التغيير قادم: هل سيعوض الذكاء الاصطناعي عمل الصحفيين؟

تتمثل المخاوف على قطاع الصحافة والإعلام من الذكاء الصناعي في مجالين اثنين؛ أولهما يتعلق بالمصداقية والموثوقية وذلك نظراً للإمكانات الكبيرة التي يمكن أن يوفّرها الذكاء الصناعي لحملات التضليل، ونشر الأخبار الكاذبة، أما ثانياً، فيتعلق بالوظائف، إذ يعتقد بأن الذكاء الصناعي يستطيع شغل المواقع المهنية التي يضطلع بها الصحافيون البشر…

من الواضح أن الذكاء الصناعي، وتحديداً النماذج التوليدية منه مثل Midjourney وChatGPT، وُجدت لتبقى ولا تشكل في أي حال من الأحوال مجرد فقاعات تكنولوجية مثل “ميتافيرس” من شركة “ميتا”، التي سرعان ما تلاشت أو خَفَت بريقها.

وعلى الرغم من أن حجم التهويل من مخاطر الذكاء الصناعي يفوق كثيراً الأدبيات التي تبشِّر بالمنافع والاحتمالات الكبيرة الناجمة عنه والتي يمكن للإنسان الاستفادة منها، فإن ذلك لا يعفي البشر من مسؤولية التعامل مع هذه التكنولوجيا بنوع من المسؤولية يتجاوز مجرد عمليات التخويف السطحية، والساذجة في كثير من الأحيان.

يناقش جيمس برايدل في كتابه “عصر مظلم جديد: التقانة والمعرفة ونهاية المستقبل”، أن جزءاً من الآثار الكارثية للتقانة ناجم عن قصور في فهم البشر للمخرجات “المضطربة والمتشابكة للاختراعات التكنولوجية”. ولذلك فإنه يوصي بإعادة تفكير جذري في الطرائق التي نفكر بها في العالم، ويؤكد أن المخترعات التقنية ما هي “إلا امتدادات لنا نحن، مدونة داخل الآلات والبنى التحتية، وفي أطر المعرفة والفعل، وهي توفر، إذا ما فكرنا فيها بشكل صحيح، نموذجاً لعالم أصدق”.

تشكل الصحافة والإعلام ربما المجالين الأكثر إلحاحاً من غيرهما للمحافظة على عالم أصدق، وفق تعبير برايدل، ومن هنا جاء الكثير من التحذيرات العاجلة من أن الذكاء الصناعي من شأنه أن يؤثر بشكل سلبي على القطاع الإعلامي والصحافة نظراً لإمكاناته التوليدية التي تحاكي البشر في الكثير من الجوانب.

بشكل عام، تتمثل المخاوف على قطاع الصحافة والإعلام من الذكاء الصناعي في مجالين اثنين؛ أولهما يتعلق بالمصداقية والموثوقية وذلك نظراً للإمكانات الكبيرة التي يمكن أن يوفّرها الذكاء الصناعي التوليدي لحملات التضليل، والتزييف، ونشر الأخبار الكاذبة.

أما ثانياً، فيتعلق بالوظائف، إذ يشيع اعتقاد بأن الذكاء الصناعي ربما يستطيع في غضون سنوات قليلة شغل الكثير من المواقع المهنية التي يضطلع بها الصحافيون البشر، وتتراوح من كتابة المحتوى إلى التحرير ثم النشر والتصميم.

لأجل هذه المخاوف بالتحديد ربما يجب بذل المزيد من الوقت والجهد لتنظيم الذكاء الصناعي والسعي لوضع القواعد لحوكمة رشيدة لهذه التقنية تتضمن الحفاظ على الشفافية والمصداقية. أي أنْ تكون تكنولوجيا قابلة للمعاينة بعيداً عن هالة الغموض التي تكتنفها كأننا نتعامل في صندوق أسود أو منطقة معتمة. ومن هنا يقترح الكثير من الخبراء أن تحقيق هدف الدمج الآمن والفعّال للذكاء الصناعي في أي مجال، وتحديداً في مجال الصحافة والإعلام، يتطلب مقاربة متعددة التخصصات. أو بعبارة أخرى، مقاربة ذات اختصاصات متداخلة. ففي كل غرفة أخبار، وضمن أي فريق صحفي، يجب أن يكون هناك شخص مُلمّ بتكنولوجيا الذكاء الصناعي التوليدي بالحد الذي يضمن استخداماً فعَّالاً لهذه التقنية ضمن مسار العمل.

