المواقف الموحدة للمرجعيات الدينية في العراق

الحلقة الأولى
لا شك أن دور المرجعية الدينية في إصلاح وضع الأمة لا يُنكر ، فلمساتها واضحة للعيان وللقاصي والداني وللمؤالف والمخالف ، ورغم صعوبة الظروف التي يمر بها العراق بعد سقوط النظام الصدامي عام 2003 وتشابك وتداخل المعطيات والمفاهيم التي تُبتنى عليها المواقف والفتاوى الإستراتيجية إلا أننا نجد كثيراً من المواقف المصيرية الحساسة متشابهة ومتناغمة ومنسجمة ، وهذا إن دل على شيء فيدل على انتهال مراجعنا الكرام من منهل واحد ، هو المنهل الموصل الى محمد وآله الطاهرين ، وربما هذا التناغم والتقارب في المواقف لا نجده في العبادات التقليدية الفردية الفقهية التي نجد الاختلاف فيها كثيراً ، وهذا إنما بلطف الله سبحانه وتعالى فاختلاف المواقف الإستراتيجية للقادة له انعكاس سلبي على المجتمع ويشعل نار الأزمات والفتن على عكس الأحكام الفقهية الفردية التي يكون الاختلاف فيها لا ضرر منه لا على الصعيد الفردي ولا على الصعيد الاجتماعي .
وهذا لا يعني أن مراجع الدين الفاعلين في الساحة العراقية متفقون ومتقاربون في كل المواقف فهناك الكثير من المواقف مختلفة بل هو الطبيعي لمثل هذه المواقف ولكنها عموماً أقل من تلك المواقف المشتركة الموحدة لتلك القيادات الدينية المؤثرة ، وهناك مواقف نجدها عند مرجعية معينة لا نجدها عند مرجعية أخرى لأسباب هم أعرف بها ربما لحساسية وخطورة الظرف الحالي .
ولبيان المواقف الموحدة للمرجعيات الدينية في العراق نأخذ نموذجين لأكثر المرجعيات الدينية تأثيراً في الساحة العراقية كماً ونوعاً وهما المرجع الديني آية الله العظمى السيد علي السيستاني دام ظله والمرجع الديني آية الله العظمى الشيخ محمد اليعقوبي دام ظله ، فمن المعروف أن الأول هو المرجع الأكثر تقليداً داخل العراق وله مواقف في الحياة السياسية العراقية بعد 2003 منذ سقوط صدام ولحين دخول داعش لمدينة الموصل ، أما الثاني فيمكن اعتباره المرجع الثاني من حيث أعداد المقلدين (رغم الفرق الشاسع بين مقلدي الأول والثاني) وله مواقف مؤثرة وفاعلة ومصيرية ابتدأت من قبل سقوط النظام والى الآن والتي ستتضح من المواقف التي سنوضحها لاحقاً .
وسيكون استعراض المواقف ضمن محور معين وفق التسلسل الزمني لتاريخ اتخاذها حتى تكون أسهل في عملية البحث وحتى تكون صورة العملية السياسية واضحة ومترابطة وتبين دور المرجعية الإيجابي في تسلسل الأحداث ، وسيكون سرد الأحداث نقلاً مباشراً من المصادر من دون تحليل لأغراض الأمانة العلمية ، وسيكون مصدرا هذه المواقف هو كتاب (النصوص الصادرة عن سماحة السيد السيستاني في المسألة العراقية) تأليف (حامد الخفاف) الطبعة الثالثة 2013 ، وكتاب (خطاب المرحلة) لسماحة المرجع الشيخ اليعقوبي وهو بثمانية مجلدات (الناشر دار الصادقين) .

