الصين واستثمار الأزمات: سياسة استراتيجية للهيمنة العالمية

عبد الامير رويح

 

مع تواصل صعود الصين المتنامي في مختلف النواحي الاقتصادية والعلمية والعسكرية والسياسية على مستوى العالم، تفاقمت ايضاً الازمات والمشكلات الداخلية والخارجية خصوصاً مع وجود دول اخرى منافسة، تسعى الى اضعاف بكين او عرقلة خططها التوسعية، حيث شهدت السنوات الاخيرة ازدياد الخلافات والحروب الاعلامية بين الصين والولايات المتحدة الامريكية ودول اخرى، بخصوص قضايا و ملفات مختلفة اهمها الاقتصاد ومسألة السيادة وعمليات التنقيب عن الغاز والنفط وبناء الجزر الصناعية في بحر الصين يضاف الى ذلك القضايا الحدود وغيرها.

واليوم كما نقلت بعض المصادر تعزز الصين حضورها الدولي أكثر من أي وقت مضى بانخراطها في نزاعات حول العالم من الوديان النائية في جبال هيملايا مرورا بجزر استوائية صغيرة إلى عواصم غربية تشهد توترا، مقابل تراجع أميركي على الساحة الدولية. ويشكل فرض الصين قانون الأمن القومي المثير للجدل في هونغ كونغ على الرغم من تحذيرات دول غربية عدة، مثالا إضافيا على تزايد النفوذ الصيني كقوة دولية عظمى. ويعتبر مراقبون أن المواجهات التي تنخرط فيها بكين تندرج في إطار التوجّه القومي للرئيس الصيني شي جينبينغ لإعادة بلاده التي كان قد تراجع نفوذها إلى مكانتها الطبيعية كقوة مهيمنة والتخلي عن استراتيجيات الدبلوماسية الهادئة التي كانت معتمدة سابقا.

ويأتي ذلك في توقيت يشهد تباعدا بين الولايات المتحدة وحلفائها بسبب سياسات الرئيس الأميركي دونالد ترامب ولا سيّما مبدأ “أميركا أولا” الذي يعتمده، وخلافا مع الصين التي ينخرط معها في حرب تجارية. ويقول ستيف تسانغ مدير “معهد الصين” في كلية الدراسات الشرقية والإفريقية في لندن “هناك شعور سائد بأن الوقت قد حان لكي تشغل الصين مكانتها الحقيقة”.

وتشهد علاقات الصين مع عدد من الدول الغربية توترا على خلفية اعتماد بكين تكتيكات دبلوماسية أكثر تشددا. وكانت جائحة كوفيد-19 قد وضعت الصين بادئ الأمر في موقف حرج إذ خاضت لأشهر حملة للتصدي لتحميلها مسؤولية تفشي الفيروس الذي ظهر لأول مرة في مدينة ووهان الصينية العام الماضي. لكن بعدما فشلت دول غربية عدة في السيطرة على تفشي الوباء على أراضيها، انتقلت الصين من موقف الدفاع إلى الهجوم، وكانت استراليا إحدى “ضحاياها”.

وكانت استراليا قد أثارت غضب الصين بإطلاقها دعوة لإجراء تحقيق حول مصدر تفشي الوباء، في مطالبة اعتبرتها بكين محاولة مدعومة أميركيا لتشوية سمعتها. وفرضت الصين عقوبات تجارية على سلع أسترالية وأطلقت سلسلة تصريحات نارية، ما دفع كانبيرا لاتّهامها بممارسة ضغوط اقتصادية. كما وجّهت الصين رسميا تهمة التجسس لكنديَّين أوقفا لأكثر من عام، وذلك في ما يبدو ردا انتقاميا على توقيف المديرة المالية لمجموعة الاتصالات الصينية العملاقة هواوي مينغ وانتشو في فانكوفر.

وقالت الأستاذة المحاضرة حول السياسات الصينية في جامعة فيينا لينغ لي إن فشل الدول الغربية في احتواء تفشي الفيروس صب في مصلحة الحزب الشيوعي الصيني الحاكم. وقالت إن الفوضى التي سادت خارج الصين “ضخّت طاقة متجددة في الحزب الشيوعي الصيني”، وعززت ثقته وشجّعته على “التحرك على نحو أكثر استباقية على كل الجبهات”.

