الصراع المستقبلي في العراق.. طبيعته – اثاره –تاثيرات الانتخابات القادمة فيه

محمد صادق الهاشمي

 

المقدمة / في هذه الخلاصة البحثية نحاول ان نستشرف افاق ومستقبل وطبيعة الصراع في العراق مع تلسيط الضوء على نقاط القوة والضعف ونقاط الخلاف وغير هذا من الاثار
اهداف الملخص / اعطاء صورة عن مستقبل الصراع السياسي الداخلي والخارجي في العراق وعى ضوئها يمكن ان تحدد القوى الاسلامية رويتها وطبيعة عملها بعد معرفة نوع التحديات التي تواجهها .
منهجية البحث / يجمع البحث بين التحليل وبين الاستفادة من رصد التصريحات والمواقف والخطوات لكل الدول المحيطة بالعراق اقليميا ودوليا وبموجبه يتم تحديد موقف القوى الاسلامية من الان.
الملخصات البحثية :

اولا / تقسيمات الدول التي تحاول ان يكون لها الدور الفاعل في العراق .
هذه الدول يمكن تقسيمها على النحو التالي :
1/ المحور المعادي: وهم امريكا ونوعا ما الخليج وبعض اجزاء اوربا واسرائيل.
2- المحور الاسلامي: يتمثل بايران وحدها .
3/ المحور الحيادي الاستثماري: وهي الصين ورسيا.
4- يمكن حساب تركيا على المحور الاول وان عملت بمفردها.
بحكم التقسيم اعلاه نجد ان هذه الدول التى تنظر الى العراق بنظرة ستراتيجية وتوسس لوجود وعلاقات مستقبلية معه ومن الان وفق مصالحها ووفق رويتها الى مستقبل الدور الذي يوديه العراق مستقبلا و نجد ان الصراع سوف يكون بين محورين هما : المحور الاسلامي والمحور الصهيوني اما الصين والروس فهم يحاولون ان لايدخلوا الصراع بنحو مباشروان كانوا هم الجزء الاساس منه ويحاولون ان يكونوا اول الدول الستفيدة منه الا انهم يفرقون بين طبيعة الصراع القائم في المنطقة وبين الحصول على نتائج دون التدخل المباشر الا بقدر الحاجة
ونعتقد جازمين ان الصراع بداء على اعلى مراحله منذ ان وضعت روسيا قدميها في البحر المتوسط ومنذ ان اخفق الامريكان في سوريا واليمن كما ان اسقاط حكومة عبد المهدي سوف يشكل مابعده خريطة نحو عراق تتصارع فيه ارادت القطبين الاسلامي والصهيوني بدرجة الزوايا حادة
ثانيا / كيف ينظر العالم الى العراق ؟
1/ العراق له موقع مهم كونه يربط بينه وبين الخليج, وبينه وبين اسيا والبحر المتوسط وان التجارة الدولية مستقبلا كلها تمر عبر العراق من الصين واسيا الى ايران ومرورا بالعراق الى البحر المتوسط وهذا الامر يجعل العراق نقطة مهمة في الحركة التجارية العالمية مستقبلا وان زحف الكويت على المواني العراقية محسوب بدقة وفق هذه الاسس المستقبلية .
2/ العراق يمتلك النفط والغاز والثروات المهمة والتي تقدر بانها 11% من بترول العالم كما ان العراق فيه خزين مهم من الغاز ومن المعلوم ان نقطة ارتكاز النفط في الجنوب التي هي مدن الشيعة كما ان المنفذ البحري الوحيد للعراق يقع في المدن الشيعية.
3/ شيعة العراق تمكنوا ان يستلموا او يشاركوا في الحكم وبهذا يكون شيعة العراق هم المكون الاول الذي تمكن ان يقيم دولة شيعية في العالم العربي ويثبت حقوقه بينما شيعة المنطقة في العالم العربي لم يتمكنوا ان يحققوا وجودهم السياسي الى الان وهنا يمكن الصراع وتكمن ادوات التطبيع والتاثير والصراع بين المحاور بين قوة تريد من شيعة العراق ان يكونوا جزء من محور غربي قريب من تطلعات الغرب والخليج وتقاربهم مع الخط الاسرائيلي وبين خط يريد ان يجعل شيعة العرلق ضمن المحور الاسلامي المقاوم .
4/ العراق حلقة مهمة في ربط خط المقاومة من ايران الى سوريا ولبنان وهذا الامر خطر ومحل اهتمام لاسرائيل فان خط المقاومة الذي ينطلق من طهران الى سورية ولبنان يمر عبر العراق يشكل تهديد مباشر لامن اسرائيل كما ان العراق الان يمتلك ذراع مقاوم مهم وفعال وقادر على لعب دور مهم ايضا ان خط المقاومة من ايران الى العراق ولبنان وسورية يقلب التوازن في الخليج لصالح الشيعة من هنا يعمل المحور المعادي على ان يحيد شيعة العراق او يعزلهم عن ايران او يخلق بينهم فجوات وثغرات ويمنع تكاملهم الاقتصادي والعقائدي والروحي والامني .
