النهج الفاطمي في القرآن _ تأملات قرآنية من سورة الأحزاب

بهاء النجار

 

الحلقة الأولى /
مِّنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ ۖ فَمِنْهُم مَّن قَضَىٰ نَحْبَهُ وَمِنْهُم مَّن يَنتَظِرُ ۖ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا (23)

إن استخدام طريقة العرب في إيصال فكرة معينة لا بد منه ما دامت الحكمة الإلهية اقتضت اختيار اللغة العربية كأداة لإيصال الرسالة السماوية واختيار العرب كبيئة لاحتضان الإسلام باعتبارهم ولغتهم أفضل وسيلة للتعبير عن مكنوزات الشريعة المقدسة، وهذا لا يعني أنها وسيلة نقية من الأخطاء ، فإذا كان هناك خلل فيكون في اللغة وفي العرب وليس في القرآن او الإسلام .
فليس الرجال فقط هم الذين بإمكانهم الصدق فيما عاهدوا الله عليه ، وإنما يمكن للنساء كذلك بدليل وجود آيات تبين أن الذكر والأنثى متساويان في فرصة الحصول على الثواب كالآية ( مَنْ عَمِلَ صَٰلِحًا مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَىٰ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُۥ حَيَوٰةً طَيِّبَةً ۖ وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُم بِأَحْسَنِ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ )، ولا شك أن فاطمة الزهراء (ع) ربيبة الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله أوضح مصداق للنساء اللاتي صدقن ما عاهدن الله عليه ولم يبدلن تبديلاً .

https://t.me/quraan_views/3227

———————–
الحلقة الثانية /
يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْوَاجِكَ إِنْ كُنْتُنَّ تُرِدْنَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا فَتَعَالَيْنَ أُمَتِّعْكُنَّ وَأُسَرِّحْكُنَّ سَرَاحًا جَمِيلًا (28)

إذا قَبِلنا بفرضية أن تقارب المستوى الإيماني بين الزوجين يجعل الحياة أكثر سعادة واستقراراً يمكننا أن نخرج بنتيجة وكما يأتي :
بلا شك أن الرسول الأعظم محمد صلى الله عليه وآله هو أفضل المخلوقات على الإطلاق ، يأتي بعده أخوه وإبن عمه علي بن أبي طالب عليه السلام ، ومن ناحية النساء فإن سيدة نساء العالمين وخيرهنّ هي فاطمة الزهراء عليها السلام ، ثم يأتي بعدها باقي النساء ومنهنّ نساء النبي صلى الله عليه وآله وزوجاته ، وهذا يعني أن الفرق بين المستوى الإيماني لعلي وفاطمة عليهما السلام أقل من الفرق بين المستوى الإيماني للنبي صلى الله عليه وآله وزوجاته ، وبالتالي تكون العلقة الزوجية بين علي وفاطمة عليهما السلام أعمق .

https://t.me/quraan_views/3283

——————-
الحلقة الثالثة /
وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى وَأَقِمْنَ الصَّلَاةَ وَآتِينَ الزَّكَاةَ وَأَطِعْنَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا (33)

مما لا شك فيه أن بيت النبوة هو أطهر البيوت وأفضلها ، وفيه تتجسد كل معاني الاستقامة والعفاف والطهر وأعلاها مرتبة ليكون أنموذجاً مثالياً يُحتذى به وقدوة لمن يبحث عن من يقتدي به ، ومما تجسد في هذا البيت الطاهر بشكل واضح وجلي : استقرار نسائه فيه ، والابتعاد عن تبرج الجاهلية الأولى ابتعاداً واضحاً بل وصل الأمر الى عدم رؤية الرجل فضلاً عن رؤية الرجل لهنّ ، وإقامة الصلاة وتفعيلها في المجتمع ومواجهة أشكال الظلم أحد أبرز أشكالها ، وإيتاء الزكاة وإطعام المسكين واليتيم والأسير ، وطاعة الله ورسوله التي تجلّت في أبهى نماذجها ، فلا عجب أن يذهب الله الرجس أن أهل هذا البيت ويطهرهم تطهيراً ، إنه بيت فاطمة وأبيها وبعلها وبنيها .

https://t.me/quraan_views/3320

——————–
الحلقة الرابعة /
وَمَا كَانَ لَكُمْ أَنْ تُؤْذُوا رَسُولَ اللَّهِ …. (53)

من المؤكد أن الانحراف عن النهج الرسالي يؤذي الرسول الأكرم صلى الله عليه وآله ، وكلما زاد ذلك الانحراف زاد هذا الأذى ، ويمكن أن يبدأ الانحراف من معصية ، وكلما كانت هذه المعصية كبيرة كلما زاد هذا الأذى ، وكلما استمر المسلم على معصيته كلما زاد هذا الأذى ، وكلما قلّت توبته وعودته الى ربه زاد هذا الأذى .
وأحياناً يكون الانحراف عن الصراط المستقيم الذي أسسه الرسول صلى الله عليه وآله وأراد المسلمين أن يسيروا عليه ، كقوله صلى الله عليه وآله : (اللهم أن هؤلاء أهل بيتي وخاصتي وحامتي لحمهم لحمي ودمهم دمي يؤلمني ما يؤلمهم ويحزنني ما يحزنهم) أو (فاطمة بضعة مني من آذاها فقد آذاني) وما كان لنا أن نؤذي رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وآله .

https://t.me/quraan_views/3479

———————–
الحلقة الخامسة /
إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا (56) إِنَّ الَّذِينَ يُؤْذُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَأَعَدَّ لَهُمْ عَذَابًا مُهِينًا (57)

بلا شك أن الذنوب تؤذي الله ورسوله ، وهذا استنتاج نستقرئه من بين سطور التراث الإسلامي ، وهناك ذنوب لم يترك النبي صلى الله عليه وآله مجالاً للاستنتاج والتأويل والاجتهاد ، حيث قطع هذه الطرق بالأحاديث التي كثيراً ما نسمعها عنه صلى الله عليه وآله يخاطب بها أهل بيته أو أمته بصيغة ثابتة تقريباً مثلاً : ( من آذى فاطمة فقد آذاني ومن آذاني فقد آذى الله ) ، فمثل هذه الأحاديث تبيّن عظمة ذنب إيذاء أهل البيت عليهم السلام الذين يصلي الله عليهم ويأمر المؤمنين بالصلاة عليهم تعظيماً لشأنهم من جانب ، ومن جانب آخر ما ينتج عنه من أذى لله ورسوله ، فتكون النتيجة لعنتهم في الدنيا والآخرة والعذاب المهين .

 

.

رابط المصدر:

https://t.me/quraan_views/3522

حول الكاتب

مقالات ذات صله

الرد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

W P L O C K E R .C O M