الناخبون المسلمون والعرب والغضب الذي قد يؤدي الى هزيمة بايدن وانتصار ترامب

في الخامس من تشرين الثاني/نوفمبر، يُرجّح أن يواجه بايدن منافسه المحتمل دونالد ترامب في الانتخابات الرئاسية، وقد تكون الولايات المتأرجحة مثل ميشيغان وأريزونا وجورجيا وبنسلفانيا وفرجينيا التي تضمّ نسبًا كبيرة من المسلمين والعرب الأميركيين حاسمة في نتائج الانتخابات.

حيث سيظل بايدن مضطرا إلى مواجهة غضب الأميركيين العرب مع استمرار الحرب الإسرائيلية الدامية في غزة.

وطلب بايدن من الكونغرس مليارات الدولارات كمساعدات عسكرية إضافية لإسرائيل، واستخدمت حكومته حق النقض مرات عدة ضد دعوات في مجلس الأمن الدولي لوقف إطلاق النار، ما ترك العديد من المسلمين وذوي الأصول الشرق أوسطية يشعرون بخيانة الحزب الديموقراطي لهم.

ويواجه بايدن بانتظام متظاهرين يلوحون بالأعلام الفلسطينية خلال مهرجاناته الانتخابية، وبعضهم يردد هتافات مثل “جينوسايد جو” (جو الإبادة)، مع مقاطعة خطاباته باستمرار من قبل المتظاهرين.

وتشهد الولايات المتحدة في الآونة الأخيرة احتجاجات تطالب بوقف إطلاق النار في غزة. وخرجت مظاهرات بالقرب من مطارات وجسور في مدينة نيويورك ولوس انجليس فضلا عن وقفات احتجاجية خارج البيت الأبيض ومسيرات في واشنطن.

كما قاطع المتظاهرون بايدن في أثناء إلقائه خطابات ونظموا احتجاجات خلال فعاليات حملته الانتخابية، بما في ذلك في ميشيجان.

يُرجّح أن يكلّف غضب الأميركيين من أصول عربية من سياسة إدارة جو بايدن حيال إسرائيل الرئيس الديموقراطي ثمنًا باهظًا في الانتخابات الرئاسية في تشرين الثاني/نوفمبر، مع انقلاب شريحة تتمتع بنفوذ انتخابي في الولايات المتأرجحة الرئيسية ضده.

مجالس المدن الأمريكية

وأظهر تحليل أجرته رويترز لبيانات المدن أن نحو 70 مدينة أمريكية، منها شيكاجو وسياتل، أصدرت قرارات بشأن الحرب بين إسرائيل وغزة، ويدعو معظمها إلى وقف إطلاق النار مما يفرض المزيد من الضغوط على الرئيس جو بايدن للمساعدة في إنهاء القتال قبل الانتخابات المقرر إجراؤها في نوفمبر تشرين الثاني.

وأصدرت 48 مدينة على الأقل قرارات رمزية تدعو إلى وقف القصف الإسرائيلي على غزة، بينما أصدرت ست مدن أخرى قرارات تدعو على نطاق أوسع إلى السلام. وصدر ما لا يقل عن 20 قرارا للتنديد بهجوم حماس على إسرائيل في السابع من أكتوبر تشرين الأول.

وجرى تمرير معظم القرارات الداعية إلى وقف إطلاق النار في ولايات للديمقراطيين مثل كاليفورنيا، لكن صدر 14 قرارا على الأقل في ولايات متأرجحة مثل ميشيجان التي قد تحسم محاولة بايدن لإعادة انتخابه ضد الرئيس السابق الجمهوري دونالد ترامب.

ورفضت إدارة بايدن الدعوات لوقف إطلاق النار بحجة أن وقف العمليات الإسرائيلية من شأنه أن يعود بالنفع على حماس. ويقول منتقدو قرارات المدن إن ليس لها تأثير ملموس على السياسة الوطنية وتشتت الانتباه عن القضايا الداخلية.

وقالت جابرييلا سانتياجو روميرو، عضو مجلس ديترويت الذي صوت لصالح قرار وقف إطلاق النار في أكبر مدينة في ميشيجان في نوفمبر تشرين الثاني، إن ذلك يعكس الإحباط خاصة من قبل المسؤولين الشبان وغير البيض تجاه بايدن وغيره من قادة الحزب الديمقراطي.