5/ العراق تغيرت ثقافة شعبة من امة ((راكدة)) الى امة ((رائدة )). اي ان الشيعة في العراق كونهم عرب يمكن ان يكونوا عامل نهضة للشيعة العرب في الخليج وفي العالم العربي خصوصا مع الخليج الذي يمثل فيه الشيعة مكون مهم وعدد كبير ويشهد ثورات في اليمن والبحرين وفي باقي المناطق.
6/ العراق مازالت مرجعيته تحتضن خط الجهاد والحشد الشعبي ولن تتخلى عنه على الرغم من الاختلافات في التفاصيل وهذا الحشد يشكل حامي للعراق ولعلميته السياسية وان امريكا تدرك ان عقيدة الحشد في الغالب هي ثقافة ولاية الفقيه وثقافة المقاومة وهذا الخط الثوري يوثر في انتماء العراق لاي من القطبين مستقبلا.
7/ اسرائيل تريد عراق مفكك منزوع السلاح ان لم يكن جزء من ستراتيجتها بينما العراق الان تسيطر عليه المقاومة والحشد والشيعة مهما حاولت امريكا ان تنتزع منه عناصر القوة
ثالثا / نظرة الدول ورويتها في التعامل مع العراق ( ستراتيجة المحاور)
قلنا ان نهاية الصراع مع تعدد المحاور تنتهي الى صراع بين محورين هماالمحور الاسلامي والغربي مع هذا لكل من المحاور طريقته والياته ومصالحه الخاصة وان كانت تلتقي في المصالح العامة وهي :
1/ الخليج يريد تطويع العراق اليه وافراغ العملية السياسية من محتواها بسيطرة التيار القومي(( الامريكي البعثي )) لمنع سيطرة الخط الاسلامي على العراق ومنع ان يكون له تاثير على شيعة المنطقة والخليج ولمنع ان ينتمي الشيعة في العراق الى الخط الامريكي الغربي وهذا هو الامر الذي يدفع الخليج الى ان يحاول ان يدعم الخط البعثي في العراق وابقاء التمرد مع ملاحظة ان يكون للخليج حضور اقتصادي وسياسي وضغط مستمر في كل الجوانب لتقليص مساحة ايران في العراق واضعاف الخط الثوري الاسلامي .
2/ اوربا وعلى راسها فرنسا تريد ان تسجل حضورا في العراق والمنطقة ومن الان بنفسها وهي تمثل من يقف خلفها ( اسرائيل ). فان فرنسا وبريطانيا تحمل مشروعا مكمل لدور الخليج في تكثيف التواجد في العراق والترابط معه في المجالات السياسية والامنية والاقتصادية وهم يدركون ان العراق الان لايمكن تقليص دور الاسلاميين فيه بل يعملون بافق مستقبلي ومرحلي وايضا هدفهم اضعاف الخط الاسلامي وتفعيل دور الخط الشيعي العلماني والجدير بالذكر ان تواجد اوربا والاتحاد الاوربي وفرنسا يمثل مصد يمنع وجود الدور الايراني والصيني مستقبلا او يخفف منه او ينافسه .
3/ امريكا تريد ان يكون لها وجود مستقل عسكري وسياسي وامني وتحافظ على ريادتها في العالم . ودورها و ان الياتها تتمثل في الحضور العسكري والامني والاقتصادي وايضا في دعم الانهيار الامني من الجوكر وداعش وتفعيل الخط السياسي العلماني
4/ الصين تامل ان ترتبط مع العراق مباشرة وهكذا الروس او من بوابة ايران .
5/ الاردن ومصر هي الاخرى تعمل وفق المصالح الخاصة والدولية لتطويع العراق وسحبه الى المظلة العربية ريثما يمكن جعل العراق نقطة قومية عربية قادرة على ان تطبع علاقاتها مع اسرائيل . كما ان الاردن سوف تكون مستثمرة في النفط العراقي .
ومصر هي الاخرى تتجه بهذا الاتجاه لكنهم بلا اشكال يمثلون الدور الصهيوني في المنطقة و يريدون ان تكون موثراتهم في العراق اكثر من الخليج كون الاردن هي احد الدول المطلة على البحر المتوسط ومصر لاتتفق مع سياسة الخليج بالتفاصيل
6/ تركيا تدرك ان نقطة القوة مستقبلا هم شيعة العراق والمنطقة لذلك تركز على وجودها الاقتصادي والسياسي والعسكري كما ان تركيا تتوسع كثيرافي العالم الاسلامي لتثبيت وجودها المستقل الان كونها تعرف وتدرك المتغيرات المهمة مستقبلا وبما انها تقراء المستقبل ومتغيراته في المنطقة وتوجه الاقطاب للحضور الفاعل في العراق والمنطقة لذا بادرت الى السيطرة على ليبيا وتواجدت في العراق وسورية .
رابعا / الصراع الايديولوجي
