كتاب علم الاجتماع والتاريخ

ليس علماء الاجتماع والمورخون دوماً أفضل المتعايشين مع بعضهم، لكنهم بالفعل متفقون متعايشون، بمعنى أن كلا فرعي المعرفة مع الأنثروبولوجيا الاجتماعية تهتم جميعها بالمجتمعات ككل وبالمجال الكامل للتصرف البشري. ويمكن تعریف علم الاجتماع على أنه دراسة المجتمع البشري مع التأكيد على التعميم حول تركيبته، ويمكن تعريف التاريخ على أنه دراسة المجتمعات البشرية مع التأكيد على الفروقات بينها وعلى التغيرات التي حصلت في كل منها مع الزمن، والمنهجان كما يتضح مكملان لبعضهما بعضا.
وبمقارنة مجتمع ما مع المجتمعات الأخرى نستطيع أن نكتشف المجالات التي ينفرد بها هذا المجتمع، وكل من هذين العلمين يمكن أن يساعد الآخر و التحرر من نوع من ضيق الأفق في التفكير. فالمؤرخون يخاطرون بضيق الأفق بأكثر من المعنى الحرية، وكونهم متخصصون في منطقة أو فترة ما، فإنهم قد يعتبرون أبرشيتهم، كمنطقة فريدة من نوعها، وليس اتحادا فريدا للعناصر التي لكل منها مثيل له مكان ما. ويعاني علماء الاجتماع من ضيق الأفق بأكثر من المعنى المجازي، ضيق أفق في الزمان، أكثر منه في المكان، عندما يكون ما يخص مجتمعأ ما على أساس الخبرة المعاصرة وحدها، أو عندما يناقشون التغيير الاجتماعي على مدى ثلاثين عاما دون النظر إلى العمليات طويلة المدى.
رابط المصدر:

حول الكاتب

مقالات ذات صله

الرد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

W P L O C K E R .C O M