التغيير والتشبث بالسلطة في الرسائل الساخنة بين نائبي الرئيس الأمريكي والعراقي قبيل عام 2003

د. أسعد كاظم شبيب

 

هناك عشرات الآراء وما وراء الأخبار التي حاولت تحليل الاضطراب السياسي والأمني الذي مر به الشرق الأوسط بعد غزو العراق للكويت، من خلال الأحداث المتسارعة التي مرت على الشرق الأوسط والعالم، ولعل الحدث الذي أخرج الخفايا إلى الإعلان ما عرف بالحرب على الإرهاب بعد التفجير الذي طال الولايات المتحدة، وبعد إحكام إدارة البيت الأبيض في واشنطن وجودها العسكري في أغلب بلدان دول الخليج ودول أخرى كتركيا والأردن بالإضافة إلى باكستان والهند وإسرائيل، ولعل أكبر انجاز حققته الولايات المتحدة بعد الحرب الباردة وهزيمة الاتحاد السوفيتي هو التواجد العسكري والاقتصادي في هذه البلدان، واستحكام ما عرف بالأحادية القطبية، والسعي إلى تعميم التغيير السياسي في البلدان التي سمتها بالمارقة كالعراق وأفغانستان وبلدان عربية أخرى كمصر وليبيا إضافة إلى دول نووية كإيران وكوريا الشمالية، وبالتالي طرحت مشاريع كثيرة في هذا السياق وأبرزها ما سمي بمشروع الشرق الأوسط الجديد في إشارة إلى تغيير الأنظمة السياسية والأتيان بأنظمة سياسية قريبة من الفكر والتوجه الأمريكي.

وهذا يفسر المضامين التي جاءت بها الرسائل المتبادلة والمنسوبة إلى ديك تشيني نائب الرئيس الأمريكي الأسبق في عهد إدارة جورج بوش الابن، وطارق عزيز أقرب مستشاري الرئيس العراقي الأسبق صدام حسين ونائب رئيس حكومة نظام البعث البائد آنذاك ووزير خارجيته، وبحسب تقارير لم يتسنى لنا الدقة من معلوماتها ولم يرد نفي عن الجهات المعنية بهذه الرسائل، فأن وزارة الخارجية الأمريكية نشرت مراسلات بين نائب الرئيس الأمريكي ديك تشيني، وطارق عزيز نائب صدام حسين ووزير خارجيته آنذاك، حملت الرسالة الأولى مواقف وآراء طارق بمضامين تهدف إلى التقارب من الولايات المتحدة وتحميلها جزء من المسؤولية عن بعض الأخطاء التي ارتكبها نظام صدام حسين وأبرزها دخوله للكويت عام 1990 وامتعاضه من الأقوال التي طرحها جورج بوش من دعم صدام للإرهاب وتصنيفه للنظام بأنه واحدا من ثلاثة أطراف تشكل محور الشر في العالم، عادا إياه بأنه تصنيف ظالم لهم، نافيا بالوقت ذاته امتلاك العراق أسلحة محظورة دوليا، مشيرا إلى أن هذه الاتهامات بمثابة تمهيد لاستهداف النظام عسكرياً، ملقيا بسخطه على قوى المعارضة لهذا التحريض خصوصاً زعيم حزب المؤتمر العراقي الراحل أحمد الجلبي.

من جانب ثاني أبدى طارق عزيز رغبته من غير شروط عرض كل الأوراق على طاولة التفاوض، وأراد بالوقت ذاته أن يذكر الولايات المتحدة في بعض الجمائل خصوصا في ما يعرف بحرب الإيديولوجيات أثناء الصراع ما بين المعسكر الشيوعي من جهة والمعسكر الامبريالي من جهة ثانية، ومحاربة حزب البعث للشيوعية في العراق خلال فترة الستينات عادا ذلك بمثابة الوقوف مع الولايات المتحدة في خندق واحد، كما أراد عزيز أن يذكر الولايات المتحدة بأنّ العراق هو الذي وقف في وجه ثورة إيران الإسلامية بقيادة السيد الخمينيّ ودفع أكلافاً بشريّة واقتصاديّة باهظة.

