حاملة الطائرات الأمريكية “نيمتز” لماذا حضرت في الخليج، وأُعيدَت، ثم أُرجِعَت؟!

تمهيد

قد يظن البعض – من غير المهتمين بإستراتيجيّات العالم العسكرية والقدرات الضاربة – أن حاملة الطائرات لا تعدو أن تكون سفينة حربية ضخمة تحمل على ظهرها عددًا من الطائرات!

ولكنها في حقيقة الأمر ليست كذلك، فهذا السلاح الجَبّار – الذي لا يمتلكه سوى عدد قليل من دول العالم بأعداد وقدرات متباينة – يشكِّل الذراع الضاربة الطولى لقواتها البحرية؛ سواء ابتغاء التلويح باستخدام القوة المسلّحة لتحقيق غايات سياسية محدّدة، أو لاستعراض القوة أمام الآخرين، ناهيك عن تنفيذ عمليات جوية في ميادين الصراع مع الخصوم والأعداء.

وقد سَلَّطَتْ وسائل الإعلام المختلفة في الشهر المُنصَرِم ضوءها على واحدة منها، وهي حاملة الطائرات الأمريكية العملاقة نِيمِيتْز (NIMITZ) وقتما أتت إلى الشرق الأوسط، وعبرت مضيق هرمز يوم 5 كانون الأول/ ديسمبر 2020، وتجوَّلَت في مياه الخليج العربي أربعة أسابيع متتالية، ثم تقرر سحبها إلى الوطن الأم، أو ربما إلى أحد الموانئ الضخمة التي تؤمِّن تسهيلات للقوات البحرية الأمريكية، لكن أُلغِيَ القرار وأُعيدَت الحاملة العملاقة إلى الخليج وسط تصاعد التصريحات والتهديدات المتبادَلة بين طهران وواشنطن، وبالأخص في أواخر أيام الرئيس دونالد ترامب بالبيت الأبيض.

وفي هذه الدراسة الموجزة، قصدنا إلى تعريف المتابعين بحاملة الطائرات العملاقة نيميتز من حيث أساسها وتاريخها ومواصفاتها، قبل أن نأتي إلى وقائع تحرّكاتها الأخيرة والمستمرة حتى الآن بالخليج العربي.

التخطيط للحاملة “نيميتز”(*)

بعد أن وضعت الحرب العالمية الثانية أوزارها أواسط عام 1945، استشعرتْ الولايات المتحدة الأمريكية ذاتها وقد غدت قطبًا سياسيًّا وإستراتيجيًّا أعظم في عموم العالم، وارتبطت بها عشرات الدول في مختلف أصقاع العالم بمواثيق ومعاهدات تُلزِم أن تقف واشنطن إلى جانبها؛ لذا أصبحت الحاجة الأمريكية ماسة أكثر من ذي قبل لامتلاك أذرع مسلّحة بعيدة المدى؛ تستطيع – باستثمارها – التدخّل السريع في أبعد المناطق عن حدودها الجغرافية.

فإضافة إلى القدرات الأمريكية الجوية والبرية التي لا تُضاهى، فإن قواتها البحرية كان يجب تطويرها باضطراد لتضحي قادرة على الوصول لأبعد البقاع عن أرضها، وبالأخص حاملات الطائرات التي برهنت في غضون معارك المحيط الهادي قبالة شبيهاتها اليابانية، أنها سلاح المستقبل المنظور الذي لا يُستغنى عنه حتى في ظروف السلام والهدوء.

لذلك سارعت الولايات المتحدة خلال عقد الخمسينيات إلى تحديث عدد من حاملات الطائرات التي خرجت من الحرب سالمة، في حين رصدت أموالًا طائلة لإنتاج الأحدث منها، إلى جانب تأهيل أفضل الطائرات المنتَجة لديها لتعمل على سطوح الحاملات بشكل خاص، بما فيها النفاثات المقاتلة/هجوم أرضي الأسرع من الصوت منذ أواخر الستينيات، ومعها العديد من القاصفات الخفيفة وطائرات الإنذار المبكر والتشويش اللاسلكي والإلكتروني والاستطلاع التصويري والتزويد الجوي بالوقود، ناهيك عن طائرات النقل الخفيفة وهليكوبترات الإنقاذ البحري والإسناد المسلَّح ومقاومة الغواصات وغيرها.

