عوامل صعود أحزاب اليمين المُتطرف وتداعياته على حقوق اللاجئين والمهاجرين دراسة مقارنة بين ألمانيا وفرنسا في فترة (1985-2020)

إعداد : فيروز عبد المنعم بسيوني    – إشراف  : أ.د علياء سرايا

 

فهرس المحتويات

الموضوع رقم الصفحة
المقدمة 1
المشكلة البحثية والسؤال البحثي 2
مراجعة الأدبيات السابقة 2
الإطار النظري 7
الإطار المفاهيمي 10
المنهج 16
تقسيم الدراسة 17
الفصل الأول:نشأة اليمين المتطرف في الدولتين محل الدراسة فرنسا والمانيا في الفترة بين(1985-2020). 18-28
المبحث الأول: نشأة الأحزاب اليمينية المتطرفة في فرنسا والمانيا. 18
المبحث الثاني: نشأة الجماعات اليمينية المتطرفة في فرنسا والمانيا. 23
الفصل الثاني: المنطلقات الفكرية التي يقوم عليها اليمين المتطرف وعوامل صعوده في فرنسا والمانيا. 29-44
المبحث الأول: المنطلقات الفكرية التي تقوم عليها أحزاب اليمين المتطرف وعوامل صعودها. 29
المبحث الثاني: المنطلقات الفكرية التي تقوم عليها الجماعات اليمينية المتطرفة وعوامل صعودها. 36
الفصل الثالث: أثر صعود اليمين المتطرف على  حقوق اللاجئين والمهاجرين في المانيا وفرنسا في الفترة بين (1985-2020). 45-56
المبحث الأول: تداعيات صعود اليمين المتطرف على حقوق اللاجئين في المانيا وفرنسا. 45
المبحث الثاني: تداعيات صعود اليمين المتطرف على حقوق المهاجرين في المانيا وفرنسا. 50
الخاتمة 57
قائمة المراجع 59-65

 المقدمة

تشهد الساحة الأوروبية في الحقبة الأخيرة صعوداً ملحوظاً في صعود أحزاب اليمين المتطرف، فعلى مدار السنوات الأخيرة حظيت ظاهرة اليمين المتطرف بانتباه العالم كله خاصة مع تزايد اهتمام الاعلام الأوروبي الداعم لتلك الأفكار، فتتشابه الأفكار في أحزاب اليمين المتطرف التي تقوم على كراهية الأجانب المسلمين خاصة، رفض كل اشكال التعددية والأقليات، رغبتهم في المحافظة على هويتهم القومية والثقافية والخوف عليها من التشتت ورفض كل صور الهجرة سواء كانت شرعية أو غير شرعية بعض الدول تزيد عن تلك الأفكاركرفض صور الاندماج الأوروبي. فعلى الرغم من ذلك التشابه إلا أن أحزاب اليمين المتطرف ليست بنفس القوة في كل الدول الأوروبية التي تتواجد بها، فهناك دول استطاعت تحجيم وكبح ممارساته والسيطرة عليه كبريطانيا نيوزيلاند (قبل مذبحة المسجدين) ودول أخرى يظل يتصاعد فيها ويكون مؤثر قوي في الدولة ذو نفوذ كفرنسا والمانيا وايطاليا، فيستطيع السيطرة على الرأي العام والسياسات في تلك الدولة.

فعند النظر إلى تلك الدول الأوروبية سنجد أنها دائماً ما تُظهر في خطاباتها اعلاء قيم الديمقراطية، احترام الأخر، الأديان، حرية الاعتناق وحقوق الانسان بصفة عامة ولكن من ناحية أخرى عند النظر للممارسات التي تحدث داخلها خاصة مع صعود أحزاب اليمين المتطرف على عكس ذلك تماماُ، من انتهاك للحريات، الحركات المناهضة للاجئين، ممارسة كل أشكال التمييز العنصري وصور الاضطهاد تجاه المقيمين واللاجئين العرب وخاصة المسلمين مبررين بذلك أنه بسبب خوفهم على تشرذم ثقافتهم وحفاظاً على تقاليدهم وتاريخهم علاوة على الصاق كل ما يحدث من جرائم وسرقات بتواجدهم وأنهم السبب الرئيسي في ارتفاع معدلات البطالة وحرمانهم من وظائفهم.

فتم اختيار فرنسا وألمانيا في تلك الدراسة حيث أنهم من أقدم الدول التي ظهر فيها اليمين المتطرف منذ مطلع الخمسينات والستينات بالإضافة إلى زيادة شعبية تلك الأحزاب في الدولتين محل الدارسة أكثر من غيرهم، بالاضافة إلى مقارنة صعود تلك الأحزاب اليمينية في الدولتين والمنطلقات التي يرتكزوا عليها.

فلقد تم اختيار الفترة الزمنية فمنذ( 1985-2020)، وذلك لأن في تلك الفترة أحرز حزب الجبهة الوطنية الفرنسي تقدم في الانتخابات المحلية والمانيا أيضاً استطاع الحزي اليميني المتطرف وقتها (حزب الجمهوريين) تحقيق تقدم في الانتخابات المحلية عام 1992وصولاً إلى عام 2020 الذي شهد صعود كبير للأحزاب اليمينية المتطرفة في الساحة السياسية وانتهاكات كبيرة للأقليات المسلمة والمهاجرين المسلمين والعرب.

المشكلة البحثية

إن مع تزايد عدد المهاجرين في القارة الأوروبية لأسباب مختلفة، سواء هجرة قسرية من دول غير مستقرة ، سواء هادفين بذلك سعياً لعيش حياة آمنة أو مهاجرين برغبتهم للإقامة والعمل بها. فمع تزامن تزايد شعبية اليمين المتطرف ونفوذه في تلك الدول، علاوة على ابراز ظاهرة الاسلاموفوبيا إلى العالم بالشكل الذي مكن تلك الأحزاب اليمينية المتطرفة من استغلالها لترسيخ مكانتها في الساحة السياسية وبالتالي برامجهم المحملة بالعداء والكراهية للمهاجرين ، بالاضافة إلى نشأة العديد من التنظيمات الإرهابية في المنطقة العربية التي فر معظم العرب هاربين سواء هجرة أو لجوء للقارة الأوروبية التي ترفض كل أشكال الغير في الدولة وترى وجود المهاجرين هو السبب الرئيسي لأي مشكلة في الدولة وأنهم مشاغبين بل ارهابيين من وجهة نظرهم.

فمن هنا نشأ السؤال البحثي الرئيسي للدراسة وهو: ما هي عوامل صعود أحزاب اليمين المتطرف في المانيا وفرنسا في الفترة (1985-2020)وتداعياته على احترام حقوق اللاجئين والمهاجرين؟

الأسئلة الفرعية:

  • كيف نشأ اليمين المتطرف في كلاً من المانيا وفرنسا؟
  • ما هي المنطلقات الفكرية التي قام عليها اليمين المتطرف في الدولتين؟
  • إلى أي مدى أدت أزمة اللاجئين والهجرة على صعود اليمين المتطرف في الدولتين؟
  • ما المقصود بظاهرة الاسلاموفوبيا، وما العوامل التي أدت لتشكيل وبروز هذه الظاهرة في الدولتين؟
  • إلى أي مدى أثرت خطابات أحزاب اليمين المتطرف على نشأة الجماعات اليمينية المتطرفة؟
  • ما هي المنطلقات الفكرية التي قامت عليها الجماعات اليمينية المتطرفة؟
  • ما هي تداعيات اليمين المتطرف على حقوق اللاجئين والمهاجرين سواء كانت المدنية والسياسية أوالاجتماعية في الدولتين؟

مراجعة الدراسات السابقة

الفئة الأولى: فهناك أكثر من دراسة تحدثت عن صعود اليمين المتطرف في فرنسا.

“يمنى عاطف محمد”، بعنوان “صعود أحزاب اليمين المتطرف في أوروبا: دراسة حالة فرنسا في الفترة 1984-2017”[1]فتركزت هذه الدراسة على صعود أحزاب اليمين المتطرف وأنها شهدت نجاحًا كبيراً في الانتخابات في معظم الدول الاوروبية ، فبدأت رحلة دخوله وفوزه في الانتخابات الفرنسية حتى مكنته من الوصول للانتخابات الرئاسية وترشح أحد أنصاره لها، فاتفقت معها دراسة“مريم حسني الاشعل”[2]، بعنوان”العولمة وصعود اليمين المتطرف الشعبوي في أوروبا فرنسا نموذجًا”، في أن ظاهرة اليمين المتطرف وصعوده ليس حديث النشأة، فهي متواجدة منذ الثمانينات والتسعينيات، فذلك كان واضحًا في صعودهم في الانتخابات. ان صعود اليمين المتطرف ليس يسير بنفس الشكل في كل الدول ولكن الذي لا يختلف فيه هو أفكاره ومغتقداته التي تقوم على كراهية الأجانب، حفاظهم على قوميتهم وهويتهم الثقافية، كراهيتهم المستميتة للهجرة، الغلو في نظرتهم الاستعلائية لجنسهم النقي،  فيعتبرون ان وجود المسلمين يشكل خطراً على هويتهم لرفضهم الاندماج في ثقافتهم الأوروبية وبذلك يهدوون حضارتهم الأوروبية علاوة على أن تزايد هجرة المسلمين سيؤدي إلى  أسلمة أوروبا، فذلك كان واضحًا في برامجهم المليئة بالكراهية والعنصرية المتعمدة لهم. ولكن دراسة “مريم حسني” اختلفت معها في أنها ركزت بشكل اكثر عن خوف اليمين المتطرف من العولمة، فيخشوا من سلبيات العولمة ان تطول ثقافتهم وهويتهم التي طالما أعتادوا على حمايتها. فلقد تشابهت نتائج الدراستين في أن الأحزاب اليمينية المتطرفة ترفض الهجرة، لديهم نظرة استعلائية أنهم يختلفون عن الآخرين، أن رفض اليمين المتطرف للهجرة يرجع لأنهم يرون أنها تشكل تهديداً لهويتهم القومية المحافظة وأن المسلمين هو السبب الرئيسي في رفع معدلات البطالة، يشكلون مهدد على هويتهم و أن زيادتهم سيؤدي إلى أسلمة اوروبا. انفردت دراسة “مريم حسني” في أن الأحزاب اليمينية في أوروبا ليس جميعها ترفض العولمة وأن ذلك مرتبط بالآثار الأقتصادية المترتبة عليها وحالة الدولة الاقتصادية، فإذا كانت آثارها الاقتصادية ليست سلبية فلا تعارضها الدول أما فرنسا فوجدت الباحثة أنها لم تتقبلها في كل الحالات . أما أما دراسة “عيسو كريمة، عمروش حمامة”، بعنوان “تصاعد اليمين المتطرف في أوروبا وتأثيره على دول جنوب المتوسط دراسة حالة فرنسا (2010-2016)،  فتتحدث عن أسباب صعود الأحزاب اليمينية المتطرفة  من جانب ما يوليه الاعلام له من اهتمام، وتقوية قاعدته الانتخابية وتنامي شعبيته بين كل الأحزاب في اوروبا، ومن جانب أخر ظهور تنظيم الدولة الإسلامية التي لم يحتمل المواطن العربي بسبب ظهورها العيش في دولته في أمن واستقرار مما أجبره على ترك دولته، مهاجراً لدول أوروبا، سعياً لحال أفضل. من الجهة الأخرى قابلته رفض تلك الأحزاب للهجرة والاندماج خوفاً على هويتها، فلقد توصل الباحث لعدة نتائج أهمها: أن الأحزاب اليمينية المتطرفة استغلت سوء الأحوال في أوروبا لفرض برنامجها وتحقيق مصالحها، أن برامج وسياسات الحزب اليميني المتطرف يؤثر سلباً على العلاقات الأور ومتوسطية بين فرنسا ودول جنوب المتوسط ، على الرغم من رغبته في تحقيق التجانس والاستقرار الاجتماعي الداخلي في دول أوروبا إلا أنه سيؤدي إلى تدهور العلاقات خارجياً وتفاقم الأزمات الاقتصادية.[3]

فهذه الدراسات تحدثت عن عوامل صعود أحزاب اليمين المتطرف المتمثل في حزب الجيهة الوطنية في فرنسا ومسيرتها الانتخابية وركزت على أن عوامل الصعود هي بسبب تزايد الهجرة كمبرر لهم ولكن لم تركز على الجانب الاخر وهو حقوق المهاجرين سواء اللاجئين أو الأقليات المسلمة وسياسة الدولة في التعامل معهم، سيتم الاستفادة منه في الدراسة في بيان نشأة حزب اليمين المتطرف في فرنسا وهو الجيهة الوطنية ومسيرته الانتخابية وعوامل صعوده.

الفئة الثانية: يشير هذا الاتجاه لدراسات خاصة بصعود اليمين المتطرف في المانيا

دراسة” رفيدة رمضان يوسف محمد”، بعنوان “سياسات الاسلاموفوبيا والحركات المعادية للإسلام PEGIDA نموذجاً في الفترة الزمنية (2014-2016)”، تنطلق المشكلة البحثية للدراسة من أن تنامي فكر الاسلاموفوبيا في المجتمعات الغربية التي ترى نفسها مدافعة عن الهوية القومية ومنع المسلمين من الحصول على الامتيازات المقدمة لهم من دولتهم، فمع رفع شعارات المساواة وضرورة احترام الاخر نلقى على الجانب الاخر شعارات كراهية وطرد المسلمين من الدولة علاوة على تعاطف الاعلام الغربي معها لتوصيل مطالبها. لذا نشأ السؤال الرئيسي للدراسة: ما هي قابلية تحول الأفكار المعادية للإسلام إلى حركات سياسية(بيغيدا نموذجاً)، المنهج المستخدم في الدراسة هو هيكل الفرص السياسية.[4]

دراسة “راقدي عبدالله”، الجيوبوليتيكا الحضارية للتطرف في دول المتوسط”،[5] فركزالباحث على أثر العامل الحضاري وهو الخوف على الهوية الأوروبية من قبل الأوروبيين والعامل الديني والمقصود به المهاجرين المسلمين، تحليل أسباب الهجرة إلى دول أوروبا ونتيجة ذلك على المجتمع الاوروبي، فمع حدوث أزمات في بعض الدول العربية وتفكك المؤسسات داخلها وانتشار الفوضى والارهاب  الأمر الذي أدى بدوره إلى تزايد معدلات الهجرة إلى تلك الدول الأوروبية وتشترك معها في ذلك  دراسة “عامر معابره”، بعنوان “السياسات الألمانية تجاه اللاجئين من دول الربيع العربي”، فتؤيد ذلك مفسرة أنه نتيجة ما حدث في الفترة الأخيرة من ثورات الربيع العربي التي أثرت على دولها ومجتمعاتها بالسلب من تدني الأوضاع المعيشية وتسببها في عدم الاستقرار مما جعل مواطنين تلك الدول لا يشعرون بالأمان لذا لجأوا للهجرة للدول الأوروبية وخاصة المانيا اضطراراً بسبب تلك الظروف الضاغطة في مجتمعهم، فمع تزايد أعداد المهاجرين إلى تلك الدول فمن الطبيعي أنه أثر على الدول التي هاجروا منها والدول التي هاجروا إليها ومثلوا عامل ضغط عليها، فمع وصول أعداد مسلمة كبيرة ورفضهم الانفتاح على ثقافتهم والانغلاق على نفسهم فكان هذا يمثل تهديد لهم فأولاً: يكونوا بذلك مصدر تهديد على هويتهم وحضارتهم الاوروبية ، ثانيًا: فمع تزايد العمليات الارهابية في مختلف الدول الأوروبية التي بفعل جماعات الاسلام الارهابي والتي ساهمت بشكل كبير في تزايد الكراهية للمسلمين بل وصل الأمر للرغبة في القضاء عليهم وارتكاب هجمات عنيفة ضدهم. فلقد انفرد الباحث”عامر معابرة” لعدة نتائج: أن اللاجئين في المانيا كانوا ينقسموا إما لاجئين من دول غير مستقلة وهي النسبة الاغلب من دول الربيع العربي أو دول آمنة وأرادوا اللجوء مما جعلهم يضغطون على مراكز اللجوء في المانيا وزيادة التحقق والحذر الشديد لتزايد طلبات اللجوء في الدولة، نظراً لأن معظم اللاجئين من المسلمين العرب فكان يشكل خطرا على الهوية القومية والثقافية والدينية في المجتمع الألماني. واتفقت الدراستان في نظراً لأن معظم اللاجئين من المسلمين العرب فكان يشكل خطرا على الهوية القومية والثقافية والدينية في المجتمع الأوروبي، النظرة الأوروبية التعميمية للمسلمين على أنهم ارهابيين بسبب العمليات الارهابية التي ارتكبها جماعات الاسلام الارهابي وارتفاع الروح الانتقامية والكراهية ضد كل المسلمين. واختلفت في أن الباحث “راقدي عبدالله” توصل في نتائجه أن إذا احتدم البعد الديني والحضاري في الصراع  سيؤدي إلى صراع دامي بين المهاجرين العرب المسلمين والدول الأوروبية المقيمين بها.[6]

  • هذه الدراسات ركزت على أزمة توافد اللاجئين، الأسباب التي دفعتهم للجوء وتزايد اعدادهم داخل الدولة وكيفية تعامل أحزاب اليمين المتطرفة الموجودة في المانيا معهم وحركات المناهضة لهم وكيف ضغط وجود اللاجئين على الدولة وسياسات الدولة في التعامل معها، فتبين أوضاع اللاجئين وحقوق الأقليات خاصة المسلمة في المانيا.

الفئة الثالثة: فتوجد أكثر من دراسة تناولت الحديث عن صعود اليمين المتطرف وتداعياته على حقوق الانسان

دراسة” سمير بن عياش”، بعنوان” التداعيات المحتملة لصعود اليمين المتطرف والشعبوي بالدول الغربية على ضحايا الهجرة القسرية من الدول العربية واندماجهم في المجتمعات المضيفة” [7]فتركز الدراسة على معاناة اللاجئين سواء من أساليب التهجير القسري الذي تعرضوا له وما يتعرضوا له من صور عداء من أنصار اليمين المتطرف في ظل صعود أحزابها. فتزايد كراهية وعداء أنصار اليمين المتطرف تجاه اللاجئين العرب المسلمين بصفة خاصة كلما زاد عدد الهجرات للدول الأوروبية، علاوة على ربط تواجدهم بتزايد معدلات الجريمة في تلك الدول منذ مجيئهم على الرغم من ارتكاب أنصار تلك الأحزاب العديد من الحركات المناهضة والمعادية لهم، فتتفق معها دراسة”مصطفى عبده”، بعنوان “تنامي العنصرية والكراهية الموجودة في المجتمعات الغربية”[8]، في أن تزايد معدلات الجريمة في الدول الأوروبية في الفترة الأخيرة يرجع لارتفاع صوت مشاعر الكراهية وتولد الكره في داخل الانسان الأوروبي لأي غرباء خاصة الغير الأوروبين لاعتقادهم أنهم مهدد على هويتهم وثقافتهم الأوروبية وأن كل الأوروبيين ذات عرق نقي مختلفين عن باقي الأعراق، علاوة على خطابات اليمين المتطرف المليئة بالعنصرية والكراهية تصل إلى حد القتل المتعمد للأقليات والمهاجرين العرب المسلمين، ويحاول الباحث دراسة أسباب تنامي تلك المشاعروالبحث في برامج الأحزاب اليمينية المتطرفة. فلقد توصلت تلك الدراسات لعدة نتائج: مع تزايد عدد المهاجرين زادت حركات المعادية للمهاجرين، أن ارتفاع توافد المهاجرين يزيد من معدل الجريمة والكراهية للأوروبيين، فنتيجة تزايد مشhعر الكراهية في الدول الأوروبية يؤدي ذلك لارتفاع معدل الانتهاكات والعمليات الارهابية ضد الاقليات والمهاجرين المسلمين.

أما دراسة “سلمى ديلمي”، بعنوان “البعد الأمني لمسألة اللجوء في أوروبا دراسة حالة اللاجئين السوريين في أوروبا 2011-2017″، فتركز هذه الدراسة على مشكلة تزايد أعداد اللاجئين وخاصة السوريين نتيجة الثورات التي قامت في العالم العربي في تلك الفترة وحتى قبل تلك الثورات، فكانت دول القارة الأوروبية المجاورة مقصدهم، فهذا ما جعل تلك الدول تأخذ احتياطاتها لإحاطة تلك الظاهرة، فتشترك مع الدراستين السابقتين أيضًا في أن نتيجة توافد العديد من المهاجرين من الدول العربية فأدى ذلك إلى  ارتفاع مخاوف الأوروبيين وذلك بالسلوكيات العدائية،  وأن للحفاظ على هويتهم فيستخدمون العنف لوقف توافد المهاجرين عليهم والضغوط على سياساتهم لوقف سياسة الهجرة ومنعها، ولكن اختلفت مع الدراسات الأخرى في التركيز على معاناة اللاجئين أكثر من المهاجرين والأقليات والمهاجرين، فاللاجىء يكون له وضع مختلف حيث أنه قدم طلب لجوء على عكس الهجرة التي لها أشكال مختلفة سواء شرعية أو غير شرعية. توصلت الدراسة لعدة نتائج: أن على الرغم من أن الدول الأوروبية من أكثر الدول التي تنادي بحقوق الانسان وضرورة احترامها إلا أنها كانت تتصرف على العكس في هذه الحالة، على الرغم من أن القانون الدولي يسمح لاي انسان يشعر بالاضطهاد أن يطلب اللجوء لاي دولة إلا أن بعض الدول الاوربية قامت بوضع قوانين لمواجهة اللجوء.[9]

يشير هذا الاتجاه إلى المعاناة التي تعرض لها اللاجئين في الدول الغربية، فمنذ بداية مغادرتهم قسرياً من دولهم لأسباب انعدام الأمان والاستقرار في دولهم، وسعيهم للعيش حياة أفضل باللجوء إلى تلك الدول المجاورة، فلقد مروا بصعوبات وحتى دخولهم تلك الدول والعيش فيها أصبح معاناة أخرى لهم  من قبل تلك الأحزاب اليمينية، فتعددت أشكال الاقصاء الاجتماعي والاقتصادي لهم بداية من استبعاد وتهميش،  تمييز عنصري، اضطهاد لهم عن غيرهم ومنعهم من بعض الحقوق، علاوة على ذلك فلقد لجأت بعض الدول إلى أخذ سياسات احتياطية للتحجيم تلك الظاهرة عبر غلق باب الهجرة في بعض الاحيان، طردهم وضع قيود متشددة على طلبات اللجوء والإقامة.

الإطار النظري: في هذا الاطار سيتم التحدث عن النظريات القومية

القومية: مجموعة من الناس تكون لديهم لغة وهوية وعادات وتقاليد مشتركة، فكل أفراد تلك القومية تدين بالولاء والانتماء لبعضهم البعض، يجمع هؤلاء الأفراد شعورهم وتمسكهم بالوطنية، فتلعب تلك الجماعة على الجانب العاطفي لهم، فليست مرتبطة بالترابط البيولوجي بل الانتماء العرقي وحده عامل غالب. علاوة على نظرتهم المعادية للجماعات الأخرى أو الثقافات الأخرى كونهم الأفضلية. فينظرون بازدراء لتلك المجتمعات المختلفة معهم وأنهم متميزين عنهم ووصفهم بأنهم أجانب بل يزيد على ذلك برغبتهم في تشويه صورتهم ومعاداتهم.[10]

أفكار التي ترتكز عليها:[11]

أولاً الأمة: فالأمة ينبغى أن تشكل شرعية النظام السياسي الحاكم، والأمة تتميز بعدد من القيم والمعتقدات والأعراف والعادات والتقاليد، التي ينبغي أن تشكل نظام الحكم في الدولة أو المجتمع، يربطهم أيضًا الشعور القومي، فالهوية القومية وليدة العاطفة والشعور بالانتماء.  ثانيًا: المجتمع أي أن المجتمع يتسم بعدد من الصفات والمتشابهة. فالبشر ينقسمون إلى مجموعات كل منها له خصائص فريدة متمايزة وله هوية خاصة به، لذلك تكون اقوى من اي جماعة أخرى.[12] ثالثًا: تقرير المصير: حيث تقوم على أن من حق أي قومية تقرير مصيرها في نظام الحكم أو الاستقلال أو الانفصال أو تكوين دولهم الخاصة وما إلى ذلك، ولكن القومية ليست بالضرورة ترتبط بفكرة الانفصالية. رابعًا: الهوية: فكل قومية لها مجموعة من الصفات والسمات الثقافية والفكرية تميزها عن غيرها من القوميات فيما يعرف بالهوية. إن القومية الثقافية-الاثنية تقوم على الخصوصية واستبعاد الإفراد المختلفين معها، قائمة على الانتماء والولاء الاثني، تستند إلى العاطفة.[13]سيتم التركيز هنا على المجتمع والهوية الاثنو-ثقافية.

نظريات القومية: فترجع جذورها بداية من القرن الثامن عشر ولكن في هذه الحقبة لم تتبلور كنظرية أو مجال أكاديمي بل كانت كأفكار، فترجع أصولها للفكر الرومانسي الالماني الذي كانت مقولاته تقترب إلى  الكتابات الفلسفية  ومن أبرز مفكري تلك الحقبة كانط وروسو. فيصف البعض هذه الحقبة انها مجرد أفكار وأن التأصيل النظري للقومية بأنها تقتصر على الحقب الاحدث وهي منذ اواخر القرن ال19، فمؤرخي تلك المرحلة استطاعوا وضع اطارأكاديمي للقومية.[14]

فمن أبرز مؤرخين تلك الفترة المؤرخ الدبلوماسي الامريكي هيز الذي يصف القومية باعتبارها تجسيد لولاء البشر وانتمائهم لأمة ذات جنسية ولغة تجمعهم، ولكن ما أثارانتباهه هو أن البشر في معظم الأزمنة على مدار التاريخ وليس في القرن الثامن العشرفقط يكون لديهم ولاء لقبائلهم ومجتمعاتهم، فوجد أن ذلك لأن في هذه الحقبة كان هناك اعتقاد بأهمية الدولة لأنها الوسيلة التي يمكن من خلالها التقدم البشري. فلقد تحدث عن خمسة أنواع للقومية وهي القومية الانسانية التي تقوم بشكل أساسي على الانسانية وترجع للقرن الثامن عشر ومن مؤيدي هذا النوع جون بولينغبروك، جان جاك روسو ويوهات غوتفريد. القومية اليعقوبية: تم بناء هذه النظرية على نظرية روسو القومسة الديمقراطية ولكن نمت هذه النظرية لحمابة الاهداف الثورة الفرنسية، فتتميز بعدة صفات تحض على الكراهية والاستعداد للقتال منها (التشدد الديني، عدم التساهل مع وجود أي اتقسام داخل الدولة، كثيرة الشكوك، استخدام القوة)، فيرجع البعض بأنها الأساس الذي انبثقت منه القوميات الجديدية كالفاشية والنازية.[15]

أما القومية التقليدية فتحمل أفكارعلى النقيض من اليعقوبية وفي تنافس دائم معها، فمن أهم انصارها إدمونت بيرك، فيكونت دو بولاند وفريديك شيلغل، فمن أهم أفكار التي تستند عليها هي التراث وكانت الداعم للمقاومات والثورات الشعبية داخل فرنسا وخارجها في اوروبا. أما النوع الرابع وهو القومية الليبرالية فهي تجمع بين النوعين السابقين ومتوسطة في الحدة، المتحدث بأسمها جيرمي بينثام، الذي كان يرى ن أن  أن المواطنة هي الأهم وأراد الحد من سلطات الدولة. [16]وانتقلت أفكارها لاخرون في فرنسا، المانيا وايطاليا، من أهمهم فيكتورهوجو وجان كاسيمير بيريه، فليلهم فون همبولت وكارل تيودور، وجوسيبي ماتزيني. فأهم ما كانوا يجتمعون حوله هو أن كل قومية هي وحدة سياسية مستقلة تحت حكومة دستورية تقضي على كل اشكال الاستبداد والطبقية وتمنح أفرادها التمتع بممارسة حريتهم. أما النوع الأخير الأكثرعدوانية وهو القومية المتكاملة، ترجع لكتابات في القرن التاسع عشر وانتشرت في العشرين، من أهم روادها أوغست كونت، شارل موراس، هيبولت أدولف ومريس باري.فهي ترفض أفكار القومية الليبرالية والانسانية وتتجاهل مقولاتهم، فتعلي من المصالح الوطنية العامة على المصالح الخاصة بالمواطنين، لذلك إذا ما وجدت أن حرية المواطنين تعارضت مع مصالح الأمة وأهدافها ستلجأ إلى تقييدها، ترفض التعاون مع الامم والشعوب الاخرى وأن المعيار الحاكم للأمة هو الألزام الأخلاقي.[17]

أما هانز كوهن فيعد من أهم الذين تحدثوا عن القومية كأيديولوجية، حيث وصفها أنها “أول حالة ذهنية” يرى ان القومية تزامنت مع وجود الدول الحديثة وأنها نتاج للتفاعل وانسجام الجماهير في اطار سياسي، فيرى ان الدولة القومية هي أفضل أشكال الدول من حيث اللتنظيم سياسياً، واجتماعياً وثقافياً حيث التمسك بالهوية الوطنية واقتصاديًا من حيث تعظيم الرفاه لأفرادها. فقدم نوعين من القومية بناء على تزامن ظهورها وسماتها، فالنوع الأول الذي كان فيه ظهورالقومية يعد  سياسيًا(الأمم السياسية)؛ أي مرتبط بظهور الدول الحديثة سواء تزامنت معها أم بعد نشأتها كالولايات المتحدة الامريكية، فرنسا وانجلترا وهذه هي القومية الغربية التي ارتبطت جذورها بعصر التنوير لذا تتسم بالحرية والتعددية الثقافية، أما النوع الثاني هو الذي ظهرت فيه القومية  في وقت متأخر عن غيرها من الدول ولذلك كان يعد ثقافياً(الأمم الثقافية) القائم على الانتماء بعلاقات الدم والنسب لذلك فعلى عكس النوع الأول نشأت في تلك الدول لمواكبة التغييرات لذلك يرى البعض أن هذا سبب النظرة الاستعلائية، الغلو الذي يصل للعدوانية، التشبث بالأفكارالذي قد يصل لفكر تطرفي لأنصار القومية لتلك الدول، كدول وسط أوروبا وشرقها وآسيا (المانيا، وروسيا والهند).[18]

فلقد اعترض البعض على هذا التصنيف المقسم شرقاً وغرباً واعتبار أن ذلك يعد تعبير مغلوط، علاوة على ذلك الصاق كل ما هو مثالي والايجابيات للغرب  الليبرالي والسلبيات للشرق، بالاضافة إلى ذلك انتقده اخرون ك(كالهون) فيما يخص الأمم الثقافية والسياسية مبرراً بذلك أن القوميات تجمع بين علاقات الثقافة والسياسة والاثنية والمدنية، مؤكداً بأن القومية الليبرالية السياسية ليست أفضل وأكثر رشادة عن غيرها القومية في الشرق المقصود بها باقي دول العالم، فهذا ليس معياراً على نجاحها الدليل على ذلك أن تبك الدول الغربية الليبرالية ينتمي أفرادها ثقافياً.[19]

وهناك اتجاهات أيضًا ومدارس عرفت نظريات القومية من منظورات مختلفة، فهناك اختلافات كبيرة بين الكلاسيكين القوميين والليبراليين القوميين، فيرى الليبراليون أنهم يريدون حتى لو ظاهرياً التخفيف من حدة أفكار القوميين الكلاسيكيسن التعسفية والتمييز بين الراديكاليين وبين القوميين المعتدلين وذلك للتخلص من تلك النظرات السلبية للقوميين، لذلك يرى البعض أن المجتمعات القومية تتكون من رغبات وآراء أفرادها ومنها ما هو ظاهرياً فقط ولكن في كل الاحوال ينبغي أن تكون وحدة سياسية مستقلة، وهناك مجتمعات تكون شمولية ولكن ليس بدرجة كبيرة مما يجعلها غير مهتمة بالقيم الثقافية. فالنوع الأول الذي يؤيد مجتمعات القومية ويعلو من شأنها يؤيده بشدة الكلاسيكيين حيث أنه يؤكد على السلوك الالزامي ويعلو من هوية الشخص وقوميته، بالتالي يروا انصار الكلاسيك أن الأثنو-قومية هي المجتمع المثالي للقيام بذلك، علاوة على ذلك لهم الحق في تكوين دولة اثنو قومية يقوم افرادها لهم الحق في اعلاء ثقافتهم القومية الخاصة بهم عن غيرها من القوميات.  أما الليبراليين القوميين فلقد اعتبروا أن تلك القيم التي يؤيدها الكلاسيك في النوع الأول هي قيم ولكن ليست الأكثر أهمية، حيث أكدوا الليبراليين على أن الاراء المتعارضة وأنه لابد من مراعاة الحقوق المتساوية لكل الأفراد حتى الغير منتميين لذات العرقية واعتبارات المواطنة لذلك أكدت على الالتزامات تجاه كل الافراد وضرورة أن يؤكد على ذلك في ضوء التزامات سياسية من الدولة.[20]

اتجاه القومية المحافظة: [21]

هي تقوم على الحفاظ على النظم التقليدية وكراهية مل ما هو تحديث وخاصة الاندماج الأوروبي، فتقوم بالمحافظة على مبادئها التقليدية بالعودة للتاريخ والنظرة لكل ما هو مضى والحنين للماضي والاستشهاد بالانتصارات والامجاد التي حققتها تلك الامة، فظهر ذلك جلياً عند ازدياد الهجرة لتخوفهم من أن مجئ المهاجرين بثقافاتهم سيؤدي إلى الاضرار بدولتهم وزعزعة الاستقرار لاعتقادهم أن استقرار المجتمعات يتوقف على مدى توحدها وعدم وجود أي اختلاف داخلها أي أن تكون ذات ثقافة مشتركة.

