الجماعات الجهادية في أفغانستان : دراسة تحليلية

اعداد : احمد خليل عطية تركي – جامعه النهرين/كليه العلوم السياسية

  • المركز الديمقراطي العربي

 

ملخص :

يتناول البحث الظروف التي مهدت لظهور الجماعات الجهادية في أفغانستان من خلال تحليل المجتمع الأفغاني ، حيث يتسم بكثرة الانقسامات العرقية و الأثنية بسبب التنوع الثني : الباشتون و الطاجيك و الحزار و الأوزبك و التركمان و الايمك ، و نشأه الجماعات الجهادية من خلال التركيز على كل من :

الفكر – الهيكل التنظيمي والقيادات – الهدف – مراحل التطور ، و ذلك بالتطبيق على حركة طالبان و تنظيم القاعدة و تنظيم الدولة الإسلامية في العراق و الشام ، و أسباب ظهور هذه الجماعات سواء كانت داخلية أو خارجية إلي جانب توضيح أوجه التشابه و الاختلاف بين الجماعات الجهادية المذكورة ، و الجانب الصراعي في علاقتهم ببعضهم البعض.

Research Summary

The research deals with the circumstances that paved the way for rocks of jihadist groups in Afghanistan through an analysis of the Afghan society, Where it is characterized by frequent ethnic divions and Mondays because of ethnic diversity; Pashtuns, Tajiks, Khazars, Uzbeks, Turkmens and Emeks, The  emergence of jihadist groups by focusing on each of the ;Thought, organizational structure, Leaders, goal, stages of development , This is applied to the Taliban movement , the organization of al-Qaeda, and the organization of the Islamic State in Iraq and sham , And the reason for the emergence of these groups, whether internal, in addition to clarifying the similarities and differences between the aforementioned jihadi groups,  and the conflict side in their relationship with each other.

المقدمة:

تعددت الانقسامات الأثنية و العرقية و القبلية داخل أفغانستان و هو الأمر الذي مهد الان تكون أفغانستان معقلً للحركات الجهادية التي قامت على أسس عرقية و أثنية بداية من حركة طاِلبان التي استطاعت في وضع ضعف الدوله والقوات الامنية داخل افغانستان الى الوصول الى السلطة وتم ردعهم بدعم امريكي ثم عادو الى السلطة بعد انسحاب القوات الامريكية من الاراضي الأفغانية في 15 اغسطس 2021 اذ سابقا نشأة تنظيم القاعدة وتطورها إلى أن انشق عنها تنظيم داعش وانتقل الى العراق وسوريا ليكون تضيم جديد اساوة (الدولة الاسلامية في العراق والشام).

اهمية البحث

يعد البحث مهما اذ يسعى الى دراسة حالة افغانستان وضهور الجماعات الجهادية بغطاء ديني ويدرس الانقسامات التي حدثت داخل المجتمع الافغاني نفسة وما علاقتها من تنظيم داعش وكيف وصلوا الى العراق والشام لتأسيس دوله اسلامية واحدة وكيف وصلوا الى زمام السلطة في افغانستان للمرة الاولى وكيف انكسروا وتم ردعهم ويف عادو للثأر من نكستهم القديمة في عام 2021.

المشكلة البحثية :

تدور الإشكالية البحثية حول دراسة أسباب ظهور الجماعات الجهادية و أوجه التشابه و الاختلاف بين هذه الجماعات ، و تطورها و علاقة هذه الجماعات ببعضها البعض .

منهجيه البحث:

تستخدم الدراسة منهج تحليل الجماعة ، يستند هذا المنهج إلى بروز أهمية الجماعة في الحياة السياسية ، ودورها الأساسي الذي يفسر التفاعلات السياسية في حالات كثيرة . بل وقد تصبح الجماعة هي مفتاح تشخيص وتفسير الظواهر السياسية ، فدراسة جماعات الشلة ودفعة التخرج من المعهد التعليمي وغيرها من جماعات غير رسمية تسهم في تفسير الحياة السياسية وما شهدته من علاقات وتفاعلات في المجتمع الأفغاني ، وقد يضاف إليها علاقات كالقرابة والمصاهرة كجزء من شبكة علاقات غير رسمية تفسر إلى حد كبير هذه التفاعلات والعلاقات ، وهو ما لا ،يمكن تفسيره من خلال العلاقات الرسمية أو التنظيمية .([1]) و تتنوع هذه الجماعات ، فمنها جماعات تقليدية تقوم على علاقات الدم والقرابة ، أو المصالح والأفكار ، أو الهدف الواحد . وقد تأخذ شكل جماعات مصالح معترف بها ، وقد تكون مجرد جماعات فرعية كمجموعة نواب الصعيد في البرلمان(البرلمان المصري)، أو مجموعة من ذوي الاتجاهات السياسية المحددة داخل الجيش مثلا أو في إطار حزب سياسي أو مجتمع محلي ، فالانتماء الإقليمي والأيديولوجي يعد من المحددات الأساسية للجماعات ، كذلك الانتماءات العرقية والثنية والطبقية و اللغوية والطائفية ، فضالً عن المهنية والعمالية([2]).

مقولات منهج الجماعة :

تثير دراسة الجماعات العديد من المقولات ،فالا جانب أساس تكوين هذه الجماعات تبرز أهمية الطابع الرسمي أو غير الرسمي للجماعة، قدره الجماعة على التماسك والتكيف والاستمرار ، نشاط الجماعة وتكتيكاتها وأدواتها الحركية ، مساندتها أو معارضتها للنظام ، تأثيرها ودور ها السياسي ، تأثيرها على أعضائها ، وعلى الجماعات الأخرى، وعلى النظام السياسي والاجتماعي عامًة . ويعتقد د. حامد ربيع أن الجماعة تصبح حقيقة مست قلة عن الأفراد المكونين لها ، فهي ليست مجرد حاصل جمع عدد من الأفراد ، فالجماعة تملك في العادة صفات مستقلة ، ووعي أو عقل جماعي خاص بها . ولا يمكن بحال أن تظل الجماعة ،قاصرة على تجميع للصفات الفردية ، ويدلل على ذلك بالظاهرة الجماهيرية .([3]) وقد يجمع أفراد الجماعة قواسم مشتركة إضافية ، تفوق ما يجمع بين أبناء المجتمع القومي الأوسع ، كالقيم والمعايير والنماذج السلوكية ، فالفارد قد ينتمون لنفس الحزب أو الإقليم أو الطائفة ، ويخضعون لظروف وعمليات متشابهة في التنشئة والاتصال و التعبير والتمثيل . إلا أن ارتباط الفرد بالجماعة يتوقف على عوامل عديدة منها درجة تعاطفه مع الجماعة ومفهومة لها ، وموقف الجماعة إزا الفرد ، ودوره ومكانته بها ، فضالً عن خلفياته الشخصية والسيكولوجية ، وسمات كالسلبية مثالً([4]) .

بروز الحركات الجهادية في أفغانستان :

و على الرغم من تنوع أشكال التعبير عن تنظيمات الحركات الإسلامية و رغم تنوع مواقفها في المجال السياسي و تنوع قاعدتها الاجتماعية و دوافعها و أساليب عملها إلا أنها تشترك كاف ًة في أنها تطلق على نفسها وصف ” الجماعات الجهادية ” وأنها تدعو للوصول إلى الدولة الإسلامية التي تكون ” الشريعة الإسلامية ” هي دستورها الأساسي و مصدر تشريعاتها و قوانينها، وأنها تنظم نفسها من أجل تحقيق هذا الهدف([5]).و قد لعبت الانقسامات الأثنية دواًر في عدم الاستقرار في أفغانستان ، كذلك فإن هذه الانقسامات منذ البداية كانت هي السبب في ظهور الجماعات الجهادية ، و في ظل هذه الفوضى ظهرت حركة طالبان التي انتشرت بشكل كبير في مناطق لجنوب الغربي و استطاعت أن تجذب المتطوعين و تحصل على السلاح وتسيطر على كابول.

_و بناًء على ما سبق يمكن الحديث عن نقطتين أساسيتين:

أولاً : الانقسامات العرقية و الأثنية في أفغانستان باعتبارها السبب في نشأة الجماعات الجهادية.

ثانياً : أهم الجماعات الجهادية في أفغانستان و الأهداف و القيادات و الهيكل التنظيمي([6]).

أولاً : الانقسامات العرقية و الأثنية في أفغانستان باعتبارها المرجعية لنشأة الحركات الجهادية.

تعرف الجماعات الأثنية على أنها قطاع عريض من المجتمع يربطهم لغة و قومية و ثقافة واحدة ، و تلك الأقليات لها حقوق متعددة : حقوق دينية و ثقافية وقومية وأثنية وهم عدد أقل من باقي الشعب ومن وجهة نظرهم لا بدمن إبقاء و تطوير، هويه خاصه بهم و تتعدد الجماعات العرقية و الأثنية في أفغانستان فهناك : الباشتون و الطاجيك والحزارا و الأوزبك و الأيمك و التركمان و البالوش ، و يعتبر الباشتون مكونين من خمس جماعات رئيسية : المسلمين السنة و الغازليين و الدوارنيين و الصرب الكوشيين ، كما أن الباشتون هم الفصائل الأكثر تأثياًر في أفغانستان ، و كانوا يشغلوا وظيفة الرعي التقليدية إلى جانب الزراعة لتزويد أنفسهم بمتطلبات الحياة من
مأكل و مشرب([7]).
1- الباشتون:

يرتكز البناء الاجتماعي للباشتون على عادات و سلوكيات متعددة مثل : حماية حقوق الإناث و حسن الضيافة و حماية الضيوف و الدفاع عن الممتلكات و شرف العائلة ، و على الرغم من أن الباشتون هم الحكام السياسيون لأفغانستان في الماضي و أنهم منغمسين في حكم الدولة إلا أنهم لم يشكلوا جماعة سياسية موحده، كما يوجد حوالي  14مليون من الباشتون على الحدود الباكستانية و على حدود المحافظات الأفغانية ، و يشكل الكوشيون الأثنية الأكبر داخل الباشتون و يتركزون في شمال غرب أفغانستان ، إلى جانب سكان أفغانستان من الأوزبك و الطاجيك ، و تعتبر حركة طالبان مؤيدة من الباشتون ([8]). و بدأت تظهر الصراعات و الانقسامات بين الجماعات الأثنية التي أدت إلى مقتل العديد من المواطنين ، و تم تسجيل أعلى درجات العنف بين الحزارا و الكوشيين في أفغانستان ، حيث كان الكوشيون من أفقر الجماعات داخل الدولة ، و شكل الحزارا جماعة أثنية و تم استهدافهم بواسطة المجاهدين من الكوشيين في عام1990([9]).

2-الطاجيك:

تعتبر الطاجيك هي الجماعة الأثنية الثانية في أفغانستان بعد الباشتون ، و ينتمي العديد من الحكام إلى الأصل الاثني الطاجيكي ، و بالذات تحت حكم ” حبيب الله خان ” في عام  ، 1929و منذ عام  1992حتى عام  1996تحت حكم الرئيس رباني. كانت الميلشيات و المجتمعات الطاجيكية مستهدفة من حركة طالبان ، و وجهت طالبان عدة هجمات ضد الطاجيك في مزار شريف في عام  1998التي تركز فيها ما يُقدر  2000ضحية . و منُذ عام  2001تغير وضع الطاجيك حيث تعاونوا مع ائتلاف القوات الأمريكية ضد طالبان([10]).

3- الحزارا:

يسكن معظم الحزارا في جبال حزار في المحافظات المركزية لأفغانستان ، و هي من أكبر الجماعات الأثنية في أفغانستان ، فتمثل حوالي  %76من إجمالي السكان، و في أواخر القرن التاسع عشر أقام الحزارا في غرب تركمستان ، و أصبحوا يشكلوا  % 91من سكان أفغانستان ، و تم قتل أكثر من نصف الحزارا في عام  1983تحت حكم أمير عبد الرحمن خان ، و تقريباً كل الح از ار من المسلمين الشيعة ، و تقل الاختلافات الدينية داخل جماعة الحزارا ، و قد قاموا بالعديد من الإصلاحات الاقتصادية في أفغانستان و نتيجة للتهميش السياسي و الاجتماعي و الاقتصادي ، التحق الحزارا بالأقليات الشيعية بين عامي  1960و  ، 1970و لعبوا دور هام في الحرب الأهلية الأفغانية في منتصف ثمانينات القرن الماضي و ظلوا كجماعات معارضة ، و تربطهم صلات مع إيران ، و شكلت معارضة الحزارا حزب سياسي لها([11]).

3-ألأيمك:

يمثل الأيمك 4 %من إجمالي سكان أفغانستان ، و يعيشوا في الشمال الغربي  لأفغانستان ، و يمكن إرجاع أسالفهم إلى جماعة من القبائل التي انتشرت عبر أفغانستان ، و هم جماعات فرعية من الشعب التركي من الرحل و يسعوا إلى الوصول إلى حق تقرير المصير و ممارسة النشاط السياسي([12]).

4-البالوش:

يبلغ عددهم 500 ألف من الشعب الأفغاني ولتقديرات عام2008،و يتواجدون في محافظات هلمند و فرياب و في جنوب غرب أفغانستان و غرب أفغانستان و توجد بينهم صراعات داخلية و لديهم هوية أثنية و يعملون بالزارعة ورعاية الحيوانات ، و حاربوا ضد الحكم المركزي في أفغانستان في عام1973 .

5- الأوزبك و التركمان:

قدم الأوزبك و التركمان إلى أفغانستان في أواخر القرن التاسع عشر الكثير في بناء الدولة فهم يشكلون 12 % من سكان أفغانستان و دول آسيا الوسطى التي تقع في شمال أفغانستان ، و يتحدثون اللغة التركية و هم على صلة بشعب إيران ، و مصدر دخلهم هو تجار الفواكه و النشاط السائد هو الزراعة و بيع السجاد و المنسوجات و العديد من)الحرف المتنوعة ، و منهم العديد من رجال الأعمال الناجحين .([13]) كما أن الأوزبك و التركمان ليس لهم أي تأثير سياسي كغيرهم من الجماعات الأثنية ، و لكن مؤخرا الحكومة ً شارك الأوزبك و التركمان في السلطة و صنع القرار في المركزية ، و تم تسمية المناطق التي يقطنوها بالفيدرالية ، كما أن لهم حكم ذاتي في المحافظات الشمالية ، و تصارعوا مع الباشتون و الطاجيك .([14])

و قد توزعت نسب هذه الجماعات وفقا لتقديرات عام 2010 بحيث بلغت نسبة الباشتون(%42,6)والطاجيك (40,89)و الحز ار ا (7,68) و األوزبك(4,05) أخرى جماعات و (4,68)([15])، و قد كان انقسام المجتمع الأفغاني سببا في منع وجود الوحدة القومية للشعب الأفغاني ، و إعاقة استكمال الهوية الأفغانية إضافة إلى الاختلافات الأثنية داخل المجتمع الأفغاني. كما أن العامل الديني يضع بصمة في المؤسسات الاجتماعية ، و يعيق عملية الوحدة القومية ، و توجد العديد من التناقضات بين الوحدات القبلية و القبائل المنفصلة مما أدى إلى انتشار الفوضى في المجتمع([16]).

فالباشتون تعلموا استخدام الأسلحة و فكرة الانتصار أمام العدو ، مما جعلهم يجيدوا استخدام الأسلحة ، و فكرة الموت أثناء الحروب هي فكرة محببة إليهم و نرى الصبيان و البنات على الرغبة في المشاركة في المعارك و اتصفوا بالشجاعة ، و في تربية الأطفال لم تكن هناك تفرقة بين تربية الإناث و الذكور ، بالتالي أصبحت العدوانية طابع مترسخ داخل قبائل الباشتون .