وأضافت سانتياجو روميرو “نريد قيادة مستعدة للاستماع إلينا”.

وأردفت أنه يتعين على الديمقراطيين “الاستماع إلى الشبان، والاستثمار في التنوع، والاستثمار في الأشخاص الذين يتوافقون مع القيم ويستمعون بالفعل إلى ناخبيهم”.

وردا على طلب للتعليق، أشار البيت الأبيض، الذي قال إنه يضغط على إسرائيل لتجنب سقوط ضحايا من المدنيين في غزة، إلى تصريحات سابقة مفادها أن وقف إطلاق النار لن يفيد سوى حماس.

وأصبحت شيكاجو يوم الأربعاء أكبر مدينة تدعو إلى وقف إطلاق النار في تصويت متقارب كان متعادلا بواقع 23 صوتا مقابل 23 قبل أن يرجح رئيس البلدية براندون جونسون الكفة لصالح القرار.

وجمعت رويترز بيانات من 70 مدينة أصدرت قرارات أو بيانات حول حرب غزة منذ السابع من أكتوبر تشرين الأول حين شنت حماس هجوما على إسرائيل التي تقول إنه أدى لمقتل 1200 واحتجاز 253 رهينة. وتشمل المناطق مدنا كبرى مثل سان فرانسيسكو وأخرى أصغر مثل كاربورو بنورث كارولاينا وويلمنجتون بولاية ديلاوير مسقط رأس بايدن.

والعديد من دعوات وقف إطلاق النار تمت صياغتها على غرار قرار “وقف إطلاق النار الآن” للنائبة بالكونجرس عن ولاية ميزوري كوري بوش، ويحث أيضا على إطلاق سراح الرهائن وزيادة المساعدات لغزة حيث يقول مسؤولو الصحة إن القصف الإسرائيلي أدى إلى مقتل أكثر من 26600 فلسطيني.

وكانت تسع دعوات على الأقل لوقف إطلاق النار في ميشيجان حيث يمثل العرب الأمريكيون خمسة بالمئة من الناخبين، وكان هامش فوز بايدن على ترامب في انتخابات 2020 أقل من ثلاثة بالمئة. وأظهر استطلاع للرأي أجري في أكتوبر تشرين الأول أن دعم الأمريكيين من أصول عربية لبايدن انخفض إلى 17 بالمئة من 59 بالمئة في 2020.

وقال دوجلاس ويلسون الخبير الاستراتيجي الديمقراطي في ولاية نورث كارولاينا المتأرجحة “هذه (الحرب) ستكون في أذهان الناخبين”.

وأضاف ويلسون “سيمثل هذا مشكلة هنا وفي جميع الولايات المتأرجحة بسبب السكان المسلمين في هذه الولايات، والسكان اليهود في هذه الولايات، والسود والملونين في هذه الولايات”.

وتسبب الدعم الأمريكي لإسرائيل طوال الحرب في انقسام الأمريكيين بشكل حاد لتنطلق احتجاجات في البلاد دعما لكل من إسرائيل وغزة. لكن استطلاعا أجرته رويترز العام الماضي أظهر تأييدا من الحزبين الجمهوري والديمقراطي لوقف إطلاق النار.

ويقول بعض منتقدي دعوات وقف إطلاق النار في المدن الأمريكية إنها سابقة لأوانها.

وقال تايلر جريجوري رئيس مجلس علاقات المجتمع اليهودي في سان فرانسيسكو، الذي استنكر الدعوات ووصفها بأنها أحادية الجانب “لا يمكن إعلان وقف لإطلاق النار (مع) منظمة إرهابية تعهدت بالقيام بذلك مرة أخرى”.

لكن بعض المسؤولين في المدن أشاروا إلى أن دعوات وقف إطلاق النار حظيت بدعم الناخبين اليهود أيضا.

وقالت هيلاري رونين المشرفة على مجلس مدينة سان فرانسيسكو إن المئات من السكان اليهود والمسلمين حثوها على التصويت لصالح القرار الذي تم تمريره في المدينة، وهي واحدة من أكبر المدن التي وافقت عليه.

وأضافت رونين “بالنسبة لمن هم مثلي، اليهود الذين لديهم أفراد عائلات في إسرائيل، من المهم للغاية بالنسبة لنا أن نتخذ موقفا ضد هذه الحرب”.

