بايدن مُقابِل ترامب: سباق عدم الشعبية للرئاسة الأمريكية

  • في أنظار أغلبية كبيرة من الأمريكيين، ستكون انتخابات عام 2024 الرئاسية، المنحصرة بين جو بايدن ودونالد ترامب، بمنزلة تنافس على الشعبية أكثر من كونها استفتاءً حول أي المرشحَين يُمَثِّلُ الخيار الأقل سوءًا.
  • سيحصل ترامب بسهولة على ترشيح الحزب الجمهوري لخوض انتخابات 2024 الرئاسية، ومع ذلك لا يزال ترامب يواجه صعوبة مع بعض شرائح المجتمع الأمريكي، من قبيل الناخبين المستقلين والنساء.
  • هناك ثلاثة عوامل رئيسة من المُحتمل أن تُساعد الديمقراطيين في انتخابات نوفمبر المُقبل: التحسّن الذي يشهده الاقتصاد الأمريكي؛ و استمرار أهمية قضية الإجهاض؛ وانخفاض مُعدّل الجريمة في الولايات المتحدة.
  • في الظروف العادية من المُفترض أن يُساعد تحسّن الاقتصاد الرئيس بايدن لحسم ترشحه لولاية ثانية، ولكن عمر بايدن البالغ 81 عاماً يظل مصدر قلق خاص للناخبين الأمريكيين.
  • يُمكن لترامب أن يُحدِث مُفاجأة ويفوز في الانتخابات الرئاسية لعام 2024 إذا تعثَّر بايدن ذهنياً، أو الأسوأ من ذلك جسدياً، أمام ملايين المُشاهدين خلال المُناظرات وأداء الحملة الانتخابية.

 

يتوجه الأمريكيون في 5 نوفمبر 2024 إلى صناديق الاقتراع لاختيار رئيسهم المقبل. ولعل من شبه المؤكد أن المرشحَين الرئيسيَّين سيكونان كما كان عليه الحال في الانتخابات الماضية. فلا يواجه الرئيس الحالي جو بايدن أي تنافس للحصول على ترشيح الحزب الديمقراطي، كما تمكّن سلفه دونالد ترامب من الفوز بسهولة في كل الانتخابات التمهيدية للحزب الجمهوري، بعد انسحاب منافسه القوي حاكم ولاية فلوريدا رون ديسانتيس. كما خسرت نيكي هيلي المنافس الوحيد لترامب في موطنها ولاية ساوث كارولاينا بفارق كبير في 24 فبراير الماضي.

 

ولا تحظى إمكانية عودة المنافسة بين بايدن وترامب بكثير من الشعبية في أنظار أغلبية كبيرة من الأمريكيين، حيث أظهر استطلاع للرأي أجرته وكالة “رويترز” في يناير 2024 أن 70% ممن شملهم الاستطلاع –بما في ذلك نحو 50% من الديمقراطيين– قالوا بضرورة عدم سعي بايدن لإعادة انتخابه رئيساً لفترة ثانية. كما أشار الاستطلاع إلى أن 60% قالوا الشيء نفسه بالنسبة لترامب، بما في ذلك نحو 33% من الجمهوريين. وتُعَدُّ نسبة الإقبال على صناديق الاقتراع متدنية عادة في السياسة الأمريكية، لذلك فإنه على ضوء ضعف الحماسة تجاه المرشحَين الاثنين فإن هذه المرة لن تكون استثناءً، ما يعني أن انتخابات عام 2024 ستكون بمنزلة تنافس على الشعبية أكثر من كونها استفتاءً حول أي المرشحَين سيقرر الأمريكيون بأنه يُمَثِّلُ الخيار الأقل سوءًا.

 

لذلك فإن التساؤل يتعلق بالسبب الذي يجعل كلا المرشحين غير محبوب إلى هذا الحد، ويتمثل الجواب المختصر في أن بايدن قد بَلغَ من الكبر عتيّاً في حين أن سجل ترامب حافل بالمشكلات القانونية. ويشعر 75% من الأمريكيين، و50% من الديمقراطيين بمخاوف إزاء سن الرئيس بايدن وصحته العقلية والجسدية. في المقابل يقول نحو 61% من الأمريكيين بأن لديهم مخاوف حقيقية إزاء مواجهة ترامب للعديد من المحاكمات الجنائية والمدنية حول مزاعم تتعلق بارتكابه مخالفات، بما في ذلك محاولة تغيير نتائج انتخابات 2020.

