دور الرحالة الفرنسيين في تدعيم خلايا الاستعمار في الجزائر

شمخاي موسى إسماعيل – معتوق جمال

 

ملخص:

لا يمكن أن نفصل بين تاريخ شمال إفريقيا كأغلبيّةٍ مسلمةٍ، وبين شطر البحر الآخر حيث العدو الأزلي الأوروبي، ولا يمكن أن نغفل التّاريخ الذي شهد صراعاتٍ عديدةً ومتعدّدةً ومتجدّدةً في كلّ مرّة، فاحتلال الجزائر من طرف «الاستدمار» الفرنسي لم يأتِ صدفةً، بل هو امتدادٌ لهذا الصّراع سالف الذكر.

إنّ انسحاب الجيش الإسلامي من فرنسا إلى جبال البرانس سنة 732هـ، وما خلّفته هزيمتهم من ضوضاء كانت شررًا لتفكير الفرنسيين بغزو المسلمين في عقر دارهم، فالمسألة عندهم مسألة: (هلال.، صليب، ولا تحتمل القسمة على اثنين.

استمرّت الفكرة المعادية للإسلام وأهله ثمانية قرون، مرورًا بسقوط الأندلس وصولًا إلى غزو نابليون مصر، فالاحتلال الفرنسي لأرضنا الطّاهرة، وهذا بتسطير منهجيّة التّكاتف والتّكامل بين عمل الرحّالة المستكشفين المندسّين ذوي الخلفيّة العسكريّة الإيديولوجيّة الكولونياليّة، كعملٍ أنثروبولوجيٍّ حقيقيٍّ تمّ من خلاله رسم سبل احتلال وطننا العزيز الجزائر.

Summary:

We can not separate the history of north africa as a muslim majority, and between the other part of the sea where the european eternal enemy, and we can not lose sight of the history of numerous conflicts, the occupation of algeria by the french destroyer was not a coincidence, but an extension of this conflict above.

The withdrawal of the islamic army from france to the pyrenees in 732 AD, and the consequent defeat  was the spark of the French thinking of the invasion of Muslims in their homes, the issue of: (Hilal, ± Cross, can not be divided by two.

The idea of ​​anti-Islam and its people continued for eight centuries, through the fall of Andalusia to the invasion of napoleon egypt, the french occupation of our pure land, and this underlining the methodology of integration and complementarity between the work of the wandering explorers, with the colonial ideological military background for them.

مقدمة:

لا يمكن أن نعتبر الرّحلات الفرنسيّة التاريخيّة إلى شمال إفريقيا والمغرب العربي والجزائر خصوصًا، رحلاتٍ سياحيّةً، بل هي ذات طابعٍ إيديولوجيٍّ دينيٍّ في المقام الأوّل، وعرقيّ في المقام الثاني، فالمنطلق من أوروبا باتّجاه شمال إفريقيا له غاية وهدف ساميين، (مسيحي صليبي)، ظاهره التعرّف على الآخر المختلف عن طريق معاشرته ومخالطته، وباطنه تدوين مواطن قوّته وضعفه وتمريرها إلى القوّة السياسيّة المندرج تحت اسمها، وهذا العمل السياحي في الظاهر ما هو إلّا مقدّمة لاستيطان الأوطان، واستعباد شعوبها قهرًا وبالقوّة، وهو ما فعله الاستدمار الفرنسي بعدما استفاد من رحلات مستكشفيه ومدوّناتهم عن الأمّة الجزائريّة.

ومن خلال ما سبق، وجب أن نتطرّق إلى مجموعةٍ من الرّحّالة الفرنسيين، الذين ساهموا في تعبيد الطريق وتجديدها للمستدمر الفرنسي؛ حيث احتلّ بلدنا الجزائر لما يفوق مئة وثلاثين سنة، مارس من خلالها شتّى أنواع الاضطهاد والقهر، وشتّى أنواع الظّلم والتخريب، على كافّة الأصعدة المعنويّة منها والماديّة.

أوّلًا: الأسباب الرئيسيّة لاحتلال فرنسا الجزائر:

لا يمكن أن نغفل بأنّ الفرنسيين كانوا يطمحون إلى غزو العاصمة أوّلًا؛ لأجل الحصول على غنائم قدّرت ب 150 مليون فرنك، كانت متواجدةً بخزينة الداي حسين[3]، كما أنّ انهزام قوّات «نابوليون» أمام الجيش الإنجليزي بعد محاولته احتلال مصر، وتدهور صورة فرنسا في القارة الأوروبيّة جعل من ملكها «شارل العاشر» راغبًا في محاولة إعادة الهيبة لبلده، من خلال الهيمنة على الساحل الجزائري، ونهب خيراته، وكان له ذلك بعد أن استعان بالعسكريين والسياسيين من أبناء جلدته على رأسهم الجنرال «بورمون» الجبان، الذي لم يُحقّق أيّ انتصار عسكريٍّ في ذلكم الحين، غير هزيمة الداي حسين، إذا ما قارنا ما حصل في فرنسا وسقوط  حكم من بعثه، ملكه «شارل العاشر» الخسيس[4].

