلية التى سيطرت على افغانستان قبل عام 1996م, ولذلك فإن السبب فى الظهور للجماعات الجهادية فضلا عن تسليحها يعود إلى الانقسامات العرقية والاثنية التى تسود الطبيعة والمجتمع الافغانى ولكن ليس فقط التنوع الاثنى السبب فى ظهور هذه الجماعات بل السبب أن تكون هذه الجماعات مسلحة ولكن الظهور فى حد ذاته يرجع إلى الاستعمار السوفيتى الذى كان سائدا فى افغانستان فى عام1979م, ومن ثم وكما وضحنا فى الخريطة العرقية لافغانستان للعرقيات المختلفة فإننا سوف نوضح ما هى الجماعات المختلفة التى نشأت فى افغانستان والظروف التى نشأت فيها وهل تنتمى لعرقية معينه أو أن لها عرقية تؤيد وجودها بشكل أو بأخر ..؟

وإذا تتبعنا التقسيم الزمنى لظهور الجماعات الجهادية نبدأ بحركة طالبان التى كان أول ظهور لها فى عام 1994م فهى نشأت فى خضم الأحداث للغزو السوفيتى والحرب الاهلية التى كانت تسود افغانستان هذا لوقت وظهر وجودها بشكل أكبر فى الظهور بمظهر المنجى للشعب الافغانى,تنتمى طالبان بالاساس لعرقية البشتون وهى العرقية المؤيدة لهم فى الحكم والسلطة السياسية وإذا نظرنا على أهداف الحركة المعلنه من قبل القيادات فإن أهم ما يهدفون إلى تحقيقه هو الجهاد والحكم بالشريعة الاسلامية فلا وجود لدولة ديمقراطية ولكن دولة إسلامية وقد ظهرت طالبان فى البداية بمظهر المدافع عن الأمن والاستقرار ولكن بعد تقدمها فى كابل انعكس ذلك وتحولت طالبان إلى حركة جهادية مسلحة متشددة تطبق تعاليم المدرسة الديبونية التى ينتموا إليها وسوف نشير لها فى الأساس الفكرى للحركة فيما بعد[30] 

ثانيا تنظيم القاعدة:

ظهر تنظيم القاعدة فى عام 1998م,كان يترأس التنظيم عبد الله عزم, أسامة بن لادن وهى بالأساس تستهدف تدريب المجاهدين على القتال داخل الأراضى الافغانية حيث أقام عزام أول معسكر فى افغانستان لهذا التدريب[31],وقد دعا عزام إلى الجهاد وإلى الانضمام إلى هذه المعسكرات وهذا كان له أثره فى تنوع العرقيات التى ينتمى إليها مقاتلو تنظيم القاعدة فهم ينتمون إلى:عرب,أتراك,طاجيك,الهزارة,أوزبك,الشيعة..[32]

ويعتبر تنظيم القاعدة واحد من أخطر التنظيمات الجهادية التى نشأت على مر التاريخ لأن الأساس الفكرى له هو أساس تكفيرى بحت يسيرون بمبدأ إما.. أو وهو المبدأ الذى يقسم العالم إلى شقين إما أن تكون فى بلادهم بلاد المسلمين أو إما أن تكون فى بلاد الكافرين وقد ساندت حركة طالبان تنظيم القاعدة وبخاصة أسامة بن لادن فى أحداث 11سبتمر 2001م فهى ايضا تعتبر جماعة مسلحة

ثالثا تنظيم الدولة الإسلامية(داعش)

ظهر تنظيم داعش فى العراق ولكن انتقل إلى افغانستان بعد عام 2006 بمقتل مصعب الزرقاوى وتم نقل داعش إلى افغانستان بمساعدة امريكية وذلك من خلال تقديم الدعم المالى للتنظيم وهذا ساعد على توسيع نشاطه فى افغانستان وهناك أهداف تحددها داعش لنفسها ساعية لتحقيقها تنقسم إلى أهداف محلية فى إعادة الخلافة الإسلامية وأهداف إقليمية فى تسهيل طرق العبور بين الحدود المختلفة والأهداف الدولية تتمثل فى مساعده الشعب الفلسطينى والنيل من القوات الاسرائيلية فضلا عن الجهود التوسعية على المناطق العربية فى الحدود العراقية والسورية[33]

وهذا كان بشكل مركز ما هى الجماعات الجهادية التى تسكن افغانستان والأهداف المعلنة وكيفية ظهورها والقاسم المترك فى الظهور يعتبر التنوع الإثنى والعرقى فضلا عن الغزو السوفيتى والحروب الاهلية التى تسود افغانستان ومن ثم هناك أوجه تشابه واختلاف سوف يتم توضيحها فى المبحث القادم..

المبحث الثانى:أوجه التشابه والاختلاف بين الجماعات الجهادية والصراع فيها:

إن الجماعات الجهادية فى مختلف أنحاء العالم بإختلاف مسمياتها والأهداف التى تسعى لتحقيقها،لها مجموعة من العوامل التى تتشابه فيما بينها وهناك ايضًا أوجه اختلاف،ومن ثم فنحن بصدد معرفة هذه الأوجه لمجموعة من الحركات الجهادية فى افغانستان مثل: (تنظيم الدولة الإسلامية،داعش،القاعدة،طالبان)

ومن ثم تتمثل أوجه التشابه بين هذه الحركات الجهادية فى الاستراتيجية المتبعة،حيث تحكم هذه الحركات(استراتيجية التوسع)،ومع اختلاف الطريقة التى تنفذ بها هذه الاستراتيجية على سبيل المثال :

تنظيم الدولة الإسلامية:يحقق هذه الاستراتيجية من خلال استخدام استراتيجية وحشية أى تحقيق هذا التوسع من خلال استخدام القوة وإحداث أعمال عنف

أما حركة طالبان:تسعى لتنفيذ هذه الاستراتيجية من خلال التحول من كونها استراتيجية محلية إلى كونها عالمية فهى تتبنى قضية الجهاد العالمى ولم تكتف بالأساليب الداخلية ومن ثم يوجد اتفاق على المبدأ ذاته[34]

ثانيًا:استخدام وسائل التواصل الاجتماعى كأداة فعالة للتأثير على أفكار وعقول الشعوب فهى أداة فعالة تستهدف مجموعة كبيرة من الشباب وهم الاداة التى تستخدمها هذه الجماعات للتأثير من خلال عقد المنتديات وما شبه ذلك

وهذه أهم النقاط التى تتشابه فيها الجماعات الجهادية فى افغانستان ولكن ماذا عن عناصر الاختلاف..؟

تتحدد عناصر الاختلاف فى عدة نقاط محددة:

١.الفكر لكل حركة جهادية

٢.الهدف التى تسعى لتحقيقه

٣.نوعية العدو المستهدف

٤.الاختلاف الايدولوجى بين تنظيم القاعدة وحركة طالبان

اولًا:الفكر

يأتى الاختلاف فى الفكر بين الجماعات الجهادية حول”متى تُعلن الخلافة..؟”، فإن تنظيم الدولة الإسلامية ظهر وكأنه يريد التعجيل بإعلان هذه الخلافة دون الرجوع للحسابات الداخلية والخارحية،أما القاعدة فرأت تأجيل هذا الإعلان ومن هنا اشتعل الصراع والخلاف بين التنظيمين وبدأت كل جماعة فى استقطاب مجموعة من المؤيدين سواء لهذا الرأى او لذاك

ثانيًا:الهدف

هدف كل جماعة،حركة جهادية يختلف باختلاف النطاق التى تسعى كل منهما لتحقيق اهدافها،حيث نجد أن هدف تنظيم الدولة الاسلامية هو تركيز على الداخل والشئون المحلية من حيث الاهتمام ببناء الدولة من الداخل ولكن تنظيم القاعدة يختلف كليًا عن تنظيم الدولة الاسلامية من حيث أنه يسعى إلى محاربة الاستعمار فالاهداف عالمية وليست الاكتفاء بالداخل والشئون المحلية

ثالثًا:نوعية العدو المستهدف

يختلف العدو من حيث كونه عدو خارجى أو عدو خارجى،فكل حركة تنظر للعدو من جهة مختلفة دائمًا ينظر تنظيم الدولة الاسلامية إلى أن العدو يتمثل فى العدو المحلى الداخلى أما تنظيم القاعدة وحركة طالبان ينظران للعدو على أنه عدو خارجى يتمثل فى الولايات المتحدة الامريكية

القبول بالتدخل الخارجي ،منذ الغزو السوفيتى فى افغانستان وحدث صراع بين الشعب والدولة على فكرة قبول هذا الغزو حيث ظهرت الدولة والحكومة بأنها ضعيفة فاسدة خاصة مع ازدياد نفوذ حركة طالبان

رابعًا:الاختلاف الايدولوجى إن الايدولوجية التى ترتكز كل حركة عليها تختلف طبقًا للأساس التى وجدت من خلاله فحركة طالبان هى ناتجه عن الحركة السلفية الجهادية وهو ما يعكس راديكالية حركة طالبان فى استخدام وسائل القتل والهجمات التى كانت تتم بين عامى ٢٠٠٥:٢٠٠١،داخل الدولة

أما ايدولوجية القاعدة تجمع بين ايدولوجية السلفية الجهادية والديبوندية والوهابية،فالذى يميز تنظيم القاعدة هو هدم الاعتراف بوجود حدود واوطان على عكس حركة طالبان التى تؤمن بالوطن فالقاعدة تهدف لتوحيد العالم اجمعه فى ظل الخلافة الاسلامية[35]

وهذه كانت اوجه التشابه والاختلاف بين الجماعات, فماذا عن شكل الصراع بين هذه الجماعات مع الدولة وبين طالبان والدولة

إن الصراع بين الجماعات الجهادية والدولة هو صراع يعود إلى طبيعة المجتمع الأفغانى من حيث التعددية الإثنية،القبول بالتدخل الخارجى فى شئون أفغانستان،ضعف الحكومة والفساد  ولذا سوف يتم مناقشة هذه العوامل

التعددية الإثنية سببًا فى صراع الحركات الجهادية وبالأخص حركة طالبان لان لكل جماعة إثنية اهتمامات وأهداف سياسية واقتصادية ولها التوجهات الخاصة بها التى تصل إلى اللغة،ولذلك عندما يتم تفضيل عرقية على عرقية آخرى تشعر بالتهميش ومن هنا تقوم الصراعات بين الحركات والدولة

ضعف حكومة كابول، سببًا رئيسيًا فى الصراع بين الجماعات الجهادية والدولة هو ضعف الحكومة على توفير الاحتياجات الأساسية للشعب حيث عانى الشعب فى افغانستان بالفقر والفساد من الحكومة بشكل دائم وهذا ما اوضحته التقارير المختلفة فإن دليل استقصاءات الفساد أظهر أن الفساد فى افغانستان يتزايد قياسا بمعدل الرشوة بين عام2009 و2012 على سبيل المثال وهذا يعكس عدم وجود رقابة وشفافية بشكل كبير من الحكومة إلى جانب معدلات الفقر المتزايدة التى توضحها التقارير بشكل دائم ففى عام 2002م إلى عام2009م,أفاد تقرير الامم المتحدة أن حوالى 9 مليون من الافغان يعيشون تحت خط الفقر[36]  وبالتتبع لتقارير الامم المتحدة فى عام 2022 من حيث الفقر فإن نسبة الفقر تتفاقم بشكل متزايد وطبقا لتقرير الامم المتحدة فإن أكثر من 97% من الشعب الافغانى سوف يعيشون فى فقر مدقع بحلول عام 2022م[37]

وبالتالى،فإن الصراع بين حركة طالبان والدولة يأتى من تفوق الحركة على سياسات الحكومة الموضوعة فى الدولة[38]

ثانيًا:صراع حركة طالبان مع الدولة وبروز دورها كجماعة جهادية مسلحة

أدت العوامل السابقة إلى تزايد حدة التمرد والصراع من جانب حركة طالبان ضد الدولة،اعتمدت طالبان فى تمردها على الفردية،فكل قائد كان يعمل منفردًا،كان تمرد طالبان تمرد مسلح حيث كونت قوات أكثرهم من باكستان وإيران مما كان من الصعب أن يندسوا بين المواطنين الأفغان ومن ثم كانوا يحاربون دون أن يلتفتوا إلى القواعد المحلية .[39]

ولكن،بعد العمل بشكل منفرد وجدت طالبان أن الأفضل تنظيم عمل الجماعات الجهادية فى ظل نظام الشبكات ووجود حكومة مركزية،ولكن تم مهاجمة هذا التمرد بل لم يلقى نجاح يذكر وبدأت الحكومة البريطانية تساند محاربة تمرد طالبان ولكن أستمر التطور الاستراتيجى والتكتيكى لحركة طالبان وهذا الذى أدى إلى تطور تمرد طالبان وتطور صراعها مع الدولة،إلى جانب مساعدة باكستان للحركة وابعاد حركة طالبان عن المصالحة مع الحكومة

المبحث الثالث:آليات إدارة المجتمع عرقيًا

إن التعدد العرقى هو سلاح ذو حدين يكون مصدر من مصادر القوة،إذا استطاعت الدولة أن تتكيف معها وتحتوى هذه الجماعات وتكون مصدر من مصادر الضعف فى الدولة بل وتهديد لها إذا أصبحت هذه العرقيات فى صورة أقطاب مختلفة قد يصل بهم الحال إلى الدعوة للحكم الذاتى ومن ثم تفتت المجتمع وتشرذمه ومن ثم هناك آليات لإدارة هذا التعدد العرقى واستراتيجيات للدولة لمنع وجود خلافات أو مشاكل من هذه العرقية

تعتبر دولة افغانستان هى دولة فيدرالية تنقسم إلى مقاطعات فضلا عن وجود التعدد والتنوع العرقى فيها ومن ثم تعتبر أقرب استراتيجية تم تبنيها من جانب طالبان فى افغانستان هى استراتيجية الفيدرالية التى تعكس حالة الحرب الأهلية التى كانت منتشرة ومتجذره فى الطبيعة الافغانية

               الشكل(1),(المقاطعات فى افغانستان وتوزيع العرقيات المختلفة حولها)

Source:U.S Governmnt GAO.2013,available at: https://www.flickr.com/photos/usgao/8466085358/in/photostream

اولًا:استراتيجية هيمنة الدولة

هذه الاستراتيجية من الاستراتيجيات الأكثر شيوعًا فى التعامل مع العرقيات،فهى استراتيجية تهدف إلى إتخاذ الدولة الاجراءات التى من خلالها تجعل قيام جماعة عرقية ليس من السهولة من الأساس ولذلك تظهر الهيمنة المقررة للدولة،والهيمنة هنا لا تعكس بشكل أو بأخر ديكتاتورية الدولة وإنما هى استراتيجية تستخدم فى مختلف النظم فقط للحفاظ على المجتمع من التشرذم والخروج على الحكم القائم[40]

ثانيًا:استراتيجية الفيدرالية

هذه الاستراتيجية هامة وشائعة فى فض النزاعات سواء كانت هذه النزاعات بين الجماعات وبعضها البعض وبين هذه الجماعات والسلطة المركزية،حيث تتم هذه الاستراتيجية من خلال توزيع المهام والاختصاصات من خلال تقسيم الدولة إلى ولايات أو مقاطعات وكل من هذه الولايات يكون مقدر لها سلطة[41]

ثالثًا:استراتيجية الديمقراطية التوافقية وتقاسم السلطة

هذه من إحدى أهم الاستراتيجيات التى تستخدم فى إدارة الصراع العرقى على كافة المستويات(المركزية)،الفرعية،المحلية

وتقوم هذه الاستراتيجية على تحقيق فكرة قبول التعددية مع ضمان الحقوق والحريات والهويات والفرص لأى جماعة للتمتع بنسبة كبيرة من المساواه والاستيعاب[42]

ولكن إذا حدث صراع بين الجماعات أو بين الجماعة والسلطة المركزية هنا تجد ثلاث سياسات تُستخدم من خلال الحكومة أو الدولة وهم:

  • الإبادة الجماعية
  • النقل الإجبارى
  • حق تقرير المصير

تعتبر الإبادة الجماعية والنقل الإجبارى من السياسات التى تخلق صراعات مستقبلية بين الأجيال القادمة ففكرة الإبادة الجماعية تتمثل فى قتل وتشريد للجماعة أو أحد اعضائها أما النقل الإجبارى فهى سياسه مؤقته حيث لا ينسى المواطنون موطنهم الأصلى كما يحدث الآن فى الصراع-العربى الاسرائيلى

أما سياسة حق تقرير المصير

هى السياسة الأكثر شيوعًا حيث تستخدم فى تهدئة الخلافات وعدم خلق صراعات مستقبلية بين الأجيال القادمة فإن حق تقرير المصير يعنى السماح للجماعات من الانفصال عندما تجد الجماعة استحالة العيش فى ظل حكم هذه الدولة فيكون لها الحق فى المطالبة بالحق فى تقرير مصيرها ومن ثم تهدأ النزاعات بين السلطة والجماعات وهذا حدث فى جماعات متعددة طلبت أن تقرر مصيرها وتنفصل بسبب شعورها بالتهميش أو ما شبه ذلك،مثل جنوب السودان عندما وضع فى فكره حق تقرير المصير وكان اختيارهم هو الانفصال،وكذلك عالميًا إقليم كاتولونيا فى أسبانيا.

ومن ثم فالدولة هى الفاعل المحرك للجماعة العرقية أن تكون مصدر قوة ومساند من خلال التكيف وجعل الجماعة تشعر بأنها جزء من المجتمع لا تنفصل عنه بأى طريقه من الطرق أما الدولة التى تهمش العرقيات وتجعلها تشعر بالتشرذم يحدث انقسام للمجتمع فالسياسه المتبعة هى التى تحدد مستقبل الدولة ومستقبل العرقيات بها.[43]

خلاصة

استعرض هذا الفصل الخريطة العرقية فى افغانستان التى تتمثل فى جماعة البشتون ذات الاغلبية العددية والطاجيك والهزارة والجماعات الجهادية مثل حركة طالبان وتنظيم القاعدة وتنظيم داعش(تنظيم الدولة الإسلامية) والسبب وراء وجودها فى افغانستان إلى جانب أوجه التشابه والاختلاف بينهم والاستراتيجيات المختلفة التى يدار بها التعدد العرقى فإن المستخلص هو أن طبيعة المجتمع الافغانى بتنوعه الاثنى هى التى تفرض نفسها بشكل كبير على مجريات الاحداث إلى جانب وجود إشكاليات عديدة تسبب التنوع الاثنى والعرقى فيها مما جعل هذه الجماعات تنشأ مسلحة أو أن يكون الهدف لها هو الجهاد والتهميش لاى عرقية أخرى لا تنتمى لها ومن ثم تنشب الحروب الاهلية مثل حركة طالبان وانتمائها لعرقية البشتون

ولذلك فنحن بصدد معرفة الاساس التكوينى والفكرى التى بنيت عليه حركة طالبان والتى جعلته يتماسك لاكثر من 40 عاما ويتفكك ظاهريا من خلال الابتعاد عن السلطة فقط ثم يعود بقوة إلى سدة الحكم بعد غياب عقدين من الزمن ولذلك سوف ننتاول الأساس الفكرى للحركة بشكل مفصل

تمهيد:

يتمحور هذا الفصل بالأساس حول دراسة حركة طالبان بشكل مفصل من خلال تناوله الأساس الفكرى التى استندت عليه الحركة وتوضيح أفكار المدرسة الديبونية التى يتركز طالبان عليها وعلى مقولاتها مثل فكرة وحدة الوجود وعدم التجديد والجمود فضلا عن توضيح الحركة من حيث التمويل فى فترتى فى عام 1996م إلى عام 2001م,وتتبع مصادر التمويل ايضا بعد العودة فى عام2020م,مع توضيح فكره التحجر الطالبانى فى تغيير الافكار التى اتت بها الحركة,ثم يتناول المبحث الثانى إدارة التعدد العرقى من خلال طالبان قبل 2001م,فقد تم إدارة التنوع العرقى فى الحكم الاول من 1996 الى 2001 بسياسة الاضطهاد للعرقيات المختلفة دون البشتون واختلفت هذه السياسة بعد العودة لعام 2020 وتحولت السياسات من الاضطهاد إلى سياسات الاندماج والقبول للأخر الذى كرسها فيما بعد حامد كرزاى رئيس دولة افغانستان منذ عام 2001 إلى 2014م

ثم يتناول المبحث الثالث أحداث 11 سبتمبر وتأثير هذا الحدث على الدور السياسى لحركة طالبان,من حيث موقف الولايات المتحدة الامريكية ورئيسها جورج بوش فى هذا التوقيت باتخاذ كافة الاجراءات لمعرفة من المتسبب فى ذلك ثم اعلان الحرب على الارهاب التى كانت مخطط امريكى شامل لمجموعة من الدول العربية والاسلامية ايضا إلى جانب توضيح دور طالبان فى هذا الحدث وعلاتها بتأييد أسامة بن لادن وكيف أن حدث 11 سبتمبر ساعد فى ظهور حركة طالبان بمظهر الحركة التى تفككت ولكن هذا التفكك بمثابة فقط الابتعاد عن السلطة ولكن عاد بعد تقوية الحركة على مدار عشرون عاما

ولذلك سوف يتناول هذا الفصل هذه المباحث..

 المبحث الأول:الأساس الفكرى لحركة طالبان

المبحث الثانى:إدارة التعدد العرقى من خلال طالبان قبل 2001

المبحث الثالث:أثار أحداث 11 سبتمبر 2001 على الدور السياسى لحركة طالبان

المبحث الأول:الأساس الفكرى لحركة طالبان

بداية تعود نشأة حركة طالبان إلى الثمانينات من القرن العشرين ومن ثم نشأت الحركة معتمدة على عرقية البشتون حتى تواجه الغزو السوفيتى عام 1979م,ولكن لم تتحول حركة طالبان إلى حركة جهادية مسلحة فى الساحة الافغانية إلا بعد عام 1994م,بعد نشوب حرب أهلية على الحكم والنفوذ ومن ثم تمكنت طالبان من دخول كابول عام 1996م وسيطرت على الحكم من هذا العام إلى عام 2001م,بعد أن تم استبعدها من الحكم بواسطة الولايات المتحدة الأمريكية بعد أحداث 11 سبتمبر جراء التفجيرات التى حدثت فى نيويورك,وعودة إلى انتماء طالبان فإن طالبان تنتمى إلى المدرسة الديبوينة وبإعطاء نبذة عن هذه المدرسة يتضح الأسس الفكرية لها

-تأثيرات المدرسة الديبونية:

المدرسة الديبونية هى مدرسة علمية تأسست عام1866م,نشأت بالاساس فى القاره الاسيوية وتعرف بأسم أزهر الهند ومن ثم تؤمن هذه المدرسة بمجموعة من المنطلقات الفكرية مثل الايمان بوحدة الوجودالتى تعود بالاساس إلى الافكار الهندوسية والاغريقية ولذلك تتميز بالجمود من خلال رفض التجديد بل أن كل تجديد هو بدعة تركز بشكل أساسى بتحريم الفنون ورفض عمل المرأة مع وجود احكام فى الشئون الاجتماعية كالملبس الخاص بالنساء أو بإطلاق اللحية للرجال وهذه نظره سريعة على المدرسة التى ينتمى لها حركة طالبان وهذا سوف ينعكس على الأساس الفكرى كما سيتم توضيحه[44]

استنادًا على مقولات المدرسة الديبونية نشأت حركة طالبان واستمرت لمدة 40 عاما بتنظيم قوى حتى وإن تفكك ظاهريا,فإن الأساس الايدولوجى الذى قامت عليه حركة طالبان يعتمد بالأساس على ثلاث عناصر رئيسية:التأثيرات للمدرسة الديبونية,التأثيرات للإسلام الأصولى والتيارات الفكرية المختلفة,تأثيرات العامل القبلى على الحركة

لا يمكن فهم حركة طالبان وايدولوجيتها إلا بفهم الاصول الايدولوجية للمدرسة الديبونية فإن الأساس الايدولوجى لحركة طالبان قائم على مقولات وتوجهات هذه المدرسة ومن ثم تعتبر طالبان تجسيدا حقيقيا للمدرسة الديبونية وذلك فى جوانب متعددة كالاستقلال الفكرى والايدولوجى ايضا من حيث التراتبية والشبكية وهذا يظهر فى تكوين حركة طالبان من حيث الهيكل التنظيمى لها,ومن جانب اخر فإن المدرسة الديبوينه تعتمد بالاساس على تعظيم دور العلماء وهذا ما تنتهجه طالبان فى التركيز على دور العلماء وعلى طلاب العلم,[45]

                      الشكل(2):الهيكل التنظيمى الحالى لحركة طالبان

المصدر:مركز المستقبل للأبحاث والدراسات المتقدمة متاح على الرابط : https://futureuae.com/ar/Mainpage/Item/6513

ثانيا:التأثيرات للإسلام الاصولى والتيارات الدينية:

تظهر هذه التأثيرات على حركة طالبان فى الشق السياسى والإدارى بشكل أكبر أى فى علاقة الدولة والمجتمع وهنا يلاحظ التأثر بأفكار المدرسة الديبونية إلى جانب أفكار سيد قطب ويظهر تأثر طالبان بهم فى رفض الدولة الديمقراطية ورفض المفاهيم العلمانية بل العمل بما جاء به الاسلام مع التفسير العائد للمدرسة الديبونيه حول التشدد والجمود الفكرى فى التغيير والتجديد,ومن العلماء ايضا الذين تأثروا بهم طالبان هو الندوى من المدرسة الديبوينة من حيث التأثر اخلاقيا به وذلك من خلال الإصلاح الداخلى فى الانفس قبل التطرق لإصلاح النظم السياسية,وبشكل عام فإن حركه طالبان فى ذلك الصدد رفضت الفكره الاصلاحية التقليدية التقليدية سواء الحركية أو السلفية بل التركيز بشكل أساسى كان على الاهداف للاسلاميين الجدية فى الادارة ونظام الحكم[46]

ثالثا:تأثيرات العامل القبلى على حركة طالبان

إن العامل القبلى هو عامل مهم فى الدولة الافغانية منذ نشوئها وتحتل عرقية البشتون الغالبية العظمى منذ إنشائها إلى جانب أن حركة طالبان تنتمى لهذه العرقية بالتحديد وهذا انعكس فى التوجهات السياسية والدينية وانعكس ايضا فى تكوين إمارة اسلامية أى تقاطع الجانب الدينى مع العرقى من حيث الانتماء والولاء ايضا للعرقية من خلال الالتزام بالعادات والتقاليد التى توارثتها البشتون من خلال نمط حياة معين ومن ثم إذا تطرقنا لدراسة كيفية صنع القرار داخل حركة طالبان أو النظر إلى طريقة التصرف نجد أن الاطار البشتونى يؤثر بشكل كبير على هذه التوجهات على سبيل المثال قضية المرأة ,والسؤال لماذا تنتهج طالبان هذا النهج مع النساء ؟

التصرف فى هذه القضية يأتى من الانتماء القبلى للبشتون الذى فى نهجهم الدفاع عن شرف المرأة مما كلفه الامر ذلك وفى الثقافة البشتونية قتل النساء ممنوع وهذا ما يبرر بشكل أو بأخر الفصل الصارم للجنسين فهذه الرؤى الايدولوجية تؤثر على صنع القرار فى الحركة[47]