نزاعات حول أراض

وفي هذا الشأن تنخرط الصين حاليا في ثلاثة نزاعات حول الحدود وحق السيادة على أراض، كان أعنفها مع الهند حيث قُتل 20 جنديا هنديا في اشتباك مع قوات صينية في جزء متنازع عليه في منطقة هيملايا في وقت سابق. وحمّل كل طرف مسؤولية التصعيد للطرف الآخر، علما أن الاشتباك بين القوتين النوويتين الجارتين هو الأعنف منذ 45 عاما، وقد أثار توترا كبيرا في العلاقات بينهما.

وفي السنوات الأخيرة زادت الصين مطالبتها بالسيادة على غالبية بحر الصين الجنوبي ببناء جزر اصطناعية وإقامة قواعد عسكرية. وأجرت الصين مناورات عسكرية بحرية قرب جزر باراسيل، الأرخبيل الواقع في بحر الصين الجنوبي والذي تطالب فيتنام وتايوان بالسيادة عليه، ما أجج مزيدا من التوتر. وأعربت وزارة الدفاع الأميركيّة عن قلقها إزاء هذه المناورات معتبرة أنها “ستؤدي إلى مزيد من زعزعة الاستقرار” في المنطقة، فيما تقدّمت فيتنام باحتجاج رسمي. كما أعلنت اليابان أن قاذفات صينية حلّقت فوق جزر مأهولة في بحر الصين الشرقي يتنازع البلدان السيادة عليها، بعد إطلاق طوكيو حملة لتغيير اسمها.

واتهمت وزارة الخارجية الهندية قوات صينية بارتكاب “أفعال استفزازية” على الحدود المتنازع عليها في جبال الهيمالايا فيما كان قادة من الجانبين يجرون محادثات لنزع فتيل التوتر بين العملاقين الآسيويين. وقال المتحدث باسم الوزارة أنوراج سرفاستافا في بيان “تمكن الجانب الهندي، نتيجة عمل دفاعي في الوقت المناسب، من منع تلك المحاولات من تغيير الوضع القائم من جانب واحد”. وقال مسؤول هندي إن القوات الهندية انتشرت على أربع قمم جبلية استراتيجية بعد ما وصفته نيودلهي بأنها محاولة توغل صينية عبر الحدود في منطقة لاداخ بغرب الهيمالايا.

وتنفي الصين أن تكون البادئة بالتحرك. واتهمت متحدثة باسم السفارة في نيودلهي القوات الهندية بتجاوز خط السيطرة الفعلي، وهو خط الحدود، وارتكاب “استفزازات صارخة”. وثمة مواجهة بين القوات الهندية والصينية منذ شهور بمنطقة لاداخ وأجروا محادثات للحد من الاحتكاك. ويتنازع الجانبان على الحدود منذ أكثر من نصف قرن. وقال المسؤول الهندي، الذي أُطلع على أحدث التطورات، إن تحرك القوات الهندية جاء ردا على محاولة عدد كبير من قوات المشاة الصينية التوغل عبر ممر جبلي رئيسي. وأضاف المسؤول “حشدنا (قواتنا) واحتللنا أربع قمم”. وأضاف أن القمم الأربعة داخل الجانب الهندي من خط الحدود.

وقال المسؤول الهندي إن الجنود الصينيين المدعومين بمركبات عسكرية اقتربوا بما يكفي للانخراط في جدل لفظي مع القوات الهندية، لكن لم يقع اشتباك. وأضاف أن الواقعة حدثت على الضفة الجنوبية من بانغونغ تسو وهي بحيرة خلابة حيث تدور مواجهات بين القوات الهندية والصينية منذ أبريل نيسان. وقال المسؤول الهندي إن الصينيين عززوا مواقعهم على الضفة الشمالية للبحيرة فيما بدا أنها مواقع دفاعية جديدة. بحسب رويترز.

لكن جي رونج، المتحدثة باسم السفارة الصينية في نيودلهي، قالت إن القوات الهندية انتهكت خط السيطرة الفعلي عند الضفة الجنوبية لبحيرة بانغونغ تسو وقرب ممر جبلي آخر. وقالت “ما فعلته الهند يقوض الجهود التي بذلت من كلا الجانبين لفترة من أجل تخفيف وتهدئة الوضع على الأرض، والصين تعارض هذا بشدة”. ولم تتمكن الهند والصين من ترسيم حدودهما التي يبلغ طولها 3500 كيلومتر وخاضتا بشأنها حربا عام 1962.