إنّ فكرة نابوليون بونابرت التوسّعيّة التي سبقها إرسال أحد ضبّاطه إلى الجزائر ما بين 24 ماي و17 جويلية 1808 [5]، من أجل وضع معالم إقامة دولةٍ فرنسيّةٍ في شمال إفريقيا، والذي اقترح فيه الضابط «بوتان» سنة 1809 على «نابوليون» باحتلال مدينة الجزائر عن طريق البرّ لا البحر، هو دليلٌ على أنّ هذا الضابط قد قام بدراسةٍ ميدانيّةٍ لمدّة سنة، استطاع من خلالها معرفة مواطن قوّة الجيش العثماني الجزائري، وبالخصوص أسطوله البحري الذي لا يسهل اختراقه.

وبالعودة إلى ملك فرنسا فقد استغلّ هزيمة نابليون سنة 1815 [6]؛ ليثبت لمعارضيه أنّ فرنسا لن تسقط؛ حيث أمر مستشاره «بوتان» بالتّأهّب لاحتلال الجزائر، وهذا بالتعاون مع قنصلهم ورجال الأعمال الفرنسيين والعسكريين، من أجل العثور على مواد خام ضروريّة، وأسواق جديدة، وهو ما جسّده قانون الجنرال «كلوزيل» الذي يقضي بتسليم أراضي الجزائريين الخصبة للمهاجرين الأوروبيين، وهو ما شجّع يهود الجزائر بالتمليك أكثر، مقارنة بأملاكهم خلال العهد العثماني.

هذا الأخير يُؤدّي إلى حقيقة الصراع الديني الإسلامي بين فرنسا الصليبيّة وحقدها على الدولة العثمانيّة الإسلاميّة، باعتبار الجزائر آنذاك أسطولًا قويًّا امتدادًا للأسطول العثماني، وهاهو تقرير «كليرمون» وزير الحربيّة الفرنسيّة في 14 أـكتوبر 1827م، يؤكّد نيّة فرنسا الدينيّة، حيث يقول: «إنّه ومن الممكن ولو بمضي الوقت، أن يكون لنا الشرف أن نمدّ لهم اليد، وذلك بأن نجعلهم مسيحيين»[7]، وبالتالي فإنّنا نستخلص بأنّ الاحتلال الفرنسي للجزائر ظاهره يدعو إلى التمدّن والتحضّر، وباطنه أحقاد دينيّة، وأطماع توسعيّة جغرافيّة على حساب خيرات وممتلكات أجدادنا الأشاوس رحمهم الله.

ثانيًا: سياسات فرنسا الاستيطانيّة إبّان السنوات الأولى للاحتلال:

إنّ جزائرنا، لم تكن أبدًا ميدانًا خصبًا للكولونياليين، يفعلون فيه ما يشاؤون، بل كان تهورهم العسكري بعد احتلالهم العاصمة، دليلًا قاطعًا على سوء تسييرهم، وهو ما كبّدهم خسائر فادحة وواضحة، من خلال العصيان المدني لسكّان العاصمة المناهضين أصلًا لهذا الضيف غير المرغوب به، ومن خلال الهجرات السكانيّة إلى متيجة الفلاحية للممتعضين من نقض العهود والوعود من طرف «بورمون»، وتواصل الانهزامات الفرنسيّة تحت لواء «كلوزيل» المتعصّب، الذي لاحقهم للبليدة مع من عيّنه على الجيش «بواييه»، وانهزام من عيّنه لاجتياح عنّابة، وموته شرّ ميتةٍ في محاولته الأخرى البائسة في قسنطينة سنة 1837[8]، وهو ما يكون سببًا في إعادة نظرهم لسياساتهم الاستيطانيّة بتسخير كلّ الهيئات والجبهات خارج المجال العسكري، ممن يقال لهم «الرحالة الأنثروبولوجيون» والمتشكلون أساسًا من (الأدباء، والمؤرخين، والطابعين، والصحفيين، والمحامين، والرسامين، والمترجمين،) [9]، حتى يكون توسّعًا أكبر بتكاليف أقل، انطلاقًا من أفكار «فولتير» الهيلينيّة التي تقدّس الجمال والعقل[10]!.

ثالثًا: الرحالة الفرنسيون الكولونياليون:

1. رحلة «روني كابي» الممهّدة للاحتلال الفرنسي 1824-1828:

تعتبر رحلة «روني كابي» من أوئل الرحلات التي قام بها الرحالة الفرنسيون إلى الجزائر؛ حيث كانت تقاريره وكتاباته توحي بأنّ الجزائر الشاسعة مساحة جنوبًا باتّجاه افريقيا، هي بوابة حقيقيّة للتوغّل إلى افريقيا، وهي بذلك ذات أهميّةٍ كبيرةٍ من ناحيتين حسبه:

– الأهميّة التجاريّة الكبيرة.

– تراثها المعنوي الحافل.

