سُبُل الممهدين_ السبيل الثالث والأربعون

بهاء النجار

من المعروف لدى الجميع أن التكنلوجيا من أبرز الأسلحة التي يستخدمها معرقلو ومناوئو ظهور الإمام المهدي عليه السلام سواء كان القصد منها عرقلة ومعارضة هذا الظهور المبارك أم كانت العرقلة والمعارضة بالعارض وبصورة غير مقصودة ، المهم أن التكنلوجيا سلاح ذو حدين يعتمد ذلك على مستخدميها ومطوّريها ، فكما يمكن أن تكون معرقلة لإقامة دولة العدل الإلهي كذلك يمكن أن تكون وسيلة للتمهيد لهذه الدولة العالمية المباركة .
فالعلم من المصاديق الواضحة للآية الكريمة ( كُلاً نُمِدُّ هَؤُلاءِ وَهَؤُلاءِ مِنْ عَطَاءِ رَبِّكَ وَمَا كَانَ عَطَاءُ رَبِّكَ مَحْظُورًا ) والأمر متروك الى الناس ، فإن كان الآخرون متطورين تكنلوجياً فلنطوّر أنفسنا نحن كذلك على الأقل للاستفادة مما طوروه ، او لتقليل تأثير الاستخدام السلبي للعلم ، وهنا يأتي دور المتخصصين في المجال التقني من مهندسين ومبرمجين وفنيين في كيفية استثمار التكنلوجيا لتكون في خدمة دين الله ودولة وليه المنتظر عليه السلام .
ومن المؤسف أن نرى كثيراً من هؤلاء المتخصصين إما أن يهجر تخصصه بسبب ضبابية مستقبله في مجتماعتنا الإسلامية وينشغل بأمور لا تقدّم ولا تؤخر ، ولا تنفع وقد تضر ، أو أن بعضهم يهتم بتخصصه ولكنه يذوب في ثقافة الطرف المعرقل للدولة العادلة المنتظرَة ، وبالتالي نجده يكون عوناً لهم ولو بالشيء القليل ، او على الأقل لا يقدّم شيئاً للثقافة التي يؤمن بها والقناعة التي يتبناها ، وقلّما نجد أشخاصاً تعمّقوا في تخصصهم التقني ليجعلوه أداة ووسيلة لنصرة معتقداتهم وعلى رأسها دول العدل الإلهية الموعودة .
وقد يستغرب البعض من العلاقة التي تربط التكنلوجيا بالتمهيد للدولة المهدوية العادلة ، ولا يرى هناك إمكانية للتكنلوجيا لتكون وسيلة لهذا التمهيد ! ورغم أن هذا الاستغراب غريب ومُستَغرَب ، إلا أننا نرده بالتوضيح الآتي :
بما أن الدول المتطورة تكنلوجياً أصبحت قوية بتكنلوجيتها وتوسّع نفوذها بهذه التكنلوجيا ونشرت ثقافتها وأيديولوجيتها وتقاليدها عبرها فيمكن أن نستفيد من تجربتهم هذه تجاه ثقافتنا وأيديولوجيتنا وتقاليدنا إن كنا نؤمن بها ونؤمن بضرورة نشرها في ظل صراع الحضارات ، فالمهدوي سواء كان مهندساً او مبرمجاً او تقنيياً عندما يبتكر ابتكاراً او يخترع اختراعاً أو أي عمل تقني بسيط ينفع البشرية سيوحي الى الآخرين بأن المهدويين أحياء وحاضرون في كل مجال ، وإذا استثمر العلم لإيجاد منظومات تطوّر واقع مجتمعه المهدوي سيتقدم خطوة ولو بسيطة باتجاه الاعتماد على النفس وترك الاعتماد على الغير ، وسيعيد الآمال الى النفوس بأن أبناءنا بإمكانهم فعل شيء لمجتمعهم ويجعله مستقلاً ذاتياً ، لتعود الثقة شيئاً فشيئاً بالهوية الدينية المهدوية وترك الثقافات والهويات الأخرى .
كما يمكن لهؤلاء الثلة من مهندسين ومبرمجين وفنيين إن أتقنوا تخصصاتهم أن يقفوا بوجه التكنلوجيا التي يراد منها الهيمنة والسيطرة على ثرواتنا ومنابع قوتنا الاقتصادية والاجتماعية والفكرية ، فإن لم نستطيع فعل شيء في المجال التكنلوجي ليس بالضرورة أن نكون أذلاء الى الآخرين لنستفيد من تكنلوجيتهم ، بل يمكن الاستفادة منها ونحن أعزاء بفضل ما نملكه من خبرات تكنلوجية .

 

.

رابط المصدر:

https://t.me/Al_Mahdi_State

حول الكاتب

مقالات ذات صله

W P L O C K E R .C O M