مستقبل العلاقة بين القاعدة وطالبان وداعش بعد مقتل أيمن الظواهري

احمد سلطان

 

أعاد إعلان الرئيس الأمريكي جو بايدن مقتل أيمن الظواهري، أمير تنظيم القاعدة، في الحي الدبلوماسي بالعاصمة الأفغانية كابل، أوائل شهر أغسطس/ آب الجاري، تسليط الضوء على العلاقات والروابط بين حركة طالبان، التي تُسيطر على مقاليد السلطة في أفغانستان، وتنظيم القاعدة الموصوف بأنه الحليف التاريخي للحركة.

وكشفت عملية استهداف “الظواهري” التي جرت بعد نحو عام من الانسحاب الأمريكي من أفغانستان (تم بموجب اتفاق الدوحة المبرم في فبراير/ شباط 2020 وينص على عدم سماح حركة طالبان لأي فرد من طالبان أو الجماعات الأخرى بما فيها تنظيم القاعدة باستخدام الأراضي الأفغانية لتهديد أمن الولايات المتحدة وحلفائها وكذلك عدم استضافة أو تدريب أو تمويل أي مقاتلين من تلك الجماعات)، أن الحركة الأفغانية لم تلتزم بنصوص الاتفاق المبرم مع الولايات المتحدة، بل واستضافت أمير تنظيم القاعدة، المصنف من قبل واشنطن بأنه أخطر قادة التنظيمات الإرهابية، وهو ما يعد خرقًا لاتفاق الدوحة، بتعبير وزارة الخارجية الأمريكية.

وتطرح تلك التطورات تساؤلات عن حقيقة العلاقة بين حركة طالبان وتنظيم القاعدة، في ظل إصرار الأولى على إنكار وجود أي علاقات مع التنظيم أو استضافتها لقائده المقتول أيمن الظواهري، وكذلك تجدد الحديث عن مستقبل الحركة الجهادية المعولمة والعلاقات بين قطبيها المتنافسين: (تنظيمي القاعدة وداعش).

طالبان والقاعدة.. علاقات تاريخية ملتبسة

وتعد مسألة العلاقات بين تنظيم القاعدة وحركة طالبان الأفغانية واحدة من المسائل الملتبسة لدى العديد من الدوائر المهتمة بدراسة الحركات المسلحة والإرهاب، إذ يسود اعتقاد لدى غالبية تلك الدوائر أن التنظيم والحركة بينهما تحالف وتعاون قديم، وأن طالبان، بكامل مكونتها، وفرت ملاذًا آمنًا لقادة تنظيم القاعدة عندما غادر زعيمه المؤسس أسامة بن لادن ورفاقه السودان، عام 1996، وهو ما يحتاج لإعادة نظر.

ويُوضح التدقيق في الوقائع التاريخية أن حركة طالبان ليست تيارًا واحدًا بل عدة تيارات تضم طلبة المدارس الشرعية والكومندنات (كما يُطلق عليهم)، وأمراء الحرب.. إلخ، كما أنها لم تستضف في بادئ الأمر أسامة بن لادن وتنظيمه، وإنما استضافهم الملا محمد يونس خالص، أحد قادة ما يُعرف بالجهاد الأفغاني وهو زعيم قبلي منشق عن الحزب الإسلامي (جماعة الإخوان)، قبل أن تنتقل مسؤولية إيواء أفراد القاعدة إلى حركة طالبان، أواخر تسعينيات القرن الماضي، بناءً على تفاهم بين الملا يونس خالص وقادة طالبان، وهذا التفاهم جرى عقده بموجب الأعراف القبلية الأفغانية، حسبما أكده المنظر الجهادي الشهير أبو مصعب السوري في سلسلته الصوتية الصادرة عام 1998 بعنوان: “أفغانستان والطالبان ومعركة الإسلام اليوم”.