الإطار المفاهيمي

 تركز الدراسة على عدة مفاهيم منها مفاهيم رئيسية للدراسة كاليمين المتطرف وحقوق الانسان خاصة المهاجرين والأقليات المسلمة وهناك مفاهيم أخرى ذات صلة كالتطرف، اللاجئين والاسلاموفوبيا.

1-اليمين المتطرف

فهناك اتجاه يعرفه على أنه هو كل برنامج سياسي يحمل في طياته الكراهية والعداء للأجانب ورفض كل أشكال التعددية والأقليات، النزعة المحافظة والتمسك بهويتهم، تقاليدهم القومية ورفض كل اشكال الهجرة فهذا كله يعد العامل المشترك في برامج الأحزاب اليمينية المتطرفة الأوروبية مع وجود بعض الاختلافات البسيطة.[22]

وهناك أتجاه أخر يعرفه بأنه مجموعة من الأشخاص تدافع عن هويتهم القومية باعتبار أنهم الجنس الأبيض المتفوق النقي وعن تقاليدهم وتراثهم المشترك  والتمسك بقوميتهم في ظل تزايد أعداد الهجرة، فلذلك ترفض التعددية الثقافية والأقليات وجود المهاجرين خاصة وترى أنهم حيثما كانوا تتواجد الجريمة علاوة على أنهم السبب الرئيسي في حدوث الأزمات الأقتصادية وتزايد معدلات البطالة.[23]

التعريف الإجرائي

– كل أشكال العداء والأفعال العدائية الممارسة ضد المسلمين.
– الافراط والمبالغة في الفكر والتصرفات.[24]

يمكن استنتاج أن اليمين المتطرف هو النزعة القومية الانتقائية التي تمنع وجود الغير، يحمل كراهية العداء للأجانب ويرفض وجود الغرباء في دولته، يرى انهم الأفضل عن غيرهم، يمنع الاندماج مع الغير ويريد الانغلاق على نفسه بهويته وتقاليده، مما يجعله أكثر عدائية تجاه الغرباء مبرراً بذلك تخوفه على هويته، فتكون الهجرة هي المشكلة الأكبر أمامه ويرى أنه لابد من اغلاقها بل في بعض الأحيان يريد طرد المهاجرين الموجودين في دولته.  هذا هو التعريف الذي ستعتمد عليه الدراسة وهو التعريف الشامل.

فانصار اليمين المتطرف يترسخ لديهم نزعات تطرف وكره لكل لما هم مختلفين عن قوميتهم، يرجع البعض ذلك لخوفهم من أسلمة أوروبا وهو نشر العرب المسلمين دينهم في فرنسا، خاصة وأن الفرنسيين من أكثر الشعوب المعتزة بهويتهم وأيضاً الشعب الألماني خاصة أنصار الأفكار النازية الهتلرية يعتزون بجنسهم ويرون أنهم أفضل وأنقى الأجناس في العالم، لذلك سيتم توضيح بعض التعريفات  ذات الصلة فعند تعريف اليمين المتطرف لابد من التطرق لتعريف التطرف والاسلاموفوبيا وهو مبرر للسلوك التطرفي الناتج عن  تلك الجماعات:

التطرف:[25]

هو عدم الحياد والمبالغة أي الخروج عن التصرف المعتاد المتوقع من باقي أفراد المجتمع.

الاسلاموفوبيا:

هي الخوف والرهبة من الإسلام والكراهية لمعتنقيه، فهي صورة تهدف برامج الأحزاب اليمينية المتطرفة ووسائل الاعلام الموجودة في المجتمعات الغربية نشرها، ذلك بهدف اثارة الخوف لدى تلك المجتمعات والزعم بأن تواجد المسلمين مصدر تهديد لهم وذلكبهدف وقف تزايد المسلمين و لتبرير ممارساتهم العدائية ضدهم.[26]

2- حقوق الانسان:

هي مجموعة المبادىء والمعايير التي تتفق مع الطبيعة الانسانية، الراسخة في الكرامة الانسانية، سواء مكتوبة أو غير مكتوبة، فتتضمن تلك الحقوق ضرورة المساواة بين كافة الأفراد وتكفل حريتهم، لذلك فلابد من احترام هذه الحقوق سواء في السلم أو الحرب.[27]

  • فتتنوع حقوق الانسان ما بين حقوق أقتصادية واجتماعية وتشمل الحق في الملكية، التنمية، مستوى صحة وسكن ملائم، العمل والتمثيل النقابي، التأمين الاجتماعي، ،[28] الحق في الحماية الاجتماعية، الحق في الحصول على مستوى معيشي لائق، الحق في التعليم، الحرية الثقافية والتقدم العلمي. أما الحقوق السياسية والمدنية المساواة أمام القانون، حرية التنقل، حرية التعبير والرأي، حرية الدين، حرية الفكر، حرية التجمع السلمي، الحق في المشاركة، الانتخابات والشئون العامة للدولة، الحق في الحصول على محاكمة عادلة أمام القانون، حظر كل أشكال التعذيب والتعسفية، كالاعتقال أو الاحتجاز كل أشكال المعاملة الغير انسانية والمهينة بكل أشكالها، [29]حظر كل أشكال تعسفية الحياة،العبودية والسخرة، حماية حقوق الأقليات، رفض كل أشكال التمييز، العنصرية سواء الدينية أو غيرها.[30] فتلك الحقوق السابقة هي التي نص عليها الاعلان العالمي لحقوق الانسان.

فهناك حقوق اخرى كالحقوق ثقافية الحق في الاختلاف مع الاخرين، التعليم ، الابداع، حرية الهوية الثقافية للفرد، الحق في التربية. وأيضًا توجد حقوق بيئية وتلك الحقوق تعد حديثة نسبياً وتقوم على ترتيب التزامات وواجبات الانسان تجاه البيئة التي يعيش فيها وحمايته لها حتى يستفاد منها الاجيال القادمة. حقوق الاخرين وذلك لحماية حقوق الأفراد الذين يعانون من الإعاقة والعجز والمرض تقضي هذه الحقوق بضرورة تأمين حياتهم مما يكفل لهم رفاهيتهم وتأهيلهم للعيش في مجتمعاتهم. حقوق عقدية وهي تتضمن القضاء على كل أشكال التمييز والعنصرية على أساس الدين والمعتقد كحرية الاعتقاد وممارسة الشعائر. وهناك أيضاً الحرية الاعلامية والمعلوماتية التي تقوم بشكل أساسي في حرية الفرد الاعلامي في التوصل لمعلومات وتمكنه من اذاعتها، حرية المراسلة. [31] حقوق المهاجرين واللاجئين فجاء ذلك في نص المادة 14 في الاعلان العالمي لحقوق الانسان، وفي اتفاقية الأمم المتحدة بوضع اللاجئين، المعايير القانونية الخاصة باللاجئين بكافة الاتفاقيات التي تشتمل عليها.[32]
عرفها اليونيسيف في اتفاقية الطفل ولذلك نسنتنج منها التعريف الاجرائي لحقوق الانسان كمؤشرات يمكن قياسها:[33]

  • أن تكون عالمية
  • حق لكل فرد وغير قابلة للتصرف فيها أو التخلي عنها.
  • أن تكون شاملة كل الحقوق سواء كانت اقتصادية، اجتماعية، ثقافية وسياسية دون التنازل عن احداها مع ترابطها وتكاملها مع بعضها.
  • أن تمتثل كل الدول لتلك الحقوق العالمية.
  • أن تحقق المساواة وادراج ومشاركة كل الفئات دون تحيزات.[34]

 

  • الأقلية:

مجموعة من الافراد تعيش في اقليم ما في الدولة، تحمل جنسيتها وتختلف عن الأغلبية التي تعيش في تلك الدولة دينياً، عرقياً، ثقاقياً، لغوياً.[35]

لها أشكال متعددة منها العرقية، اللغوية، القومية، القبلية والدينية، سيتم التركيز هنا على الأقلية الدينية في دول محل الدراسة.

الأقلية الدينية:

هي كل الجماعات التي يكون الدين هو المكون الأساسي لها، فيكون الدين المعتنق فيها مختلف عن الدين الذي يعتنقه باقي المجتمع.[36]

مما سبق  الأقلية يمكن تعريفها كالتالي بأنها كل جماعة من الافراد، تربطها خصائص مشتركة سواء كان الدين، العرق، اللغة والمذهب، فتتميز بها عن باقي أفراد المجتمع الذي تعيش فيه، فتتعرض هذه الأقلية إلى التهميش نظراً لاختلافها، الحرمان من بعض الحقوق الممنوحة للجميع واحياناً الاضطهاد والتمييز العنصري لأفرادها، والأقلية الدينية هي جماعة من الناس تعتنق دين مختلف عن الأغلبية التي تعيش معها.

  • فحقوق الأقليات تتمثل فيما يلي حرية التجمع، الفكر، التعبير والاعتقاد الديني.

حق الأقلية في استخدام لغتها سواء بشكل سري أو في العلانية، بالإضافة إلى الاعتراف تاريخهم المشترك، إنشاء مدارس تعليمية وحريتهم في تدريس لغتهم، إنشاء وسائل إعلام خاصة بهم، الاتصال ببعضهم البعض وبكافة المنظمات الدولية، وضع اقتصادي لائق لهم.[37]

اللاجيء

  • يعرفه القانون الدولي بأنه هو أن يكون الفرد مجبر على ترك محل اقامته ليلجأ إلى مكان اخر خارج حدود دولته التي يقيم ونشأ فيها وذلك لأسباب قسرية أجبرته على المغادرة كانعدام الاستقرار أو وجود خطر يداهم دولته.[38]
  • وفقاً لاتفاقية 1951تعرف اللاجئ بأنه كل شخص يعيش خارج حدود دولة جنسيته، بسبب تعرضه لانتهاكات نتيجة لانتماءاته السياسية، العرقية، الدينية أو أي جماعة مختلفة داخل دولته مع عدم توفير الحماية له.[39]

فيمكن تعريف اللاجىء بأنه هو كل شخص غادر دولته لأسباب قهرية، فهذا الفرد تعرض لظروف لم يستطع تحملها كانعدام الأمان وعدم قدرته دولته على توفير الحماية له، يواجه عنصرية شديدة ناتجة عن عوامل دينية، ثقافية، سياسية مما يعرضه للاضطهاد من قبل جماعة مختلفة عنه‘ فالبتالي كل ذلك جعله يشعر بأنه يتحتم عليه ترك دولته التي هي منشأه ومحل ميلاده. وهذا هو التعريف الذي ستعتمد عليه الدراسة.

حقوق اللاجئين:

  • جاء في “الاتفاقية الخاصة بوضع اللاجئين الصادر عن مؤتمر الأمم المتحدة للمفوضين بشأن اللاجئين وعديمي الجنسية بتاريخ 1950، قرار رقم (429). فكما جاء في مواد رقم(2)،(3)،(4)و(8)،(9). ينص على أنه توجد التزامات على اللاجئين تجاه الدول التي يقدمون لها طلب اللجوء ويلجأون بها، أهمها احترام قوانين واللوائح التنظيمية لتلك الدولة وألا يفعل شيء من شأنه الإضرار بالنظام العام لتلك الدولة.في المقابل هناك التزامات لتلك الدول تجاه اللاجئين(حقوق اللاجئين): تلتزم كل الدول بانفاذ كل ما جاء في تلك الاتفاقية على كل اللاجئين سواسية؛ أي دون وجود أي تمييز على أي أساس. أيضًا تقدم تلك الدول للاجئين حقوق مماثلة لمواطنيها فيما يخص حرية الاديان وممارسة شعائرهم بالكيفية التي يرونها، وحقهم في توفير تلك التعاليم لأبنائهم بالإضافة. تمتنع الدولة (التي تم طلب اللجوء إليها) عن اتخاذ بعض الأجراءات الاستثنائية تجاه اللاجئين طالما انه حامل جنسية هذه الدولة، حتى وإن مسموح لها ان تتخذها تجاه الأجانب المقيمين بها. ولكن تستطيع انفاذها على أن يكون لفترة مؤقتة في حالات الطوارىء أو الظروف الطارئة التي تتعرض لها الدولة وبالتالي ستؤثر على أمنها. تمتنع الدولة (التي تم طلب اللجوء إليها) عن اتخاذ بعض الأجراءات الاستثنائية تجاه اللاجئين طالما انه حامل جنسية هذه الدولة، حتى وإن مسموح لها ان تتخذها تجاه الأجانب المقيمين بها. ولكن تستطيع انفاذها على أن يكون لفترة مؤقتة في حالات الطوارىء أو الظروف الطارئة التي تتعرض لها الدولة وبالتالي ستؤثر على أمنها.[40]
  • كما أضافت البنود (12)، (13)، (14)، (15)، (16). أن فيما يتعلق بالأحوال الشخصية المتعلفة باللاجىء، فإما تكون طبقًا لما جاء في تشريع دولته أو الدولة التي لجأ إليها. نقل المملوكات على الدولة محل اللجوء أن تعطي اللاجىء حقوق لا تقل عن تلك التي تعطيها لأي اجنبي على أراضيها خاصة فيما يتعلق بالملكيات الخاصة والعقارات وما يشبه ذلك. أما فيما يخص حقوق الملكية سواء الفكرية أو المتعلقة بالصناعة، فتوفر تلك الدولة للاجئين حقوق مماثلة كتلك التي تعطيها للمواطنين. في حالة الانتماء لجمعيات غير هادفة للربح أو غير ذات طبيعة سياسية، فتتيح الدولة للاجئين ذلك الحق أفضل من تلك التي تتيحها للأجانب بقدر الإمكان.يكون للاجئين حقوق مكفولة فيما يخص التقاضي والوقوف أمام محاكم تلك الدولة بما في ذلك الحقوق الأخرى المرتبطة كتلك المكفولة لمواطنين تلك الدولة على قدر المساواة.[41]
  • وأضافت أيضًا بنود(20)، (21)، (22)، (23)، (26). أنه في حالة قيام الدولة بتوزيع الموارد بنفسها، ففي هذه الحالة ينبغي أن يتم ذلك بشكل عادل؛ أي يتساوى فيها المواطنين مع اللاجئين. أما فيما يخص التعليم، يتم اعطائهم فرصة مماثلة كالمواطنين في حق التمتع بالتعليم في الدولة. توفر لهم الدولة حقوق الاستعانة بها أو طلب مساعدتها. أيضًا نفس الشيء فيما يخص السكن، فيمنح لهم نفس الحقوق الممنوحة للأجانب. تتيح الدولة للاجئين حرية اختيار مسكنهم علاوةٍ على عدم تقييد حركتهم داخل الدولة؛ أي تضمن لهم حرية الحركة.[42]
  • ورد في المادة (33) فيما يخص منح الجنسية والاجراءات الخاصة بها: ترحب الدولة باستقبال/ احتواء اللاجئين واعطائهم الجنسية على أن تقوم بانجاز كل تلك الترتيبات لمنحهم الجنسية بكل سهولة ويسر، مع عدم تحميلهم أعباء تكاليف تلك الوثائق بشكل كامل. كما نصت(27)، (28) تقوم الدولة بانشاء وثيقة سفر لتمكن اللاجئين وتسهل عليهم الانتقال و السفر إلى الخارج متى أراد، أما في حالة عدم حيازة اللاجىء “وثيقة سفر” من الأساس لأي حال من الأحوال، فتقوم الدولة بانشاء بطاقة شخصية تمكنه من التحرك بحرية داخل أقاليم الدولة.[43]
  • و أكدت البنود (29)، (31)، (32). أن تعفي الدولة اللاجئين من أي تحصيل ضرائب أو أي رسوم قد تقع عليهم باستثناء تلك المترتبة على طلبهم هم بأنفسهم للحصول على أوراق أو وثائق معينة. في حالة وصول اللاجئين إلى دولة بدون تصريح دخول أو إذن مسبق من تلك الدولة لما قابلوه من مشقة وتعريض حياتهم للخطر، في هذة الحالة لا تقوم الدولة بتنفيذ عقوبة عليهم ولكن مع الزامهم بأن يوضحوا ما هي الدوافع التي أدت بهم إلى ذلك التصرف(الدخول بدون إذن) مع ضرورة التعريف عن أنفسهم أمام السلطات المعنية لتلك الدولة.  أما بالنسبة للطرد أو الاستبعاد، فلا يحق للدولة ابعاد أو طرد اللاجئين الموجودين بصفة شرعية على أراضيهم إلا في حالات تتعلق بالنظام الأمني لتلك الدولة؛ أي ارتكب جريمة على أرض تلك الدولة، قام بعمل مخالف لقوانين تلك الدولة وبالتالي يهدد أمنها في هذه الحالة لا يجوز له أن يعترض مستغل هذا الحق. أما في حال قيام الدولة بارجاعه إلى مكان حيث يشكل خطرًا على حياته أو حتى حقوقه وحرياته سواء كان ناتج عن اضطهاد سياسي، اجتماعي أو ثقافي فلا يحق لتلك الدولة أن تقوم بذلك بأي شكل¸.[44]

المهاجر:

طبقاً لتعريف الأمم المتحدة: هو كل شخص يقيم في دولة غير دولة جنسيته لمدة تزيد عن عام، سواء كانت هجرة قسرية أو باختياره هو وبأي طريقة سواء كانت رسمية أو غير رسمية.[45]

هو الشخص الذي يغادر الدولة محل ميلاده ومن ثم يذهب لدولة أخرى وتستمر علاقته بدولته وله كامل الحرية في الرجوع لها حتى وإن حصل على جنسية من دولة أخرى.[46]

أما منظمة العفو تعرفه بأنه: هو كل شخص يقيم خارج دولته ولكن ليس من ضمن اللاجئين، فهو يهاجر لدولة أخرى إما هرباً من اضطرابات المحيطة به بكل أشكالها في دولته، من الفقر والبطالة أو الكوارث الطبيعية.[47]

تنقسم أنواع الهجرات إلى هجرة نظامية(شرعية)، وهجرة غير نظامية(غير شرعية)، فالهجرة النظامية أو الشرعية هي تلك الوسيلة الشرعية التي يتبعها الفرد طبقًا لقوانين هذه الدولة المستقبلة. أما الهجرة غير النظامية أو غير الشرعية فهي الأسلوب الذي اختاره الشخص الذي من خلاله يعبر لدولة أخرى وتكون بشكل غير شرعي بدون الأخذ في الاعتبار المبادىء القانونية التي تستند إليها الدولة.[48]ايضًا يتم تعريفها من وجهة النظرالأوروبية؛ من منطلق أنها الدول التي تمثل الشرعية الدولية، فتقوم بوصف الهجرة غير الشرعية على بعض الحركات من وإلى الدول من دون أن تمتثل للهيكل القانوني ومعايير تلك الدول.[49]

المهاجر: هو كل شخص ترك دولته وذهب لدولة أخرى، سواء بشكل شرعي أو غير شرعي، لأسباب طبيعية خارج السيطرة كوجود زلازل، براكين أوبسبب سوء الأحوال المعيشية في دولته، على أن يقيم في تلك الدولة، التي هاجر إليها لفترة طويلة قد تمتد لعدة أعوام. وهذه هو التعريف الذي ستتبناه الدراسة.

حقوق المهاجرين:

الاتفاقية الدولية لحماية حقوق جميع العمال المهاجرين وأفراد أسرهم التابعة للجمعية العامة تنص على:أن المهاجرون وأسرهم لهم كامل الحرية في ترك دولتهم الأصلية محل الميلاد (وأيضًا العودة إليها حينما يشاء ذلك) وأي دولة أخرى كانوا يُقطنون بها بدون أي التزامات عليهم إلا في حالة إذا كان الأمر يتعلق بالقوانين المنظمة و إذا تعلق بالأمن الوطني لأحدى الدول، يتعارض مع الحقوق الخاصة بالبعض أو يتعدى على حرياتهم.[50]

المهاجرين الذين يعملون في دول التي يهاجرون إليها حقوق يوفرلها له القانون كعدم التعرض إليه بأي نوع من الإساءة إن كانت معنوية كالإهانة وسوء التعامل أو جسدية ناتجة عن التعرض له بأذى، التصرف معه بشكل لا يليق بمبادىء الإنسانية أو قد تؤدي بحياته وهذه الحقوق تشمله وتشمل أسرته، لا يوجد ما يمكن أن يفرض عليه العمل بشكل اجباري، أو أن يتم استعباده .[51]

لهم كامل الحرية في المعتنق واختيارالديانة؛ في اعتناق الديانة التي يختارونها بدون أي قيود عليهم تجعلهم يمارسون دينهم بخفية. بالإضافة إلى حرية التفكير. حرية التعبير بأي شكل كان طالما لا تحرض على العداء، التمييز أو تشتمل على العنصرية، لا تتقاطع مع حقوق الأخرين، ولا الهيكل القانوني الخاص بالدولة المستقبلة أو الأخلاقي المتعلق بالآداب العامة، وألا تتعدى على حريات الأفراد. حرية الممتلكات وعدم التعرض لها بأذى، التعدي عليها أو منعه من التمتع بها، أيضًا لا يحق لأي أحد أن يتدخل في أموره الخاصة به وبأسرته ولا يجوز التعدي عليه، وعلى الدولة(المستقبلة) أن تؤكد على هذه الحرية وتضمنها له.[52]

لهم حقوق على تلك الدولة(المستقبلة) في ضمان حمايتهم من ألا يتعرض إليهم أحد أو يعتدي عليهم بأي شكل من الأشكال ومن أي جهة أو فرد. لا يحق استبعاد أو اقصاء المهاجرين وأسرهم جماعيًا، فيتم التحقق من كل حالة منفردة.[53]

المنهج:

المنهج المستخدم في الدراسة هو المنهج المقارن وذلك بهدف مقارنة عوامل صعود الأحزاب اليمينية في الدولتين محل الدراسة(المانيا – فرنسا).

فالمقارنة تقوم على ايضاح عناصر التشابه والاختلاف وأن يكون هناك حد أدني من الاختلاف أو التشابه مقارنة، فلا يمكن أن يجرى المقارنة في ظل وجود تشابه تام أو اختلاف تام بين الظواهر، فالهدف في النهاية من التوصل لتعميمات امبريقية ونظريات كبرى عبرالبحث في العلاقة بين المتغيرات والسعي لمعرفة نقاط التشابه والاختلاف، فالظاهرة المتشابهة هنا هي “اليمين المتطرف” في دولتين مختلفتين، فتم اختيار فرنسا وألمانيا لمقارنة عوامل صعود الأحزاب اليمينية في الدولتين.[54] 

تقسيم الدراسة:

  • الفصل الأول : نشأة اليمين المتطرف في الدولتين محل الدراسة فرنسا والمانيا في الفترة بين (1985-2020).
  • المبحث الأول: نشأة أحزاب اليمين المتطرف في فرنسا والمانيا.
  • المبحث الثاني: نشأة الجماعات اليمينية المتطرفة في فرنسا والمانيا.
  • الفصل الثاني: المنطلقات الفكرية التي يقوم عليها اليمين المتطرف وعوامل صعوده في فرنسا والمانيا.
  • المبحث الأول:المنطلقات الفكرية التي تقوم عليها أحزاب اليمين المتطرف وعوامل صعودها.
  • المبحث الثاني: المنطلقات الفكرية التي تقوم عليها الجماعات اليمينة المتطرفة وعوامل صعودها.
  • الفصل الثالث: أثر صعود اليمين المتطرف على حقوق المهاجرين واللاجئين في الدولتين محل الدراسة في الفترة بين(1985-2020).
  • المبحث الأول: تداعيات صعود اليمين المتطرف على حقوق اللاجئين في المانيا وفرنسا.
  • المبحث الثاني: تداعيات صعود اليمين المتطرف على حقوق المهاجرين في المانيا وفرنسا.

الفصل الأول: نشأة اليمين المتطرف في الدولتين محل الدراسة المانيا وفرنسا في الفترة بين (1985-2020).

إن أفكاراليمين المتطرف وانخراطه في الأمور السياسية لا يُعتبر من قبيل الحداثة، بل كانت متأصلة من قبل؛ في فترة قيام الدولة النازية ومتجذرة في أفكارهتلر العنصرية، التي هيمنت في تلك الفترة، وأيضًا الفاشية. أيضًا ينبغي الإشارة إلى أن هناك أفكار يمين تقليدية، وسط ومتطرف، فالفارق بينهم هو درجة حدة تلك الأفكار، لذا يعد اليمين المتطرف هو ذات الأفكار الأكثر تشدداً من بينهم. لُوحظ في بعض الفترات أن تلك الأحزاب كانت بدأت تتراجع في فترات محددة؛ خاصة بعد اندلاع الحرب العالمية الثانية وانهيار الأفكار النازية. ولكن عادت بأفكارها مرة أخرى وأخذت تتبلور ثانية وتحقق نجاحات سياسية عبر أحزابها.

أيضًا ظهور بعض الحركات اليمينية المتطرفة التي يُعد ظهورها حديث نسبيًا، فتحمل نفس أفكار احزاب اليمين المتطرف ولكن تكون متحررة أكثر منه، فلا تقف عند مجرد الخطابات كما تفعل الأحزاب، بل تقوم تلك الجماعات بالتعبير عن سخطها في شكل واقعي؛ فمنها من تتوقف عند الاحتجاج وتنظيم مسيرات ومنها من تتخطى ذلك بكثير؛ تعبير أكثرعدوانية. فتتميز تلك الجماعات أن لها أشكال متعددة وأيضًا تعدد الوسائل التي تستخدمها؛ مما يجعلها تؤثر على كل المستويات هذا بالإضافة إلى امتدادها وسرعة انتشارها.

المبحث الاول: نشأة الأحزاب اليمينية المتطرفة.