إذن هذه المرتكزات الفكرية التى قامت عليها الايدولوجية لحركة طالبان تم توضيحها من خلال استعراض ثلاث نقاط فى التأثير وأهمهم تأثرها بالمدرسة الديبونية وفى حقيقة الامر فإن حركة طالبان استمرت أن تصمد لمدة 40 عاما ولكن هناك العديد من المرتكزات التى جعلتها تماسك بهذه الطريقة فضلا عن مصادر التمويل المختلفة

ولكن على مدار الحكم لطالبان لم تتغير الأفكار التى تولوا الحكم بها فإن العقيدة الطالبنية ثابتة ولم تتغير وهذا ما سمى بالتحجر الطالبانى أى بالالتزام بالعادات والتقاليد طبقا للتأثر بالمجتمع القروى إلى جانب طرق التعليم والتدريس التى يتم نقلها هى تعكس بالاساس العقيدة البشتونية والعصبية,وهذا التحجر كان سببا رئيسيا فى سقوط وتفكك حركة طالبان بعد أحداث 11 سبتمبر, ولكن على النقيض من ذلك بعد العودة لطالبان إلى افغانستان بعد عقدين من الزمن تم قبول عودتهم بشكل أكبر ويرجع أسباب ذلك إما لعدم قبول الاحتلال الامريكى أو لاعلان طالبان تغيير السياسة التى كانت متبعة سواء على مستوى الاضطهاد العرقى أو النساء[48]

أما فى إطار عنصر التمويل للحركة فسوف ينقسم طبقا للتقسيم الزمنى إلى : قبل 2001م وبعد العودة 2020

من بداية الحكم لحركة طالبان منذ عام 1996م:2001م

تتمثل عناصر التمويل فى طالبان منذ بداية حكمهم فى فرض الضرائب بنسبة 50% على الشركات التى تقوم بالاستثمار داخل الدولة, كما تم فرض ضريبه على الاستيراد بنسبه 6% على كل ما يدخل البلاد إلى جانب مصادر التمويل الغير شرعية مثل التهريب وتقوية شبكاته بين باكستان وافغانستان حيث كانت بمثابه أكبر مصدر للتمويل فى عام 2007 بمقدار 100 إلى 130 مليون دولار إلى جانب أموال الحماية التى دفعها الامريكان إلى حركة طالبان التى اعتبرت بمثابة تمويل للارهاب بعد التحقيق فى الامر فى عام 2009م[49]

ثانيا:مصادر التمويل بعد العودة 2020

إن الاقتصاد الافغانستانى يقوم على نظام:الاقتصاد الاكتفائى الذى يقوم على المقايضة والتهريب والمخدرات والسوق السوداء ولكن بعد العودة فى عام 2020 أصبح عناصر التمويل تتمثل فى أربع مصادر أساسية أولهم الثروات المعدنية وحركة التعدين بما يشمل الاحجار الكريمة والفحم والملح ,أما المصدر الثانى:الضرائب التى تفرضها على التجار وحركة النقل ومرور البضائع ,والمصدر الثالث يتمثل فى:دخل العقارات والأراضى ,والمصدر الرابع متمثل فى عمليات غير مشروعة مثل المخدرات فى جنوب افغانستان[50] 

المبحث الثانى:إدارة التعدد العرقى من حركة طالبان قبل ٢٠٠١م

إن الوصول لسدة الحكم والحصول على شعبية كبيرة ليس من الأمور السهلة خصوصًا فى بلد كأفغانستان،حيث تتسم أفغانستان بالتعدد العرقى واختلاف القبائل ليس فقط فى الانتماء الدينى ولكن ايضًا الاختلاف لغويًا وثقافيًا فكأن كل قبيلة أو كل عرقية تخلق لها وطنًا غير الوطن التى تنتمى له العرقية الآخرى ومن ثم كما ذكرنا فى المبحث الأول من الفصل الثانى وصلت حركة طالبان إلى الحكم وهى من عرقية البشتون وتحصل على الدعم ايضًا منها ولكن السؤال أما أى حركة أو جماعة سيقومون بحكم أفغانستان (ما هى الطريقة التى سيتبعها فى التعامل مع العرقيات الآخرى..؟)

ومن هذ السؤال يمكن توضيح ملامح سياسة حركة طالبان لنرى فيما بعد كيف تحولت هذه السياسة التى وضعت قبل تفكك طالبان عام٢٠٠١ وبعد العودة فى عام ٢٠٢٠

بدأ حكم طالبان بمجموعة من المواقف التى توضح كيفية التسامح مع العرقيات الآخرى من جانب وعدم التعدى على حقوق العرقيات الآخرى،ومن ثم ظهر الملا عمر وهو يدافع عن الفتاتان اللاتى تم اغتصابهمن وخطفهن من خلال معاقبة الفاعل فى عام1994م،فضلًا عن منع الافراد التى تعترض سير القبائل فى الصحراء ومن هنا بدأت حركة طالبان يكن لها مكانة وقبول شعبى وبالفعل تم تأييدها ووصلت الحركة إلى سدة الحكم وصلت طالبان إلى الحكم بعد حرب أهلية وظهرت بمظهر المنجى للشعب الافغانى وتم السيطرة على المناطق فى افغانستان بسهولة ودون مقاومة شديدة ولكن وإن كان الوصول سهل فإن ضريبة التعامل مع هذه العرقيات المختلفة من الصعوبة بمكان،والذى سبق وأشرنا إلية أن حركة طالبان تنتمى للبشتون ومن ثم لم تلقى أى تهميش طيلة حكم حركة طالبان ولكن باقى العرقيات لاقت تهميش وعدم اهتمام بها ولمطالبها بل شعروا بأنهم منفصلين عن الدولة وكيانها على سبيل المثال الشيعة وعدم ممارسة حرياتهم[51]،ومن ثم اتسمت فترة حكم حركة طالبان بالوحشية والتشدد كما وضحنا من قبل عن الأساس الفكر التى تستند إليه الحركة فى تداول السلطة فإن الوحشية هى المنهج العام إلى جانب التشدد ومن ثم أهم ما يمكن الإشارة إليه هو تعاملهم مع العرقيات المختلفة من حيث التهميش لهم وعدم الالتفات لهم فقط تحقيق مكاسب للبشتون القبيلة التى ينتموا اليها[52]

وعلى غرار التيارات الإسلامية التى تتسم بأنها راديكالية فإن الهدف الأساسى لها هو إقامة دولة إسلامية تحكم بالشريعة الاسلامية وتلتزم بقواعدها ومن ثم تهدف طالبان إلى ذلك أى إقامة دولة إسلامية وهو ما يجعل الاسلام المرجعية الأساسية للحكم ولكن حركة طالبان هى من الحركات الجهادية الراديكالية التى تستخدم الشريعة الإسلامية بتشدد ولا تطبق الاحكام بلين وخاصة فى عدم التسامح مع العرقيات المختلفة الاخرى والتعامل مع التعدد العرقى وكيفية إدارته فى ظل هذا التنوع العرقى,وعلى الرغم من إظهار التسامح الدينى من حركة طالبان إلا أن التعامل مع العرقيات المختلفة يظل أمر شائك لا يمكن أن تحدد له سياسة فالمعروف أن أفغانستان قامت على حرب أهلية وهذا ما يعكس لنا طبيعة الاختلاف العرقى ومن ثم اتسمت سياسات حركة طالبان فى إدارة التعدد العرقى بالتشدد وعدم التسامح مع العرقيات الاخرى مما كان له تأثير على اشتعال الحرب بين البشتون والطاجيك كأثر العرقيات تأثيرا وعددا

فإن حكم طالبان الأول (1996)م, أتسم بعدم وجود دولة قانونية بل كانت دولة يتعرض فيها الاقليات لانتهاكات جسيمة سواء للحقوق الفردية,الجماعية ونجد أن مظاهر إدارة التعدد العرقى الخاطىء لحركة طالبان اعتماد لغة الباشتون دون اللغات الاخرى كلغة رسمية للدولة فضلا عن منع إقامة الشعائر الدينية بحرية لكل عرقية ولم تكتف حركة طالبان باضطهاد المسلمين فقط بل فرضت ارتداء الحجاب على الهندوسين فضلا عن منع حرية الحركة داخل الدولة عدا لعرقية البشتون مما أدى إلى شعور العرقيات الاخرى بالتهميش ولكن فى حقيقة الامر لم تتوقف عند هذا الحد بل ايضا مارست الاضطهاد على الشيعة من خلال منعهم من الوصول النهائى للسلطة أو ممارسة شعائرهم فقد كانت الحركة فى فترة الحكم الاول تعتبر الشيعة من الزنادقة[53]

ولكن سقطت وتفككت حركة طالبان بعد أحداث 11سبتمبر بفعل الغزو الامريكى وتنبأ الجميع أن حال العرقيات التى عانت من التهميش فى ظل حكم حركة طالبان سيكون أفضل من ذلك وبالفعل أقر الرئيس الجديد(حامد كرزاى)الذى وصل للحكم فى 22 ديسمبر 2001 بعد استبعاد حركة طالبان من الحكم وسبق لكرازى أن ايد طالبان فى أول حكمهم ولكن لاتباعهم سياسه التشدد أعدل عن التأييد لهم وذهب إلى باكستان واغتيل والده على يد طالبان ولكن أستمر فى حكم افغانستان مدة 14 عاما واقر بالاعتراف بكافة الجماعات الاثنية وهويتها وخصوصيتها الثقافية وأحترام ممارسة الطقوس الدينية بحرية ولكن عوده إلى الطبيعة الافغانية والمجتمع غاب الأمن والاستقرار واستمرت تهديدات طالبان تلوح بالافق فضلا تشدد الجماعات السنية الرافضة للاعتراف بالتعدد العرقى ومن ثم يمكن الإقرار أن حالة الاضطهاد استمرت طوال حكم طالبان وبعد أن تفككت الحركة باختلاف من الذى يمارس عليه الاضطهاد ولكن تمثل التفكك فى حركة طالبان فقط فى البعد عن السلطة ولكن ظلت الحركة تقوى من نفسها إلى أن عادت بقوة بعد 20 عاما إلى افغانستان[54]

واستمر ذلك لعام 2020 عندما عادت حركة طالبان مرة اخرى إلى البلاد لتستعيد مكانتها وتنسحب القوات الامريكية من افغانستان بعد احتلال دام لمدة 20 عاما ولكن دون جدوى ولكن رأت الولايات المتحدة ردًا على ما حدث فى أحداث 11 سبتمبر2001م,ومن ثم بعد عودة طالبان من خلال الهجوم على الدولة قرر جو بايدن رئيس الولايات المتحدة الامريكية أن ينسحب من الاراضى الافغانية معلنا انسحابه وعودة طالبان ولكن السؤال هل عادت طالبان لانها لديها قوة كافية لذلك أم أن الولايات المتحدة سمحت بذلك بسبب طبيعة سياساتها التى تركز على الداخل الامريكى الان فهذا تطرحه الاحداث ومجرياتها بشكل مفتوح,ولكن موقف طالبان من حامد كرزاى بعد عودتها لم يكن متوقع فقد اعلنوا التسامح مع كل من تعامل مع الحكومات السابقة بل لم يتم استبعاده من تشكيل الحكومة الجديدة[55]

المبحث الثالث: اثار أحداث 11 سبتمبر على حركة طالبان

إن أحداث الحادى عشر من سبتمبر كان لها تأثير واسع المدى ليس فقط على أمريكا الطرف المتضرر من ذلك ولكن على المتسبب ايضا فى هذا الحدث ومن ثم انقلب الحدث على فاعله وتفككت طالبان من بعد هذا الحدث نتيجة تغيير سياسه الولايات المتحدة الامريكية تجاهها

وسوف يتم تقسيم المبحث إلى:احداث 11سبتمبر وتداعياتها ,طالبان ودورها فى احداث 11 سبتمبر2001

والسؤال ماذا حدث فى 11سبتمبر 2001؟

هزت الولايات المتحدة الامريكية فى هذا اليوم وبخاصة العامة عاصمة الاعمال نيويورك إثر انفجارات مدوية فى العاصمة وفى مبنى وزارة الدفاع ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد ولكن طال الانفجار ايضا العاصمة واشنطن ومن ثم بدأت الانفجارات فى التزايد وحالة الرعب الامريكى تتزايد وسرعان ما نقلت وسائل الاعلام الامريكى الحدث بالكامل وقد أصاب هذا الحدث امريكا بشلل مؤقت وعدم القدرة فى إتخاذ القرار الصحيح فضلا عن ذعر الشعب الامريكى ولكن سرعان ما اتخذت الولايات المتحدة الامريكية خطوات حاسمة للتعامل مع الأزمة بداية من تأمين الرئيس وصولا إلى إخلاء المبانى الفيدرالية من العاملين فيها وقامت الولايات المتحدة الامريكية باغلاق الحدود مع المكسيك وتأجيل افتتاح عمل الجمعية العامة للمرة الأولى وهذا إن دل على شىء لا يدل إلا على خطورة الموقف أنذاك.[56]

ولكن رغم هذا التدمير الكامل لمنشات امريكية إلى جانب الذعر الذى أصاب الشعب فلم تصمت أمريكا بل سيكون الرد أكثر وأقوى من ضخامة الحدث وبالفعل أعلنت الحرب على الارهاب من خلال إرسال حملات عسكرية إلى افغانستان وهذه الحرب على الارهاب عملت على تغيير موازين القوة  فقد أصبحت دولة مثل باكستان شريك مفضل بدلا من اخضاعها للعقوبات الاقتصادية