و كان هذا النمط الثقافي للباشتون سببا توجهاتهم الصراعية و بالذات تجاه ً في توجهات ُحيث قامت بين الطاجيك و الطاجيك العديد من المعارك و بالذات في جبل سليمان ، أما الطاجيك فقد عملوا بالزراعة و أثرت وظيفتهم على شخصيتهم فكانوا أكثر ميلاً للسالم . و أهم ما ميز ثقافة النوماديين هو حب الحرية ، من ضمن العوامل التي ساهمت في عدم استقرار أفغانستان و أعاقت تحقيق الوحدة القومية هي سياسة التمييز بين أفراد المجتمع أفغاني التي اتعبها القادة الباشتو اتجاه الأقليات الأثنية .([17])

حيث أنه عندما وقعت كابول في يد طالبان فإن الفصائل غير البشتونية كانت مجبرة لأن تعين بخططها و أن تتركز في الشمال ، و بعد الغزو الأمريكي لأفغانستان فإن المجموعات العرقية الغير بشتونية أصبحت تمثل تهديد للسيطرة البشتونية الممتدة عبر قرون([18]) .

ثانيا : أهم الجماعات الجهادية في أفغانستان .

نشأت الحركات الجهادية في افغانستان بناء على خلفية أثنية كما سبق الذكر ويمكن القول بان اغلبيه الجماعات الجهاديه تقوم بعمليات لها خصائص معينة كما أنها تهدف إلى تحقيق أهداف معينة و يمكن توضيح تلك النقاط كالتالي:

– أهم الخصائص التي تتسم بها الجماعات الجهادية :

إرباك للأوضاع:

حيث أن الهدف الأساسي للعملية وفقا لذألك هو إحداث الفوضى و الخوف و الفزع و ضرب السلم الاجتماعي ، و إحداث حالات الفراغ الأمني و السياسي و التشكيك في سلامة المنظومات الأمنية و الاستراتيجيات الدفاعية و الوقائية الخاصة بالتصدي للجماعات الجهادية([19]).

– الاستعراض:

حيث تهدف هذه العمليات إلى إظهار منفذيها بمظهر القوة و الشجاعة النادرة ، وامتلاكهم القدرة على تنفيذ عملياتهم في كل زمان و مكان ، و تحدي المنظومات الاستخباراتية([20]).

عملية مفاجئة و مباغتة:

وهذا أمر طبيعي لأن الجماعات الجهادية تنشط في السرية ، و ترتب شئونها في كتمان ، و كذلك لأنها تمتلك مصادر للمعلومة حول التحركات الأمنية و خصائص المحيط الجغرافي و السكاني([21]).

-عملية ذات ُبعد رمزي تخفي أهداف بعيدة المدى:

إذ تحرص الجماعات الإرهابية على إعطاء بُعد رمزي لعملياتها يستبطن أهداف غير تلك التي تخلفها العمليات من ضحايا و خسائر مادية و بشرية ، وتُجمع الدارسات لتحليلية للظاهرة الإرهابية على أنها ظاهرة قائمة على استراتيجيات مدروسة باستطاعتها توجيه أكثر من رسالة رمزية من خلال عملية ينفذها انتحاري واحد .([22])

-عملية تستهدف العقول و المعنويات:
تستهدف العمليات في جوهرها معنويات السياسيين و الأمنيين لكسر إرادتهم و تثبيط عزائمهم و إدخال الشك في خططهم و برامجهم ، و تستهدف معنويات المواطنين وعقولهم إما لتخويفهم و ثنيهم عن دعم السلطات الأمنية والسياسية ، أو للتأثير فيهم و استقطابهم .([23])

-عملية مدروسة و ليست عشوائية:
قد تعطي العمليات الجهادية انطباعاً بأنها عشوائية و خاص ًة فيما يتعلق بإختيار الزمان و المكان و الأطراف المستهدفة ، و الحقيقة أنها عكس ذلك تماماً فهي مدروسة جيداً ، و خاضعة لخطط و استراتيجية حربية و قتالية و إعلامية ، و كل جماعة إرهابية لها قائمة بالأهداف المادية و البشرية و لها ترتيبات للاستهداف وأزمنة للتنفيذ .
عملية مثيرة و ذات جاذبية:
تتميز العمليات بقدر كبير من الإثارة و الجاذبية ، و هذا ما يفسر اندفاع وسائل الإعلام لتغطيتها ، و اندفاع مختلف الشرائح الإجتماعية لمتابعتها باعتبارها تمثل قمة الإثارة بما تحمله من مفاجأة و مغامرة و تشويق و ترقب ([24]).

-أما أهداف الجماعات الجهادية بشكل عام فتتمثل في ما يلي([25]):

– إحداث الرعب و الفوضى و إشاعة حالة من الذعر و عدم الإستقرار و إيجاد حالة من الاضطراب و انعدام الإحساس بالأمن .

– الإثارة الإعلامية و جلب الأنظار بهدف الاستقطاب و الانتشار و إظهار عجز الأجهزة الأمنية على المواجهة .

– إظهار ارتباك السياسات الأمنية و فشلها في إيقاف العمليات الإرهابية ، و نشر اليأس و الإحباط في صفوف وحدات الأمن و الجيش المكلفة بمحاربة الجماعات الجهادية .

– دفع الدولة بأن تكن بمظهر الدولة الأمنية البوليسية القامعة للحريات :و ذلك من خلال إرغامها على تبني تدابير أمنية متشددة و اتخاذ إجراءات من شأنها ، تقيد حركة الناس و حرياتهم ، ثم استغلال ذلك كله و توظيفه لصالح الجهاديين عبر محاولة كسب تعاطف المواطنين و دفعهم باتجاه عدم التعاون مع الوحدات الأمنية و التشكيك فيما تقدمه من روايات رسمية حول الأحداث والجماعات الجهادية .

و قد تبنت الجماعات الجهادية في أفغانستان العديد من الأهداف و اتسمت عملياتها بالصفات المذكورة كما سيأتي الذكر من خلال التفصيل بشأن أهم الجماعات الجهادية في أفغانستان و هي :

1-حركة طالبان:

في إطار حركة طالبان يتم الحديث عن نشأتها و قياداتها و هيكلها التنظيمي وأهدافها و أيديولوجيتها.

أ – نشأة حركة طالبان:
قد يكون من الضروري العودة قليلاً إلى الوارء لفهم ما كان يحدث على الساحة الأفغانية قبل أحداث 11سبتمبر ، و تحديداً إلى فترة الغزو السوفيتي لأفغانستان عام 1979م ، ذلك الغزو الذي كان سبباً مباش اًر في ظهور ما ُعرف بمجموعات المجاهدين ، و خلال تلك الفترة تشكلت العديد من الأحزاب و التنظيمات الجهادية التي قادت حركة المقاومة ( قدرت بنحو 80جماعة ) ، و اتخذت تلك الأحزاب و الجماعات من منطقة بيشاور الباكستانية نقطة تمركز و انطلاق لعملياتها .([26]) و قد تم دمج الجماعات الجهادية في سبع مجموعات سنية رئيسية عام 1982م هي: الحزب الإسلامي بزعامة قلب الدين حكيمتار – و كان أقواها و أكثرها تنظيماً و الجمعية الإسلامية بزعامة برهان الدين رباني ، والاتحاد الإسلامي بزعامة ” عبد الرسول سياف ” ، و الجبهة الإسلامية الوطنية بزعامة ” أحمد جيلاني ” ، و جبهة التحرير الوطني بزعامة ” صبغة الله مجددي ” ، و حركة الثورة الإسلامية بزعامة “محمد نبي محمدي ” ، و جبهة الحزب الإسلامي التي شكلها ” يونس خالص ” بعد انشقاقه عن الحزب الإسلامي بقيادة ” حكيمتار([27]) ” . كذلك وجدت تنظيمات سياسية شيعية في أفغانستان – و هي ضمن التنظيمات السياسية ذات التوجه الإسلامي- و تتمثل في : جماعة النصر لأفغانستان ،الحركة الإسلامية لأفغانستان ، حزب الرعد الإسلامي لأفغانستان ، منظمة القوة الإسلامية لأفغانستان ، حزب الله الأفغاني ، مجلس الائتلاف الإسلامي لأفغانستان، حزب الوحدة الإسلامية لأفغانستان .([28])

و بعد انتهاء الحرب و انسحاب الاتحاد السوفيتي من أفغانستان ، تسلم الحزب الديمقراطي الشعبي برئاسة ” نجيب الله ” السلطة في أفغانستان ، و استطاع هذا النظام الاستمرار في الحكم لفترة تزيد عن عامين ، حتى سقط عام 1992م تحت وطأة فصائل المجاهدين الذين دخلوا العاصمة ” كابول ” حيث دخلت هذه الفصائل في حرب أهلية طاحنة من أجل السيطرة على الحكم و السلطة ، و نشبت هذه الحرب في الأساس بين ” قلب الدين حكيمتار ” و ” برهان الدين رباني ” زعيم حزب الجمعية الأفغانية ، و امتدت حتى ظهور حركة ” طالبان” و بدء سيطرتها على الأوضاع في أفغانستان عام 1996م ([29]). ينتمي معظم مجاهدي حركة ” طالبان ” إلى الأصل البشتوني ، و تعتبر الحركة من القبائل البشتون المتاخمة لباكستان ، و التي كانت تحكم أفغانستان تاريخياً وعملياً و من ثم فقد وجدت قبولاً في إسلام آباد ، لذلك قامت القبائل البشتونية بمساعدة ” طالبان ” ، بعكس الطاجيك الذين يتمركزون في شمال أفغانستان و لم يكونوا يوماً محل ثقة لباكستان و ظهر ذلك في ُمقاتلي طالبان الذين شاركوا في عملية ” قندوز ” حيث أظهروا الخلفية الأثنية و القومية الُمتنوعة . و إلى جانب الباشتون ضمت صفوف طالبان عدد من الباكستانيين والأوزباكستانيين والشيشانيين والتُرك والطاجاكستانيين ([30]). و من الجدير بالذكر أن ” قلب الدين حكيمتار” – مؤسس الحزب الإسلامي لأفغانستان و رئيس الوزراء السابق في حكومة الرئيس رباني – اجتمع مع مجموعة من طلاب الكليات المختلفة – الذين كانوا يدرسوا في جامعة كابول و يهتموا
بالقضايا الإسلامية – بإحدى كليات جامعة كابول ، و قرروا النضال ضد الأفكار الشيوعية المنتشرة داخل الجامعة ، و من ثم تم تشكيل الحركة الإسلامية ، و كان ” حكيمتار” يندد بأسماء الشخصيات الحكومية في المظاهرات ، لكن الحركة الإسلامية كانت تسعى إلى عدم معارضة الحكومة ، لذلك طلبت الحركة منه الابتعاد عن التطرف في معارضة الحكومة أثناء المظاه ارت ، و دفعه ذلك للتعاون مع حركة طالبان المعارضة للحكومة الأفغانية . و ذلك بعدما انشق عن “رباني ” و نشبت بينهما الحرب الأهلية ([31]).
و تعود نشأة حركة طالبان إلى مطلع الثمانينات من القرن الماضي عندما تم تطويع معظم الُمجندين الُمتشددين الذين دربُهم الُسلطان ” أمير ” و هو أحد ضباط الاستخبارات الباكستانية فلقنهم فنون حمل السلاح و التنظيم و التسلُل في إحدى المعسكر ارت التابعة لمدينة ” بشاور ” بحيث أصبح بعض الُمقاتلين الذين دربهم آنذاك نواة حركة طالبان إضافة إلى تدفق ملايين الدولارات التي أرسلتها وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية إلى حركة طالبان الُمقاومة للسوفييت بهدف التسليح والتدريب([32]). و كان أول ظهور لحركة ” طالبان ” عام 1994م ، عندما شاع خبر اختطاف واغتصاب فتاتين عند إحدى نقاط السيطرة التابعة لأحد الأحزاب الأفغانية المتناحر في قرية قرب مدينة ” قندهار” ، و نما إلى ” الملا عمر ” خبر اختطاف الفتاتين فألف قوة من 30رجل و سعى لتخليص الفتاتين و نجح في ذلك ، كما قام بتعليق قائد عملية الخطف والاغتصاب على المشنقة ، ومنذ هذا التاريخ نظم طالبان (جمع طالب في لغة البشتون ) أنفسهم في إطار قوة عسكرية في قندهار – ثاني أكبر المدن الأفغانية – و بدئوا في العمل على تنمية مهاراتهم الحربية و تحصين مواقعهم ، كما اكتسبت الحركة شعبية بين القرويين الذين كانوا في أمس حاجة إلى تلك الأفعال البطولية ([33]). و لم يمض وقت طويل حتى تمكنت حركة ” طالبان” من فرض سيطرتها على غالبية الأراضي الأفغانية ، فسرعان ما سيطرت على ولاية قندهار على الحدود مع باكستان ، كما احتفلت ” إسلام آباد ” بسقوط مدينة قندهار ، ثم تمكنت في بداية عام 1995م من إحكام سيطرتها على مناطق نفوذ ” حكيمتار ” جنوب كابول ، كما سيطرت على مناطق نفوذ حزب الوحدة الشيعي غرب كابل ، و قتلت زعيم الحزب “عبد العلي م ازري ” ثم ألحقت الهزيمة بقوات حكومة الرئيس ” رباني ” التي فقدت مدينة هيرات لصالح طالبان في العام نفسه ([34]).و في عام 1996م نجحت الحكومة في فرض سيطرتها على العاصمة كابول بعد أن انسحبت منها قوات أحمد شاه مسعود و اتجهت نحو الشمال ، ثم أعلنت تشكيل لجنة بقيادة الملا رباني تشرف على سير الحكم في العاصمة، كما قامت بإعدام الرئيس الشيوعي السابق ” نجيب الله ” ، وفي عام 1998م سقطت مدينة ” مزار الشريف ” في يد الحركة ، وقبل نهاية ذلك العام كانت الحركة تسيطر على 22مقاطعة من أصل ، 31أما باقي الأ ارضي الأخرى فقد كان يسيطر عليها تحالف الشمال المعروف بأسم ” شورى ن ازر ” ، الذي كان يتكون من ثلاث ميلشيات عرقية و هي : الطاجيك و الأوزبك و حزب الوحدة بقيادة ” كريم خليلي ” الذي سيطر
على مقاطعة ” باميان ” قبل أن تدخلها قوات ” طالبان ” في الربع الأخير من عام 1998م([35]). و مع بداية عام 2001م كانت الحركة قد وسعت من نطاق سيطرتها لتشمل نحو% 90من الأراضي الأفغانية بعد نجاحها في السيطرة على مزيد من المقاطعات الشمالية .
حيث كان الملا عمر يدرس ا لعلوم الدينية في إحدى مدارسها. تحرك الملا عمر من أجل إنقاذ الناس من الفوضى ، ونشط بين المدارس الدينية ُمتحدثاً إلى بقية الطلاب الذين تجاوب بعضهم معه ، و بمساعدة من بعض تجار المنطقة ، اشترت المجموعات الأولى أسلحة ، و بدأت تطهير المناطق الجنوبية من زعماء الحرب المحليين.