 

وفي ظل هذه الظروف في العادة يظهر مرشح ثالث في أي ديمقراطية غربية أخرى، غير أن طبيعة نظام الحزبين في الولايات المتحدة، ودور المال في السياسة يعملان ضد مثل هذه النتيجة هناك. ويحظى ترامب بسيطرة قوية للغاية على القاعدة الشعبية للحزب الجمهوري. وبالرغم من أن بايدن أكبر الرؤساء الأمريكيين سناً خلال توليه المنصب، فلا يزال في فترة رئاسته الأولى، لذلك فقد جرت العادة أن يترشح الرئيس الأمريكي لولاية ثانية. وربما جاء قرار بايدن بالترشح لفترة ثانية في أعقاب الانتخابات التكميلية عام 2022 عندما حقق الديمقراطيون نتائج أفضل من المتوقع.

 

لكنَّ ترشح ترامب عمل على تحفيز بايدن لخوض الانتخابات مرة أخرى ضد الرئيس السابق. ويبدو أن بايدن يعتقد بأنه يحظى بفرصة أفضل من أي مرشح ديمقراطي آخر لدحر ترامب. وأخيراً فإنه في حال تعرّض بايدن لمشكلة صحية وقرر عدم الترشح فإن نائبته كامالا هاريس بعيدة كل البُعد عن توفير بديل قوي. وأشار استطلاع للرأي أجرته شبكة “أن بي سي نيوز” الأمريكية في فبراير 2024 إلى أن هاريس لا تحظى بالشعبية، حيث يَنظر إليها 53% من الناخبين الأمريكيين بشكل سلبي.

 

مشكلات ترامب القانونية

لم تشهد الولايات المتحدة منذ 234 عاماً من تاريخها توجيه لائحة اتهام بحق رئيس أمريكي في المنصب أو رئيس سابق. لكنَّ هذا الأمر تَغيّر مع الرئيس السابق ترامب الذي يواجه الآن تُهماً في أربع قضايا جنائية، وذلك بمحاولة تغيير نتائج انتخابات 2020 الرئاسية. كما يواجه في ولاية جورجيا 13 تهمة بالتدخل في انتخابات تلك الولاية. ويواجه ترامب في نيويورك -التي صدر فيها حكم بحق الرئيس السابق بدفع 450 مليون دولار بتهمة الاحتيال في الإفصاح عن ثروته من أجل الحصول على قروض– 34 تهمة أخرى تتعلق بالاحتيال المالي ودفع المال إلى ممثلة إباحية لمنعها من افتضاح أمره. كما يواجه ترامب في ولاية فلوريدا 40 تهمة بالاستيلاء على وثائق سرية بعد مغادرته المنصب، وعرقلة جهود الحكومة الأمريكية باستعادة هذه الوثائق.

 

ومع ذلك فمن غير المرجح أن تتسبب أيٌّ من هذه المصاعب القانونية في تشكيل تحدٍ وجودي لطموحات ترامب الرئاسية. بعبارة أخرى، ترامب لن يدخل السجن قريباً بعد أن وافقت المحكمة العليا في 28 فبراير الماضي على النظر فيما إذا كان الرئيس السابق يتمتع بالحصانة من المحاكمة بتهمة التخطيط لتغيير نتائج انتخابات 2020، الأمر الذي يؤجل محاكمته الجنائية أكثر. وستنظر المحكمة العليا في هذه القضية خلال الأسبوع الذي يبدأ في 22 أبريل 2024، ما يعني تجميد المحاكمات الأخرى وبالتالي تحقيق نصر مؤقت لترامب. وتتمثل استراتيجية ترامب في كافة المحاكمات الجنائية في محاولة إبطاء الأمور لغاية نوفمبر 2024.

 

وسيحصل ترامب بسهولة على ترشيح الحزب الجمهوري لخوض انتخابات 2024 الرئاسية، وبخاصة بعد الانتخابات التمهيدية فيما يسمى “الثلاثاء العظيم” التي ستُجرى في معظم الولايات الكبرى في 5 مارس 2024. ومع ذلك ما زال ترامب يواجه صعوبة مع بعض شرائح المجتمع الأمريكي، وعلى سبيل المثال يحظى بايدن بتقدم كبير في أوساط الناخبين المستقلين والنساء مقارنة بترامب، في يحين يحظى الأخير بسيطرة قوية في أوساط اليمين من المسيحيين الإنجيليين بسبب موقفه من قضية الإجهاض، ما يعني عدم شعبيته في أوساط النساء. وعلى نحو مماثل فإن مشكلات ترامب القانونية تنطوي على أثر مشابه على الناخبين المستقلين الذين لم يعودوا يَعتبرونه المرشح الأفضل.