أما فيما يخص خطأ النظام بغزو الكويت قائلا: بأن “جورج بوش لم يكن مستقيماً معنا، حين أرسل لنا سفيرتكم السيّدة إبريل غلاسبي فخدعتنا وورّطتنا في المغامرة الكويتيّة”، مشيرا إلى أن هناك اتجاهات اسماها بالامبريالية تركز على أطماع الولايات المتحدة في نفط العراق يقول طارق عزيز في رسالته لديك تشيني: “اسمح لي أن أقول إنّ كتابات وتحليلات بعض من يسمّون أنفسهم (مناهضون للإمبرياليّة) في بلادنا وخصوصاً في بلادكم، تركّز على ما تعتبره أطماعكم في نفطنا”.

وقد أجاب ديك تشيني نائب الرئيس الأسبق على طارق عزيز برسالة مباشرة جاء فيها نفيه أن تكون الولايات المتحدة متأكدة من دعم النظام الذي ينتمي إليه عزيز بأنه على علاقة بتنظيم القاعدة بزعامة أسامة بن لادن ولا حتى العمل الإرهابي الذي طال الولايات المتحدة في الحادي عشر من أيلول، كما أنه قال ليس لديهم دليل قاطع على أنّ نظم صدام يمتلك أسلحة محظورة دوليا، أما عن دعم الإرهاب وانتشاره فقد عزاه تشيتي إلى فقدان الديمقراطية في البلدان التي تحكمها أنظمة استبدادية على غير وفاق مع الولايات المتحدة، مشيرا إلى كلام اقلق كثيرا النظام العراقي من أن التغيير لابد أن يبدأ من العراق: “ووفقاً لما توصّل إليه الأصدقاء (المحافظون الجدد) في إدارتنا، فإنّ سبب الإرهاب هو فقدان الديمقراطيّة في بلدانكم جميعاً. ومن بين هذه البلدان الكثيرة، قرّرنا أن نبدأ بالعراق ونجعل منه نموذجاً لباقي بلدان الشرق الأوسط، فالعراق بلد كبير وغنيّ، ولديه طبقة وسطى متعلّمة، وفيه تنوّع دينيّ وإثنيّ وطائفيّ”.

من جانب آخر في رده على دور المعارضة والجلبي على وجه الخصوص قال تشيتني: “من أن مسألة التغيير موجود قبله وبمعزل عنه كما أن الجلبي ذاته وغيره من العراقيين في المهجر يستطيعوا أن يحددوا خياراتهم السياسية بالعراق فيما بعد، وفيما يخص العداء مع نظام الثورة الإسلامية في إيران فقد أشار ديك تشيني إلى اتفاقه حول حرب النظام العراقي ضد إيران مؤكدا أن نظام الثورة الحق ضررا بسفارة الولايات المتحدة في طهران، واصفا ذلك بالاستيلاء الوحشي.

أما عن وقوف النظام البعثي ضد الشيوعية في العراق فأن تشيتي عد ذلك بأنه زمن ولى، ولم يريد بالعودة في تحالفات مع أنظمة كتلك التي كانت وما تلك الحقبة، وبالنسبة إلى تذرّع النظام العراقي السابق بأن السفيرة الأمريكية إبريل غلاسبي في العراق أعطت الضوء الأخضر لصدّام حسين بأن يغزو الكويت، فقد وصفه تشيني بأنه غباء محض في أحسن حالاته. فغلاسبي.. حين قالت إنّ الولايات المتّحدة غير معنيّة بالنزاعات العربيّةـ العربيّة، لم يكن يخطر في بالها لا من قريب أو بعيد، أنّ المقصود هو احتلال الكويت إنّ ما ورّطكم  ليس الولايات المتّحدة ولا السفيرة غلاسبي بل، واعذرني على قولي هذا، غباء قيادتكم السياسيّة، وعدم معرفتها بالعالم في وبالدبلوماسيّة وقت واحد -والحديث لديك تشيني-. وأمّا أنّكم أردتم التخلًص من (حكم إقطاعيّ تتعارض قيمه مع القيم الأميركيّة والغربيّة المتمدّنة)، فهذا -حتّى لو قبلناه- لا يجيز لكم احتلال دولة مستقلّة.