ب- الأهداف:

كان غياب نصوص و منشورات مطبوعة رسمية للحركة في بداية نشأتها عائقاً حقيقياً أمام فهم أهدافها الُمعلنة ، وقد اعتمد ُمعظم الباحثين على تصريحات قادة الحركة في رصد وفهم نشأة طالبان وقراءة أهدافها . و قد جاءت تصريحات خليفة الملا عمر ” الملا محمد منصور لتوضيح بعض أهداف حركة طالبان إذ تحدث عن أن الجهاد هو أهم أهداف الجماعة حتى تحقق النظام الإسلامي كما أشار إلى الجمع بين الناس بهدف أخذ البيعة منهم : وبالتتبُع لروايات قادة الحركة منُذ نشأتها نجد أن أهداف الحركة تطورت من المحلية إلى الإقليمية و حتى الدولية ، و من أهداف بسيطة وواضحة إلى أسباب كبيرة وُمعقدة و متشابكة . فبعد أن كان الهدف الُمعلن للحركة في بداية نشأتها فرض الأمن و الإستقرار وإزالة نقاط التفتيش و وقف جمع الأتاوات و عمليات السلب و النهب التي كان يقوم بها الُمسلحون ، إلا أنه مع تقدم الحركة نحو كابل ، بدا واضحاً أن أهداف الحركة تستهدف بسط سيطرتها على جميع أفغانستان و أنها تخطط لإقامة حكومة إسلامية, استنادا إلى فهمها للإسلام الحنفي التقليدي الذي درسوه في مدارسهم الديبونية الشهيرة([36]).

و يمكن التفرقة بين عدة أهداف للحركة على النحو التالي :
الأهداف المحلية :

تصنف حركة طالبان ضمن الفواعل ذات الأبعاد الأيديولوجية ، و يجمعها الالتزام بنشر الأفكار المتشددة ، و لنشر الأيديولوجية الخاصة بها ، كما لعبت دور مباشر في مواجهة الحكومة الأفغانية ، و ذلك لتحقيق عدة أهداف محلية هي : إقامة حكومة إسلامية على نهج الخلافة الراشدة ، و قلع جذور التعصبات القومية والقبلية ، و التركيز على الحجاب الشرعي للمرأة و الإلزام به ، و تكوين هيئات للأمر بالمعروف و النهي عن المنكر ، و جعل اقتصاد الدولة إسلامياً و الاهتمام بالتنمية في جميع المجالات ، و اختيار منهج إسلامي شامل لجميع المدارس والجامعات ، و إعداد جيش إسلامي ([37]) .

-الأهداف الإقليمية :
تعتبر حركة طالبان فاعل إقليمي حيث تمتلك تنظيم سياسي و عسكري ، و تحاول الحصول على أرض لتقيم عليها دولة جديدة ، و تحاول أن تحل محل النظام السياسي الأفغاني ، و في سبيل تحقيق ذلك فإنها تقيم ائتلافات برجماتية مع عناصر مؤيدة لها مثل : باكستان و الولايات المتحدة ، و ذلك لتحقيق أهداف إقليمية منها : طلب المساعدات من الدول الإسلامية ، و تعيين العلماء الأتقياء ذوي الكفاءة بالمحاكم الشرعية ، و قمع الجرائم الأخلاقية و مكافحة المخدرات ([38]).
الأهداف الدولية :
تمثل حركة طالبان إحدى أشكال (الفاعلين العنيفين)* ([39]) من غير الدول، حيث ينشط هؤلاء الفاعلين كنتيجة لضعف الدولة و الذي تزامن مع العولمة التي سمحت بتدفق الأسلحة خارج دوائر سيطرة الدولة ، و ما ارتبط بذلك من تمكين فاعلين جدد من مهربي السلاح ، و نمو اقتصاد عالمي محظور ,و قد شهدت حركة الفاعلين العنيفين تحولاً بفضل التحول في البيئة الدولية ، حيث أصبح الفاعلون أكثر تنظيماً و تمكيناً بسبب تطور التكتيكات المستخدمة في أنشطتهم ، بما في ذلك توظيف وسائل غير قانونية ، و التعامل مع منتجات محظورة دولياً مما أدى إلى تنامي أدوارهم على المستوى الدولي ، و من ثم فقد استفادت حركة طالبان من ذلك في سعيها لتحقيق عدة أهداف مثل : ايجاد العلاقات الحسنة السياسية و الاقتصادية مع جميع الدول ، توثيق العلاقات مع جميع الدول و المنظمات الإسلامية أن يحكم في جميع القضايا السياسية و الدولية على ضوء منهج أهل الكتاب و السنة([40]) .
ج فكر حركة طالبان:
يبدو تحديد ملامح قاطعة للعقيدة الفكرية لطالبان أمر صعب بسبب حداثة نشأة الحركة ، و هناك ملاحظات أساسية في هذا الإطار   أن الظروف التي أوجدت ” طالبان” أملت عليها ردود أفعال فجاءت أفعالها الدولية محددة بإصلاح جوانب القصور في المجتمع الأفغاني _ يمكن عند الحديث عن فكر الحركة ، الاعتماد جزئياً على الأفكار الأساسية لحركة جمعية ” علماء الإسلام ” بجناحيها البارزين : (فضل عبد الرحمن و سميع الحق) لما كان لهاتين المجموعتين من تأثير على طلبة الشريعة التي تنتمي إليها أغلبية الطالبان . أن الحركة أبدت مرونة تجاه الأحداث ، و أثبتت بالتالي قدرة على التعامل الواقعي مع معطيات الوضع القائم ، مما يعني أنه من الصعب التنبؤ باستقرار مبادئ الحركة .

وتأسيساً على الملاحظات السابقة يعد البُعد العقيدي من أكثر الأبعاد برواًز وتوجيهاً لحركة ” طالبان” ، حيث يتبنى أنصارها خط مرجعي متشدد في تطبيق المذهب الحنفي ال ُسني الذي ينتمون إليه ، يؤكدون من خلاله إصرارهم على تطبيق أحكام الشريعة الإسلامية ، و ذلك من أجل إقامة دولة إسلامية حقه في أفغانستان . و ينتمي الملا عمر وكل زعماء حركة طالبان إلى المدرسة الديبونية، وهي إتجاه سني في المذهب الحنفي و مذهب أبي منصور الماتريدي في الاعتقاد و الأصول ، و تأسست في مدينة “ديبوند” في الهند و اشتهرت من خلال الجامعة الإسلامية هناك والتي تأسست عام 1283على يد الشيخين : محمد قاسم النانوتي ، و رشيد أحمد الكنكوهي ، و هما من علماء الهند. وبعد قيام باكستان انتشرت المدارس الديبونية في الكثير من المدن الهندية و الباكستانية ، إضافة إلى دخولها المملكة العربية السعودية ، كما ظهرت الطريقة ” الديبونية على الساحة الأفغانية ، و زاد عدد المدارس الديبونية والتحق بها عدد كبير من الأفغان ، ويُشكل الكثير منهم أف ارد حركة طالبان([41]).
و تعتقد الديبونية في ” وحدة الوجود ” ، و هي فكرة قديمة جداً كانت قائمة بشكل جزئي عند اليونانيين القدماء و كذلك في الهندوسية الهندية ، فهي مذهب فلسفي لا ديني يقول بأن الله و الطبيعة حقيقة واحدة ، و أن الله هو الوجود الحق و يعتبرونه صورة هذا العالم المخلوق ، أما مجموعة المظاهر المادية فهي تعلن عن وجود الله ما دون أن يكون لها وجود قائم بذاته ، و زالت أفكار هذا المذهب و آثاره منتشرة بين أهل الصوفية في العالم العربي و الإسلامي([42]) .

و انتقلت الفكرة إلى بعض الغلاة من متصوفة المسلمين من أبرزهم : محي الدين بن عبد الله العربي و ابن الفائض و ابن سبعين و التلمساني ، ثم انتشرت في الغرب الأوروبي على يد برونو النصراني و سيبنوزا اليهودي ([43]).و تعتبر فكرة ” وحدة الوجود ” مخالفة للمنهج الإسلامي حيث أنها لا تُفرق بين خالق و مخلوق ، و نتيجة لذلك هذا العالم لا يوجد به خير و شر و لا قضاء و قدر ، و لا وجود فيه لثواب أو عقاب ولا حساب و لا مسئولية، بل الجميع مقيم في نعيم والفرق بين الجنة و النار في المرتبة فقط لا في النوع .
و يقول شيخ مشايخ الديبونية ” إمداد الله ” المهاجر المكي في كتابه ” شمائم  إمدادية “القول بوحدة الوجود حق و صواب ، كما أن مذهب المدرسة ” الديبونية “يُصنف ضمن المذاهب الجامدة في التفسير حي ُث أنه يعارض التجديد لأن كل تجديد بدعة و يرفض ضم العلوم العصرية إلى العلوم الدينية في مناهج الدراسة ، ويهتم بالقضايا الجزئية التي تتصل بالشكليات مثل: تحريم قص اللحي و عمل المرأة  إلا في الضرورة – و التصوير و سماع الموسيقى ([44]). وفي حقيقة الأمر كانت الولايات المتحدة تأمل أن تلحق طالبان الهزيمة بالمجاهدين، ومن ثم تتمكن هي من السيطرة على الأراضي الأفغانية كافة ، وإلحاق الهزيمة بالفصائل الثورية التي ترتبط بعلاقات جيدة مع الجمهورية الإسلامية الإيرانية ومن ثم تقليص النفوذ الإيراني والصيني المتصاعد في المنطقة .بالفصائل الثورية التي ترتبط بعلاقات جيدة مع الجمهورية الإسلامية الإيرانية ومن ثم تقليص النفوذ الإيراني والصيني المتصاعد في المنطقة ([45]).

ولهذا السبب أصدر الرئيس الأمريكي “جيمي كارتر ” قرارا عام 1979م بتدعيم حركة طالبان الأفغانية في حربها ضد الاتحاد السوفيتي([46]).
و رغم الخلافات الفكرية و الأيديولوجية بين حركة ” طالبان ” و الفكر الليبرالي الأمريكي إلا أنه يمكن القول أن الولايات المتحدة دعمت ” حركة طالبان
للأهداف التالية :
أ- أهداف سياسية : زيادة الانقسامات داخل المجتمع الأفغاني :
تعاونت الولايات المتحدة مع باكستان حي ُث أنها من الدول و ثيقة الارتباط بأفغانستان – فهي تقع في جنوبها الشرقي – و كثي اًر ما تدخلت في أفغانستان لتحقيق أهداف قومية عليا ، و هو ما ظهر من خلال دعمها لفرق الجهاد الأفغاني في مقاومة الاحتلال السوفيتي و قد كان التعاون الأمريكي مع باكستان و كذلك مع طالبان من أجل التمكن من التعامل مع الانقسامات و الصراعات العرقية و الأثنية داخل المجتمع الأفغاني ([47]).
عدم السماح بتشكيل حكومة تضم فرق المجاهدين و تمثل المجتمع الأفغاني :
دعمت الولايات المتحدة باكستان و كذلك طالبان ، حي ُث تلاقت المصالح الأمريكية و الباكستانية في أفغانستان حول ضرورة نزع سلاح المجاهدين ، و ملاحقة الأفغان العرب و الضغط على إيران و تطويق نفوذها في آسيا ، حيث أرادت كلاهما إغلاق ملف الأفغان العرب و ملاحقتهم خوفاً على الاستقرار الداخلي لباكستان و الولايات المتحدة ، و نشأت حركة طالبان من فرق المجاهدين السنه ( التنظيمات الإسلامية السنية ) ، و التي كانت ضد توجهات التنظيمات الإسلامية الشيعية ، و من ثم تم تدعيمها من جانب الولايات المتحدة لتقليص  الدور الإيراني([48]).

وصول حركة ” طالبان ” إلى السلطة في أفغانستان :
و بناًء على الاعتبارات و الأهداف السابقة أضحت باكستان و هي أول دولة تعترف بحكومة طالبان بعد وصولها و استيلائها على العاصمة ” كابول ” ، و لا يخفى الدعم الأمريكي لباكستان من أجل وصول حركة ” طالبان ” إلى السلطة([49]) . و في الوقت الحالي يتم الترويج لأن نظام حكم طالبان يقوم على أن الإمارات الأفغانية تحترم كل القوانين و الاعراف الدولية وفقاً لإطار القواعد الإسلامية ومبادئ المصالح القومية الأفغانية و تحترم شئون الأخرين و لا تتدخل في السياسات الداخلية للدول الأخرى ، و تعكس تلك السياسات السلوك المعدل لقيادة طالبان و إشارة إلى الشعب الأفغاني بأن حركة طالبان سوف تؤسس لنظام سياسي و الأطر الحاكمة و أنها سوف تلتزم بالسياسات المقررة و المرونة السياسية عبر المفاوضات مع الولايات المتحدة([50]) .
ب- أهداف اقتصادية :
تأمين الطرق لانتقال الولايات المتحدة إلى الأسواق العالمية :
تعتبر منطقة آسيا محور تنافس و تدخلات دولية جوهرها السيطرة على النفط والغاز و أنابيب نقلها إلى الأسواق العالمية لذلك دعمت الولايات المتحدة حركة طالبان في بدايتها من أجل ضمان طريق آمن لضمان الوصول إلى الأسواق العالمية ، و سعت إلى ربط نفط المنطقة بالأسواق العالمية من أجل تطبيق استراتيجيتها في تنويع مصادرها و الحفاظ على مستوى منخفض من الأسعار ([51]).
تأمين الطريق لانتقال الطاقة من النفط و الغاز من دول آسيا الوسطى عبر
أفغانستان إلى المياه الدافئة في الجنوب :
أنشأت الولايات المتحدة وحدة خاصة ببحر قزوين داخل وزارة الدفاع الأمريكية ، و هذا يدل على أهمية مفهوم أمن الطاقة بالنسبة للأمن القومي الأمريكي ، حي ُث أكدت السياسة الأمريكية منذ إدارة الرئيس ” بيل كلينتون ” على أهمية الحصول على احتياطيات النفط و الغاز كهدف استراتيجي في السياسة الأمريكية .
ج- أهداف استراتيجية :
إيجاد مصدر إزعاج دائم للاتحاد السوفيتي :
من المعروف أن الولايات المتحدة ساعدت على نشأة الجماعات الجهادية من أجل مقاومة الاحتلال السوفيتي لأفغانستان ، و عقب انسحاب الاتحاد السوفيتي من أفغانستان ، أرادت الولايات المتحدة أن تشكل مصدر إزعاج دائم للاتحاد السوفيتي يمنعه من العودة مرة أخرى([52]).
التنسيق مع باكستان لإضعاف نفوذ إيران :
في ضوء ما فرضه تفكك الاتحاد السوفيتي و ظهور كيانات دولية جديدة على حدود إيران الشمالية و الشمالية الشرقية من أوضاع جديدة بالنسبة لإيران و دول العالم يتمثل في الفراغ الاستراتيجي في منطقة القوقاز التي تدخل معها إيران في علاقات تجارية ، كانت إيران تسعى إلى تحقيق مصالحها الاقتصادية بشكل فاق الاعتبارات الأيديولوجية ، و عارض المحافظون الجدد في الإدارة الأمريكية التوجهات الإيرانية ، وتعاونوا مع باكستان – التي عارضت النفوذ الإيراني في المنطقة – لتفعيل الدور التركي للتصدي لنموذج الإسلام السياسي الإيراني ([53]). و قد كان تغيُر سياسة الولايات المتحدة تجاه ” حركة طالبان ” بعد أحداث 11 سبتمبر من أهم العوامل الخارجية في سقوط الحركة ، لأنه عقب السياسة الأمريكية تجاه هذه الحركة غيرت بقية الدول سياستها تجاهها إما بضغط من أمريكا أو تماشياً معها ومحاولة لإرضائها إذ قامت كل من بريطانيا وباكستان والسعودية والإمارات العربية المتحدة بسحب دعمهم لطالبان و مهدوا لسقوطها لأن استراتيجية الولايات المتحدة بعد أحداث 11سبتمبر بُنيت على أساس مكافحة الإرهاب والقضاء على حركة طالبان و تنظيم القاعدة ([54]).
د- مناطق نفوذ حركة طالبان بعد أحداث 11سبتمبر:
بعد أحداث 11سبتمبر قرر المتشددين اللجوء إلى إجراء تكتيكي و هو ترك كابول، وأصبح التحالف الشمالي فهو عبارة عن مجموعة من الأقليات لها السيطرة الأكبر على الحكومة ، غير أنه شيئاً فشيئاً بدأت طالبان تستعيد مكانتها مرة أخرى و تبني لها قواعد في الجنوب و الجنوب الشرقي من أفغانستان .