وقال محمد خضر مدير السياسات في الحملة الأمريكية من أجل حقوق الفلسطينيين إن المناصرين “يأملون في أن يعترف أولئك الذين لديهم سلطة تصويت محلية أو اتحادية بناخبيهم الفلسطينيين”.

وحذر محللون من أن الإحباط من بايدن محليا قد يضر به في صناديق الاقتراع من خلال ضعف الإقبال على الرغم من أن الكثير قد يتغير قبل انتخابات الخامس من نوفمبر تشرين الثاني.

وقالت نادية براون أستاذة العلوم الحكومية بجامعة جورج تاون إن العديد من النشطاء الديمقراطيين “لا يرون التصويت أو القيام بأشياء على المستوى الوطني وسيلة لتحقيق الأمور التي يرغبون بها”.

وتابعت “إذا لم يروا ذلك الآن، فهل سيرونه في نوفمبر؟ لا أعتقد هذا”.

بايدن يزور ميشيغان

وتوجه الرئيس الأميركي جو بايدن الخميس إلى ميشيغان، الولاية المتأرجحة التي سكون حاسمة في الانتخابات الرئاسية المقبلة والتي تجسد غضب الأميركين العرب المتزايد تجاه سياسته المؤيدة لإسرائيل.

وتأتي هذه الرحلة بعد أيام من سفر مديرة الحملة الانتخابية لبايدن إلى مدينة ديربورن التي تضمّ أكبر عدد من الأميركيين المتحدّرين من أصول عربية في الولايات المتحدة، حيث قوبلت بالتجاهل من رئيس بلديتها.

ودقت الزيارة ناقوس الخطر بالنسبة لبايدن الذي يمكن أن تكون الولايات المتأرجحة مثل ميشيغان حاسمة بالنسبة إليه في تشرين الثاني/نوفمبر عندما يواجه مجددا سلفه دونالد ترامب كما تشير الاستطلاعات.

وأوضح البيت الأبيض أن زيارة الخميس إلى ميشيغان انتخابية بحتة، كما أفاد رئيس فريق حملة بايدن الانتخابية لعام 2024 أن الأخير سيلتقي بأعضاء نقابة قوية لعمال السيارات في منطقة ديترويت أعلنوا تأييدهم له الأسبوع الماضي.

لكن رغم ذلك سيظل بايدن مضطرا إلى مواجهة غضب الأميركيين العرب مع استمرار الحرب الإسرائيلية الدامية في غزة.

وطلب بايدن من الكونغرس مليارات الدولارات كمساعدات عسكرية إضافية لإسرائيل، واستخدمت حكومته حق النقض مرات عدة ضد دعوات في مجلس الأمن الدولي لوقف إطلاق النار، ما ترك العديد من المسلمين وذوي الأصول الشرق أوسطية يشعرون بخيانة الحزب الديموقراطي لهم.

وهم يتهمون الرئيس الديموقراطي البالغ 81 عاما بالتضحية بالمدنيين في غزة التي تواجه أزمة إنسانية خطيرة باسم دعم إسرائيل.

وقالت المتحدثة باسم البيت الأبيض كارين جان بيار الأربعاء إن “معاناة الفلسطينيين الأبرياء تفطر قلب بايدن”.

ودعت مجموعة من المنظمات في ديربورن الأربعاء إلى وقف فوري لإطلاق النار في غزة.

وكان رئيس بلدية المدينة عبد الله حمود قد كتب في وقت سابق على منصة اكس أنه يرفض لقاء مدير حملة بايدن.

وقال “لن اجري احاديث حول الانتخابات بينما نشاهد بثا مباشرا للإبادة الجماعية المدعومة من حكومتنا”.

ويواجه بايدن بانتظام متظاهرين يلوحون بالأعلام الفلسطينية خلال مهرجاناته الانتخابية، وبعضهم يردد هتافات مثل “جينوسايد جو” (جو الإبادة)، مع مقاطعة خطاباته باستمرار من قبل المتظاهرين.

في الخامس من تشرين الثاني/نوفمبر، يُرجّح أن يواجه بايدن منافسه المحتمل دونالد ترامب في الانتخابات الرئاسية، وقد تكون الولايات المتأرجحة مثل ميشيغان وأريزونا وجورجيا وبنسلفانيا وفرجينيا التي تضمّ نسبًا كبيرة من المسلمين والعرب الأميركيين حاسمة في نتائج الانتخابات.