كما يجب أن يكون هناك مندوبون من الصحافيين والمحررين وصناع المحتوى ضمن أطقم مطوري أدوات الذكاء الصناعي من أجل ضمان إدخال أخلاقيات العمل في توليفة خوارزمياتها، وهو ما يضمن نتائج أكثر دقة وغير منحازة.

في هذا الإطار، أطلقت London School of Economics and Political Science برنامجاً سُمِّي Journalism AI Connect وهو مجتمع Slack مخصَّص للصحفيين ومطوري البرامج والإعلاميين من أجل التعرف على الاستخدام المسؤول لتقنيات الذكاء الصناعي في مجال الصحافة والإعلام.

لا تتحرك التكنولوجيا بمعزل عن بيئاتنا الاجتماعية والإنسانية التي تشكَّلت فيها. وكما جادل الكثير من الخبراء، فإن لهذه التكنولوجيا ذاتاً خاصة تُعرف بإمكانات الفعل (Affordance)، ولذلك فإن إعادة التفكير بهذه التكنولوجيات كذوات تفاعلية (وإن كانت غير واعية) سوف تعيد الكثير من مبادئ تنشئتنا التقنية إلى جادة الصواب.

بعبارة أخرى، هذه التكنولوجيات غير مفصولة عن البيئات الاجتماعية للبشر، وهي في الوقت نفسه ذوات لها خصائصها الجوهرية التي من خلالها تمتلك القدرة على إحداث تأثير في حياة الإنسان وطريقة معاشه. تعد هذه الفلسفة الأساس الذي بنى عليه بعض الخبراء نقاشهم حول “الاندماج المدروس مع التقانة”، وهو نقاش يتضمن أن نعترف بأن الاندماج كاستراتيجية يعدّ المنفذ الوحيد لتجنب الحتميات التكنولوجية التي تنادي باندثار الإنسان مقابل الآلة، أو النظرات التفاؤلية التي ترى أن مركزية الإنسان مقابل هذه التقانة لا يمكن المساس بها أو الحَط منها.

وكعادة أي اندماج مدروس فإنه يُبنى على سلسلة من المبادئ المُؤسَّسة التي تضمن أن تكون نتائجه آمنة وأكثر فاعلية. فيما يتعلق بالصحافة والذكاء الصناعي، هناك جملة من المبادئ التأسيسية إذا أردنا أن نهيئ الظروف العملية لاندماج عملي مع أدوات وأنظمة الذكاء الصناعي أهمها:

أولا- الشفافية في إنتاج الأخبار:

من الضروري أن تحافظ المؤسسات الإخبارية على الشفافية عند إنتاج أو دمج محتوى مولَّد عبر أدوات الذكاء الصناعي، فالجمهور يستحق معرفة وفهم الآليات التقنية التي تشكِّل الأخبار التي يتعاملون معها.

تتمثل إحدى الطرق الأكثر عملية لضمان ذلك في وضع علامات على القصص والأخبار التي تُنتَج باستخدام الذكاء الصناعي أو حتى تصنيفها منذ البداية إلى مجموعات تتضمن قصصاً من إنتاج بشري، وقصصاً بمساعدة الذكاء الصناعي، وقصصاً من إنتاج الذكاء الصناعي كليّاً، مع تأكيد أن الصنف الأخير يجب أن يكون محدوداً جداً، ويحظى بإشراف بشري في نهاية المطاف.

ثانياً- ملزمة الإطار الأخلاقي والقانوني:

يتطلب إدماج الذكاء الصناعي في عملية إنتاج الأخبار والتقارير والقصص في وسائل الإعلام المختلفة، وضع مجموعة محكمة من الإرشادات تعمل كمثل ميثاق شرف ملزِم، وذلك عند تطبيق أدوات الذكاء الصناعي التوليدي في عملية الإنتاج الصحفي.