ه – القيادة والهيكل التنظيمي:
تتمثل أهم قيادات حركة طالبان في القيادات الآتية :

-الملا عمر:
ولد الملا عمر في مدينة “ترنكوت” عام 1954م ، وكان الُملا عمر شيخ القرية قبل الإنضمام إلى المجاهدين و قتال الإتحاد السوفيتي ، و كان وقتها طالباً لذلك لم يكن لديه ُخطب جماهيرية و لا ُمقابلات صحفية و ليست لديه خبرة سابقة في المجال السياسي و التنظيمي([55]).
و قد أمضى محمد عمر فترة الجهاد ضد القوات السوفيتية قائداً لمجموعة ُمسلحة في جبهة القائد الُملا “نيك محمد” التابعة للجمعية الإسلامية و يتزعمها “برهان الدين رباني” بولاية قندهار، وخرج في الجهاد ضد الاحتلال السوفييتي من عام 1989-1992م و فقد عينه اليُمنى . و انتقل من منظمة إلى منظمة حتى أستقر به الأمر قبل ظهور حركة طالبان في “حركة الانقلاب الإسلامي” التي يتزعمها مولوي “محمد بني”([56]).و بعد دخول المجاهدين إلى كابل اراد الُملا عمر أن يكمل دراسته في مدرسة غيرة بمنطقة سنج سار بولاية ” قندهار،” و من هنا بدأ التفكير في ُمحاربة الفساد و القضاء على الُمنكرات في تلك المنطقة فجمع طلاب المدارس الدينية و الحلقات لهذا الغرض عام 1994م. وبدئوا العمل بُمساعدة بعض التجار و القادة المدنيين. تم تعيين الملا عمر أمي اًر رسمياً لحركة طالبان عام 1996م و لُقب “بأمير المؤمنين” و منُذ ذلك اليوم تعتبره الحركة أميرا شرعياً لها في نظر أتباعها و له جميع حقوق الخليفة فلا يجوز مخالفة أمره ، وهذا ما أعطاه صبغة دينية، وقد حجبوه عن أنظار عامة الناس ليُحافظوا على هيبته بين العامة و ليخفوا جوانب ضعفه ، لذلك فهو لم يشارك في الاجتماعات العامة و وفقاً للعديد من التحليلات كان الُملا عمر الحاكم الحقيقي لأفغانستان حيث صدرت جميع القرارات المهمة بتوقيعه ، و كان يدير أمور حركة طالبان و أمور الحكومة في كابل والولايات عن طريق الهاتف اللاسلكي من قندهار، و كان يريد الانتقال إلى كابل بعد إتمام طالبان سيطرتهم على أفغانستان. و أُعلن عن وفاته فيعام2013.

 -الملا منصور:
ولد الُملا منصور في قرية صغيرة قريبة من منطقة مايوان في جنوب ولاية قندهار، و تلقى التعليم الديني في مدرسة الحقانية التي كان يديرها رُجل الدين “سامي الحق،”حيث نجد أن ُمعظم القادة الدينيين لحركة طالبان تخرجوا في المدرسة الحقانية([57]).و قد حارب ضد القوات السوفيتية في أفغانستان لفترة وجيزة و كان ُجزء من حركة الانقلاب الإسلامية الخاصة “بمحمد نبيل ُمحمدي” و هي واحدة من سبعة حركات جهادية مدعومة من باكستان أثناء الجهاد الأفغاني عام 1982م هي : الحزب الإسلامي بزعامة قلب الدين حكيمتار – و كان أقواها و أكثرها تنظيماً – ، والجمعية الإسلامية بزعامة برهان الدين رباني ، و الاتحاد الإسلامي بزعامة ” عبد الرسول سياف ” ، و الجبهة الإسلامية الوطنية بزعامة ” أحمد جيلاني ” ، و جبهة التحرير الوطني بزعامة ” صبغة الله مجددي ” ، و حركة الثورة الإسلامية بزعامة “محمد نبي محمدي ” ، و جبهة الحزب الإسلامي التي شكلها ” يونس خالص ” بعد انشقاقه عن الحزب الإسلامي بقيادة ” حكيمتار “([58]) .في عام 1995م انضم “منصور” إلى حركة طالبان أثناء ُحكم طالبان في أفغانستان وعمل كوزير للطي ارن المدني والسياحة، لعب الُملا “منصور” دواًر ملحوظاً في رد الضربات الموجهة للحركة و إنعاش الُمقاومة ضد الناتو و الُمجتمع الدولي و قوات إيساف في أفغانستان. أصبح منصور من ا قربين للُملا عمر عام 2011م ويعطي الأوامر باسمه.  نمتقوة منصور و كان مسئولاً عن استبدال قادة طالبان المنافسين بأشخاص من تفضيله (إقالة الُملا “قيوم زكير”  قائد الجيش السابق في عام 2014م )([59]).تم تعيين الُملا ُمختار منصور قائداً لحركة طالبان الأفغانية عام 2015م بعد التأُكد من وفاة الُملا ُعمر عام 2013م ، و بعد تعيينه قائداً لحركة ” طالبان ” بدأت باكستان تتوسط في ُمحادثات السلام بين حركة طالبان الأفغانية و الحكومة الأفغانية([60]). و قد ترتب على محادثات السلام بين ” طالبان ” و الحكومة الأفغانية أن كبار القادة الأخرين تصالحوا مع الحكومة الأفغانية أو أقلعوا عن التشدد([61]).لذلك في إطار ُحكم الُملا منصور أظهرت طالبان تحسين العمليات العسكرية من الاصطدام إلى حرب العصابات للُسيطرة على الإقليم على عكس حركة طالبان ُحكم “الُملا عمر” و كانت الجماعة في أغلبها من الباشتون الأفغانيين([62]). منّذ أن بقي ” منصور ” في صفوف طالبان . أظهر ُزعماء و ُمحاربي الجماعة رغبتهم في العمل معه أكثر من الخلافات الداخلية بينهم ، كما أراد الملا ” منصور” أن يخطو خطوات نحو المصالحة مع الحكومة الأفغانية ، لذلك تم اغتياله من الجانب الأمريكي لإفشال عملية المصالحة بين الحكومة الأفغانية و حركة ” طالبان “إلى جانب أن الملا منصور خطط لهجمات في كابول وأفغانستان و يشكل تهديد للطاقم الأمريكي. أما بالنسبة للهيكل التنظيمي لطالبان نجد أن زعيم طالبان يستعين بمجالس وهيئات لإدارة شئون الحركة .

أهم هذه المجالس و الهيئات هي ما يلي :
أ- مجلس الحكم المؤقت :
تم تشكيله بعد سقوط كابل بيد طالبان عام 1996م بقيادة الُملا محمد رباني وخمس أعضاء أخرين ([63]).

وهذا المجلس له عدة اختصاصات([64]) :
– إدارة شئون الحكم في الولايات التابعة لحركة ” طالبان ” .
– إصدار القرارات الخاصة بأفراد الحركة .
– إرسال الأوامر لبدء عمليات القتال .
ب- مجلس الوزراء :
تم تعيين الملا محمد رباني رئيساً للوزراء مع 15وزير لتيسير أمور ال ُحكم في كابل، و لكن بقيت قندهار المركز الذي تُصدر منه الأوامر في معظم الأمور و أغلب الوزراء كانت شخصيات مغمورة ، و كان المجلس يعقد جلسات مستمرة و تم تغيير الوزراء باستمرار .        و اختص بمناقشة القضايا المتعلقة بالحكومة و الإدارة المؤقتة .
ج- المجلس المركزي والمجلس العالي :
هما مجلسان ُهلاميان يتشكلان من الُعلماء و القادة و الُزعماء القبليين لإبداء الأري و المشورة فقط ، و يبقى القرار الأخير لزعيم الحركة
و تتمثل اختصاصات المجلسين في : ([65])
– توضيح الأمور الغامضة بالنسبة لقيادات الحركة .
– مناقشة العديد من القضايا التي تشغل قيادات الحركة .
– الإفتاء في الأمور الشرعية .
– مناقشة القضايا المتعلقة بإدارة حكومة الولاية .
د- المجلس الجهادي:
تم تشكيله عام 2003م لإدارة المقاومة الُمسلحة التي تقودها طالبان ضد قوات الناتو و الجيش الأفغاني ، و يتشكل من 10أشخاص بقيادة الملا ” محمد عمر” و نائبه المولوي ” جلال الدين حقاني “و يقوم بعدة اختصاصات:([66])

-إرسال الأوامر للمجاهدين بالقتال .
– النظر في مشكلات المجاهدين و محاولة حلها .
– تقديم الدعم المادي و المعنوي للمجاهدين .

كما توجد مؤسسات خدمية داخل حركة طالبان ، فقد افتتحت مكتب سياسي لها داخل العاصمة القطرية ” الدوحة ” و ذلك بهدف تسهيل المفاوضات التي تجري بين” طالبان ” و المجلس الأعلى للسلم في أفغانستان ، أو بين ” طالبان” و بعض الدول مثل الولايات المتحدة الأمريكية التي رحبت بتأسيس المكتب في الدوحة .([67]

2-تنظيم القاعدة
أ- نشأة تنظيم القاعدة
تشكلت القاعدة بواسطة ُقدامى الُمحاربين في الحرب الأفغانية السوفيتية ، كان يترأس التنظيم ” عبد الله عزام ” و نائبه “أسامة بن لادن “. تنظيم سجل للُمجاهدين العرب يتضمن مسار حركتهم قدوماً و ذهاباً و التحاقا بالجبهات، وعلل عزام طلبه بازدياد عدد الوافدين للجهاد و ما تبعها من زيادة في عدد حالات الإصابة و القتل وما يمثله نقص المعلومات من حرج لمكتب الخدمات الذي كان يدير حركة الُمجاهدين في أفغانستان وعندما أصبحت لهذه السجلات إدارة ُمستقلة كان لا بُد من إطلاق اسم عليها لتعريفها ضمن إدارة مكتب الخدمات([68]).و هنا أطلق عزام اسم “سجل القاعدة ” على أساس أن القاعدة تتضمن كل التركيبة المؤلفة من الأنصار و معسكرات التدريب و الجبهات. و تبنى رجل الأعمال السعودي ” أسامة بن لادن ” دعم وتجهيز ” تنظيم القاعدة “([69]) . و ينتمي مقاتلو تنظيم القاعدة إلى عدة فصائل مختلفة و هي : عرب ، أتراك ،أوزبك ، شيشانيين ، و طاجيك ، وحزارا ، و تركمان و مقاتلون ذو الأصل البشتون الموالي لباكستان- و كذلك الشيعة ، و الشيعة موزعون على ثلاثة أعراق : الفرس و القزلباشي و الحزارا )([70]).

و قد مرت نشأة تنظيم القاعدة بمرحلتين أساسيتين ([71])
المرحلة الأولى :
قام بها تنظيم القاعدة بعملياته من داخل أفغانستان و باكستان و فشلت بعض العمليات ثم تم نقل القيادة إلى السودان ، هذه العمليات هي :
– قنبلة وضعت في فندق ” “gold mihurفي عدن أدت لمقتل شخصين .- الهجوم الثاني عام 1993م كان الهدف منه تدمير مركز التجارة الدولي في نيويورك الذي تم تدميره بعد أحداث 11سبتمبر .- هجوم ثالث عام 1993م ُقتل فيها ثمانية عشر جندي أمريكي في الصومال .

المرحلة الثانية :
و هي تلك المرحلة التي عاد فيها أسامة بن لادن إلى أفغانستان متمتعاً بحماية طالبان ، حيث حقق خلالها التنظيم عملياته الكبرى خلافاً للمرحلة الأولى التي لم ينجز فيها إلا ثلاث عمليات محدودة .
ب-أهداف تنظيم القاعدة
في البداية كان الهدف من تأسيس القاعدة محاربة الشيوعيين في الحرب السوفيتية في أفغانستان بدعم من الولايات المتحدة ، فمولت الولايات المتحدة – عن طريق المخابرات الباكستانية – المجاهدين الأفغان الذين يقاتلون الاحتلال السوفيتي في
برنامج لوكالة المخابرات المركزية ُسمي ” عملية الإعصار ” ([72]). كان من ضمن الأهداف الأساسية لتنظيم القاعدة الآتي ([73]):
-1تصدير النصر الذي كسبه الإسلام على الشيوعيين من وجهة نظر” بن لادن “لعا إلى مسارح أخرى للصراع في أنحاء العلم .
-2مواصلة الجهاد ليس فقط من أجل تحرير أفغانستان و لكن أيضاً لتحرير العالم الإسلامي .
-3أن يكون التنظيم نواة لتجميع طاقات الشباب الُمسلم و العربي لتدريبهم حتى يكونوا نواة الجيش الإسلامي مع إخوانهم الُمجاهدين في أفغانستان لتحرير باقي أراضي الُمسلمين ، و بذلك يتحقق النصر الشامل للإسلام . و لهذه الأسباب فإنه بعد إنتصار الأفغان على السوفييت أخذ الُمجاهدون العرب يدعون أنهم ُهم من حقق النصر ، و اعتقدوا أن هذا الإنتصار سيُشعل الثورات في كل البلاد العربية للإطاحة بالحكومات الفاسدة([74]).
ج- فكر تنظيم القاعدة
سعى تنظيم القاعدة إلى إقامة إمارة إسلامية تقاوم النفوذ الغربي في العالم ، و تقوم بتطبيق الشريعة الإسلامية في المناطق المسيطر عليها  حيث يتبع التنظيم عقيدة الجهاد في مواجهة الاحتلال الأمريكي لأفغانستان ، و مع تطور تنظيم القاعدة ،أصبح هدفه مجابهة الحكومات الإقليمية كافة مع مجابهة العدو البعيد المتمثل في الحكومات الغربية([75]) .

و بناًء على ذلك ُهناك خمسة مفاهيم ُكبرى تؤسس فكر السلفية الجهادية بشكل عام و تؤسس فكر تنظيم القاعدة بشكل خاص و ترسم له السياق و مجال الفعل :

المفهوم الأول (دار الإسلام و دار الُكفر):
حيث أن دار الإسلام هي من أهلها ُمسلمون ( بلاد المسلمين )، و الثانية من يكون أهلها كافرين ( بلاد الكافرين ) ، و يؤكد السلفيون على أهمية الغلبة لأحكام الإسلام ، بما معناه الاعتبار للأهل و لدينهم في هذه المسألة . كما أن الكافرين إذا استولوا على بلاد الإسلام و تملكوها و غلبوا فيها أحكامهم فإنها لا تصير دار كفر ما دام المسلمون فيها يقيمون بعض الشعائر الإسلام و يظهرون بعض الأحكام الإسلامية ، و بالتالي لا تكون دار حرب ، و تتحول دار الإسلام إلى دار كفر بظهور بعض أحكام الكفر فيها.[76]  و استخدم تنظيم القاعدة هذا المفهوم من خلال تطبيقه على أفغانستان ، حي ُث أنها ضمن بلاد الإسلام التي يتسم حكامها بالُكفر بالتالي فهي تتحول إلى دار كفر بالتالي لا بد من إعادتها دار إسلام من خلال تطبيق أحكام الإسلام عن طريق إعداد الجيش الإسلامي و تحقيق النصر للإسلام و توسيع لرقعة الإسلام بتصدير الإسلام إلى باقي دول العالم و كل ذلك من خلال القيام بالعمليات الجهادية([77]) .
المفهوم الثاني (التوحيد) :
هو مفهوم مركزي في النظام السلفي عموماً ، لكنه يأتي متمايز في خطاب السلفية الجهادية ، و يتجلى هذا المفهوم في رفض الحكم بغير ما أنزل الله ، و تكفير الحاكمين و القوانين الوضعية ، و يتجلى اجتماعياً في التصور الحاكمي للمجتمع، الذي صارت تسكنه ما يسمى بالجاهلية الجديدة .([78])
المفهوم الثالث (الجهاد طريق التوحيد) :
أي أن الجهاد قد ُشرع من أجل التوحيد ، اعتبار اًلقول عبد الله عازم : أن من ذهب إلى الجهاد عاد بغير القلب الذي ذهب به ، بمعنى أنه لن يبقى نفس الرؤية و لا على نفس التمثل للذات و للآخر .

