تأملات قرآنية من الآية الثامنة والثلاثين من سورة سبأ

بهاء النجار

 

وَالَّذِينَ يَسْعَوْنَ فِي آيَاتِنَا مُعَاجِزِينَ أُولَئِكَ فِي الْعَذَابِ مُحْضَرُونَ (38)

التأمل الأول :
السعي لإعجاز آيات الله جل وعلا يكون بأشكال ومستويات متعددة وذلك باختلاف الآيات المراد إعجازها ، فأحياناً يكون السعي لإعجاز آيات ودلائل واضحة كسعي الكافرين لإعجاز الحجج والآيات التي تثبت وجود الله جل جلاله ، وأحياناً يكون السعي لإعجاز آيات مهمة ولكنها أقل أهمية من سابقتها كالسعي لإثبات إمكانية خلع الحجاب أو حلية الخمر والربا والغناء والغيبة وما شابه ، وهذه وإن كانت أقل أهمية إلا أنها خطيرة ، وما سعيُ الساعين لإعجاز الآيات والبراهين التي تدل على تلك الأحكام الشرعية إلا لأنهم عجزوا عن إعجاز الآيات الأكثر عظمة ، لذا سعوا لإفراغ المحتوى الإيماني الذي يُعدُّ ثمرة للمعتقدات .

التأمل الثاني :
نسمع عادة بالإعجاز القرآني ، هذا الإعجاز الذي أبهر عقول الكثيرين من أصحاب الفطرة السليمة من غير المسلمين حتى انجذب بعضهم الى القرآن بل واعتنق الإسلامَ بعضُهم ، كما أن هذا الإعجاز رسّخ العقيدة الإسلامية في نفوس كثير من المسلمين حتى زاد تمسكهم بدينهم وبأحكامه ودفعهم للدفاع عنه بأنفسهم وأموالهم وأقلامهم وكل ما يملكون .
يبدو أن هذا الإعجاز القرآني حرّك الحقد لدى أعدائه فسعوا لإعجازٍ مقابل من خلال التشكيك ببعض المعارف القرآنية والإسلامية عموماً وتشويه بعض المفردات القرآنية المهمة كالجهاد الذي شوّهته التنظيمات الإرهابية والحجاب الذي شوّهته منظمات ما يسمى بمنظمات الدفاع عن حقوق المرأة ، كل ذلك من أجل إعجاز الآيات التي أعجزتهم .

التأمل الثالث :
من المعروف أن السعي فعلٌ يدل على الحركة والنشاط والهمّة ويعكس نية الساعي في ما يسعى إليه ، لذا فإن النشاط والهمّة يملأ الساعين في إعجاز آيات الله من إجل إفشال أي آية وحجة ودليل وبرهان يؤدي الى هداية البشرية الى الحق ، سواء كانت هذه الآيات مختصة بهداية الناس على مستوى التوحيد أو حتى تلك الآيات التي تهدي البشر الى جزئيات الشريعة كآيات الأحكام مثلاً .
وبالتالي فعلى المؤمنين الذين يمتلأون همّاً جرّاء ذلك السعي المعجِز أن يسعون سعياً مماثلاً إن لم يكن أعلى همةً ونشاطاً كي يعجزوا أي سعيٍ مُعجِزٍ لآيات ربه ، وإن شاء الله سيكون هؤلاء المؤمنون في الجنة المحضرون .

للمزيد من التأملات القرآنية انضموا الى قناة ( تأملات قرآنية ) على التلغرام :
https://t.me/quraan_views

حول الكاتب

مقالات ذات صله

الرد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

W P L O C K E R .C O M