أحزاب اليمين المتطرف في المانيا:

  • الحزب الوطني الديمقراطي:

فترجع نشأته إلى عام 1964، وهو حزب يميني متطرف تتمثل أفكاره في عودة النازية الجديدة لذلك نجد نبرته القومية المعادية للأنظمة مما جعله يتعرض لكثير من التحقيقات حتى يتم حظره، فيعد الأكثر عداءاً ولكن مع ذلك يتمتع بشعبية قوية نظراً لتمجيده لأفكار هتلر التي تستحوذ على رضاء وحب معظم المجتمع الألماني. يتكون من أعضاء حزب الرايخ سابقًا ومجموعات أخرى التي تتشابه أفكارهم مع النازية، نجح في الوصول للبرلمان ولكن سرعان ما تراجع مع نشوء حزب البديل من أجل المانيا الذي كان بمجرد نشأته مثل تهديداً له، فهذا بالاضافة إلى زيادة تشديد رقابة الحكومة وتوجيه العديد من الحملات له مما أفقده تلك المكانة.[55]

تبنى في برنامجه مجموعة أهداف بما فيها قضية الهجرة، معاداة الاجانب بالأضافة إلى رفض الديمقراطية الليبرالية وبالتالي التعددية وحقوق الأقليات.[56]

  • حركة بروكولن:
  • هي حركة يمينية متطرفة، عنصرية ومعادية للمسلمين، نشأت عام 1996، قامت في البداية لتنظيم مسيرات يعبرون بها عن أفكارهم الاحتجاجية، ضمت العديد من المعادين للمهاجرين الملسمين بشكل خاص؛ فهي تقوم ضد تواجد المسلمين في المانيا وتغيير المجتمع الألماني، فلديهم تخوف من الاسلام لدرجة جعلتهم يرفعون شعار”ضد أسلمة كولونيا”، علاوة على استهدافها ومطالبتها بالأساس بالحد من بناء المساجد وأي مؤسسات دينية اسلامية في المانيا.[57]

فتزعم تلك الحركة أنها قامت (بحجة) أن المسلمين يمتنعون عن الاندماج في المجتمع الألماني، مما يشكل بالنسبة لهم خطر كبير يهدد هويتهم وانسجام مجتمعهم، فقامت هذه الحركة لعقد مؤتمريشارك فيه العديد من أنصار اليمين المتطرف في أوروبا، ولكن أمام ذلك أيضاً قامت حركات عديدة مناهضة ورافضة تلك الحركة لخطورتها حتى قاطني ذلك الأقليم نفسه؛ الرافضين لتلك الحركة الطائفية العنيفة، فقامت العديد من الجهات بحملات ادراكية، هاتفة بشأن ما تدعيه تلك الحركة، وما سينتج عنها. فنددت بعض المؤسسات الدينية التابعة لتلك الدولة و تلك الإسلامية لما تتعرض له من اضطهاد، بالإضافة إلى بعض الجهات الألمانية ذات الصلة. حتى وصل الأمر لإعلان بعض الأحهزة الالمانية نفسها رافضة (كوزارة الداخلية) التي أوضحت عن رفضها، وأن لابد من وقف هذا المؤتمر لأنه يهدد التعايش السلمي في المجتمع الألماني.[58]

حصدت تلك الحركة المنظمة ثمارها بالحصول على 4 مقاعد في مجلس ذلك الإقليم؛ التي أنبثقت منه تلك الحركة في البداية. ثم بدأت في الانتشاربعد ذلك معتبرة نفسها ممثلة لكل الشعب الألماني، فساعدها ذلك في حشد العديد من الأصوات وتكوين شعبية قوية لها، فاستمرت في ذلك التقدم بحصولها على 7% من الأصوات في 2009ولكن سرعان ما تراجعت في 2015 لحدوث انقسامات داخلها مما أدى اندثار تلك الحركة في الولايات بعد أن كانت ستبدأ تمتد خارج الاطار الاقليمي ولكن انحصرت فيه، علاوةً أنه لم يعد كالسابق.[59]

  • حزب البديل من أجل المانيا:

نشأ هذا الحزب في عام 2013قبل الانتخابات العامة بأشهر، فنشأ مشددًا على مسألة واحدة وهي مناهضة سياسة اليورو و مناداته للعودة للعملات التقليدية ورفض تلك  السياسة(العملة الواحدة)، فلقد تبلور أول ظهور له على إثر هذه القضية. حتى ذلك الوقت لم يكن توجه هذا الحزب  ظاهرًا بتلك الصورة الحالية.[60]

فنشأ الحزب من قبل مجموعة من الأعضاء المنشقين عن الحزب الديمقراطي المسيحي وهم (كونراد آدم، بيرند لوك، الكسندر غولاند) ولكن لا يعني هذا أنه امتداد أو خليفة له، فأنبثقت نشأته كاحتجاجاً على السياسة التي اتبعتها ميركل “سياسة انقاذ اليورو”، مما سهم في حصوله على 4,7% في الانتخابات البرلمانية عام 2014وهي تعد أكبر نسبة حزب جديد يحققها منذ فترة كبيرة، علاوة على اكتساحه في انتخابات البرلمانات في الأقاليم في ولايتي براندبرغ وسكسونيا، أما في عام 2015 تمكن من الحصول على التمثيل في البرلمان في ولايتي هاميرغ وبريمن. فتعد تلك النجاحات غير مسبوقة من قبل خاصة انه حزب جديد مما أثار سخط الأحزاب القائمة، بالاضافة إلى ذلك استطاع انشاء تكوينات حزبية في كل الولايات بالتالي توافد الآف الأعضاء وارتفاع التعبئة النخبوية له. فتمكن من حشد العديد من المجتمع الألماني نتيجة استخدامه وسائل التواصل الاجتماعي بمهارة عالية، من خلال استمالة كل طائفة بما هو محط اهتمامها.[61]

فعلى الرغم من عدم استخدام هذا الحزب في البداية الخطاب المتشدد اليميني المتطرف إلا أنه في نفس الوقت لم يُصرح عن سياسته،  فمن ناحية  عدم تقبله لسياسة اليورو ومن الناحية الأخرى لم يصدر عنه صراحةً العمل بالعمة المحلية. ففي انتخابات 2014 زادت شعبيته ولكن على الجانب الأخر لم يخلو من الصراعات، وأيضاً عام 2015 عند صعود حركة بيجيدا (ضد أسلمة الغرب) اشتعل الانقسام داخل الحزب بين داعمين للحركة ومؤيدين لربطها بالحزب الذي يترأسه فروك بيرتي وبين معارضين لها ورافضين و على رأسهم بيرند لوك، فأدى ذلك الانقسام إلى دخول القطبين في الانتخابات ضد بعضهم ونتج عنه هزيمة بيرند لوك الذي كان يؤيد التيار المحافظ لذلك انفصل مكوناً تيار أخر” المصلحين الليبراليين المحافظين” وانضم إليه كل المتفقين مع أفكاره المحافظة من حزب البديل من أجل المانيا، ولكن حقيقًة لم يتمتع بنفس الشعبية على الاطلاق. فأنتهز حزب البديل من أجل المانيا زيادة الهجرات عام 2015 وحقق نجاحًا ملحوظًا .[62]

أيضًا اكتسح في انتخابات الأقاليم لعام 2016 في ثلاثة ولايات، فيرى البعض أنه إذا استمر على هذه الوتيرة سيتمكن من الصعود ووضع السياسات الحكومية فيما يخص مسألة (التكامل الأوروبي) التي تتمثل في رغبته في الخروج من الاتحاد الاوروبي والقضايا الخاصة بملفات الهجرة واللجوء. فعلى الرغم من بعد سياسة وأفكار الحزب عن الأفكار النازية والدلالة على ذلك بعدم رقابة الحكومة وتوجيه ملفات له ومساءلته، فيرجع ذلك لأن الحزب في البداية لم يكن يحمل تلك الأفكار المتطرفة بصورتها الحالية، إلا أن سياسة ميركل التي تعد استفزازية لأفكارهم من عدم استجابتها واستمرارها في استقبال اللاجئين وفتح باب الهجرة، علاوة على موقفها من الاتحاد الاوروبي الذي يرفضه أنصار ذلك التيار لخوفهم من سياسة الاندماج والمزج الثقافي، فاستغل ذلك وما أسفر عنه من صعود الخطابات اليمينية المتطرفة العنيفة وشعارات معادية للمهاجرين، فأصبح حزب البديل من أجل المانيا هو مصدر وملجأ لكل الأفكار اليمينية المتطرفة مما يكسبه نجاحاً يجعله الأكثر شعبية بين الأحزاب القائمة. [63]

فتم ادراج العديد من القضايا في برنامج الحزب أهمها: الخروج من الاتحاد الأوروبي ومعاهدات التجارة الحرة، الحد من الهجرة، كراهية المسلمين، رفض الاعانات المقدمة من الحكومة والخصخصة، علاوة  على دعم القيم الديمقراطية ولكن بغض النظر عن الارهاب.[64] فعند ادرج حزب البديل من أجل المانيا قضية الهجرة وأزمة اللاجئين التي تفاقمت في ذلك الوقت؛ الذي عبر عنها بلهجة أكثر عنفًا ومناهضتها، علاوة على ذلك بدأت بدعم أحزاب تحمل نفس الأفكار اليمينية متطرفة، فأصبح ما يهم زعماء الحزب ليس نشر ايديولوجيتهم فحسب بل الوصول للسلطة والتنازع عليها. فلقد ظهر ذلك في تحقيق الحزب نجاحًا ملحوظًا بحصوله على 12,6% من الأصوات علاوة على حصوله على الترتيب الثالث في البرلمان الأتحادي في الانتخابات العامة لعام 2017 علاوةً على النجاحات التي أحرزها في الانتخابات المحلية. أيضًا يجدر الإشارة أن هذا الحزب كان ينشط أكثر في أقاليم المانيا الغربية، ذلك ربما لاشتراكهم في نفس المشاعر الكراهية .[65]

أما بالنسبة لأحزاب اليمين المتطرف في فرنسا.

  • حزب الجبهة الوطنية:

تأسس الحزب باسم حزب الجبهة الوطنية من أجل الوحدة الفرنسية في 1972، أسسه جان ماري لوبان، الذي تمكن من جمع كل اليمينين، ودمجهم في بوتقة واحدة تحت ظلال حزب واحد. فلم تختلف أيديولوجيته كثيراً عن تلك الأحزاب اليمينية المتطرفة الأخرى؛ التي تقوم على معاداة الغير سواء السامية، المهاجرين العرب وخاصة المسلمين، فزعم أن تلك الأفكار كانت من أجل حماية هويتهم، مستخدماً عبارات عنصرية مليئة بالعداء تجاههم.[66]

استند الحزب على قاعدة جماهيرية كان أغلبها من رجال الأعمال وبعض من الطبقة البرجوازية الموجودة في المجتمع الفرنسي. فأحرز هذا الحزب العديد من النجاحات المتتالية في الانتخابات التشريعية، حيث حصل على 90% من الدوائر الانتخابية الحضرية علاوة على فوزه ب10% من الأصوات داخل كل منها وذلك في عامي 1986-1988.[67]

ومن 1988حتى 1998 استطاع الحزب أن يحرز عدد من النجاحات علاوةً على أن يخلق نوعًا من  الثبات ولو نسبي في الأصوات، فلم تقل منذ ذلك الوقت عن 15% بداية من الانتخابات الرئاسية لعام 1988، وحتى الانتخابات الرئاسية لعام 2002 التي حقق فيها نجاحًا كبيراً، حتى أنه تقدم على الحزب الأشتراكي. هذا بالإضافة إلى تقدمه الهائل في الانتخابات الأخرى فلم يقف عند حد الانتخابات الرئاسية.[68]

بالإشارة إلى الانتخابات التشريعية والمحلية، ففي عام 1993 فاز بالعديد من الأصوات التشريعية ولكن لسوء الحظ لم يمكنه ذلك من الحصول على تمثيل برلماني. أما من بعد ذلك في عام 1997والعام التالي مباشرةً. فتوالت نجاحاته سواء في الانتخابات المحلية التي اكتسح  فيها وجذبه لأصوات عديدة، هذا بالإضافة إلى تمكنه من الحصول على العديد من المقاعد المخصصة له في المجالس الاقليمية.[69]

فكان النجاح الذي حققه هذا الحزب خلال فترة زعامة  لوبان وحصوله على تلك الأصوات وارتفاع شعبيته الكبيرة، فيمكن ارجاعه للعديد من العوامل. فعلاوةً على العوامل الذاتية المتمثلة في شخصية لوبان من ثم خطاباته الجاذبة التي يلقيها فيمكن الإشارة إلى عدة عوامل أخرى: أهمها مقابلة اهتمامات الشعب في الوقت التي أهملت فيه الأحزاب الأخرى تلك القضايا، فأرادوا الظهور كالمدافع عن الشعب الفرنسي تجاه تلك المخاطر التي تطرأ عليهم المتمثلة في (تواجد المهاجرين بصفة أساسية)، ومن هنا زادت الكراهية الأجانب وخاصة المسلمين العرب. مما ساعد في خلق مشاعر لدى الشعب الفرنسي تتلاقى مع خطابات اليمين المتطرف. أيضًا وجود عامل أخر يرجع لتواجد أحزاب معينة تم التنديد بها، فتم اتهامها بأنها تعمل خلافًا لمصلحة الشعب، وانشغالها بسياسات تقليدية لم تلق اهتماتهم.[70]

فكان حزب الجبهة الوطنية آنذاك يركز برنامجه على تلك القضايا الأساسية التي كانت تُشغل اهتمامات المجتمع الفرنسي، مما أدى لعزوفهم عن التيارات الأخرى واتجاههم له، كنتيجة للخطابات القومية. أعرب عن رغبته في ارساء المبادىء القانونية في الدولة، هذا كان ما ينص عليه برنامج لوبان الانتخابي لعام 1973 الذي كان يحمل شعار (الدفاع عن الفرنسيين)، يليه برنامجه الانتخابي لعام 1984 الذي كان يحمل شعار شعبي شديد اللهجة، فيولي الشعب الفرنسي الأهمية الأولى بالرعاية (الفرنسيون أولاً)، فيأتي هذا البرنامج بأنه يولي الشعب الفرنسي في الأولوية، ومن ثم ادراجه أساليب لذلك من قبيل حمايتهم سواء ثقافياً (الهوية الفرنسية )نفسها أو من جعلهم الأولوية في الحصول عل كل الخدمات المقدمة من الدولة، من كل أشكال خدمات الرعاية الاجتماعية، الاسكان، الحصول على فرص عمل. أيضًا هذا البرنامج الحمائي لم تقف على حد مواجهة  التهديدات الداخلية فقط بل أعرب عن استعداده لمواجهة تلك الخارجية منها.[71]

أما داخل الحزب فلم يخلو من وجود بعض الانقسامات الداخلية حول توازنات القوة، برز هذا الانقسام في الجدالات محاولات الدمج مع تيارات أخرى. ففي البداية عندما كان الحزب لا يظهر بصورته المتطرفة الحالية، وكان يميل إلى حد ما من الاعتدال، فساعد ذلك في انضمام العديد من الكوادر إلى الجبهة الوطنية منهم برنو ميجريت ، ايفان بلوت، وجان ايف لو جالو وغيرهم، ولكن بعد ذلك عندما حدث تحول في اتجاهات لوبان وتحققوا من أنه تعسفه، فرأوا أنه من الأفضل رفض هذا الأسلوب المتشدد الذي يتبعه لوبان. من هنا فضل البعض الانفصال عن الحزب وتكوين تيار أخر، فيكون أكثر محافظة عن تيار لوبان المتشدد. فلم يكن ميجريت وحده من رفضه وبالتالي أنضم كل الرافضين لسياسة لوبان الاستبدادية إلى تيار ميجريت.[72]

فاستمر هذا التنافس والفوز الذي حققه ميجريت الذي دام منذ 1988 لمدة تصل لأكثر من عشرة أعوام، فهذا الانفصال حدث لسببين أولاً رغبة ميجريت في التحالف مع التيار اليميني المحافظ وثانيهما وهو الذي يعد أشعل الفتيل عندما أعلن لوبان عزوفه عن الترشح في انتخابات البرلمان الأوروبي لعام1999 بل قام بمفاضلة زوجته وترشيحها بدلاً من ميجريت، فسرعان ما دعا لانفصاله عن الحزب وتأسيس الحركة الوطنية ، بالتالي انضمام الكثير المنتقدين لسياسة لوبان، متأثرين باليمين المحافظ، ، مما اعُتبر وقتذاك تراجعًا وتهديداً لقوة لوبان التي كانت لا تُجابه تلك الفترة وذلك بفوز تيارين لأخرين منهم تيار ميجريت. فكان ميجريت حريص على عدم استخدام الألفاظ العنصرية، فتحدث عن أن هناك اختلافات ثقافية في الدولة ولكن بدون استخدام الألفاظ الاستعلائية التي يستخدمها لوبان، مستهدفاً من ذلك مخاطبة جمهور أوسع.[73]

الانتخابات التي تلت الانفصال، ففي انتخابات مؤتمر الحزب كان هناك تراجعًا واضحًا، حيث انخفض عدد الأعضاء بفارق كبير مقارنة بانتخابات عام 1997. ولكن على الرغم من ذلك كان متوقعًا رؤية تراجع قوي في الانتخابات الرئاسية ولكن نجد أنها لم تتأثر كثيراً، بل تعتبر تحسناً عن ما أحرزه لوبان في 1995، فيرجع البعض ذلك لبرنامجه الانتخابي الذي عمل على استمالة الجمهور اليميني له. ولكن بدأ يتراجع ثانية في الانتخابات التالية سواء التشريعية والرئاسية لعام 2007.[74]

فاستمر هناك وجود نوع من الاستقرار حتى أعرب لوبان عن عدم ترشحه، فأعلنت ابنته ماريان لوبان ترشحها وشنت حملتها عام 2010 لزعامة الحزب وفازت، فكان هدفها منذ البداية تحسين النظرة للحزب، من تحسين علاقة الحزب مع كل الجهات وعلى كل المستويات، وجذب كل المجتمع الفرنسي لها وليس المجتمع اليميني فقط و مخاطبة القضايا التي تقلقه، فأرادت أن تعدل من سياسة والدها بتوسيع قاعدة جماهيريتها، وذلك بجعل تصريحاتها لا تشمل على العبارات المعادية للسامية التي كان يصرخ بها لوبان، فأزالت كل تلك المشاعر والخطابات المناهضة لهم، من صور ذلك الغت ما أقامه سابقها مع من يندوون بمناهضة السامية، وبذلك ضيقت من عداءها وأزاحت العنصرية تجاه اليهود ليقتصر العداء على المهاجرين العرب المسلمين، ذلك على اعتبار أنهم المهدد الأساسي للهوية والقومية الفرنسية، علاوة  على قضايا أخرى يتخوف منها الحزب كالعولمة ومخاطر الاندماج الأوروبي على ثقافتهم. أما بالنسبة للترشح للرئاسة 2012 فكانت منذ اعلان حملتها الانتخابية ترى ضرورة الترشح، وقامت بالفعل باقناع عدد كبير من الأعضاء وقاموا بالتصويت لصالحها، فكان برنامجها الانتخابي مليىء بالقضايا التي تحوز باهتمام الشعب الفرنسي لها، فأدرجت به قضايا اقتصاد فرنسا وأزمة الهجرة علاوة على أنها شملت قضايا أخرى. لكنها لم تفز في تلك الانتخابات. كررت هذا وترشحت في الانتخابات الرئاسية لعام 2017 وفي تلك الفترة كانت قاعدتها الجماهيرية واسعة، فذلك ما أهلها من الدخول في جولة الإعادة مع الرئيس ماكرون ولكن خسرت أمامه ولكن لكونه مكتسح الأصوات لدعمه من كل الأطراف.[75]

المبحث الثاني: نشأة الجماعات اليمينية المتطرفة

تندرج تلك الجماعات في اطار أقصى اليمين المتطرف، وهو مصطلح واسع يشمل مختلف الجماعات والايديولوجيات، فكل منها لها ايديولوجية مختلفة ورموز خاصة بها تعبرعن أفكارها، فتعد نشأتها حديثة نسبيًا لتكون اكثر ارتباطاً بقضايا العصر، فتحمل في طياتها ايديولوجيات مختلفة، كالفاشية، النازية، القومية المتطرفة. فعلى الرغم من الاختلاف الناشىء بينها إلا أنها تربطها العديد من الأفكار المتشابهة كراهية الاجانب، المهاجرين، معاداة الإسلام، التمييز وتفوقهم العرقي الأبيض عن غيرهم مما يجعلهم يشعرون بأنهم مميزين، وبالتالي يخشون من وجود أعراق مختلفة. على سبيل التأكيد والحذر من أن ليس كل تلك الجماعات المندرجة تحت مسماة أقصى اليمين تمارس نفس درجة العنف؛ فتشمل جماعات شديدة العنف وتشن العديد من العمليات الارهابية، ومنها جماعات تحاول البعد عن تلك الجماعات العنيفة ( الاوروبيين ضد أسلمة الغرب). وسيتم التركيز هنا على الجماعات شديدة التطرف كالنازيين الجدد.[76]

تحرص تلك الجماعات على استخدامها وسائل عدة وخاصًة التواصل الاجتماعي، فهي السبل التي من خلالها تنتشر، فتعد من الأسباب الرئيسية لتعبئة قاعدة جماهيرية واسعة لها، فلقد استخدموا منصات عدة وتطبيقات ومحادثات مشفرة لكي تأمن من أي رقابة أمنية. [77]

تيار اليمين الجديد أو الضوء البديل ( Alt- right  يتكون من أتباع اليمين البديل ثم انفصلوا عنه مكونين هذا التيار الجديد، ولكن يختلف عن اليمين البديل في كونه أقل حدة، فليس بنفس درجة خطاباته وممارساته العنصرية وأيضاً من حيث نظرته لليهود، ثم ظهر تيار اخر يُقال أنه امتداد له أو(نفس التيار)، حيث يتبنى نفس الأفكار والمضمون، لكن ربما فقط اختلاف المسميات، استحداث بعض الأساليب أو يقوم ليركز على مسألة بذاتها، فنشأ هذا التيار الجديد البديل الخفيف لينتقد كل ممارسات والأفكار شديدة التطرف لليمين البديل الذي يُحمله ويُصرح به بشكل علني عن كرهه للأجانب والمهاجرين واليهود. فهذا ما جعل انصار اليمين الجديد بالانفصال عن اليمين البديل بسبب تعنته الشديد وتكوين تيار اخر.[78]

جماعات اليمينية التي تضم الشباب، تتكون تلك الجماعات ممن هم دون السن القانوني، فيقومون بعدة أفعال الغرض منها التسبب في الضرر وممارسات استفزازية العنصرية لتلك الفئات المستهدفة، فتعد تلك الجماعات لا تستند إلى ايديولوجية تقويها بل أفكارها غير متعمقة ليست كمثيلاتها. أما بالنسبة لجماعات تفوق العرق الأبيض فتعد الأكثر شمولاً، حيث تنتقل من دولة لأخرى، فًتعتبر الأكثر قوة لاستنادها على نظريات التفوق العرقي الأبيض، التي تقوم على سياسة الاستعلاء بالهوية القومية والعرقية لتلك الجماعات. فلا تخلو دولة غربية إلا إذا تواجدت بها تلك الجماعات، فتنشتر في بقاع كثير من الدول.[79] وتندرج داخلها جماعة حليقو الرؤوس التي ينطلق أسمها من وصف أنصارها، فيحرص انصارها على ان يكون لهم أزياء خاصة مواصفات ينفردون بها كالحلاقة بشكل معين، امتلاء أجسادهم بالرسومات وأشياء أخرى من هذا القبيل، فتستهدف تلك الجماعة من هم خارج تصنيف العرق الأبيض الذي يعتزون به، مسببين لهم كل أشكال الممارسات الاستفزازية سواء ما يسبب الأذى النفسي لهم كالمضايقات، السب ويمتد لأكثر من ذلك بالقتل العمد والطعن، فتعد من أخطر الجماعات، تستهدف في تعبئة عضويتها الشباب [80]وخاصة دون السن القانوني ليسهل عليها تجنيدهم واللعب بعقولهم.

جماعة combat18، فتدور أفكار تلك الجماعة بالأساس حول العرق الأبيض المتفوق أيضًا بحجة حماية عرقهم النقي، فذلك من خلال ارسال كل المهاجرين واللاجئين، الأغراب عن عرقهم، الأجناس ذات العرقيات المختلفة، واليهود المتواجدين في تلك البلدان واعادتهم إلى مرجعهم الأصلي بل الهدف الأساسي ابعادهم عن مجتمعاتهم سواء أحياء أم أموات، فلا يهم سوى عدم تواجدهم لحماية هذا العرق.[81]

جماعة Atomwaffenهي منشأها الأصلي في الولايات المتحدة الأمريكية ولكن امتدت كشبكات لها في دول أوروبا، فهي الجماعات تكون مدربة على القتال جيداً ومجهزة بكل الأسلحة التي تحتاج الوصول إليها، علاوة على ذلك تنظم أماكن معينة للتدريب على القتال ولتكون أيضًا ساحة القتال الخاصة بها كما تفعل المنظمات الاسلامية الجهادية، فتعد هي الأقرب لها.[82] فتأسست في 2015، هي أقرب للخلية الارهابية، تعني بالألماني (الأسلحة النووية)، فتحمل تلك الجماعة العداء لكل الفئات المختلفة عنها وحتى الحكومات، فذلك النوع من الجماعات لا يثق بالسلطات ويريد ازاحتها من أمامه. حققت مزيد من الازدهارفي شبكات التواصل الاجتماعي، مما زاد من جذب العديد لها وتقوية تعبئتها الشعبية على الرغم من أن قيادتها رهن الاعتقال. ينبغي الإشارة إلى أن تلك الجماعة تستند في معتقداتها كمصدر الهام لها من كتاب (siege).[83]

جماعة blood and honor تقوم هذه الجماعة بتصميم أغاني يمينية متطرفة، تنتشر عبر العالم، تنظم حفلات موسيقية تجذب من خلالها تعبئة كبيرة للجماعات اليمينية المتطرفة علاوةً على تمويلها، فتقوم بالترويج لافكارها اليمينية والحشد السياسي بالتوازي مع صنع الموسيقى والأغاني، هذه الجماعة تُعتبر مصدر تمويل هام لجماعة القومية السرية الاشتراكية، فتعد تلك الجماعة من دعاة التفوق العرقي الأبيض، تعود نشأتها لعام 1993، فطورت من نفسها وسرعان ما انتقلت حول دول أوروبا واتسعت لتضم 500 عضو علاوة على ذلك أصبحت واحدة من أهم الجماعات في المانيا ولكن تم حظرها في 2000 من قبل وزير الداخلية الاتحادية الالماني ولكن استطاعت العودة تحت مسمى جديد Division 28.[84]

جماعة جيل الهوية entitaire Génération ، لها جناح شبابي باسم .Bloc Identitaire  منشأها في فرنسا عام 2012 ثم انتقلت لعدة دول أوروبية، هي تُعد من أشهر الجماعات اليمينية المتطرفة، تنطلق أفكارها من الايمان بأن المجتمع الأوروبي متفوق عرقياً وثقافيًا، فترى أن لكل شعب هويته وثقافته وحضارته وعرقه الخاص المتميز به، لذلك ينبغي على كل شعب التمسك به بل والتضحية في سبيل ذلك، مما يحتم عليه حمايته والحفاظ عليه. من هنا جاءت أفكارهم بحتمية وجود صراع داخلي ستنشب في وقت من الأوقات للتخلص من الأغراب، فهي تحمل نفس أفكار اليمين البديل ولكن في النطاق الأوروبي، يرى البعض أن تلك الجماعة ليست إلا امتدادًا للنازيين الجدد، وذلك لتطابق الأفكار التي تنطوي عليها تلك الجماعة ولكن مع صبغ مسميات جديدة تتنسجم مع الواقع الحالي.[85]

فهي تطرح أفكار كالدفاع عن أوروبا ضد أسلمة الغرب ومن هنا نستنتج أن الأزمة الكبرى بالنسبة لها هي الهجرة والاسلام ، وخاصة الاسلام فتُطلق العديد من الحملات ضده، فتصفه بأنه دين كراهية، تطرفي ومتعصب، وأن معتنقيه رجعيين يتسمون بالتخلف والتأخر الشديد. فتدعو لوقف كل ذلك بشتى الأساليب، فتستند إلى مصادر دعم متعددة وأسلحة كثيرة ومتنوعة. فأنصار تلك الجماعة لا يؤمنون بقيم التي تستند إلى الديمقراطية وتقبل الاخر، التي تدعو بها سياسات تلك الدول ولا حتى التي يضعها الاتحاد الاوروبي، فكل ما يهمهم هو ازالة العقبات التي تعترض طريق حضارتهم وثقافتهم، لذلك تقوم بجرائم كراهية متكررة ونشر عبارات تدفع بالأشخاص العاديين للعنف وتأييدها، علاوة على نشر مقاطع فيديو استفزازية للتحقير من شأن المهاجرين واللاجئين الموجودين على أراضي دولهم.[86]

في بداية هذا العام 2021 رغبت العديد من سلطات الأمن الفرنسية المختصة وخاصة وزير الداخيلة دراماتان الذي طالب أكثر من مرة بحل تلك الجماعة، لما تتسبب به من تصريحات كراهية تدفع إلى العنف وارتكاب العديد من الجرائم والاضطهادات تجاه الفئات المهاجرون واللاجئون وخاصة المسلمون واليهود، فلقد تكررت تلك الممارسات المُغرضة لمزيد من العنف في أكثر من سياق وبأشكال مختلفة، سواء عند دعوة تلك الجماعات كل أعضائها ومناصريها للوقوف على جبال الفرنسية؛ تلك التي على الحدود مع ايطاليا مع رافعات تحمل رموز وعبارة “الدفاع عن أوروبا”، وذلك لمنع وصول المهاجرين إلى داخل دولهم، تكرر هذا الأمر أيضاً عند الحدود الاسبانية وهكذا، لذلك وجدوا كل تلك نشاطاتها العنصرية فتم البدء في السير نحو هذا القرار الهادف إلى حل تلك الجماعة. ولكن أعربت ماريان لوبان رئيسة حزب التجمع الوطني اليميني المتطرف عن رفضها لما ينتج عنه من تقييد حرية التعبير.[87]

أما جماعة الرايخ الألماني Reichsbürger هي جماعة ترفض الأعتراف بالدولة القائمة من بعد 1937 وتريد العودة لما قبل ذلك، فترفض شرعيتها والامتثال للوائح والقوانين الاقليمية التي تضعها الدولة بما فيها الضرائب فتمتنع عن دفعها، يشكلون خطراً على كل المستويات بما فيها الشرطة، فهم مسلحين بشكل كبير، ومن ذلك عندما قامت الشرطة بملاحقة أحد أعضائها وجدت معه عدد هائل من الأسلحة. [88]  فتعد تلك الجماعة الثائرة من أكثر مسببات القلق والاضطرابات داخل الأقاليم الألمانية، فاعداد الشكوى والدعاوي الجنائية المقدمة ضدهم في تزايد مستمر. فهي مجموعة من الأشخاص العنصرية يستطيعون مجابهة السلطات والأجهزة الأمنية بل قاموا بالاعتداء على العديد منهم في عدة هجمات. إلى جانب ذلك يقومون بصنع بطاقات شخصية لهم والعديد من أوراق اثبات الشخصية المزورة.[89]

جماعة القومية السرية الاشتراكية، هذه الجماعة ليست كبيرة من حيث العدد أو النطاق، متشابكة من الداخل ما يجعلها شديدة التعقيد سواء في أفكارها، الداخلية وعابرة للحدود أيضًا. الهدف الأساسي من انشاءها ربما لتكون أداة تنفيذية لتلك الأفكار اليمينية المتطرفة، فهي جماعة غير رسمية أي ليست حزب أو أي شيء من هذا القبيل، تتمتع كونها منفردة بذاتها لديها قدر من الذاتية، يكون الأعضاء بها أو أنصارها على قدر من المساواة فلا تقوم على التدرج، وهذا ما يميز هيكلها التنظيمي. [90]

فكانت ممثلة في ثلاثة أشخاص وهم  وموندلوس ، وبوهنهاردت وزيشبه، فقبل عام 1998؛ تم وقفها لما ارتكبته في محاكمة بارتداء زي يعتبراستفزازي علاوةً على استخدام لافتات  اثارت غضب لقضاء، كانت هذه الجماعة معتدلة ولكن منذ ذلك الحين بدأت تظهر بوادر التطرف فأصبحت من النازيين الجدد المتطرفين، تدعم جرائم العنف صراحة وتقوم بها، ويقوموا بتوزيع منشورات عدائية، ومنذ ذلك الحين بدأت جرائم العنف المنظمة نظهر على الواقع، فلقد اعتادوا على صنع عبوات ناسفة في أماكن عامة وترك عليها رمز دال على أنصار النازيين الجدد(الصليب المعقوف)، فعندما تأكدت الشرطة الألمانية أنهم من وراء تلك الأفعال استمرت باللحاق بهم مما جعلهم يختبأون فترة حتى تم اغلاق تلك القضية، فظهروا ولكن أرادوا استكمال جرائمهم مع ذلك التخفي لما له من مزايا نجاح العمليات التي يقومون بها وعدم تمكن الشرطة في نفس الوقت من الامساك بهم. فكانوا يعيشون في منازل بأسماء أنصارهم وكانوا ينفقون من الأموال التي تم تحصيلها من عمليات سطو مسلح التي كانوا ييستهدفون بها العديد من البنوك ومصادر أخرى من داخل تلك الحركة وخارجها لاسيما من خلال بعض المغنيين والفرق الموسيقية الذين يدعمونها ومتبرعين كثر.[91]

فبدأت تلك الجرائم المنظمة تجاه المهاجرين واحدة تلو الأخرى  سلسلة من الجرائم، كل منها مٌستهدف مهاجرين وخاصة مسلمين واتراك، علاوة على معظم تلك الفئات المستهدفة تم مقتلها في أماكن عملها، فمن عام 2000 حتى عام 2006 استهدفوا 9ضحايا لقيوا حتفهم بنفس السلاح المستخدم في كل تلك الجرائم وبنفس الشكل غالباً. فكان أول ضحية يعيش في ضواحي المانيا أنور شيمشك والضحية الثانية كان عبد الرحيم أوزودوغرو في العام التالي وفي نفس العام راح ضحيتها اثنان أخرون.[92]

ثم  أخذت هدنة بعض الوقت وتكررت ثانية موجة الجرائم تلك في عام 2004التي تم استهداف أحد المهاجرين المسلمين أثناء تواجده في المتجر الخاص به، أما في عام 2005فتوالت أعداد الضحايا أولها اسماعيل يسار في متجره الخاص، ولم يتم استكمال أسبوع وتم استهداف الضحية التالية ثيودوروس بولغاريدس التي كانت في ميونخ نفس الاقليم الذي قُتل فيه أحدهم من قبل، وكان أخر ضحية خاليت يوزغات في عام 2006، الذي تسبب في اثارة العديد من الشكوك حول حقيقة مقتله، فكان يتواجد في نفس المكان عميل من مكتب الاستخبارات مما أثار القلق حول تورط بعض الهيئات الحكومية في ذلك الحادث، وأن تلك الجماعة من الممكن أن تكون بينها وبين بعض الجهات الحكومية روابط ولكن لم يتم اثبات الأمر.[93]

فلم يقف الأمرعند استهداف تلك الجماعات برصاصات فحسب، بل وصل الأمر إلى وضع عبوات ناسفة وعمليتي تفجير نتج عنها خسائر جسيمة، فكانت في مناطق حيث يتركز بها العديد من المهاجرين أو اللاجئين للاضرار بهم وبممتلكاتهم. في عام 2011 الذي يعد نهاية تلك الجماعة اليمينية المتطرفة، قام اثنين منهم بعمليات سطو مسلحة على أوسع مدى بتخطيط مسبق، ولكن تمكنت الشرطة من تتبعهم ولقو حتفهم أثناء أداء تلك العملية، فالشخص الوحيد الذي تبقى منهم هو زيشب الذي قامت بتشتيت الشرطة في البداية بتفجير المنزل الذي كان يقيمون به الثلاثة سويًا وعندما تمكن من ذلك اختفى من الأنظار قليلاً ولكن لم يحالفه الحظ وتمكنت الشرطة في النهاية من العثور عليه والامساك به وتوجيه كل تلك الجرائم التي أفتعلوها.[94]

فلقد شهدت مسيرة تلك الأحزاب في الدولتين عدة تطورات خلال فترة مسيرتها، فعلى سبيل المثال في المانيا الحزب الوطني الديمقراطي الذي يُعد أقدم أحزاب اليمين المتطرف، فبعد أن استطاع تحقيق بعض النجاحات ودخوله البرلمان علاوةً على بعض الحركات المتشددة فُاحبطت محاولاتهم بمجرد ظهور حزب البديل من أجل المانيا. فتمكن من استغلال كل تلك الفرص والانقسامات الحادثة داخل تلك الأحزاب، علاوةً على بعض الازمات التي كانت مطروحة وقتها ليصعد على ذلك، محققًا نجاح لم يحققه من سبقوه. ومن هنا بدأت مسيرة هذا الحزب كممثل للتيار اليميني المتطرف الرئيسي في المانيا، أما في فرنسا فكان حزب الجبهة الوطنية في البداية يترأسه لوبان الذي كان فكره يُعد الأكثر تطرفًا من بين الأحزاب الأخرى، علاوةٍ على ذلك كان على خلافات دائمة مع كثير من الأحزاب القائمة، مما أسهم في اخفاقات كثيرة وردت عن قيادته. لكن من ناحية اخرى استطاعت ابنته ماريان لوبان التي طرحت نفسها كزعيمة للحزب أن تُعدل عن كل تلك السياسات، فاتبعت مسار جديد مما كان له عظيم الأثر في كسب تأييد العديد. ومن ثم تحقيق قاعدة نخبوية كبيرة مكنتها من الفوز. أما على الجانب الأخر الجماعات اليمينية المتطرفة التي تحركها مشاعر الكراهية والعداء الموجهة تجاه المهاجرين واللاجئين، هي تستند إلى تلك الأفكار النابعة عن أحزاب اليمين المتطرف ولكن مع اكسابها بعض الأفكار الإضافية والصيغة التنفيذية، يمكن ارجاع تلك الشعبية التي حققتها إلى اختيارها فئات معينة؛ فكثيراً ما تستهدف من هم دون السن القانوني لتستطيع التلاعب بعقولهم ولما تمتاز به تلك المرحلة من حماسة. أيضًا ينبغي الإشارة إلى أن تلك الجماعات ليس لها معيار موحد؛ فكل جماعة تمتاز بقدر من الاختلاف ليس في شكلها فقط بل أيضًا في جوهر الأفكار التي تمثل دافع لعداءاتها، وهو ما سيتم التطرق له في الفصل التالي. فبعد التعرف على نشأة اليمين المتطرف من أحزاب أو جماعات استندت عليه، فينبغي التطرق للدوافع، المنطلقات الفكرية التي تستند إليها كل منهما علاوةً على العوامل التي ساعدت على صعودهم وبروزهم بتلك الهيئة الواضحة.    أ

الفصل الثاني

المنطلقات الفكرية التي يقوم عليها اليمين المتطرف وعوامل صعوده في المانيا وفرنسا.