وأخيراً في رده الأول أراد تشيني أن يشير إلى النفط من زاويتين بإعتباره مديرا تنفيذيا لإحدى الشركات النفطية أيضا: أولاهما: أنّ أيّة حرب قد تشنّها على العراق ستكلّفنا من المال ما لن يعوّضنا إيّاه نفط العراق حتّى لو تم احتكاره كلّه لعشرات السنين. أمّا الثانية: إن الولايات المتحدة تعلم أن صدام حسين مستعدّ أن يمنحنا هذا النفط كلّه من دون أيّة حرب إذا ما ضمنّا له البقاء في السلطة.

وبعد أقل من شهر أرسل طارق عزيز رسالته الثانية تحديداً في بداية شهر نيسان أي قبل أقل من شهر من السقوط المدوي لنظامه السياسي، وقد أبدى عزيز اعتراضه على بعض العبارات كتلك التي وصف بها تشيني صدام حسين بـ(الغباء السياسيّ وعدم المعرفة بالعالم وبالدبلوماسيّة في وقت واحد)، وحاول أن يصف جورج بوش بذات الأمر حينما أشار إلى ما أوردته صحيفة نيويورك تايمز من أن بوش لم يعرف موقع العراق على الخريطة إلاّ قبل أيّام قليلة، وفي الوقت ذاته عزز رغبته بتجاوز هذه العنعنات الصغرى انطلاقا من  استعادة ما وصفه  بأجواء الصداقة التي سادت علاقة العراق بالولايات المتحدة في الثمانينات، إبّان الحرب مع إيران. فيما أبدى عزيز انزعاجه من إصرار تشيتي على بناء الديمقراطيّة في المنطقة انطلاقاً من نموذج ما. ولحل هذه المعضلة بالنسبة لنظام طارق عزيز فقد اقترح على نائب الرئيس ديك تشيني ثلاثة خيارات تكون بديلاً عن خياركم العراقيّ: هناك السعوديّة، وكما تعلم إدارة البيت الأبيض فإنّ الذين نفّذوا 11 أيلول كانوا سعوديّين، فيما المال السعوديّ هو الذي ينشر التطرّف الإسلاميّ الوهّابيّ. وهناك إيران، وهي أصلاً وكما حدّد جورج دبليو بوش من (محور الشرّ)، وهناك سوريّا التي توجد لها أصابع في كلّ عمل إرهابيّ، واصفهم بطبيعة عقلهم الإجراميّ الجهنّمي، كما أن الحزب الذي يحكم في سوريا هو ذاته الذي يحكم في العراق في إشارة إلى حزب البعث، وتبدو حجم الكراهية واضحة في إشارات طارق إلى هذه البلدان ومنها سوريا وقد أبدى سخطه من وضع العراق من قبل الولايات المتحدة في حقل دول محور الشر وتجنب ذكر سوريا بالإضافة إلى وضع العراق في حصار اقتصادي جائر.