المفهوم الرابع (الولاء والبراء) :
معناه موالاة المؤمنين ونصرتُهم ، و التبرؤ من الكافرين ومعاداتهم. الا ان السلفين الجهاديين يرون أن البراء، لا يقف عند الكراهية ، بل يمتد إلى ضرورة التكفير، ويكتبون في تقعيده وأهميته، خاصة فيما يتعلق بالأنظمة الحاكمة في المنطقة ، التي توصف عندهم بادبياتهم المفهوم الخامس (الطاغوت) :
و تكاد تقصره السلفية الجهادية على الحكم بالقوانين الوضعية ، والحاكمين بها في العالمين العربي و الإسلامي . و هو في حد ذاته كافي ليس فقط للطعن في النصوص و اللوائح الوضعية ، بل و رفضها رفضاً مطلقاً في مسائل الاعتقاد و كذلك في مسائل تنظيم العلاقات بين مكونات الجماعة و الأمة.

د- القيادة والهيكل التنظيمي
تمثلت أبرز القيادات لتنظيم القاعدة في التالي :
عبدالله عزام :
قام ” عزام ” عام 1984م بتأسيس (مكتب الخدمات) في بيشاور على الحدود الأفغانية ، و أخذ يُنظم دخول الُمجاهدين العرب إلى أفغانستان ، و يُشرف عليهم فيها . وزار ” عزام ” أمريكا عدة مرات لجمع التبُرعات ، رأى عزام في الصراع ضد السوفييت في أفغانستان مجرد خطوة أولى في ثورة أكبر و أشمل تتمثل في القضاء على الحكومات العربية .([79])

-أسامة بن لادن :
قام ” بن لادن ” بتمويل تنظيم القاعدة و تقديم الدعم اللازم له حيث كان من أكثر مساعدي “عبد الله عزام ” ، حيث كان” عزام ” شخصية قيادية قادرة على السيطرة على الُمجاهدين ، بينما كان ” بن لادن ” يُمول عزام و يُنفق على أتباعه ([80]).

 الظواهري :
أخذت تتدفق مجموعات من الُمجاهدين العرب الأكثر تشُدداً من “بن لادن ” و “عزام ” إلى أفغانستان عام 1985م ، و كان “الظواهري” قائد جماعة ” الجهاد الإسلامي ” الذين كانوا يعتقدوا أن ُهم فقط ممثلين الإسلام على الأرض كما كان ” الظواهري ” من أتباع ” “سيد ُقطب ” .
و كان الهيكل التنظيمي للقاعدة كالتالي :
جماعة الظواهري
استقر ” الظواهري ” مع مجموعته الصغيرة في “بيشاور” و أخذ ينشر أفكاره الُمتطرفة بين الُمقاتلين الأجانب وهو الأمر الذي شكل تحدياً لأفكار ” عبد الله ع ازم ” الأقل تشُدداً و أيضاً لأمريكا التي أرت في ” الظواهري “و مجموعته مخلوقات بدائية شرسة يصُعب التعاُمل معها . ثُم قامت جماعة ” الظواهري “باغتيال ” عبد الله عازم ” في بيشاور في انفجار هائل بسيارة ُمفخخة عام 1989م ([81]).
المؤسسات الخدمية
و توجد عدة مؤسسات خدمية داخل تنظيم ” القاعدة ” مثل : إنشاء مكتب الخدمات للمساعدة في تمويل المجاهدين و كذلك مجموعة البنوك التي تتولى تمويل الأنشطة الحركية للتنظيم بالإضافة إلى مجموعة من الشركات المالية القابضة وأسند العمليات المالية لهذه الشركات إلى بنوك متخصصة إلى جانب جمعية المساعدة و مؤسسة الإنقاذ التي أسسها ” أسامة بن لادن ” في منتصف الثمانينات ، و جمعية الدعم الإسلامي و بيت الأنصار في أفغانستان مما أتاح أكبر قدر من المرونة في الحركة ، كما استغل ” بن لادن ” العولمة التي ساعدته في الصمود أمام الولايات المتحدة ([82]).
المؤسسات الإعلامية
إلى جانب ذلك استغل ” ابن لادن ” وجود المؤسسات الإعلامية و المنتديات الجهادية التي تنشر إنتاج هذه المؤسسات الإعلامية مثل : مؤسسة الملاحم للإنتاج الإعلامي ، و مؤسسة الفرقان للإنتاج الإعلامي ، و مؤسسة الأندلس للإنتاج الإعلامي ، و مؤسسة الكتائب للإنتاج الإعلامي ، و الجبهة الإعلامية الإسلامية العالمية ، و مركز فجر للإعلام ، و مؤسسة المأسدة للإعلام ([83]).
ه – مناطق نفوذ تنظيم القاعدة :
برز تنظيم القاعدة في اليمن بصورة أولية و قام بأولى عملياته الجهادية في عدن ، و نشط في اليمن عقب الثورة اليمنية و تكمن أهمية اليمن في تفكير السلفيين الجهاديين في عاملين أحدهما : جيوسياسية ، و الأخر : رمزي ، حيث فكر ” بن لادن ” في البداية أن تكون اليمن قاعدة عسكرية للتنظيم من أجل تحرير اليمن الجنوبي ، و فيما وراء البعد الرمزي فقد كان للتيار السلفي رؤية جيوسياسية خاصة لليمن إضافة إلى العامل الجغرافي حي ُث الطبيعة الجبلية لليمن مما يجعلها القلعة الطبيعية المنيعة لكافة أهل الجزير.

-3تنظيم داعش :
أ- نشاه تنظيم داعش
نشأ تنظيم الدولة الإسلامية أصلاً من أجل تأسيس دولة في المنطقة تنطلق من العراق و تتوسع على حساب دول الجوار ، و الدولة الإسلامية في العراق و الشام الذي يُعرف اختصار “بداعش ” و يُطلق على الُمنتميين له اسم ” الدواعش ” والذي يُسمي نفسه “الدولة الإسلامية ” فقط هو تنظيم سلفي وهابي ُمسلح([84]) . و كانت بداية تنظيم “داعش” عندما أسس أبو ” ُمصعب الزرقاوي ”  و الذي كان قائد تنظيم القاعدة في بلاد الرافدين و الذي كان يتبع تنظيم القاعدة و ولاءه لابن لادن –”جماعة التوحيد و الجهاد ” في العراق و بعد ذلك جاء مجلس شورى الُمجاهدين بالعراق مع العشائر و نتج عنه تكوين حلف المطيبين و بعد مقتل ” أبي مصعب الزرقاوي ” عام 2006م في ديالي بالعراق تأسس ” تنظيم دولة العراق الإسلامية ” . ثم تم ضم” جبهة النصرة ” في سوريا كامتداد للدولة الإسلامية لتصبح” الدولة الإسلامية في العراق و الشام([85]) “. و بعد ذلك انتقل تنظيم داعش إلى أفغانستان حيث ُوجد هناك ما بين 2500إلى 4 آلاف من عناصر داعش هناك ، و يتضح أن الولايات المتحدة تشارك بقوة في نقل قوات داعش إلى أفغانستان و تقديم الدعم الكافي لهم ، مما أدى إلى اتساع نطاق ممارسات التنظيم في مناطق مختلفة من أفغانستان ([86]).

و تعد زيادة إنتاج المخدرات في أفغانستان أحد المصادر الرئيسية لتمويل الجماعات الجهادية في أفغانستان حيث أمدت هذه الجماعات بحوالي 600مليون دولار من إنتاج و بيع المخدرات ([87]).

ب-أهداف تنظيم داعش
تتنوع أهداف تنظيم ” الدولة الإسلامية ” فهي : أهداف محلية ، أهداف إقليمية ، أهداف دولية على النحو التالي :
أهداف محلية :
يهدف أعضاء تنظيم داعش إلى إعادة الخلافة الإسلامية و تطبيق الشريعة ، و قد نفى *”أبي محمد الجولاني ([88])”.” فكرة الاندماج و أعلن ُمبايعة تنظيم القاعدة في أفغانستان و لكن دون الاندماج معه حيث انشق تنظيم داعش فيما بعد عن تنظيم القاعدة ، و يتضح من ذلك أن “تنظيم داعش ” يمثل امتداداً ” لتنظيم القاعدة ” و كان اسمه في البداية ” القاعدة في بلاد الرافدين ” ([89]).

-أهداف إقليمية :
يسعى تنظيم داعش إلى اختيار المناطق الحدودية سهلة الاختراق مثل : الشريط الحدودي بين العراق و سوريا ، و الحدود الليبية المصرية ، و الحدود المصرية السودانية ، و الحدود العراقية الأردنية و ذلك لتسهيل الاختراق في الاتجاهات المتعددة ، مما يسهل حركة النقل و المناورة للأفراد و المعدات و أيضأ من أجل للسيطرة على آبار البترول كما في منطقة : دير الزور ، و أيضاً الانتقال بين
المناطق الإقليمية ب اًر و بح اًر ، ثم يتم تطوير الامتداد إلى داخل الدول عن طريق تكوين و حشد جماعات شعبية أو سياسية متفقة معه في المصالح و الأيديولوجيات ، و ضد النظم الحاكمة مثل : تنظيم الجهاد في مصر و غزة ، و الطائفة السنية في العراق ، و المعارضة السنية في سوريا و ليبيا و العراق و شبكة حقاني في أفغانستان .([90])
أهداف دولية :
يسعى تنظيم ” الدولة الإسلامية ” إلى السيطرة على الأراضي حيث يكون ذلك ممكناً، و على الرغم من أن الأرضي الفلسطينية قد تُعتبر هدفاً رئيسياً ، إلا أن تنظيم داعش حول طاقته نحو دعم الفلسطينيين أو مهاجمة المصالح الإسرائيلية . و يركز جهوده التوسعية على المناطق العربية ذات الأغلبية السنية مثل : الحدود العراقية و السورية ، و ذلك من أجل تهميش الجماعات ال ُسنية الأخرى([91]) . وهناك تباطؤ في دعم التنظيم خارج بغداد ، و يهدف التنظيم إلى تطبيق نظام صارم من الشريعة ، بالإضافة إلى العمل على تمويل أنشطتها المختلفة بعدة طرق مثل : جمع الغنائم و الفدية و سرقة و نهب البنوك .([92])
ج- فكر تنظيم داعش
يقوم فكر تنظيم ” داعش ” على نفس المبادئ و المفاهيم التي يقوم عليها تنظيم ” القاعدة ” مع وجود بعض الاختلافات التي ستشير إليها الدارسة لاحقاً .
د- القيادة والهيكل التنظيمي
أبو ُمصعب الزرقاوي
أسس ” جماعة التوحيد والجهاد ” في العراق و بعد ذلك تم تأسيس مجلس شورى الُمجاهدين بالع ارق الذي اتحد مع العشائر و نتج عنه تكوين حلف المطيبين ثُم تأسيس دولة العراق الإسلامية ([93]).
أبو حمزة المهاجر
بعد مقتل ” أبو ُمصعب الزرقاوي ” انتُخب “أبو حمزة الُمهاجر “زعيماً للتنظيم وفي غضون ذلك أعلن عن تشكيل ” دولة العراق الإسلامية ” بزعامة ” أبي ُعمر البغدادي ” إلى أن نجحت القوات الأمريكية في اغتيال ” الُمهاجر ” و ” البغدادي ” فاختار التنظيم ” أبو بكر البغدادي ” قائداً له .
-أبو بكر البغدادي
يعتبر” البغدادي ” المتحكم في كافة مفاصل الهيكل التنظيمي لداعش ، و إليه المنتهى في أخذ القرار ، و قد أفرط” البغدادي ” في توصيف أدق أجزاء المناصب الوظيفية لتنظيم ” الدولة الإسلامية ” في العراق ، و حدد المهام و الواجبات لكل وظيفة ، و طرق التنسيق و التواصل بين مفاصل التنظيم ، و انحسر عدد اتلي التنظيم الناشطين على يد ” البغدادي ” ، حيث جمد كل من ليس له وصف وظيفي لها ضمن التنظيم ، و جعلهم من الفائضين ، ثُم تحولهم إلى خلايا نائمة ليس علاقة بالتنظيم سوى البيعة و النصرة عند الاستنفار ، هذا الأمر أضعف من نسب إحتمالية الاختراق و التكاليف المالية و تكاليف السلاح مما أدى إلى دقة الأهداف الخاصة بالتنظيم ([94]).  كما سعى ” البغدادي ” إلى تجميد دور المهاجرين العرب في المناصب القيادية داخل التنظيم ، و أحال معظمهم إلى وظائف ساندة كالشورى و الإعلام و التجنيد و جمع التبرعات ، و حدد كل صلاحيات إعلان الغزوات ، و أسس المجلس العسكري ، و ألغى منصب وزير الحرب ، و عزل عدد من المسئولين في ولاية ” بغداد ” و” ديالي ،” و استعان بضباط الجيش العراقي السابق من التكفيريين ، و خاص ًة من أصناف الأمن و الاستخبارات([95]) .
و تتمثل أهم المفاصل التنظيمية لداعش – التي يمسك بزمامها ” البغداديبصورة مباشرة في الآتي : ([96])
مجلس الأمن و الاستخبارات :
و من مهامه أنه مسئول على تنفيذ أحكام القضاء و إقامة الحدود ، و الإشراف على صيانة التنظيم من
الاختراق ، و تنسيق التواصل بين مفاصل التنظيم في جميع قواطع الولاية .
مجلس الشورى :
و له عدة مهام على النحو التالي :
– إبداء النصائح فيما يتعلق بالشئون العسكرية والدينية . و هؤلاء يتمتعون بنفوذ كافية لإقالة البغدادي نفسه .
– تزكية المرشحين لمناصب الولاة و أعضاء المجلس العسكري .
– يحق لهذا المجلس عزل أمير التنظيم إذا لزم الأمر .
المجلس العسكري :
و هو المجلس الأهم في تنظيم ” داعش ” و لا يدخل في المجلس العسكري إلا من تم اختياره من قبل ” البغدادي ” و تزكيته من مجلس الشورى ، و يختص بمتابعة غزوات التنظيم في الولايات .
-المؤسسة الإعلامية :
يسيطر ” البغدادي ” و ممثلوه في الولايات على المؤسسة الإعلامية ، و تدير هذه المؤسسة جيش من الُكتاب و المتابعين للإعلام الإلكتروني ، غالبهم من الخلايا النائمة ، و بعضهم من أنصار تنظيم ” داعش ” ، و هم غالباً من الخليج و شمال أفريقيا ، تتمثل المؤسسة الإعلامية في : مركز فجر للإعلام ، و مؤسسة الفرقان للإعلام .
الهيئات الشرعية :
و تعتبر لها الدور الأبرز في صنع الحماسيات و العاطفة القتالية ، و صياغة خطابات البغدادي و البيانات و التعليق على الأفلام و الأناشيد الإعلامية ، وتنقسم هذه الهيئات إلى قسمين رئيسيين : أحدهما للقضاء و الفصل بين الخصومات و النزاعات المشتركة ، و إقامة الحدود و الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر ، والأخر : للإرشاد و التجنيد و الدعوة و متابعة الإعلام ([97]). و يمكننا الإشارة إلى ثلاثة مجالس ذات صلة ببعضها البعض داخل تنظيم ” داعش “هي الأقوى : مجلس الأمن والاستخبارات، المجلس العسكري ، و الهيئات الشرعية.
و قد اعتمد تنظيم ” الدولة الإسلامية ” على منظرين جدد لتطوير خطاب جديد و مذهب جديد و أهداف جديدة ، و تميز التنظيم عن ” القاعدة ” و شهد ولادة جيل جديد لم يدخل أفغانستان من قبل و لا يعرف أبداً عن تنظيم القاعدة ، و اقتصر مسرح أعمالهم على سوريا و العراق ، و اتسم الجيل الجديد بمشاركة قوية للنساء.([98])