تخدم هذه الإرشادات هدفين أساسيين؛ أولهما الحفاظ على مهنة صحفية ذات احترافية عالية ومواكبة لكل التطورات التقنية الحديثة، وثانيهما الحفاظ على بيئة إعلامية تحظى بالسلامة الأخلاقية.

ومن أهم الإرشادات الناظمة الإنصاف، والمساءلة، والتعليم المستمر. ففيما يتعلق بالإنصاف ينبغي للقائمين على برامج الذكاء الصناعي وصناع المحتوى الحرص على إنشاء خوارزميات وأنظمة تعامِل جميع أصناف الجمهور بعدالة بحيث يمتنع الذكاء الصناعي عن قصد تفضيل مجموعة معينة أو وجهة نظر على حساب أخرى، وهو الأمر الذي يُنتج تغطية متحيزة.

أما المساءلة فتتعلق بضمان تحميل المؤسسة المعنية المسؤولية القانونية والأخلاقية في حال ارتكبت أنظمة الذكاء الصناعي التي تستخدمها خطأ أو أنتجت محتوى خارج الغرض المعين لها. تضمن المساءلة أن تبقى المؤسسات الصحافية والإعلامية محل مصداقية وتحظى بثقة الجمهور.

وأخيراً ضمان التعلم المستمر، وهو ما يتعلق بضمان الديناميكية الواجب توفرها في مسار الإنتاج الصحفي والإعلامية للتكيف المستمر مع التطورات التكنولوجية الحديثة. وهذا يتطلب من المؤسسات الإعلامية أن تبقى منخرطة في المناقشات الجارية حول الذكاء الصناعي أو أي تقنية أخرى مفيدة للقطاع. يتطلب ذلك أيضاً رفع مستوى الوعي الصحفي بضرورة المواكبة التكنولوجية للأهمية التي يلعبها الإعلام في صياغة الشروط الأخلاقية والاجتماعية للتعايش البشري.

ثالثاً- خصوصية البيانات:

يتحقق ذلك من خلال أمرين؛ أولها تبني غرف الأخبار تدابير قوية لحماية البيانات من ناحية وحماية خصوصية المستخدمين من ناحية أخرى. فالذكاء الصناعي يعمل على معالجة البيانات الكبيرة، وهذا يعني كمية ضخمة منها، وهو الأمر الذي يفرض تحديات كبيرة في معالجتها في بيئة تضمن حمايتها والحفاظ على خصوصيتها. فمن خلال إيلاء حماية البيانات والخصوصية أهمية خاصة تُظهر المؤسسات الإعلامية حرصها على خصوصية المستخدمين، وتثبت جوهر العمل الصحفي الأخلاقي خصوصاً في عالم يُنظر فيه بشكل متزايد إلى البيانات على أنها سلعة قيمة.

رابعاً- الرقابة والإشراف البشري:

إن دور البشر لا غنى عنه في مجال الصحافة المعزَّزة بالذكاء الصناعي، فبينما يوفر الذكاء الصناعي إمكانات كبيرة في إنشاء الأخبار والمحتوى متعدد الأشكال، يظل دور الصحفيين البشريين محورياً في عملية الإنتاج الثقافي هذه. فمشاركتهم تضمن في الأساس أن الأخبار التي تُنتج ليست دقيقة من الناحية المهنية فحسب، بل أيضاً تُوضع في سياقها الصحيح خالية من التحيزات غير المقصودة، ومتوافقة مع أعلى المعايير الأخلاقية والمهنية.

في المجمل، يمتلك الصحفيون مزيجاً حيوياً من التفكير النقدي، والحكم الأخلاقي، والفهم الفطري للفروق الدقيقة في المجتمع، وهي صفات لا يمكن للآلات تعويضها أو امتلاكها على الأقل حالياً. هذه اللمسة الإنسانية ضرورية في التعاطي مع تعقيدات المشهد الصحفي في بيئة عالمية ومحلية شديدة التنافسية، والتأكد من أن المحتوى له صدى حقيقي مع الجماهير. وفقًا ما نشره موقع “TRT عربي”.