1/ الخليج ومصر والاردن والغرب وامريكا واسرائيل ترى ان وجودها في العراق يمر عبر بوابة الشيعة العلمانيين لذا هم يدعمون الكاظمي ويقفون بالضد من الخط الاسلامي الثوري وهنا لابد من فهم كلمات (ماكرون الماكر) بانه زار العراق ليبحث موضوع ((السيادة)) في العراق بموتمر قادم مع تفعيل دور ممثلة الامم المتحدة في العراق ودعم الخط العلماني والابقاء على التمرد السني الداعشي كنقطة استثمار ومبرر للتواجد .
2/ ايران تريد نهضة شيعية اسلامية من خلالها يكون الشيعة قطب ومحور مهم في توازنات المنطقة وهي تخطط بعقلية المستقبل لتقوية الشيعة في المنطقة حتى يكونوا ويكونوا قطبا مهما في الحاضر والمستقبل وبهذا يكون الفرق كبير بين ما تريده وتخطط له ايران وبين ما يريده الغرب وهنا تظهر الفوارق الكبيرة في المستقبل بين الدور الايراني والمقاومة وبين المحور الاخر الغربي والخليجي الذي يريد هو الاخر ان يتموضع في العراق .
وبعبارة اكثر وضوحا ان القوة التي تتنازع في العراق ثلاثة 1- قوى اقتصادية ( الصين والروس) 2- قوى اسلامية ( ايران والمقاومة ) 3- قوى استكبارية صهيوينية ( الغرب – امريكا – الخليج ) وسيكون الصراع- كما قلنا – بين محورين اسلامي وغربي واما الروس والصين بلا اشكال لايوجد لديهم استعداد ان يدافعوا الا عن مصالحهم ويتوقف موقفهم على قدرة المحور المقاوم على النهوض لتكون ساندة له بقدر ما يرتبط بمصالحها .
ثالثا النتائج
1/ – في ظل الروية المتقدمة سوف يشهد العراق تجاذبات داخلية وخارجية والمنتصر هو المستعد والماسك بالارض بوعي عميق للمستقبل اي ان العراق سوف يشهد صراعا داخليا بين قواه الشيعية والسنية وبين من يريد ان يتجه الى الغرب او الى المحور الاسلامي .
وهذا التصدع هو الذي يرسم السياسة الخارجية والداخلية الان ومستقبلا فحينما تكون كفة القوى الاسلامية في العراق هي الاقوى بلا اشكال هي من تقرر علاقات العراق الخارجية وحينما تضعف يكون مسير العراق نحو المحور الغربي هو المتقرر وبهذا يمكن ان نفسر التواجد الاوربي وممثلة الامم في العراق وزيارة ماكرون ومن قبله وزير خارجيته وزير جيوشه
2/- ولاجل ما تقدم نجد ان الخط المعادي يعمل على افراغ الشيعة في العراق من عناصر قوتهم وقرارهم ونزع سلاحهم وتفريق كلمتهم والعمل على تعميق الهوة بينهم وبين قواعدهم الشعبية الا ان الدراسات والمتابعات الميدانية توكد ان كفة الاسلاميين هي الراجحة في العراق الان ومستقبلا كون الكفة الاخرى- العلمانية – تعاني من اختلالات كبيرة وهي1- كونها مازالت في طور التكوين.2- وتعاني من التصدعات .3- وهي ظاهرة طارئة لم تنسجم مع ثقافة المجتمع العراقي بفعل ممارساتهم الصادمة خلال التظاهرات 4- وايضا هي ثقافة غير اضحة ولم تتبلور كونها فاقدة الى الوحدة والقيادة والى الاحزاب التي تنظم حياتها ومستقبلها السياسي.5- وكل مصدر قوتهم هو الخارج وليس الداخل ولايمكن للخارج ان يوسس اي مشروع الا اذا توفرت له ظروف داخلية وهي غير متوفرة واقعا , ولكن يحتاج المشروع الشيعي ان يلتفت اكثر من اي وقت مضى
النتيجة
ان المستقبل الشيعي في العراق يكون راجحا بكفته الداخلية الاسلامية وموكدا ان المرجعية لاتفرط في مستقبل الشيعة .ومن الموكد لدينا ان الخط الاخر العلماني لم تعتمده المرجعية كممثل الى الشيعة بنحو مطلق , وان اخفاقات الكاظمي واضحة في منهجها وخطورتها وابتعادها عن النجف ومصالح الشيعة, وبالتالي ان العراق يمثل بهويته السياسية وطبيعته ووجوده الانتماء الى خط التشيع الاسلامي الذي يمكن ان يتكامل مع الخط الشيعي الاسلامي في المنطقة والذي يزيده قوة ويمكنه ان يحدد الانتماء القادم .
الا ان النتيجة تحددها حضور الاسلاميين الميداني في القرار والانتخابات القادمة وقوتهم واستعداهم ورص صفوفهم للاستعداد الى المستقبل وان لاينظروا الى الامور والتزاحم الدولي والاقليمي ومشاريعه بنظرة سطحية . وان الانتخابات القادمة فيها يفرق كل امر سياسي ويحدد مسارات العراق .

 

المصدر: عبر منصات التواصل للمركز

حول الكاتب

مقالات ذات صله

الرد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

W P L O C K E R .C O M