وكان يُنظر إلى هؤلاء تقليديًا على أنهم ينتخبون الجمهوريين، غير أن ولاءاتهم تغيّرت بعد هجمات 11 أيلول/سبتمبر نتيجة لسياسات المراقبة والخوف من الإسلام التي اتبعتها إدارة جورج بوش الابن.

وصوّت العرب والمسلمون في الولايات المتحدة على نطاق واسع لبايدن في انتخابات العام 2020. غير أن الكثير منهم قد يمتنعون عن التصويت أو يصوّتون لطرف ثالث في انتخابات العام 2024، وفقًا لتحليل أجراه عالم الاجتماع الكمّي في جامعة كريستوفر نيوبورت يوسف شهود الذي استند إلى بيانات استطلاعات الرأي من عدة مصادر بينها منظمة Emgage غير الربحية ومجلس العلاقات الأميركية الإسلامية.

وفي سياق متصل رفض بعض الأمريكيين من أصل فلسطيني دعوة للقاء وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن الخميس بسبب استيائهم من سياسة واشنطن تجاه الصراع والأزمة في غزة.

وقالت مجموعة من أعضاء الجالية الأمريكية الفلسطينية في بيان “اجتماع من هذا النوع في هذا الوقت أمر مهين وهزلي”، مضيفة أنهم يمثلون غالبية المدعوين.

ويحتج العرب والفلسطينيون والمسلمون في الولايات المتحدة، بالإضافة إلى ناشطين مناهضين للحرب، على السياسة الأمريكية في الصراع في غزة حيث قتلت الهجمات الإسرائيلية نحو 27 ألفا، أي أكثر من واحد بالمئة من سكان القطاع البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة، بحسب وزارة الصحة هناك.

وقالت المجموعة الفلسطينية الأمريكية أمس الخميس “هما (بلينكن والرئيس جو بايدن) يظهران لنا كل يوم من حياتهم مهمة بالنسبة لهما ومن حياتهم يمكن التخلص منها. لن نحضر هذا الاجتماع الذي لا يعد سوى إجراء روتيني”. وأضافت أنها تعد واشنطن متواطئة في الأفعال الإسرائيلية.

ودفعت الأزمة الإنسانية في غزة السكان إلى حافة المجاعة. ودعت الأمم المتحدة إلى وقف إطلاق النار لأسباب إنسانية، وهو ما عارضته الولايات المتحدة قائلة إنه سيسمح لحماس بإعادة تنظيم صفوفها.

وذكر متحدث باسم الخارجية الأمريكية الخميس أن بلينكن اجتمع مع “عدد من قادة” الجالية الأمريكية الفلسطينية، دون ذكر عدد الحاضرين.

وتشهد الولايات المتحدة في الآونة الأخيرة احتجاجات تطالب بوقف إطلاق النار في غزة. وخرجت مظاهرات بالقرب من مطارات وجسور في مدينة نيويورك ولوس انجليس فضلا عن وقفات احتجاجية خارج البيت الأبيض ومسيرات في واشنطن.

كما قاطع المتظاهرون بايدن في أثناء إلقائه خطابات ونظموا احتجاجات خلال فعاليات حملته الانتخابية، بما في ذلك في ميشيجان يوم الخميس.

ازدراء لبايدن في صفوف العرب الأميركيين

بدورها زارت مديرة الحملة الانتخابية لبايدن جولي تشافيز رودريغيز مدينة ديربورن في ولاية ميشيغن التي تضمّ أكبر عدد من الأميركيين المتحدّرين من أصول عربية في الولايات المتحدة، لكن أكثر من عشرة مسؤولين محليين تجاهلوا زيارتها بمن فيهم رئيس بلدية ديربورن.

وكتب رئيس بلدية ديربورن عبدالله حمّود على منصة “إكس” بشأن عدم لقائه مديرة حملة بايدن “حين ينظر المسؤولون المنتخبون إلى الفظائع في غزّة على أنها مشكلة انتخابية فقط، فإنّهم يحوّلون آلامنا التي لا توصف إلى حسابات سياسية”.

ولاقت تعليقات حمّود ترحيبًا من سكان ديربورن الذين عبروا عن معاناتهم من الفظائع اليومية في غزة منذ أن شنّت إسرائيل هجومًا عسكريًا عقب هجوم غير مسبوق شنته حركة حماس ضدها في السابع من تشرين الأول/أكتوبر.