وتم الاعلان من خلال الولايات المتحدة الامريكية على القضاء على الارهاب فى المعسكرات الافغانية من خلال خطابات الرئيس جورج بوش الأبن بعد رفض طالبان تسليم بن لادن لهم بعد أن قضت التحقيقات أنه المتورط فى أحداث 11 سبتمبر 2001مولكن لم يكن إعلان الحرب على موجه فقط ضد افغانستان ولكنه كان موجه لكثير من الدول العربية والاسلامية بشكل عام مثل كوبا وفنزويلا على سبيل المثال مدعية أن هذه حرب الخير ضد الشر ولكن الذى نستخلصه من استراتيجية اعلان الحرب على الارهاب أنها بمثابة استراتيجية معلنه فقط ولكن ما وراء ذلك هو الاحتلال والاستفادة من الثروات التى توجد فى افغانستان وهذا هو الهدف الغير معلن أمام المجتمع الدولى[57]

لم تكتف الولايات المتحدة الامريكية بإتخاذ هذه الاجراءات بل أصرت على معرفة من الفاعل ومن وراء هذا التدمير وبالفعل توصلت التحقيقات والتحريات الامريكية أن المشتبه هو أسامة بن لادن وأوضحت كافة الدلائل أن أسامة بن لادن هو الفاعل ولكن ليس بمفرده ومن ثم وضع هدفا للولايات المتحدة الامريكية وبالفعل قتل بعد ذلك إلى أن تبرير الولايات المتحدة الامريكية لهذا الحد وهذا الارهاب أنه حدث على أراضيها لانها منارة الحرية والتقدم وقد وضعت الولايات المتحدة ائمة موسعة بأسماء المشتبه فيهم فى فعل هذا الحدث المروع وبأنها لم تتهاون مع الفاعل أو مع الممول فهذا الحدث أضر بمصالح افغانستان داخليا ولحكم حركة طالبان

ثانيا:طالبان ودورها فى هجمات 11 سبتمبر:

بعد إعلان الولايات المتحدة الامريكية أن أسامة بن لادن هو المشتبه فيه فى أحداث 11 سبتمبر نفت حركة طالبان ذلك أن أسامة بن لادن هو المتورط ولم تسلمه للسلطات الامريكية مطلقا حتى و إن ثبت تورطه فى ذلك وذلك لأن طالبان تعد مساند لاسامة بن لادن ولتنظيم القاعدة كما وضح تم توضيحه فى المبحث فى أوجه تشابه واختلاف الجماعات الجهادية سيعرض على المحكمه الافغانية ويحاسب ولكن أعلن الرئيس الأمريكى جورج دبليو بوش أن المتورط هو أسامة بن لادن وأن حركة طالبان ايضا هى المسئولة عن هذا الحدث وهذا ظهر فى الوثائق والتقارير للولايات المتحدة الامريكية وفى خطابات جورج بوش الابن ومنه أتخذت الولايات المتحدة الامريكية مجموعة من الاجراءات التى على إثرها سوف تلحق الضرر بأفغانستان وطالبان بشأن إغلاق معسكرات التدريب فى افغانستان والتحكم فى الشئون الداخلية للدولة وتسليم كافة الارهابين فى حركة طالبان المتورطين فى هذا الحدث بناء على تحقيقات الولايات المتحدة الامريكية [58]

ولكن جاء رد الفعل على الحدث شديد على طالبان وتم إعلان الحرب عليها وعلى معسكراتها كما وضحنا فى استراتيجية الحرب ضد الارهاب إلى جانب اعلان مجلس الامن رقم (1267.1333) أن المتسبب الذى يحمل لواء الارهاب هى حركة طالبان ومن ثم احداث 11 سبتمبر مهدت للولايات المتحدة الامريكية غزو افغانستان والسيطرة الكاملة عليها إلى جانب إبعاد حركة طالبان من مظلة الحكم وتفككك الحركة بأكملها حتى وإن كان ظاهريا[59]

خلاصة

إهتم هذا الفصل بدراسة حركة طالبان من حيث التكوين الفكرى والايدولوجى لها بداية من انتمائها للمدرسة الديبونية وركز على طريقة إدارة التعدد العرقى فى فتره ما قبل 2001 م وهى الفتره التى امتدت من عام 1996 إلى عام 2001م وقد كانت هذه الفترة بالنسبة للعرقيات بمثابة أكثر الفترات التى حدث فيها اضطهاد لهم من جانب حركة طالبان عدا عرقية البشتون التى تنتمى إليها طالبان وهذا ظهر فى ممارسات حركة طالبان ثم تم توضيح أحداث 11 سبتمبر وكل ما يتعلق بها وموقف طالبان إلى أن تم استبعاد طالبان من الحكم ثم توالى على حكم افغانستان الحكام منهم حامد كرزاى الذى كان واحدا من مؤيدى طالبان فى البداية  ولكن السياسات التى اتبعتها طالبان فى حكمها من عام 1996 الذى تميز بالتشدد هذا الذى جعله يتخلى عن تأييد الحركة,وضح الفصل استراتيجية الولايات المتحدة الامريكية فى الحرب على الارهاب التى تم الاعلان عنها بعد أحداث سبتمبر ولكن كان هذا فقط الهدف المعلن كما وضحنا فى المبحث الثالث وإنما كانت هذه الاستراتيجة مستهدفة أكثر من دولة ليس فقط هذا لحدث سبتمبر 2001م.ومن ثم وبعد مرور عقدين من الزمان تعود حركة طالبان إلى افغانستان مرة أخرى مسببه على اثر هذه العودة انسحاب الولايات المتحدة الامريكية من افغانستان وهذا ما سوف نستعرضه فى الفصل الثالث حول عودة طالبان..

تمهيد:

يدور هذا الفصل حول عودة طالبان إلى افغانستان من خلال السيطرة على مجموعة من المدن قبل الوصول إلى العاصمة كابول والانسحاب الأمريكة فقد تم الاتفاق على الاسنحاب مع الرئيس للولايات المتحدة الامريكية السابق (دونالد ترامب) من خلال اتفاق الدوحة, ولكن لم ينفذ إلا فى فترة ولاية الرئيس الحالى جو بادين رئيس الولايات المتحدة فإن عودة طالبان جاءت بشكل ممهد له ولكن صدر الاعلام مشاهد وور الانسحاب بطريقة عشوائية مثل الهروب على متن الطائرات خوفا من سياسات طالبان السابقة,وسوف يتم توضيح موقف الجماعات الجهادية من قرار العودة ومن الانسحاب الامريكى إلى جانب معرفة موقف العرقيات ايضا وهنا يتناول المبحث الثانى هذه السياسات الجديدة ومن ثم حاولت طالبان الظهور بمظهر التجديد فى كافة الأمور التى كانت تنتهجها فى فتره الحكم الاول عام 1996م,ومن ثم اعلنت سياسات جديدة فى التعامل مع التعدد العرقى من خلال قبول كافة العرقيات وتضمين هذه الكفاءات فى الحكومة وتشكليها إلى جانب الاعتراف بحق المرأة فى التعلم وعدم ممارسة الاضطهاد ضدها ولذلك يتضمن المبحث الثالث تقييم جدوى هذه السياسات ,من حيث هل هى شعارات فقط للوصول لسدة الحكم والحصول على الدعم الدولى دون تنفيذها حقًا على أرض الواقع..

لذلك يتناول الفصل هذه المباحث…

المبحث الاول:عودة طالبان لافغانستان 2020

المبحث الثانى:سياسات طالبان الحديثة فى الحكم

المبحث الثالث:تقييم لجدوى السياسات الجديدة لطالبان

المبحث الأول:عودة طالبان لافغانستان عام 2020

بعد غياب طال لما يقرب العشرون عاما وفى لحظه صادمة وبها قدر كبير من الذهول تعود طالبان إلى افغانستان من خلال اقتحام المناطق والسيطرة عليها واحدة تلو الاخرى وبالفعل بدأ تقدم طالبان فى افغانستان منذ توقيع اتفاقية الدوحة بين واشنطن وطالبان فى أواخر فبراير 2020 التى كانت تفضى إلى أن قوات الولايات المتحدة الأمريكية سوف تنسحب من أراضى افغانستان وهذا فى عهد دونالد ترامب ولكن لم يتم الانسحاب وتم تأجيله إلى أن سياسة جو بايدن لم تختلف كثيرا عن دونالد ترامب حول الاحتلال الافغانستانى ولكن تم دخول طالبان والسيطرة على مناطق عديدة وبدون مقاومة ومن ثم سقطت الحكومة الافغانية وأدت هذه العودة إلى انسحاب القوات الامريكية من افغانستان معلنه اكتساح حركة طالبان ومع ذلك مخاوف عديدة من الشعب الافغانستانى نفسه بأن يعود مرة اخرى الاضطهاد والتميز العرقى والمعاملة السيئة للمرأة وجميع السياسات التى كانت تمارسها الحركة قبل 2001 [60]

فإن عودة طالبان وانسحاب القوات الامريكية من البلاد يعكس بشكل او بأخر عدم ضرورية الحرب بأى شكل من الاشكال فإن الهجمات التى حدثت فى 11سبتمبر 2001 لم تكن تستدعى هذا الرد ولم تستدعى احتلال دولة ولكن كان يكفى التعامل مع المتسبب بحزم فقط لأن احتلال دولة افغانستان والاعتقاد بأن حركة طالبان اختفت هو تصور خاطىء فعلى الرغم من أختفاء طالبان من مظلة الحكم ولكن لم يختفى خلافائها ومؤدينها بل أن هذا التفكك جاء ظاهريا فقط بالاستبعاد من الحكم حيث أننا كما ذكرنا أن طالبان تنتمى لعرقية البشتون وهى العرقية التى تمثل الاغلبية العددية فى افغانستان

-موقف الحركات الجهادية من عودة طالبان,والانسحاب الأمريكى:

تعتبر عودة طالبان إلى افغانستان هى بمثابة انتصار للحركات الجهادية الاخرى المرتبطة بتنظيم القاعدة أو هيئة تحرير الشام وهذا ظهر من خلال تصريحات الحركات المعبرة عن فرحتهم بانتصار الايدولوجية الدينية وبهذه العودة التى نجحت فى السيطرة على الدولة ومن ثم انسحاب القوات الامريكية المحتلة,ولكن من جانب تنظيم الدولة الاسلامية (داعش) لم يكن على نفس القدر من السرور بهذه العودة بسبب مشروع الخلافة التى كرسته داعش ولكن بعودة طالبان فسوف تقوم بإعلان الإمارة الافغانستانية الإسلامية وبالتالى فإن المواقف المختلفة من الحركات الجهادية نابعة من المصالح المشتركة مع طالبان وبإنشاء دوله إمارة إسلامية[61] 

أما عن موقف العرقيات الاخرى فى افغانستان فلم يكن لديها الاطمئنان الكافى بعودة طالبان مرة أخرى تخوفا من ممارسة السياسات السابقة التشددية بحدوث قدر كبير من التهميش وممارسه سياسات الاضطهاد ولكن عندما اعلنت طالبان عن السياسات الجديدة لها أعلنت التسامح مع العرقيات الاخرى والتسامح مع المرأة كأحد أهم القضايا التى تعامل معها طالبان قبل 2001م,بسياسات متشددة ولكن يظل التخوف مستمر من العدة لممارسة الاضطهاد لذا حذر الاتحاد الاوروبى من حالات النزوح والهجرة من افغانستان بسبب الاضطهاد مهددًا بالتدخل فى الدولة وذلك لعدم تكرار جوانب الازمة السورية[62]

موقف الدول الاوربية من عودة طالبان ومن ثم الانسحاب الامريكى:

من ناحية الصدى الأوروبى الغربى فإنه ضد الاحتلال وبعد احداث 2001 وبعد أن هدأت الأمور انسحبت القوات الغربية الاوربية من افغانستان إيمانا منهم أن الوجود لايجدى وأن احتلال دولة كأفغانستان لا يفيد بأى حال من الأحوال أما الولايات المتحدة فقد انسحبت من افغانستان إعمالا بمبدأ اميركا أو لا وهو المبدأالذى يعكس بشكل كبير الاهتمام بالداخل الامريكى على الاهتمام بالتدخلات الخارجية وهذا ما اوت به الدول الأوربية

 عندما تولى بايدن رئاسة الولايات المتحدة الامريكية,بأن يعيد حساباته فى افغانستان وأن استمرار وجود القوات الامريكية فيها ليست من مصلحة الولايات المتحدة الاميريكية بأى حال من الأحوال بل هو بمثابة تعنت وتكرار سياسات ترامب ضد الحركة وجاء هذا متوافق مع توجهات الرأى العام الأمريكى حول الانسحاب من افغانستان حيث وصلت المؤشرات إلى نسبة تأييد هذا القرار تصل إلى 70% من الامريكين فى عام 2021 إلا أن هذه النسبة تراجعت إلى 49% بعد تقدم قوات طالبان فى كابول وانتشار حالة الفوضى ولكن يظل قرار الانسحاب هو القرار الذى يقبله الرأى العام الامريكى [63]

شكل: 3( الانسحاب الأمريكى من افغانستان من خلال الاحزاب والعامة US withdrawal from Afghanistan)

Source: Chicago Council surveys,july2021.available at: https://www.thechicagocouncil.org/commentary-and-analysis/blogs/us-public-supports-withdrawal-afghanistan

فقد تمكنت حركة طالبان من السيطرة على مقاليد الحكم فى افغانستان رغم ردود الافعال من الشعب الافغانى نفسه المترردة فى الخوف من عودة السياسات القديمة لطالبان ومن عودة التميز العرقى ولذلك شاهدنا محاولات الهرب بداية من دخول القوات لحركة طالبان ولكن قدمت طالبان وعود جديدة لسياسة جديدة متبعة تختلف عما سبق[64]