 

من غير المرجح أن تتسبب المصاعب القانونية التي يواجهها ترامب في تشكيل تحدٍ وجودي لطموحاته الرئاسية (AFP)

 

مؤتمر الحزب الديمقراطي: مفاجأة غير مرجحة في أغسطس!

تدور تكهنات في واشنطن -على ضوء تصاعد المخاوف إزاء سلامة ذهنية وذاكرة بايدن في أعقاب صدور تقرير خاص مؤخراً حول إساءة تعامل الرئيس مع وثائق سرية– بأن مؤتمر الحزب الديمقراطي قد يشهد مفاجأة. ولعل السيناريو المنطقي الوحيد لحصول الديمقراطيين على مرشح جديد يَتَمَثَّلُ في قرار بايدن بالانسحاب. وقد يفعل بايدن ذلك في الوقت الذي يُنهي فيه ما تبقى من فترة رئاسته في البيت الأبيض كما فعل ليندون جونسون عام 1968. وبحسب هذا السيناريو غير المرجح (احتمال حدوث هذا السيناريو ضعيف)، فإن بايدن سيواصل تجميع أصوات المندوبين في انتخابات الحزب الديمقراطي التمهيدية من الآن وحتى أغسطس المقبل.

 

كما سيواصل بايدن الترويج لتحسُّن الأرقام الاقتصادية، ومهاجمة ترامب حتى أغسطس المقبل، لكنَّه سيصدم العالم في حال إعلانه الانسحاب من السباق خلال مؤتمر الحزب الديمقراطي، والامتناع عن دعم أي مرشح آخر، في الوقت الذي يدعو فيه المندوبون في المؤتمر إلى اختيار بديل له. وفي حال انسحاب بايدن من السباق بهذه الطريقة فإن هذا يعني فتح المجال أمام الجميع خلال المؤتمر الذي سينعقد في مدينة شيكاجو خلال أغسطس المقبل، من أمثال حاكم ولاية كاليفورنيا جافن نيوسم أو حاكمة ولاية ميشيجان جريتشن ويتمر، اللذين يُعدان من النجوم الصاعدة في الحزب الديمقراطي.

 

وعلى الرغم من أن مثل هذا السيناريو غير مُرجّح، إلا أنه من المُحتمل أن يقوّي فرص فوز الديمقراطيين في الانتخابات الرئاسية الأمريكية، وذلك لأن عمر بايدن يُمثّل نقطة ضعف رئيسة؛ فالحزب الديمقراطي في حالة ذعر بالفعل بسبب ضعف بايدن الجسدي وهفوات الذاكرة لديه. ويواصل بايدن ارتكاب أخطاء أثناء ظهوره العلني النادر. وفي الآونة الأخيرة، أشار إلى رئيس مصر على أنه رئيس المكسيك في مؤتمر صحفي نادر يهدف إلى إظهار لياقته العقلية بعد أن وصفه المُحقّق الخاص في قضية تتعلّق بسوء التعامل مع وثائق سريةّ بأنه “رجل مُسن مُتعاطف، حسن النيّة، ذو ذاكرة ضعيفة”. وبالنسبة للكثيرين داخل المعسكر الديمقراطي، فإن أداء بايدن الضعيف في العلن يُقوّض جوهر رسالة الحزب الديمقراطي؛ فالديمقراطيون يروّجون لأنفسهم على أنهم حزب الاستقرار، والحزب الذي يضع الأشخاص الأكفاء والقادرين في مناصب السلطة، ومع ذلك لا يُقدّم بايدن للناخبين الكفاءة والقُدرة التي يعدهم بها حزبه.