وقد عنيت رحلته بتمويل كبير من الإدارة الفرنسيّة، وكانت نتيجة رحلته أن قدّم خريطة للجزائر وجنوبها الكبير، التي تمثّل أكثر من 80% من مساحة الجزائر، والتي اعتمدها الفرنسيون للتوسّع لاحقًا، كما كانت تقاريره قاعدة لتأليفات هامّة على رأسها مؤلّف «دوماس» بعنوان «الصحراء الجزائريّة»، وبتشجيع من الماريشال «بيجو»[11].

2. «بربروجر» وفكرة «تأسيس المكتبة الفرنسيّة العامة»:

لقد كان سباقًا في فكرة إنشاء مكتبةٍ عامةٍ فرنسيّةٍ في الجزائر، حتى يستغلها الضباط والمترجمون كأدوات عمل لازمة لمهمّتهم في الجزائر، ولم يكن «بربروجر» مكتّف اليدين، بل كان ملازمًا لتحرّكات العسكريين في مناطق الجزائر المختلفة منذ دخول الاستدمار سنة 1830؛ حيث اهتمّ بجمع الوثائق والكتب والمخطوطات من الأماكن التي تمّ تدميرها من طرف العسكريين من مساجد وزوايا، وقد استمرّ في رحلاته هذه لأكثر من خمس سنوات جمع فيها عديد المخطوطات والكتب والوثائق، إلى أن صدر قرار تأسيس المكتبة العامّة بالجزائر العاصمة، وأذن لـ «بربروجر» بتولي إدارتها سنة 1936 [12].

وبعد سنين ليست بالكثيرة وبالضبط بعد القضاء على ثورة الأمير عبد القادر سنة 1848، تمّ الاستيلاء على مكتبته، التي كانت تحتوي على ذخائر المخطوطات العربية الإسلاميّة، كما تمّ نهب محتويات مكتبة الشيخ الحداد بعد القضاء على ثورته أيضًا سنة 1871، وصودرت ونقلت إلى المكتبة العامة بالجزائر العاصمة، وبعد اقتراب استقلال الجزائر قامت الإدارة الفرنسية، بحرق المكتبة العامّة حتى لا ينتبه الجزائريون لتحويل ونقل محتوياتها الهامة، وهو في حدّ ذاته تمويه ذكي مدروس[13].

3. «كوفي» ومهمّة «التنقيب»:

يُعتبر هذا العسكري الأثري أوّل من سمح له في الجزائر من طرف المستعمر بالتنقيب في آثار الجزائر وتاريخها، فقد اهتمّ بدراسة القباب والمساجد وطريقة بنائهما، واختلاف أشكالهما، وكذا مواقعهما وتأقلمهما مع المناخ والبيئة، وانطلق في عمله هذا منذ 1831 [14]، وقد كان الغرض الأوّل من هذا التنقيب، خدمة الإيديولوجية الفرنسيّة الاستدماريّة مكان الإسلاميّة، ويتجلى في الآثار الرومانيّة من كل من جميلة وتيمقاد التي نقب عنها كوفي نفسه واكتشفها، بالإضافة إلى الآثار المتوزّعة في مناطق الجزائر الشاسعة، التي نقّب وحافظ عليها المستدمر فيما بعد، باعتباره الحفيد الأكبر للرومان، وامتدادًا له في أراضينا الجزائريّة الطاهرة.

4. «بارودون» وفكرة «الصحراء خلابة»:

إنّك أيّها القارئ الكريم، إذا ما اطّلعت على مسيرة هذا الرحّالة (1890) في بلادنا الجزائر الشاسعة، تدرك تفطّن هذا الأخير لأهميّة الصحراء الشاسعة جغرافيًا وجماليًا وثقافيًا، فهو لم يترك شيئًا إلّا وصفه وذكره وعرّج عليه، حتى يبدّد تلك الغيوم عن أعين أبناء جلدته، فها هو ينتقل بهم من ظلمة جهلهم بها، إلى تنوير عقولهم بروعة شروق وغروب شمسها، وبنايات أهاليها الطوبية، وامتزاج ذلك اللّون مع لون الغروب والشروق، وتداخله مع نخيلها، حتى إنّه شبّهها بالبحر، وكأنّه يقول لإدارته الفرنسيّة لا تبقوا طويلًا في الشمال حيث البحر، بل تعالوا واستولوا على هذا الجمال الأخّاذ، «وكأنّ الصحراء بحر بعيد ذو شواطئ مجهولة»[15].