فتوجد العديد من الأفكار والنظريات التي تنطلق منها سواء الأحزاب أو الجماعات اليمنية المتطرفة؛ فلم تتكون تلك الأفكار بمحض الصدفة أو هباءاً بل هي معتقدات يؤمنون بها ويحاولون دائمًا اثبات صحتها. فأحزاب اليمين المتطرف تستند إلى تلك الأفكار وتستعين بها في خطاباتها، علاوةً على ادراجها على برامجها الانتخابية. يمكن القول أنها كلها تدور بشكل أو بأخر حول التمسك بالقيم الثقافية التي تستند إليها الحضارة الغربية والمبادىء التقليدية؛ فلديها تخوف دائم من اختلاط ثقافتها وحضارتها مع الآخرين على هذا الأساس تريد الانغلاق على ذاتها، ومن ثم تتصارع مع أي كيان تراه يشكل خطراً أو مهدد لمبادءها.  أما بالنسبة لصعودها فلقد اعتادت على استغلال كل حدث في سبيل زيادة قاعدتها الشعبية، فتبرع في ايجاد القصور وبناء نجاحها واثبات مزاعمها عليها. فنجد أن عوامل صعود أحزاب اليمين المتطرف متداخلة ومتعددة الزوايا.

على الجانب الأخر تأتي الجماعات اليمينية المتطرفة التي استندت لعدة نظريات تبرر بها حجة تلك المشاعر العدائية التي تحملها للمهاجرين واللاجئين، فنجد أنها في الأصل تبنى على فروض وتجري علها عدة تجارب لاثبات صحتها. فلديها نظرات بعضها ذات طبيعة تشاؤمية تقوم على افتراض أن وجود أي اختلافات الناتجة عن التعددية ثقافية أو أعراق مختلفة فستؤدي بالضرورة لانهيار مجتمعاتها القائمة، وأخرى تفاؤلية أن من خلال استغلال بعض الفرص سينتج عنه في الأخير تصفية تلك المجتمعات من أي شوائب. فصعدت تلك الجماعات من قبيل براعتها سواء في اختيار أساليب تواكب العصر، وجود ما يؤهلها ويدعمها للقيام بكل ذلك.

المبحث الأول

المنطلقات الفكرية التي تقوم عليها أحزاب اليمين المتطرف وعوامل صعودها.

أولاً المنطلقات الفكرية التي تستند إليها أحزاب اليمين المتطرف.

إن أحزاب اليمين المتطرف في كل الدول الغربية تختلف من حيث أشكالها، ولكن على الرغم من ذلك نجد ان هناك بعض السمات المتداخلة المشتركة بينهم، حتى وإن اختلفت في عدد من الأفكار النابعة منها أو حتى في درجة حدتها. من قبيل ذلك نجد أن جوهر التشابه يتبلور في النظرة المحافظة، التمسك بالهوية القومية، كراهية الأجانب، مبدأ الرعاية الشوفينية الذي يقوم على التركيزعلى رعاية مصالح مواطنين الدولة بالأساس بخلاف الآخرين. فيقوم على ضرورة ابعاد أي اختلافات موجودةعن شتى المجالات؛ عدم اتباع سياسة احتواء تلك الثقافات أو الاختلافات الموجودة علاوةً على وضع رقابة حذرة عليها.[95]

كراهية الأجانب xenophobia ومعاداة الهجرة: فتتغذى أحزاب اليمين المتطرف على رفض بل ومعاداة كل ما هو مختلف عنها، فهذه الاحزاب تؤمن بالتجانس السكاني لأبعد مدى، فيما يعني ذلك أن تقتصر تلك الدول الأوروبية على شعوبها الأصلية؛ فلا تريد رؤية غرباء في دولهم. فهذه الأحزاب تريد أن تكون الدولة قائم على الأصل المترسخ في كل شيء، سواء كان مع أفراد أم ايديولوجيات مختلفة عنها. فالغاية الأساسية لها تحقيق أكبر قدر من الانسجام المجتمعي لدولها وهذا ما يعني (بالأصولية)[96]

من هذا المنطلق إذا لم يتحقق هذا الهدف فيكون له يد بذلك في انهيار مخططهم القائم على بناء دولة قومية. وهو الذي برز بشكل  كبير في معظم دساتير تلك الدول كهدف مُلح. ومن هنا تزداد وتيرة النبرة العدائية كل يوم، فخطابات احزاب اليمين المتطرف وبرامجهم تقوم بالأساس على التعبير عن هذا البغض للهجرة والأجانب ولا تفرق بينهم؛ لما يمثل لها تلك العناصر من مصادر خطر متشعب في كل المجالات وعلى كل المستويات من وجهة نظرها. لذا تدعو تلك الأحزاب لضرورة التمييز بين المواطنين الأصليين وبين المهاجرين أو الأجانب بوجه عام؛ ذلك في كل المجالات علاوةً على عدم الاستفادة من أي تسهيلات أو خدمات مقدمة من الدولة، أيضًا يطالبون بعودة لمواطنهم الأصلية لما يتسببون به من اضطرابات في غير بلدانهم.[97]

فنتيجة لعدم امكانية “توحد الثقافة الاوروبية ” بسبب عدم توقف توافد تلك الهجرات أو طالبي اللجوء، خاصة مع تفضيل تلك الدول من قبل المهاجرين من الأساس. لذا وجدوا أن يكون هناك مستوى تعددي من الناحية الثقافية ولكن عند أدنى مستوياته؛ فيما يعني سيتم استحداث نظام جديد مع الاحتفاظ على صفة تمييزية للشعوب الأصلية أيضًا، هو قائم على مستويين بين هذان الطرفين. فمن ناحية أن يتقبل هؤلاء الأجانب أن يمتثلوا لحكم السكان الأصليين لتلك الدولة، وأن يتم صهر ثقافتهم مع ثقافة تلك الدولة (الشعب الأصلي) من ناحية أخرى. على الرغم من كل هذا ترى احزاب اليمين المتطرف أن هذه الخطوة أيضًا تقلل من ثقافتهم وتخليهم عنها وتزعم أن كل تلك جهودها في سبيل الحفاظ على هوية تلك الأمم[98]

الرعاية الشوفينية: وهي تعني أن تقوم كل سياسات الدول على المفاضلة، فتأتي في المقدمة حقوق  ومصلحة المواطنيين الأصليين سواء في اطار السياسات الاقتصادية والسياسية الموجهة، الخدمات المقدمة من الدولة وفي مجال التنافس على الوظائف، فلم يقف عند الشعوب بل يمتد على مستوى المنافسة مع الخارج لذا تؤكد على ضرورة تقدم الدولة على منافسيها.[99]

موقف احزاب اليمين المتطرف من الاتحاد الأوروبي: فانطلاقاً من أن الاتحاد الأوروبي يتكون من أمم مختلفة بعيدة كل البعد عن تحقق التجانس، علاوةً على ذلك هناك جهود تشاركية من كل تلك الأمم وتعمل معاً.[100]

فعلى النقيض نجد أحزاب اليمين المتطرف ترفض كل أشكال الاختلاط بأمم اخرى، من قبيل النظرة الاستعلائية؛ بأنهم عرق متميز لا ترقى كل الأعراق الأخرى أن تتعامل معه، فهو قائم على التصنيف التدرجي للأعراق. عدم تنازله عن أن ضرورة التمييز بين الشعوب الأصلية والأجانب؛ فالأخير ليس له حقوق مماثلة على الاطلاق أو حتى على قدر من التساوي مع مواطنين تلك الدول، بالإضافة إلى تهميشهم من كل حقوق وعلى مقدمتها السياسية بل من كل مجالات الحياة.[101]

إن بناء الدولة والمجتمع من نظرة تلك الأحزاب تقوم على الأساس الوحدوي سواء للقومية من خلال أن الدولة تتكون من أمة، فالأخيرة هي عبارة عن مجتمع قائم على أسس المواطنة والدولة لها سلطة السياسية، أو للعرقية. مما يعني في النهاية أن ترى تلك الأحزاب بأن الاتحاد الأوروبي يمكن الاستغناء عن عضويته أمام ما سينتج عنه من أخطار هائلة، ناتجة عن الاجبار على التعامل مع كل تلك القوميات المختلفة عنه، وهو ما يعني عُرضة هويته الثقافية وحتى تماسك دولته في مخاطر في غنى عنها من وجهة نظر تلك الأحزاب.[102]

ولكن في نفس الوقت هذه النظرة ليست موحدة من قبل كل أحزاب اليمين المتطرف، حتى على الرغم من أنه بالفعل يتعارض مع نزعته الأصوليه، ولكن على الرغم من ذلك توجد مرونة بين كل تلك الأحزاب باختلاف الدول بالتأكيد، فتقبله اضطرارًا. فهناك دول ترفض الدخول في عضوية الاتحاد رفض قاطع، دول تقبل ولكن بشرط عدم خضوعه لآثار المترتبة على العولمة، أيضًا هناك أحزاب تقبله نتيجة لأنها لا تلقي رفض من داخلها للدخول به أو حتى رؤيتها أنه يمثل خطرعليها، بالاضافة إلى أن هناك اتجاه جديد للأحزاب اليمينية المتطرفة لا ترفض تلك الدول أن يكونوا به، بل ترحب به ومحاولة ادخال تعديلات عليه(حزب التجمع الوطني 2017) ولكن في النهاية تبقى النزعة الأصولية هي المتحكمة في الأول والأخير.[103]

النزعة الرفضة للعولمة، انطلاقًا من أن العولمة حتى وإن كان لها ايجابيات كثيرة، فتلك الأحزاب لا ترى سوى السلبيات المتحققة منها وهذا بالتأكيد المتحكم فيه أيضًا ومحركه الأساسي هو (الأصولية).[104] فعلى هذا الأساس يرون أن تماسك الدولة وتجانسها هو الغاية. فلا يستغنون عن خصوصيتهم الثقافية التي سيتم الاضرار بها بالانفتاح على العالم وانتقال الهجرات عبر الدول. أما عن العولمة فيرونها تهديد يأتي من الخارج ولابد من التصدي له، فتمثل لهم أداة لطمس كل تلك الهويات وبناء اطار جديد موحد من القيم والهويات الأمريكية ومن ثم تعميمها وامتدادها لكل تلك الدول التي استجابت لها. وأيضًا أضرار العولمة لم تقف عند الحد الثقافي بل تمتد إلى الجاني الأقتصادي. من هذا المنطق العولمة لها ايجابيات وسلبيات وترى تلك الأحزاب أن تلك العيوب المتحصلة من العولمة الاقتصادية ستطول الفئات الفقيرة والعامة لذا فهي تظهر بدور المدافع عنها.[105]

الديمقراطية الشعبوية: فتنتقد تلك الأحزاب “الديمقراطية الليبرالية” التي تراها ظالمة للعديد من الفئات، التي ينتج عنها بالضرورة استبعاد بعض الفئات من المشاركة، علاوةً على عزوف النخب التي على رأس السلطة بالقيام بواجبها الأساسي؛ القائم على تلبية مصالح الشعوب بل تنصرف بدلاً عن ذلك لتحقيق الخاص بها فقط. أيضًا لا تؤمن بوجود حقوق لتلك المجموعات المختلفة أو التعددية الموجودة في مجتمعاتهم.  لذا ترغب تلك الأحزاب لجعل تلك الفئات تنقلب على هذه السلطة والقيام باحداث تغيير جذري والتعبير عن ارائهم والدعوة لارساء قيم الديمقراطية الجديدة التي تراها تلك الأحزاب؛ هي الديمقراطية الحق من نظرها. [106]

على هذا الأساس تقوم مبادىء “الديمقراطية الشعبوية” التي تريد تدعو بها أحزاب اليمين المتطرف،  أن المواطنين الأصليين أصحاب اليد العليا في كل شيء، لا وجود للأجانب إذا رأت ذلك، القوانين يتم وضُعها بالاستناد إلى أهواء تلك الشعوب حينما ترى ذلك؛ بما يعنى على رفض حقوق الأقليات التي كانت تعترف به سابقتها وعدم التمييز على الأساس القائم على العرق أو اللون وهكذا إلى الانتقال لتلك التي تجمع بين المناهضة للاجئين والمبادىء السلطوية المتحققة من فرض القانون لتحقيق الاستقرار والأمن وهو ما لا يستطيع أحد أن يقف أمام ذلك. أيضًا سعت تلك الأحزاب للتأكيد على نوع جديد من الليبرالية تراه ملائمًا، وهو يقوم على ابدال كل السياسات على النقيض لمزيد من الضغط على المؤسسات القائمة وبيان رفضها لها، فترغب تلك الأحزاب في تبديل كل تلك السياسة المعمول بها في كل المجالات. في المجال الاقتصادي تريد تعديلات كالتقليل من دول الدولة في الاقتصاد وتشجيع الاستثمارات والأعمال الناشئة وأشياء أخرى من قبيل ذلك، من ناحية أخرى تريد خفض الضرائب بل ترغب في الغائها كلها.[107]

ثانيًا: عوامل صعود احزاب اليمين المتطرف

العوامل السياسية: تحسين موقعهم في الساحة السياسية: في الآونة الأخيرة استطاعت تلك الأحزاب احراز نتائج كبيرة في البرلمانات علاوة على تمكنها من الحصول على تمثيل برلماني ليس بالقليل مما يُعد تأكيداً على شرعية تلك الأحزاب وانتشارها في دوائر صنع القرار. الأمر الأكثر من ذلك الجليل لما أحرزته تلك الأحزاب من تقدم يعود لوجود قدر لا يستهان به من أشخاص ذو نزعات يمينية متطرفة على رأس السطة في عديد من البلدان الغربية خاصةً في الفترة الأخيرة.[108]

تراجع الأحزاب التقليدية: فمع عجز الأحزاب القائمة على تحقيق متطلبات الشعوب الأوروبية، فشلها عن التعامل ملع الأزمات والمشاكل القائمة ووضع حلول لها. على الجانب الأخر نجد الأحزاب اليمينية المتطرفة تهتم بكل قضايا العصر، تُلم بكل ما قد تحتاجه الشعوب وتوفره لهم، فبذلك تظهر كالدور المنقذ الذي يمثل مصالحهم. هذا كله من شأنه أن يزيد من شعبية تلك الأحزاب اليمينية المتطرفة وارتفاع قاعدته الشعبية على حساب تلك الأحزاب بسبب عزوف الأفراد عن التصويت لأحزاب يرونها بلا فائدة حتى لو لم يكن لديهم نفس النزعة اليمينية المتطرفة.[109] فيظهر ذلك في الانتخابات وتعبيرات الشعوب عن عدم اتباعهم أحزاب بلا فائدة والتصويت لصالح احزاب اليمين المتطرف[110]

تكوين تحالفات مع جهات مختلفة للحصول على تأييدها، فقامت العديد من احزاب اليمين المتطرف بتنسيق الجهود مع بعض الحركات وانشاء حركات مناهضة للمهاجرين وبصفة خاصة المسلمين لتكون بذلك على مدار واسع تنتشر في كل الأقاليم كحركة (مدن ضد الأسلمة) لكسب قاعدة شعبية كبيرة متحصلة من تلك الحركات.[111]

صعود الأفكار الشوفينية اليمينية المتطرفة، تحدثهم وذكرهم المستمر في تصريحاتهم وخطاباتهم التحذيرية التي يستغلون فيها نزعة الوطنية عن أن هويتهم الثقافية وقوميتهم الأوروبية في خطر ولابد من التصدي له. سواء تلك الاضرار الناتجة من تواجد المهاجرين واللاجئين أم خوفهم الشديد من الانفتاح والدعوة لانكفاء واغلاق تلك الدول على نفسها.  فيرفضون  العولمة وأن يكونوا جزءاً من أي تحالف أوروبي؛ أي لا يفضلوا فكرة الاندماج في تكامل أوروبي ويرغبون في الخروج من الاتحاد الأوروبي.[112]

فتلجأ تلك الأحزاب إلى اثارة الريبة في الدخول في الاتحاد الأوروبي والتشكيك في سياساته الخاصة بالهجرة ورفضه لشن عمليات ارهابية الناتجة عن تلك الأفكار مما يحدث خلافات بين الدول والاتحاد الأوروبي خاصة في ظل وجود أزمات اقتصادية الناتج عنها أزمات ديون.[113]

وأيضًا يشير البعض في هذا الاطار أن الاتحاد الأوروبي لا يسير على نفس الوتيرة التي تسير بها تلك الأحزاب؛ أي لا يحقق اهدافها بل على العكس تمامًا تراه مهدد قوي لاعتبارهم أن ذلك أيضًا من شأنه يقلل من تفردهم التاريخي الحضاري، يضعف من سيادة دولهم واستقلاليتها  وانصهار الهويات والحضارات المختلفة داخل قالب واحد (فعلى سبيل المثال سياسة العملة الواحدة غير محبذة لدى البعض). لذا يعبرون عن رغبتهم في الامتناع عن الدخول في أي تحالفات أوروبية أو الرافضة  لتلك السياسة الاندماجية للاتحاد الأوروبي، ويبحثون عن كل من هم يسعون أو يسيرون معهم على نفس الخطى؛ ذوات الرؤى المتشددة المحافظة ومن ثم ينجذبون إلى تلك الأحزاب وبالطبع يعلو صيتهم أكثر وأكثر[114]

العوامل الأقتصادية: فمع التغيرات السريعة التي طرأت فجأة على تلك الدول الأوروبية ، بدايةً من انهيار الاتحاد السوفيتي من بعد وصول ادارة جورباتشوف واحداث تلك السياسات الاصلاحية بالتالي تفكك الحلف الموالي لذلك الاتحاد. ثم طرأت الأزمة المالية 2008 التي وصفها البعض بأنها لم يأتي مثلها من قبل وذلك من بعد الكساد الكبير الذي كان له اثاره المدمرة الواضحة أيضًا، فكانت تداعيات تلك الأزمة هي النقطة الفاصلة التي تزامنت مع بداية استرجاع تلك الدول لقوتها. فقامت هذه الأزمة على إثر تبني النظام الجديد المتمثل في الأفكار “النيوليبرالية” بكل ما تحمله من سياسات كالخصخصة بما تحمله من آثار سلبية من قبيل رفع الدعم وإلى أكثر من ذلك، لما كان لها أيضًا دور مباشر متمثل في  الإضرار بانخفاض معدلات الأجور مما يضر فئة واسعة من المجتمع في نفس الوقت مع ارتفاع الأسعار، امتدادها لكل القطاعات وعلى مستوى الخدمات المقدمة من الدولة أيضًا، وتلاقى معها بالإضافة ارتفاع معدلات البطالة.[115]

فأسفر عن ذلك نتائج خطيرة على تلك الدول، من قبيل ضرب وتراجع اقتصادها علاوة على ارتفاع البطالة، ذلك كله الذي تزامن مع زيادة متواترة في اقبال المهاجرين على تلك الدول، على هذا الأساس شعرت المجتمعات الغربية بأن تلك الهجرات ستزيد من احتماليات الخطر الأكبرعليهم؛ وهو الناتج عن ادراكهم أن هؤلاء المهاجرين سيدخلون معهم في منافسة شديدة في فرص العمل ومن ثم أخذ وظائفهم منهم مما كان له عظيم الأثر على تصاعد الهتافات اليمينية المتطرفة بضرورة الوقوف لهؤلاء المهاجرين.[116]

انعكاس الهجرة واللجوء على التدهور الاقتصادي: فهنا ربط اليمين المتطرف وجود المهاجرين واللاجئين بالتسبب في تدهور اقتصادي ولكن اضاف عامل أخر وهو معدل الجرائم. فقامت احزاب اليمين بالربط أن بمجرد تواجد المهاجرين أو اللاجئين في المجتمع فينتج عنه بالضرورة زيادة معدلات الجرائم والسرقات وبالتالي يؤدي إلى تردي الأوضاع الاقتصادية وبالطبع له أثر قوي على انعدام الشعور بالأمان.[117]

العوامل الاجتماعية: استغلال الهجرات واللجوء لصعود الأحزاب اليمينية المتطرفة: مع زيادة الهجرات وطالبي اللجوء إلى الدول الغربية مكن الخطابات اليمينية المتطرفة من اشعال خطاباتها يمزيد من الكراهية في داخل مجتمعاتهم. فيجدون دائمًا تداعيات سلبية جديدة مترتبة على تواجد المهاجرين واللاجئين. فلم يقفوا عن أثرهم على المجالات السياسية والاقتصادية والوظائف وهكذا بل يزعمون أن هذا التزاحم المتسبب من تلك الأعداد من غير المواطنين الأصليين تؤثر بشكل مباشر على مستوى الخدمات التي تقدمها الدولة لهم  والمتسبب من وجود عدد اضافي غير هؤلاء المواطنين المعنيين برعايةدولتهم لهم. بدأت تلك التيارات في الدخول في نقاشات من يحق له أو من الأولى بتلك الرعاية بل رغبتهم في قطع تلك الخدمات عن هؤلاء المهاجرين واللاجئين من الأساس.[118]

العوامل الأمنية: ربط الهجرة بالارهاب: منذ أحداث 11 سبتمبر وكل العالم الأوروبي أخذ ينظر للمسلمين نظرة نمطية كارهاب، لدرجة ان ظهر في تلك الفترة مصطلح الاسلاموفوبيا الذي يوضح رهبتهم من الاسلام بدون أي مبرر، فيمثل الاسلام لتلك الدول هاجس أمني. [119]فيعتبرون أينما يتواجد المسلمين يتواجد الارهاب بالضرورة. فحدوث العديد من العمليات الارهابية التي استهدفت العديد من الدول الأوروبية بداية من هجوم 2004 في اسبانيا والذي كان هناك شكوك حول أن وراءه تنظيم القاعدة، وبدأت تتوالى تلك العمليات مستهدفة بلدان أوروبية. فمثل أرض خصبة لبروز أحزاب اليمين المتطرف وذاع صيتها، فاستغلت احزاب اليمين ذلك الحدث للدفع ببرامجها واستعدادهم لاستخدام ذلك الحدث للفوز في الجولة الانتخابية القادمة، فعلى سبيل المثال مكن هذا الحدث زعيمة حزب اليمين المتطرف ماريان لوبان باستخدامه كالأداة التي توجه بها ضربة قاصمة للمهاجرين والمسلمين بصفة خاصة كغلق بعض المساجد، عودة هؤلاء المتشددين وهكذا.

الهجمات الارهابية واحداث ثورات الربيع العربي 2011في منطقة الشرق الأوسط وعلاقتها بصعود احزاب اليمين:

فكان نقطة الانطلاق لفوز كثير من الأحزاب من وراء هذا الزعم مما تسبب به من أمران ، أولهما: هو زيادة توافد المهاجرين واللاجئين المسلمين من تلك البلدان التي بها ثورات واضطرابات، أما الثاني وهو الأهم بزوغ العديد من المنظمات الاسلامية الارهابية ونشاطها في كل المنطقة علاوةً على اجتذاب لها كثير من الشباب الأوروبين. هذا كله أثار الرهبة في قلوب تلك المجتمعات من أن يمتد إليهم أو يطول دولهم هذا الارهاب. مما مكن الأحزاب اليمينية أن تستخدم تلك الورقة الرابحة لاقناع كل جماهيرها بأنه بالضرورة بين هؤلاء المهاجرين العديد من عناصر الارهاب واستخدم تلك الورقة في الحصول على المزيد من الأصوات في الانتخابات التالية مباشرة لتلك الأحداث.[120]

فجاء الهجوم الارهابي (شارل ايبدو في فرنسا)الذي حدث عام 2015 ، وايضًا في المانيا شهدت حدث ارهابي (عملية انتحار ارهابي تفجير سوري لنفسه في مكان عام). فجاء كل ذلك ليثبت نظرة تلك الأحزاب من وجهة نظر الشعوب الأوروبية مما أدى لمزيد من الاقتناع بخطاباتهم وأنهم على حق ومن ثم زادت شعبيته بين الجماهير وقاعدته الحزبية..[121]

الخطاب اليميني القوي ذو النزعة القومية الوطنية المحافظة: فيركز خطاب اليمين المتطرف إلى جذب استعطاف الجماهير والدخول لهم من ثغرات معينة، كالشعور الوطني ويظل يتحدث عن أساليب كي يحمون أوطانهم وأنهم لابد من حمايته بأنفسهم(التشكيك في قدرات الحكومات)، ضرورة الحفاظ على الهويتهم والقومية الأوروبية ويعني ذلك ضرورة القضاء على كل صور التعددية وأنهم لا يرون وجودها إلا ضرراً سيؤثر سلبًا بالضرورة على قوميتهم. فيؤكدون على ضرورة وقف الهجرات واعادة هؤلاء اللاجئين إلى مواطنهم الأصلية. وفي النهاية تظهر تلك الأحزاب مرتدية ثوب المصلح الذي يعلم اين هي مواطن الخلل وأنه سيعالجها وينزعها.[122]

عوامل أخرى: ترجع تلك العوامل لمهارة تلك الأحزاب واجتهادها بذاتها، فتم تفعيل الأداة الاعلامية التي بالتأكيد لها اسهام لا شك في أنه كبير. علاوةً على التخلل للبعد النفسي للجماهير المستهدفة ومن جانب أخر التسلل لقلوب واستعطافها وذلك يعود لبراعة صياغة الخطابات التي في كثير من الأحيان تجذب الجمهور ومن ثم سرعان اكتساب تأييدهم لها.[123]

المبحث الثاني

 المنطلقات الفكرية التي تقوم عليها الجماعات اليمينية المتطرفة وعوامل صعودها.

أولاً: المنطلقات الفكرية التي تستند إليها الجماعات اليمينية المتطرفة

نظرية تفوق العرق الأبيض التي يستندون إليها تلك الجماعات في كرههم للأعراق المختلفة عنهم، فيعتبرون أن عرقهم الأبيض متمايز عن غيرهم، فيزدادون مهابة واعتزازاً به ولذلك يرفضون وجود أي عرق معهم. فلا تعد تلك النظرة حديثة بل تعود جذورها لعقود من الزمن. قامت العديد من النظريات على أساس ربط العرق بالقدرات العقلية للأمم؛ أي قياس التغيرات في المواصفات الجسدية للانسان لمعرفة درجة الذكاء. فذهبت العديد من تلك النظريات إلى قياس حجم الجمجة للتأكيد على فرضياتها، و بالفعل قد تبينت النتائج الصادرة عن تلك التجارب بأن حجم جمجة الأوروبيين والامريكين (العرق الأبيض) أكبر حجمًا من جمجة الأفارقة أو حتى الأمريكيين من أصول افريقية، مما يعني أن مهاراتهم العقلية أقوى وأكثر ذكاءً من وجهة نظرهم. فالأمر هنا كله راجع للعرق. فإذا اردنا الاسهاب في ذلك فلقد ساهم العديد في تلك الفترة في اثبات صحة هذه النظرية. فاستندوا على دراسة أجراها طبيب الماني قامت على تصنيف العالم البشري لخمسة، فتم هذا التصنيف على أساس العرق من حيث لون البشرة وحجم الجمجة (القوقاز، المنغول، الملايين، الزنوج،الامريكينن، والاثيوبين)، الذي تم استغلالها بعد ذلك في اثبات فرضياتهم على الرغم من أنه لم يكن الغرض الأساسي من وراءها، من ذلك قيام “سامويل مورفون” الذي أجرى دراسة أثبتت أن أكثر الشعوب ذكاءاً وتفوقًا من تلك الخمس تصنيفات هم القوقازية البيضاء ولكن شكك البعض في مصداقية تلك الدراسة. هنا يجدر الإشارة أن بداية هذا الفكر قد  تعود لعام 1859، بعد الكتاب الذي أصدره دارون في طرح نظرية أصل الأنواع[124]

وبصفة خاصة من بعد صدور كتاب “تهذيب الأخلاق في الاجسام الطبيعية” الذي تحدث فيه عن تطور الانسان، فانطلقت نظريته من أن الحيوان في أقصى درجة يصل لها في تطوره يصبح انسان، فالمقصود هنا بهذه الدرجة المتطورة (القرود) التي تقلد سلوكيات الانسان بدون أن تتعلم منه، فهي تقوم بنفس ما يفعله الانسان بدون أن ترهقه في تدريبها تفعل ذلك بعفوية شديدة. من هذا المنطلق عندما يصل الحيوان الى تلك الدرجة (أختص هنا القرد أو ما يشبه ذلك) وقام ببعض التهذيب والارتقاء على سلوكياته بما يتناسب مع السلوك الانساني؛ أي الارتقاء إلى باقي الخصائص الانسانية كالنطق، التفكير، الفهم، العقل والقدرة على تمييز الاشياء في هذه الحالة تجاوز أولى مراحل السلوك الانساني. فإذا تأهل لمزيد والمزيد من الخصائص الانسانية كالمهارات العقلية، في هذه الحالة يرتقي لدرجة الانسان العاقل. ومن هنا أضاف أكثرعلى هذا الافتراض: أن أولى تلك المراحل التي تفصل بين الحيوان وارتقاءه للانسان بدرجة واحدة هم من يعيشون في “أقاصي المعمورة” والمقصود بها بهذا النحو دول الشرق. أما في المقابل عندما تتزايد تلك الدرجات على أقصى تقدير (المعرفة والعلم) أختص بهم من يعيشون في “أواسط الأقاليم” التي تعي بهذا المعنى دول الغرب، وبالتالي فإنه بذلك أثبت ان نظرة التفوق العرقي للأمم البيضاء كانت سائدة منذ تلك الفترة.[125] (بتشبيه القرد بالشعوب التي تعيش في الشرق والانسان المتحضر بالشعوب التي تعيش في الدول الغربية؛ أي المنتمين للعرق الأبيض).