لماذا سُمِّيَت “نيميتز”؟(**)

وبرغم كل تلك الخطوات الواسعة في الإنتاج العسكري الأمريكي، فإن طموحات البحرية الأمريكية لم تكن لها حدود في شأن حاملات الطائرات أسوة بغيرها، حتى سعوا إلى تجاوز كثير من العقبات الكبيرة في طريق إنتاجها، فلضخامة الحاملات تحديدًا فإن استهلاكها للوقود ظلَّ معضلة ينبغي حلّها؛ لذلك أُنتِجَ للمرة الأولى في التاريخ مُحَرِّك توربينيّ ضخم يعمل بمفاعل نووي طيلة 13 سنة متواصلة من دون حاجة لأي نوع من الوقود، وزُوِّدَت به حاملة طائرات عملاقة – بكل ما في الكلمة من معنى – سُمِّيَت بـ”نيميتز”؛ وذلك تَيَمُّنًا وتخليدًا لاسم الأميرال البحري تشيستر نيميتز (CHESTER NIMITZ) القائد العام للبحرية الأمريكية في المحيط الهادي إبان الحرب العالمية الثانية، الذي قاد المعركة البحرية الكبرى في نهار يوم 4 حزيران/يونيو 1942 حول جزيرة مِيدْوَى (MIDWAY)، وتواجهت فيها – عن بُعد – 4 حاملات طائرات أمريكية مع 4 حاملات يابانية، وكانت نتيجتها إغراق اليابانيّات الأربع مقابل واحدة أمريكية، حيث قلبت هذه المعركة موازين القوى البحرية والجوية في عموم المحيط الهادي حتى نهاية الحرب لصالح الأمريكيين.

نبذة عن حاملة الطائرات “نيميتز”(***)

هذه الحاملة هي بمثابة قاعدة جوية متكاملة بتنوّع طائراتها، ومنظومات أسلحتها، ودفاعاتها الذاتية، وراداراتها، وأجهزة ملاحتها، والمعدات الاختصاصية، ومنظومة القيادة والسيطرة والتوجيه لعشرات الطائرات في وقت واحد، ويديرها آلاف الأشخاص لتحقيق المهمّات الموكَلة إليها.

وتُعتَبَر حاملة الطائرات نيميتز (NIMITZ) باكورة ثلاث حاملات عملاقة أدخلتها الولايات المتحدة الأمريكية الخدمة ضمن قواتها البحرية منذ أواسط عقد السبعينيات من القرن الماضي، لتكون الحاملة الأحدثَ والأضخم والأعمق غاطِسًا والأثقل سلاحًا والأكثر تطوّرًا في عموم العالم.

وإليكم بعض مواصفاتها وقدراتها المُعلَنة بعد تحديثها وتطويرها لغاية عام 2020:

الاسم: نيميتز (NIMITZ).

الرقم المتسلسل: 68.

النوع: حاملة طائرات متعددة الأغراض (CVN).

تاريخ التدشين: 3 من أيار/مايو 1975.

القوة الدافعة: محرك توربيني واحد بمفاعل نووي طراز ويستنكهاوس، بقوَّة 50 ألف حصان.

الطول الكلي: 332 مترًا.

العرض الكلي: 41 مترًا.

المساحة الكلّية لسطح الحاملة: 13612 مترًا مُكَعَّبًا.

مدرج الإقلاع والهبوط: بطول 79 مترًا، وعرض 25 مترًا.

العدد الأقصى للطائرات المحمولة عليها: 93 طائرة متنوِّعة، أكثرها عددًا هي المقاتلات/هجوم أرضي من طراز هورنيت F-18 الأسرع من الصوت.

المقاتلة/هجوم أرضي (هورنيت F-18) في لحظة الهبوط على مدرج حاملة الطائرات نيمتز

التي تُعَدّ العمود الفقري لهذه الحاملة وسواها، تُعاوِنها طائرات أواكس (AWACS) مُصَغَّرة للإنذار المبكر والسيطرة، وطائرات استطلاع تصويري وتشويش إلكتروني اختصاصية، وأخرَيات لإعادة التزود بالوقود جوًا، وطائرات لنقل الأشخاص، وهليكوبترات لمقاومة الغواصات، والإنقاذ البحري.

حمولتها من المقذوفات بعيدة المدى: 100 مقذوفة مُجَنّحة (كروز) مختلفة الأحجام وذات مدى من 800-2500 كلم.

عدد الأشخاص المطلوبين لإدارتها: 6300 ضابط ومراتب.. منها 3000 لإدارة جناح الطيران وحده، و3300 شخص للمتطلّبات الأخرى والخدمات.

التسليح الذاتي: عشرات المدافع مختلفة العيار ومنظومات الدفاع الجوي لمعالجة الطائرات والمقذوفات، وأخيرًا نُصِبَت على سطحها منظومة C-RAM للتصدي للصواريخ قصيرة المدى بارتفاعات منخفضة.

الاكتفاء الذاتي: يمكنها العمل 16 يومًا في معارك متواصلة طيلة 24 ساعة دون الحاجة لأيّ شيء سوى وقود الطائرات.

