سُبُل الممهدين_ السبيل التاسع_

بهاء النجار

ما دمنا قد تناولنا في الحلقة الماضية ( السبيل الثامن ) موضوع تربية الأبناء وعلاقتها بالتمهيد لدولة العدل الإلهية وضرورة اهتمام الوالدين بالمؤثرات الخارجية ( خارج البيت ) على الطفل كالتشريعات القانونية إضافة الى اهتمامهم بتربية الطفل بصورة مباشرة ، فسنتناول هذه المرة عن مؤثرات خارجية أخرى كالمجتمع والأصدقاء والمدرسة والفضائيات والألعاب والانترنت عموماً ومواقع التواصل الاجتماعي وغيرها ، فهذه المؤثرات تشارك الوالدين في تربيتهما لأبنائهما ، وبالتالي يكون من الضروري على الوالدين الراغبين بتمهيد الطريق لدولة الإمام المهدي عليه السلام أن يخصصوا جزءً كبيراً من وقتهم وجهدهم وأموالهم لإصلاح هذه المؤثرات الخارجية ، لأن بعض الآباء والأمهات يجعلون كل وقتهم وجهدهم وأموالهم في تربية أبنائهم بصورة مباشرة ناسين شركاءهم في التربية الذين قد يُخربون تربيتهم ويضيعون ما بذلوه بموقف واحد .
وعليه لا بد أن يوزان الوالدان بين اهتمامهم بأبنائهم واهتمامهم بمجتمعهم وما ينتج عنه من أصدقاء لأبنائهم وألعاب وبرامج وغير ذلك ، وقد يكون التقصير بحق الأبناء في بعض الأمور غير المهمة مسموحاً به من أجل سد التقصير في تربية المجتمع ، وإذا كان المجتمع منحرفاً بدرجة كبيرة ومن الممكن إصلاحه فينبغي أن تقتصر تربية الأبناء على الضروري والمهم والملحِّ فقط وترك القضايا التي قد تكون مهمة لكنها قابلة للتأجيل او التفريط بها ، لأن الاهتمام الزائد بتربية الأبناء يكون هباء منثوراً إذا كان الأبناء في مجتمع تكثر فيه السلوكيات والأخلاق المنحرفة .
وبما أن إمكانيات الإصلاح لدى الآباء والأمهات مختلفة بين عائلة وأخرى ، فليكن الإصلاح بحسب الإمكانية ، فهذا بأمواله ، وذاك بقلمه ، وبعض بوجاهته ، وآخر بلسانه ، ومنهم بمنصبه أو سمعته ، وبذلك يمكن للممهدين أن يوفروا الأجواء المناسبة لتربية أبنائهم بشكل يجعلهم ورثة التمهيد للمهدي عليه السلام .

 

رابط المصدر:

https://www.facebook.com/BahaaaAlnajjar

حول الكاتب

مقالات ذات صله

الرد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

W P L O C K E R .C O M