وتباين موقف قادة حركة طالبان، بشكل واضح، من تنظيم القاعدة ففي حين أبدى تيار من الحركة على رأسه الملا إحسان الله إحسان، الرجل الثالث في طالبان ومحافظ البنك المركزي حتى عام 1997 (قُتل في معركة مزار شريف- 1997)، وشبكة حقاني دعمهم لنهج الجهاد المعلوم الذي يتبناه تنظيم القاعدة، رفضت مكونات أخرى من حركة طالبان- تُعرف بتيارات طالبان الوطنية (القُطرية)- منها تيار الملا محمد حسن آخوند، رئيس الوزراء الأفغاني الحالي، ومجموعة المكتب السياسي للحركة إيواء مقاتلي التنظيم، بحجة أنهم مقاتلون عرب يتبنون أيديولوجيا وهابية (سلفية جهادية) تتناقض مع فكر الديوبندية الذي تعتنقه “طالبان”، فضلًا عن أنهم دعموا خصوم الحركة من جماعة الإخوان وغيرهم كقلب الدين حكمتيار، وعبد رب الرسول سياف، وبرهان الدين رباني.

وتعزز موقف التيار الرافض لتنظيم القاعدة داخل حركة طالبان، على مدار السنوات التالية، وخاصةً بعد مهاجمة التنظيم لسفارات الولايات المتحدة الأمريكية في كينيا وتنزانيا عام 1998، وفي أعقاب هجمات 11 سبتمبر/ أيلول 2001، وفي المرة الأولى عرضت قيادة الحركة على واشنطن أن يتم إبقاء أسامة بن لادن ومقاتلي القاعدة في أفغانستان تحت رقابة دولية لصيقة، أو تقديمه لمحاكمة مستقلة تتكون من 3 دول من بينها أفغانستان والسعودية ودولة ثالثة، لكنها رفضت تسليمه مباشرة للولايات المتحدة بحجة عدم وجود اتفاقية لتسليم المجرمين بين طالبان وواشنطن، وعقب تنفيذ هجمات 11 سبتمبر، والتي تمت دون موافقة الملا عمر قررت طالبان إخراج المقاتلين العرب بالكامل من أفغانستان ومن الحدود الأفغانية الباكستانية، وفقًا لرسالة سابقة ضمن مراسلات آبوت آباد كتبها أنس السبيعي، القيادي بالقاعدة، لزعيم التنظيم أسامة بن لادن.

وخلال مرحلة إعادة تجميع حركة طالبان، في أعقاب الغزو الأمريكي لأفغانستان، صعد رموز تيار طالبان الوطنية (وفي القلب منه مجموعة مجلس شورى كويته، ومنهم الملا أختر منصور، أمير طالبان السابق، والملا هبة الله آخوند زاده، زعيم الحركة الحالي) داخل الهيكل القيادي للحركة، وأصبح هذا التيار المتحكم الفعلي فيها وقام هذا التيار بحركة إبعاد وتصفيات داخلية لمنافسيه من تيار الحركة الداعم لتنظيم القاعدة والجهاد المعلوم، وهو ما عبّر عنه أسامة بن لادن في أحد رسائله لأيمن الظواهري، عام 2008، حينما قال إن اغتيال الملا داد الله (ذّباح طالبان) بداية لتصفية التيار الجهادي الصادق في الحركة ومقدمة لسفك دماء عناصر القاعدة، على حد تعبيره.

طالبان والقاعدة.. بعد اتفاق الدوحة والانسحاب الأمريكي

ونجح هذا التيار في الحفاظ على التماسك الداخلي للحركة وقمع حركات الانشقاق، قبل الانسحاب الأمريكي من أفغانستان، غير أن التباينات بدأت تظهر رويدًا رويدًا، بعد سيطرة طالبان على الحكم في أفغانستان، منذ أغسطس/ آب 2021، وتكمن أهمية تلك التباينات في أنها تُشكل أحد المحددات الرئيسية في علاقة الحركة بتنظيم القاعدة.