و إضافة إلى الهيئات السابقة قد شَكل البغدادي مجموعة من المجالس ال ُمنفصلة
المكلفة بإدارة كافة أمور التنظيم .
مجلس الوزراء :
يتكون من ُمستشارين له و فريق من ُ 24محافظ إقليمي(12محافظ في سوريا و 12محافظ في العراق ) ، و يقوم بعدة وظائف على النحو التالي([99]):
– تنفيذ تعليمات الخليفة
– يتحمل كل محافظ مسئولية المناطق التي يسيطر عليها ” داعش .”
– يعين المحافظ مجموعة من المستشارين مكلفين بإدارة كافة شئون الحياة اليومية

-و المحافظ مسئول عن 8 مجالس و هم ([100]):
المجلس المالي :
يختص بإدارة بيع النفط و شراء الأسلحة و المعدات العسكرية و الأمتعة الخاصة بالتنظيم .
مجلس القيادة :
يختص بصياغة و تنفيذ القوانين .
المجلس العسكري :
يختص بالدفاع عن المناطق التي تخضع لسيطرة ” داعش ”
المجلس القانوني :
يختص بمعاقبة المجرمين .
مجلس مساعدة المقاتلين :
يختص بتمويل المقاتلين و تقديم المساعدة لهم .
مجلس الاستخبارات :
يختص بجمع المعلومات .
المجلس الإعلامي :
يختص بنشر تصريحات التنظيم ، و الدعاية الخاصة بالتنظيم .
المجلس الأمني :
يتولى الشئون الأمنية للتنظيم و كل ما يتعلق بالأمن الشخصي للخليفة ، و مراقيه عمل الأمراء الأمنيين في الولايات و المقاطعات و المدن ، كما يشرف على تنفيذ. أحكام القضاء و إقامة الحدود ، و اختراق التنظيمات المعادية ، و حماية التنظيم من الاختراق .

-مجلس الشورى :
يقوم بنفس مهام مجلس الشورى الذي يسيطر عليه “أبو بكر البغدادي ” . و توجد عدة مؤسسات خدمية داخل تنظيم ” الدولة الإسلامية ” مثل : مكتب الحرب ، والذي يختص بالتجهيز للعمليات القتالية الخاصة بالتنظيم ، و لا توجد أية مؤسسات تابعة لداعش في أفغانستان .
– مناطق نفوذ تنظيم ” الدولة الإسلامية
حاول تنظيم ” داعش ” في البداية أن يتخذ من محافظات حدودية متاخمة لبعضها البعض أثنين في سوريا و مثلهما في العراق أساساً لدولة يحصن فيها تنظيم “القاعدة ” . و على الجانب السوري سيطر تنظيم داعش على محافظتي : الحسكة ،و دير الزور بينما على الجانب العراقي يسيطر على محافظتي نينوى و الأنبار ، و تنتشر ” داعش ” على امتداد قوس كبير في الشمال السوري و بدأ من الحدود العراقية السورية و مر في” دير زور ” و ” الرقة ” وصولاً إلى ” طرابلس و إعزاز شمال حلب ” إضافة إلى شمالي إدلب قرب الحدود التركية ([101]). ثم استعادت قوات الأمن و الجيش العراقية سيطرتها على %90من مدينة ” الموصل ” من أيدي ” داعش ” بعد اشتباكات خلفت عشرات الآلاف من القتلى ، ومعظم مسلحي داعش انسحبوا إلى المناطق المجاورة للاحتماء بين السكان المحليين ، و حاولوا السيطرة على مناطق شرقي و جنوب الموصل بعد طردهم من ” شمال بغداد ” مستغلين ظل انفلات الوضع الأمني في المحافظات الجنوبية . و بعد فشل تنظيم ” داعش ” في العراق ، انتقل التنظيم إلى أفغانستان بدعم من الولايات المتحدة ، حيث كانت سوريا و الع ارق تحتوي على أكثر من 100ألف داعشي ، أرادوا إرسال المجندين إلى أفغانستان بحجة تأسيس خلافة ” خراسان ”
وعينوا ” أبو بكر البغدادي ” خليفة لهم .و لم يعد لداعش سيطرة سوى على جزاء صغير على الضفاف الشرقية لنهر الفرات شرقي سوريا ، و ذلك بعدما خسر %99من الأراضي التي كان يسيطر عليها في أوج قوته بين عامي ، 2014 – 2013و ضيقت سوريا الديمقراطية – المدعومة من التحالف الدولي – الخناق على داعش في جيبه الأخير مما دفع العشرات من مسلحي التنظيم إلى تسليم أنفسهم فيما فر الأخرون إلى المناطق المجاورة ([102]).  ثم دخل مئات من تنظيم ” داعش ” الأراضي الأفغانية عبر الأراضي الإيرانية ، و تقيم أغلبية القادمين في إقليم ” ننجرهار” شرق أفغانستان ، كما انتقل زعيم التنظيم فعلياً إلى أفغانستان عام ، 2014و قدموا جميعاً من الأ ارضي السورية بعد إنهاء وجودهم هناك([103]) .ومن الجدير بالذكر أن عدد الجماعات الُمعلنة عن ولائها لتنظيم داعش حيث ازيد في عدة ولايات أفغانستان ، و تفيد تقديرات قوات الأمن الأفغانية بأن حوالي عشرة في المائة من الناشطين في التمرد الذي تسيطر عليه حركة طالبان هم من المتعاطفين مع تنظيم الدولة الإسلامية ، و يمكن تصنيف الجماعات التي أعلنت ولائها لتنظيم الدولة الإسلامية إلى ثلاث فئات : العدد الأكبر من الأفراد المجاهدين هم أتباع الجماعات المتمردة الموجودة وبعضهم ساخط على القيادة المركزية لحركة طالبان ، ثاني أكبر فئة تعمل تحت لواء تنظيم داعش تتكون من المقاتلين الفارين إلى داخل أفغانستان بسبب العمليات العسكرية الباكستانية الجارية في المنطقة الحدودية ، وهناك الفئة الثالثة و هم الأفراد غير الأفغان الذين دخلوا أفغانستان مباشرةً بعد الانتقال من العراق و سوريا([104]).
ثالثاً : أوجه التشابه والاختلاف بين الجماعات الجهادية :
أوجه التشابه :
تتمثل أوجه التشابه بين الجماعات الجهادية بشكل أساسي في الاستراتيجية و ذلك من خلال التشابه في النقاط التالية :
-1حيث اعتمد كل من تنظيم القاعدة و تنظيم الدولة الإسلامية على استراتيجية التوسع .ومن الجدير بالذكر أن استراتيجية داعش كانت أكثر جرأة إذ سعى إلى بسط سيطرته على الأرض و توسيع وجوده لإقامة دولة تحت سلطة حكومة يعيش فيها مسلمون سنة دون غيرهم ، يخضعون لمفهوم خاص للشريعة الإسلامية اختاره التنظيم ” داعش” . مع العلم أن تنظيم الدولة الإسلامية تبنى ” استراتيجية إدارة التوحش” – إلى جانب استراتيجية التوسع – من خلال تبنيه الوحشية المرعبة والتكتيكات البربرية ، و بالنسبة لحركة طالبان فهي تحولت من استراتيجية محلية أي تحرير أفغانستان من الاحتلال السوفيتي إلى استراتيجية عالمية بمعنى السعي إلى تحقيق النصر على مستوى عالمي و تبني قضية الجهاد العالمي ([105]).
-2استخدم كل من تنظيمي القاعدة والدولة الإسلامية وسائل التواصل الاجتماعي لنشر المواد الدعائية وإخافة خصومهما ، ويستمد تنظيم الدولة الإسلامية قوته المؤثرة من خلال وسائل التواصل الاجتماعي ، وتظهر الديناميكية التنافسية بين تنظيمي القاعدة وداعش على المنتديات الجهادية التقليدية على الشبكة العنكبوتية ، حيث يفضل منتدى ” الفداء ” الدولة الإسلامية ويبقى منتدى ” شموخ الإسلام “موالياً لتنظيم القاعدة ، و استخدام تنظيمي ” القاعدة و داعش ” للعنف المسلح ،وكلاهما يسعى للسيطرة على مناطق البطن الرخوة مثل : أفغانستان و العراق و بعض النقاط الملتهبة في أفريقيا . أما بالنسبة لنفوذ حركة طالبان هي أفضل مكان للاتحاد بين تنظيمي القاعدة و داعش و ذلك لسببين هما :
الأول : يتعلق بكون أفغانستان نقطة مشتركة للحضور الأمريكي و الروسي ،بالوجود والثاني من خلال الحدود .
الثاني : هو وجود مساحات واسعة و شاسعة تسيطر عليها ” طالبان ” في دولة متسعة حيث تسيطر ميلشيات ” طالبان ” على أربعة عشر إقليماً. و توجد في 263 إقليم يصل إلى % 66من هذه المساحة . كما أن خبراتها الميدانية و سيطرتها التنظيمية ، و تجربتها التاريخية في مواجهة الأمريكيين و الروس تجعل منها الأستاذ و الُمعلم الأكبر في ساحات القتال لكل الجماعات الجهادية شرقاً و غرباً

-أوجه الاختلاف :
أما أوجه الاختلاف بين التنظيمات الجهادية في أفغانستان فهي تتمثل في عدة نقاط كالتالي :
-1الهدف
يتميز هدف تنظيم الدولة الإسلامية بأنه هدف محلي بشكل كامل و ليس أجنبي ، حيث يركز مشروع الدولة الإسلامية على بناء دولة و توسيع الخلافة إلى أن تحكم الدولة الإسلامية العالم ، بينما هدف تنظيم القاعدة عالمي و هو محاربة الاستعمار. كما يركز قادة تنظيم الدولة الإسلامية على إرساء السيطرة المحلية و تعزيزها و تكرار نموذج الدولة الذي تطرحه الدولة الإسلامية بهدف منافسة السلطة الحكومية ، من المكاسب المرتبطة بهذه المحلية هي أن فروع الدولة الإسلامية لم ترسل مدنيين محليين لمركز ثقل الدولة الإسلامية بل تحافظ على طاقتها البشرية في الداخل .  كما أن تنظيم الدولة الإسلامية يسعى إلى الى الهيمنة في المنطقة العربية الإسلامية و يختلف تنظيم القاعدة مع هذا المبدأ ، من الممكن أيضاً أن يعتبر تنظيم القاعدة أن منطقة المغرب الإسلامي المتواجدة في مخيلته هي منطقة المغرب الإسلامي بدلاً من تسميتها بالمغرب العربي([106]).
-2الفكر
كان الاختلاف بين تنظيمي الدولة الإسلامية والقاعدة هو اختلاف فكري بالأساس حول توقيت إعلان الخلافة ، و هو ما كانت تراه القاعدة غير ممكن و ارتأت الدولة الإسلامية ضرورة التعجيل بإعلان الخلافة فانقسمت الآراء و تعمق الخلاف بين التنظيمين ، و استطاع كل منهما أن يجذب نحوه بعض الجماعات الجهادية التي تبنت نفس الرأي ([107]).
-3نوعية العدو المستهدف :
حيث أن تنظيم القاعدة استهدف الولايات المتحدة و هي بالنسبة له العدو الأكبر الذي يتهمه بتوفير الحماية لأنظمة عربية وإسلامية يعتبرها فاسدة ، غير أن تنظيم الدولة الإسلامية فضل استهداف العدو المحلي قبل الخارجي و يرى زعيم داعش “أبو بكر البغدادي ” أن الجهاد يملي عليه القضاء على الأنظمة الكافرة حيثما وجدت في العالم العربي و تطهير المجتمع الإسلامي بالقضاء على كل من يخالف تنظيمه فكرياً و دينياً و مذهبياً ([108]).
-4التمايز الأيديولوجي بين التنظيم و حركة ” طالبان
لم تكن هناك أيديولوجية موحدة للجماعات الجهادية ، فنجد أن حركة طالبان هي منتج معقد للأصولية الإسلامية و الهوية الأثنية و القبلية إلى جانب السياسات الجغرافية للحرب الباردة ، فكانت نتاج فترات مختلفة من الراديكالية و الاحتجاجات ضد الشيوعية في عام 1970من أجل عسكرة مدارس طالبان في عام1980.و وصف الكثير من المحللين راديكالية طالبان بأنها ناتجة عن الحركة السلفية
الجهادية ، و هو دليل على تفوق حركة طالبان في العمليات الجهادية و الهجمات و القتال إلى جانب تمتع حركة طالبان الباكستانية بقدرات قتالية فائقة ، و كانت هناك العديد من الهجمات فيما بين عامي 2005 – 2001تتم داخل أفغانستان و توضح العمليات الانتحارية لتنظيم القاعدة ([109]).
أما بالنسبة لتنظيم القاعدة فإن أيديولوجيته تجمع بين الديبوندية و السلفية الجهادية و الوهابية ، و قد أدت هذه المصادر لأيديولوجيات كل مجموعة أن كل منها له فكرة فالقاعدة لا تعترف بالحدود و الأوطان ، فيما تعتبر طالبان نفسها حركة تحرير وطنية محلية نشأت في فترة صراع أمراء الحرب في عام ، 1996و لهذا السبب فإن القاعدة تنطلق من رؤية توحيد العالم و عدم الاعتراف بجغرافية أو سياساته بينما تعلن حركة طالبان التزامها التام بالعمل داخل أفغانستان .([110])
-5الاختلاف في قوميات عناصر الجانبين :
القاعدة لا تشترط أي قومية أو جنسية محددة لقيادتها ، بينما طالبان يغلب على قيادتها انتمائهم للقومية البشتونية .([111])
-6الاختلاف العقائدي :
فالقاعدة تزعم انتمائها للمذهب السلفي الجهادي ، و طالبان تتبع المدرسة الديبونية التابعة للمذهب الحنفي ([112]). وعلى الرغم من التباين بين أيديولوجيات الجماعات الجهادية و توجهاتها و أهداف كل فصيل منها إلا أن جميعها تشترك في السعي للوصول إلى مرحلة التمكين التي تتيح لها السيطرة على مقاليد الأمور بدولها ، و العديد من العوامل التي ساهمت في تنامي أنشطة هذه التنظيمات كالتالي ([113]):
استمرار سعي بعض التنظيمات لربط الفكر الجهادي بالح ارك الثوري ، باستثمار التغيرات التي طرأت على الأنظمة السياسية ببعض الدول العربية منُذ بداية عام2011بهدف الوصول إلى مرحلة التمكين .
توافق مصالح بعض الجهات و الدول الخارجية و العربية والإقليمية و الدولية مع مصالح و توجهات الجماعات الجهادية و المتطرفة .
تشجيع دفع العناصر الشبابية في الأنشطة العملياتية و التنظيمية ببعض مناطق الصراع المسلح ” خاصة في سوريا لإحياء عقيدة الجهاد لدى الشباب و العمل على رفع قدراتهم التدريبية و القتالية للاستفادة منهم عقب عودتهم لبلادهم . تصاعد التنسيق و التعاون بين العناصر و الكيانات الإرهابية مع العاملين في مجال الجريمة المنظمة ، و سعي التنظيمات الجهادية للتأثير على عملية التنمية ، و القطاعات الحيوية في العديد من الدول من خلال تنفيذ عمليات جهادية ضد مؤسسات الدولة و مرافقها الأساسية .
اتجاه العديد من العناصر السابق اعتناقها للأفكار السلفية إلى تبني الفكر التكفيري من خلال انضمامهم إلى التنظيمات الجهادية .
تحول بعض الدول التي شهدت ما أطلق عليه ثورات الربيع العربي لمناطق جاذبة للعناصر المتطرفة التي تتبنى جنسيات مختلفة ( سوريا – ليبيا – اليمن ) الأمر الذي يشكل تهديد حالة عودة تلك العناصر لدولها .