المبحث الثانى:سياسات طالبان الحديثة فى الحكم

أثارت عودة طالبان مخاوف العرقيات التى عانت من اضطهاد قبل عام ٢٠٠١م،وهى العرقيات دون البشتون  ولكن بعد غياب عقدين من الزمن،اظهرت طالبان أنها سوف تنتهج سياسات جديدة وذلك من أجل طمأنة الشعب الأقغانى وقبول الحكم من جديد ومن ثم أظهرت طالبان مظاهر التسامح والكرم فى السياسات الجديدة لكل الطوائف والأعراق فى افغانستان من الداخل أو السياسات الخارجية لمن أشترك فى الحرب ضدها منذ عام ٢٠٠١م،ومن هنا بدأت بإتخاذ مجموعة من الاجراءات والقرارات التى تعكس حالة التسامح

ويمكن ذكر هذه الاجراءات على ذلك

الاعفاء عن كل من عمل مع النظام السابق من قريب أو من بعيد ومن تعامل مع أجهزة الأمن والجيش ومن ساند الحرب فى أفغانستان وساعد على الاحتلال الأمريكى لها,إرسال رسائل فى الإعلام لتطمئن الأفراد والنساء بشكل خاص إلى جانب الاقلية الشيعية التى عانت كثيرًا من الاضطهاد فى فترة الحكم السابق وعدم الحرية فى ممارسة شعائرها وبدأت الحركة تتوعد بحماية الحقوق للنساء سواء فى التعليم أو فى المشاركة السياسيه إلى جانب تغيرات فى الصورة الذهنية لدى لدى المجتمع الدولى وذلك بإتخاذ قرار ظهور المتحدث بأسم حركة طالبان بدون تغطية وجهه وهو (ذبيح الله المجاهد)فى محاولة لإثبات تغير الحركة للأفضل ولكن هذه التصريحات لم تطمئن الداخل الافغانى بشكل كبير بل ظهرت حالات هروب عديدة من افغانستان خوفًا من ممارسات طالبان وعودة إلى ممارسه التشدد مرة أخرى[65]

أما فيما يتعلق بالسياسات الموضوعة لعلاقة طالبان بالدولة

أعربت طالبان عن حفظ حقوق الجميع فى إطار تطبيق الشريعة الاسلامية ولكن بإطار وضع سياسات توافقية بين كافة الأعراق وهذا يعكس تحول كبير فى سياسات طالبان الجديدة فى افغانستان حيث كانت تقام بوضع سياسه تناسب العرقية التابعة لها فقط دون النظر إلى حقوق وحريات باقى الفصائل السياسية كما رأينا فى منع الشيعة من الوصول للحكم أو من الوصول لمناصب مرموقة وما إلى ذلك ولكن مع العودة تغيرت هذه النظرة بحسب التصريحات ومن ثم هناك اتجاه جديد فى تتبع سياسات أكثر انفتاحًا على كافة الأعراق[66]

إما على المستوى الدولى تسعى طالبان إلى الحصول على الاعتراف الدولى والتحدث بأسم افغانستان ولكن يبقى هذا تحدى كبير أمام الدول الاوربية والدول فى الجمعية العامة للأمم المتحدة حول الاعتراف بشرعية حركة متشددة أمام المجتمع الدولى,فالأهم الان فى السياسة الخارجية لطالبان هو الحصول على الاعتراف الدولى,وفى هذا الإطار المتعلق بالدول الغربية ولكن فى إطار الاقتصاد فإن بعد سيطرة طالبان على الحكم من الممكن أن تحجم بعض الدول الغربية من مساعدتها للاقتصاد الافغانى حيث أن هذه المساعدات الغربية للإقتصاد كانت بمثابه المصدر الرئيسى للتمويل قبل عودة طالبان ولكن تقليص المساعدات لا يمكن أن يكون فى إمدادات الغذاء وذلك خوفا من حدوث أزمة إنسانية خانقة وعلاوة على ذلك فإن وضع الاقتصاد الافغانى فى ظل عودة حركة طالبان ليس من المتوقع له الانتعاش ولكن إذا عدلت طالبان من سياساتها فى الداخل وإقامة علاقات فى الخارج سوف يتحسن اعتمادا على المساعدات الخارجية[67]

المبحث الثالث: تقييم لجدوى السياسات الجديدة فى الواقع(مشاهد ووقائع)

إن عودة طالبان إلى سدة الحكم أثارت العديد من التساؤلات،هل ستعود طالبان كما كانت أم أنها سوف تنفذ الوعود التى جاءت بها بعد عودتها ومن أكثر من تخوف من هذه العودة هم النساء والعرقيات التى عانت كثيرا من الاضطهاد فى ظل حكم طالبان الأول,فعلى سبيل المثال تحسن حال النساء بعد تفكك طالبان عام 2001 وأصبحت المرأة تتبوأ مكانة هامة فى المجتمع من حيث انها اصبحت رائدة أعمال وهذا ظهر فى تجارب نسائية عديدة قد صرحن بأن عودة طالبان ستهدم ما تم بنائه طيله سنوات غيابهم[68] ولكن بعد أن عادت طالبان السؤال هو ما المستقبل الذى ينتظر النساء فى طالبان ..؟ ولكن للإجابة على هذا السؤال علينا العودة إلى ما أقرت به الحركة لتحقيقه بشأن النساء عندما عادت إلى سدة الحكم فقد وعدت الحركة بمستقبل أفضل وعدم اضطهاد النساء بل إعطائهن حقوقهن والحفاظ على حقوقهن فى التعليم والمشاركة السياسية وللحكم على هذه السياسة التى أتت بها طالبان من بداية العودة عام 2020 إلى عام 2022[69] فقد ساء وضع النساء حتى وإن اظهرت طالبان حسن نيتها فى معاملة النساء ولكن يظل وجود المرأة فى النظام الافغانى غير مرحب به على سبيل المثال لم تقلع حركة طالبان عن فرض الحجاب على النساء فى افغانستان وهذا ما ظهر فى أحد البرامج التليفزيونية إذا تظهر نساء فى الزى الإسلامى تنفيذا لما أقرت به الحركة ولكن هذا ما تظهره حركة طالبان أمام العالم أما النساء فإن وضعهن أصبح أسوء بكثير مما كان عليه ففى العاصمة كابول منعت السائقين من التعامل مع أى إمرأة إلا بوجود ولى أمرها وهذا ضد مبدأ حقوق الانسان من الاساس وعندما رأت النساء كل هذا القمع خرجت فى مظاهرات ضد هذا القمع ولكن سرعان ما تم اعتقالهن وحجزهن لأسابيع عديدة وهذا لا يعكس إلا مخالفة الوعود لطالبان الذى بات واضحا فى ممارسة هذه المعاملات القمعية على النساء من فرض إرتداء الحجاب إلى البرقع الذى يغطى الوجه عدا العين إلى جانب استبعادهن من الوظائف العامة وعدم قبول اعتراضهن ومن ثم فإن الوضع العام للمرأة لم يتحسن بأى شكل من الأشكال.

ومن ثم إذا نظرنا للسياسات الجديدة التى وضعتها طالبان نجد أنها سعت إلى توصيل فكرة التسامح وقبول الأخر بأكبر قدر ممكن من التصريحات كما ذكرناها فى المبحث الأول[70] التى تعكس ذلك ومن بداية دخولها للبلاد مرة أخرى فقد حظت على الدعم من أماكن العرقيات الاخرى ولكن الطبيعة الافغانية بتعددها العرقى قابلة لنشوء حرب أهلية فى أى وقت كان ولكن المؤشرات لا تعكس إلا حالة كبيرة من الهدوء الذى يسود البلاد نتيجة لوجود مشكلات تواجه الدولة لابد من حلها اولًا مثل مشكلات الفقر والبطالة ومشاكل متعلقة بحقوق الإنسان وإرساء القواعد الأولية للحكم[71]

أما فيما يتعلق بالسياسات الموجهه للشيعة (أقلية الهزارة) فقد تعهدت حركة طالبان عند عودتها بأن تضع سياسات تعطى الحرية الكاملة للشيعة فى ممارسة شعائرهم بحرية دون ضغط من الحركة ودون الشعور بالاضطهاد ولكن إذا عدنا للواقع وبعد مرور سنتين على العودة فقد عادت حركة طالبان إلى نسختها القديمة فى عدم الايفاء بوعدها تجاه الشيعة ولكن قامت بمنعهم من ممارسة شعائرهم بالحرية الكافية,ومن ثم عندما وضعت طالبان السياسات الجديدة وضعتها حتى تحصل على الدعم الكامل من كل أطياف الشعب دون النظر إلى إمكانية تحقيقها أو عدم الإمكانية لذلك فإن الإيدولوجية التى تحكم طالبان لا تفرض بأى شكل من الأشكال الديمقراطية والحرية ولكن العمل بمبادىء الدين الإسلامى وبالطريقة التى يتم تفسير النصوص الدينية بما يناسب الحركة فقط,فإن العودة لم يكن ليتقبلها كافة أطياف وأعراق الشعب ولكن تم قبولها بسبب الوعود التى نصت عليها تصريحات طالبان من جانب وبسبب انسحاب القوات الأمريكية من افغانستان بمجرد دخول حركة طالبان ولكن عدم الإيفاء الوعود وعدم جدوى السياسات يعرض حركة طالبان إلى التفكك مرة أخرى والاستبعاد من سدة الحكم فالأهم هو الحفاظ على إراد الشعب حقوقه,وحرياته لأن ذلك الذى سيحافظ على حكم طالبان فى افغانستان[72]

الخلاصة:

ركز هذا الفصل على تغطية عودة طالبان وردود الفعل المختلفة حول هذه العودة من خلال الحركات الجهادية والعرقيات المختلفة داخل افغانستان حيث تنوعت الردود ما بين مرحب بهذه العودة وما بين القلق من ممارسات طالبان السابقة فى فترة الحكم الأول إلى عام 2001م, ولكن ظهرت طالبان متبعة سياسات جديدة معلنة وظهر ذلك فى الخطابات من حيث الوعود بإعطاء الاعراق نفس القدر من الحقوق وعدم التهميش لأى عرقية على حساب عرقية أخرى إلى جانب الوعود بالسماح للمرأة بالتعليم وعدم ممارسة السياسات القديمة  ولكن من خلال التقييم الفعلى لهذه السياسات الجديدة فهى لم تثبت كفاءتها إلى الأن بل أن الايدولوجية الحاكمة هى التى تظل مؤثرة على توجهات الحركة ولكن سوف نعرض مجموعة من السيناريوهات التى من شأنها تقدم رؤية وفقا للواقع المعاش بما سوف تكون عليه افغانستان فى ظل حكم طالبان الأن..

الخاتمة

توصلت الدراسة (أثر ممارسات حركة طالبان فى إدارة الاختلاف والتعدد العرقى فى ظل سياسات الهويه)إلى عدد من النتائج استنادا للمشكلة البحثية والسؤال البحثى الرئيسى حول(كيفية إدارة حركة طالبان للتعدد العرقى وكيف ساعد التكيف على إدارة الاختلاف مرة أخرى عقب العودة للسلطة؟..)إلى جانب الاستناد إلى مقولات منهج الجماعة فى تناول هذا الموضوع حيث تعكس حركة طالبان(الانتماء العرقى), الجوهر الأساسى فى منهج الجماعه وهو أن الحركة تسعى إلى الوصول للسلطة وهو ما يعكس الدور السياسى للحركة وم ثم تستطيع أن تؤثر على صانع القرار فى النظام السياسى ولكن قد يكون مقولة المنهج أن الجماعه الأكثر تأثيرا هى التى تتميز بالتقارب بين الأفراد وهذا مالا يتوافر فى حركة طالبان كما أشرنا فى الفصل الثانى(المبحث الثانى) حول السياسات التى اتبعتها حركة طالبان فى اضطهاد العرقيات الأخرى دون البشتون وهو ما يجعل هناك حروب اهلية تنشب فى افغانستان.

أن سمة المجتمع الافغانى هو التعدد العرقى الدائم والاستعداد الدائم لقيام حرب أهلية وشعور الدائم للعرقيات دون البشتون بالتهميش خاصة خلال حكم طالبان الأول حيث أن طالبان من عرقية البشتون فضلا عن أن عرقية البشتون تمثل أغلبية المجتمع الافغانى بنسيبة تصل إلى 40%

ممارسات طالبان ضد من هم مختلفون عنهم فى فترة الحكم الأول فى سنه 1996 لم تختلف كثيرا عن إدارتها اليوم فقط ما تغير هو الخطاب التى تتحدث به طالبان عن طريقة الحكم ليس أكثر من ذلك

تستند حركة طالبان على الايدولوجية الدينينة المتشددة التى تتصف بعدة صفات منهم عدم قبول التجديد والحداثة, عدم الاعتراف بتكوين دول ديمقراطية بل دولة إسلامية فقط مع وجود صعوبة كبيره فى تغير هذه الايدولوجية

عدم جدوى أحتلال أمريكا لافغانستان بعد 11 سبتمبر2001م,فإن صناع القرار أنذاك فى امريكا اتخذوا هذا القرار لإرضاء الرأى العام بشكل أكبر ولكن فى حقيقة الأمر لم يكن يستحق الأمر كذلك ولا يستحق احتلال دولة لمدة 20 عاما بل الاكتفاء بمحاسبة المتسببين والمتورطين

-وجود مفارقة بين الواقع وبين ما تصرح به طالبان وهو ما يعرضها إلى أن تتفكك مرة أخرى بسهولة

أما عن الابحاث المستقبلية سوف يتمثل اهتمامها فى مجموعة من القضايا التى تخص شأن حركة طالبان وافغانستان وهو تتبع إدارة التعدد العرقى ووضع العرقيات المختلفة هل حدث اختلاف؟هل بالفعل تحققت وعود طالبان الجديدة أم أن هناك استمرار لسياسات الاضطهاد فضلا عن التركيز على إصلاح الداخل واشكالياته مثل الفقر والجوع والمرض هذا عن الداخل فى افغانستان،أما الشق الخارجى فإن تناول مستجدات الوضع مع الولايات المتحدة الأمريكية أمر هام فى ظل الانسحاب الأمريكى من افغانستان فضلًا عن تطورات الشأن الدولى ولحرب الروسية الأوكرانية هل سيعود التنافس الروسى كما كان قبل تفكك الاتحاد السوفيتى ومن ثم فهذه اسئلة مفتوحة للواقع ولمستجداته..