وقد تبع دخول هذه الحاملة إلى الخدمة تدشين حامِلتَين أُخرَيَين بالمواصفات ذاتها، هما “آيزنهاور- الرقم 69″ عام 1977، و”كارل فِنسون- الرقم 70” سنة 1982. وكلّ ذلك قبل إدخال حاملات أحدث في صفوف القوات البحرية الأمريكية خلال عقود ما بعد الثمانينيات، التي ربما نأتي إلى الحديث عنها في مقال قادم.

حضور نيميتز في الخليج العربي:

من المؤكد أن زيارة الحاملة نيميتز وشقيقاتها لمياه الخليج العربي في نهاية عام 2020 لم تكن الأولى في تاريخها، والراجح كذلك أنها لن تكون الأخيرة لمنطقة ساخنة لا تفتأ تشهد أحداثًا خطيرة منذ عقود، ولكن مقالتنا ما دامت تحمل العنوان السابق، فينبغي لنا التركيز على آخر تحركات هذه الحاملة تحديدًا؛ لـما سُلِّط عليها من أضواء خلال شهر كانون الأول/ديسمبر الماضي، وما زالت.

فقد جاءت زيارة نيميتز – غير الودية بالطبع – للمنطقة في ظل تصعيدِ إيران ووعود أذرعها بالانتقامِ لقاسم سليماني وأبو مهدي المهندس، اللذين قُتلا قرب مطار بغداد الدولي بمقذوفات ذكيّة أطلقتها طائرة مُسَيَّرة أمريكية فجر يوم 3 كانون الثاني/يناير 2020.

وجاءت تلك التهديدات الإيرانية للأمريكيين وحلفائهم وقواعدهم العسكرية في الشرق الأوسط مصحوبة بعدد من المناورات التي أجرتها سفن القوة البحرية التابعة للحرس الثوري الإيراني والعشرات من زوارقها السريعة والمحمَّلة بمئات الصواريخ قصيرة المدى ومجاميع الضفادع البشرية وسط مياه الخليج، حتى ظنّ المتابعون أن المواجهات قاب قوسين أو أدنى في لحظة اقتراب الأمريكيين من مياه الخليج.

وفي عرض عضلات جليّ وتحدٍ واضح للتهديدات الإيرانية، حركت واشنطن هذه الحاملة العملاقة بكامل حمولتها من الطائرات إلى الشرق الأوسط، يحيطها أسطول من ثماني قطع بحرية، لتعبر مضيق هرمز يوم 5  كانون الأول/ديسمبر 2020، وتتجول وسط الخليج أربعة أسابيع متتالية من أقصاه إلى أقصاه أمام أنظار الإيرانيين، دون أن تحرِّك بحرية الحرس الثوري ولا البحرية النظامية ولا الطائرات الإيرانية ساكنًا، بل لزم الجميع موانِئَهم ومَرافِئهم حتى ما بعد مرور عام على مقتل سليماني والمهندس دون أن يطلق أحدهم طلقة مسدّس واحدة، في حين خَفتَت التصريحات الساخنة، وانعدمت التهديدات الغاضبة.. عندئذٍ قرر الـبنتاغون الإيعاز إلى الحاملة نيميتز ورفيقاتها بترك مياه الخليج والعودة إلى الوطن.

        حاملة الطائرات نيميتز مُحاطَة بسفن الحماية في مياه الخليج العربي

والمستغرَب أن النظام الإيراني اعتبر القرار الأمريكي تراجعًا وخوفًا من القيادة الأمريكية العليا، وأنهم لم يجرؤوا على أن يخطوا خطوة واحدة باتجاه الحرب، لا سيّما وأن أقل من 3 أسابيع فحسب تفصلهم عن موعد مغادرة الرئيس ترامب العرش الرئاسي في البيت الأبيض، فما كان منه سوى الإشارة إلى نيميتز بالعودة إلى وسط الخليج حتى إشعار آخر.

هل يحتاج الخليج إلى نيميتز؟

واقع الحال، أني كمتابع للحروب وكبرَيات المعارك وإستراتيجيات الدول العظمى، وبالأخص الولايات المتحدة الأمريكية وعُنجهيّاتها لما يزيد على 100 سنة، وكذلك المواقف التي تتراءى من خلالها سياسة التلويح باستخدام القوة، فقد لوحِظ في الأحداث الأخيرة أمران:

  • أوّلهما: أن تحريك الحاملة نيميتز والأسطول المرافق لها من السواحل الأمريكية إلى الخليج العربي، وقع في حين تتوفر لدى واشنطن المئات من الطائرات القابعة في عشرات القواعد الجوية المحيطة بإيران من كل جهاتها.
  • وثانيهما: اندهاش كثير من متابعي هذا الحدث بقرار عودة الحاملة نيميتز إلى الوطن الأم بدون أن تؤدي أي مهمة عسكرية.