5. «فرومونتان» و«الخيمة»:

يقدّم الرحالة «فرومونتان» خدمةً للإدارة الفرنسيّة بوصفه أحد مظاهر القيم التراثيّة للمجتمع الجزائري؛ حيث يصف هذا الموروث المادي وصفًا دقيقًا، قائلًا: «يمكن للقارئ أن يكوّن فكرةً عن الخيمة العربيّة بأن يتخيّل فضاءً مربّعًا يُقدّر بـ 40 قدمًا، مغطًى بقطعة قماش مصنوعة من وبر الجمال وضفائر القش، وهي مثبّتة بالأرض بأعمدة، أطولها أعمدة الوسط التي يبلغ طولها بين 7 أو 8 أقدام، في حين لا يتعدّى ارتفاع أعمدة الجوانب ثلاثة أقدام…… وإن كان المظهر يبدو غريبًا من الخارج فالداخل متميّز أكثر»[16]، إنّنا وإذا ما تمعّنّا في كلام هذا الرحالة نلتمس نزعته الكولونياليّة، فمن خلال كلمة المظهر الغريب نتأكّد من أنّ كلامه ليس موجّهًا لنا كجزائريين أو كعرب، بل موجّه بالخصوص إلى إدارته الفرنسيّة، وكأنّه يقول: أيّها العسكري الفرنسي عند وصولك إلى هذه المناطق ورؤيتك هذا الشيء الغريب لا تتعجّب، فأنا أقدّم لك الآن فكرةً تفصيليّةً ودقيقةً وشاملةً عنها.

6. «شارل فيرو» وثنائيّة «البربر والعرب»:

يعدّ «شارل فيرو» نموذجًا لذلك الطراز الخاص من المثقفين الموسوعيين الفرنسيين الذين عاصروا المراحل الأولى من احتلال فرنسا للجزائر، ومثلما سنرى، فإنّه ترعرع في أوساط الجيش ودوائر الشرطة هناك، ثم لفت الأنظار مبكرًا إلى شدّة اهتمامه بمختلف مظاهر الحياة الجزائريّة؛ حيث نجده قد رصد فنونها الشعبيّة، وسجّل لهجاتها وتقاليدها، ودرس آثارها المعمارية الإسلاميّة، ووجّه فوق كلّ ذلك اهتمامًا كبيرًا إلى دراسة التاريخ العربي والإسلامي في منطقتنا المغاربية، ثم انخرط في سلك الحياة السياسيّة والدبلوماسيّة حتى قادته مسؤولياته إلى ليبيا كقنصل لبلاده فيها، حيث أقام بها فترةً طويلةً.

 ولد «فيرو» بمدينة نيس بجنوبي فرنسا في 5 فبراير سنة 1829 في أسرة معروفة، احتلّ بعض أفرادها مناصب مرموقة، وفي سنة 1845 قدم «فيرو» وهو في السادسة عشرة من عمره إلى الجزائر، فتمّ تعيينه في عاصمتها كموظّف صغير في البداية بوزارة الداخليّة، ثم لم يلبث أن ضُمّ إلى هيئة المترجمين العسكريين في سنة 1850؛ حيث أصبح الترجمان الرئيسي لدوائر الشرطة في مدينة الجزائر، وبعد أربع سنوات من ذلك ألحق بخاصّة الجنرال «ماكماهون»، الحاكم العسكري لقضاء قسنطينة آنذاك، فظلّ في وظيفته تلك حتى سنة 1872، ثم عيّن ترجمانًا رسميًا للحكومة الفرنسيّة في الجزائر لشدّة إتقانه للعربيّة.

وفي 5 نوفمبر سنة 1878 دخل السلك الدبلوماسي؛ حيث تم تعيينه قنصلًا لفرنسا بطرابلس، خلفًا للقنصل «ديلابورت» الذي تقرّر نقله إلى بيروت، ثم ترقّى «فيرو» إلى درجة قنصل عام ابتداءً من سنة 1881، وظلّ في منصبه بليبيا حتى 31 ديسمبر 1884، حيث نُقل إلى مدينة طنجة بالمغرب الأقصى بدرجة وزير مفوّض، وظلّ ممثّلًا لفرنسا هناك مدّة أربع سنوات إلى أن تُوفّي في طنجة نفسها في 19 ديسمبر سنة  1888.

هذا عن سيرته ومسؤولياته الرسميّة التي أنيطت به، أمّا عن ثقافته ودوره العلمي وشخصيّته كرحّالة ومؤرّخ مستشرق؛ فإنّ المرء يجد في المقالات التي نشرتها عنه بعض المجلات والدوريات الفرنسيّة في القرن التاسع عشر وفي بداية القرن العشرين بعض المعلومات، لكنّه لا يعثر على آية إشارة عن دراسته النظاميّة في المدارس، ولذا فإنّه يبدو من ذلك الطراز من الكتّاب الذين كوّنوا أنفسهم بأنفسهم، ونسجوا خيوط ثقافتهم بعصاميتهم وإرادتهم الخاصّة وتنقلاتهم في ربوع وطننا الحبيب.

