كيف تستفيد المنظّمات الإرهابيّة من حرب أوكرانيا؟

خلدون زين الدين
ألِفُ باء الفكر الإرهابي قائم على: ضعف الحوكمة، انعدام الأمن الغذائي، الفساد والفقر. هي “المُحفّز” الأساس لمجموعات إرهابية عابرة حدودَ الدول ومتغلغلة داخلها. “داعش”، “بوكو حرام”، “حركة الشباب” الصومالية وجماعات إرهابية أخرى حاضرة بقوة في الصورة… فكيف تستفيد جميعاً من حرب أوكرانيا؟ “النهار العربي” سأل مدير المركز الأوروبي لدراسات مكافحة الإرهاب والاستخبارات في ألمانيا جاسم محمد.
…بلا شك، مع استمرار العملية العسكرية في أوكرانيا، تنشغل الحكومات وأجهزة الاستخبارات بالحرب، “لذلك هناك احتمال لاستغلال الجماعات المتطرفة بكل أنواعها الظروف، سواء الإسلاموية المتطرفة الجهادية منها، أم الجماعات اليمينية المتطرفة النازية”، يقول محمد. “الجماعات هذه تستغل حرب أوكرانيا في موضوعات عدة، بينها انشغال الحكومات، وكذلك هي تستفيد من فبركة الأخبار والتضليل الإعلامي؛ فخلال الحروب، وخلال الفوضى، تنشط، ويمكن أن تكون فبركة الأخبار والتضليل الإعلامي لمصلحتها”، يتابع.
هل يمكن أن تظهر نقاط ضعف تستغلها الجماعات الإرهابية، وأين؟ نسأل فيجيب: “رغم استمرار حرب أوكرانيا، أجد أن الحكومات الأوروبية مثلاً لديها حَوْكَمَة لرصد الجماعات المتطرفة، من هنا، نلاحظ أنه في أوروبا، لم تكن هناك حوادث إرهابية، سواء كانت يمينية أم متطرفة، لكن يمكن أن تظهر الجماعات الإرهابية في مناطق أخرى، مثلاً، في دول الساحل الأفريقي، حيث لاحظنا حضور تنظيم داعش. في شمال أفريقيا أيضاً، لاحظنا حضوره في ليبيا المنشغلة بمفاوضات سياسية وقضايا أخرى. سوريا والعراق أيضاً وأيضاً شهدت عمليات إرهابية، لكن إلى حد الآن، نلاحظ عدم وجود عمليات نوعية بقدر ما هي عمليات روتينية (…)”.
الفوضى في أوكرانيا من شأنها استقطاب الجماعات المتطرفة، يقول محمد، وهي تساعد على إعادة الاتصال بين شبكات الجماعات المتطرفة بكل أطيافها. كما تسمح للجماعات المتطرفة بالحصول على السلاح والخبرة وإعادة تنظيم نفسها، وتنفيذ عمليات إرهابية. أفريقيا هنا، معرّضة أكثر من بقية دول العالم، يقول، أما في أوروبا، فالخطر الماثل الآن هو  وجود جماعات متطرفة عند أبوابها. “يُعد هذا تهديداً قائماً، لكن حوكمة الدول الأوروبية تُقلل من حدوث عمليات إرهابية”.
تحذير
قائد القوات الأميركية في أوروبا وأفريقيا، كريستوفر كافولي، حذّر من ازدياد قوة التنظيمات الإرهابية في أجزاء مختلفة من العالم. الرجل مرشح لتولي مهام القائد الأعلى لقوات الناتو. في شهادة له أخيراً أمام مجلس الشيوخ، ربط بين الإرهاب وحرب أوكرانيا. ركّز على جهود موسكو لمنع شحنات الحبوب من مغادرة أوكرانيا، قائلاً، إنه في مرحلة ما، يمكن للجيش الأميركي المشاركة في محاولة لضمان استئناف الصادرات من أوكرانيا، من دون إيضاح كيفية القيام بذلك، مكتفياً بالقول: “هناك عدد من وسائل النقل، وسنضطر لاستخدامها للالتفاف على العراقيل الروسية”.
“لا خطط لاستخدام الجيش الأميركي، أو المصادر أو الأصول العسكرية، للمساعدة في نقل الحبوب خارج أوكرانيا”، قال المتحدث باسم البنتاغون جون كيربي. كل ما في الأمر هو “مناقشات تجري مع الشركاء الدوليين حول أفضل السبل لمعالجة الأمر”، قال.
 
ابتزاز
تعتبر أوكرانيا أكبر مصدّر لزيت عباد الشمس في العالم، ورابع أكبر مصدّر للذرة، وخامس أكبر مصدّر للقمح. من هنا، يتهم مسؤولون غربيون موسكو باستخدام الطعام كشكل من أشكال الابتزاز. البحرية الروسية “تُسيطر بفعّالية على كل حركة المرور في الثلث الشمالي من البحر الأسود، وفقاً لتقديرات المخابرات الأميركية”. “واشنطن بوست” نقلت ذلك.
موسكو تشترط رفع العقوبات على الصادرات الروسية والمعاملات المالية، للسماح للسفن بنقل الحبوب الأوكرانية وتجنب أزمة غذاء عالمية. وزير الخارجية الأوكراني دميترو كوليبا ندد بهذا الاقتراح، مُعتبراً أنه “ابتزاز”، داعياً إلى “وقف الصادرات الروسية باستثناء بعض المنتجات الأساسية التي يحتاج إليها العالم”. توازياً، دانت وزيرة الخارجية البريطانية ليز تروس، موسكو لمحاولتها “فرض فدية على العالم”، ودعت بوتين إلى إنهاء الحصار، رافضة فكرة رفع العقوبات، وقالت إن “أي استرضاء” لن يؤدي إلا إلى جعل الزعيم الروسي “أقوى على المدى الطويل”.
.
رابط المصدر:

حول الكاتب

مقالات ذات صله

الرد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

W P L O C K E R .C O M