الخداع موجود قبل الذكاء الاصطناعي

“الخداع المتعدد كان موجودا دائما” تقول باغانيني التي تحاول تهدئة النقاش الحامي حول مخاطر التزييف بواسطة الذكاء الاصطناعي، وقدمت اقتراحا يقول: يجب على الصحافة ومطالبتها “بالصدق”، أي تصوير الحقيقة على أنها مطابقة للحقيقة، أن تطور المزيد من “الشفافية” وبالتالي أن تقدم مرسل المعلومة وخبرته الصحفية. “الشفافية هي الصدق” تقول كلاوديا باغانيني الأستاذة بالمعهد العالي للفلسفة في ميونيخ.

هناك حاجة “لثقافة الخطأ” المنتشرة في الولايات المتحدة بشكل أكبر بكثير مما في ألمانيا، تقول البرلمانية تابيا روسنر، من كتلة حزب الخضر والتي عملت سابقا كصحافية. وهي ترى أن مصداقية المهنة في خطر وتقول “الصحافة تحيا على الصحة والصدق”. وقبل استخدام الذكاء الاصطناعي بشكل عام وحتى في الصحافية يجب أن يكون هناك “تقييم للتكنولوجيا”. وتأمل روسنر أن تتبنى شركات التكنولوجيا الأمريكيةأيضا بذلك مثلما فعلت قبل أعوام مع قواعد الاتحاد الأوروبي لحماية البيانات في الانترنت.

هل سيقضي الذكاء الاصطناعي على عمل الصحفيين؟

رسائل طمأنة كثيرة حملتها ندوة تقديم نتائج الاستطلاع العالمي حول “الذكاء الاصطناعي وغرف الأخبار”، الذي أعلنت عنه “مبادرة غوغل للأخبار” وقسم الصحافة في جامعة لندن للاقتصاد، والذي يعد حاليا أكبر دراسة في العالم تقدم صورة واضحة عن اعتماد وسائل الإعلام العالمية على الذكاء الاصطناعي في عملها اليومي.

سؤال “هل سيعوض الذكاء الاصطناعي عمل الصحفيين؟” كان الشغل الشاغل لأغلبية الحاضرين للندوة التي احتضنها مقر صحيفة “فايننشال تايمز” في لندن، وأغلبهم من الصحفيين والباحثين في الإعلام.

الجواب تكفل به عدد من خبراء الإعلام البريطانيين، بعد تقديم نتائج الاستطلاع، الذي أنجزه البروفيسور شارلي بيكيت، مسؤول برنامج الصحافة في كلية لندن للاقتصاد، والإعلامية ميرة ياسين التي تكفلت بإدارة هذا الاستطلاع.

وشملت الدراسة 105 مؤسسات إعلامية في أكثر من 46 دولة حول العالم، وموضوعها الأساسي هو حول استعمال هذه المؤسسات للذكاء الاصطناعي، وتصور الصحفيين عن تقنيات الذكاء الاصطناعي، والموقف منه.

نتائج متفاوتة

تظهر نتائج الدراسة أن الفوارق في الإمكانيات بين وسائل الإعلام في الدول الغنية (دول الشمال) ونظيراتها في دول الجنوب، ستبقى حاضرة حتى من حيث استعمال تقنيات الذكاء الاصطناعي والوصول إليها، وتقول الدراسة إن أكثر من سيستفيد من الذكاء الاصطناعي من الناحية الاقتصادية والتقنية هي وسائل الإعلام في الدول الغنية؛ بسبب توفر البنية التحتية الضرورية، بينما ما تزال دول الجنوب “تعاني من مشاكل اجتماعية واقتصادية وثقافية لحد الآن”.

وأكّد 75% من الذين شملهم الاستطلاع أنهم استعملوا الذكاء الاصطناعي لمرة واحدة على الأقل في عملهم الصحفي، والمثير أن ثلث غرف التحرير التي شملها الاستطلاع أكدت أنها وضعت بالفعل إستراتيجية لاستعمال الذكاء الاصطناعي، وأكد الثلث أيضا أنهم مستعدون لمواجهة التحديات التي سيفرضها الذكاء الاصطناعي على غرف التحرير.

وبيّن 40% من المستجوبين أن نظرتهم حول الذكاء الاصطناعي لم تتغير خلال السنوات الماضية، إما بسبب إنهم ما زالوا مبتدئين في هذا التخصص أو أن مؤسساتهم الإعلامية لا تشتغل بأي تقنية من تقنيات الذكاء الاصطناعي.