ويقول الأستاذ في القانون والممثل الكوميدي عامر زهر (46 عامًا) لوكالة فرانس برس “هناك إبادة بحق عائلاتنا وشعبنا، وشعبنا يردّ بقوة”.

ويضيف “لن ندعم جو بايدن تحت أي ظرف، أو أي سياسي آخر لن يكون مستعدًا للدعوة ببساطة إلى وقف لإطلاق النار”.

وكتب يوسف شهود على موقع “ذا كونفرسيشن” الذي ينشر مقالات أكاديمية وأخبارًا “في ميشيغن على سبيل المثال، قد يُترجم ذلك في أن يخسر بايدن نحو 55 ألف صوت أي نحو ثلث الهامش الذي بلغ 154 ألف صوت الذي سمح له بالفوز على ترامب في العام 2020”.

ولن يكفي حتى احتمال ولاية ثانية لترامب الذي كان قد اتبّع سياسة للهجرة تم التنديد بها على نطاق واسع باعتبارها “حظرًا على المسلمين” والذي يقول إنه سيعيدها بقوة إذا تم انتخابه، لثني الناخبين مثل عامر زهر.

ويقول زهر “لن نردّ على حجّة أهون الشرّين، سنرفض ذلك”، مضيفًا “لن نتحمّل مسؤولية البديل”.

وتعتبر سمراء لقمان (41 عامًا) التي تشارك في إدارة حركة “تخلّوا عن بايدن” Abandon Biden في ميشيغن، أن بعض العرب قد يصوّتون لترامب احتجاجًا على سياسة بايدن.

وتقول لوكالة فرانس برس “الهدف في نهاية المطاف ليس مجرد التخلي عن بايدن، بل ضمان الإطاحة به”، مشيرة إلى أنها فخورة ببعض الديموقراطيين مثل رئيس بلدية ديربورن عبدالله حمّود وعضو الكونغرس الأميركي رشيدة طليب.

شعبية بايدن تنخفض

وأظهر استطلاع أجرته رويترز/إبسوس وصدرت نتائجه يوم الأربعاء أن شعبية الرئيس الأمريكي جو بايدن انخفضت في يناير كانون الثاني في الوقت الذي يشعر فيه الأمريكيون بالقلق تجاه الاقتصاد والهجرة ويكثف الرئيس الديمقراطي حملته لإعادة انتخابه.

وقال 38 بالمئة فقط من المشاركين في الاستطلاع إنهم يؤيدون أداء بايدن كرئيس، انخفاضا من 40 بالمئة سجلها في ديسمبر كانون الأول.

وظل معدل تأييده العام أقل من 50 بالمئة منذ أغسطس آب 2021، مما أثار قلق الديمقراطيين في ظل احتمال خوضه سباقا لإعادة انتخابه مع الرئيس السابق الجمهوري دونالد ترامب في نوفمبر تشرين الثاني.

وبحسب استطلاع منفصل أجرته رويترز/إبسوس في وقت سابق من هذا الشهر، يتقدم ترامب بست نقاط مئوية في هذه السباق.

وأظهر الاستطلاع الأحدث تزايد المخاوف المتعلقة بالهجرة، ووصفها 17 بالمئة من المشاركين بأنها المشكلة الأكثر أهمية التي تواجه الولايات المتحدة اليوم، مقارنة مع 11 بالمئة اعتبروها القضية الأكثر إلحاحا في ديسمبر كانون الأول. ومثلت الهجرة أيضا أكبر مخاوف الجمهوريين المشاركين في الاستطلاع وقال 36 بالمئة منهم إنها مصدر قلقهم الرئيسي متقدمة على الاقتصاد الذي مثل المشكلة الأبرز لدى 29 بالمئة.

وتجد إدارة بايدن صعوبة في التعامل مع زيادة عدد طالبي اللجوء على الحدود بين الولايات المتحدة والمكسيك في الوقت الذي هدد فيه الجمهوريون في الكونجرس، بإيعاز من ترامب، بإحباط محاولة من الحزبين لمعالجة المشكلة.

وظل الاقتصاد هو الشغل الشاغل للأمريكيين عموما وعبر عن ذلك 22 بالمئة من المشاركين في الاستطلاع مع المعاناة من التضخم وغيره من توابع جائحة كوفيد-19.

وقال نحو ثلثي المشاركين، بينهم 47 بالمئة من الديمقراطيين، إن البلاد تسير على المسار الخاطئ.