بحر الصين

في السياق ذاته قال اللفتنانت جنرال كيفن شنايدر قائد القوات الأمريكية في اليابان إن الجيش الأمريكي سيساعد اليابان في مراقبة عمليات التوغل الصينية ”غير المسبوقة“ حول جزر في بحر الصين الشرقي تسيطر عليها طوكيو وتطالب بكين بالسيادة عليها، وذلك في وقت تستعد فيه القوارب الصينية لبدء الصيد في المياه القريبة. وذكر شنايدر خلال مؤتمر صحفي على الإنترنت ”الولايات المتحدة ثابتة بنسبة 100 بالمئة بالتزامها بمساعدة حكومة اليابان في هذا الأمر“. وأضاف ”كانت (السفن الصينية) تدخل وتخرج بضع مرات في الشهر، الآن نراها ترسو بحرية وتتحدى الإدارة اليابانية“.

وردت الصين على تعليقات شنايدر، التي وصفت أيضا تصرفات بكين بأنها ”عدوانية وخبيثة“. وقالت وزارة الخارجية إن الجزر أراض صينية ودعت ”جميع الأطراف إلى الحفاظ على الاستقرار في المنطقة“. ويثور النزاع منذ سنوات على جزر في بحر الصين الشرقي تعرف باسم سينكاكو في اليابان ودياويو في الصين. وتتخذ واشنطن موقفا محايدا بشأن مسألة السيادة لكنها تعهدت بمساعدة طوكيو في الدفاع عن الجزر في مواجهة أي هجوم. وقال شنايدر إن بكين ستنهي على الأرجح حظرا لصيد الأسماك في بحر الصين الشرقي مما يسمح لأسطول سفن صيد مدعوم بقوة بحرية وخفر السواحل والبحرية الصينية بالصيد حول الجزر المتنازع عليها.

من جانب اخر قالت البحرية الأمريكية إن الولايات المتحدة تجري تدريبات عسكرية في المياه الآسيوية مع حلفائها اليابان وأستراليا والهند. وتأتي التدريبات في وقت يتصاعد فيه التنافس العسكري بين الولايات المتحدة والصين وبعد أيام من قول الولايات المتحدة إن مزاعم السيادة الصينية في بحر الصين الجنوبي المتنازع عليه غير قانونية. ولطالما عارضت الولايات المتحدة مزاعم الصين بالسيادة على مناطق واسعة في بحر الصين الجنوبي، وترسل بشكل دوري سفنا حربية عبر الممر المائي الاستراتيجي لتأكيد حرية الملاحة.

وتعارض الصين مثل هذه التدريبات وقالت إن رفض الولايات المتحدة لمطالبها بالسيادة في بحر الصين الجنوبي أثار التوتر وقوض الاستقرار في المنطقة. وتم نشر حاملتي الطائرات الأمريكيتين نيميتز ورونالد ريجان في بحر الصين الجنوبي مرتين لكن البحرية الأمريكية قالت إن نيميتز كانت في المحيط الهندي لإجراء تدريبات مع البحرية الهندية في أحدث إشارة إلى التعاون المتنامي بين القوتين البحريتين للدولتين.

وقال الأميرال جيم كيرك قائد المجموعة الضاربة لحاملة الطائرات نيميتز في بيان إن التدريبات المشتركة التي أجريت ساعدت في تحسين التوافق بين القوتين البحريتين. وقالت البحرية الأمريكية ”أجرت القوات البحرية الأمريكية والهندية تدريبات متطورة تهدف للوصول بالتدريب والتوافق بينهما إلى أعلى مستوى، بما في ذلك الدفاع الجوي“. وقال مصدر هندي إن التدريبات جرت بالقرب من جزر أندامان ونيكوبار الهندية القريبة من مضيق ملقا أحد أكثر طرق نقل البضائع والوقود زحاما في العالم. بحسب رويترز.

وقالت البحرية الأمريكية إن المجموعة الضاربة لحاملة الطائرات نيميتز كانت في المحيط الهندي لدعم حرية الملاحة في منطقة المحيط الهندي والمحيط الهادي. وعلى نحو منفصل، قال مسؤولون أمريكيون وأستراليون إن المجموعة الضاربة لحاملة الطائرات رونالد ريجان تجري تدريبات مع قوات بحرية من اليابان وأستراليا في بحر الفلبين.

قضية تايوان

على صعيد متصل قال وانغ لي أكبر دبلوماسي في الحكومة الصينية إن ميلوس فيسترسيل رئيس مجلس الشيوخ التشيكي ”سيدفع ثمنا باهظا“ لقيامه بزيارة رسمية لتايوان في تحذير تجاهله فيسترسيل الذي قال إنه لا يسعى إلى مواجهة سياسية. وكان فيسترسيل قد وصل إلى تايبه في زيارة لتشجيع العلاقات التجارية مع تايوان قائلا إن جمهورية التشيك لن ترضخ لاعتراضات بكين. وقال وانغ عضو مجلس الدولة الصيني خلال زيارة لألمانيا إنه سيكون هناك رد.