بينما عبّر 60% من الصحفيين عن مخاوفهم من عدم احترام برامج الذكاء الاصطناعي لأخلاقيات الممارسة الصحفية، وكيف يمكن لهذه البرامج أن تحترم الدقة في المعلومات والتوازن والحياد وكذلك الشفافية، وألا تتحول لوسيلة لنشر الأخبار الزائفة والتحريض على العنف.

ويُجمع أغلبية الصحفيين الذين شملهم الاستطلاع (بنسبة 80%) على أن الذكاء الاصطناعي سيصبح عنصرا أساسيا في العمل الصحفي، وسيدخل جميع غرف التحرير في المستقبل، وهي مرحلة يجب أن يستعد لها الصحفيون.

يؤكد البروفيسور شارلي بيكيت في تصريح أن “الذكاء الاصطناعي لن يقضي على الصحفيين، ولكن يجب الاستفادة من الفرص التي سيقدمها في العمل الصحفي، لأنني مقتنع أن التغيير قادم لا محالة”، مضيفا أنه لمس خلال إجراء هذا الاستطلاع “وجود تيارين في التعامل مع الذكاء الاصطناعي، تيار متخوف جدا من الأمر ويخشى أنه قد يفقد وظيفته، وتيار يعتقد أن الذكاء الاصطناعي بإمكانه عمل كل شيء نيابة عن الصحفي وهذا تصور خاطئ”.

وتوقّع البروفيسور البريطاني أن الذكاء الاصطناعي “سيساعد الصحفيين في دول الجنوب، كما هو الحال في المنطقة العربية، وخصوصا الذين يشتغلون على صحافة التحقيق”، مضيفا أنه على الصحفيين في هذه المناطق أن يتعاونوا فيما بينهم “من أجل تقاسم الخبرات وحتى الإمكانيات، وأعتقد أن برامج الذكاء الاصطناعي ستسهل أيضا إمكانية جمع المعلومات وتدقيقها”.

أما بالنسبة للصحفيين الذين يشتغلون في بيئات صعبة، حيث المراقبة الحكومية والتضييق على الحريات “فإن الذكاء الاصطناعي لن يغير من الواقع في شيء، ذلك أن الصحفيين الذين يشتغلون على التحقيقات في هذه المناطق سيكون عليهم مواجهة المخاطر كما العادة”، مضيفا أن “تلك الحكومات هي أيضا تستثمر في هذه البرامج من أجل نشر أخبار تناسب روايتها للأحداث”.

مساعد وليس منافسا

تعترف جاين باريت المديرة العامة للوسائط الرقمية في وكالة “رويترز” في تصريحها، أنه من الصعب الحسم في إمكانية “حصول الصحفيين على الحماية وسلامتهم الشخصية، من خلال استعمال برامج الذكاء الاصطناعي”، مضيفة أنه “من الصعب الحكم على الأمر حاليا”.

وأكدت باريت أن هناك إقبالا على برامج الذكاء الاصطناعي والحلول التي تقدمها “من طرف وسائل الإعلام -حتى في دول الجنوب- لكن في المقابل هناك نقص كبير في الموارد التقنية والبنية التحتية”.

وعبرت باريت عن قناعتها بأن “الذكاء الاصطناعي لن يستعيض عن الصحفيين أبدا، وتقول “حاليا أستعمل تقنيات الذكاء الاصطناعي في عملي اليومي بشكل كبير وهي مساعدة لي، لكن لن تأخذ مكان الصحفي، والذي ممكن أن يعوض مكان الصحفي هو صحفي آخر يتقن استعمال الذكاء الاصطناعي”.

وأشارت باريت إلى أنه على الصحفيين التعامل مع الذكاء الاصطناعي “كوسيلة جديدة تُضاف للوسائل التي بين أيديهم، لتسهيل عملهم وليس للقيام بعملهم”، كما دعت الصحفيين إلى “عدم النظر إلى الذكاء الاصطناعي كخطر ومحاولة تجاهله، بل على العكس يجب الاستفادة منه وتعلم تقنياته”. وفقًا ما نشره موقع “الجزيرة نت”.

 

المصدر : https://annabaa.org/arabic/iraqipress/38432

حول الكاتب

مقالات ذات صله

الرد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

W P L O C K E R .C O M