1. كتابة الدستور :
– بتاريخ 22 صفر 1424هـ (25 نيسان 2003) وفي الخطبة الثانية من صلاة الجمعة التي أقيمت في الصحن الكاظمي الشريف طالب الشيخ اليعقوبي بالإسراع بتشكيل حكومة مؤقتة وظيفتها إعمار البلد وإعادة الحياة الطبيعية والاعداد لكتابة الدستور والدعوة لانتخابات حرة ونزيهة لاختيار حكومة وبرلمان دائمين .
– بتاريخ 2 ربيع الأول 1424هـ أجاب مكتب السيد السيستاني على أسئلة وكالة الأسوشييتد برس حيث جاء في جواب السؤال الأول : شكل نظام الحكم في العراق يحدده الشعب العراقي بأن تجرى انتخابات عامة لكي يختار كل عراقي من يمثله في مجلس تأسيسي لكتابة الدستور .
– بتاريخ 16/ربيع الثاني 1424هـ (16/6/2003) طالب الشيخ اليعقوبي الأمريكان أن لا يتدخلوا بشؤون العراقيين وأن لا يعرقلوا مساعيهم لانتخاب إدارات كفوءة نزيهة مؤمنة لم تتورط في ظلم الشعب وتشكيل حكومة تدير البلد وتشرف على صياغة دستور عادل للبلد .
– بتاريخ 25/ ربيع الثاني 1424 أجاب المرجع السيستاني استفتاءً حول آلية تشكيل المجلس الدستوري ، وجاء في الإجابة : لا بد من إجراء انتخابات عامة لكي يختار كل عراقي مؤهل للانتخابات من يمثله في مجلس تأسيسي لكتابة الدستور .
2. الاستفادة من البطاقة التموينية في إجراء الانتخابات البرلمانية :
– بتاريخ 23 ربيع الثاني 1424 (23/6/2003) : بيّن سماحة الشيخ اليعقوبي عدة خطوات لتنظيم أدق الانتخابات وأنزهها ، ومنها الاستفادة من البطاقة التموينية لمعرفة المشمولين بالانتخاب .
– بتاريخ 3 شوال 1424هـ أجاب مكتب السيد السيستاني على سؤال صحيفة واشنطن بوست جاء فيه : بالإمكان إجراء الانتخابات اعتماداً على البطاقة التموينية مع بعض الضمائم الأخرى .

3. استهداف ممثل الأمم المتحدة (سيرجيو دي ميلو)
– بتاريخ 22 جمادي الاخرة 1424هـ أرسل مكتب السيد السيستاني رسالة تعزية الى الأمين العام للأمم المتحدة كوفي عنان مستنكراً استهداف ممثله في العراق (سيرجي دي ميلو) .
– بتاريخ 26 جمادي الاخرة 1424هـ (25/8/2003) وفي رجب من نفس العام استنكر سماحة الشيخ اليعقوبي استهداف ممثل الأمين العام للأمم المتحدة في العراق (سيرجي دي ميلو) .

4. استنكار الاعتداء على مكتب السيد محمد سعيد الحكيم
– بتاريخ 26 جمادي الاخرة 1424هـ أصدر مكتب السيد السيستاني بياناً استنكر حادثة استهداف مكتب السيد محمد سعيد الحكيم .
– بتاريخ 26 جمادي الاخرة 1424هـ أصدر الشيخ اليعقوبي بياناً استنكر حادثة استهداف مكتب السيد محمد سعيد الحكيم .

5. استشهاد السيد محمد باقر الحكيم
– بتاريخ 2 رجب 1424هـ أصدر مكتب السيد السيستاني بياناً حول استشهاد السيد محمد باقر الحكيم .
– في رجب 1424هـ أصدر الشيخ اليعقوبي بياناً حول استشهاد السيد محمد باقر الحكيم .

6. الاعتراض على اتفاق 15/11
عقد مجلس الحكم العراقي – الذي تشكل يوم 13/7/2003– اتفاقاً مع سلطات الاحتلال في الخامس عشر من تشرين الثاني 2003 يبين جدولاً زمنياً لإعادة السيادة والسلطة الى العراقيين ، وكانت هناك مواقف للمرجعية الدينية رافضة لبعض ما جاء في الاتفاق ، يمكن أن نجد تفاصيل هذه الاعتراضات في :
– تعليقات الشيخ اليعقوبي بتاريخ 29 رمضان 1424هـ (/11/2003) على الاتفاق لإدارة المرحلة الانتقالية .
– بيان مكتب السيد السيستاني بتاريخ 18/ ذ.ق – 1424 هـ حول زيارة عدنان الباجه جي لسماحة السيد السيستاني .

