سُبُل الممهدين _ السبيل التاسع والأربعون

بهاء النجار

من التخصصات الممهدة للدولة الموعودة العادلة الأدب بكافة أشكاله ، نثراً وشعراً وخطابة ومقالات وقصصاً وروايات وغيرها ، طبعاً مع شرط توجيهه باتجاه القضية المهدوية ، سواء كان ذلك بشكل مباشر أم غير مباشر ، أما الأدب الذي لا يُسمن رغبة التمهيد ولا يغني من جوع الانتظار فلا فائدة منه مهدوياً إن لم يكن ضاراً بمضيعته للوقت والانشغال بالألقاب الدنيوية والتصفيق الفارغ ، هذا فضلاً عن الأدب المنحرف الرخيص .
إن للأدب آذاناً صاغية لا تسمع غيره او أنها تفضله على غيره ، أو أنه – أي الأدب – يضيف طعماً للمعلومة النافعة ويرسخّها في نفوس وقلوب سامعيها ، وما عنّا ببعيد الأدب الحسيني وكيف كان له أثر بالغ في نصرة القضية الحسينية ومساهمته في نقل أجوائها بكل آلامها عبر أكثر من 1360 عاماً ومستعداً لنقل تفاصيل الملحمة الحسينية لألف وألفي سنة أخرى رغم قساوة الظروف التي عاشها الشيعة والمضايقات الظالمة من قبل طغاة العصور وورثة يزيد وجلاوزته .
فيمكن للأدب أن يسهم في تقوية الرابطة القلبية بين المؤمن وإمام زمانه عليه السلام وتبيان تكليفه أمام إمامه ، فضلاً عن دوره في نقل التأريخ المهدوي وجعله حاضراً يعيشه المهدوي بشكل مستمر حتى يتأهل ليصبح ممهداً يختار سُبُله بحسب ظرفه وإمكانياته وقدراته ، وحتى لو كان الأديب المهدوي يجني أموالاً من أدبه فسوف يكون الأثر متحققاً بلا أدنى شك ، خاصة إذا كانت هذه الأموال يصرفها على الجوانب الواجبة من حياته وليس على توافهها ، مما يساعده على تقديم عطاء أدبي مهدوي أكثر وأكبر .
ومن باب مقدمة الواجب واجب ومقدمة المستحب مستحب ، فمن يسعى لنشر ودعم هذا الأدب المهدوي الممهد الواعي سيكون ممهداً بلا شك ، سواء كان هذا الناشر والداعم وسيلة إعلام أم منتدى ثقافي أم مجلة أدبية أو ما شابه ذلك ، لأن هذا النشر سيختصر الزمن والجهد والمال للاستفادة من العطاء المهدوي الذي يقدّمه الأدباء ذوو الثقافة المهدوية .

 

.

رابط المصدر:

https://t.me/Al_Mahdi_State

حول الكاتب

مقالات ذات صله

الرد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

W P L O C K E R .C O M