ففي غضون تلك الفترة، سعى حلفاء القاعدة من شبكة حقاني (الداعمة للجهاد المعولم) للاستيلاء على الوزارات والمؤسسات الهامة في البلاد بما فيها الداخلية، والاستخبارات، والإدارة المختصة بإصدار جوازات السفر والهويات.. إلخ، وحاولوا السيطرة على الجيش خلال تعيين الحاج مالي خان، والد زوجة سراج الدين حقاني نائبًا لرئيس أركان الجيش، وكذلك عززوا صلاتهم بتنظيم القاعدة لتستفيد الشبكة منه، فآوت مقاتلين من تنظيم القاعدة في شبه القارة الهندية، ووفرت ملاذات لعناصر القاعدة المركزي (قاعدة خراسان) في مناطق أفغانية عدة تمتد من ولاية زابل (شمال) وحتى ولاية كونر (شرق)، كما استضافت مجموعة من قادة القاعدة البارزين كأيمن الظواهري، الذي أقام في أحد المنازل المملوكة لأحد مساعدي سراج حقاني، وعبد الحكيم المصري، وأبو إخلاص المصري وهما قائدان عسكريان بارزان للقاعدة في ولاية كونر.

وانتقل العشرات من مقاتلي القاعدة إلى مناطق جنوب وشرق أفغانستان وخاصةً في ولايتي فراه وهيرات، محاولين إنشاء وجود للتنظيم في تلك المناطق، لكن يبدو من المعلومات المتوافرة عن نشاط القاعدة هناك أن قدراته العملياتية لا تزال محدودة وأن نشاطه الحالي، الذي يتم بدعم ورعاية من شبكة حقاني، هدفه إعادة بناء قدرات التنظيم وإعادته إلى المنافسة على قيادة الحركة الجهادية المعولمة، إضافةً للإعداد لشن هجمات إرهابية خارج حدود أفغانستان.

وعلى الجهة الأخرى، عمل تيار طالبان الوطنية (أبرز رموزه حاليًا الملا محمد حسن آخوند، رئيس الوزراء الأفغاني، والملا عبد الغني بردار النائب الأول لرئيس الوزراء، والملا محمد فاضل مظلوم، نائب رئيس أركان الجيش)، لتقويض نفوذ شبكة حقاني وأجهض هذا التيار تصعيد “سراج حقاني” لمنصب نائب رئيس الوزراء، كما تم إلقاء القبض على مولوي علم جول حقاني (عم سراج حقاني، وشقيق جلال حقاني مؤسس الشبكة)، بتهم فساد مالي وأخلاقي وذلك حسب تقرير صادر عن مجلس الأمن الدولي في أبريل/ نيسان 2022.

ويبدو من العرض السابق أن كل تيار من تيارات حركة طالبان يسعى لتعزيز نفوذه على حساب التيار الآخر، وأن التماسك الداخلي الذي ميز الحركة على مدار سنوات الغزو الأمريكي تمت خلخلته بعض الشيء، ومن الواضح أن هذا التدافع الداخلي في الحركة الأفغانية يؤثر على عملية إعادة تموضع القاعدة في أفغانستان، وهو ما تدركه قيادة التنظيم جيدًا، لذا سعت إلى دعم تيار شبكة حقاني ومهاجمة خصومها، كما فعل أيمن الظواهري، في نوفمبر/ تشرين الثاني 2021، عندما انتقد سعي قيادة الحركة للانضمام إلى منظمة الأمم المتحدة وتخليها عن نهج الجهادية العالمية.

وتُرجح مصادر مطلعة على حركة طالبان أن عملية اغتيال أيمن الظواهري، تمت في إطار هذه التدافعات الداخلية، لترجيح كفة تيار طالبان الوطنية على تيار الجهادية العالمية، وتقديم الحركة كشريك موثوق في مكافحة الإرهاب، وتدعم تقارير مجلس الأمن الدولي هذا الرأي إذ تشير إلى أن حركة طالبان قد ترفض أو على الأقل تؤجل أي طلب لجوء مستقبلي لسيف العدل (محمد صلاح زيدان)، المرشح لخلافة الظواهري، إلى أفغانستان، خشية إثارة حفيظة المجتمع الدولي.

وبناءً على العرض السابق، يمكن رسم 3 سيناريوهات مستقبلية للعلاقة بين القاعدة وطالبان، وهمي:

  • استمرار التحالف

يرتبط تحالف القاعدة وطالبان، بوجود التيار الدعم للجهادية العالمية (كشبكة حقاني)، وبما أن هذا التيار لا زالت له حيثية هامة داخل الحركة الأفغانية، فيمكن افتراض أن القاعدة سيحظى بوجود معتبر داخل البلاد، وسيواصل ترميم شبكاته وبناء قدراته كي يعود للواجهة من جديد، وربما تنتقل قيادة القاعدة الجديدة حال اختيار سيف العدل أو غيره للإمارة خلفًا لأيمن الظواهري، إلى أفغانستان وذلك لاعتبارات عديدة منها تلاشي الطعن في شرعية الأمير الجديد إذا أقام في إيران، فضلًا عن أن التواجد في أفغانستان سيتيح لأمير القاعدة الجديد حرية حركة ونفوذ أكبر، وبدورنا نرجح هذا السيناريو بالنظر إلى المعطيات الحالية.

  • تحالف جزئي

قد تقبل التيارات الطالبانية المختلفة بوجود فصائل من القاعدة أو المتحالفين معها كالمقاتلين الطاجيك أو مقاتلي القاعدة في شبه القارة الهندية، وترفض وجود المقاتلين العرب من التنظيم، وذلك لاعتبارات إثنية ومذهبية، وفي هذه الحالة سيبقى جزءًا من القاعدة داخل أفغانستان، وسيرحل جزء آخر إلى خارجها أو إلى مناطق الحدود الباكستانية حيث تنشط حركة طالبان باكستان، والتي تؤيد فكرة الجهاد المعولم أيضًا.

  • استئصال القاعدة

وعلى الجهة الأخرى، سيضغط تيار طالبان الوطنية من أجل إبعاد القاعدة من أفغانستان بشكل كامل، وسيسعى للتخلص من كوادر التنظيم وعدم منحهم ملاذات آمنة في البلاد، ومن غير المستبعد أن يتعاون هذا التيار مع القوى الدولية وعلى رأسها الولايات المتحدة لإتمام هذه المهمة، لكن سيسعى هذا التيار لتجنب الصدام الشامل مع تيار طالبان الداعم للقاعدة، وبالتالي نفترض أن تستمر الحرب السرية ضد وجود القاعدة في أفغانستان، دون أن تتحول لحرب علنية شاملة، ونعتبر أن هذا السيناريو الأقل ترجيحًا في الوقت الحالي.

داعش والقاعدة.. صراع الجهادية العالمية الممتد

وعلى صعيد متصل، جدد مقتل أيمن الظواهري صراع تنظيمي القاعدة وداعش على قيادة الحركة الجهادية المعولمة، فالتنظيم الأول يسعى للعودة بقوة إلى المشهد معتمدًا على إرثه التاريخي بينما الأخير يحاجج في أوساط الجهاديين بأن تنظيم القاعدة انحرف عن النهج الجهادي أو نهج أسامة بن لادن، وأن داعش أصبح الممثل لهذا النهج بتعبير أبو محمد العدناني المتحدث الأسبق لداعش في كلمته الصوتية “ما كان هذا منهجنا ولن يكون” (أبريل 2014).

ويحكم الصراع والعداء والتنافس علاقة تنظيم القاعدة وداعش، ولا يلوح في الأفق بوادر تهدئة أو هدنة بين الطرفين، بدليل أن أمير القاعدة المقتول أيمن الظواهري، خصص جزءًا من كلمته الأخيرة، 15 يوليو/ تموز الماضي، قبل اغتياله للهجوم على داعش واعتبار أن الجهادية أو الخلافة التي يسعى لها تنظيم القاعدة تختلف عن نظيرتها التي أعلنها داعش والتي وصفها بخلافة المجاهيل والكذب وسفك الدم.

وفي المقابل، يعتبر تنظيم داعش أن القاعدة والتنظيمات الموالية له من “الصحوات” بمعنى أنهم مرتدون عن الدين ويرغبون في التصدي لمشروعه والقضاء على خلافته المزعومة.

كما ادعت مصادر قريبة من حركة طالبان أن داعش أفغانستان وزعيمه شهاب المهاجر تورطا في اغتيال أيمن الظواهري، عبر إرسال رسالة له بها مواد كيميائية يمكنها الكشف عن مكانه، وهو ما دفعه إلى الانتقال من مناطق الحدود الأفغانية الباكستانية إلى كابل حيث اغتيل لاحقًا، لكن لا يمكن الجزم بصحة هذه الادعاءات حتى الآن.

وبنظرة تحليلية إلى المواد الدعائية التي نشرها داعش، منذ مقتل الظواهري وحتى الآن، يتضح أن التنظيم تجاهل بصورة لافتة عملية الاغتيال ولم ينشر أي تعليقات أو بيانات بشأنها، بيد أنه استمر في محاولة استقطاب مقاتلي القاعدة وإبراز نفسه في صورة التنظيم الوحيد الذي يسير على النهج الجهادي القويم.

وفي هذا الإطار، يمكن افتراض أن العلاقات بين القاعدة وداعش ستسير وفق أحد السيناريوهات التالية:

  • استمرار العداء

من المرجح أن تستمر حالة العداء بين تنظيمي داعش والقاعدة، لأن الخلافات بينهما تجاوزت الأمور التنظيمية إلى نظيرتها المنهجية، وأصبح داعش يرى القاعدة “مرتد”، والقاعدة ينظر إلى داعش على أنه “تنظيم الخوارج”، ومن ثم فإن كلا التنظيمين سيواصلان السير في دروبهما المتوازية، وسيسعى كل منهما لاستقطاب مقاتلي التنظيم الآخر لكي يستمر في العمل ويعزز من قدراته العملياتية.

  • التحالف الضمني

ربما تدفع الظروف الاستثنائية وحالة الضعف التي يعيشها كلًا من تنظيمي القاعدة، وداعش إلى تحالف ضمني أو تحالف ضرورة، على غرار ما حصل بين مجموعات القاعدة وداعش في منطقة الساحل والصحراء، وفي هذه الحالة سيبقى العداء العلني بين الطرفين موجودًا، لكن على أرض الواقع سيكون هناك تحالف أو تعاون بين الطرفين.

وهذا السيناريو ثاني السيناريوهات ترجيحًا، بعد سيناريو استمرار العداء، وفي حال حصل فسيكون داعش والقاعدة في حالة “اللا سلم واللا حرب”.

  • حل الخلافات والاندماج

تُجادل بعض الدوائر المعنية بدراسات الإرهاب والجماعات المسلحة بأن هناك احتمالية لأن يتحالف تنظيما داعش والقاعدة من جديد، ويعودا إلى التعاون بنفس الطريقة التي كانا فيها قبل الشقاق الجهادي عام 2014، لكن يبدو هذا السيناريو مستبعدًا في الوقت الحالي، وذلك لاعتبارات عديدة منها تفاقم الخلافات بين التنظيمين، وغياب القادة الكاريزميين القادرين على إعادة توحيد التنظيمين معًا، في الوقت الحالي.

 

.

رابط المصدر:

https://ecss.com.eg/20509/

حول الكاتب

مقالات ذات صله

الرد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

W P L O C K E R .C O M