فلذلك يجب إيضاح ما يلي:

أولًا: أن هذه الحاملة التي تحتضن ٩٣ طائرة مختلفة الأنواع والأغراض، أسوة بـــ ١٢ حاملة مشابهة تمتلكها الولايات المتحدة، بعد أن جَمَّدَت ٩ من مجموع 21 حاملة في أوائل عقد التسعينيات إثر انهيار الاتحاد السوفييتي، فإن بإمكانها أن تطوي ما يزيد على ١٢٠٠ كلم في اليوم الواحد، طبعًا من دون حاجة للتوقّف ولا التزود بالوقود؛ بمعنى أنها يمكن أن تغادر السواحل الأمريكية اليوم، وتبلغ الشرق الأوسط في غضون ٨ أيام فقط.

ثانيًا: أن أصغر الطائرات حجمًا على متن هذه الحاملة هي F-18 Hornet، ومداها ٧٤٠ كلم ذهابا وعودة، يزيد عند تخفيف الحمولة من القنابل والمقذوفات، ويتضاعف عند تزوّدها بالوقود جوًّا من الصهاريج الطائرة. مما يؤكد المعنى السابق.

ثالثًا: هناك أيضًا الأسطولان الأمريكيان: السادس المرابط بالبحر المتوسط طيلة ١٢ شهرًا، والأسطول الخامس في بحر العرب، وقيادته متمركزة في البحرين، وكل منهما يمتلك حاملة طائرات واحدة ضمن أملاكهما، ويُزاد العدد عند الحاجة. وتقع إيران كلها ضمن مدى طائراتهما، وخصوصًا إن تمّ تزويدها بالوقود جوًّا؛ لذلك لا حاجة لأية حاملة في الخليج العربي أو خليج عُمان من الأساس.

رابعًا: في الحَربَين اللّتَين شُنَّتا على العراق عامي ١٩٩١ و٢٠٠٣ بلغ عدد الحاملات الأمريكية التي تمركزت في البحرين المتوسط والأحمر وبحر العرب خمس حاملات طائرات في وقت واحد، أي ٤٦٥ طائرة؛ ٣٠٠ منها على الأقل مقاتلات/هجوم أرضي، أُضيفت إليها مئات أخرى من تلك التي انطلقت من القواعد الأرضية بالمنطقة وأوروبا والمحيط الهندي.

خامسًا: أما مئات الطائرات التابعة للقوات الجوية الأمريكية ذات الطُرُز المختلفة، المرابطة بشكل شبه دائم في كل من البحرين، والكويت، وسلطنة عُمان، وقطر، والإمارات العربية، والسعودية، والعراق، والأردن، فإنها تجعل من وجود حاملة طائرات واحدة شيئًا إضافيًا لتكثيف النيران الهائلة فيما لو نشبت الحرب.

سادسًا: أما القاصفات الإستراتيجية العملاقة بحمولاتها الهائلة ومدياتها التي لا تقلّ عن عشرة آلاف كلم من دون التزود بالوقود جوًا، وهي من الطرز B-52 و B-1 و B-، فإن أعدادها تربو على 850 قاصفة، ومعظمها يستقر في الأرض الأمريكية، ولكن أثقلها وزنًا وأبطأَها سرعة يمكنها الوصول – بكامل حمولاتها – إلى منطقة الشرق الأوسط خلال 12 ساعة فقط من دون توقّف.

هذه البنود كلها تؤكد أن تحرك Nimitz في الخليج العربي لأربعة أسابيع، كان ضمن سياسة التلويح باستخدام القوة فقط، وتحدّي النظام الإيراني وتهديداته الساخنة.

(*) للتوسّع في المعلومات، يُنظَر: صبحي ناظم توفيق، العميد الركن:- الطيران البحري وحاملات الطائرات، مطبعة الانتصار، بغداد، 1985، ص ص76-77.

(**) صبحي ناظم توفيق، المرجع نفسه، ص ص50-54. وكذلك في:

PP 280-281 ، AIRCRAFT CARRIERS of the world، ROGER CHESNEAU

وكذلك أيضاً في: ريمون كارتييه، الحرب العالمية الثانية، الجزء الأول، نقله إلى العربية سهيل سماحة وأنطوان مسعود، مؤسسة نوفل وبيت الحكمة، سنة الطبع 1966، بيروت، ص318-329

(***) صبحي ناظم توفيق، المرجع نفسه، ص158.

 

رابط المصدر:

https://barq-rs.com/%d8%ad%d8%a7%d9%85%d9%84%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d8%b7%d8%a7%d8%a6%d8%b1%d8%a7%d8%aa-%d8%a7%d9%84%d8%a3%d9%85%d8%b1%d9%8a%d9%83%d9%8a%d8%a9-%d9%86%d9%8a%d9%85%d8%aa%d8%b2/

حول الكاتب

مقالات ذات صله

الرد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

W P L O C K E R .C O M