تظهر هذه الدراسة نجاح حركة طالبان فى العودة إلى أراضى افغانستان ومن ثم الرجوع إلى سدة الحكم بعد غياب طال لعقديم من الزمان نتيجة أحداث 11 سبتمبر, ولكن العودة جديدة بسياسات جديدة عن السياسات التى كانت متبعة في ظل حكم حركة طالبان الأولى من (2001:1996), ولكن اختلفت هذه السياسات ونتج عن هذه العودة انسحاب القوات الامريكية من افغانستان وهذا يعتبر نجاح لهذه العودة ومن ثم ركزت الدراسة على دراسة إدارة التعدد العرقى فى إطار سياسات الهوية سواء فى فتره ما قبل 2001 إلى العودة وبيان هذه المفارقة ومدى جدوى هذه المفارقة فى التعامل مع التعدد العرقى ومع الدولة بشكل رئيسى,لذلك حاولت الدراسة الإجابة على السؤال الأتى:كيف تدير طالبان التعدد العرقى وكيف يظهر فى سياساتها التكيف وهذا التكيف الذى ساعد فى العودة للسلطة كما أوضحنا فى الدراسة أن العودة لم تكن فى المقاطعات للبشتون المؤيدة لحركة طالبان ولكن جاءت من تأييد العرقيات الأخرى ولذلك أعلنت حركة طالبان عن عهد جديد وقبول الأخر مهما كان ولكن لم توعد بإنشاء دولة ديمقراطية حيث أن حركة طالبان تقوم على الشريعة الإسلامية وعلى الشق المتشدد فيها الذى يرفض بشكل أو بأخر التجديد ولكن تكتفى بالتمسك بالحياة البدائية ,عدم التسامح فى تقبل الاخر المختلف عن الايدولوجية التى يؤمنوا بها ولذلم ظهور طالبان بسياسه التسامح هذه تثير كثير من الشك فى مدى جدوتها وتنفيذها خاصة تجاه المرأة والتعدد العرقى

ولذلك من الممكن وضع مجموعة من السيناريوهات لمستقبل أفغانستان فى ظل حكم طالبان الجديد,علما بأن التنبؤ بوضع دولة أو مستقبل وطن هو من الامور التى تكاد تكون مستحيلة فلم يتوقع أحد عودة طالبان بعد 20 عاما من التفكك ,ولكن هذه السيناريوهات فقط لعرض الموقف مع إعطاء احتمالات لحدوث سيناريو على حساب سيناريو أخر طبقا لمستدات الوضع سواء داخليا أو خارجيا

ومن ثم سوف نعرض هذه السيناريوهات كالاتى:[73]

  • السيناريو الأول:أفغانستان وإعادة بناء الدولة
  • السيناريو الثانى:أفغانستان والعودة للحرب الأهلية
  • السيناريو الثالث:أفغانستان والتقسيم البلقانى
  • السيناريو الرابع:افغانستان ساحة حرب مفتوحة

-أفغانستان وإعادة بناء الدولة

هذا السيناريو يتحدث عن الطموح والتفاؤل بسياسات طالبان نحو التجديد وأن تتبنى سياسه توافقية تمكنها من الجمع بين كل العرقيات على حد المساواة وعدم ممارسة اضطهاد على عرقية على حساب عرقية أخرى إلى جانب إعطار النساء حقوقهن والاعتراف بأهمية وجود المرأة فى افغانستان من الأساس واحترام حقوقها وعدم الاضرار به وعدم فرض سياسات معينه عليها إلى جانب قبول الأخر باختلافاته كذلك تلتزم بالوعود والوفاء بها خاصة الخارجية بأن تقلع عن فكره أنها مركز أو بؤرة الجماعات الارهابية وما إلى ذلك[74]

ولكن فى حقيقة الأمر فإن أحتمالية حدوث السيناريو الأول تكاد تكون معدومة وهذا لأسباب عديدة أول وأهم هذه الأسباب هو وجود صعوبه شديدة فى تغيير الايدولوجية الحاكمة للحركة فإن الايدولوجية بها قدر كبير من التشدد وتغيير الايدولوجيه ليس بهذه السهولة فيتطلب حدث هذا السيناريو قبول المرأه وحقوقها وهذا لم يحدث على أرض الواقع بل مازالت طالبان تمارس القمع على النساء فى فرض الحجاب على سبيل المثال,ويتطلب ايضا قبول الاخر المختلف وهذا لم يحدث إلى الان ايضا,إلى جانب وضع سياسات توافقية تناسب كافة الأعراق لم يحدث منذ العودة وإلى الأن أى بعد مرور عامين ولذلك فإن أحتمالية حدوث وتحقق هذا السيناريو ضئيلة

-أفغانستان والعودة للحرب الأهلية

هذا السيناريو يتحدث عن عودة الحرب الأهلية إلى أفغانستان مرة اخرى وهذا يعكس فشل الحركة بشكل كبير عن إدارة المرحلة الانتقالية وإعادة حالة الأقتتال الداخلى التى كانت قد استمرت من ذى قبل ولكن هذا السيناريو رغم تهيأ المجتمع له بفضل التعدد العرقى وشعور العرقيات أنها دائما مهددة بالتهميش ولكن نسبة حدوثة تقل بنسبة كبيرة وهذا خوفا من الاحتلال الخارجى مرة أخرى كما حدث فى عام 2001 فضلا عن ارتفاع الثمن للحرب خصوصا إقليما وايضا سيكون فى الحرب الأهلية سقوط طالبان من سُدة الحكم

-أفغانستان والتقسيم البلقانى

هذا السيناريو مترتب على السيناريو السابق عليه حيث يتحقق بعد حدوث الحرب الأهلية ومنها تصل إلى حالة من التعقيد وتنقسم إلى دويلات صغيرة على أسس عرقية وطائفية وهذا على غرار البلقان وما حدث فيها ولكن هذا السيناريو يظل مستبعد بشكل أو بأخر كما مستبعد الأن حدث حرب أهلية نتيجة للتشابكات الداخلية والخارجية فضلا عن ارتفاع تكلفة الحرب الاهلية والتقسيم إلى دويلات طائفية

-أفغانستان ساحة حرب مفتوحة                                                                           

يتحدث هذا السيناريو عن تحول افغانستان إلى ساحة حرب مفتوحة نتيجة لضعف حركة طالبان من خلال ضعفها فى بسط سيطرتها على كل الأجزاء والمناطق فى افغانستان ومن ثم تتحول الدولة إلى أجزاء متقطعة منفصلة كل جزء تحكمه فصيلة أو عرقية مختلفة فالأماكن التى يكون فيها عرقية البشتون تصبح حركة طالبان مسيطرة عليها فى حين أن يوجد أماكن أخرى يحكمها العرقيات الاخرى وهذا يضاهى ما حدث فى النموذج السورى

والحقيقة أن هذا السيناريو هو الأكثر ترجيحا فى حدوثه نسبه للأحداث التى تحدث الأن ولكن ما يجعل هناك تخوف من حدوث هذا السيناريو هو تدخل الولايات المتحدة الامريكية مرة أخرى لتقرير مصير افغانستان مثل ما حدث عام 2001[75]

ومن ثم وبعد عرض مجموعة من السيناريوهات التى من الممكن أن يحدث أحدها أو لا يحدث فكما أشرنا من قبل فإن التنبؤ بمجريات الأحداث لم يصبح من الأمور السهله على الباحثين فلم يوجد أحد توقع عودة طالبان بعد 20 عاما وانسحاب القوات الامريكية بهذه السهولة ولكن هى مجرد راءه لمجريات الاحداث ولكن ماذا سوف يحدث مستقبلا هو من الأمور التى لا نكاد نعلمها ..

اولًا:المراجع باللغه العربية

-الكتب

1-أحمد زكى,معجم مصطلحات العلوم الاجتماعية,ط2(بيروت:مكتبة لبنان)

2-أحمد وهبان،الصراعات العرقية واستقرار العالم المعاصر:دراسة فى الأقليات والجماعات والحركات العرقية،الاسكندرية،دار الجامعة الجديدة للنشر،٢٠٠١م

3-إسحاق نقاش وآخرون،المجتمع العراقى،حفريات سوسيولوجيه فى الاثنيات والطوائف والطبقات،٢٠١٧م

4-تيد روبرت جار،أقليات فى خطر:٢٣٠ أقلية فى دراسة احصائية وسياسية واجتماعية،القاهرة ،مكتبة -مدبولى،ط١،١٩٩٥

5-عبدالغفار رشاد القصبى،مناهج البحث فى علم السياسة،مكتبة الأداب,٢٠٠٤م

6-على الدين هلال،نفين مسعد(محرران)،معجم المصطلحات السياسية،القاهره،مركز البحوث والدراسات السياسية ،١٩٩٤،ص٢١٥

7-محمد أبو غزلة,عودة طالبان المعطيات الواقعية والسيناريوهات المستقبلية.٢٠٢١م

8-محمد سرافزاز,حركة طالبان من النشوء إلى السقوط,دار الميزان,الطبعة الأولى,٢٠٠٨م.لبنان

9-محمد سلامة النحال,الحرب ضد الأرهاب,دار زهران,عمان,٢٠٠٩م

10-نصر محمد عارف،ابستمولوجيا السياسة المقارنة(النموذج المعرفى،النظرية،المنهج)،كليه الحقوق،جامعة زايد،٢٠٠٢م

-الرسائل العلمية

11-إدابير أحمد،التعددية الإثنية والأمن المجتمعى،دراسة حالة مالى مذكرة مقدمة لنيل شهادة الماجستير فى العلوم السياسية والعلاقات الدولية،الجزائر،جامعة الجزائر،كلية العلوم السياسية والإعلام،٢٠١٢

12-إسماعيل سيد يوسفى,الابعاد الاستراتيجية للعلاقات الامريكية الافغانية,كلية الاداب,جامعة الشرق الاوسط,٢٠١٤م،رساله ماجستير

13-راجية مصطفى البدوى،أثر الوصول للسلطة على فكر وممارسات جماعة الاخوان المسلمين،جامعة القاهرة،كلية الاقتصاد،رسالة ماجستير،٢٠١٥م

14-سيد إسماعيل ,الأبعاد الاستراتيجية للعلاقات الامريكية-الافغانية(2014:2001),جامعة الشرق الأوسط ,كلية الأداب والعلوم,٢٠١٤م,رسالة ماجستير

15-فتوح أبودهب صادق هيكل،انعكاسات السلوك الدولى فى مكافحة الارهاب على مبدأ السيادة الوطنية،دراسة حالة:الحرب على افغانستان،العراق،رسالة ماجستير(كلية الاقتصاد والعلوم السياسية،جامعة القاهرة،٢٠١٠م،ص٢١٠

16-محمود أبو العينين ،حق تقرير المصير،دراسة مقارنة لقضيتى ارتيريا والصحراء الغربية،رسالة دكتوراه فى الدراسات الافريقية،معهد البحوث والدراسات الافريقية،جامعة القارة ،١٩٨٧،ص٢

-المراكز البحثية

17-إبراهيم عرفات،القضية الافغانية وانعكاساتها الاقليمية والدولية(القاهرة ،مركز الدراسات الاسيوية،١٩٩٩)

18-أحمد دياب,تبعات عودة طالبان بين خطر الارهاب وتدفق اللاجئين,٢٠٢١م,متاح على https://futureuae.com/ar-AE/Mainpage/Item/6501/%D9%85%D8%A7-%D8%A8%D8%B9%D8%AF-%D8%B3%D9%82%D9%88%D8%B7-%D9%83%D8%A7%D8%A8%D9%88%D9%84-%D8%AA%D8%A8%D8%B9%D8%A7%D8%AA-%D8%B9%D9%88%D8%AF%D8%A9-%D8%B7%D8%A7%D9%84%D8%A8%D8%A7%D9%86-%D8%A8%D9%8A%D9%86-%D8%AE%D8%B7%D8%B1-%D8%A7%D9%84%D8%A5%D8%B1%D9%87%D8%A7%D8%A8-%D9%88%D8%AA%D8%AF%D9%81%D9%82-%D8%A7%D9%84%D9%84%D8%A7%D8%AC%D8%A6%D9%8A%D9%86

19-إسراء محمود السيد،التنوع العرقى وأثره على تطور النظام السياسى الماليزى،المركز الديمقراطي العربى،٢٠١٧م،من خلال اللينك: https://democraticac.de/?p=47220

20-بسمة سعد,عودة حكم طالبان تحديات,ورهانات التغيير ,مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية,٢٠٢١م,من خلال اللينك: http://acpss.ahram.org.eg/News/17344.aspx

21-تجربة طالبان..قراءة خلدونية سوسيولوجية فى جذور الحركة وظهورها ,مركز المجدد للبحوث والدراسات,31 مايو,٢٠٢١م متاح على http://2u.pw\5iAx5

22-دينا شحاته,الرأى العام الأمريكى والانسحاب من افغانستان,مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية,2022 متاح على http://acpss.ahram.org.eg\news\17235.aspx

