هل مازال “داعش” قادراً على تنفيذ عمليات إرهابية في أوروبا ؟

حث تنظيم داعش أنصاره إلى الاستفادة من الفرص والأزمات التي تعيشها أوروبا، لتنفيذ عمليات إرهابية في عواصم الدول الأوروبية. وتتخذ الأجهزة الأمنية في أوروبا تهديدات تنظيم داعش على محمل الجد وباتت تعتمد دول أوروبا تدابير تهدف إلى توفير استجابة فورية لهذه التهديدات واعتماد استراتيجيات جديدة في مجال مكافحة الإرهاب.

أشار فلاديمير فورونكوف، وكيل الأمين العام للأمم المتحدة ورئيس مكتب الأمم المتحدة لمكافحة الإرهاب يوم التالسع من أغسطس 2022 إلى أن إرهابيي “داعش” يحاولون استغلال الوضع في أوكرانيا لشن هجمات في أوروبا. وأشار فورونكوف إلى أن “تنظيم “داعش” الإرهابي يدعو أنصاره إلى تنظيم هجمات في أوروبا، مستغلا الوضع في أوكرانيا”.وتابع: “على الرغم من أن ملاحظة الوجود النشط (للمتطرفين) وأنشطتهم بشكل رئيسي في المجتمعات المتأثرة بالصراعات العنيفة، فإن “داعش” والإرهابيين المرتبطين به يسعون أيضا إلى التحريض على الهجمات في مناطق أخرى من أجل زرع الخوف وإظهار القوة”. ولفت إلى أن “إرهابيي “داعش” يحاولون استغلال تخفيف قيود فيروس كورونا والصراع الأوكراني لأغراضهم الخاصة”.

مخاطر وتهديدات تنظيم داعش على الدول الأوروبية – مكافحة الإرهاب

حث تنظيم داعش في 19 أبريل 2022 أنصاره الانتقام لمقتل زعيمها، وشن هجمات ضد أوروبا وأكد المتحدث باسم تنظيم داعش  “أبو عمر المهاجر” إن غزو روسيا لأوكرانيا “شغل” الدول غير المسلمة ، ويمثل فرصة للهجوم. وحث “المهاجر” ، في خطاب نُشر على الإنترنت ، مقاتلي  داعش على الانتقام لمقتل أبو إبراهيم الهاشمي القريشي.

يقول “أوليفييه غيتا” المدير الإداري لشركة lobalStrat ، للمخاطر الأمنية ، في 19 أبريل 2022 إن داعش تشعر وكأنها بحاجة إلى إعادة شن هجماتها من أجل استعادة مصداقيتها. وأضاف “السؤال هو ما إذا كانت داعش لديها القدرة اللوجستية لتنفيذ هجوم مذهل في أوروبا كما حدث في 2015 في باريس أو 2016 في بروكسل”. الآن ، يعتقد الخبراء أن داعش سوف تتطلع إلى استغلال فترة من عدم الاستقرار في الغرب – بسبب انهيار العلاقات بين أوروبا وروسيا لتنفيذ هجمات.

تسلل مقاتلي داعش في أوروبا – مكافحة الإرهاب

زادت المخاوف البريطانية في 25 يوليو 2022 من تسلل مقاتلي داعش في أوروبا بعد الكشف عن بيع جوازات السفر البريطانية المنظمة عبر الإنترنت. فلا لا تزال وثائق الهوية وجوازات السفر المزورة تشكل تحديًا أمنيًا خطيرًا.” تغلب على مراقبة الحدود في المملكة المتحدة والاتحاد الأوروبي كانت متاحة أيضًا مقابل (2000) جنيه إسترليني. وعلى هذا النحو ، فهي لا تقدر بثمن بالنسبة للشبكات الإرهابية على حد سواء وتشكل خطرًا أمنيًا خطيرًا على المملكة المتحدة. يستخدم الإرهابيون جوازات سفر مزورة للتحايل على نقاط التفتيش الحدودية ، مما يسمح لهم بالسفر أو حتى المغادرة والعودة إلى المملكة المتحدة دون أن يتم اكتشافهم أو تعقبهم.