ولفت عزيز إلى أمر وجده غريباً: بقوله من أن الأمريكان يقولون إنّ العراق كبير وغنيّ، لكنهم لهذا السبب يريدون أن يعاقبوه!. في حين حذر طارق عزيز الإدارة الأمريكية من إنّ العراق بلد صعب، ولا يصلح مكاناً لهذا النموذج الديمقراطيّ الذي يتخيّلونه، فهو يعجّ بالأديان والطوائف والإثنيّات. وكذلك تحذيره من صعود الشيعة “ولست أكشف سرّاً إذا قلت لكم إنّ تحرير الشيعة وهم أكثريّة السكّان العدديّة (في العراق)، ستدفع بهم إلى أحضان إيران أكثر ممّا إلى أحضان الديمقراطيّة إنّكم تجهلون الكثير عن تركيبة العراق وعواطف أبنائه، وما تعرفونه مجرّد أخطاء يزوّدكم بها الجلبي وأمثاله، كذلك فأصدقاؤكم الأكراد الذين وفّرتم لهم الحماية الجوّيّة، وحرمتم العراق من فرض سلطته المركزيّة عليهم، ينقسمون إلى عشائر متنافسة وهم: على عكس ما تصوّرونهم عليه، ليسوا سويديّين أو نروجيّين محبّين للديمقراطيّة”. ورجع عزيز إلى استعمال لغة الإغراء بعرض ثروات العراق أمام الولايات المتحدة ووقوف العراق إلى جانب الولايات عسكريّاً وسياسيا وإعلاميّاً، في مواجهة أيّ واحدة من الدول الثلاثة التي اقترحها عزيز على ديك تشيني في إشارة إلى السعودية وإيران وسوريا في حال رغبة واشنطن في شن هجوم عسكري على هذه الدول.

والأغرب من ذلك أبدى عرض ترويج للسلام مع إسرائيل رغم تبجح النظام العراقي بالقضية الفلسطينية طيلة سنوات حكمه مذكرا إياه بأن القوات العراقية في الأردن عام 1970 أتاحت للجيش الأردنيّ أن يتقدّم لتصفية قوّات منظّمة التحرير الفلسطينيّة. أمّا في شأن الديمقراطيّة، التي لا نفهم في الحقيقة مدى سحرها عليكم، فقد فات على الولايات المتحدة -والكلام لطارق عزيز- وجود جبهة وطنيّة ديمقراطية”، وأبدى استعداده بضم قوى أخرى لها مثل الراحل احمد الجلبي والقوى المشابهة.

من جانب آخر هدد عزيز في رسالته للإدارة الأمريكية من استخدام أوراق ضغط يستطيع العراق أن يناور بها من خلال أولاً إشعال المنطقة كلّها بتجديد الصراع مع إسرائيل. وقال عزيز من أنّ السوريّين والإيرانيّين هم الذين يسيطرون اليوم على الحدود اللبنانيّةـ  الإسرائيليّة، إضافة إلى قيام النظام بحملة إعلاميّة وسياسيّة مكثّفة حول تحرير فلسطين، وتعبئة الجماهير العربيّة والإسلاميّة ويمكن أن تلحق أفدح الأذى بسياسات الولايات المتحدة ومصالحها في المنطقة. أمّا الشيء الآخر فهو تهديد طارق عزيز بالمتطرفين في السجون العراقي: “إنّ سجوننا تمتلئ بمن نسمّيهم (مجانين الدِين)، هؤلاء نعاملهم بقسوة وخشونة تجعلانهم أشدّ تطرّفاً، بل مجانين فعليّين يتعاملون مع أجسامهم كقنابل موقوتة صالحة للتفجير في وجه أيّ عدوّ، وسوف يكون في وسعنا دائماً إطلاق هؤلاء وبرمجتهم بحيث يستهدفون الأميركيّين والغربيّين، ليس في منطقتنا فحسب، بل في بلدانكم نفسها أيضاً”.