ولقد انصبّت اهتمامات «شارل فيرو» على كلّ ما يخصّ البلدان العربيّة في الشمال الإفريقي كلّه، وقد أهّلته اهتماماته بتاريخ الجزائر ودراسة آثارها الأركيولوجية لأن يصبح رئيسًا للجمعيّة التاريخيّة الجزائريّة الفرنسيّة قبل مجيئه إلى ليبيا بعامين، وكان قبل ذلك قد نشر أبحاثًا عدّة عن تاريخ مدينة قسنطينة، وآثارها في مجلة (الجمعية الأركيولوجية) التي كانت تصدر في المدينة نفسها، ثم اتّجه إلى الدراسات الإثنولوجيّة وجمع التراث الشعبي الجزائري، خصوصًا في مجالات الشعر العامي، والقصص الشعبي ذي الصبغة التاريخيّة (المحاجيات)، وكذلك المدائح والأوراد الدينيّة للطرق الصوفيّة، وأشعار المراثي العاميّة.

ثم استقطب حوله نخبةً من المترجمين الفرنسيين المتمرّسين مثله بالعربية والبربريّة، لنقل تلك الحصيلة من التراث الشعبي إلى اللغة الفرنسيّة، ونشرها في الدوريات الاستشراقيّة المتخصّصة في ذلك الوقت، بحسب خطّةٍ مرسومةٍ لتحديد أسرار الشخصيّة الجزائرية والتعرّف على سماتها وسبر أغوارها.

أمّا أشهر دراساته التاريخيّة عن الجزائر فلعلّه ذلك الكتاب الذي خصّصه لدراسة عشر مدن جزائريّة، من بينها: جيجل، وبجاية، وعنابة، وسطيف، وتبسة، دراسة مونوغرافيّة وافية مفصلة، غير أنّ دراساته عن الجزائر لم تقتصر على الميادين السالفة؛ بل نراه يخصّص أبحاثًا أخرى عن قبائلها، ولهجاتها المحليّة، ويضع دراسةً نحويّةً في اللغة البربريّة، كما نراه يكبّ على محاولةٍ لوصف الطراز المعماري الذي يميّز مساجدها وقصورها خصوصًا في قضاء قسنطينة، أو يدرس بعض جوانب الحياة العثمانيّة في الجزائر، وقد أفرد فيرو كتابًا خاصًا تناول فيه عددًا من شخصيات الاستشراق والمترجمين الفرنسيين الذين سبقوه إلى ميدان دراسة العالم العربي؛ حيث استعرضهم واحدًا واحدًا منذ حملة نابليون على مصر في نهاية القرن الثامن عشر حتى احتلال فرنسا للجزائر، وهو ما يؤكّد وفاءه لأجداده المستدمرين، واعتبارهم فاتحين (استخدامه مصطلح الفتح الفرنسي)، مقابل طمس هويّة السكان كمسلمين وتركيزه على التقسيم العرقي من خلال مصطلحي (البربر، والعرب)، وساعده في هذا اتقانه كما أسلفنا لعديد اللغات العربية والبربرية والتركية[17].

7. «غوتيي» و«التضاريس»:

رحالة متشبّع بالقيم العنصريّة والمركزيّة، والسامية، كاره للتاريخ العظيم لأمّتنا خاصّة في عهد العثمانيين، وهو من الذين ساهموا جاهدين في إبراز الدور السلبي للدولة العثمانيّة في مجتمعاتنا المغاربيّة، معتبرًا إيّاها استعمارًا غاشمًا ومستبدًّا، متجاهلًا كلّ ما حقّقته هذه الدولة من إنجازاتٍ للمسلمين عامّة، كقوّةٍ عالميّةٍ تشهد لها مراسلات ملوكه لبشواتها، التي طالما استهلّت بـ «إلى السيد الأمجد الأعظم الأفخم». [18]

لا يعترف «غوتيي» ببلادنا المغاربيّة كدولٍ قائمةٍ بذاتها وذات تاريخ وسيادة، بل هي في نظره، مجرّد شتات ومجموعات بشريّة تعيش في مساحاتها الشاسعة وتضاريسها المختلفة، بل إنّه يقف مطوّلًا عند التضاريس ويركّز دورها غير المساعد في تكوين دولةٍ موحّدةٍ وقويّةٍ، في كتابه «ماضي شمال إفريقيا قائلا: «إنّ التضاريس تتحكم في التاريخ وهي التي يعود إليها عجز هذه الدول إلى التوصل إلى إقامة دولة دائمة، وذات وحدة سياسية»[19].

إن «غوتيي» كسابقيه من أصحاب النزعة الكولونياليّة، تعمّد اختصار قوّة الدول واستمرارها في الجانب البيئي «التضاريس»، ولا محال بأنه يعلم أن هذا الجانب لا يعتبر مقياسًا حقيقيًا في وحدة الشعوب، رغم الأهميّة القصوى للمحيط والمناخ والذي أطنب فيه العديدون على رأسهم ابن خلدون، لكن «غوتيي» تعمّد إهمال أهمّ جانب على الإطلاق والذي طالما وحّد شعوب منطقتنا تاريخيًا، ألا وهو «الجانب القيمي والعقدي والديني»، في محاولة غير موضوعيّة منه، لطمس هوية أجدادانا، وتنويمنا مغناطيسيًّا، إخلاصًا منه لإدارته الفرنسيّة الغاشمة.