ونقلت وزارة الخارجية الصينية عن وانغ قوله ”لن تتخذ الحكومة الصينية والشعب الصيني موقف عدم التدخل أو البقاء مكتوفي الأيدي وسنجعله يدفع ثمنا باهظا لسلوكه القاصر والانتهازية السياسية“. وأضاف أن الحكومة والشعب الصينيين لن يتغاضيا عن مثل هذا ”الاستفزاز الصريح“ من جانب رئيس مجلس الشيوخ التشيكي والقوى المعادية للصين التي تقف خلفه إلا أنه لم يذكر تفاصيل بشأن كيف سترد الصين على وجه الدقة. وقال فيسترسيل في بيان إن تصريحات وانغ تدخل في الشؤون الداخلية لجمهورية التشيك.

وأضاف ”إننا بلد حر يسعى إلى إقامة علاقات جيدة مع جميع الدول وأعتقد أن هذا سيكون هو الحال في المستقبل بصرف النظر عن بيان الوزير. ودعوني أكرر مرة أخرى أن هذه الزيارة لا يقصد بها بأي حال من الأحوال مواجهة أحد سياسيا“. وامتنعت وزيرة الاقتصاد التايوانية وانج مي-هوا عن التعليق بشكل مباشر على هجوم الصين على فيسترسيل، لكنها قالت إن لدى الجانبين كثيرا من القواسم المشتركة. ومن المقرر أن يلتقي فيسترسيل مع رئيسة تايوان تساي إينج وين ويلقي كلمة أمام البرلمان التايواني قبل مغادرته.

الى جانب ذلك أجرت القوات الجوية والبحرية والبرية التايوانية تدريبات بالذخيرة الحية تحاكي صد قوة غزو في استعراض قالت الرئيسة تساي إينج-وين إنه يظهر إصرار القوات على الدفاع عن الجزيرة التي تعتبرها الصين جزءا من أراضيها. ووجهت مقاتلات إف-16 ومقاتلات تشينغ-كو المحلية الصنع ضربات وأطلقت دبابات قذائف لتدمير أهداف على الشاطئ. وشارك نحو 8000 جندي في التدريبات التي أجريت على شريط ساحلي قرب تايتشونغ في وسط تايوان. بحسب رويترز.

وتدريبات (هان كوانغ) هي التدريبات الرئيسية التي تجريها تايوان سنويا، وتأتي هذا العام في وقت كثفت فيه الصين من نشاطها العسكري حول الجزيرة بما يتضمن إطلاق مقاتلات وقاذفات بالقرب مما تصفه بكين بأنه ”أرضها المقدسة“. وقالت الرئيسة أمام القوات ”تدريبات هان كوانغ حدث سنوي رئيسي بالنسبة للقوات المسلحة لتقييم تطور قدراتنا القتالية. وهي بالإضافة إلى هذا تجعل العالم يرى إصرارنا وجهدنا في الدفاع عن أراضي البلاد“.

حرب اخرى

من جانب اخر حظرت الهند مجموعة أخرى من التطبيقات الصينية، بما في ذلك النسخة المحمولة من اللعبة الشهيرة PUBG، “ببجي”، بينما تتصاعد التوترات بين البلدين مجدداً، على الأراضي المتنازع عليها على طول حدودهما المشتركة. وأعلنت وزارة الإلكترونيات وتكنولوجيا المعلومات في البلاد أنها ستحظر 118 تطبيقاً إضافياً “يشارك في أنشطة تمس سيادة وسلامة الهند، ودفاع الهند، وأمن الدولة والنظام العام”.

وتشمل القائمة أيضاً عملاق البحث الصيني “بايدو” وتطبيق الدفع عبر الهاتف المحمول “علي باي”، من شركة “آنت غروب” التابعة لشركة “علي بابا” الشهيرة. وكانت الهند قد حظرت بالفعل استخدام “تيك توك”، تطبيق مشاركة مقاطع الفيديو القصيرة من “بايت دانس”، وعشرات التطبيقات الأخرى في الأشهر الأخيرة. وتضمنت القائمة تطبيقين باسم “VPN لـTik Tok”، يبدو أنهما صمما لتجاوز القيود المفروضة على التطبيق.