23-رانيا مكرم،تغيير أم تكتيك،هل ستنفتح طالبان على العرقيات فى الداخل الافغانى،مركز الدراسات السياسية والاستراتيجيه،٢٠٢١م

24-سومية محمد على،جنوب السودان:آليات إدارة التعددية الإثنية وأزمة تحقيق المواطنة(٢٠١٧:٢٠٠٥) المركز العربى للبحوث والدراسات ،٢٠١٧م،من خلال اللينك  http://www.acrseg.org/40631

25-صادق محمد,الحركات الاسلامية فى العالم العربى:الاخوان الاسلامية ,الشيعة,الحركات الجهادية,القاهرة.دار المكتب العربى للمعارف,٢٠١٤م,ص126

26-على الدين هلال،نفين مسعد(محرران)،معجم المصطلحات السياسية،القاهره،مركز البحوث والدراسات السياسية ،١٩٩٣م،ص٢١٥

27-كرم الحفيان,القاعدة فى أفغانستان (تحولات الفكر والحركة),دراسات سياسية,المعهد المصرى للدراسات ,٢٠١٨م

28-اللايقين”مستقبل افغانستان بعد هيمنة طالبان،مركز الدراسات السياسية والاستراتيجية،٢٠٢١ من خلال الرابط: https://acpss.ahram.org.eg/Malafat/10/index/0.aspx

29-ماجدة على صالح،القضية الافغانية وانعكاساتها الاقليمية والدولية،القاهرة،مركز الدراسات الاسيوية،١٩٩٩م ،ص١٠٨

30-ماجده على صالح،النموذج المعتدل:العلاقة بين الدين والدولة فى الخبرة الاسيوية،المركز العربى للبحوث والدراسات،٢٠١٥م،من خلال اللينك: https://www.politics-dz.com/%d8%a7%d9%84%d8%b9%d9%84%d8%a7%d9%82%d8%a9-%d8%a8%d9%8a%d9%86-%d8%a7%d9%84%d8%af%d9%8a%d9%86-%d9%88%d8%a7%d9%84%d8%af%d9%88%d9%84%d8%a9-%d9%81%d9%8a-%d8%a7%d9%84%d8%ae%d8%a8%d8%b1%d8%a9-%d8%a7%d9%84/

31-مجموعة باحثين،القاعدة بعد ابن لادن(الامارات العربية المتحدة ،مركز المسار للدراسات والبحوث،٢٠١٢م

32-محمد أبو غزلة,عودة طالبان المعطيات الواقعية والسيناريوهات المستقبلية,برنامج بحثى(الأمن الدولى والأرهاب),٢٠٢١م, من خلال اللينك https://trendsresearch.org/ar/insight/%d8%b9%d9%88%d8%af%d8%a9-%d8%b7%d8%a7%d9%84%d8%a8%d8%a7%d9%86-%d8%a7%d9%84%d9%85%d8%b9%d8%b7%d9%8a%d8%a7%d8%aa-%d8%a7%d9%84%d9%88%d8%a7%d9%82%d8%b9%d9%8a%d8%a9-

33-محمد فايز فرحات،قراءة فى تشكيل حكومة طالبان لتصريف الأعمال،مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية،٢٠٢١م،من خلال اللينك: https://acpss.ahram.org.eg/News/17244.aspx

34-محمد محمود عبدالعال،التعدد العرقى من التنازع إلى التناغم،دراسة صادرة عن مركز التنوع للدراسات,2015

35-محمود أبو العينين ،حق تقرير المصير،دراسة مقارنة لقضيتى ارتيريا والصحراء الغربية،رسالة دكتوراه فى الدراسات الافريقية،معهد البحوث والدراسات الافريقية،جامعة القاهرة ،١٩٨٧م،ص٢٥

36-مركز دراسات الشرق الأوسط,الحرب الأمريكية على ما يسمى الأرهاب ,الحرب على افغانستان ٢٠٠١م,عمان,الأردن

37-مصطفى زهران,سوسيولوجيا حركة طالبان الافغانية المتشددة وتشكلاتها الفكرية,مركز الدراسات العربية الاوراسية,٢٠٢١م

38-مطيع الله تائب،عودة طالبان وإحتمالات المستقبل،الدوحة ،مركز الجزيرة للدراسات،٢٠٠٨م

39-ناثان ج.براون(مؤلف)،سعد محيو(ترجمه)المشاركة لا المغالية:الحركات الإسلامية والسياسة فى العالم العربى ،(بيروت)،مركز كارنيجى للشرق الأوسط بالتعاون مع الشبكة العربية،٢٠١٢م

40-نادية فاضل عباس,السياسة الخارجية الامريكية تجاه افغانستان,مركز الدراسات الدولية,جامعه بغداد,دراسات دوليه,ع:54

41-يسرى مصطفى،رهانات الديمقراطية متعددة الثقافات،قراءه فى تقرير التنمية البشرية ٢٠٠٤”،الحرية الثقافية فى عالمنا المتنوع،مركز دعم التحول الديمقراطى وحقوق الانسان،العدد ١،ص٢٥

-الدوريات:

42-مروة حامد,د\وردة هاشم,نشأة وتطور الجماعات الجهادية فى أفغانستان:حركة طالبان وتنظيم القاعدة وتنظيم الدولة الإسلامية فى العراق والشام نموذجا,المجلة العلمية للبحوث والدراسات التجارية,كلية التجارة,جامعة حلوان:ج:34,ع:1, مارس ٢٠٢٠م

43-رسول مطلق،التنوع الإثنى فى العراق،سوسيولوجيا التعدد فى الوحدة،جامعة بغداد،كلية الآداب،قسم علم الاجتماع ،ع١١٠ ،٢٠١٤م

44-خديجه محمد كمال،التنوع الثقافى وآليات تعزيزه بالتعليم قبل الجامعى فى العالم المعاصر،جامعة بنى سويف،مجلة كلية تربية،عدد يناير،ج٢ ،٢٠٢٠م

-مواقع إلكترونية:

45-إميل أمين,داعش والقاعدة من الافتراق إلى الاندماج,٢٠١٤م,متاح على الرابط الأتى: https://aawsat.com/home/article/1497806/%C2%AB%D8%AF%D8%A7%D8%B9%D8%B4%C2%BB-%D9%88%C2%AB%D8%A7%D9%84%D9%82%D8%A7%D8%B9%D8%AF%D8%A9%C2%BB-%D9%85%D9%86-%D8%A7%D9%84%D8%A7%D9%81%D8%AA%D8%B1%D8%A7%D9%82-%D8%A5%D9%84%D9%89-%D8%A7%D9%84%D8%A7%D9%86%D8%AF%D9%85%D8%A7%D8%AC

BBC-46بالعربى، افغانستان ما التركيبة القومية والدينية لهذا البلد الذى لم يعرف الاستقرار منذ نصف قرن؟،٢٠٢١م،من خلال اللينك: https://www.bbc.com/arabic/world-58292848

47-محمد محمود,كيف اختلف تنظيم الدولة الإسلامية عن تنظيم القاعدة؟,٢٠١٣م متاح على الرابط التالى http://www.bbc.comlarabiclinteactivity

48-جاد الكريم المطاوى،افغانستان:الهوية الدينية والعرقية،٢٠١٥م،متاح على الرابط: https://www.islamwep.net.article

49-اروج حاكمى,سيدات أعمال افغانيات:لا عودة لقمع طالبان,رويترز,٢٠١٨م,متاح على https://www.reuters.com/article/afghanistan-taliban-mr5-idARAKCN1UX1EI

50-جوزيب بوريل,الاتحاد الاوروبى:سنحاور طالبان بشروط صارمة, متاح على

https://www.alarabiya.net/arab-and-world/2021/09/03/%D8%A7%D9%84%D8%A7%D8%AA%D8%AD%D8%A7%D8%AF-%D8%A7%D9%84%D8%A3%D9%88%D8%B1%D9%88%D8%A8%D9%8A-%D8%B3%D9%86%D8%AD%D8%A7%D9%88%D8%B1-%D8%B7%D8%A7%D9%84%D8%A8%D8%A7%D9%86-

51-موسى مهدى,إمبراطورية طالبان المالية:1.6 مليار دولار إيردات من 4 مصادر,٢٠٢١م, متاح على

http://www.alaraby.co.uk\economy

52-كرم الحفيان,محمد أحمد,نبيل فولى,المدرسة الديبونية,مركز المجدد للبحوث والدراسات ,٢٠٢١م من خلال الرابط: http://us.docwokspac.com\d\siEPqMkx7fglAY e

53-عمار على حسن,كيف يمكن فهم خطاب وممارسات حركة طالبان,٢٠٢١م,متاح على

:  https://futureuae.com/ar-AE/Mainpage/Item/6513/%D9%86%D9%87%D8%AC-%D8%A3%D9%83%D8%AB%D8%B1-%D9%85%D8%AD%D8%A7%D9%81%D8%B8%D8%A9-%D9%83%D9%8A%D9%81-%D9%8A%D9%85%D9%83%D9%86-%D9%81%D9%87%D9%85-%D8%AE%D8%B7%D8%A7%D8%A8-%D9%88%D9%85%D9%85%D8%A7%D8%B1%D8%B3%D8%A7%D8%AA-%D8%AD%D8%B1%D9%83%D8%A9-%D8%B7%D8%A7%D9%84%D8%A8%D8%A7%D9%86

54-محمد محمود,كيف اختلف تنظيم الدولة الإسلامية عن تنظيم القاعدة؟,٢٠١٣م متاح على الرابط التالى http://www.bbc.comlarabiclinteactivity

-التقارير:

55-انتهاكات حقوق الإنسان وراء تفاقم ظاهرة الفقر فى افغانستان ,الامم المتحدة ,مارس(٢٠١٠م),من خلال الرابط https://cutt.us/6IBLa

56-أكثر من 24.4 مليون شخص بحاجة للمساعدة للبقاء على قيد الحياة,الامم المتحدة,مارس(٢٠٢٢م),من خلال الرابط https://news.un.org/ar/story/2022/03/1097752

References in English

57- Antonion Giustozzi,Hearts,Minds,and the Barrel of a Gun:The Talipban’s shadow Government,Journal of the center of complex operation,2012 ,Via Link https://www.semanticscholar.org/paper/Hearts%2C-Minds%2C-and-the-Barrel-of-a-Gun%3A-The-Shadow-Giustozzi/b0352fba3dbec036a4353913d699713d984f0628

58- Davis,paul K.,Eric V.Larson,Understanding and influencing public support for Insurgency and terrorism,santa Monica,CA,Rand Corporation,2012,Via Link: https://www.rand.org/pubs/monographs/MG1122.html

59-Aron Y.Zelin, Return of the Islamic Emirate of Afghanistan:The jihadist state of play,2021.Available at http://www.washingtoninstitute.org\policy-analysis\return

60-Hossein Askari,Economic sanctions:examining their philosophy and efficacy,Potomac,P:56

61-Immelmann,Nexuses of knowledge and power in Afghanistan.2012,p406,Availabe at http://bookcentral.prequest.com\lib\aucegypt

62-Nasreen Akhtar,pakistan-Afghanistan and the taliban”international journal on world peace,vol4,2008,p.55

63-Prustrusiniska,Afghanistan1989 in socialinguisticpres prespective”2011″ available at: http://bookcentral.proquest.com\\liblaucgypy

64-Sharan.The dynamics of Networks Elite and patroonclient Relations in Afganistan.2011, http://bookcentral.prequest.com\liblaucqypt

[1] اللايقين”مستقبل افغانستان بعد هيمنة طالبان،مركز الدراسات السياسية والاستراتيجية،(2021), متاح على الرابط https://acpss.ahram.org.eg/Malafat/10/index/0.aspx

[2] رانيا مكرم،تغييرأم تكتيك،هل ستنفتح طالبان على العرقيات فى الداخل الافغانى،مركز الدراسات السياسية والاستراتيجيه،٢٠٢١

[3] مروة حامد,وردة هاشم,نشأة وتطور الجماعات الجهادية فى أفغانستان:حركة طالبان وتنظيم القاعدة وتنظيم الدولة الإسلامية فى العراق والشام نموذجا,المجلة العلمية للبحوث والدراسات التجارية,كلية التجارة,جامعة حلوان:ج:34,ع:1, مارس,(2020),ص:20

[4] أحمد وهبان،الصراعات العرقية واستقرار العالم المعاصر:دراسة فى الأقليات والجماعات والحركات العرقية،الاسكندرية،دار الجامعة الجديدة للنشر،٢٠٠١

[5] إدابير أحمد،التعددية الإثنية والأمن المجتمعى،دراسة حالة مالى ،الجزائر،جامعة الجزائر،كلية العلوم السياسية والإعلام ,رسالة ماجستير،٢٠١٢

[6] سومية محمد على،جنوب السودان:آليات إدارة التعددية الإثنية وأزمة تحقيق المواطنة(٢٠١٧:٢٠٠٥)،٢٠١٧،من خلال الرابطhttp://www.acrseg.org/40631

[7] راجية مصطفى البدوى،أثر الوصول للسلطة على فكر وممارسات جماعة الاخوان المسلمين،جامعة القاهرة،كلية الاقتصاد،رسالة ماجستير،٢٠١٥

[8] مجموعة باحثين،القاعدة بعد ابن لادن,الامارات العربية المتحدة ،مركز المسار للدراسات والبحوث،٢٠١٢

[9] ناثان ج.براون(مؤلف)،سعد محيو(ترجمه)المشاركة لا المغالية:الحركات الإسلامية والسياسة فى العالم العربى ،(بيروت)،مركز كارنيجى للشرق الأوسط بالتعاون مع الشبكة العربية،٢٠١

