سُبُل الممهدين_ السبيل الثامن والعشرون

بهاء النجار

إن العلماء العاملين والفقهاء العارفين بأمور زمانهم هم حجة إمامنا المهدي عليه السلام علينا وأمناء الرسل وورثة الأنبياء ، وهم نموذج مصغر من مهديِّنا سلام الله عليه ، وبالتالي فإن مرافقتهم ومتابعتهم والإلتزام بتوجيهاتهم بالتأكيد سيضمن لنا وبصورة كبيرة قربنا من الإمام عجل الله تعالى فرجه الشريف ، أو على الأقل يبرئ ذمة الممهد باعتبار أن إتباع هؤلاء العلماء هو السبيل الوحيد الذي يدلنا على إمام زماننا عليه السلام ولا سبيل غيره ، فمن يريد نيل رضا إمامه المهدي عليه السلام – فضلاً عن التمهيد للدولة المهدوية المنتظَرة – من دون مرافقة العلماء العاملين فإنه يسير على طريق بلا هدى .
وقد يوفّق الإنسان من خلال فطرته السليمة ونيته الخالصة بنسبة ضئيلة للتمهيد للدولة العالمية العادلة من دون العلماء العاملين ولكنه لا يصل الى ما يصل إليه الممهد وفق إتباعه لفقيه عارف بزمانه ونهج المعصومين عليهم السلام ، بل إن الفطرة السليمة والنية الخالصة تستلزم الرجوع الى هؤلاء العلماء والفقهاء في الأمور التي يجهلها الإنسان من باب رجوع الجاهل الى العالم ، إضافة الى أن هناك قضايا لا يمكن معرفتها من خلال الفطرة حتى وإن كانت سليمة والنية حتى وإن كانت خالصة .
وفي العادة فإن كل مؤمن – فضلاً عن الممهد – يرجع الى مرجع في الأمور الفقهية ، فلا يحق له الرجوع الى فقيه آخر فيها إلا بحدود ضيقة ، ولكن في الأمور العامة المتعلقة بالجانب المعرفي والعقدي فليس من السهل دائماً معرفة رأي الفقيه الذي يرجع إليه بدقة كما في الجانب الفقهي ، لذا يستلزم من الممهدين الإطلاع على رؤى الفقهاء للقضية المهدوية وأن يكمل نقصه المعرفي في هذه القضية بهذه الرؤى ، إلا أن تتضارب رؤية فقيهه مع رؤية فقيه آخر ، وهذه نادرة الحصول .
إن الإمام المهدي عليه السلام هو شريك القرآن ولن يفترق عنه الى يوم القيامة بحسب حديث الثقلين ، وكما أن للفقهاء والمفسرين آراء متنوعة في الآيات القرآنية فإن هناك آراء متنوعة في قضيةالإمام المهدي عليه السلام ، بل قد نجد تضارباً في آراء المفسرين للقرآن الكريم ونستفيد منها ، فيمكن أن نستفيد أيضاً من تضارب آراء الفقهاء في قضية مهدينا المنتظر عجل الله فرجه الشريف ، وجعلنا من الممهدين له إنه سميع المجيب .

https://t.me/Al_Mahdi_State

حول الكاتب

مقالات ذات صله

الرد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

W P L O C K E R .C O M