تعدد و انتشار الجماعات الجهادية و التكفيرية ، و تزايد نشاطها في العديد من الدول ، و توفير المجال لتدخلات القوى الدولية في المنطقة بدعوى مكافحة الإرهاب ([114]).

***فبحسب توقعي لحركه طالبان المستقبلية في افغانستان وخاصه بعد تصريحات وقرارات رؤساء الولايات المتحدة الأمريكية (براك اوباما-دونالد ترامب-جو بايدن)واصبحت فعليه في فتره ترامب وطبقت في الفترة الحالية في حكم حكومة جو بايدن بسحب القوات الأمريكية وحلف الشمال الاطلسي اصبح حلم طالبان حقيقه بالوصول الى السلطة والاخذ بثأر نكستهم السابقة بعد ان سيطرو على كابول وهزموا فيها وطردوا فبعد خروج الملا عبد الغني برادار من المعتدل واصبح في قطر معه القيادات الاخرى اذا قطر الام الحنون لقاده طالبان الحركات الاخرى حيث قام وزير خارجيه قطر بمباحثات بين قيادات طالبان والحكومة الأمريكية وحدثت اول لقاء بين الحكومة الأمريكية المتمثلة بوزير الخارجية الامريكي بومبي مع كبير قاده حركه طالبان الملا عبد الغني برادار ابدات الولايات المتحدة اعترافها بحركة طالبان في المنطقة وجرات اول مكالمه من نوعها منذ ان تأسست طالبان معه الحكومة الأمريكية بين الملا عبد الغني برادار والرايس الولايات المتحدة الأمريكية دونالد ترامب فاصبح الطريق امام طالبان للوصول الى السلطة سريعا وممكنا حيث يصبح وصولهم بين ليل وضحاها واسرع من سحب امريكا قواتها من افغانستان المقرر انسحابها في (1مايو2021)وان الكوه الأفغانية والقوات الأفغانية وعلى الرغم من المليارات التي صرفتها الحكومة الأمريكية على هذا الجيش والحكومة الأفغانية الانه غير كفوا وغير قادر على الصمود امام مقاتلي حركه طالبان وقوتهم واستعداداتهم فطالبان مؤيدين ومساندين من الدول ومنهم قطر حيث انها الحاضن الاول للحركة والداعم ماديا ومعنويا حيث  “إني اطلق عليها”(الام الحاضنة الاحفاد البارين)-وايران –والصين حيث يوجد تبادل تجاري سري بينهما” في حين سياسه بايدن في المنطقة ضعيفة وخاصه بعد سحب عدد كبير من القوات الأمريكية من الشرق الاوسط اصبح موقف القوات الأمريكية في مازق وخطر بعد تقليص عددها في باكستان على الرغم من امتلاكها اكبر قاعد في افغانستان الانها اصبحت محاطه بعدوها اللدود وهي حركه طالبان اما بايدن وحكومته اللامركزية فقد اخفقت مره اخرى في باكستان بعد سحب قواتها حث قامت بتقديم افغانستان شعبان وحكومة الى طالبان بطبق من ذهب اذ انها سوف تحكم بحكم السلفي المتشدد الاسلامي التكفيري العقائدي وتصبح من اكثر المجازر دمويأ وتاريخيا اذا يوجد في افغانستان موايدي ومعارضي لطالبان ويوجد ديانات ومذاهب مختالفه في افغانستان اذ تكون المنطلق لعوده القاعدة وداعش في المنطقة والعالم من جديد لنشر وحكم افغانستان وتصدير فكرهم الارهابي الى العالم بطريقه الإسلامية الوهابية السلفية .

المصادر

[1]عبد الغفور، رشاد القصبي، مناهج البحث في علم السياسة، (القاهرة، مكتبه الاداب،عدد1،2004)،

 

[1] حامد ربيع، نضريه التحليل لسياسي، نص محاضرات بقسم العلوم السياسية،(كليه الإدارة والاقتصاد والعلوم السياسية، جامعه القاهره،1974)،ص2.

 

[1] هاجر ايمن فواد لبيب الخطيب لا علامي لتنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام: تحليل مضمون مجله دابق الإلكترونية ،رساله ماجستير،(كاليه الإدارة والاقتصاد والعلوم السياسية جامعه القاهره،2019)،ص78.

 

[1] نوران، محمد عمر،2013،السياسه الخارجية للحركات الإسلامية: دراسة حاله جماعه الاخوان المسلمين في مصر، رساله ماجستير،(كليه الاقتصاد والعلوم السياسية، جامعه القاهرة)،ص8.

 

[1] Philpot danielK2001”revolutions in sovereignty, how ideas shaped modern international relations”,(the United kindom, Princeton University Press),p71.

 

[1] Noam chomosky,2007,”Interventions in the Afghan society”(the United states, H.W, Wilson),vol3, no22, p59.

 

[1] Erin foster,” Afghanistan Ethnic Groups: ABrief Investigation”, Accessed at7-9 2017.

 

[1] Omar Farouk Zain, 2006 ,” Afghanistan from Conflict to Conflict “, Pakistan Horizon, International Foreign Affairs, vol59, No

 

[1] Abdulbasit, 2015 “Future of Afghan Taliban under Mullah Akhtar Mansour “, International Foreign Affairs, Iranian Studies, Political Violence and Terrorism Research, vol12, p .8

 

[1] Boaz Ganor ,Global Alert ,” The Rationality of Modern Islamist Terrorism and The Change to Liberal Democratic World ” , International Affairs , Counter Terrorist Trends and Analysis , vol5 , No 4 , 2015 , p 5 .

 

[1] Hashmi Taj,” Global Jihad and America: The hundred-year war beyond Iraq and Afghanistan “,

 

[1] Pakistan, Accessed at 1-5- 2014. www.mandoumah.org

 

[1] Duglas Rugar ,” Law , Liberity and The Pursuit of Terrorism” ,( The United States , University of Michigan Press , 2014) , p 88 .

 

[1] الحداد ، خالد ، في العلاقة بين الأعلم و الإرهاب : مفاهيم عامة وتساؤلات حول الحالة التونسية ، ( تونس ، المجلة التونسية للعلوم الاجتماعية ، عدد ،2018 ، 144 ),ص 7

 

[1]فتوح ،ابو ذب صادق هيكل ،انعكاسات السلوك الدوالي في مجال مكافحه الارهاب على بداء السيادة الوطنية دراسة حاله :الحرب على افغانستان والعراق، رساله ماجستير،(كليه الاقتصاد والعلوم السياسية، جامعه القاهره،2010)،ص210.

 

[1] جاد ، الكريم المطاوعي ، أفغانستان ..” الهوية الدينية و العرقية ” ، ، 2015متاح على https:llwww.islamweb.net>article

 

[1] Norma Dixon, ” Afghanistan: Taliban made by US “, (The United States, Washington Post, 2010).

 

[1] صلاح ، عبود العامري ، تاريخ أفغانستان و تطورها السياسي ، (القاهرة ، المكتب العربي للنشر و التوزيع ،2012),ص178 .

 

[1] Khalid Hasan, “Pakistan Must Not Harbor Taliban”, (The United States, Daily Times, 2006), vol 5, No 29.

 

[1] ماجدة ، علي صالح ، القضية الأفغانية و انعكاساتها الإقليمية والدولية (القاهرة ، مركز الدراسات الآسيوية ،1999)،ص108.

 

*[1] الفاعلون العنيفون هو مصطلح يعنى الحركات أو التنظيمات التي تلجأ إلى استخدام العنف المادي و النفسي بطريقة جماعية ، من أجل تحقيق غايات معينة ولا تنتمي لأجهزة الدولة الرسمية ، انظر هناك : حسام نبيل صلاح الدين مشرف ، فكر الحركات الدينية المسلحة : دراسة حالتي داعش و جيش الرب ، ( القاهرة، المكتب العربي للمعارف,2018),ص.29

[1] محمود ، أبو حميدة ،الوجه الصوفي لطالبان ، ، 2015متاح على الرابط التالي :
www.almarjie-paries.com

 

[1] الندوة العالمية للشباب الإسلامي متاح على الرابط التالي  : https://www.Islamweb.net

 

[1] مراد ، وهاه ، زمن الأصولية ، رؤية القرن العشرين ،(القاهرة ، مقناه مدبولي ، 2014م )،ص315.

 

[1] Abdul-Qayem Mohamed, ” The United States and the Taliban: Challenges for Effective Negotiations “, Accessed at 29 – 12 – 2019:  https://www.jstor.org

 

[1] براهيم ، السامرائي ، ايصال الفصائل المسلحة لي العراق والتنازع ، (بيروت ، دار الميزاع2015),ص100.

 

[1] نادية ، فاضل عباس فضلي ، السياسة الخارجية الأمريكية اتجاه افغانستان ، ( القاهرة ، مركز الدراسات الآسيوية ، عدد45،2011)،ص38.

 

[1] Abdulbasit, Op.Cit, p8.

 

[1] Vikash Yadav ,” The Myth of the Moderate Taliban” , , International Affairs , Pakistan Horizon, vol 22 ,No 1 , 2006 , p 134 .

 

[1] Manoj Komar Mishra , “Geopolitical Factors Contributing to Afghan quagmire” ,( The United States , International Journal on World Peace ,2018 ), vol 10 , , p 15.

 

[1] Burke Jason , ” Secret World of US Jails” , Accessed at 5–7- 2014: https://www.jstor.org

 

[1] Richisin Todd, ” War on Terror: Difficult to define”, (The United States, The Baltimore sun, 2004), p 33.

 

[1] Ludwick w. Adamec,” Historical Dictionary of Afghanistan”, (Oxford, the Scarecrow Press, 2003), vol. 47, p 200.

 

[1] سيد ، اسما يل يوسفي ، الأبعاد الاستراتيجية للعلاقات الأمريكية الأفغانية : (2014-2001) رسالة ماجيستير (، كلية الآداب و العلوم، جامعة الشرق الأوسط ،2014)،ص29.

 

[1] توني، باللهانير ، الحروب غير المتوازية في منظور القانون الانساني و العمل الانساني ، (العراق ، المالة الدولية للصليب الأحمر ، عدد15،2015)،ص72

 

[1] محمد ، صادق ، الحركات الإسلامية في العالم العربي : الاخوان المسلمون – الشيعة – الحركات الجهادية ، (القاهرة، المكتب العربي للمعارف،2014)،ص126.

 

[1] ميشيل ، حنا الحاج ، المؤامرة : حرب لتصفية داعش أم تفكيك القاعدة ؟ ، (جامعة القاهرة ، المكتبة المركزية،2015)،ص15..

 

[1] Havel Joe , ” What Proof of Bin Ladins Involvement ” , ( The United States ,Cable News Network , LLLP , 2012) , Vol 2 ,No 5 ,p 55 .

 

[1] جهاد ، عودة ، الحركات الجهادية و بناء الشرق الأوسط الجديد ، ( القاهرة ، المكتب العربي للمعارف،2016)،ص579.

 

[1] فارس ، بن أحمد الزهراني ، العلاقات الدولية في الإسلام ، سلسلة العلاقات الدولية في الإسلام ، (المملكة العربية السعودية ، مركز الدراسات و البحوث الإسلامية ، عدد،12،2008)،ص24.

 

[1]  Havel, Joe, Op .Cit, p 59

 

[1] كريم ،الحضيان ، القاعدة في أفغانستان : تحولات الفكر و الحركة ، (تركيا ، المعهد المصري للدراسات ، عدد 15،2018)،ص11 .

 

[1] Edawrd Maline ,” Alqaeda using Man of Steels Third Act as Training video ” ,Accessed at 4-4- 2012 : www.jstor.org

 

[1] مراد ، بطل الشيشاني ، تنظيم القاعدة : الرؤية الجيوسياسية و الاستراتيجية و البنية الاجتماعية ، (أبو ظبي ، مركز الإمارات للدراسات و البحوث الاستراتيجية ،2012)،ص173.

 

[1] مجلس الأمن القومي الروسي ، أمريكا متورطة في انتقال داعش إلى أفغانستان ، ، 2020 متاح على الرابط التالي : >https://ar.irna.ir>new

 

[1] أبو محمد الجولاني :*( اسمه الحقيقي أحمد حسين الشرع وسمي بالجولاني نسبة إلى هضبة الجولان التي ينتمي إليها في سوريا ، و هو القائد الأعلى لهيئة تحرير الشام المسلحة ، و كان أيضاً أمير جبهة النصرة التي تعد الفرع السوري لتنظيم القاعدة ثم انشق عن تنظيم القاعدة وانضم إلى تنظيم داعش من خلال مبايعة أبي بكر البغدادي ، و صنفت الولايات المتحدة الجولاني على أنه إرهابي عالمي عام ، 2013و أعلنت مكافأة قدرها 10ملايين دولار لمن يدلي بمعلومات تؤدي إلى القبض عليه) .

 

[1] العاصمة الأفغانية ” كابول ” و يستهدف الأقليات الدينية مثل : السيخ و الشيعة و الهندوس، و المعقل الرئيسي للتنظيم هو : ننجرهار.

 

[1] محمود ، مصطفى ، صور الجهاد ، (القاهرة ، مركز الدراسات الآسيوية ،عدد،15،2010)،ص77.

 

[1] جاسم ، محمد ، داعش و إعلان ” الدولة الإسلامية ” و الصراع على البيعة ، (القاهرة ، المكتب العربي للمعارف ،عدد2، 2015)،ص77.

 

[1] عبد الحق ، ياسو ، العنف المتطرف يأخذ طابعاً ساحلياً : هل هي نشأة جيل جديد من الإرهاب؟ ، (الرياض مركز الدراسات و الأبحاث،عدد8، 2018)،ص2.

 

[1] عمار ، علي حسن ، شبه دولة : القصة الكاملة لداعش ، (القاهرة ، دار الدلتا للنشر،عدد7، 2017)،ص35.

 

[1] وكالات أبو ظبي ، بعد تراجع داعش.. تحذير بريطاني من عودة القاعدة ، ، 2019متاح https://www.skynewsarabia.com:

 

[1] محمود ، الغم اروي ، امتداد تنظيم داعش ، ، 2014متاح على الرابط التالي : www basnews.com>news>world.

 

[1] إميل ، أمين ، داعش والقاعدة من الافتراق إلى الاندماج ، ، 2014متاح على الرابط التالي https:llm.aaswat.com

 

[1] محمد ، صلاح علي ، تشظي الجماعات الجهادية : الراية تأكل نفسها، 2013.