8. «شارلي أندري جوليان» ونزعة الفرنسة: 

يتشابه هذا الرحالة المؤرخ مع سابقه «غوتيي»، حيث يجزم بأنّ دول المغرب الإسلامي لم تكن أبدًا دولًا ذات سيادة، وقد تنقّل بين أرجاء المغرب الكبير دارسًا إيّاه، لينتج لنا ما يُسمّى أو يُطلق عليه مؤلّف «تاريخ شمال إفريقيا»، تحدّث فيه كغيره من الكولونياليين عن كلّ ما يمكنه تشويه تاريخنا المجيد، وموروثنا القيمي الأصيل، ووضع تاريخ المغرب الكبير في زاويةٍ واحدةٍ هي زاوية الضّعف والتّخلّف والبربريّة؛ حيث وصلت به الوقاحة والتجرّد الأخلاقي والعلمي والموضوعي إلى أن شبّه مغربنا الكبير بأحد الفطريات قائلًا: «إنّ هذه الدول مثل الفقاع[20] ينبت في الليلة ويموت في الصبيحة»[21]، كما اعتبر بأنّ فرنسا هي الدولة الوحيدة التي تستطيع أن توحّد الجزائر وتونس والمغرب مدنيًا، والتي لم تقدر عليه أيّ دولة سابقًا، وهنا نلتمس النّزعة الفرنسيّة الخالصة، واعتبار أنّ الأصلح لهذه الشعوب هو فرنستها على حساب لغتها ودينها وقيمها، باعتبار الاستدمار الفرنسي فتحًا مبينًا حسبه!.

9. «سانت آرنو» «الرحالة الجنرال»:

يبدو أنّه كان مطّلعًا على عديد القرى والمداشر في غرب الجزائر، وحتى المغرب الأقصى، حسب مذكراته التي أورد فيها الطابع المعيشي للسكان، الذي يعتمد على تربية الأغنام والزراعة، حيث يعتبر هذا الأخير من المتشبّعين بسياسات «الماريشال بيجو» الاستئصاليّة، فها هو يصف حملة العسكر التدميريّة في جبال مليانة 100 كلم غرب الجزائر العاصمة قائلًا: «نحن اليوم وسط جبال مليانة لا نطلق إلّا قليلا من الرصاص، وإنّما نمضي وقتنا في حرق جميع القرى والأكواخ، وإنّ العدو يفرّ أمامنا سائقًا أمامه قطعان غنمه»[22].

إنّنا نستنتج من خلال وصفه الدقيق لهذا الغزو، بذكر المناطق ونمط عيش السكان الذين في نظره أعداء حقيقيون، هو امتزاج بين النزعة العسكريّة والاستكشافيّة الرحلاتية في الوقت نفسه، يجسدها قوله الثاني في قرية بني مناصر بالمغرب الأقصى «إنّها بديعة حقًّا لكنّنا أحرقناها كلّها، وتركنا أهاليها يموتون في برودة الثلج القارسة»[23].

وقد كانت هذه البيانات تلقى تشجيعًا كبيرًا من طرف من يُقال لهم مثقّفوا فرنسا ورائدوا النهضة، كـ «توكفيل» الذي شكر الإدارة الفرنسيّة على جرائمها، معتبرًا إيّاها تنويرًا علميًّا لهذه الشعوب، وبأنّ الاستعمار صار قانونًا علميًّا يدرس في كلّ مناطق العالم، وهو الرأي نفسه للشاعر الفرنسي «فيكتور هيغو» الذي اعتبر فرنسا الخير الذي أتى من أجل القضاء على شر البربر الهمج[24].

10. »موريس دولافوس« المتعصب لإيديولوجته الغربية 1870-1926: [25]

من الباحثين الأوفياء للإدارة الاستعماريّة الفرنسيّة، ارتحل عبر دراسةٍ ميدانيّةٍ بجلّ مستعمرات فرنسا، انطلاقًا من الجزائر وصولًا إلى الغرب الإفريقي الذي تعتبر بلادنا العزيزة بوابة له؛ وأهّلته هذه التجربة للخوض في الكتابة حول المنطقة، سواء من الجانب التاريخي أو الأنتروبولوجي، تعلّم العربية على يد أستاذه وصهره «أوكتاف هوداس» خلال العقد الأخير من القرن 19م، ثم ساهم معه في تحقيق وترجمة أحد أهمّ المصادر التاريخيّة للجزائر وبلدان إفريقيا الغربيّة.

إنّ إنتاجه المتعلّق بصحرائنا الأصيلة، يعدّ استمرارًا لسياسات الفرنسيين التّوسّعيّة منذ عهد «نابوليون» عن المنطقة فيما بين القرن 17 ومطلع القرن 20م، ثم إنّ تمكّنه من اللّغة العربية، منحه فرصةً سانحةً لمتابعة تاريخ الصحراء خلال العصر الوسيط عبر المصادر العربية، وهو امتياز لم يتوفّر آنذاك إلّا لعناصر قليلة من المهتمّين الفرنسيين، ولعلّ في هذا العامل ما حفزّ جرأته المعرفيّة على الانتقال من التوثيق التاريخي والتحليل الأنتروبولوجي إلى المغامرة بطرح تصوّراتٍ أو نظريّاتٍ خاصّة بتاريخ المنطقة.