في هذا السياق أيضًا يمكن الإستدلال بفترة حكم النازية، فلقد برزت كل تلك الممارسات، فكان الزعيم الألماني هتلر صاحب كل تلك الأفكار العنصرية ذات الصلة. قامت سياساته من قبيل أن الجنس الألماني متفوق ونقي، فطرح مواصفات جسدية لهذا المجتمع حتى يتم تمييزه عن غيره وأن يحق له أن يحكم كل العالم وتتحقق له السيادة.  لدرجة تصل إلى أن يتم تفعيل تلك العنصرية بالتمييز بين المواصفات الجسدية من حيث شكل الرأس والوجه وحجم الجمجمة للطلاب في المدارس. على هذا الأساس عندما تولى الحكم وضع مزيد من تلك السياسات التمييزية التي غلب العمل بها في تلك الفترة ولم تقف عند حد السياسات بل امتدت لكل المجالات المعمول بها في الدول، حيث امتدت للمناهج الدراسية ان ترشد الطلاب على هذا الأساس، أماكن العمل وتم الترويج لكل تلك الأفكار في كافة وسائل الإعلام. لم يكتفي بسيادة وانتشار تلك الأفكار بل أصدر سياسة التطهير العرقي الهادفة لتنظيم وتحسين النسل، فذلك من خلال تقليل عدد المواليد لتلك الأقليات الكائنة في المانيا. فتم وضع برنامج تطعيمات اجبارية واعطائها لتلك الفئات، لمنعهم من أن يرزقوا بمواليد نهائيًا. من تلك الفئات المستهدفة بالتأكيد اليهود لمعاداتهم اللانهائية لهم فلا يمثلوا لهم سوى عناصر تعيق وتلوث مجتمعهم النقي هذا بالاضافة إلى قبائل الروما وكل الأقليات الأخرى المتواجدة سواء الافارقة او غيرهم.  [126]

فهذه النظرية  تقوم على أساس كون الأشخاص ذوات العرقية البيضاء هم الشعوب الأكثر تقدمًا، وأن هذا العرق هو المهيمن، الذي بامكانه تحقيق مزيد من الانجازات والأكثر ذكاءاً؛ القادرعلى تحقيق حياة افضل.  فتراه كائنًا يرقى عن كل الأعراق الأخرى. من هذا المنطلق فالعوامل الجينية هي المسيطرة هنا. في هذا الاطار فلا يعتدون بفكر المساواة القائم في مواثيق العالم بل لا ينظرون للاستعمار الأوروبي بنفس نظرة الشعوب الحاضرة باعتباره احتلال استبدادي بل يعتبرونه أفضل منحة تحققت لتلك الدول (المستعمرة) لكونها أخذت بعض التعاليم منه.[127]

إلى جانب التفوق العرقي أصبح لديهم تفوق على أساس دينهم المسيحي، فغالبية الدول الاوروبية والغربية تعتنق الديانة المسيحية لذلك مع الفخر بعرقهم الأبيض المتحقق بالوراثة وليس لهم يد به، الذي يرون أن ليس له مثيل، ومن ثم مناهضة اللاجئين والمهاجرين. فتتواجد أيضًا في الصورة مهاباتهم بدينهم المسيحي وازدراء الأديان الأخرى سواء للمسلمين أم اليهود. لكن هنا هذا التعنت الشديد موجه ضد الاسلام بالأكثر. فعادوا لتذكير العالم بالمذابح التي قامت قديمًا في الحروب الصليبية ويطالبون بالانتقام من المسلمين والقتال ضدهم. من هنا تتصاعد وتيرة الكراهية أكثر ضد المهاجرين واللاجئين وخاصة المسلمين.[128]

مبدأ الاحلال العظيم أو الاستبدال العظيم، وهو يعد الدافع الأكبر لانفجار كل تلك الاعتداءات الصادرة من تلك الجماعات اليمينية المتطرفة، فنشأت أفكارها بناء على هذا التدافع الهائل سواء من معدل الهجرات أو عمليات اللجوء من ناحية، ارتفاع معدلات مواليد تلك الأسر (المهاجرين واللاجئين) عن الأمم الأصلية لتلك الدول من ناحية أخرى. فمن هنا صعدت العديد من التنبيهات بأن هذا يشكل خطرًا كبيراً على بقاء تلك الامم ذات العرق الأبيض.[129]

في هذا الاطار المجتمعات الأوروبية تعيش في تهديد بنذر الدخول في نوع جديد من حروب الابادة لهم واستبدالهم بتلك الشعوب التي كونت أسر كبيرة وأسست حياة لها على أوطانهم بداية من زيادة مواليدهم وأخذ الجنسية ومنهم من حصل على الإقامة في تلك الدول وبالتأكيد وجود وظائف تمكنهم من العيش بأريحية. يرى البعض أن تواجد المسلمون بشكل خاص هو الأكثر خطورة وتهديداً لهم، فلذلك يتم استهدافهم هم بالأكثر. فتتصاعد تلك النبرات المعادية للمسلمين وافتعال مزيد من تلك الهجمات عليهم سواء سياسياً من خلال خطابات الأحزاب اليمينية المتطرفة التي تحرض على كراهية ضدهم أم بتلك الأعمال وشن مزيد من الهجمات المسلحة عليهم من خلال الجماعات والحركات اليمينية المتطرفة غير الرسمية. هذا المبدأ هو ما تم العمل به في الكثير من العمليات الارهابية كمبرر قوي، فيزعمون أنهم هم المستهدفين والمهددين وأنهم يدافعون عن أنفسهم بتلك الممارسات، وأنهم هم من ينبغي أن يقف العالم معهم لحمايتهم هذا من وجهة نظرهم. بالفعل ذلك ما جاء في كتابات بريتون تارانت الذي بين ذلك كله في كتابات واعترافات. [130]

فإلى جانب كل ذلك تتقاطع أيضًا مع تلك الفكرة الشعور من ان هناك مؤامرة تخطط للقضاء عليهم؛ أي أنها لا تقف عند حد أعداد الهجرات وطالبي اللجوء في تلك الدول بل يرون أن هناك أيدي خفية أو بالأحرى هناك عوامل أخرى بجانبها سواء داخلية أو خارجية مفتعلة وهي التي لها اليد العليا في هذا التنفيذ.[131]

أفكارمعادية النسوية وخاصة الغربية، فهذه الافكار تعد وسيلة جذب قوية لمزيد من الأنصار لليمين المتطرف بطريقة غير مباشرة أكثر منها فكرة متأصلة حقيقية، فبذلك يستهدفون فئات معينة من المجتمع وينجذبوا لهم دون ان يعلموا أن هناك رابطة اتصال بين تلك الأفكار الاجتماعية واليمينية المتطرفة. فتنطلق تلك الأفكار من كون المرأة الغربية رائدة في مجال الحياة المهنية وفي كثير من الأحيان تُفضلها عن الزواج بل قد لا تريد هذا النمط من الحياة الاجتماعية من الأساس. فتقوم على الدعوة لعودة المرأة الغربية للعناية بالحياة الاجتماعية واعطاءها الأولوية عن تلك الحياة في اطار العمل؛ بمعنى ترك أو التقليل من كل ما يشغلها عن تكوين عائلة والانجاب. من هنا يتحقق رغبتهم في تزايد معدلات مواليد تلك الأعراق الأوروبية المتميزة وتسود في العالم.[132]

خلق فوضى متعمدة للاسراع في انهيار المجتمع، فتعود تلك الأفكار لجيمس ماسون في كتابه الذي تحدث به عن تلك الأفكار. تقوم على أنه لابد من اختلاق مزيد من الخلافات والفوضى العارمة للدخول في صراعات داخلية قائمة على أساس العرق؛ المنذرة بانهيار المجتمعات الغربية. فهدفهم هو استغلال أي أزمة ليفاقموا من حدتها، ومن ثم يستمروا في ذلك حتى ينشأ صراع يؤدي لانهياروسقوط تلك المجتمعات. كل تلك الأفكار تأتي بالتوازي مع رؤيتهم المستندة إلى أن خلال حدوث ذلك يستطيعون تكوين مجتمعهم الخاص بهم، ذو العرق الأبيض المتفوق، حيث تطغى به كل الصفات التي يرغبون في سيادتها.[133]

وبالتطبيق على الفترة الحالية أشهد مثال على تحقق كل تلك النظريات أزمة وباء كورونا التي تشكل خطراً عالميًا، فتلك الجماعات التي تستغل تواجد أي كوارث أو أزمات أو في رسم صورة أنها من قبيل المؤامرة عليهم وهدفها الاضرار بهم، لذلك يكون رد فعلها شديد التطرف من قبيل الارهاب وشن العديد من الجرائم المنظمة وجرائم الكراهية، فكان ذلك واضحاً أثناء انتشار جائحة كورونا الوباء العالمي الذي تسبب في خسارة كبيرة لكل الشعوب في مختلف أرجاء العالم على كل المستويات من فقدان أرواح لأزمات اقتصادية شديدة متسببة من وراءها، فكان ذلك مناخ ملائم لتفاقم مثل تلك الافكار المتطرفة، فكانت وسيلة لتزايد خطابات الكراهية على برامجها، علاوة على ذلك تعددت التفسيرات التي قدمها أنصار تلك الجماعات، فمنها من يرى ان هذا الفيروس مجرد مؤامرة أعملتها بعض الدول لاستهداف مثل تلك الجماعات بغرض القضاء على هذا العرق المتفوق أو أن من الامم المتحدة هي المسؤلة عن انتشاره بهدف التحكم في عدد كبير من الشعوب عبر اللقاح الذي أطلقته.[134]

ففي هذا الاطار قامت تلك الجماعات المنتمية لأقصى اليمين باستغلال تلك الجائحة في الاسهام في امتدادهم  وحشد تعبئتهم في العديد من الدول، وتكوين علاقات متشابكة عبردول أوروبا والولايات المتحدة الأمريكية، فتكون بذلك جماعات عابرة للحدود ذات أواصر مترابطة، وذلك من خلال وسائل عدة لاسيما وسائل التواصل الاجتماعي التي يُعتبر أنهم بارعون في استخدامها، فتقوم تلك الجماعات برفض اللقاح المُعد لهذا الفيروس علاوة على ذلك تندد بالقواعد الاجرائية الملزمة التي تضععها الحكومات في سبيل ادارة تلك الأزمة وأهمها منع التجمعات، فكان هذا بالنسبة لتلك الجماعات كأن الحكومة تقيد حركتها ومن ثم قامت بتنظيم العديد من المسيرات تضم عشرات الآلاف في المانيا حاملة عبارات مناهضة للسامية علاوة على أدائهم بعض الحركات المعبرة عن النازية، فضربت بعرض الحائط كل تلك القرارات الحمائية التي فرضتها الحكومة لمنع انتشار هذا الفيروس.[135]

وفي سياق أخر انتشرت نظرية في تلك الآونة وهي (5G) فجاءت أفكارها منسجمة مع أفكار جماعات أقصى اليمين من حيث نظرة المؤامرة، فتقوم تلك النظرية على افتراض أن الخطر الحقيقي القاتل  الذي يؤدي بحياة الناس يكمن في تلك الاشعاعات الضارة الناتجة عن شبكات الجيل الخامس المستخدمة حديثًا في الهواتف، فتتسبب في سحب الاكسجين الموجود في الهواء وبالتالي تدمر صحتهم، وأن هذا الفيروس ليس هو القاتل وأنما هو كأي فيروس أخر يضر ولكن ليس إلى حد الوفاة.[136]

انطلاقًا من هذا الافتراض الذي انتقل في العديد من البلدان؛ الذي يفسر وجود مثل تلك التكنولوجيا هو من تسبب في اضعاف المناعة، مما يجعل انتقال العدوى أسهل مما يمكن وبذلك يساهم في انتشاره السريع، فنتيجة لذلك قد قامت العديد من البلدان التي لم يسبق حتى ان يدخلها هذه الامكانية، ولم تتطور إلى هذا الحد إلى القيام باحتجاجات عدة على تلك الشركات صاحبة هذه التكنولوجيا، ذلك على الرغم من اثبات عدم صحة تلك الفرضية من قبيل عدد كبير من العلماء.[137]

أما بالنسبة لرؤيتهم للسياسات التي تقرها الدولة؛ الهادفة لمنع تفشي هذا الفيروس، فيرى أنصار ذلك التيار أن هذه السياسات تضعها الحكومة ليست إلا من قبيل فرض قيود على حريتهم،  وتمهيداً لعالم جديد يريد السيطرة وابادة هذا العرق المتميز، حيث أنه متعمد من قبل معتنقي السامية، فكانوا يروجون لأفكارهم في وسائل التواصل الاجتماعي؛ التي اتسع فيها تواجد تلك الجماعات سواء على مختلف التطبيقات والمنصات أم من خلال زيادة عدد المتابعين والمشاركين. فاستطاعت التخلل وملىء عقولهم بأفكار عدائية وكراهية للمهاجرين عموماً والمسلمين بصفة خاصة.  فلم يغفل عليهم استغلال فرصة تواجد تلك الأزمة(فيروس كورونا) في التأكيد على نظرتهم بالتسبب في اشعال الخلافات والعنف لأنهم يؤمنون بحتمية قيام صراع داخلي أو حرب أهلية تقضي على المجتمعات ومن ثم تكوين مجتمعات جديدة يسود بها العرق الأبيض فقط، لذا تتصاعد دعواتهم لأنصارهم لاستغلال تواجد ذلك الفيروس والعمل على زيادة حدة الخلافات العرقية وأعمال العنف والتدمير القائمة على العنصرية ضد الأجانب، المهاجرين والمسلمين، إلى جانب ضحايا الفيروس وبذلك يتحقق هدفهم، بل ورؤيتهم أن زيادة انتشار العدوى والضحايا مؤشر جيد لاقتراب تحقيق فرضيتهم وتحقيق أملهم ببناء مجتمع جديد.[138]

واستطاعت بالفعل من استغلال ذلك ونشر الكراهية في نفوس شعوب تلك الدول التي تنشط فيها تلك الجماعات كالدول الأوروبيةعلى سبيل المثال، فتتشابه مع جماعات الجريمة المنظمة في التصنيف والوسائل، كلاً منها جماعات عنف منظمة وتستخدم كافة الأساليب سواء شرعية أو غير شرعية فلا يهمها ذلك في شيء سوى تحقيق أهدافها. فجماعات أقصى اليمين المتطرف تتبلورأهدافها في نطاق السياسة ونشرأفكارها وايديولوجيتها على نطاق أوسع، مما يجعل انتشارها في كل وسائل الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي رغبة ملحة لديها، القضاء على كل أشكال التعددية الموجودة في الدولة وتأكيد على حتمية الدخول في حرب مع كل من هو لا ينتمي إلى تلك العرقية المتميزة البيضاء، لديها رغبة تنافسية مع سلطات الدولة لتكسب مزيد من الشرعية بكل أشكالها.[139]

عوامل صعود الجماعات اليمينية المتطرفة:

فيرجع هذا النجاح الهائل الذي حققته تلك الجماعات لاستنادها على وسائل التواصل الاجتماعي، فلقد طوروا من مهارات التواصل لديهم سواء على مستوى اتقانهم كلهم اللغة الانجليزية لسهولة التواصل مع اتباعهم في دول مختلفة، أوعلى مستوى وجود العديد من الصفحات والمواقع التي يتواصلون عليها، غرف المحادثات على التطبيقات المختلفة، فأحيانًا يلجأون إلى تشفيرها لعدم تمكن السلطات من مراقبتهم. فكان لكل ذلك دوره في انتشار تلك الجماعات بل تصبح عابرة للحدود كحركة جيل الهوية على سبيل المثال. [140]

فرصدت الهيئات الالمانية أن تلك الجماعات تنشط كثيرًا في وسائل التواصل الاجتماعي وتتحرك بحرية كبيرة، فكلما نجحت في ذلك وجلبت أعداد وأموال أكثر، شجعها ذلك على وضع عناصر جاذبة أكثر لكسب المزيد سواء مال او تأييد، فالأمر الكارثي هو زيادة عدد منضميها بحيث تقترب من 33ألف في عام 2019 بعد أن كانت 24,100 ، وهذا مؤشر خطيرعلى ضخامة هذا العدد، فمن خلال وسائل التواصل الاجتماعي يتم خلق متطرفين جدد. تلك المواقع الالكترونية مكنت تلك الجماعات أن تقوم بنشر خطابات كراهية شديدة العنف، ومن ثم تؤثر في عقول الكثيرين. مما يسهم في ارتفاع معدل الجرائم التي بشكل متسارع كلما نجحت في استخدام وسائل تكنولوجيا الاتصالات. علاوة على أن كل تلك الممارسات تكون بعيدًا عن أعين السلطات فتكون على مواقع محمية dark web” “يصعب اختراقها اوالتنصت عليها.[141]

وجود مصدرتمويل يؤهلها من القيام بكل ذلك، فنتيجة لشعبية تلك الجماعات وتشابه أفكارها مع الكثيرين بما يؤهل لها كيانات تستطيع أن تتكأ عليها، فتمدها بمبالغ ضخمة مؤسسات وهيئات تحت مسميات عدة غير مرئية.[142] فبالاضافة إلى تمكن تلك الجماعات من تأمين مصادر مالية لنفسها سواء من خلال شبكات الانترنت كما ذكرنا تقوم بعض الجماعات بالاعتماد على اعداد حفلات موسيقية وأغاني تحصل على تمويل منها تقوم به جماعات عدة وكما ذكرنا من قبل جماعةblood and honor. [143]

في كثير من الأحيان تُوجد مصادر تمويل لنفسها بطرق غير مشروعة أيضًا وذلك من خلال كل الأساليب الممكنة وصولاً إلى اخطرها. فتبدأ من عمليات السرقة، نهب الممتلكات والسطو المسلح على البنوك وصولاً إلى المتاجرة في المواد المخدرة وعمليات التهريب لخارج البلاد وحتى جرائم أبعد من ذلك. فكان ذلك يتجلى في تحقيقات المكتب الاتحادي عن ما تقوم به جماعات حليقو الرؤوس. وأعرب عن مدى خطورة تلك الجماعات وتهديدها لتماسك الدولة والمجتمع[144].

ارتباط تلك الجماعات بكيانات رسمية توفر لها غطاء من الحماية مما يسهل من حرية حركة وتنفيذها مزيد من تلك الهجمات الارهابية، فتلك الأحزاب التي تتبنى أفكارًا يمينية وتصدر خطابات شديدة العدائ، تهدف إلى التحريض على ارتكاب العنف والكراهية ولكن تقف عند هذا الحد؛ حد التحفيز أو الدافع لمن لديه الاستعداد لذلك، ومن هنا يأتي دور تلك الجماعات اليمينية المتطرفة أو بشكل منفرد ما يسمى بالذئاب المنفردة. لذا يرى البعض أن تلك الأحزاب توفر تمويل وامدادات ضخمة لتلك الجماعات، بل الاكثر من ذلك وهو الأهم تكون لها بمثابة حصون منيعة لعدم وقف أو حظر تلك الجماعات. لذا نجد أنه نادرًا ما يتم حظر تلك الجماعات أو التمكن من اللحاق بها من قبل السلطات وهو ما نجده على النقيض مع المنظمات الجهادية الاسلامية التي سرعان ما يتم الكشف والامساك بكل اعضائها بل وادراجها على قوائم الارهاب وبالطبع حظرها. [145]

فهذه الجماعات اليمينية المتطرفة تمثل أداة تنفيذ لتلك الأحزاب بل أيضًا تلك الأحزاب تساندها للحصول على دعمها المستمر إذا كانت موجودة بالفعل في السلطة أو التقرب منها لتمكينها من الوصول للسلطة، فكلً منهم يستفيد من الأخر. الدليل على ذلك الفيلم الاستقصائي الذي قامت به الجزيرة للكشف عن أسرار تلك الجماعات وتورط بعض اعضاء الحزب اليميني المتطرف (التجمع الوطني في فرنسا) مع بعض تلك الجماعات(جيل الهوية) ومقابلة تلك الأعضاء سرًا. فيكشف عن أن هناك علاقات مباشرة بينهم كالدفع لهم لتأمينهم والهتاف لهم كما حدث عندما قامت ابنة اخ ماريان لوبان ماريون مارشيال لوبان عند القيام بتصريحات في مدينة مختلفة.[146]

نظرية الذئاب المنفردة: وهي النظرية يتجلى فيها صعود تلك الجماعات اليمينية وبزوغ نجمها خاصةً في الآونة الأخيرة، فمؤخرًا كانت العديد من العمليات الارهابية تستند إلى نظرية الذئاب المنفردة مثل بريتون تارنت المثال الأقرب، فأصبحت تلك الجماعات تستخدم هذه الوسيلة لضمان تنفيذ الهجمات والعمليات الارهابية وفي نفس الوقت لا تتورط بها بدعوى انه غير مسؤلة وأنه عمل منفرد ولكن هناك العديد من الشكوك حول التحقق من أنها ذات صلة أم لا. تعني هذه النظرية بأن الأفراد هم من يتخذون قراراتهم بالفعل بأنفسهم، فالشخص وحده من يقوم بالتخطيط وينظم أساليب التي سيتخذها ويفاضل بينها ومن ثم ينفذها، بمعزل عن أي أحد، فلا يستند لهيراركية أعلى منه أو سلطة تعلوه توجهه. فيتم اطلاق مصطلح الذئب المنفرد على الارهابي الذي يخطط وينفذ أهدافه منفرداً، ليس من ضمن جماعة ولكن هذا لا يعني أنه لا ينتمي فكريًا أو بمعزل فكريًا عن بعض الجماعات أو التنظيمات الاهابية وأفكارها التي تخللت إلى عقله وتمكنت منه، فتأثر بها بشدة ومن ثم اقدامه على ذلك الفعل. فمن الممكن أنه كان من ضمن أعضائها سابقًا أو أنه مازل على صلة وتأثر بأفكارها لذا فدفعته لذلك. فتعد هذه العمليات الفردية أو الصادرة من تلك الشبكات المستقلة صغيرة هي الأكثر فتكًا لأنها تكون متعمدة لأماكن أو أهداف بعينها علاوة على الوسائل التي تستخدمها بغرض الاضرار كأسلحة ومتفجرات، فلا يعني كونها منفردة أن لا تكون سابقتها مصدر الهام لها.[147]

فمن ناحية المصادر المالية والموارد التي يستخدمها في التنفيذ فلابد ان تكون من موارده الخاصة أي ليس مدعم ماليًا من أحد، ففي معظم الأوقات يعتمد على الموارد المتاحة والمتوفرة لديه أو في يستطيع الحصول عليها، ففي الغالب يقوم بصنع تلك المتفجرات التي سيستخدمها في تنفيذه بنفسه يدويًا حتى لا يثير الشكوك حوله وذلك من خلال شراء مكوناتها المتوفرة في أي مكان، مما لا يعرضه للشكوك والريبة به. فعاده ما يقيم ذلك الشخص في نفس المكان أو الدولة التي ستكون محل تنفيذ عمليته، وذلك لمقدرته على تحديد المكان المستهدف؛ الذي يتحدد على أساسه أيضًا يستطيع تخصيص الأداة الأكثر تواءمًا لتنفيذ تلك العملية. مع التأكيد على ضرورة أن يكون هذا الشخص لايثير الريبة في سلوكه فدائمًا تلك الأشخاص لا تجذب الشكوك إليها ولو قليل، ومن ثم هذا ما يجعل من الصعب التنبوء بما يخططون له ، فمن الضروري أيضًا أنه وجه جديد بالنسبة للسلطات؛ بمعنى أنه لم يتورط في أي عمل اجرامي سابقًا او أن تاريخه خالي من أي جرم أو جناية، فهذا كله من شأنه صعوبة التعرف عليه ومن ثم عدم القدرة على اعاقة أو وقف هدفه. فهذا العمل الفردي يعتبر له مزايا عن المنظمات الارهابية التي تتحرك كتلة واحدة وذلك في أنه يتم العمل بشكل فردي مما يصعب الوصول إليه ولحاق الأعين به والرقابة.[148]

يجدر الإشارة أيضًا أن تلك الظاهرة تنطوي على أن هذا الشخص المُنفذ لا يهدف لتكوين شبكات أو حتى مجموعات صغيرة تضم عدة أفراد، بل يُفضل التنفيذ بمفرده. فظاهريًا يبدو أن هذا سلوك منفرد، أم انه في حقيقة الأمر تكون لهم ارتباطات مع أنصار التيار اليميني المتطرف عمومًا، والجماعات اليمينية المتطرفة بشكل خاص، حتى لو لم يكن ذلك مباشرةً (عبر شبكات الانترنت)؛ الذي يعد بمثابة مصدر يستمدون معظم أفكارهم وخططهم منها. كما أن هناك بعض الغموض حول حقيقة كون تنفيذ تلك الاعتداءات تتم بصورة ذاتية فعليًا أم أن هناك من يساعدها من وراء الكواليس.[149]

فإذا أردنا الإسهاب في ذلك كون تلك الظاهرة تحتل زخم شديد، فمصطلح الذئاب المنفردة المستخدم في اليمين المتطرف يرجع استخدامه أول مرة من قبل بعض أنصار اليمينين المتشددين في الولايات المتحدة الأمريكية وهم”اليكساندر كورتيس”،  “توم ميتزغر” وذلك الأخير الذي كان يستخدم هذا المفهوم كثيراً، ويدعو لحمل السلاح من قبل أنصار اليمين المتطرف وأكد على العمل المنفرد وبشكل في غاية السرية للتمكن من تحقيق أهدافهم وعدم اعاقتهم أو اللحاق بهم، والذي كان أثره واضحًا في تلك الفترة في ارتفاع معدلات تلك الجرائم ومن ثم تم وصفها بعمليات الذئب المنفرد. من الملاحظ ارتفاع عمليات الارهابية الصادرة من اليمين المتطرف التي تكون بواسطة أشخاص ليس لديهم أي انتماءات لأي جماعة عن تلك العمليات الارهابية التي تقوم بها جماعات يمينية متطرفة منظمة بواقع نسبة مئوية حوالي 60% في المقابل بواقع 10% فقط مرتكبة بواسطة جماعات وذلك في 48 عاماً. فتعد هذه العمليات هي الأكثر فتكًا لأنها تكون متعمدة أماكن أو أهداف بعينها علاوة على الوسائل التي تستخدمها بغرض الاضرار كأسلحة متفجرات[150]

نستنتج مما سبق أن أحزاب اليمين المتطرف تشترك جميعها في العديد من السمات انطلاقاً من ايمانها بنفس الأفكار، علاوةً على وجود تداخل بينها. على فعلى سبيل المثال نجد أن جميع أحزاب اليمين المتطرف تشترك في كراهية الأجانب الذي تُطلق عليهم الآخر في بعض الأحيان، أيضًا تقوم خطاباتها على مناهضة المهاجرين واللاجئين. وتبرر تلك الكراهية أنها تريد مجتمع متجانس وايمانها بأن أي اختلاف سينتج عنه انهيار المجتمع. فعدائها للعولمة نستطيع أن ننسبه أيضًا لخوفها من اختلاط الثقافات وهو نفس السبب الذي يجعلها ترفض فكرة الاتحاد الاوروبي من قبيل أنهم أكثر من أمة وثقافة خاصة بكل منها. من ثم ترغب العديد من الأحزاب خروج دولها منه، انطلاقًا من الخصوصية الخبرة الثقافية والحضارية لدى كل دولة. ترفض تلك الاحزاب الديمقراطية الليبرالية لما تمثله لها من أن كونها تنص على قبول التعددية الثقافية وضمان حقوق تلك الفئات المختلفة علاوةً على تحقيق المساواة وهو الذي يتنافى تمامًا مع الديمقراطية التي من وجهة نظر تلك الأحزاب التي تقوم على أساس تمييزي بين المواطنين الأصليين والمهاجرين أو اللاجئين، وهو الذي يعني أيضًا تحقيق مبدأ الرعاية الشوفينية التي يرغبون بها. فصعدت هذه الأحزاب نتيجة عدة عوامل متشابكة أيضًا ساهمت في ذلك، سنجد أنها مرتبطة بشكل أو بأخر أيضًا بالهجرة. فانطلاقًا من الأزمة المالية وما ترتب عليها من انهيار معظم اقتصاديات تلك الدول من جانب والهجرة من جانب أخر جعل تلك الأحزاب تصور هؤلاء المهاجرين كالغزاة في بلدانهم ومن ثم أخذ وظائفهم من أيديدهم علاوةً على التأثيرعلى مستوى الخدمات المقدمة، أيضًا الخوف من أن يكون بين هؤلاء المهاجرين عناصر ارهابية خاصة من بعد 11 سبتمبر. فكل ذلك جعل تلك الأحزاب تستخدم خطاباتها ومن ثم تصعد تلك الأحزاب. أما بالنسبة لجماعات اليمين المتطرف فتنطلق من مبدأ أن العرق الأبيض يتفوق على أي أعراق أخرى وأنها تخشى من ان وجود المهاجرين واللاجئين سيلوث تلك الأعراق عند اختلاطه معها بالإضافة إلى تفوق الدين المسيحي. أيضًا تقوم على افتراض حتمية الصراع وينشأ عنه تصفية عرقية ويسود العرق الأبيض علاوةً على  أن مع زيادة توافد المهاجرين وارتفاع مواليدهم يرون أن ذلك سيؤدي إلى استبدالهم بهم. يرجع صعود تلك الجماعات إلى استخدام وسائل التكنولوجيا، توفير كل ما يلزم لها أما من مصادر تمويل أو حصن متين تضمنه لها مختلف المؤسسات. أيضًا في الآونة الأخيرة ظهرت آلية جديدة مما أدى لصعود ارهاب الأفراد وهوالذئاب المنفردة وهو يُعد الأكثر خطورة.

الفصل الثالث

أثر صعود اليمين المتطرف على حقوق  المهاجرين واللاجئين في المانيا وفرنسا في الفترة بين 1985-2020.

فكان لصعود أحزاب اليمين المتطرف، بخطاباتها العدائية تجاه المهاجرين واللاجئين، المناهضة لتواجدهم عظيم الأثرعلى التسبب في معاناة تلك الفئات، فكان بمثابة العامل المُحفز لزيادة حدة العنف وجرائم الكراهية المرتكبة تجاههم سواء من قبل أشخاص بشكل منفرد(الذئاب المنفردة)، جماعات اليمين المتطرف أو حتى من خلال مواطنين عاديين. أيضًا يجدر الإشارة إلى استغلال تلك الأحزاب أصواته وقاعدته الانتخابية لمزيد من المضايقات علاوةً على تشديد القيود على ممارسات وحريات المهاجرين واللاجئين، وهو الذي يتحقق بالضغط على الدولة لوضع بعض السياسات الهادفة لذلك.

المبحث الأول

 تداعيات صعود أحزاب اليمين المتطرف على حقوق اللاجئين في المانيا وفرنسا.