[10] مطيع الله تائب،عودة طالبان وإحتمالات المستقبل،الدوحة ،مركز الجزيرة للدراسات،٢٠٠٨

[11] Davis,paul K.,Eric V.Larson,Understanding and influencing public support for Insurgency and terrorism,santa Monica,CA,Rand Corporation,2012,Via Link: https://www.rand.org/pubs/monographs/MG1122.html

 Antonion Giustozzi,Hearts,Minds,and the Barrel of a Gun:The Talipban’s shadow Government,Journal of the center of complex operation,2012 ,Via Link https://www.semanticscholar.org/paper/Hearts%2C-Minds%2C-and-the-Barrel-of-a-Gun%3A-The-Shadow-Giustozzi/b0352fba3dbec036a4353913d699713d984f0628 :[12]

[13] أحمد زكى,معجم مصطلحات العلوم الاجتماعية,ط2(بيروت:مكتبة لبنان).ص109

[14] المرجع السابق

[15] رسول مطلق،التنوع الإثنى فى العراق،سوسيولوجيا التعدد فى الوحدة،جامعة بغداد،كلية الآداب،قسم علم الاجتماع ،ع١١٠ ،٢٠١٤

[16] يسرى مصطفى،رهانات الديمقراطية متعددة الثقافات،قراءه فى تقرير التنمية البشرية ٢٠٠٤”،الحرية الثقافية فى عالمنا المتنوع،مركز دعم التحول الديمقراطى وحقوق الانسان،العدد ١،ص٢٥

[17] محمد محمود عبدالعال،التعدد العرقى من التنازع إلى التناغم،دراسة صادرة عن مركز التنوع للدراسات,2017

[18] على الدين هلال،نفين مسعد(محرران)،معجم المصطلحات السياسية،القاهره،مركز البحوث والدراسات السياسية ،١٩٩٤،ص٢١٥

[19] خديجه محمد كمال،التنوع الثقافى وآليات تعزيزه بالتعليم قبل الجامعى فى العالم المعاصر،جامعة بنى سويف،مجلة كلية تربية،عدد يناير،ج٢ ،٢٠٢٠

[20] محمود أبو العينين ،حق تقرير المصير،دراسة مقارنة لقضيتى ارتيريا والصحراء الغربية،رسالة دكتوراه فى الدراسات الافريقية،معهد البحوث والدراسات الافريقية،جامعة القارة ،١٩٨٧،ص٢٥

[21] تيد روبرت جار،أقليات فى خطر:٢٣٠ أقلية فى دراسة احصائية وسياسية واجتماعية،القاهرة ،مكتبة مدبولى،ط١،١٩٩٥،ص٣٦٠

[22] إسحاق نقاش وآخرون،المجتمع العراقى،حفريات سوسيولوجيه فى الاثنيات والطوائف والطبقات،٢٠١٧

[23] ماجدة على صالح,العلاقة بين الدين والدولة فى الخبرة الأسيوية:النموذج المعتدل,الموسوعة الجزائرية للدراسات السياسية والاستراتيجية,2021,من خلال الرابط  https://www.politics-dz.com/%d8%a7%d9%84%d8%b9%d9%84%d8%a7%d9%82%d8%a9-%d8%a8%d9%8a%d9%86-%d8%a7%d9%84%d8%af%d9%8a%d9%86-%d9%88%d8%a7%d9%84%d8%af%d9%88%d9%84%d8%a9-%d9%81%d9%8a-%d8%a7%d9%84%d8%ae%d8%a8%d8%b1%d8%a9-%d8%a7%d9%84/

[24] نصر محمد عارف،ابستمولوجيا السياسة المقارنة(النموذج المعرفى،النظرية،المنهجكليه الحقوق،جامعة زايد،٢٠٠٢

[25] د.عبدالغفار رشاد القصبى،مناهج البحث فى علم السياسة،مكتبة الأداب،٢٠٠٤،ص٢١٥

[26]  مروة حامد,وردة هاشم مرجع سبق ذكره ص 6

[27] المرجع السابق

[28]  BBCبالعربى، افغانستان ما التركيبة القومية والدينية لهذا البلد الذى لم يعرف الاستقرار منذ نصف قرن؟،٢٠٢١،من خلال الرابط: https://www.bbc.com/arabic/world-58292848

[29] وردة هاشم،آية أحمد،مروة حامد مرجع سبق ذكره,ص6

[30] المرجع السابق

[31] إسماعيل سيد يوسفى,الابعاد الاستراتيجية للعلاقات الامريكية الافغانية,كلية الاداب,جامعة الشرق الاوسط,2014,ص29,رساله ماجستير

[32] صادق محمد,الحركات الاسلامية فى العالم العربى:الاخوان الاسلامية ,الشيعة,الحركات الجهادية,القاهرة.دار المكتب العربى للمعارف,2014,ص126

[33]  مروة حامد,ورد هاشم مرجع سبق ذكره ص6

[34] إميل أمين,داعش والقاعدة من الافتراق إلى الاندماج,2014,متاح على الرابط الأتى: https://aawsat.com/home/article/1497806/%C2%AB%D8%AF%D8%A7%D8%B9%D8%B4%C2%BB-%D9%88%C2%AB%D8%A7%D9%84%D9%82%D8%A7%D8%B9%D8%AF%D8%A9%C2%BB-%D9%85%D9%86-%D8%A7%D9%84%D8%A7%D9%81%D8%AA%D8%B1%D8%A7%D9%82-%D8%A5%D9%84%D9%89-%D8%A7%D9%84%D8%A7%D9%86%D8%AF%D9%85%D8%A7%D8%AC

[35] محمد محمود,كيف اختلف تنظيم الدولة الإسلامية عن تنظيم القاعدة؟,2013 متاح على الرابط التالى http://www.bbc.comlarabiclinteactivity

[36] انتهاكات حقوق الإنسان وراء تفاقم ظاهرة الفقر فى افغانستان ,الامم المتحدة ,مارس2010 من خلال الرابط: https://cutt.us/6IBLa

[37] أكثر من 24.4 مليون شخص بحاجة للمساعدة للبقاء على قيد الحياة,الامم المتحدة,مارس 2022.من خلال الرابط: https://news.un.org/ar/story/2022/03/1097752

[38] Immelmann,Nexuses of knowledge and power in Afghanistan.2012,p406,Availabe at: http://bookcentral.prequest.com\lib\aucegypt

[39] Sharan.The dynamics of Networks Elite and patroonclient Relations in Afganistan.2011, http://bookcentral.prequest.com\liblaucqypt

[40] محمود أبو العينين مرجع سبق ذكره ص14

[41]  محمد محمود,مرجع سبق ذكره ص28

[42]  المرجع السابق

[43] إسراء محمود السيد،التنوع العرقى وأثره على تطور النظام السياسى الماليزى،المركز الديمقراطي العربى،٢٠١٧،من خلال الرابط: https://democraticac.de/?p=47220

[44] عمار على حسن,كيف يمكن فهم خطاب وممارسات حركة طالبان,2021,متاح على الرابط:  https://futureuae.com/ar-AE/Mainpage/Item/6513/%D9%86%D9%87%D8%AC-%D8%A3%D9%83%D8%AB%D8%B1-%D9%85%D8%AD%D8%A7%D9%81%D8%B8%D8%A9-%D9%83%D9%8A%D9%81-%D9%8A%D9%85%D9%83%D9%86-%D9%81%D9%87%D9%85-%D8%AE%D8%B7%D8%A7%D8%A8-%D9%88%D9%85%D9%85%D8%A7%D8%B1%D8%B3%D8%A7%D8%AA-%D8%AD%D8%B1%D9%83%D8%A9-%D8%B7%D8%A7%D9%84%D8%A8%D8%A7%D9%86

[45] تجربة طالبان..قراءة خلدونية سوسيولوجية فى جذور الحركة وظهورها ,مركز المجدد للبحوث والدراسات,31 مايو,2021 متاح على https://almojaded.com/2021/05/31/%d8%ac%d8%aa%d8%b1%d8%a8%d8%a9-%d8%b7%d8%a7%d9%84%d8%a8%d8%a7%d9%86-%d9%82%d8%b1%d8%a7%d8%a1%d8%a9-%d8%ae%d9%84%d8%af%d9%88%d9%86%d9%8a%d8%a9-%d8%af%d8%b1%d8%a7%d8%b3%d8%a9-%d8%b3%d9%88%d8%b3%d9%8a/

[46]كرم الحفيان,محمد أحمد,نبيل فولى,المدرسة الديبونية,مركز المجدد للبحوث والدراسات ,2021 من خلال الرابط: http://us.docwokspace.com\d\siEPqMkx7fglAY

[47] مصطفى زهران,سوسيولوجيا حركة طالبان الافغانية المتشددة وتشكلاتها الفكرية,مركز الدراسات العربية الاوراسية,2021

[48] محمد سرافراز,حركة طالبان من النشوء إلى السقوط,دار الميزان, الطبعة الأولى,بيروت,2008م

[49] Hossein Askari,Economic sanctions:examining their philosophy and efficacy,Potomac,P:56

[50] موسى مهدىمبراطورية طالبان المالية:1.6 مليار دولار إيردات من 4 مصادر,2021, متاح على  http://www.alaraby.co.uk\economy

[51] مروة حامد,وردة هاشم مرجع سبق ذكره ص6

[52] المرجع السابق

[53] محمد سرافزاز,مرجع سبق ذكره(ص38)

[54]  كرم الحفيان ,مرجع سبق ذكره ص37

[55] المرجع السابق

[56] د.محمد سلامة النحال,الحرب ضد الأرهاب,دار زهران,عمان,2009

[57] نادية فاضل عباس,السياسة الخارجية الامريكية تجاه افغانستان,مركز الدراسات الدولية,جامعه بغداد,دراسات دوليه,ع:54

[58]  محمد سرافرز,مرجع سبق ذكره ص38

[59] مركز دراسات الشرق الأوسط,الحرب الأمريكية على ما يسمى الأرهاب ,الحرب على افغانستان .2001,عمان,الأردن

[60] أحمد دياب,تبعات عودة طالبان بين خطرالارهاب وتدفق اللاجئين,2021,متاح على الرابط https://futureuae.com/ar-AE/Mainpage/Item/6501/%D9%85%D8%A7-%D8%A8%D8%B9%D8%AF-%D8%B3%D9%82%D9%88%D8%B7-%D9%83%D8%A7%D8%A8%D9%88%D9%84-%D8%AA%D8%A8%D8%B9%D8%A7%D8%AA-%D8%B9%D9%88%D8%AF%D8%A9-%D8%B7%D8%A7%D9%84%D8%A8%D8%A7%D9%86-%D8%A8%D9%8A%D9%86-%D8%AE%D8%B7%D8%B1-%D8%A7%D9%84%D8%A5%D8%B1%D9%87%D8%A7%D8%A8-%D9%88%D8%AA%D8%AF%D9%81%D9%82-%D8%A7%D9%84%D9%84%D8%A7%D8%AC%D8%A6%D9%8A%D9%86

[61] Aron Y.Zelin, Return of the Islamic Emirate of Afghanistan:The jihadist state of play,2021.Available at http://www.washingtoninstitute.org\policy-analysis\return

[62] جوزيب بوريل,الاتحاد الاوروبى:سنحاور طالبان بشروط صارمة, متاح على https://www.alarabiya.net/arab-and-world/2021/09/03/%D8%A7%D9%84%D8%A7%D8%AA%D8%AD%D8%A7%D8%AF-%D8%A7%D9%84%D8%A3%D9%88%D8%B1%D9%88%D8%A8%D9%8A-%D8%B3%D9%86%D8%AD%D8%A7%D9%88%D8%B1-%D8%B7%D8%A7%D9%84%D8%A8%D8%A7%D9%86-

[63]دينا شحاته,الرأى العام الأمريكى والانسحاب من افغانستان,مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية,2022 متاح على الرابط: http://acpss.ahram.org.eg\news\17235.aspx

[64]بسمة سعد,عودة حكم طالبان تحديات,ورهانات التغيير ,مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية,2021,من خلال الرابط: http://acpss.ahram.org.eg/News/17344.aspx

[65]  اللايقين (مركز الدراسات السياسية والاستراتيجية),مرجع سبق ذكره ص2

[66]محمد أبو غزلة,عودة طالبان المعطيات الواقعية والسيناريوهات المستقبلية,برنامج بحثى(الأمن الدولى والأرهاب),2021, من خلال الرابط  https://trendsresearch.org/ar/insight/%d8%b9%d9%88%d8%af%d8%a9-%d8%b7%d8%a7%d9%84%d8%a8%d8%a7%d9%86-%d8%a7%d9%84%d9%85%d8%b9%d8%b7%d9%8a%d8%a7%d8%aa-%d8%a7%d9%84%d9%88%d8%a7%d9%82%d8%b9%d9%8a%d8%a9-/

[67] المرجع السابق

[68] اروج حاكمى,سيدات أعمال افغانيات:لا عودة لقمع طالبان,رويترز,2018,متاح على https://www.reuters.com/article/afghanistan-taliban-mr5-idARAKCN1UX1EI

[69] المرجع السابق

[70] المرجع السابق

[71] المرجع السابق

[72] محمد فايز فرحات،قراءة فى تشكيل حكومة طالبان لتصريف الأعمال،مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية،٢٠٢١،من خلال الرابط: https://acpss.ahram.org.eg/News/17244.aspx

[73] محمد أبو غزلة,مرجع سبق ذكره ص52

[74]   المرجع السابق

[75] اللايقين”مستقبل افغانستان بعد هيمنة طالبان .مرجع سبق ذكره ص2

 

.

رابط المصدر:

https://democraticac.de/?p=82815

حول الكاتب

مقالات ذات صله

الرد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

W P L O C K E R .C O M