مما سبق يتّضح لنا بأنّ هذا الرحّالة يتشابه كثيرًا مع «روني كابي» المذكور سالفًا، فقد كان «موريس دولافوس» حيث ينظر إلى الصحراء كسياق اهتماماته بإفريقيا الغريبة، والذي ساهم بشكلٍ كبيرٍ في إيضاح معالم الطريق لغزو بلدان جنوب الصحراء، رغم التأخّر في ذلك لغاية نهاية القرن 19، بالدراسة الدقيقة لمخطوطاتٍ تاريخيّةٍ تحكي وتسرد واقع التجارة والطرق المختصرة للولوج إلى النيجر ومالي وموريتانيا والسينغال، والنزول بها بمساعدة الإدارة الفرنسيّة وتمويلها المادي، وهو ما يؤكّد العلاقة الوطيدة بين أعمال الرحّالة العلميّة ونزعتهم الكولونياليّة الداعمة للتواجد الاستدماري في بلادنا العزيزة، يقول «دولافوس»: «إنّ الصحراء ليست أرض خلاء وجرداء، يضيع فيها الناس ويهلوسون من فرط الحرارة، أو يموتون بها عطشًا. بل هي ميدانٌ خصبٌ للدّراسات التاريخيّة والثقافيّة من خلال العلاقة بين التضاريس والممارسات الاجتماعيّة المختلفة، كوسيلة ربطٍ بين الشمال البربري (البحر البيض المتوسط) والجنوب الإفريقي (المحيط الأطلنطي)»، وهو دليلٌ واضحٌ على النّزعة الكولونياليّة كما أسلفت، ولا يختلف هذا الرحالة عن غيره من الأوروبيين؛ حيث تتضح وتتجلى نزعة استعلاءٍ في كتاباته معتبرًا الشعوب الإفريقيّة، سواء كانوا زنوزجًا أو بيضًا….لا يرتقون إلى أجناس الإغريق أو الجرمان أو الرومان، معتبرًا إيّاهم جماعات متشتّتة تعيش في صراعاتٍ عرقيّةٍ بربريّةٍ، متجاهلًا الحضارة الإسلاميّة كاملة، وتنتظيماتها السياسيّة والاجتماعيّة في منطقتنا، بل ينتقد كلّ الدّرسات العربيّة الإسلاميّة التي تناولت المنطقة قبله، كالإدريسي وغيره.

11. «ليون روش» المغامر الجاسوس 1832-1847:

لقد ساهم هذا الرحّالة العميل في خدمة الاستدمار الفرنسي بخدماتٍ جبّارة، فهو الأخطر إطلاقًا من بين كلّ الرحالة، من خلال اشتغاله على عديد الجبهات، من ناحية تتبّع العدو الذي تم احتلاله، وكذا متابعة أعمال وتطوّرات الأوضاع في ليبيا، وترقّب الأخبار الإيطاليّة والتأهبات الليبية على سواء، وكذا الأعمال التبشيريّة في تونس، وقد عُرف عنه الإندساس في دولة الأمير عبد القادر، وترقّب كلّ كبيرةٍ وصغيرةٍ وإثارة النّزعات التفريقيّة بين ضبّاط جيشه، وصولًا إلى المستوى الأعلى، ومحاولات إحداث الصراع بين الأمير عبد القادر وبين السلطان مولاي عبد الرحمان في المغرب الأقصى[26]، وقد بلغ بذكائه أن أخذ دور الضابط في جيش الأمير عبد القادر، وكان متلبّسًا تحت شخصيّة الإنسان الصوفي الورع؛ حيث كان نتيجة ارتحاله المتكرّر لتونس والتواصل مع علمائها هناك، جلب فتوى عدم محاربة المسيح من طرف المسلمين، والتي كانت أحد أسباب الهدنة التي أقامها الأمير مع فرنسا والتفاوض مع سلطاتها، والتي استغلّها الفرنسيون في إعادة ترتيب أمورهم والتفرّغ للقضاء على مقاومة أحمد باي في الشرق الجزائري، ثم خرق المعاهدة والانقضاض على الأمير عبد القادر سنة 1847 ونفيه خارج الوطن.

خاتمة:

وجب أن أقول في الأخير بأنّ دراستنا هذه ليست جامعةً لكلّ الرحّالة الفرنسيين؛ لأنّ هذا لا يكفيه مقال واحد، لكنّنا أردنا أن نضع القارئ عند العمل (الجبّار) الذي قام به عيّنةٌ هامّة من هؤلاء الرحالة لأمّهم فرنسا، وفاءً لها، ولإيديولوجياتها وسياساتها التوسّعيّة في وطننا الحبيب الجزائر.