وقد يكون قرار حظر لعبة “تينسينت”، “ببجي”، مؤثراً للغاية، إذ كانت “ببجي” اللعبة المحمولة الأكثر تفضيلاً من قبل المستخدمين النشطين شهرياً في الهند العام الماضي، وفقاً لشركة التحليلات “آب آني”. وفي النصف الأول من هذا العام، حمّلت “ببجي” أكثر من 54 مليون مرة في الهند، وشهدت إنفاقاً استهلاكياً بقيمة 15.2 مليون دولار عبر متجر تطبيقات آبل في البلاد وغوغل بلاي، وفقاً لشركة التحليلات “سينسور تاور”. بحسب CNN.

وقالت الصين إنها تعارض الحظر بشدة. وقال قاو فنغ، المتحدث باسم وزارة التجارة الصينية، في إفادة صحفية إن الهند “أساءت استخدام مفهوم الأمن القومي وتبنت إجراءات تقييدية تمييزية ضد الشركات الصينية”. كما أضاف أن التحركات التي اتخذتها الهند مؤخراً لحظر التطبيقات الصينية “لا تضر فقط بالحقوق والمصالح المشروعة للمستثمرين الصينيين ومقدمي الخدمات، ولكنها تضر أيضاً بمصالح المستهلكين الهنود وبيئة الاستثمار في الهند كاقتصاد مفتوح”.

الى جانب ذلك دخلت تيك توك في شراكة مع أوراكل في الولايات المتحدة الأمريكية، في صفقة تهدف إلى تلبية مخاوف إدارة ترامب من تأثير تطبيق مشاركة مقاطع الفيديو على الأمن القومي، وفقاً لشخص مطلع على الأمر. وتأتي هذه الشراكة بعد أسابيع من التكهنات حول مستقبل التطبيق الصيني في الولايات المتحدة، حيث طلب الرئيس دونالد ترامب بيع التطبيق أو إغلاقه في الولايات المتحدة. ولا تزال طبيعة الاتفاقية بين تيك توك وأوراكل غير واضحة، ولكنها لا توصف بصفقة بيع محددة. وتأتي أخبار أوراكل بعد إعلان مايكروسوفت أنها لن تشتري عمليات تيك توك الأمريكية من بايت دانس. ولم تستجب بايت دانس أو أوراكل لطلب التعليق، في حين رفضت تيك توك التعليق.

وانتشرت شعبية تيك توك في الولايات المتحدة والدول الغربية الأخرى، لتصبح أول منصة وسائط اجتماعية صينية تكتسب قوة جذب كبيرة مع مستخدمين خارج وطنها الأم. وقد حمل التطبيق 315 مليون مرة في الأشهر الـ3 الأولى من هذا العام، بعمليات تحميل ربع سنوية تعد أكثر من أي تطبيق آخر في التاريخ، وفقاً لشركة التحليلات سينسور تاور. ولكن ترامب وسياسيين أمريكيين آخرين قالوا إن التطبيق يشكل تهديداً للأمن القومي الأمريكي لأن بكين يمكنها أن تستخدمه أداة تجسس. كما أعربت السلطات الأمريكية عن قلقها من إمكانية استخدامه لجمع البيانات الشخصية عن المواطنين الأمريكيين، أو فرض رقابة على الخطاب الذي تعتبره الحكومة الصينية حساساً.

ونفت تيك توك هذه المزاعم، حيث قالت إن مراكز البيانات الخاصة بها تقع بالكامل خارج الصين وأن هذه البيانات لا تخضع للقانون الصيني. وتأتي الاتفاقية مع أوراكل قبل أيام من بدء سريان الحظر المفروض على تيك توك في الولايات المتحدة. إذ بعد 20 سبتمبر/ أيلول، من المتوقع أن توضح وزارة التجارة أنواع المعاملات التجارية مع تيك توك التي ستحظر في البلاد، وفقاً لأمر تنفيذي وقّع عليه ترامب في 6 أغسطس/ آب. وليس من الواضح ما إذا كانت شراكة تيك توك مع أوراكل ستسمح لتطبيق الفيديو القصير بوقف هذا الحظر، حيث أدى أسلوب ولغة قرار الحظر، إلى جانب تصريحات ترامب المتعلقة بتيك توك، إلى ارتباك حول كيفية تنفيذ الحظر. وكان قد قال ترامب في أمر تنفيذي آخر، إن تيك توك أمامه حتى الـ12 من نوفمبر/ تشرين الثاني للعثور على مشتر أمريكي.

حول الكاتب

مقالات ذات صله

الرد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

W P L O C K E R .C O M