 

[1] محمد ، محمود ، كيف ايتلف تنظيم الدولة الاسمية تنظيم القادة ؟ ، ، 2013متاح على الرابط التالي :
https:llwww.bbc.comlarabiclinteractivityl2015l06l150610-comments-isalqaeda

 

[1] القاعدة وطالبان : التقارب المشروط ،تقرير في عام ، 2017متاح على الرابط التالي : https:lledital.orglrepotslalqaeda-and-taliban

 

[1] محمود ، ضياء الدين عيسى ، التنظيمات الإرهابية في الدول العربية و إجراءات مواجهتها ،(كلية الاقتصاد و العلوم السياسية ، ، جامعة القاهرة ،2017) ،ص14.

 

[1] Abeer Alsayed,” The Role of Electronic Promotion of Terrorism

 

thrugh social Networks in the Spread of Terrorism Recruiting

youth”: Applied to the Kingdom of Saudi Arabia, Accessed at 3-5-

2015: https: //search.mandumah.com.

[1]عبد الغفور، رشاد القصبي، مناهج البحث في علم السياسة، (القاهرة، مكتبه الاداب،عدد1،2004)،

[2]المرجع السابق نفسه،ص215.

[3] حامد ربيع، نضريه التحليل لسياسي، نص محاضرات بقسم العلوم السياسية،(كليه الإدارة والاقتصاد والعلوم السياسية، جامعه القاهره،1974)،ص2.

[4] المرجع السابق نفسه،ص3

[5] هاجر ايمن فواد لبيب الخطيب لا علامي لتنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام: تحليل مضمون مجله دابق الإلكترونية ،رساله ماجستير،(كاليه الإدارة والاقتصاد والعلوم السياسية جامعه القاهره،2019)،ص78.

[6] نوران، محمد عمر،2013،السياسه الخارجية للحركات الإسلامية: دراسة حاله جماعه الاخوان المسلمين في مصر، رساله ماجستير،(كليه الاقتصاد والعلوم السياسية، جامعه القاهرة)،ص8.

[7] Philpot danielK2001”revolutions in sovereignty, how ideas shaped modern international relations”,(the United kindom, Princeton University Press),p71.

[8] Ibid,p72.

[9] Noam chomosky,2007,”Interventions in the Afghan society”(the United states, H.W, Wilson),vol3, no22, p59.

[10] Erin foster,” Afghanistan Ethnic Groups: ABrief Investigation”, Accessed at7-9 2017.

[11] Ibid,p1-2.

[12] Ibid,p2.

[13] Omar Farouk Zain, 2006 ,” Afghanistan from Conflict to Conflict “, Pakistan Horizon, International Foreign Affairs, vol59, No 1, p79

[14] Ibid, p 80.

[15] Abdulbasit, 2015 “Future of Afghan Taliban under Mullah Akhtar Mansour “, International Foreign Affairs, Iranian Studies, Political Violence and Terrorism Research, vol12, p .8

[16] Ibid, p 10.

[17] Boaz Ganor ,Global Alert ,” The Rationality of Modern Islamist Terrorism and The Change to Liberal Democratic World ” , International Affairs , Counter Terrorist Trends and Analysis , vol5 , No 4 , 2015 , p 5 .

[18] Ibid, p 6.

[19] Hashmi Taj,” Global Jihad and America: The hundred-year warbeyond Irak and Afghanistan “,

[20] Pakistan, Accessed at 1-5- 2014. www.mandoumah.org

[21] Ibid, p 56.

[22] Duglas Rugar ,” Law , Liberity and The Pursuit of Terrorism” ,( The United States , University of Michigan Press , 2014) , p 88 .

[23]  Ibid, P 89.

[24] الحداد ، خالد ، في العلاقة بين الإعلم و الإرهاب : مفاهيم عامة وتساؤلات حول الحالة التونسية ، ( تونس ، المجلة التونسية للعلوم الاجتماعية ، عدد ،2018 ، 144 ),ص 7

[25] لمرجع السابق ، ص72.

[26]فتوح ،ابو ذب صادق هيكل ،انعكاسات السلوك الدوالي في مجال مكافحه الارهاب على بداء السياده الوطنية دراسة حاله :الحرب على افغانستان والعراق، رساله ماجستير،(كليه الاقتصاد والعلوم السياسية، جامعه القاهره،2010)،ص210.

[27] المرجع السابق ، ص .21

[28]صفي الله ، إبراهيم ، مرجع سبق ذكره ، ص76 .

[29] المرجع السابق ، ص 211.

[30] جاد ، الكريم المطاوعي ، أفغانستان ..” الهوية الدينية و العرقية ” ، ، 2015متاح على
https:llwww.islamweb.net>article : الرابط التال.

[31] صفي الله ،ابراهيم ، مرجع ساق ذكره ، ص87.

[32] Norma Dixon, ” Afghanistan: Taliban made by US “, (The United States, Washington Post, 2010).

[33] صفي الدين إبراهيم، مرجع سبق ذكره ، ص213.

[34] صلاح ، عبود العامري ، تاريخ أفغانستان و تطورها السياسي ، (القاهرة ، المكتب العربي
للنشر و التوزيع ،2012),ص178 .

[35] المرجع السابق ، ص 17.

[36] Khalid Hasan, “Pakistan Must Not Harbor Taliban”, (The UnitedStates, Daily Times, 2006), vol 5, No 29.

[37] ماجدة ، علي صالح ، القضية الأفغانية و انعكاساتها الإقليمية والدولية (القاهرة ، مركز الدراسات الآسيوية ،1999)،ص108.

[38] المرجع السابق ، ص47 .

*[39] الفاعلون العنيفون هو مصطلح يعنى الحركات أو التنظيمات التي تلجأ إلى استخدام العنف المادي و النفسي بطريقة جماعية ، من أجل تحقيق غايات معينة ولا تنتمي لأجهزة الدولة الرسمية ، انظر هناك : حسام نبيل صلاح الدين مشرف ، فكر الحركات الدينية المسلحة : دراسة حالتي داعش و جيش الرب ، ( القاهرة، المكتب العربي للمعارف,2018),ص.29

[40] المرجع السابق ، ص 45.

[41] محمود ، أبو حميدة ،الوجه الصوفي لطالبان ، ، 2015متاح على الرابط التالي :
www.almarjie-paries.com

[42] الندوة العالمية للشباب الإسلامي متاح على الرابط التالي   : https://www.Islamweb.net

[43] المرجع السابق.

[44] خالدين ،ضيائي تاج الدين أفغاني ، مرجع سبق ذكره ، ص 41.

[45] المرجع السابق ، ص 41.

[46] مراد ، وهاه ، زمن الأصولية ، رؤية القرن العشرين ،(القاهرة ، مقناه مدبولي ، 2014م )،ص315.

[47] ماجدة ، علي صالح ، مرجع ساق ذكره ، ص121.

[48] المرجع السابق ، ص 122.

[49] Abdul-Qayem Mohamed, ” The United States and the Taliban: Challenges for Effective Negotiations “, Accessed at 29 – 12 – 2019: https://www.jstor.org

[50] براهيم ، السامرائي ، ايصال الفصائل المسلحة لي العراق والتنازع ، (بيروت ، دار الميزاع2015),ص100.

[51] Ibid , p 92.

[52] نادية ، فاضل عباس فضلي ، السياسة الخارجية الأمريكية اتجاه افغانستان ، ( القاهرة ، مركز
الدراسات الآسيوية ، عدد45،2011)،ص38.

[53] المرجع السابق ، ص123.

[54] صلاح ،عبود العامري ، مرجع ساق ذكره ، ص 180.

[55] Abdulbasit, Op.Cit, p8.

[56] Ibid, p 9.

[57] Vikash Yadav ,” The Myth of the Moderate Taliban” , , International Affairs , Pakistan Horizon, vol 22 ,No 1 , 2006 , p 134 .

[58] Ibid , p 135.

[59] مصطفى ، غلام بني ، مرجع سبق ذكره، ، ص 44.

[60] المرجع السابق ، ص 45.

[61] Manoj Komar Mishra , “Geopolitical Factors Contributing to Afghan quagmire” ,( The United States , International Journal on World Peace ,2018 ), vol 10 , , p 15.

[62] Ibid, p 15.

[63] Burke Jason , ” Secret World of US Jails” , Accessed at 5–7- 2014: https://www.jstor.org

[64] Ibid, p 16.

[65] Richisin Todd, ” War on Terror: Difficult to define”, (The United States, The Baltimore sun, 2004), p 33.

[66] Ludwick w. Adamec,” Historical Dictionary of Afghanistan”, (Oxford, the Scarecrow Press, 2003), vol. 47, p 200.

[67] سيد ، اسما يل يوسفي ، الأبعاد الاستراتيجية للعلاقات الأمريكية الألفغانية : (2014-2001)
رسالة ماجيستير (، كلية الآداب و العلوم، جامعة الشرق الأوسط ،2014)،ص29.

[68] Ibid , p 201

[69] توني، باللهانير ، الحروب غير المتوازية في منظور القانون الانساني و العمل الانساني ، (العراق ، المالة الدولية للصليب الأحمر ، عدد15،2015)،ص72

[70] محمد ، صادق ، الحركات الإسلامية في العالم العربي : الاخوان المسلمون – الشيعة – الحركات الجهادية ، (القاهرة، المكتب العربي للمعارف،2014)،ص126.

[71] ميشيل ، حنا الحاج ، المؤامرة : حرب لتصفية داعش أم تفكيك القاعدة ؟ ، (جامعة القاهرة ، المكتبة المركزية،2015)،ص15.

[72] المرجع السابق ، ص15.

[73] Havel Joe , ” What Proof of Bin Ladins Involvement ” , ( The United States ,Cable News Network , LLLP , 2012) , Vol 2 ,No 5 ,p 55 .

[74] رشا ، السيد العشري حسن ، مرجع سبق ذكره ، ص 81.

[75] جهاد ، عودة ، الحركات الجهادية و بناء الشرق الأوسط الجديد ، ( القاهرة ، المكتب العربي
للمعارف،2016)،ص579.

[76] فارس ، بن أحمد الزهراني ، العلاقات الدولية في الإسلام ، سلسلة العلاقات الدولية في
الإسلام ، (المملكة العربية السعودية ، مركز الدراسات و البحوث الإسلامية ، عدد،12،2008)،ص24.

[77] Ibid, p 56.

[78]  Havel, Joe, Op.Cit, p 59

[79] كريم ،الحضيان ، القاعدة في أفغانستان : تحولات الفكر و الحركة ، (تركيا ، المعهد المصري للدراسات ، عدد 15،2018)،ص11 .

[80] المرجع السابق ، ص12.

[81] Edawrd Maline ,” Alqaeda using Man of Steels Third Act as Training video ” ,Accessed at 4-4- 2012 : www.jstor.org

[82] مراد ، بطل الشيشاني ، تنظيم القاعدة : الرؤية الجيوسياسية و الاستراتيجية و البنية الاجتماعية ، (أبو ظبي ، مركز الإمارات للدراسات و البحوث الاستراتيجية ،2012)،ص173.

[83] المرجع السابق ، ص173.

[84] حسام، نبيل صلاح الدين مشرف ، مرجع سبق ذكره ، ص 80.

[85] المرجع السابق ، ص81.

[86] مجلس الأمن القومي الروسي ، أمريكا متورطة في انتقال داعش إلى أفغانستان ، ، 2020 متاح على الرابط التالي : >https://ar.irna.ir>new

[87] مرجع السابق(86).

[88] أبو محمد الجولاني :*( اسمه الحقيقي أحمد حسين الشرع وسمي بالجولاني نسبة إلى هضبة الجولان التي ينتمي إليها في سوريا ، و هو القائد الأعلى لهيئة تحرير الشام المسلحة ، و كان أيضاً أمير جبهة النصرة التي تعد الفرع السوري لتنظيم القاعدة ثم انشق عن تنظيم القاعدة وانضم إلى تنظيم داعش من خلال مبايعة أبي بكر البغدادي ، و صنفت الولايات المتحدة الجولاني على أنه إرهابي عالمي عام ، 2013و أعلنت مكافأة قدرها 10ملايين دولار لمن يدلي بمعلومات تؤدي إلى القبض عليه) .

[89] حسام ، نبيل صلاح الدين مشرف ، مرجع سبق ذكره ، ص81.

[90] العاصمة الأفغانية ” كابول ” و يستهدف الأقليات الدينية مثل : السيخ و الشيعة و الهندوس، و المعقل الرئيسي للتنظيم هو : ننجرهار.

[91] جهاد ،عوده و عبد المنعم ، مرجع سبق ذكره ، ص67.

[92] هاجر، أيمن فؤاد لبيب ، مرجع سبق ذكره ، ص78

[93] المرجع السابق ، ص79.

[94] محمود ، مصطفى ، صور الجهاد ، (القاهرة ، مركز الدراسات الآسيوية ،عدد،15،2010)،ص77.

[95] المرجع السابق ، ص82.

[96] جاسم ، محمد ، داعش و إعلان ” الدولة الإسلامية ” و الصراع على البيعة ، (القاهرة ، المكتب العربي للمعارف ،عدد2، 2015)،ص77.

[97] المرجع السابق ، ص60.

[98] عبد الحق ، ياسو ، العنف المتطرف يأخذ طابعاً ساحلياً : هل هي نشأة جيل جديد من الإرهاب؟ ، (الرياض مركز الدراسات و الأبحاث،عدد8، 2018)،ص2.

[99] عمار ، علي حسن ، شبه دولة : القصة الكاملة لداعش ، (القاهرة ، دار الدلتا للنشر،عدد7، 2017)،ص35.

[100] المرجع السابق ، ص37.

[101] صلاح ، عبود العامري ، مرجع سبق ذكره ، ص109.

[102] وكالات أبو ظبي ، بعد تراجع داعش.. تحذير بريطاني من عودة القاعدة ، ، 2019متاح
https://www.skynewsarabia.com:

[103] محمود ، الغم اروي ، امتداد تنظيم داعش ، ، 2014متاح على الرابط التالي :
www.basnews.com>news>world

[104] المرجع السابق.

[105] إميل ، أمين ، داعش والقاعدة من الافتراق إلى الاندماج ، ، 2014متاح على الرابط التالي :
https:llm.aaswat.com

[106] لمرجع السابق ، ص 23.

[107] محمد ، صلاح علي ، تشظي الجماعات الجهادية : الراية تأكل نفسها، 2013.

[108] محمد ، محمود ، كيف ايتلف تنظيم الدولة الاسمية تنظيم القادة ؟ ، ، 2013متاح على الرابط التالي :
https:llwww.bbc.comlarabiclinteractivityl2015l06l150610-comments-isalqaeda

[109] المرجع السابق.

[110] القاعدة وطالبان : التقارب المشروط ،تقرير في عام ، 2017متاح على الرابط التالي :
https:lledital.orglrepotslalqaeda-and-taliban

[111] المرجع السابق.

[112] محمود ، ضياء الدين عيسى ، التنظيمات الإرهابية في الدول العربية و إجراءات مواجهتها ،(كلية الاقتصاد و العلوم السياسية ، ، جامعة القاهرة ،2017) ،ص14.

[113] المرجع السابق ، ص15.

[114] Abeer Alsayed,” The Role of Electronic Promotion of Terrorism

thrugh social Networks in the Spread of Terrorism Recruiting

youth”: Applied to the Kingdom of Saudi Arabia, Accessed at 3-5-

2015: https: //search.mandumah.com.

 

.

رابط المصدر:

https://democraticac.de/?p=88888

حول الكاتب

مقالات ذات صله

الرد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

W P L O C K E R .C O M