المانيا:

تعددت الآراء داخل دول الاتحاد الأوروبي حول ماهية استقبال اللاجئين، خاصة بعد تفجر أزمة اللاجئين بعد ثورات الربيع العربي تحديدًا. فكان هناك انقسام حادث بين من يرفضون استقبال اللاجئين، من يقبلون وفقًا لاغراض انسانية ولكن مع تواجد بعض القيود على هذا الاستقبال، وبين من يريدون اعادتهم إلى مواطنهم، ومن يرحبون وهي الدول التي ترغب في ارساء سياسة الادماج في مجتمعاهم محاولة جاهدة منهم لهذا الهدف (المانيا نموذجًا). عند النظر إلى سياسة المستشارة الألمانية ميركل رئيسة حزب الاتحاد الديمقراطي المسيحي ذو التوجهات المحافظة نجد أنه كاتن على خلاف مع ايديولوجيا احزاب اليمين المتطرف. فلقد قامت انجيلا ميركل بوضع سياسة فتح الباب أمام اللاجئين، مما أثار العديد من احزاب المعارضة وبالطبع بمن فيهم حزب اليمين المتطرف (البديل من أجل المانيا) وتم الضغط على السياسات الألمانية بضرورة تعديل هذا القرار بل والغاء بعض من حقوق اللاجئين (السوريين بشكل خاص) كحق لم الشمل.[151]

أثر صعود اليمين المتطرف على أوضاع اللاجئين:

فقام حزب البديل من أجل المانيا باتهام سياسات انجيلا ميركل بأنها كعميل مزدوج لصالح اللاجئين، لما قامت به من تسهيل عمليات اللجوء، فقامت سياسة حزب البديل من أجل المانيا متشددة بكل ما يتعلق باللجوء واللاجئين: فقامت بغرض مزيد من القيود على حق اللجوء بحيث المدة الزمنية المسموح بها لطلب اللجوء 48 ساعة فقط مع تحقق المتطلبات الخاصة بها من توضيح الدافع من وراء هذا اللجوء، وقف طلبات المقدمة من أسر اللاجئين الخاصة بلم شمل، غلق باب اللجوء ووقف التسهيلات الخاصة باللجوء التي اتاحتها ميركل علاوةً الرغبة في أن يكون قانون اللجوء .[152]

نظرًا لما شهده العالم في عام 2015من تفاقم أزمة اللجوء، التي كان لها دور محوري في صعود أحزاب اليمين المتطرف مستغلاً تلك القضية، خاصة بعد أن تم افساح المجال السياسي أمامه لما ساد في تلك الفترة صراعات بين التيارات السياسية الأخرى.[153] على هذا الأساس التقدم الكبير الذي استطاع أن يحققه حزب البديل من أجل المانيا، كان يمثل ضاغطًا كبيرًا جعل ميركل المستشارة الألمانية تعدل عن سياساتها وتعرب عن مساعيها بتقليص حجم اللجوء على قدرالامكان بدلاً من سياسة الباب المفتوح التي كانت قائمة، علاوةً على تصديقها على معاهدة لوقوف اللاجئين.[154]

الأمر الذي يُهم هو انعكاس كل ذلك على مجموعة من الاجراءات الاصلاحية الخاصة بهذا سواء تفعيل سياسة الترحيل التي كانت مغلقة منذ 2012 فما لبث أن اعادها إلى التنفيذ ولم يقتصرالأمر على المتواجدين بصفة غير شرعية بل تم اعادة النظر في كل من لديه صفة لجوء محاولة في ايجاد ثغرة أمنية وارساله إلى دولته. فيحاولون اعادتهم بكل الطرق إما بارسالهم إلى دولهم أو الضغط على دولهم لأخذهم. بالاضافة إلى عدة سياسات لتضييق الخناق والمساعدة في الدفع بهم لدولهم بسهولة وذلك بحجة حماية استقرار دولتهم، فقامت السلطات الألمانية بتشديد الرقابة لمنع وصول أي دخول بشكل غير شرعي، التنسيق مع الجهود الأمنية الأوروبية لوقف أي عمليات مشبوهة ناتجة عن محاولات الدخول، وضع قيود كبيرة على منح صفة اللجوء وخاصة على اللاجئين السوريين وتهدف بذلك لعرقلة حصولهم عليها أما فيما يخص من حصلوا بالفعل على تلك الصفة فإذا ارادوا دعوة أحد من اقاربهم فكان هناك قوانين تنظم ذلك وبالتأكيد لم يكن الأمر بتلك السهولة. ساهم كل ذلك في انخفاض عدد اللاجئين بواقع 60 ألف في عام 2020 عن العام الذي يسبقه. وبلغت عدد اللاجئين الذين تم اعادتهم لدولهم عام 2019 بواقع 22097.[155]

مظاهر تلك تداعيات:

أيضًا ارتبطت خطابات اليمين المتطرف بزيادة معدل الجرائم المرتكبة تجاه اللاجئين وطالبي اللجوء، فعندما تقوم أحزاب اليمين بملىء خطاباتها الكارهة لوجود اللاجئين فبالضرورة يقوم العديد بالتعبيرعن كراهيتهم باستخدام كافة وسائل العنف، فيقوموا باستهداف اللاجئين أنفسهم علاوةً على مراكز الايواء الخاصة بهم،  فسجلت المانيا معدل جرائم شديد الارتفاع في عام 2015 تجاه عدد من اللاجئين وطالبي اللجوء، فكل هذه الجرائم ناتجة عن نزعة الكراهية التي تزرعها خطابات اليمين في صدورهم. [156]

تكرر ذلك أيضًا في عامي 2018و 2019 فصدرت عدة بلاغات عن هجمات متكررة سواء استهدفت اللاجئين أنفسهم  أو مراكز الايواء الخاصة، فتقوم تلك العناصر اليمينية بشن عمليات عنيف تشمل استخدام أسلحة متنوعة ولا يهم إن كان من بين تلك الفئات المستهدفة أطفال، ففي عام 2018 وصلت عدد الهجمات على مراكز الايواء التي يقيم بها هؤلاء اللاجئين إلى 173أما عليهم هم أنفسهم في أي مكان وصلت إلى 1775، وفي عام 2019 ارتفعت تلك الهجمات فكانت تلك التي على مراكز الايواء 118 أما اللاجئين انفسهم ما يزيد عن  1700 .[157]

أيضًا عام 2020 وصل عدد الانتهاكات الحادثة تجاه اللاجئين إلى 1606 وهو يعد متراجع نسبيًا عن تلك الحادثة في 2019.[158]

قامت حركة بيجيدا منذ2014 ، تنظم أسبوعيًا من جماهير واسعة ممن يحملزن العداء والكراهية للاجئين المسلمين، هي حركة تحمل معنى “وطنيون اوروبيون ضد أسلمة الغرب”، فاستطاعت بذلك تلك الفئات التعبير عن مدى رفضها للوجود المسلم، فتنطلق تلك الحركة من اقليم دريسدن في المانيا.[159] فينشر اتباع هذه الحركة أن الوجود المسلم مهدد قوي على هويتهم، وأن وجوجهم سيؤدي بالقضاء على عاداتهم وتقاليدهم الأوروبية. يزعمون بأن الاسلام دين كراهية وأن كل المسلمين في مجملهم يشكلون الارهاب. بلغ عدد المنضمين إلى تلك الحركات قرابة 24ألف مشارك، علاوةً على ذلك تلك الحركة أفسحت المجال لمزيد من جرائم الناتجة عن بغض الوجود المسلم واستخدام كافة وسائل العنف. فكانت تداعياتها على المانيا بشكل خاص في ارتفاع معدل الجرائم ومن ثم دول الجوار. فلم تقف هذه الحركة في هذه المدينة الالمانية فقط بل امتدت إلى العديد من الدول الأوروبية التي بها أحزاب يمينية  ذات خطابات وبرامج كراهية مماثلة.[160]

تم رصد في التقرير الصادر عن منظمة العفو الدولية عام2016- 2015 ارتفاع في الاعتداءات على اللاجئين والمباني التي يقيمون بها في عام   2015 عن العام الذي يسبقه لتصل ل113.[161]

أيضًا في التقرير الصادر في الأعوام التالية رصد تزايد أكثر معدلات الجرائم المرتكبة في حق اللاجئين لتصل إلى1212 اعتداء عليهم، فضلاً عن210 من قبيل الهجمات المتكررة على مراكز ايوائهم.[162]

فرنسا:

أثر صعود اليمين المتطرف على أوضاع اللاجئين:

أما فيما يختص بفرنسا فترجع أزمة اللجوء (التي بالطبع تتماشى مع أهداف حزب التجمع الوطني)  إلى أوائل تسعينيات القرن الماضي عندما ثار طالبي اللجوء  بسبب ما حدث لهم. فلقد تم رفض استكمال أوراق طلبات اللجوء الخاصة بهم ليصبحوا لاجئين. فكانت السلطات الفرنسية في هذه الفترة تواصل المماطلة بل وترفض أن تعتد بتلك الحقوق والموافقة على أوراقهم حتى وإن كانت مستكملة كل الشروط. مشيرين إلى أن ذلك تزامن مع قانون باسكوا الذي صدر في عام 1993مما أسهم في اثارة العديد من المناقشات حول صدوره ومبادئه، فذلك كله من شأنه تحقيق غايتهم الأساسية وهي تسهيل عودة هؤلاء اللاجئين والمهاجرين على حد سواء، هذا الهدف شارك فيه كل من المؤسسات الحكومية وبالطبع حزب الجبهة الوطنية الذي استغل كل ذلك لمصالحه كونه أكثر من يريد القضاء على كل أشكال وجود الغير سواء الهجرة أو اللجوء[163]

اظهر قانون ساركوا على مزيد من القيود سواء فيما يختص بالحصول على الجنسية حتى لو وُلدوا على أراضي تلك الدولة أم الخاصة بالحصول الاقامة خاصة الدائمة، علاوةً على تلك الاجراءات الخاصة بتسيير أوراق طلبات اللجوء لمنحهم صفة اللاجىء. في هذا الاطار تم صياغة عدة قوانين تهدف لمزيد من تضييق الخناق على طالبي اللجوء، فعدلت القوانين التي كان معمول بها في هذا السياق؛ بما يعني وضع مزيد من الاجراءات التعسفية على الخطوات المتبعة لاصدار قرار اللجوء، في حالة الرفض الأولي فيتم التقليل من فرص طالبي اللجوء لاعادة تقديمها.[164]

فمن الواضح أن الغرض من كل هذا ليس سوى عرقلة وغلق كل السبل أمام الحصول على اللجوء. مما يعني رغبة تلك السلطات أن يظل هؤلاء طالبي اللجوء أن يُعاملوا كمهاجرين فلا يرتب عليهم بذلك واجبات لهم. قام أيضًا الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي بمزيد من التعنت في قراراته التي أدت لتدهور أوضاع اللاجئين مما ساهم نشأة أماكن لرعايتهم نتيجة تشتتهم من مخيمات الخاصة بهم على اثر قرار غلقها. في عام 2015 تجدد هذا الوضع لما ساد من أزمة الهجرة التي انتشرت في كل انحاء الاتحاد الأوروبي، وفي فرنسا بشكل خاص طلبات اللجوء، فتمت زيادة ولكن بشكل منقوص؛ أي نجد أنها لم تكن كمثيلتها من دول الجوار الأخرى. على سبيل المثال عند مقارنة الأعداد نجد أن فرنسا زادت في خلال 3 سنوات زادت 34 فوصلت ل98 ألف مقارنة بالمانيا التي تجاوزت ذلك بكثير فوصل بها عدد طالبي اللجوء عام 2016ل(700ألف) وهو أيضًا بعام يسبق هذا العدد الذي وصلت له فرنسا.[165]

مظاهر تلك التداعيات

ينبغي الإشارة إلى أن نتيجة تخلل خطابات أحزاب اليمين المتطرف المناهضة لطلبات اللجوء وتوافد اللاجئين إلى مجتمعاتها، ثم سيطرة هذا التيارعلى فئات كثيرة من الرأي العام، ومن ثم يؤثر في صانعي السياسات ثم تصدر في شكل  قرارت لحكومات تلك الدول التي يحتل بها اليمين المتطرف على قدر من النفوذ.[166]

في هذا الاطار تواجدت قرارات تزعم بأن هناك أعداد كبيرة من اللاجئين تورطت في تنفيذ العديد من الهجمات الارهابية المتمثلة أيضًا في عمليات قتل وتكوينات لارتكاب جرائم مخططة في فرنسا وأن هذا أدى للاضرار بالاستقرار الفرنسي. ومن هذا المنطلق ستقوم تلك السلطات الفرنسية بأخذ صفة اللجوء التي منحتها لهؤلاء المهاجرين. على الرغم من تأكيد مدير مكتب حماية اللاجئين بفرنسا أن هذه الادعاءات أما ناتجة عن ارتكاب جرائم بالفعل أم لم يثبت ادعاءها ولكن يراها البعض مهدد للدولة (مما يشير بالفعل  من وراء ذلك وله مصلحة في ذلك). بالفعل وقعت تلك السياسات التي يرونها حمائية حيز التنفيذ بواقع سحب (77) ثم (147) في عامي 2019و2021 على التوالي، لم يقف الأمر عند هذا الحد بل استخدمت فرنسا سياسة الترحيلات وبالتحديد الذين مازالوا وجودهم غير شرعي في الدولة، فعلى سبيل المثال استطاعت السلطات الفرنسية ارجاع 8500و2300 في عامي 2019و 2020 بالترتيب. ثم تراجعت هذه السياسة قليلاً بالتزامن مع تراجع عدد طالبي اللجوء من السلطات الفرنسية بنسبة 41% متحققة عام 2020 .[167]

وهذا كله يشير إلى وجود تلك الخطابات القوية المتمثلة في حزب التجمع الوطني في فرنسا التي تستغل أي حدث لتنمو عليه، فكان عام 2015 يزخم بوجود تلك الأزمة الطاحنة الناتجة عن اللجوء لذا كانت تُعد هذه الورقة الرابحة التي تستطيع من خلالها ارساء السياسات المضادة للجوء التي ترغب في ارساءها دائمًا وابدًا، هذا إلى جانب وجود العديد من المجموعات اليمينية المتطرفة التي لها اسهام كبيرأيضًا على الضغط على تلك الحكومات في صياغة مزيد من القرارات التعسفية الخاصة باللاجئين وطالبي اللجوء وهذا أمر طبيعي مقارنة بما تتمتع به تلك الجماعات من شعبية. فيرى البعض أن سياسة ماكرون التي من المفترض بعيدة عن اليمين المتطرف إلا أن سياساته في الآونة الأخيرة لا تشير إلى ذلك، فيرى البعض أنه ربما لأنه في أخر فترته وفي حاجة لضمان مزيد من أصوات مؤيدة له لحاجته له في الجولة الانتاخبية القادمة لذا يحاول كسب ود الجناح اليميني المتطرف لما له من قاعدة تأييد ليست بالقليل.[168]

وفي نفس العام تم تسجيل زيادة غير مسبوقة في ارتفاع معدل الجرائم المستهدفة الوجود المسلمين، فقامت تلك العناصر اليمينية المتطرفة بحزمة من الهجمات المتكررة على اللاجئين المسلمين، الاهانة الموجهة للمرتدي الحجاب الاسلامي علاوةً على التعدي على حرمة المساجد واشعال النيران بها. فسجلت فرنسا أعداد خطيرة في هذا الأساس بواقع 460 لعام 2015.[169]

فيما يتعلق بالجماعات اليمينية المتطرفة، قامت حركة جيل الهوية بتنظيم العديد من الممارسات المضادة تجاه اللاجئين لاعاقة وصولهم إلى دولتهم. فقامت تلك الجماعات بتأجير سفن والاغارة بها في البحر المتوسط لمنع وصول اللاجئين والمهاجرين الذين يشكلون خطراً على القارة الأوروبيىة وتتسبب لهم في الاضرار، هذا طبقًا لما جاء في بيان لهم على موقع لهم باسم دفاع عن أوروبا، ثم أعلنوا في منصة أخرى لهم عن التشكيك في ان بعض المنظمات غير الحكومية في أنها تقوم بممارسات غير شرعية كالتورط في الاتجار في البشر ومن ثم اللحاق بقواربهم الناقلة للمهاجرين ولفت نظر الشرطة إلى تلك المسألة. فهذه الحركة جمعت العديد من التبرعات من مصادر عدة لتأجير تلك السفن والقيام بتلك المطاردات، فاستطاعت الحاق الضرر وتعطيل العديد من السفن المحملة بالمهاجرين وتلك المعنية بانقاذ اللاجئين لولا تدخل في بعض الأحيان من السلطات المختصة بهذا الأمر. علاوة على تنظيم العديد من المظاهرات لمنع تلك  الهجرات.[170]

المبحث الثاني

 تداعيات صعود اليمين المتطرف على حقوق المهاجرين في المانيا وفرنسا.

المانيا:

فانصار اليمين المتطرف يمجدون من الدولة القومية وليس لديهم استعداد على الاطلاق في أن تقف أي عقبة في سبيل ذلك، فهم لا يرغبون في وجود المهاجرون بتاتًا، انمطلاقًا من انت حنى إذا تم العمل بسياسة احتواء هؤلاء المهاجرون ومحاولة ادماجهم في المجتمع فهم يرون انه بلا فائدة لأنه لم ينجح يومًا في ظل التمايز بين كلاهما؛ فإذا تحدثنا عن المسلمون منهم فهناك شتان بين الثقافات والدين علاوةً على الحضارات؛ أيضًا يؤكدون على ذلك بأن الأمر لا يعني بمجرد عيشهم معًا تحت ظلال دولة واحدة وتحدثهم معهم بلغتهم فبذلك يصيرون متقاربين، فالأمر أكثر صعوبة من ذلك بكثير ولا يرون دولتهم سوى لهم هم(المواطنون الألمان الأصليون).[171]

أثر صعود اليمين المتطرف على أوضاع المهاجرين:

في أواخر القرن الماضي صعدت عدة أحزاب وحركات معادية للمهاجرين والهجرة، وكانت في  تلك الفترة هذه الأحزاب في ولايات محددة (لم تكن بنفس الشكل الموسع وحركات المنتشرة حول الأقاليم كحركة بيجيدا التي نمت في كثير من الأقاليم)، فقامت العديد من الحركات المناهضة للمهاجرين والأجانب منذ بداية القران الحالي، ظهر ذلك جليًا في موجات عدة من المسيرات لحظر بناء المساجد وهي التي قامت بها  كحركة برو كولن وpro NRW ، علاوة على العديد من ممارسات الكراهية ضد الوجود الأخر التي قامت في سكسونيا عام 2007.[172]

فعلى سبيل المثال وليس الحصر قامت جماعة Pro NRW في عام  2012 وهو الحدث الذي  يُظهر مدى تعسف السلطات الألمانية، فقامت هذه الحركة بممارسات استفزازية مسيئة تهدف بها لاهانة أهم رموز الاسلام مستهدفة بذلك مضايقات للمسلمين القابعين هناك هادفة بذلك التصادم معهم في الاخير وهو ما تحقق بالفعل كما خططت، فقامت برفع صور تسيء بها إلى الرسول (ص) مما كان له الرد العنيف من جانب بعض المسلمين(السلفيين) رداً على تلك الاهانات الخطيرة لدينهم. على هذا الأساس ما كان من رد فعل السلطات الالمانية سوى نشر القوانين الامنية في أرجاء الولايات ومن ثم لوقف ذلك قامت بغلق مسجد التابع لهولاء السلفيين الذين تورطوا في هذا الهجوم، وتلك التي يتواجد بها السلفيين على الاكثر، وثارت الآراء بالانقسام حول من يؤيد رد فعل هؤلاء السلفيين ومن يدين تصرفاتهم، ومن يرى ان تلك الحركات على حق.[173]

رصدت أحدى الدراسات أن أمر العداء لم يعد يقتصر على التعددية الثقافية أو العرقية الموجودة بأكملها، بل أصبح موجهًا ومركزًا تجاه المهاجرين والمسلمين بالأخص، أكدت أيضًا أن تلك المشاعر الثائرة والحقد النابعة من الأفكار اليمينية المتطرفة امتدت لتنبع من داخل معظم المجتمع الألماني بالإضافة.[174]

قامت بعض الأحزاب اليمينية المتطرفة، كالحزب الوطني الديمقراطي ذو التوجه أقصى اليمين ومعه الطريق التالت باطلاق المزيد من الإشاعات المُغرضة ونشر أكاذيب على المواقع لاحداث وقيعة بين المهاجرين الموجودين في المانيا وبين الشعب الألماني، فقامت باشعال لهيب الحقد والمزيد من المشاحنات داخل نفوس الشعب الألماني، فزعمت تلك المخططات أن المهاجرين شاركوا في مزيد من أعمال العنف والاعتداءات بكل أشكالها مدللين بذلك كقصص حقيقية لكسب مشاعرهم، علاوةً على جعلهم يعتقدون أنها حقيقة هذا من جانب، ومن الجانب الأخر قاموا بارشاد الجماهير عن كيفية الثأرمن المهاجرين. وبالفعل استطاعوا تحقيق هدفهم بنشر الكراهية (لكن من وراء الكواليس)، علاوةً على وجود عدد من النداءات لحركة بيجيدا للمشاركة في تلك الممارسات العدائية.[175]

على هذا الأساس فقام عدد كبير من الجماعات ذات الدوافع اليمينية المتطرفة ومن بينهم جماعة النازيين الجدد الذين يحملون العداء للمهاجرين. فتكون مخططات هؤلاء الجماعات منظمة ومستهدفة ليست مجرد حركات عشوائية. على هذا الأساس الجماهير التي شاركت في المسيرة تعتقد أنها مجرد وقفات احتجاجية للتعبير عن رأيها في حين أن تلك الجماعات المتطرفة تستغل ذلك وتقوم بتنفيذ هجماتها بالتسلل في وسط تلك المسيرات. وهذا له أكثر من وجه أولها هو عدم قدرة الشرطة على تتبعها واحباط جرائمها وأيضًا اظهار أن القوة ليست لمؤسسات الدولة فقط علاوةً أنه ملحق بذلك وضع عدة شعارات وعبارات معينة لمعرفة العالم أنهم من قاموا ومستمرون  بذلك ولن يستطيع أحد الوقوف أمامهم.[176]

أيضًا ينبغي الإشارة أنه في الفترة بين 2014-2013 انتشرت وذاعت شعبية العديد من المجموعات اليمينية المتطرفة التي تبلورت وظهرت إلى العلن مُتعمدة. مما كان له أثر أنه انعكس على تفاقم الاعتداءات وارتفاع معدل جرائم الكراهية علاوةً على انتشار النبرة المعادية للمهاجرين بين الشارع الألماني، في هذا السياق أيضًا ظهرت حركات مضادة للسلفيين و(المشاغبين ضد السلفيين) التي كانت تقوم عللاى مطاردة المسلمين وخاصة السلفيين في كل أرجاء البلاد.[177]

صدر في التقرير الأورومتوسطي لحقوق الإنسان أن هناك ارتفاع في معدل الجرائم المستهدفة للمهاجرين؛ الناتج عن الخطابات المليئة بالكراهية؛ التي تُعدها أحزاب اليمين المتطرف في المانيا، وخاصة التي استخدمها الحزب الديمقراطي الوطني، ففي عام 2012 بلغت 20.4%.  استغل حزب البديل من أجل المانيا الشعبية الواسعة التي حاز بها في الآونة الأخيرة؛ التي بدورها مكنته من التحريض على الكراهية في نفوس الشعب الألماني؛ مما نتج عنه في الأخير ارتفاع الهجمات الارهابية المرتكبة ضد المهاجرين. في عام 2016 بلغت هذه الاعتداءات ذروتها مقارنة بالعام الأسبق عليه، فجاء في البيانات الصادرة عن وزارة الداخلية الألمانية تسجيل ما يقرب من  178,438. أيضًا ظاهرة الرهاب من الإسلام كان لها نصيب من المساهمة في حدوث تلك الاعتداءات التي شاركت في نشرها العديد من الحركات (حركة بيجيدا نموذجًا).[178]

أما في عام 2017 شهدت المانيا زيادة مستوى العنف الموجه تجاه المهاجرين، فشنت العناصر عدة اعتداءات على كل المستويات سواء عنف جسدي من ذلك الهجوم على أسر مهاجرين، انتهاكات للرموز الدينية الخاصة بالمهاجرين كالتعدي على المساجد لاثارة خوف المصلين ومن ثم تدميرها واهانات معنوية سواء بالسب أو غيره من الوسائل قامت العديد من الحركات اليمينية المتطرفة وخاصة النازيون الجدد التي كانت تريد التشكيك في مقدرات الدولة؛ انها غير قادرة على حماية مواطنيها من خلال عدم التحكم في معدل الهجرات المتزايدة.[179]

فرنسا:

قبل أي شيء من الضروري الالتفات إلى الطبيعة الخاصة لهذا المجتمع، فالمجتمع الفرنسي القائم على مبادىء العلمانية له العديد من الخصائص المميزة، المتفرد بهاعن باقي الدول الأوروبية، تلك التي تجعله له أسس ثقافية تنعكس على سلوكياته إلى حد كبير في التعامل مع كل التعددية المتواجدة على أراضيه باعتبارها كيان فكري وثقافي مختلف عنه. هذا النموذج القائم على الرغبة الملحة في بناء مجتمع مندمج يقوم على احتواء كل العناصر المختلفة الموجودة على أراضيه ومنهم المهاجرون المسلمون هذا بالتوازي مع الحقوق الممنوحة لهم في الاختلاف، محاولة منه للموازنة بين احتواء تلك المجتمعات الصغيرة ولكن في نفس الوقت منعهم من الانغلاق على أنفسهم.[180]

في هذا السياق أضاف حزب التجمع الوطني ذو التوجه اليميني المتطرف أن تلك السياسة تحتاج إلى متطلبات وشروط أولاً يجب توافرها قبل لتطبيقها قبل أي شيء، فتنطلق من أن ينبغي على المهاجرون أن يزيلوا عن أنفسهم كل الثقافة الخاصة به ودينه وحضارته لكي يستطيع ذلك كله في هدف أن يكون مستعد لتلقي ثقافة ذلك المجتمع الجديد بالكامل من البداية. في تلك الحالة فقط يصبح تنجح هذه السياسة؛ ذلك لما يرونه من أن تواجد ولو جزء صغير من ثقافة ودين المهاجرين داخلهم بالضرورة سيشتت ثقافتهم ومهدد لاندثارها.[181]

أثر صعود اليمين المتطرف على أوضاع المهاجرين:

إن مع تزايد وتيرة المهاجرين وترددهم على فرنسا، خاصة أن النسبة الأكبر من هؤلاء المهاجرين منتميين للدين الإسلامي. ومما زاد الأمر صعوبة هو اعتناق عدد كبير من المواطنين الفرنسيين الإسلام. [182]فكان للجناح اليميني المتطرف الدور الاكبر في اثراء النظرة التمييزية، على هذا الأساس كل تزايد في حجم المهاجرين يُقابله تصاعد التصريحات المُدرجة في برامج تلك الأحزاب: من قبيل عدم قبول الغير، رفض اندماجهم وتخللهم في المجتمع معهم علاوة ً على خطاباتهم التي تُدشن مزيد من الكراهية في داخل المجتمع، فتملؤه بالنزعة العدوانية والكراهية تجاهه. ويظهر ذلك في العديد من التحرشات والممارسات الاستفزازية والمهينة ناهيك عن الاعتداءات المتكررة. هذا كله إلى جانب السياسات والمجتمع الفرنسي الرافض لكل أشكال الاختلاف، وهو الذي انعكس على السياسات الفرنسية الصارمة التي ترفض اعطاء الإقامة لهؤلاء المهاجرين، علاوةً على وضع مزيد من القيود التي من شأنها تضييق الخناق على حريتهم في انشاء مؤسسات تعليمية خاصة بهم، منعهم من التفرد بثقافتهم، فقليلاً ما نجد انشاء معاهد دينية بل موافقة تلك السلطات بسهولة من الأساس على انشاءها علاوةً على تلك السياسات التي تقيد ارتداء الزي الإسلامي في الأماكن العامة التي ظهرت في فرنسا منذ عام 2011.[183]

ولكن أثبتت الممارسات الفعلية أن هناك فجوة حقيقية كالتي بين النظرية والتطبيق، فانعكس ذلك على مسألة ارتداء غطاء للوجه الذي يُعد أول صدام حقيق لتلك الثقافة العلمانية التي يتباهون بها؛ يبدو أنها لم تستطع التمييز بين أنواع الحريات التي هي  حق لكل فرد.[184] من هذا المنطلق فالأفكار النابعة عن اليمين المتطرف تكون مناهضة للمهاجرين كونهم يؤثرون على عاداتهم وتقاليدهم الغربية المتأصلة مما كان له أثر في استهداف مسألة الحجاب كونه يمثل فئات واسعة من المهاجرين سواء العرب أو المسلمين عامة؛ فزعموا أنه يتناقد مع السمات العلمانية، فمن هنا قامت المؤسسات المعنية بالنظر في هذا الشأن ووضع قوانين تقيد تواجد الحجاب في مجال العمل بشكل عام وفي المدارس بوجه خاص.[185]

مظاهر تلك التداعيات:

في عام 1991 اشتمل برنامج حزب التجمع الوطني الحالي قبل تغيير اسمه عدة قرارات من شأنها تعكير صفو المهاجرين وعرقلة كبيرة لهم، فقام  في البداية على ضرورة التمييز والمفاضلة بين ما هم أبناء الوطن الأصليون وبين المهاجرين في كل شيء، ابتداءً من اقتراح عدم اعطاء أبناء المهاجرين تلك الحقوق الممنوحة للجميع كالتعليم على سبيل المثال، أيضًا من أجل التضييق عليهم أكثر الغت امكانية أن يتم التعليم بلغة غير اللغة الأصلية للدولة، قرار أخر اختص بالمسلمين الذي قام على عدم تشييد مساجد أخرى؛ أي وقف بناء المزيد. وأخيراً وليس أخراً لما تضمنته من توصيات عدة أن يتم ترحيل كل المهاجرين سواء القابعين في البلاد بصفة غير شرعية أو من لم يعملوا.[186]

في هذا الاطار سعت أيضًا ماريان لوبان زعيمة الحزب الحالية لنفس الشيء فأبدت رغبتها في عدم اعطاء أي تسهيلات للمهاجرين، و أن على المهاجرين أن يتحملوا نفقات تعليم أبنائهم وأن لا ينتظروا من الدولة التي هاجروا إليها أن تسمح لهم ببعض المزايا كمواطنيها الأصليين. وأن يتم سحب التعليم في المدارس الحكومية التابعة للدولة من أبناء المهاجرين الذين يتواجدون بصفة غير شرعية. واستكملت ذلك أيضًا بحظر المنح المدعومة لبعض الفئات غير القادرة من منطلق عدم جواز اتاحتها لتلك الفئات من المهاجرين وغيرها من الخدمات المتاحة.[187]

فترة ما بعد (انفجار البرجين) الحادي عشر من سبتمبر قامت بعض الحركات كالحركة الوطنية الفرنسية بنشر رموز تشير إلى الإسلام ؛ التي من خلالها عبرت عن عدائها للمسلمين أمام كل العالم، فتهدف من خلال ذلك توصيل رسالة عن حظر تشييد مساجد أخرى، علاوةً على قام رئيس الحركة بنفسه بعدة ممارسات ذات معنى؛ موجهة للمجتمع الفرنسي والغربي على السواء، في محاولةً منه لاعادة الذكرى بمعارك سابقة بين كلتا النموذجين؛ الغربي والإسلامي (بواتييه). الغاية من وراء ذلك هو التحذير من أن التاريخ من الممكن أن يتكرر من خلال كثرة توافد المهاجرين.[188]

في فترة حكم الرئيس نيكولا ساركوزي كانت تعد أكتر فترة بها انتهاكات لحقوق المهاجربن المسلمين، فكانت خطاباته لا تخلو من توجيه الاهانات وكانت تتصف بالعدائية، أيضًا كان يضع العديد من القيود على المهاجرين المسلمين من قوانين والاهانة المتكررة لمعتني الدين الاسلامي ظلت ممتدة خلال فترة حكمه، علاوة على حديثه عن الحجاب وأمور أخرى من شأنها الحط من قدر الاسلام وبالطبع المهاجرين المسلمين. فنتيجة خطابات الكراهية والمليئة بالعنصرية تجاه المهاجرين توالت عدة اعتداءات تنتهك حقوق الانسان، فرصدت العديد من منظمات حقوق الانسان أن مع كل خطاب يصدرعن بعض الأحزاب اليمينية ويتزامن معه بالضرورة كم من الاعتداءات التمييزية وخاصة تجاه المهاجرين المسلمين،[189]

فعلى سبيل المثال وليس الحصر أحد الخطابات الذي دعى إليه رئيس حزب الجبهة الوطنية الذي كان يدور حول مواضيع خاصة بالمجتمع الفرنسي، رأت منظمة الأمم المتحدة أنه عند النظر إلى أصل الحديث فهو في حقيقة الأمر يدور حول الوجود المسلم ومن ثم الادعاءات التحريضية عليه، من ثم أدانت السياسات العنصرية القائمة على اعادة بعض المهاجرين الذين يتواجدون بصفة غيرشرعية. ومازالت لا تنصت فرنسا لتلك النداءات المتكررة ولم تعطيها أي اعتبار، مما ينتج عنه استمرار جرائم الكراهية وجعل الأمر يسوء أكثر كل فترة، أيضًا رأت بعض التقارير أنها بالأساس تستهدف المهاجرين المسلمين أكثر من أي فئات أخرى . أيضًا لم تقف تلك الممارسات على المستوى الجسدي فقط بل امتدت بالمضايقات والسب.[190]

قامت عدة عناصر يمينية متطرفة بتدنيس مقابر موتى مسلمون الذين هم ضحايا حروب، فتم رصد عدة أعمال تخريبية في عدة سنوات 2003، 2007، 2008، 2009 على التوالي ويتركون وراءهم رموز نازية لتدل على أنهم من فعلوا ذلك، فلم يقف الأذى عند حد الأحياء فقط، لم تسلم أيضًا المساجد من تلك الاعتداءات العنصرية، فشهدت عدة مساجد انتهاكات عدة بدافع عنصري مقصود خاصًة زادت حدة تلك الهجمات في الايام التالية مباشرةً من بعد حادثة شارل ايبدو2015 بواقع 55 مسجداً تعرضوا لتلك الانتهاكات.[191]

أيضًا شهدت فرنسا سلسلة من الهجمات والانتهاكات القائمة بواسطة عناصر اليمين المتطرف، ذو الدوافع التمييزية، فوصل حجم هذه الاعتداءات إلى 330 عملية. كان بالطبع هذا العدد أخطر بكثير من تلك الحادثة في الأعوام السابقة عليها حتى العام السابق مباشرة لم يصل إلى هذا المعدل. مما يرجع إلى الاثار الواضحة الناتجة عن ذلك الهجوم (الذي كان يعتبره بعض التنظيمات الجهادية كرد فعل على ما نشرته أحدى الصحف من اهانة للنبي محمد(ص))). على هذا الأساس زادت بالطبع النظرة العنصرية والكراهية أكثر بكثير، مما جعل هناك محاولات مستمرة للاطاحة بالمهاجرين المسلمين بأي شكل من الأشكال، سواء بترحيلهم اجباريًا إلى أوطانهم او الزج بهم في المعتقلات فكل ما يهُم التخلص من وجودهم.[192]

حدثت العديد من الانتهاكات في حق المسلمين منها ما قام به الرئيس ايمانويل من عدم اتخاذ اجراءات حاسمة لوقف تلك الانتهاكات الجسيمة في حقهم بل قام بنفسه بوقف المساجد وغلقها، تشجيعه لهذا العمل المسيئ بتعيينه وزير يمنع وجود قسم للأغذية المسموح للمسلمين بها على الرغم من السماح بتخصيص قسم للأغذية اليهودية، الإساءة للدين الإسلامي بكل الاشكال خاصة عندما قام معلم بنشر صور مسيئة للرسول (ص) ، [193] فنتيجة لهذا الحادث وحدوث العديد من الهجمات المتتالية فقام الرئيس الفرنسي مانويل ماكرون وضع قانون (قيم الجمهورية الفرنسية) للتصدي لتلك الهجمات المتطرفة مع تأكيده أن هذا القانون لا يمس أي ديانة وخاصة الإسلام ولكن أكد البعض أنه الغرض منه اقصاء المسلمين وردع تلك الهجمات الأخيرة وذلك من خلال عدة أساليب كحظر الحجاب، منع إعطاء الإقامة للشخص متعدد الزوجات وحرمان الجمعيات والمؤسسات الإسلامية من أي تمويل من الدولة إلا أنه اضاف أن الدين الإسلامي يمثل عقبة.[194]

أخذ حزب اليميني المتطرف ما حدث في 2015  كحجة لنشر مزيد من العداءات التحريضية تجاه المهاجرين خاصة المسلمين، فكان له عظيم الأثر في العدد الهائل من الارهاب ضد المهاجرين الذي بلغ بمعدل 223 %. على هذا الأساس قامت عدة اعتداءات ذو دوافع يمينية متطرفة، منها اعتداء واطلاق الرصاصات داخل المسجد وحادثة سحق بعض المهاجرين بعد خروجهم من المسجد بسيارة أحدهم. طالبت أيضًا ماريان لوبان بإضافة تشديدات أكثر على حريتهم غير تلك المفروضة من قبل على الحجاب وزي السباحة.[195]

شددت أيضًا تصريحات الأمم المتحدة ونددت بتلك الممارسات التي حدثت في احدى المدن الفرنسية التي تستهدف الحاق الضرر بالمساجد بوصفها تنتهك حقوق الانسان والحريات الأساسية وتوصلت إلى ضرورة التأكيد وعدم المساس بحرية المعتقدات ىالدينية بالإضافة إلى حماية تلك الأماكن الدينية.[196]

يواجه المهاجرون واللاجئون في الفترات الأخيرة مزيد من الأعتداءات، تلك التي تزامنت مع الصعود القوي لأحزاب اليمين المتطرف، وهو الذي لم يترك مجالاً إلا واستغله ومن ثم كون نجاحات وامتيازات له من وراءه. فإذا القينا نظرة متعمقة إلى الوراء لوجدنا أنه كل الأزمات التي مرت بها دوله وسرعان ما يقوم بالصاقها بالمهاجرين واللاجئين. ومن هنا تظهر أهدافه على الساحة السياسية بكل وضوح مستفيدًا من كل ذلك. من خطابات عدائية تحرك مشاعر العداء وتحرضهم على القتال واقتراح سياسات والعمل على ادخالها حيز التنفيذ عبر الضغط على الحكومات القائمة. نأتي لدور الجماعات اليمينة المتطرفة المُحركة من قبل تلك الأحزاب؛ التي هي بمثابة زرالتحكم مُنتظرة الضغط عليه من قبل الأحزاب؛ التي تستمد منها أفكارها. فأصبحت مُدربة جيدًا على تنفيذ أي عداء. فالأثنين يعملون معًا بانسجام شديد. فالأحزاب تلهب مشاعر العداء وتعطيها بذلك إشارة للتحرك، تقوم باستهداف تلك الفئات ولكن بالزامها بمزيد من القيود سواء على الرموز الدينية الخاصة بهم من غلق أو وقف بناء المساجد أوحرية ممارسة الأديان كاصدار قانون يمنع الحجاب (غطاء الوجه تحديدًا) بل امتد لمنع تواجد  الرداء الإسلامي في بعض الأماكن. هذا كله من شأنه التضييق عليهم. أما بالنسبة للجماعات فليس لديها معيار وحيد؛ فلم يأمن أي مستوى من عدائها، بداية من المضايقات في الشوارع، القتل العمد، عمليات ارهابية منظمة واسعة المدى، الهجوم على مراكز إيواء اللاجئين حتى المقابر طالها هذا العداء وصولاً إلى نشر صور ورسومات مهينة لأهم ما ترتكز إليه أديانهم، وهو الامر الذي سرعان ما يجد ردود عليه، فيتم التركيز على رد الفعل ويتم اعتبار الفعل نفسه من قبيل حرية التعبير عن الرأي.

الخاتمة

استخلاصًا مما سبق فلقد توصلت الدراسة خلال الثلاثة فصول السابقة التي استطاعت من خلالها الإجابة على التساؤل البحثي الرئيسي الخاص بالدراسة: ما هي عوامل صعود أحزاب اليمين المتطرف في المانيا وفرنسا في الفترة (1985-2020)وتداعياته على احترام حقوق اللاجئين والمهاجرين؟  فيمكن اسناد الزخم الشديد الذي حققته تلك الأحزاب إلى زيادة توافد المهاجرين وطلبات اللجوء إلى تلك الدول؛ باعتبارها القضية الأولى في برامج تلك الأحزاب. ففي بادىء الأمر كانت مجرد مزاحمة لوظائفهم ومن ثم حرمان البعض من العمل علاوةً على التأثير على اقتصاد تلك الدول بالسلب، ثم من بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر الذي تزامن معه ظهور مصطلح الإسلاموفوبيا؛ الذي أصبح كمبرر لتنفيذ كل تلك الأعتداءات على المهاجرين واللاجئين، فقامت تلك الأحزاب من رفع مستوى العداء نتيجة النظرة النطمية التي أصبحوا ينظروا بها إلى تلك الفئات؛ بأن المهاجرين المسلمين يشكلون في مجملهم (ارهاب). تكرر أيضًا هذا المشهد بعد ثورات الربيع العربي؛ التي نتج عنها نزوح العديد إلى الجوار الأوروبي مع نشوء في نفس الوقت تنظيم الدولة الإسلامية، الوضع الذي أثار الخوف لدى الشعوب الأوروبية من أن هذا الإرهاب قد يمتد إلى أقاليمها. ارتفع في ذلك الوقت مزاعم من قبل أحزاب اليمين المتطرف أنه من الممكن تسلل بعضً من تلك العناصر الإرهابية وسط جموع المهاجرين وطالبي اللجوء. مع الأسف فتلك النظرة أثبتت صحتها عندما تم غزو الهجمات الارهابية للعديد من المدن الأوروبية.

هذا كله كان له اسهام في أمرين: أولهما: هو أن تلك الاحزاب انتهزت الفرصة خلال كل تلك الاحداث، بتصعيد النبرة العدائية والمناهضة للهاجرين واللاجئين، وهو الذي مثل فرصة ذهبية لتمكين تلك الأحزاب من الفوز في الجولات الانتخابية التالية، الوصول للمناصب التي يرغبون بها ومن ثم الضغط على السياسات المعنية سواء بغلق أبواب الهجرة والتشديد على الرقابة الحدودية كما فعل (حزب البديل من أجل المانيا)، أم المطالبة بوضع بعض القوانين التي من شأنها تضييق الخناق على المهاجرين واللاجئين وحرمانهم من بعض الخدمات(حزب التجمع الوطني). أما ثانيهما يتمثل في نشاط الأفراد والجماعات اليمينية المتطرفة، فاستغلت أيضًا كل ذلك وأخذت تنشط وتشن العديد من الهجمات والممارسات العدائية، فإما أن تلحق الضرربالرموز الدينية من الهجوم على المساجد التي ترتادها عدد كبير من المهاجرين أو الحاق الضرر بمبانيه، الممارسات الاستفزازية من قبيل نشر صور مسيئة للنبي محمد(ص)، الهجمات المتكررة على مراكز إيواء اللاجئين أو الهجوم عليهم هم ذاتهم. علاوةً على تنفيذ العديد من الهجمات الإرهابية سواء تلك جرائم الكراهية المُنظمة من قبل الجماعات أم تلك المُنفذة بشكل فردي(الذئاب المنفردة)،المستهدفة لفئات واسعة من المهاجرين واللاجئين على حد سواء(فهم لا يفرقون بينهم).

هنا يجدر الإشارة إلى أن تلك الجماعات اليمينية المتطرفة أصبحت مهدد كبير جدًا على تماسك وتجعلنا نتحقق ثانية من إذا كان باقيًا في تلك الدول بعض من سمات الديمقراطية التي كانت ولازالت تتغنى بها دومًا. فإذا كانت المنظمات الجهادية الاسلامية التي خارج إقليمها تؤرق نوم تلك المجتمعات، فماذا عن تلك التي بداخلها وتنتشر على أراضيها!! فإذا أمعننا النظر قليلاً سنجد بعض التشابهات ولو في أدنى مستوياتها بين تلك الجماعات اليمينة المتطرفة والجهادية الإسلامية في استخدام بعض الآليات، بل سنجد العديد من الهجمات تُنفذ بنفس الشكل(سواء تلك الجماعية أم استراتيجية الذئاب المنفردة) حيث يُطلق على هذا النوع من الإرهاب (بالإرهاب الأبيض). ولكن نجد أن تلك التي بفعل الجماعات اليمينية المتطرفة ربما لا تلقى نفس مستوى اللوم، التهويل والاستجابة من جانب السلطات. فكأنها مُحصنة من تلك الملاحقات الخاصة بأجهزة الأمن المسؤلة في تلك الدول، بل قلما يتم حظرها وحتى عندما يصدر قرار بذلك فتظهر المماطلة في تنفيذه وأن ذلك يُعد من قبيل انتهاك حرية التعبير.

أيضًا يجدر الإشارة إلى طبيعة كل من المجتمع الفرنسي والألماني، الأمر الذي بالضرورة انعكس على نظرته للهجرة واللجوء ومن ثم أساليب تعامله معها. فإذا نظرنا للمجتمع الفرنسي نجد أن لديه مرتكزات وخبرة تاريخية خاصةً مع وجود قدر لا يستهان به من المسلمين بها، فرفضه لوجود مهاجرين أو حتى لاجئين متعلق بالهاجس الثقافي لديه والعلمانية؛ أي تمثل الهوية الثقافية الفرنسية والعلمانية كجزء لا يتجزأ من كيانه. فدائمًا ما يرى أن في حال وجود حضارتين فالبضرورة سينشأ صراع بين الحضارتين وستؤدي لانهيار أحدهما؛ مستندًا في ذلك لأفكار صامويل هانتجتون. لذلك كان يحاول تحقيق نوع من الاندماج وأيضًا من جانب أخرلا يريد اتاحة الانغلاق تلك المجتمعات الصغيرة لكونها بذلك مهددًا له. أما بالنسبة للمجتمع الألماني فنجد أن النزعة العنصرية هي المهيمنة، فمنذ حكم النازية وهذا المجتمع كل تقديراته قائمة على التمييز العنصري سواء العرق، الثقافة، الدين. فأصبح هذا هو السلوك الحاكم لكل شيء. علاوةً على ايمانهم القوي وتمسكهم بالدولة القومية، فلا يقبلون تواجد أي شخص مختلف عنهم حتى لدرجة أنهم يستندون لمواصفات جسدية يعملون منها. لا معنى للتعددية الثقافية بالنسبة له. على هذا الأساس فلا تُجدي أي سياسة تقوم على الاحتواء او الاندماج نفعًا،  فيرون أن انسجامهم يتحقق فقط عندما يتواجد شعب الماني وحده. سياسة الاندماج بالنسبة لهم هراء؛ ليس لها أي فائدة إلا في حالة ذوبان كل تلك الاختلافات؛ أي كميلاد الشخص من جديد وبالطبع لا وجود لذلك.

قائمة المراجع

المراجع باللغة العربية

أولاً الوثائق الرسمية

  1. الاتفاقية الخاصة بوضع اللاجئين“، مفوضية الأمم المتحدة السامية لحقوق الانسان، قرار429، (ديسمبر1950)، تاريخ الإطلاع (26/5/2021)، مفوضية الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان | الاتفاقية الخاصة بوضع اللاجئين (ohchr.org).
  2. اللاجئون والمهاجرون“، الموقع الرسمي للأمم المُتحدة، تاريخ الإطلاع (25/1/2021)، تعاريف | اللاجئون والمهاجرون (un.org).
  3. حالة حقوق الإنسان في العالم“، تقرير منظمة العفو الدولية ،2016، تاريخ الإطلاع (25/5/2021)، ‫تقرير منظمة العفو الدولية لعام 61/5102 (amnesty.org).
  4. “حالة حقوق الإنسان في العالم”، تقرير منظمة العفو الدولية، 2018، تاريخ الإطلاع(25/5/2021)، تقرير منظمة العفو الدولية لعام 2017/18 (amnesty.org).
  5. حماية اللاجئين في القانون الدولي“، المنظمة العربية للهلال الأحمر والصليب الأحمر، 2020، تاريخ الإطلاع (25/5/2021)، حماية اللاجئين في القانون الدولي – المركز العربي للقانون الدولي الإنساني (arabrcrc.org)
  6. رهاب الأجانب والتفرقة العنصرية ضد اللاجئين والمهاجرين في أوروبا“،تقرير المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان، يونيو2018، تاريخ الإطلاع (25/5/2021)، https://euromedmonitor.org/uploads/reports/refugees-arabic.pdf .
  7. ما هي حقوق الانسان؟“، الموقع الرسمي لمنظمة الأمم المُتحدة، تاريخ الإطلاع(26/4/2021)، https://www.un.org/ar/sections/issues-depth/human-rights/.
  8. ما هي حقوق الانسان؟“، منظمة اليونيسيف، 2015، تاريخ الإطلاع (25/1/2021)، ما هي حقوق الإنسان؟ | الموقع العالمي (unicef.org).
  9. اللاجئون وطالبي اللجو والمهاجرون، منظمة العفو الدولية،تاريخ الإطلاع (27/4/2021)، https://bit.ly/3h1KiUg.

ثانياً الكتب

  1. إتش جودمان. آلان، وآخرون، الأعراق البشرية هل نحن حقًا على هذا القدر من الاختلاف؟، (شيماء طه الريدي وهبه عبد المولي)، (المملكة المتحدة، مؤسسة هنداوي سي آي سي،2019)، تاريخ الإطلاع (23/5/2021)، https://bit.ly/3qqRz2o.
  2. هيود. اندرو، مدخل إلى الأيديولوجيات السياسية، ترجمة محمد صفار، (القاهرة: المركز القومي للترجمة، 2012).
  3. أوكزوميلري. اوموت، نظريات القومية-مقدمة نقدية،ترجمة معين الإمام، (الدوحة، المركز العربي للأبحاث ودراسات السياسات،2013).
  4. صلاح شاكر. اياد، ظاهرة الخوف من الاسلام(الاسلاموفوبيا) في الغرب، (بيروت: دار الكتب العلمية، 2019)، تاريخ الإطلاع (25/5/2021) https://bit.ly/3A1OgDs.
  5. داروين. تشارلز، “أصل الانواع “، ترجمة اسماعيل مظهر، (المملكة المتحدة، مؤسسة هنداوي سي آي سي، 2018)، تاريخ الإطلاع (23/5/2021)، https://bit.ly/3qoKr6M.
  6. سبيلا. محمد، الأسس الفكرية لثقافة حقوق الانسان، (الدار البيضاء، المركز الثقافي العربي،2010).
  7. عبدالله ولد المرواني. محمد، فرنسا التي رأيت، (برلين: المركز الديمقراطي للدراسات الاستراتيجية والسياسية والاقتصادية، الطبعة الأولى،2017).
  8. فيدل. نينا، حول صناعة سلفية المانية النشأة، التطور، النشاط، الدعوى للحركات السلفية في المانيا، ترجمة أحمد محمود طه عبدالوهاب، (بيروت، مركز نماء للبحوث والدراسات، ط1، 2017).

ثالثاً الدوريات

  1. سليم البرصان. أحمد، “مفهوم اليمين المتطرفوجذوره الفكرية في الغرب“، (الفكر المتطرف، السياسة الغربية، التطرف القومي، العلاقات الدولية، الدول الغربية)، (الرياض، مجلة البيان السعودية، 2018).
  2. مختار. أمل، “الارهاب الأبيض: الوجه الأخطر للتطرف العنيف“، مركز الأهرام للدرسات الاستراتيجية والسياسية، مركز الدراسات السياسية والاستراتيجية، (مارس2021).
  3. تارانت. بريتون، “الاستبدال العظيم“، (ترجمة:معتز زاهر)، المعهد المصري للدراسات، (ابريل،2019)، تاريخ الإطلاع(23/5/2021)، https://bit.ly/2T54ECj.
  4. اليوسفي. حنان، “صعود اليمين في فرنسا: النشأة والجذور، الفكر المتطرف، التيارات السياسية“، (الرياض: مجلة البيان بالسعودية-المركز العربي للدراسات الانسانية بالقاهرة)، (2018).
  5. زغوني. رابح، “الاسلاموفوبيا وصعود اليمين المتطرف في أوروبا: مقاربة سوسيوثقافية“، مجلة المستقبل العربي، م(36)، ع(421).
  6. عبدالله. راقدي، ” الجيوبوليتيكا الحضارية للتطرف في دول المتوسط“، السياسة الدولية، م(52)، ع(209)، (يوليو2017).
  7. رمضان. رفيدة، “سياسات الإسلاموفوبيا والحركات المُعادية للإسلام (PEGIDA)“، المركز العربي الديمقراطي، 2016، تاريخ الإطلاع ( 25/1/2021)، https://democraticac.de/?p=34239
  8. موسي. ريما، “إرهاب الذئاب المنفردة“، المركز الديمقراطي الغربي للدراسات الاستراتيجية والسياسية والاقتصادية، ع(5)، (مايو،2021).
  9. بنافي. ريناس، “صعود اليمين المتطرف الأسباب والتداعيات:دراسة تحليلية“، المركز العربي الديمقراطي، 2017، تاريخ الإطلاع(23/5/2021)، صعود اليمين المتطرف الاسباب والتداعيات : دراسة تحليلية – المركز الديمقراطي العربي (democraticac.de).
  10. بن عياش. سمير،”التداعيات المحتملة لصعود اليمين المتطرف والشعبوي بالدول الغربية على ضحايا الهجرة القسرية من الدول العربية واندماجهم في المجتمعات المضيفة“، مجلة العلوم الإنسانية، م(31)، ع(3)، (ديسمبر2020).
  11. خالد بن سعود الكبير آل سعود. عبدالله، “استغلال الأزمات، الجماعات الارهابية اليمين المتطرف والجريمة المنظمة في ظل فيروس كورونا“، المجلة العربية للدراسات الأمنية، م(36)، ع(2).
  12. محمد دفع الله القرجي. عثمان، “الغرب وظاهرة الاسلاموفوبيا: المفهوم-النشأة-الأسباب- المظاهر-النتائج“، مجلة معالم الدعوة الاسلامية، ع(7) ، (ديسمبر2014).
  13. جمعة. محمد، “الخطر المتصاعد: هجوم نيوزلاندا وارهاب اليمين المتطرف“، مركز الاهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية،تاريخ التاريخ الإطلاع (25/5/2021)، https://acpss.ahram.org.eg/News/16871.aspx.
  14. فول. مراد، “التدخل الإنساني وحماية الأقليات: دراسة حالة الأقلية العربية في اسرائيل“، المجلة العلمية لجامعة الجزائر، م(6)، ع(11)، (يناير2018).
  15. قبلان. مروان، “صعود اليمين في المانيا: اسبابه، تياراته، مستقبله،الفكر المتطرف، التيارات السياسية، الأحزاب السياسية، التعددية الثقافية“، (الرياض: : مجلة البيان بالسعودية-المركز العربي للدراسات الانسانية بالقاهرة)، (2018).
  16. محمد عبدالمنعم بكر. مروة، “الاعلام الجديد وصعود الأحزاب الشعبوية في أوروبا: دراسة حالة المانيا“، السياسة الدولية، ع(223)، م(56)، (يناير2021).
  17. شفيق علام. مصطفى، “صعود اليمين وإشكالية اللاجئين : جدليات الواقع الغربي (الأحزاب السياسية، الفكر المتطرف، قضية اللاجئين، السياسة الوطنية، التعايش السلمي)“، (الرياض، مجلة البيان بالسعودية – المركز العربي للدراسات الإنسانية بالقاهرة، 2018).
  18. عبده. مصطفى، “تنامي العنصرية وكراهية الأجانب في أوروبا“، مجلة قضايا التطرف والجماعات المسلحة، ع(3)، (مايو2020).
  19. عبد النور. ناجي، “الجاليات المسلمة في أوروبا ومدى اندماجها في العمل السياسي في ظل صعود الأحزاب اليمينية المتطرفة”، الإسلاموفوبيا في أوروبا: الخطاب والممارسة، (بوستي توفيق، بوقتورا اسماعيل، حميداني سليم)، (برلين: المركز الديمقراطي للدراسات الاستراتيجية والسياسية والاقتصادية، 2019.
  20. احمد محمود الدفراوي. نهال، “التطرف اليميني في الغرب“، مجلة كلية التربية في العلوم الإنسانية والادبية، م(24)، ع(3)، (2018).
  21. العابدي. نهى، “اليمين المتطرف في المانيا-الانترنت يسهل من تحويل الأفراد إلى متطرفين“، المركز الأوروبي لدراسة مكافحة الإرهاب والاستخبارات، 2021، تاريخ الإطلاع (25/5/2021)، https://bit.ly/3zY91j9.
  22. كاصد الزيدي. وليد، “واقع الاسلاموفوبيا في أوروبا بعد أحداث 2015 فرنسا نموذجًا“، شؤون عربية، ع(167)، (خريف 2016).
  23. عاطف محمد. يمنى، “صعود أحزاب اليمين المتطرف في أوروبا: دراسة حالة فرنسا في الفترة19842017“، تاريخ الإطلاع (25/1/2021)، https://democraticac.de/?p=62037.
  24. كريم. يوسف، “دور اليمين المتطرف في أمننة الهجرة بأوروبا”، قضايا التطرف والجماعات المسلحة، ع(5)، (مايو2021)، تاريخ الإطلاع (22/6/2021)، مجلة-قضايا-التطرف-والجماعات-المسلحة-العدد-الخامس-أيار-–-مايو-2021.pdf (democraticac.de)

رابعاً الرسائل الجامعية

  1. شوقي ابراهيم بدوي. أحمد، “الاقتصاد السياسي الدولي للسياسات الأوروبية تجاه الهجرة غير الشرعية 2014-2015“، رسالة ماجيستير، (جامعة القاهرة: كلية الاقتصاد والعلوم السياسية، 2018).
  2. بابكر أحمد محمد. أدومة، “أثر الأقليات على الاستقرار السياسي في القرن الافريقي: دراسة حالة قومية العفر“، رسالة ماجيستير، (جامعة النيلين: كلية الدراسات العليا، 2013).
  3. سيدي محمود. خديجتو، “دور الاتحاد الأوروبي في ادارة أزمة اللاجئين دراسة حالة اللاجئين السوريين“، رسالة ماجيستير، (جامعة محمد خيبر بسكرة: كلية الحقوق والعلوم السياسية،2017-2018).
  4. محروس المتولي فرحات. دينا، “تدفق المهاجرين عبر المتوسط: دراسة في مشروعية السياسات الأوروبية تجاه اللاجئين 2011-2016“، رسالة ماجيستير، (جامعة القاهرة: كلية الاقتصاد والعلوم السياسية، 2018).
  5. مجدي محمد محمد علي. زينب، “تأثير الأزمة المالية على صعود أحزاب اليمين المتطرف في دول الاتحاد الأوروبي (2009-2014)“، رسالة ماجيستير، (جامعة القاهرة: كلية الاقتصاد والعلوم السياسية، 2016).
  6. ديلمي. سلمى، “البعد الأمني لمسألة اللجوء في أوروبا دراسة حالة اللاجئين السوريين في أوروبا 20112017“، دراسة ماستر، (جامعة محمد بوضياف: كلية الحقوق والعلوم السياسية،2018).
  7. معابره. عامر، “السياسات الألمانية تجاه اللاجئين من دول الربيع العربي“، رسالة ماجيستير، (جامعة اليرموك: كلية الآداب، 2018).
  8. كريمة. عيسو، عمروش حمامة”، “تصاعد اليمين المتطرف في أوروبا وتأثيره على دول جنوب المتوسط دراسة حالة فرنسا (20102016)“، دراسة ماستر، (جامعة مولود معمري: كلية الحقوق والعلوم السياسية، 2017).
  9. محمود حسين نشوان. كارم، “آليات حماية حقوق الانسان في القانون الدولي لحقوق الانسان“، رسالة ماجيستير، (جامعة الأزهر: كلية الحقوق،2011).
  10. حسني الأشعل. مريم، “العولمة وصعود اليمين المتطرف الشعبوي في أوروبا فرنسا نموذجًا“، دراسة ماستر، (الجامعة اللبنانية: كلية الحقوق والعلوم السياسية والادارية، 2019).
  11. مسعد عبدالعظيم حجازي. وسام، “ظاهرة الخوف من الإسلام (الإسلاموفوبيا) في النظام الدولي بعد الحرب الباردة دراسة في المتغيرات والآثار“، رسالة ماجيستير، (المعهد العالي للدراسات الإسلامية، 2015).

خامساً المراجع الإلكترونية

  1. الحكومة الفرنسية تقر مشروع قانون يستهدف التطرف الاسلامي“، شبكة BBC الإخبارية، 2020، تاريخ الإطلاع (26/6/2021)، https://www.bbc.com/arabic/world-55255320.
  2. العنصرية النازية“، موسوعة الهولوكوست، تاريخ الإطلاع(26/6/2021)، https://bit.ly/35Qjbom.
  3. المانيا أكثر من 1700 اعتداء على اللاجئين ومراكز ايوائهم في 2019“، شبكة DW الإخبارية، 2020، تاريخ الإطلاع(25/5/2021)، https://bit.ly/3A15gtq.
  4. تزايد جرائم حليقو الرؤوس“، جريدة الوطن، 2010، تاريخ الإطلاع (1/6/2021)، https://bit.ly/35Rtjxa.
  5. جماعة “جيل الهوية” الأوروبية المتطرفة التي تحاول منع وصول اللاجئين إلى أوروبا“، شبكة BBC الإخبارية، 2017، تاريخ الإطلاع (25/5/2021)، جماعة “جيل الهوية” الأوروبية المتطرفة التي تحاول منع وصول اللاجئين إلى أوروبا – BBC News عربي.
  6. فرنسا: حل مجموعة “جيل الهوية” اليمينية المتطرفة المناهضة للمهاجرين، شبكة France 24 الإخبارية، 2021، تاريخ الإطلاع(25/5/2021)، https://bit.ly/3zStaYc.
  7. فرنسا: لوبان تقترح منع ابناء المهاجرين غير الشرعيين من التعليم مجانًا”، شبكة France 24 الإخبارية،2016، تاريخ الإطلاع(26/5/2021)،https://bit.ly/2UAQn0C.
  8. فيروس كورونا: نظريات المؤامرة عن الجيل الخامس والشرائح الدقيقة تنتشر عالميا“، شبكة BBCالإخبارية، 2020، تاريخ الإطلاع(25/5/2021)، https://bbc.in/35Pk6VS.
  9. “قتل المدرس الفرنسي: هل هناك أزمة في فرنسا مع الدين الاسلامي؟”، شبكة BBC الإخبارية، 2020م، تاريخ الإطلاع ((23/5/2021، https://www.bbc.com/arabic/inthepress-54644619.
  10. كولونيا تستقبل مؤتمر مناهضاً للاسلام يواجه معارضة شعبية واسعة” شبكة DW الإخبارية، 2008، تاريخ الإطلاع (23/5/2021)، كولونيا تستقبل مؤتمرا مناهضا للإسلام يواجه معارضة شعبية واسعة | سياسة واقتصاد | تحليلات معمقة بمنظور أوسع من DW | DW | 19.09.2008.

ثانيا المراجع باللغة الإنجليزية

Books

  1. Köehler. Daniel, “The German ‘National Socialist Underground (NSU) and Anglo-American Networks: The Internationalisation of Far-Right Terror“,The Post-War Anglo-American Far Right: A Special Relationship of Hate,( Paul Jackson, Anton Shekhovtsov).
  2. Dietor, “Mobilization against refugees and asylum seekers in Germany: A social movement perspective“, protest movements in asylum and deportation, (sieglinde Rosenberger, verena stern and nina merhuat), (Switzerland ,springer, 2018), access date (27/5/2021), doi: https://link.springer.com/content/pdf/10.1007%2F978-3-319-74696-8.pdf
  3. Florian, “Lone Wolves The New Terrorism of Right-wing Single Actors“, (Switzerland: springer international //publishing, 2020), access date (27/5/2021), doi: https://link.springer.com/book/10.1007%2F978-3-030-36153-2
  4. Paula, “The rise of right-wing populism in Europe: A psychoanalytical contribution“, Financial crisis management and democracy, Bettina De souza guliherene, (Switzerland ,Springer,2021), access date (27/5/2021), doi: https://link.springer.com/content/pdf/10.1007%2F978-3-030-54895-7.pdf.

Theses

  1. Jeremy, “The recent rise of the far right in Europe: can it be attributed to the migrant crisis,the European dept crisis euroscepticism, or something else entirely?“, (master’s thesis, Johns Hopkins university,2020).
  2. Jihan, “Europe’s Refugee Crisis Right-wing Populism and Mainstream Cooption in Germany and France“, master’s thesis, (city university of New York: city college of New York, 2017).