إنّ هؤلاء الرحّالة لم يكونوا باحثين جغرافيين، بل كانوا موسوعيي الفكر، مسيسين هذه الرحلات وفقًا لمصلحةٍ فوقيّةٍ هي المصلحة الفرنسيّة وأطماعها، لقد سعوا جاهدين في تقديم أبحاثهم على طبق للسياسين والعسكريين، بل قل إنّ هؤلاء الرحالة أنفسهم عسكريون، وسياسيون وجواسيس، تجتمع فيهم عديد الخصائص والصفات التي جعلتهم أعين الحكومة الفرنسية في جزائرنا الحبيبة، وساهموا فعلًا في بقاء هذا المستدمر في أرضنا الطاهرة أكثر من 130 سنة، قبل أن نسترجع استقلالنا بفضل تضحيات شهدائنا الأبرار رحمهم الله سنة 1962.

——————————

[1]*. أستاد جامعي مؤقت ومسجل سنة رابعة دكتوراه، جامعة علي لونيسي البليدة 2، الجزائر، منظم لمخبر الجريمة والانحراف بين الثقافة والتمثلات الاجتماعية.

[2]**. أستاذ التعليم العالي، جامعة علي لونيسي البليدة 2، الجزائر، منظم لمخبر الجريمة والإنحراف بين الثقافةوالتمثلات الاجتماعية.

[3]– بوحوش، عمار: التاريخ السياسي للجزائر من البداية ولغاية 1962، دار الغرب الإسلامي، بيروت، لبنان، 1927، ص83.

[4]– سعد الله، أبو القاسم: الحركة الوطنية الجزائرية، دار الغرب الإسلامي، بيروت، لبنان، 1992، ج1، ص31.

[5]– بوحوش، عمار، التاريخ السياسي للجزائر من البداية ولغاية 1962، م.س، ص84.

[6]– م.ن، ص84.

[7]– م.ن، ص86.

[8]– سعد الله، أبو القاسم، الحركة الوطنية الجزائرية، م.س، ص22.

[9]– م.ن، ص37.

[10]– جوزيف شافت: كليفورد بوزورث. تراث الإسلام، ت: محمد رهير السمهوري، المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب، الكويت، ج1، 1985، ص69.

[11]– شلبي شهرزاد، الإهتمام الفرنسي بصحراء الجزائر، مجلة كان التاريخية، مصر، ع11، 2011، ص84.

[12]– سعد الله، أبو القاسم، الحركة الوطنية الجزائرية، م.س، ص90.

[13]– عبد الرحمان، عبد الجبار: تسريب التراث العربي المخطوط إلى المكتبات الأوروبية والأمريكية، مجلة آفاق الثقافة والتراث، مركز جمعة المساجد للثقافة والتراث، دبي، الإمارات، ع31، 2000، ص59.

[14]– سعد الله، أبو القاسم، الحركة الوطنية الجزائرية، م.س، ص94.

[15]– عبد الرحمان، عبد الجبار، تسريب التراث العربي المخطوط إلى المكتبات الأوروبية والأمريكية، م.س، ص18.

[16]– أحسن دواس: صورة المجتمع الصحراوي الجزائري في القرن التاسع عشر من خلال كتابات الرحالة الفرنسيين مقاربة سوسيوثقافية، مذكرة مقدمة لنيل شهادة الماجيستار، جامعة منتوري، قسنطينة، الجزائر، 2008، ص27.

[17]– انظر كتاب: تاريخ جيجلي لمؤلفه شارل فيرو، ترجمة عبد الحميد سرحان.

[18]– الزبيري، العربي: تاريخ الجزائر المعاصر، منشورات اتحاد الكتاب العرب، مصر، ج1، 1999، ص6.

[19]– الزبيري، العربي: تاريخ الجزائر المعاصر، منشورات اتحاد الكتاب العرب، مصر، م.س، ص7.

[20]– نوع من الفطريات تشتهر به مناطقنا في المغرب الإسلامي الكبير.

[21]– م.ن، ص7.

[22]– سعدي بزيان: جرائم فرنسا بالجزائر، دار هومة للنشر والتوزيع، بوزريعة، الجزائر، 2005، ص16.

[23]– م.ن، ص16.

[24]– م.ن، ص20.

[25]– الشكري، أحمد: الصحراء الإفريقية والتجارة الصحراوية بعيون المؤرخ الفرنسي ريموند موني، موقع قراءات إفريقية الإلكتروني، تاريخ الإضافة 4/1/2018، 10:55، تاريخ الإقتباس 30/12/2018، 19:22.

http://www.qiraatafrican.com/home/new/الصحراء-الإفريقية-والتجارة-الصحراوية-بعيون-المؤرخ-الفرنسي-ريموند-موني.

[26]– مناصرية، يوسف: مهمة ليون روش في الجزائر والمغرب 1832-1847، المؤسسة الوطنية للكتاب، الجزائر، 1990، ص07.

رابط المصدر:

https://www.iicss.iq/?id=40&sid=407

حول الكاتب

مقالات ذات صله

الرد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

W P L O C K E R .C O M