سُبُل الممهدين_ السبيل الثاني_

بهاء النجار

من الضروري أن يعرف المؤمن والمنتظِر لإمامه المهدي عليه السلام الدستور الذي يسير عليه قائد مرحلة ما بعد الظهور والاستراتيجية التي يعتمدها ، بدون ذلك سيرى الكثير من الصعوبات في فهم قراراته ومواقفه سلام الله عليه ، بل قد يعترض عليها وقد يعادي الإمام عليه السلام والعياذ بالله ، فما هو الدستور الذي سيعتمده مصلح البشرية بعد ظهوره المبارك ؟
بالتأكيد هو القرآن الكريم ، فالقرآن والإمام وصيتا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لأمته ، والتمسك بهما سوية عصمة من الضلالة ، بمعنى أن التمسك بأحدهما دون الآخر لا يعصم من الضلال بالشكل المطلوب ، وبالتالي نشر الثقافة والمعارف القرآنية بين المسلمين يجعلهم مؤهلين لفهم الظهور وحقيقته وفلسفته بدرجة تناسب فهمهم لتلك الثقافة والمعارف القرآنية ، وقد يتفق المسلمون أن هناك هجراناً واسعاً لكتاب الله العزيز خاصة بعد حملات الغزو الثقافي التي تبنتها قوى العداء للإسلام التي جرّدت المسلم من الثقافة القرآنية ، وأكثر ما يهتم به المسلم تجاه قرآنه هو تلاوة آياته فقط ، وقليل من هؤلاء يقرأونه على طول السنة ، فأغلبهم يقرأونه في شهر رمضان وعند مجالس العزاء فقط التي بدأت بترك حتى قراءة آيات الله الكريمة .
الطموح الذي ينبغي أن يسعى إليه الممهدون هو أن يتفكر كل مسلم بآيات الله ويتدبرها ويتعايش معها ويتذوقها بحيث يتلذذ بالنظر والاستماع إليها باعتبارها أحد أهم السبل الممهدة للظهور المهدوي المبارك ، وكي نصل الى هذا المستوى على الممهدين أن يتحصنوا هم أولاً بالثقافة القرآنية ثم ينشرونها بين الناس ، لأن فاقد الشيء لا يعطيه ، او على الأقل يكون حلقة الوصل بين مصادر هذه الثقافة المباركة وبين الناس ، حتى يصبح من الطبيعي أن نرى النشر القرآني في مواقع التواصل كما نرى غيره من المنشورات التي كثير منها غير مفيدة بل وتافهة وحتى مخالفة للشريعة وللذوق والأدب العام .
ويمكن لكل ممهد – أو يطمح أن يكون من الممهدين – أن يراقب علاقته بالقرآن هل هي في تطور أم في تضاؤل ؟ فيفترض أن تكون في تطور وتطور سريع ، أما إذا كانت في تضاؤل فهذه كارثة ، ولا يكفي أن يخدع نفسه بأن المهم أن يكون سائراً على النهج القرآني ! لأن هذا المسير لا يكون إلا بعد في فهمه ، إذ لا ضامن من أننا نسير وفق النهج القرآني إذا كنا لا نحمل روح القرآن وثقافته وأخلاقه .
وفقنا الله وإياكم للسير على النهج القرآني لنكون من الممهدين .

 

رابط المصدر:

https://www.facebook.com/BahaaaAlnajjar

حول الكاتب

مقالات ذات صله

الرد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

W P L O C K E R .C O M