الحلقة الثانية :
7. الموقف من قانون إدارة الدولة للمرحلة الانتقالية :
– بتاريخ 9 محرم 1425هـ (1/3/2004 ) بعث المرجع اليعقوبي رسالة الى أعضاء مجلس الحكم ينبههم ويحذرهم من أن يتركوا الشعب وراء ظهورهم وأن ينصاعوا لأوامر الاحتلال في تمرير قانون إدارة الدولة للمرحلة الانتقالية بالصيغة المطروحة ونصحهم بأن ينسحبوا إذا أصرّ الاحتلال على تنفيذ مخططهم بتمرير هذا القانون .
– بتاريخ 16 محرم 1425هـ أجاب مكتب السيد السيستاني على استفتاء بيّن فيه موقف المرجع السيستاني الرافض لأي قانون يُكتب بأيدي غير منتخبة .

8. الاعتراضات على قانون إدارة الدولة للمرحلة الانتقالية :
– عندما أصرّ أعضاء مجلس الحكم على تمرير قانون إدارة الدولة للمرحلة الانتقالية أصدر المرجع اليعقوبي بياناً بتاريخ 18 محرم 1425 (10/3/2004 ) تُلي من خلال صلاة الجمعة التي أقيمت في ساحة الفردوس وسط بغداد مبيناً موقفه الرافض لهذا القانون .
– بتاريخ 27 – محرم – 1425 (19/3/2004) أرسل مكتب السيد السيستاني رسالة جوابية للمبعوث الأممي في حينها (الاخضر الابراهيمي) مبيناً فيها نقاط الاعتراض على قانون إدارة الدولة للمرحلة الانتقالية .

9. استشهاد الشيخ أحمد ياسين
بتاريخ 30 محرم 1425 ( 22/3/2004 ) أصدر كل من مكتب السيد السيستاني والشيخ اليعقوبي بياناً استنكرا فيهما استهداف العدو الصهيوني للشيخ أحمد ياسين مؤسس حركة حماس .

10. مواقف حول الاضطرابات الأمنية والمواجهات الشعبية مع الاحتلال (عام 2004)
– أصدر المرجع اليعقوبي ثلاث بيانات خلال يومين حول الاضطرابات الامنية والمواجهات الشعبية ضد الاحتلال
– بتاريخ 16 صفر 1425 أجاب مكتب السيد السيستاني على استفتاء بخصوص المواجهات الشعبية للاحتلال الأمريكي في عام 2004 والتي أودت بحياة العديد من الضحايا الأبرياء .

11. الموقف من الحكومة الانتقالية المشكلة من قبل مجلس الحكم وبرعاية الأمم المتحدة :
– بتاريخ 14 ربيع الثاني 1425 ( 3/6/2004 ) أبدى المرجع اليعقوبي ملاحظاته حول تلك الحكومة المشكلة من قبل مجلس الحكم برعاية الأمم المتحدة معتبراً إياها غير شرعية . وفي التاريخ نفسه أجاب مكتب السيد السيستاني عن استفتاء موجه إليه مبيناً أن هذه الحكومة لا تحظى بالشرعية .

الحلقة الثالثة :
12. حادثة جسر الأئمة
– بتاريخ 25 رجب 1426 ( 31/8/2005) أدلى المتحدث الرسمي لمكتب السيد السيستاني بتصريح حول فاجعة جسر الأئمة .
– بتاريخ 25 رجب 1426 ( 31/8/2005) أصدر المرجع اليعقوبي بياناً استنكر فيه هذه الحادثة الفاجعة .

13. المطالبة بتشكيل وزارة لتنظيم الزيارات والشعائر الدينية :
– بتاريخ 27- رجب 1426هـ ( 2/9/2005) طالب الشيخ اليعقوبي بتشكيل وزارة لتنظيم الزيارات والشعائر الدينية إثر حادثة جسر الأئمة وذلك عند استقباله لوزير الدولة لشؤون البرلمان صفاء الدين الصافي .
– بتاريخ 26 – صفر 1436هـ (19/12/2014) أعاد السيد أحمد الصافي ممثل مكتب المرجع السيستاني خلال خطبة صلاة الجمعة التي تقام في الصحن الحسيني الشريف مطالبته بتشكيل وزارة لتنظيم الزيارات والشعائر الدينية التي سبق وأن طالب بها بكتاب رسمي موجه الى رئاسة الوزراء بتاريخ (23/12/2012) وذلك لما عاناه زوار الإمام الحسين عليه السلام في الزيارة الاربعينية من نقص في وسائط النقل وقلة الخدمات نتيجة عدد الزوار الكبير الذي فاق الـ(20 مليون زائر) ، وهي أكبر زيارة من حيث عدد الزوار تمر بها كربلاء .

14. * الانتخابات البرلمانية 2005 :
– بتاريخ 3 شوال 1426هـ (6/11/2005 ) أصدر الشيخ اليعقوبي بياناً اعتبر فيه أن هذه الانتخابات لا تقل أهمية عن سابقتها وهي مكملة لها وهي بمثابة مرحلة وضع النقاط على الحروف .
– بتاريخ 8 ي القعدة 1426هـ أجاب مكتب المرجع الديني السيد علي السيستاني على استفتاء بيّن فيه موقفه من الانتخابات البرلمانية المقرر إجراؤها في (15/12/2005) واعتبرها – أي الانتخابات – لا تقل أهمية عن سابقتها .

15. على الأمة تحمل مسؤوليتها في انتخاب الأصلح وعليها انتخاب القائمة الأقوى والأكثر عدداً:
– في حوارية مع المرجع اليعقوبي حمّل سماحته الامة مسؤوليتها في انتخاب الأصلح وأضاف أن عليها أن تنتخب قائمة قوية حتى لا تُشتت الأصوات .
– دعا الشيخ عبد المهدي الكربلائي ممثل مكتب السيد السيستاني في كربلاء وخطيب جمعة الصحن الحسيني الشريف المواطنين الى انتخاب الاصلح في الانتخابات البرلمانية التي أجريت في 30/4/2014 حتى تتحمل الامة مسؤوليتها .

الحلقة الرابعة :
16. تفجير الروضة العسكرية
– بتاريخ 23 محرم 1427 هـ أصدر مكتب المرجع الديني السيد علي السيستاني بياناً حول جريمة تفجير الروضة العسكرية في سامراء .
– بتاريخ 26 محرم 1427هـ ( 25/2/2006 ) ألقى سماحة المرجع الديني الشيخ اليعقوبي كلمة بالوفود المعزية بمناسبة تفجير الروضة العسكرية .

17. استنكار العدوان الصهيوني على لبنان 2006
– بتاريخ 25 جمادى الآخرة 1427هـ ( 22/7/2006 ) دعا سماحة المرجع اليعقوبي المؤمنين بفعاليات كالاعتصام والتجمع في سائر المحافظات للتعبير عن مساندة الشعب اللبناني المظلوم الذي تعرض للاعتداء الصهيوني .
– بتاريخ 4 رجب 1427 هـ (30 تموز 2006 ) أصدر مكتب السيد السيستاني بياناً حول مجزرة قانا التي تعرض لها الشعب اللبناني .

18. مؤتمر مكة :
– بتاريخ 21 رمضان 1426هـ عبّر سماحة المرجع اليعقوبي من خلال اتصال هاتفي بالدكتور أكمل الدين إحسان أوغلو الأمين العام لمنظمة المؤتمر الإسلامي تأييده الكامل لهذا المؤتمر المبارك الذي عُقِد لحل الأزمة الطائفية في العراق وحقن دماء أبنائه .
– بتاريخ 22 رمضان 1427 بعث مكتب المرجع السيستاني برسالة جوابية الى الأمين العام لمنظمة المؤتمر الإسلامي الدكتور أكمل الدين إحسان أوغلو رحّب فيها بالمؤتمر المزمع

حول الكاتب

مقالات ذات صله

الرد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

W P L O C K E R .C O M