 

وثمّة مشكلة أخرى تواجه بايدن وهي السياسة الخارجية. وقد برز ذلك بشكل واضح للغاية مؤخّراً في الانتخابات التمهيدية في ولاية ميشيجان، حيث واجه الرئيس بايدن تمرّداً في أوساط الأمريكيين العرب والتقدّميين والناخبين الشباب حينما صوّتوا لخيار “عدم الالتزام” احتجاجاً على دعمه لإسرائيل في حربها على غزة. فقد كان هناك أكثر من 100,000 ناخب صوت لخيار “غير مُلتزم”، أي أكثر من 13% من إجمالي الأصوات التي تم الإدلاء بها.  وإذا رفض هؤلاء الناخبون دعم بايدن في نوفمبر المقبل، فإنه سيخسر هذه الولاية المُتأرجحة ذات الأهمية الحاسمة.

 

تحسُّن أداء الاقتصاد الأمريكي أدّى إلى تبديد المخاوف بشأن الركود، وقد يُساعِد الرئيس بايدن في حملة إعادة انتخابه (AFP) 

 

تحسُّن الاقتصاد

على الرغم من هذا المقدار من الكآبة والتشاؤم، إلّا ثمة ثلاثة عوامل رئيسة من المُحتمل أن تُساعد الديمقراطيين في انتخابات نوفمبر المُقبل، حيث يتمثّل العامل الأول في التحسّن الذي يشهده الاقتصاد الأمريكي، إذ يبدو أن سلسلة من البيانات الاقتصادية القوّية قد أدّت أخيراً إلى تحسين مزاج المُستهلكين المُتعكّر بشأن الاقتصاد الأمريكي، ما أدّى إلى تبديد المخاوف بشأن الركود، وربما مُساعدة الرئيس بايدن في حملة إعادة انتخابه.

 

لقد كافح بايدن لإقناع الناخبين بالمؤشّرات الإيجابية في الاقتصاد في عهده، بما في ذلك المكاسب السريعة التي تحقّقت على صعيد الوظائف وانخفاض مُعدّل البطالة وحدوث أسرع انتعاش في النمو الاقتصادي منذ الركود الذي ساد خلال جائحة كورونا مُقارنةً بأي دولة غنية أخرى. فالأجور الآن ترتفع بوتيرة أسرع من مُعدّلات التضخّم. وقد نما الاقتصاد بنسبة 3.1% من نهاية عام 2022 إلى نهاية عام 2023، مُخالفاً بذلك التوقّعات، بما في ذلك النمو القوي في نهاية العام. وينخفض مُعدّل التضخّم نحو المستويات الطبيعية وتُسجّل أسواق الأسهم الأمريكية مُستويات قياسية. إن كل ذلك من شأنه أن يُساعد بايدن، حيث أظهر استطلاع للرأي أجرته وكالة أسوشيتد برس-مركز أبحاث الشؤون العامة في فبراير 2024 تحسّناً طفيفاً في نظرة الأمريكيين للاقتصاد. ومن المُتوقّع أن يواصل مزاج المُستهلكين تأرّجحه التصاعدي خلال عام 2024 ليصل إلى أعلى مستوى له منذ عامين بسبب تحسّن مشاعر المُستهلكين بشأن التضخّم وسوق العمل وأسعار الفائدة.

 

والعامل الثاني الذي من المُرجّح أن يُساعد بايدن في عام 2024 هو استمرار أهمية قضية الإجهاض؛ فمنذ أن صوّتت المحكمة العليا في عام 2022 لإلغاء حقوق الإجهاض، كان لهذه القضية التأثير الأكبر على الانتخابات المحليّة وانتخابات الولايات وانتخابات التجديد النصفي للكونجرس وانتخابات حكام الولايات، ما أدّى إلى تعبئة القاعدة الديمقراطية للدفاع عن إعادة حقوق الإجهاض وإتاحته. ومن المُرجّح أن يستمر بايدن في الاستفادة من هذه القضية في الانتخابات الرئاسية في نوفمبر 2024، حيث يعتقد غالبية الأمريكيين أن الإجهاض يجب أن يكون قانونياً في جميع الحالات أو مُعظمها.

 

أخيراً، ثمة عامل ثالث قد يكون مُهمّاً والذي من المُحتمل أن يُساعد بايدن في سباقه الرئاسي وهو حقيقة أن مُعدّل الجريمة في الولايات المتحدة انخفض في كل فئة تقريباً في عام 2023، وفقاً لبيانات جديدة أصدرها مكتب التحقيقات الفيدرالي. ومع ذلك، فإن البيانات تتعارض مع التصوّر الشائع، حيث وجد استطلاع حديث للرأي أن 77% من الأمريكيين يعتقدون أن الجريمة ارتفعت مُقارنةً بالعام الماضي. وبعبارة أخرى، وكما هو الحال بالنسبة للاقتصاد، سيستغرق الأمر بعض الوقت حتى يتماشى التصوّر العام مع الواقع على الأرض فيما يخص انخفاض مُعدّلات الجريمة.