Periodicals

  1. Preventing the risk of asylum seekers and refugees, and far right mobilization against asylum seekers, refugees and immigrants“, RAN centre excellence,2020, Access date (25/5/2021), https://bit.ly/3x3BJO2 .
  2. berning. Carl, “Alternative für Deutschland (AfD)-Germany’s new radical right wing populist party“, Institut für Wirtschaftsforschung an der Universität München, München, Vol. 15, 2017.
  3. DANIEL, “Right-Wing Extremism and Terrorism in Europe: Current Developments and Issues for the Future“, Institute for National Strategic Security, National Defense University, vol(6), no(2),(2016).
  4. Nonna, “The radical right in France“, the oxford handbook radical right, Oxford university press, 2019, access date (25/5/202) , https://core.ac.uk/download/pdf/231948844.pdf
  5. Pietro Castelli, Zamponi. Lorenzo,” Politicizing support and opposition to migration in France: the EU asylum policy crisis and direct social activism“, Journal of European Integration,vol(42), No(5), (2020), , access date (27/6/2021), https://www.tandfonline.com/doi/pdf/10.1080/07036337.2020.1792459?needAccess=true.
  6. Selcen, “different manifestations of the rise of far-right in European politics: the case of Germany and Austria”, marmara journal of European studies, vol(22), No(2), 2014.

Articles and News

  1. A .James, “Immigration laws in France“, access date (25/5/2021), https://bit.ly/2T2DAny.
  2. Elodie, “DEFENDING EUROPEAN IDENTITY THE DUBIOUS SIRUGGLE OF GENERATION IDENTITAIRE“, Eyes on Europe, 2018, access date (25/5/2021), https://bit.ly/3vPPSwH.
  3. Gilles,”Overview of extreme right parties in France“, Hal archives ouvertres, 2002, access date (25/5/2021), https://halshs.archives-ouvertes.fr/halshs-00090338.
  4. Nenad, “Nationalism“, The Stanford Encyclopedia of Philosophy, 2020 Edition, access date (2/5/2021), https://plato.stanford.edu/entries/nationalism/.
  5. Tomas, Philipp. Jan, “far right politics in Germany: from fascism to populism“, (January,2018),access date (27/5/2021), Far right politics in Germany: From fascism to populism? | EUROPP (lse.ac.uk).

[1] يمنى عاطف محمد، “صعود أحزاب اليمين المتطرف في أوروبا: دراسة حالة فرنسا في الفترة1984-2017″، متاح على: https://democraticac.de/?p=62037 ، (25/1/2021).

[2] مريم حسني الاشعل، “العولمة وصعود اليمين المتطرف الشعبوي في أوروبا فرنسا نموذجًا”، دراسة ماستر، (الجامعة اللبنانية: كلية الحقوق والعلوم السياسية والادارية، 2019).

[3] “عيسو كريمة، عمروش حمامة”، “تصاعد اليمين المتطرف في أوروبا وتأثيره على دول جنوب المتوسط دراسة حالة فرنسا (2010-2016)”، دراسة ماستر، (جامعة مولود معمري: كلية الحقوق والعلوم السياسية، 2017).

[4] رفيدة رمضان يوسف محمد”،”سياسات الاسلاموفوبيا والحركات المعادية للإسلام PEGIDA نموذجاً في الفترة الزمنية (2014-2016)”،

متاح على:( https://democraticac.de/?p=34239 ،   (25/1/2021

[5] راقدي عبدالله، ” الجيوبوليتيكا الحضارية للتطرف في دول المتوسط”، السياسة الدولية، م(52)، ع(209)، (يوليو2017).

[6] “عامر معابره”، “السياسات الألمانية تجاه اللاجئين من دول الربيع العربي”، رسالة ماجيستير، (جامعة اليرموك: كلية الآداب، 2018).

[7] سمير بن عياش،” التداعيات المحتملة لصعود اليمين المتطرف والشعبوي بالدول الغربية على ضحايا الهجرة القسرية من الدول العربية واندماجهم في المجتمعات المضيفة”، مجلة العلوم الإنسانية، م(31)، ع(3)، (ديسمبر2020).

[8] مصطفى عبده، “تنامي العنصرية وكراهية الأجانب في أوروبا”، مجلة قضايا التطرف والجماعات المسلحة، ع(3)، (مايو2020).

[9] سلمى ديلمي، “البعد الأمني لمسألة اللجوء في أوروبا دراسة حالة اللاجئين السوريين في أوروبا 2011-2017″، دراسة ماستر، (جامعة محمد بوضياف: كلية الحقوق والعلوم السياسية،2018).

[10]اندرو هيود، “مدخل إلى الأيديولوجيات السياسية”، محمد صفار(مترجم)، (القاهرة: المركز القومي للترجمة، 2012)، ص ص182-184.

[11] المرجع السابق، ص ص183، 185.

[12] المرجع السابق، ص 186-187.

[13] المرجع السابق، ص ص188-190، 190-193.

[14] اوموت أوكزوميلري، “نظريات القومية-مقدمة نقدية”، (معين الامام)، (الدوحة، المركز العربي للأبحاث ودراسات السياسات،2013) ص38،36.

[15] المرجع السابق، ص ص71-72.

[16] المرجع السابق، ص73.

[17] المرجع السابق، ص ص73-74.

[18] اوموت أوكزوميلري، “نظريات القومية-مقدمة نقدية”، (معين الامام)، (الدوحة، المركز العربي للأبحاث ودراسات السياسات،2013)،ص ص 75-77.

[19] المرجع السابق، ص ص 78،79.

Nenad Miscevic , “Nationalism”, The Stanford Encyclopedia of Philosophy (Fall 2020 Edition), URL: https://plato.stanford.edu/entries/nationalism/, (2/5/2021).

[21] المرجع سابق، اندرو هيورد، “مدخل إلى الايديولوجيات السياسية”،ص ص197-199.

[22] رابح زغوني، “الاسلاموفوبيا وصعود اليمين المتطرف في أوروبا: مقاربة سوسيوثقافية”، مجلة المستقبل العربي، م(36)، ع(421)، ص 125.

[23] أحمد سليم البرصان، “مفهوم اليمين المتطرفوجذوره الفكرية في الغرب”، (الفكر المتطرف، السياسة الغربية، التطرف القومي، العلاقات الدولية، الدول الغربية)، (الرياض، مجلة البيان السعودية، 2018)، ص 15،16.

[24] نهال احمد محمود الدفراوي، “التطرف اليميني في الغرب”، مجلة كلية التربية في العلوم الإنسانية والادبية، م(24)، ع(3)، (2018)، ص 130.

[25] المرجع السابق، ص130.

[26] عثمان محمد دفع الله القرجي، “الغرب وظاهرة الاسلاموفوبيا: المفهوم-النشأة-الأسباب- المظاهر-النتائج”، مجلة معالم الدعوة الاسلامية، ع(7) ، (ديسمبر2014)، ص 315.

[27] كارم محمود حسين نشوان، “آليات حماية حقوق الانسان في القانون الدولي لحقوق الانسان”، رسالة ماجيستير، (جامعة الأزهر: كلية الحقوق،2011)، ص14.

[28] محمد سبيلا، “الأسس الفكرية لثقافة حقوق الانسان”، (الدار البيضاء، المركز الثقافي العربي،2010)،  ص186،187.

[29] حقوق الانسان، متاح على: https://www.un.org/ar/sections/issues-depth/human-rights/ ، (26/4/2021).

[30] المرجع السابق.

[31] محمد سبيلا، مرجع سابق ، ص 186-188

[32] اللاجئون وطالبي اللجو والمهاجرون، متاح على: https://bit.ly/3h1KiUg، (27/4/2021).

[33] ما هي حقوق الانسان؟، متاح على: https://www.unicef.org/ar/%D9%85%D8%A7-%D9%87%D9%8A-%D8%AD%D9%82%D9%88%D9%82-%D8%A7%D9%84%D8%A5%D9%86%D8%B3%D8%A7%D9%86/%D8%A7%D8%AA%D9%81%D8%A7%D9%82%D9%8A%D8%A9-%D8%AD%D9%82%D9%88%D9%82-%D8%A7%D9%84%D8%B7%D9%81%D9%84 ، (25/1/2021).

[34] المرجع السابق.

[35] مراد فول، “التدخل الإنساني وحماية الأقليات: دراسة حالة الأقلية العربية في اسرائيل”، المجلة العلمية لجامعة الجزائر، م(6)، ع(11)، (يناير2018)، ص 31.

[36] أدومة بابكر أحمد محمد، “اثر الأقليات على الاستقرار السياسي في القرن الافريقي: دراسة حالة قومية العفر”، رسالة ماجيستير، (جامعة النيلين: كلية الدراسات العليا، 2013)، ص18.

[37] المرجع السابق.

[38] حماية اللاجئين في القانون الدولي، متاح على: https://arabrcrc.org/acihl/%D8%AD%D9%85%D8%A7%D9%8A%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D9%84%D8%A7%D8%AC%D8%A6%D9%8A%D9%86-%D9%81%D9%8A-%D8%A7%D9%84%D9%82%D8%A7%D9%86%D9%88%D9%86-%D8%A7%D9%84%D8%AF%D9%88%D9%84%D9%8A/ ، (25/1/2021(.

[39] متاح على موقع الأمم المتحدة: https://refugeesmigrants.un.org/ar/definitions#:~:text=%D9%88%D9%81%D9%82%D9%8B%D8%A7%20%D9%84%D8%A7%D8%AA%D9%81%D8%A7%D9%82%D9%8A%D8%A9%201951%20%D8%A8%D8%B4%D8%A3%D9%86%20%D8%A7%D9%84%D9%84%D8%A7%D8%AC%D8%A6%D9%8A%D9%86,%D8%AA%D8%B9%D8%AF%20%D9%84%D8%AF%D9%8A%D9%87%20%D8%A7%D9%84%D8%B1%D8%BA%D8%A8%D8%A9%20%D9%81%D9%8A%20%D8%B0%D9%84%D9%83%E2%80%9C. ، (25/1/2021).

[40] الاتفاقية الخاصة بوضع اللاجئين، مفوضية الأمم المتحدة السامية لحقوق الانسان، قرار429، (ديسمبر1950)،

متاح على:  https://www.ohchr.org/AR/ProfessionalInterest/Pages/StatusOfRefugees.aspx ،

تاريخ الإطلاع: (26/5/2021).

[41] المرجع السابق.

[42] المرجع السابق.

[43] المرجع السابق.

[44] المرجع السابق.

[45] المرجع السابق.

[46] دينا محروس المتولي فرحات، “تدفق المهاجرين عبر المتوسط: دراسة في مشروعية السياسات الأوروبية تجاه اللاجئين 2011-2016″، رسالة ماجيستير، (جامعة القاهرة: كلية الاقتصاد والعلوم السياسية، 2018).

[47] اللاجئون وطالبي اللجو والمهاجرون، مرجع سابق.

[48] دينا محروس المتولي فرحات، مصدر سابق.

[49] أحمد شوقي ابراهيم بدوي، “الاقتصاد السياسي الدولي للسياسات الأوروبية تجاه الهجرة غير الشرعية 2014-2015″، رسالة ماجيستير، (جامعة القاهرة: كلية الاقتصاد والعلوم السياسية، 2018).

[50] الاتفاقية الدولية لحماية حقوق جميع العمال المهاجرين وأفراد أسرهم

[51] المرجع السابق.

[52] المرجع السابق.

[53] المرجع السابق.

[54] محمد شلبي، المنهجية في التحليل السياسي المفاهيم، المناهج، الاقترابات، والأدوات، الجزائر ،1997، ص ص71-73، 81 -86.

[55] مروان قبلان، “صعود اليمين في المانيا: اسبابه، تياراته، مستقبله”، الفكر المتطرف، التيارات السياسية، الأحزاب السياسية، التعددية الثقافية، العلاقات الدولية، المانيا، (الرياض: : مجلة البيان بالسعودية-المركز العربي للدراسات الانسانية بالقاهرة)، (2018)، ص168.

[56] Tomas nociar, Jan philipp, “far right politics in Germany: from fascism to populism”, (January,2018), p3.

[57] مروان قبلان، مرجع سابق، ص 169.

[58] دويتشه فيله “كولونيا تستقبل مؤتمر مناهضاً للاسلام يواجه معارضة شعبية واسعة”،

متاح على: https://www.dw.com/ar/%D9%83%D9%88%D9%84%D9%88%D9%86%D9%8A%D8%A7-%D8%AA%D8%B3%D8%AA%D9%82%D8%A8%D9%84-%D9%85%D8%A4%D8%AA%D9%85%D8%B1%D8%A7-%D9%85%D9%86%D8%A7%D9%87%D8%B6%D8%A7-%D9%84%D9%84%D8%A5%D8%B3%D9%84%D8%A7%D9%85-%D9%8A%D9%88%D8%A7%D8%AC%D9%87-%D9%85%D8%B9%D8%A7%D8%B1%D8%B6%D8%A9-%D8%B4%D8%B9%D8%A8%D9%8A%D8%A9-%D9%88%D8%A7%D8%B3%D8%B9%D8%A9/a-3657452 ، (23/5/2021).

[59] مروان قبلان، مرجع سابق، ص169.

[60] Carl C.berning, ” Alternative für Deutschland (AfD)-Germany’s new radical right wing populist party”, Institut für Wirtschaftsforschung an der Universität München, München, Vol. 15, Iss. 4, p17.

[61] مروان قبلان، مرجع سابق، ص 169.

[62] Carl C.berning, Op.Cit, p17

[63] باسم راشد، “هل عادت النازية في ثوبها الجديد؟، ص ص3.

[64] مروان قبلان، مرجع سابق، ص 171.

[65] Carl C.berning, Op.Cit, p18.

[66] حنان اليوسفي، “صعود اليمين في فرنسا: النشأة والجذور”، (الفكر المتطرف، التيارات السياسية، السياسة الفرنسية، فرنسا)، (الرياض: مجلة البيان بالسعودية-المركز العربي للدراسات الانسانية بالقاهرة)، (2018)، ص133.

[67]Gilles Ivaldi,”Overview of extreme right parties in France”, Hal archives ouvertres, 2002,p2

[68] Nonna Mayer, “The radical right in France”, the oxford handbook radical right, Oxford university press, 2019. P5. Doi: https://core.ac.uk/download/pdf/231948844.pdf , (accessed may 25,2021).

[69] Gilles Ivaldi, Op.Cit, p2.

[70] Nonna Mayer, Op.Cit, p7.

[71] ibid, p7.

[72] Gilles Ivaldi, Op. Cit, p3.

[73] Nonna Mayer, Op.Cit, p p7-8.

[74] Nonna Mayer, ibid, p8.

[75] حنان اليوسفي، مصدر سابق، ص ص135-137.

[76] عبدالله بن خالد بن سعود الكبير آل سعود، “استغلال الأزمات، الجماعات الارهابية اليمين المتطرف والجريمة المنظمة في ظل فيروس كورونا”، المجلة العربية للدراسات الأمنية، م(36)، ع(2)، ص 165

[77] Seth G.junes, catrina duxee and Nicholas Harrington, “the right wing terrorism threat in Europe”, available at: https://csis-website-prod.s3.amazonaws.com/s3fs-public/publication/Jones_EuropeTerrorism_WEB%20FINAL.pdf?QujAgipQZ97O7HifLbNHKTSWAWHUBJY8 , p5, (25/5/2021).

[78] أمل مختار، “الارهاب الأبيض: الوجه الأخطر للتطرف العنيف”، مركز الأهرام للدرسات الاستراتيجية والسياسية، مركز الدراسات السياسية والاستراتيجية، (مارس2021)، ص5.

[79] محمد جمعة، “الخطر المتصاعد: هجوم نيوزلاندا وارهاب اليمين المتطرف”، مركز الاهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، متاح على
https://acpss.ahram.org.eg/News/16871.aspx ، (25/5/2021).

[80] أمل مختار، ص 7.

[81] Seth G.junes, catrina duxee and Nicholas Harrington, op.cit, p6

[82]Ibid ,p 7.

[83] أمل مختار، مصدر سابق، ص6.

[84] Daniel Köehler, “The German ‘National Socialist Underground (NSU)’ and Anglo-American Networks: The Internationalisation of Far-Right Terror”,The Post-War Anglo-American Far Right: A Special Relationship of Hate,( Paul Jackson, Anton Shekhovtsov),p p132-131.

[85] أمل مختار، مصدر سابق، ص 6.

[86] Elodie thevenin, DEFENDING EUROPEAN IDENTITY THE DUBIOUS SIRUGGLE OF GENERATION IDENTITAIRE, available at: https://bit.ly/3vPPSwH ,(25/5/2021).

[87] فرنسا حل مجموعة “جيل الهوية “اليمينية المتطرفة المناهضة للمهاجرين،

متاح على، https://bit.ly/3zStaYc ، (25/5/2021).

[88] Seth G.junes, catrina duxee and Nicholas Harrington, op,cit.p9.

[89] Florian hartleb, “lone wolves the new terrorism of right-wing single actors”, (Switzerland: springer international publishing, 2020), p139, doi: https://link.springer.com/book/10.1007%2F978-3-030-36153-2 , (accessed: may27, 2021).

[90] Daniel Köehler,(op.cit, p.124,129).

[91](ibid, p125-126).

[92] ( ibid, p126).

[93] (ibid, p127).

[94] Daniel Köehler,(p128,ibid).

[95] يوسف كريم، “دور اليمين المتطرف في أمننة الهجرة بأوروبا”، قضايا التطرف والجماعات المسلحة، ع(5)، (مايو2021)، 13-14، متاح على: https://democraticac.de/wp-content/uploads/2021/05/%D9%85%D8%AC%D9%84%D8%A9-%D9%82%D8%B6%D8%A7%D9%8A%D8%A7-%D8%A7%D9%84%D8%AA%D8%B7%D8%B1%D9%81-%D9%88%D8%A7%D9%84%D8%AC%D9%85%D8%A7%D8%B9%D8%A7%D8%AA-%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%B3%D9%84%D8%AD%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%AF%D8%AF-%D8%A7%D9%84%D8%AE%D8%A7%D9%85%D8%B3-%D8%A3%D9%8A%D8%A7%D8%B1-%E2%80%93-%D9%85%D8%A7%D9%8A%D9%88-2021.pdf ، (22/6/2021).

[96] مريم حسن الأشعل، ص63.

[97] زينب مجدي محمد محمد علي، “تأثير الأزمة المالية على صعود أحزاب اليمين المتطرف في دول الاتحاد الأوروبي (2009-2014)، رسالة ماجيستير، (جامعة القاهرة: كلية الاقتصاد والعلوم السياسية، 2016)، ص ص 77-79.

[98] مريم حسن الأشعل، مصدر سابق، ص63.

[99] زينب مجدي محمد محمد علي، مصدر سابق، ص ص 88-89.

[100] يمنى عاطف، مصدر سابق.

[101] زينب مجدي محمد محمد علي، مصدر سبق ذكره، ص 80.

[102] المرجع السابق، ص80-81.

[103] مريم حسن الأشعل، مصدر سابق، ص66.

[104] المرجع السابق، ص66.

[105] زينب مجدي محمد محمد علي، مصدر سابق، ص ص87-88.

[106] المرجع السابق، ص 89.

[107] مصدر نفسه، ص ص89-90.

[108] مروة محمد عبدالمنعم بكر، “الاعلام الجديد وصعود الأحزاب الشعبوية في أوروبا: دراسة حالة المانيا”، السياسة الدولية، ع(223)، م(56)، (يناير2021)، ص59.

[109] ريناس بنافي، مصدر سابق.

[110] مروة محمد عبدالمنعم بكر، مصدر سابق، ص59.

[111] Selcen oner, “different manifestations of the rise of far-right in European politics: the case of Germany and Austria”, marmara journal of European studies, vol(22), No(2), 2014, p92.

[112] ريناس بنافي، مصدر سابق.

[113] Jeremy lee, “The recent rise of the far right in Europe: can it be attributed to the migrant crisis,the European dept crisis euroscepticism, or something else entirely?, (master’s thesis, Johns Hopkins university,2020), p9.

[114] Selcen oner, (op.cit. p.91).

[115] Paula sandira, “The rise of right-wing populism in Europe: A psychoanalytical contribution”, Financial crisis management and democracy, Bettina De souza guliherene, (Switzerland ,Springer,2021), p p228-229, doi: https://link.springer.com/content/pdf/10.1007%2F978-3-030-54895-7.pdf ,(accessed may23, 2021).

[116] ريناس بنافي، “صعود اليمين المتطرف الأسباب والتداعيات:دراسة تحليلية”، متاح على: https://democraticac.de/?p=46400 ، (23/5/2021).

[117] يمنى عاطف، مصدر سابق.

[118] مروة محمد عبدالمنعم بكر، مصدر سابق، ص59

[119] يمنى عاطف مصدر سابق.

[120] ريناس بنافي، مرجع سابق.

[121] المرجع السابق.

[122]  يمنى عاطف، مرجع سابق.

[123] مروة محمد عبدالمنعم بكر، مرجع سابق، ص60.

[124] آلان إتش جودمان وآخرون، “الاعراق البشرية هل نحن حقًا على هذا القدر من الاختلاف؟”، (شيماء طه الريدي وهبه عبد المولي)، (المملكة المتحدة، مؤسسة هنداوي سي آي سي،2019)، ص ص 70،75،76، متاح على: https://bit.ly/3qqRz2o ،(23/5/2021).

[125] تشارلز داروين، “أصل الانواع “، (اسماعيل مظهر)، (المملكة المتحدة، مؤسسة هنداوي سي آي سي، 2018)، ص 19، متاح على: https://bit.ly/3qoKr6M ، (23/5/2021).

[126] العنصرية النازية، متاح على: https://bit.ly/35Qjbom ،(26/6/2021).

[127] أمل مختار، مصدر سابق، ص4.

[128] المرجع السابق، ص 4.

[129] المرجع السابق، ص3.

[130] “بريتون تارانت الاستبدال العظيم”، (ترجمة:معتز زاهر)، المعهد المصري للدراسات، (ابريل،2019)، ص ص2-3، متاح على: https://bit.ly/2T54ECj ، (23/5/2021)

[131] أمل مختار، مصدر سابق، ص4.

[132] المرجع السابق، ص 5.

[133] المرجع السابق، ص4.

[134] عبدالله بن خالد بن سعود الكبير آل سعود، مصدر سابق، ص 165.

[135] كيف يستغل اليمين المتطرف وباء فيروس كورونا للتمدد في أوروبا والولايات المتحدة؟،

متاح على الرابط التالي: https://bit.ly/3cZXBll ، (25/5/2021).

[136] عبدالله بن خالد بن سعود الكبير آل سعود، مصدر سابق، ص166.

[137] جاك غودمان وفلورا كارمايكل، “فيروس كورونا نظريات المؤامرة عن الجيل الخامس والشرائح الدقيقة تنتشر عالمياً،

متاح على: https://bbc.in/35Pk6VS ، (25/5/2021).

[138] عبدالله بن خالد بن سعود الكبير آل السعود، مرجع سابق ، ص166.

[139] المرجع السابق، ص167،168.

[140] أمل مختار، مصدر سابق، ص3.

[141] نهى العابدي، اليمين المتطرف في المانيا-الانترنت يسهل من تحويل الأفراد إلى متطرفين، متاح على: https://bit.ly/3zY91j9 ، (23/3/2021).

[142] أمل مختار، مصدر سبق ذكره، ص3.

[143] Daniel Köehler, (op,cit.p.132)

[144] تزايد جرائم حليقو الرؤوس، متاح على: https://bit.ly/35Rtjxa ، (1/6/2021).

[145] أمل مختار، مصدر سابق، ص3.

[146] جيل الكراهية (فيلم وثائقي)، وحدة التحقيقات في شبكة الجزيرة،( 2019، قطر، 2021).

[147] محمد جمعة، مصدر سابق.

[148] ريما موسي، “ارهاب الذئاب المنفردة”، المركز الديمقراطي الغربي للدراسات الاستراتيجية والسياسية والاقتصادية، ع(5)، (مايو،2021)،  ص ص67-68.

[149] Florian hartleb, (op.cit. p p45-46).

[150] المرجع السابق، ص ص 68-96.

[151] خديجتو سيدي محمود، “دور الاتحاد الأوروبي في ادارة أزمة اللاجئين دراسة حالة اللاجئين السوريين”، رسالة ماجيستير، (جامعة محمد خيبر بسكرة: كلية الحقوق والعلوم السياسية،2017-2018)، ص ص78، 82-83.

[152] عامر معابره، مصدر سابق، ص ص 130-131.

[153] اليمين المتطرف ومدى تأثيره على سياسة الهجرة واللجوء، مصدر سابق، ص 2.

[154] ياسمين أيمن محمد عبدالله، مصدر سابق.

[155] ليمين المتطرف ومدى تأثيره على سياسة الهجرة واللجوء، مصدر سابق، ص ص 2-4.

[156] Sakina abushi and Gotz nordbruch, (Op.Cit. p10).

[157]المانيا أكثر من 1700 اعتداء على اللاجئين ومراكز ايوائهم في 2019، متاح على: https://bit.ly/3A15gtq ، (25/5/2021).

[158] اليمين المتطرف ومدى تأثيره على سياسة الهجرة واللجوء، مصدر سابق، ص4.

[159] مصطفى شفيق علام، “صعود اليمين وإشكالية اللاجئين : جدليات الواقع الغربي”، (الأحزاب السياسية، الفكر المتطرف، قضية اللاجئين، السياسة الوطنية، التعايش السلمي)، (الرياض، مجلة البيان بالسعودية – المركز العربي للدراسات الإنسانية بالقاهرة، 2018) ص 272.

[160] اياد صلاح شاكر، “ظاهرة الخوف من الاسلام(الاسلاموفوبيا) في الغرب”، (بيروت: دار الكتب العلمية، 2019)، ص ص 162-163، متاح على: https://bit.ly/3A1OgDs ،(25/5/2021).

[161] تقرير منظمة العفو الدولية للعام 2015/2016 حالة حقوق الإنسان في العالم، ص80، متاح على: https://www.amnesty.org/download/Documents/POL1025522016ARABIC.PDF، تاريخ الإطلاع(25/5/2021).

[162] تقرير منظمة العفو الدولية للعام 2017/2018حالة حقوق الإنسان في العالم، ص85، تاريخ الإطلاع(25/5/2021).

[163]  Pietro Castelli Gattinara and Lorenzo Zamponi,” Politicizing support and opposition to migration in France: the EU asylum policy crisis and direct social activism”, Journal of European Integration,vol(42), No(5), (2020), p629, available at: https://www.tandfonline.com/doi/pdf/10.1080/07036337.2020.1792459?needAccess=true ,(27/6/2021)

[164]A .James, “Immigration laws in France “, available at”: https://bit.ly/2T2DAny , (25/5/2021).

[165] Pietro Castelli Gattinara and Lorenzo Zamponi, (Op. cit. p.630).

[166] “preventing the risk of asylum seekers and refugees, and far right mobilization against asylum seekers, refugees and immigrants”, Ran centre excellence, p10, available at: https://bit.ly/3x3BJO2 .

[167] اليمين المتطرف ومدى تأثيره على سياسة الهجرة واللجوء، ملفات المركز الأوروبي، مصدر سبق ذكره، ص ص6-7

[168] المرجع السابق، ص ص6، 8،9.

[169] مصطفى شفيق علام، مصدر سابق، ص 272.

[170] جماعة جيل الهوية الأوروبية اليمينية المتطرفة التي تحاول منع وصول اللاجئين إلى أوروبا،

متاح على: https://www.bbc.com/arabic/middleeast-40850323 ، (25/5/2021)

[171] Jihan abdalaa, “europe’s refugee crisis right-wing populism and mainstream cooption in Germany and France”, master’s thesis, (city university of new York: city college of new York, 2017), p p51-52.

[172] Dietor rucht, “mobilization against refugees and asylum seekers in Germany: A social movement perspective”, protest movements in asylum and deportation, (sieglinde Rosenberger, verena stern and nina merhuat), (Switzerland ,springer, 2018), p231, doi: https://link.springer.com/content/pdf/10.1007%2F978-3-319-74696-8.pdf , (accessed: May 27, 2021).

[173] نينا فيدل، “حول صناعة سلفية المانية النشأة، التطور، النشاط، الدعوى للحركات السلفية في المانيا”، (أحمد محمود طه عبدالوهاب)، (بيروت، مركز نماء للبحوث والدراسات، ط1، 2017)، ص 152-154.

[174] وسام مسعد عبدالعظيم حجازي، “ظاهرة الخوف من الإسلام (الإسلاموفوبيا) في النظام الدولي بعد الحرب الباردة دراسة في المتغيرات والآثار”، رسالة ماجيستير، (المعهد العالي للدراسات الإسلامية، 2015)، ص182.

[175] DANIEL KOEHLER, “Right-Wing Extremism and Terrorism in Europe: Current Developments and Issues for the Future”, Institute for National Strategic Security, National Defense University, vol(6), no(2),(2016 ), p96

[176] DANIEL KOEHLER, (p96,ibid).

[177] [177] Dietor rucht, (op. cit.  p p229. 235)

[178] المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان، (يونيو2018)،ص ص3-4، متاح على: https://euromedmonitor.org/uploads/reports/refugees-arabic.pdf ، تاريخ الإطلاع(26/5/2021).

[179]  المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان، مصدر سابق، ص ص4.

[180] Jihan abdalaa, (op. cit. p.64)

[181] Jihan abdalaa, (p.64, ibid).

[182] ناجي عبد النور، “الجاليات المسلمة في أوروبا ومدى اندماجها في العمل السياسي في ظل صعود الأحزاب اليمينية المتطرفة”، الإسلاموفوبيا في أوروبا: الخطاب والممارسة، (بوستي توفيق، بوقتورا اسماعيل، حميداني سليم)، (برلين: المركز الديمقراطي للدراسات الاستراتيجية والسياسية والاقتصادية، 2019)،  ص152.

[183] ناجي عبد النور، المرجع السابق، ص ص 152-153.

[184] بومدين طاشمه، المرجع السابق، ص ص 161-163.

[185] وسام مسعد عبدالعظيم، مرجع سابق، ص132.

[186] Jihan abdalaa, (op. cit. p65)

[187] فرنسا: لوبان تقترح منع ابناء المهاجرين غير الشرعيين من التعليم مجانًا، متاح على: https://bit.ly/2UAQn0C ، (26/5/2021).

[188] وسام مسعد عبدالعظيم حجازي، مصدر سبق ذكره، ص 133.

[189] محمد عبدالله ولد المرواني، “فرنسا التي رأيت”، (برلين: المركز الديمقراطي للدراسات الاستراتيجية والسياسية والاقتصادية، الطبعة الأولى،2017)، ص ص299.

[190] محمد عبدالله ولد المرواني، مرجع  نفسه، ص ص299-303.

[191] محمد عبدالله ولد المرواني، “فرنسا التي رأيت”، المرجع السابق،  ص61، 64.

[192] وليد كاصد الزيدي، “واقع الاسلاموفوبيا في أوروبا بعد أحداث 2015 فرنسا نموذجًا”، شؤون عربية، ع(167)، (خريف 2016)، ص ص 176-177.

[193] قتل المدرس الفرنسي: هل هناك أزمة في فرنسا مع الدين الاسلامي؟،

متاح على: ( https://www.bbc.com/arabic/inthepress-54644619 ، ((23/5/2021

[194]  الحكومة الفرنسية تقر مشروع قانون يستهدف التطرف الاسلامي،

متاح على: .( https://www.bbc.com/arabic/world-55255320 ،

[195] المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان، مصدر سابق، ص7.

[196] الأمم المتحدة، الممثل السامي لتحالف الحضارات يدين بشدة اعمال الكراهية ضد المسلمين في غرب فرنسا”، متاح على: https://news.un.org/ar/story/2021/04/1074402 ، تاريخ الإطلاع(26/5/2021).

 

.

رابط المصدر:

https://democraticac.de/?p=77522

حول الكاتب

مقالات ذات صله

الرد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

W P L O C K E R .C O M