بهاء النجار
ونحن نعيش أجواء محرم الانتصار والكبرياء وصفر الخير من الضروري أن نعرض السُبُل الممهدة لدولة العدل الإلهي المتعلقة بهذين الشهرين ، ومن أبرز هذه السبُل في هذين الشهرين الأليمين زيارة الحسين عليه السلام باعتبارها من أبرز الفعاليات والشعائر التي يمكن أن تمهّد للدولة المهدوية العالمية ، لأن هذه الزيارة تسلّط الضوء على المبادئ الحسينية الإصلاحية التي تعتبر من أسس قيام الدولة المهدوية العالمية ، حيث أن الإمام المهدي عليه السلام سيرفع شعار ( يا لثارات الحسين ) وهذا يدل على الارتباط الوثيق بين النهضتين .
ومن أبرز الزيارات المخصوصة للإمام الحسين عليه السلام التي يمكن أن تكون سبيلاً مهماً في التمهيد للظهور المبارك هي زيارة الأربعين ، هذه الزيارة التي ترفع الرأس ، هذه الزيارة التي أعادت ثقة المؤمن بإيمانه ودينه وعقيدته ورموزه الدينية ، هذه الزيارة التي أصبحت حاجزاً بوجه حملات التضليل الفكرية ، هذه الزيارة التي وفّرت أجواء الطاعة والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والتقوى ، هذه الزيارة التي أبرزت المعدن الأصيل للمؤمنين الذي غطّاه حقد الحاقدين وكذب الكاذبين وتشويه الحاسدين ، هذه الزيارة التي جسّد فيها خَدَمة الزوار قبل الزوار معاني التضحية والإيثار والبذل والنبل .
مثل هذه الشعيرة المباركة لا يوجد نظير ، وبالتالي فإن استمرارها هو هدف كل مؤمن ممهّد لدولة العدل الإلهية ، وكي تستمر لا بد من المشاركة فيها ودعمها وإيصال أبعادها المعرفية الى من يجهلها ، ومن المؤسف أن نرى الأعداء يلمسون أثرها فيسعون الى تشويهها ولا يلمس أثرها ممن يُحسَب على المسلمين خواصهم وعوامهم .
فهنيئاً لمن زار عارفاً بحق الحسين عليه السلام ، عارفاً بدوره في التمهيد لمشروع خلاص البشرية وإنقاذها من ما تمر فيه من ضياع وغفلة وابتعاد عن ربها وخالقها ، وطوبى لمن أنجح هذه الزيارة وسهّل أداءها وخدم زوارها وشجّع الناس على الالتحاق بها وذلّل الصعاب لهم وعرّفهم بفضلها وأهميتها وبركتها .
وعلينا أن لا ننسى نشر التوعية الصحية بين صفوف الزائرين وأصحاب المواكب ومراعاة التباعد الاجتماعي وتعقيم اليدين ولبس الكمامات ، كي لا تكون الزيارة سبباً لأذى الناس والمؤمنين ، والله هو المعين .
رابط المصدر:
