الشعور بالملل: هل يدل على وجود مشكلة نفسية؟

عزيز ملا هذال

 

ما يميز الانسان عن غيره من باقي مكونات هذا الكون الفسيح انه عبارة جملة من المشاعر والاحاسيس والعمليات النفسية والعقلية المتداخلة مع بعضها، فالإنسان يختلف عن الالة الجامدة التي تستطيع ان تعمل لساعات وايام من دون توقف او بتوقف بسيط، فهو يحتاج بين الفينة والاخرى توقف عن العمل في كافة لتكون نقطة انطلاق أكثر فاعلية، وهذا الشعور بالتتوق الى الراحة وطلبها هو ما يعرف نفسياً بالملل.

ويعرف الملل في علم النفس بأنه ” حالة عاطفية يتعرض لها الإنسان عندما يكون فارغ الوقت ولا يجد ما يشغله، كما يتعرض له حينما يشعر بعدم الاهتمام من قبل الآخرين، فلا لا يستطيع الإنسان التركيز فيما يفعله، ويفقد اهتمامه بالموجودات، لأن الملل مرتبط بعملية انتباه معرفي، وهو يعتبر استجابة للتحديات ليرى كم من القدرات التي يمتلكها الإنسان للتغلب على هذه التحديات.

وحول اصابة الانسان بالملل ينقسم النفسيون الى قسمين أحدها يقول بكونه حالة عرضيه يتعرض لها الإنسان في الأوقات السائد فيها الفراغ وعدم الانشغال وهو ما يصيب الكثير من الناس سيما كبار السن والمتقاعدين والمعطلين عن العمل، بينما يرى اصحاب الراي الاخر المضاد ان الناس العلميين والمنشغلين في أعظم اوقاتهم يصيبهم الملل لازدحام الافكار في رؤوسهم ولعل هذا النوع من الملل يعتبر مللاً صحياً على اعتبار انه يمنح الانسان فرصة لأخذ قسط لتنظيم الافكار وتنضجيها أكثر وبالتالي تظهر بالصورة الاكثر كفاءة ومثالية.

أسباب الملل

ثمة اسباب مباشرة لإصابة الانسان بالملل وبكل انواعه زمن بين اهم هذه الاسباب هي:

الافتقار إلى الاستقلال الذاتي سواء في محيط العمل او في محيط الاسرة وفي معظم قرارته مما يجعله متذمراً من عدم استقلاله، الروتين وعدم الإطلاع نحو التغيير، إذا ينتج من التكرار للعمل والاكل والجلوس وحتى المنام وطريقة الملبس وكل السلوكيات التي يتم اعادتها مراراً الى الملل.

معاناة الانسان من عمله وعدم تحبيذه له والتطلع الى التغير لكن الخوف يمنعه من ذلك وبالتالي يصبح بين مطرقة الرغبة في التغير وسندان الخوف من التغير ومن هنا ينشأ الملل، ويؤدي تجاوز احدنا لمرحلة دراسية جيدة كان يتوقع ان يحصل على فرصة عمل لكنه يصدم بغياب شبه تام للفرص ويستمر لسنوات مما يجعله يائس وهو يصيب الانسان بالملل.

وجود الحاجة إلى النشاط العقلي بينما ترفض البيئة هذا النشاط، عدم تواجد الدافع لممارسة النشاط، وجود صعوبة في التركيز والمشاعر والانتباه، الشعور بالاكتفاء سيما بعد سنوات من الانجاز فيتحاج الى تغير العمل او اخذ قسط من الراحة، الرتابة في التفكير وعدم الاتيان بجديد كما قلة الأحداث الجديدة تتسبب في اصابة الانسان بالملل.

كيف نواجه الملل؟

هناك طرق عديدة تساعد على التخلص من الشعور من الملل من اهمها:

اخذ اجازة من العمل سواء اذا كان خاص ومارس هواياتك المفضلة اثناءها كالسفر او ممارسة الرياضة او زيارة الاصدقاء الذين تضع عندهم اتعابك واحزانك، ولكسر الملل الذي يصيب الانسان جميل ان تصطحب عائلتك لتناول وجبة طعام، مشاهدة مباريات لاحد الفرق العالمية التي تضفي بهجة وارتياح نفسي عليك حينما تشاهدها، دعوة الاهل او الاصدقاء على وجبة غذاء في المنزل.

وكثيرا ما ينفع لدفع الملل والترابة التطوع في الجمعيات الخيرية، اذ اننا حين نقدم مثل هذه الخدمات نشعر بإنسانيتنا وتبعث فينا روح التجديد، محاولة التغيير في مواعيد النوم والاكل على سبيل المثال الاستيقاظ قبل الموعد اليومي بساعة او اكثير والجلوس في حديقة المنزل او على النهر ان توفر ذلك، كما من الجيد ان يمشي الانسان ولو لمدة 15 عشر دقيقة يومياً، واخيراً قراءة بعض الكتب العلمية في مجال دراستك في مجالات علمية اخرى، كل هذه السلوكيات جديرة بإخراج الانسان من اسر الملل الى فسحة الحياة ليعود الانسان شغوفاً مرة اخرى.

 

.

رابط المصدر:

https://annabaa.org/arabic/psychology/31883

حول الكاتب

مقالات ذات صله

الرد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

W P L O C K E R .C O M