وبعد مرور أيام قليلة كتب نائب الرئيس الأمريكي تشيني رسالته الثانية الردية على طارق عزيز نائب الرئيس النظام العراقي وقد أعتبرها تشيني آخر مرة يكاتب بها طارق عزيز: “بتّ على يقين بأنّ ما من شيء، مطلق الشيء، يجمع بيننا، وما من شيء بالتالي يمكن أن نتحدّث فيه”، فيما أفرد الأجزاء الأخرى من رسالته لرد على مواقف وآراء وعروض طارق عزيز منها اقترح عزيز بشن هجوم على دول ذكرها بالاسم مثلما أشرنا آنفا قال تشيني بأن اختيار العراق لا يعني استبعاد إيران وسوريّا، فدورهما آتٍ على حد تقديره. عادا النموذج العراقيّ الجديد هو بذاته سيتولّى أمرهما.

أمّا السعوديّة فتقع في قلب دائرة المصالح الأميركيّة والغربيّة، ما يجعل هزّها أمنيّاً ذا تأثير سلبيّ بالغ على العالم بأسره والكلام لتشيني. مع هذا فقد أشار تشيني من أنّ تحوّلاً كبيراً في العراق، يليه تحوّلان مماثلان في سوريّا وإيران، سوف يغيّر وضع السعوديّة إلى الأحسن، هذا في شبه المؤكّد. أما عن مقاربة سلوك صدام حسين ببوش فقد وصفها تشيني بذروة الوقاحة مشيرا إلى عيوب الأخير ومزايا بوش: “فالمدعوّ صدّام حسين هو الذي أهداه خاله السيّد طلفاح خير الله مسدّساً عند نيله الشهادة الابتدائيّة كان أوّل ظهور عامّ له محاولته اغتيال رئيسكم آنذاك عبد الكريم قاسم ولجأ بعدها جريحاً إلى سوريّا، هذه ليست تربية رئيسنا المنتخب”، من جانب ثاني سفه تشيني قول عزيز من أن هناك جبهة تقدمية ديمقراطية يقودها نعيم حداد احد أعضاء حزب البعث، وأخيرا أشار تشيني إلى التبرير بوجود طوائف وأثنيات عرقية ودينية في العراق فهذا على حد تعبير تشيني لا يقدم للولايات المتحدة ولا يؤخر شيئا.

وبهذا الرأي ختم تشيني رسالته الأخيرة في رده على تنازلات طارق عزيز من أجل تجنب نظامه الحرب وما تثيره من تداعيات على نظام الحكم بالكامل، وتشير التقارير من أنه بعد أيام من رسالة تشيني شنت الولايات المتحدة حربها على النظام العراقي السابق واجتاحته عسكريا وفي اقل من شهر تمكن التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة من دخول العاصمة بغداد، وتشكيل عملية سياسية جديدة، ودخول العراق في مرحلة جديدة لها مالها وعليها ما عليها من ايجابيات التغيير وتخليص العراقيين من نظام استبدادي حكم البلد بالحديد والنار، وحظر بصورة كاملة الحريات الدينية والسياسية والفكرية، ورهن كل مقدرته ومستقبله في حروب داخلية وخارجية، ومن سلبيته فوضى الإدارة وعدم الاستقرار السياسي والأمني وصعود دولة المكونات والمحاصصة والفساد، وجعل البلد عرضة للصراعات الإقليمية، ومما يظهر من مضامين الرسائل المتبادلة، إن صحة مشروع إدارة بوش بتغيير الأنظمة الاستبدادية التي باتت تثقل كاهل الولايات المتحدة بدأ من العراق، فيما تظهر بالوقت ذاته حجم الشعارات والمقولات الزائفة التي كان يرفعها النظام السياسي السابق حينما وصل الأمر إلى مسند السلطة ونظامه السياسي، وهذا ما يكشف عن أن هذه الأنظمة التي تدير الدولة بالشعارات تحكم شعبها بالإيديولوجيات ومستعدة بأن تضحى بشعبها واستقراره وتطلعاته في التقدم من أجل الحفاظ على المكتسبات السياسية والبقاء رهينة السلطة.

 

رابط المصدر:

https://www.mcsr.net/news666

حول الكاتب

مقالات ذات صله

الرد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

W P L O C K E R .C O M