وأجري الاستطلاع عبر الإنترنت وشمل 1019 شخصا من الجمعة إلى الأحد. ويبلغ هامش الخطأ 3.3 نقطة مئوية، سلبا أو إيجابا، لجميع المشاركين، و6.4 نقطة بالنسبة للجمهوريين وحدهم، و6.1 نقطة للديمقراطيين وحدهم.

حظر جماعة مؤيدة للفلسطينيين

من جهة أخرى رفض قاض يوم الأربعاء دعوى قالت إن الحظر الذي اقترحت فلوريدا فرضه على حركة مؤيدة للفلسطينيين بالجامعات ينتهك حقوق الطلاب في حرية التعبير، وحكم بأن القضية لا تجوز لأن الحظر لم يسر بعد.

وطلب النظام الجامعي في فلوريدا، الذي انضم إليه الحاكم رون ديسانتيس، من الكليات في أواخر العام الماضي إغلاق فروع منظمة طلاب من أجل العدالة في فلسطين (إس.جيه.بي)، وهي حركة طلابية باتت محور النشاط في الجامعات الأمريكية منذ اندلاع الحرب في غزة.

لكن لم تقدم الكليات على أي تحرك يتوافق مع هذا الاقتراح.

وكتب مارك ووكر رئيس المحكمة الجزئية الأمريكية لشمال فلوريدا يوم الأربعاء أن وصف الحاكم لأعضاء المنظمة بأنهم “إرهابيون” يدعمون “الجهاد” أصابهم بالقلق على نحو يمكن تفهمه.

لكنه قال إن إغلاق فروع المنظمة “يظل مجرد تكهنات”.

وبعد أن رفض القاضي طلب المنظمة بإصدار أمر قضائي أولي يوم الأربعاء، قال اتحاد الحريات المدنية الأمريكي، الذي يمثل المنظمة، إنها سترفع دعوى قضائية مرة أخرى إذا أقدم المسؤولون في فلوريدا على أي خطوة لإغلاق فروعها.

ورصد المدافعون عن حقوق الإنسان ارتفاعا في معدلات الإسلاموفوبيا والتحيز ضد الفلسطينيين ومعاداة السامية في الولايات المتحدة منذ اندلاع الحرب في غزة في أكتوبر تشرين الأول. وتشهد الجامعات الأمريكية توترا شديدا وسط هذا الصراع.

بدوره أوقف الملياردير كينيث جريفين، الذي تبرع بأكثر من نصف مليار دولار لجامعة هارفارد، تمويله للمؤسسة التعليمية بسبب الطريقة التي تعاملت بها مع مسألة معاداة السامية داخل الحرم الجامعي وأزمة أوسع على مستوى القيادة.

وأخبر جريفين الحاضرين في مؤتمر جمعية الصناديق المدارة في ميامي يوم الثلاثاء أنه توقف عن التبرع في الوقت الحالي.

وتصدر جريفين العناوين في أبريل نيسان 2023 عندما تبرع بمبلغ 300 مليون دولار لكلية الآداب والعلوم بجامعة هارفارد مما رفع إجمالي مساهماته المالية لأكثر من نصف مليار دولار.

وبعد أشهر، انتقد الطلاب والخريجون كلودين جاي، التي تم تعيينها كأول رئيس لجامعة هارفارد من ذوي البشرة السمراء، بسبب تعاملها مع المظاهرات المتعلقة بالصراع بين إسرائيل وحركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) وشهادتها أمام الكونجرس حول الأزمة. كما طفت على السطح مزاعم بشأن سرقة أدبية واستقالت جاي في وقت سابق من هذا الشهر.

وهارفارد هي أغنى جامعة في الولايات المتحدة حيث تبلغ قيمة الهبات التي تتلقاها 50.7 مليار دولار.

ويشير موقف جريفين الآن إلى أن المانحين الكبار الآخرين قد يبطئون أو يوقفون تبرعاتهم في الوقت الذي وصلت فيه رسوم الدراسة للطلاب إلى حوالي 80 ألف دولار سنويا وهي رسوم يقول منتقدون إنها تفوق قدرة الراغبين في الانضمام للجامعة.

 

المصدر :https://annabaa.org/arabic/reports/37846

حول الكاتب

مقالات ذات صله

الرد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

W P L O C K E R .C O M