 

الاستنتاجات

يبدو أن الوقت في صالح بايدن، فالاقتصاد الأمريكي يُظهر مؤشّرات على القوة بينما تتحسّن ثقة المُستهلكين، ومع ذلك إذا أُجريت الانتخابات الأمريكية غداً فمن المُحتمل أن يفوز ترامب بفارق ضئيل. فمتوسّط مُعظم نتائج استطلاعات الرأي في البلاد يضع ترامب مُتقدّماً بفارق 2.3 نقطة على بايدن على مستوى البلاد. ويتقدّم ترامب على بايدن بمتوسّط 3.8 نقطة في الولايات المُتأرجحة الست التي من المُتوقّع أن تحسم الانتخابات، وهي أريزونا وجورجيا وميشيجان ونيفادا وبنسلفانيا وويسكونسن. ولكن لا تزال الانتخابات على بعد تسعة أشهر من الأن، وتاريخياً كانت استطلاعات الرأي التي تُجرى قبل صيف عام الانتخابات مؤشراً ضعيفاً على النتائج. وما نعرفه بمزيد من اليقين هو أن المُرشحَين، سواء بايدن أو ترامب، لا يتمتّعان بشعبية كبيرة في نظر غالبية الأمريكيين.

 

وفي هذا السياق، تُعدّ شعبية بايدن مُنخفضة بشكل استثنائي؛ وبالنظر إلى مُعدّلات التأييد للرؤساء السبعة السابقين في نفس المرحلة من فترة ولايتهم الأولى في الرئاسة، فإن نسبة شعبية بايدن الحالية البالغة 39% هي الأدنى من بينها؛ فقد حصل كلٌّ من باراك أوباما ودونالد ترامب على معدّل 43% و45% على التوالي قبل العام الذي سعيا فيه لإعادة انتخابهما، وهي أعلى قليلاً من معدّل بايدن، بينما كانت مُعدّلات شعبية جميع الرؤساء الآخرين أعلى من 50%. وكما أشرنا سابقاً، يُشكّل عمر بايدن مصدر قلق خاص للناخبين الأمريكيين.

 

ومع ازدياد زخم موسم الانتخابات سيتعيّن على بايدن إجراء المزيد من المُقابلات والمُشاركة في المُناظرات مع ترامب. ويأمل مُعسكر الأخير أن يرفض الأمريكيون منح بايدن فترة ولاية ثانية بمُجرّد أن يروا ضعف أدائه في الحملات الانتخابية والمُناظرات. من ناحية أخرى، يأمل مُعسكر بايدن في أن يؤدّي خطاب ترامب الانتقامي وغير المُنتظم إلى نفور الجماهير، وتذكير الشعب الأمريكي بأسلوبه الفوضوي في الحكم وعدم كفاءته. وفي هذه المرحلة، لا يتمتّع أيٌ من المُرشّحَين بشعبية كبيرة. ولا يزال الوقت مُبكّراً جداً لتقديم تنبؤات سليمة. وفي الظروف العادية من المُفترض أن يُساعد تحسّن الاقتصاد الرئيس الحالي للترشح بسهولة لولاية ثانية، ولكن هذه هي المرة الأولى التي يبلغ فيها الرئيس الأمريكي 81 عاماً ويبدو ضعيفاً للغاية. ويُمكن لترامب بالتأكيد أن يُحدث مُفاجأة ويفوز في الانتخابات الرئاسية لعام 2024 إذا تعثّر بايدن ذهنياً، أو الأسوأ من ذلك جسدياً، أمام ملايين المُشاهدين خلال المُناظرات وأداء الحملة الانتخابية. وفي نهاية المطاف، ستكون الانتخابات الرئاسية لعام 2024 بشكل أساسي مُنافسة حول اظهار من هو المُرشّح الأقل شعبية بين المُرشحَين الرئاسييّن بدلاً من تتويج رئيس قوي للبلاد.

 

المصدر :https://epc.ae/ar/details/scenario/baydin-muqabil-tramb-sibaq-adam-alshaebia-lilriyasa-al-amrikia

حول الكاتب

مقالات ذات صله

الرد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

W P L O C K E R .C O M