دعا الاتحاد الأوروبي في دوله الأعضاء إلى “مواصلة النقاش حول التبادل الفعال للمعلومات حول المقاتلين الأجانب الذين يشكلون تهديدا خطيرا”، بشأن “الانجازات والخطوات التالية في حماية الأوروبيين من الإرهاب”.وحض البيان سلطات الدول الاوروبية على “إصدار حظر دخول على رعايا دول ثالثة يشكلون تهديدًا للأمن القومي ومواصلة إدخال هذا الحظر في نظام معلومات شنغن”، وشجع على “زيادة التعاون بين سلطات مكافحة الإرهاب والسلطات المسؤولة عن منح حق الإقامة من أجل ضمان أقصى قدر من التنسيق”. “وطالب المفوضية بـ”النظر في الحاجة إلى تطوير أطر قانونية تسمح بالاعتراف المتبادل بحظر الدخول على الإرهابيين المشتبه بهم”. مكافحة الإرهاب ـ التحالف الدولي لمحاربة داعش،تنامي الإرهاب في إفريقيا

هيكل تنظيم داعش الداخلي

لقد تمكن التنظيم من القيام بذلك جزئيا من خلال اللجوء إلى هيكل داخلي لامركزي إلى حد كبير تم الكشف عنه في التقرير، بفضل المعلومات التي قدمتها الدول الأعضاء إلى فريق الدعم التحليلي ورصد الجزاءات.هذا الهيكل الذي يتمحور حول ما يسمى بـ “المديرية العامة للمحافظات” و “المكاتب” المرتبطة بها، يعني إدارة العمليات والتمويل الإرهابي في جميع أنحاء العالم. وتعمل هذه “المكاتب” ليس فقط في العراق وسوريا، ولكن أيضا خارج منطقة الصراع الأساسية، حيث تم الإبلاغ عن أنشطتها في أفغانستان والصومال وحوض بحيرة تشاد.وفقا لتقرير الأمم المتحدة في التاسع من أغسطس، 2022،إن تنظيم داعش لديه أهداف وتطلعات بعيدة المدى.ومن خلال هذا الهيكل، تحرّض قيادة داعش أتباعها على تنفيذ الهجمات، وتحتفظ بالقدرة على توجيه ومراقبة تدفق الأموال إلى التابعين (للتنظيم) في جميع أنحاء العالم.”وفي حين أن وجود مثل هذه الهياكل قد لا يكون مفاجئا، إلا أنه يقدّم تذكيرا مقلقا بأن داعش لديه أهداف وتطلعات طويلة المدى، بحسب المسؤول الأممي.

تفكيك خلايا داعش في أوروبا

نسقت الشرطة التابعة للاتحاد الأوروبي “يوروبول” في ايطاليا وفي بلدان أخرى من أوروبا عملية لمكافحة الإرهاب في 7 يونيو 2022. أدى التنسيق إلى تفكيك شبكة باكستانية مرتبطة  بهجوم نُفّذ في 2020 أمام صحيفة “شارلي ايبدو”. وأعضاء هذه الشبكة “المشتبه بهم جميعًا بالاتفاق الجنائي بهدف الإرهاب الدولي” مرتبطون “مباشرة بزهير حسن محمود “. وشمل التنسيق لعملية يوروبول مكاتب مكافحة الإرهاب في اسبانيا وفرنسا، بتنسيق من المركز الأوروبي لمكافحة الإرهاب التابع لليوروبول

اوقفت السلطات في ألمانيا وسويسرا في14 يونيو 2022 في  عملية مشتركة (4) اشخاص يشتبه في انتمائهم إلى تنظيم داعش. يُشتبه بأن الأشخاص الذين تم توقيفهم شاركوا أو دعموا التنظيم. كما يُشتبه بأنه تم التحضير للقيام بعمل عنيف وخطير يهدد أمن الدولة وبالانتماء إلى جماعة إرهابية في الخارج”. ويشتبه كذلك في أنه ذهب لفترة وجيزة إلى سوريا في سبتمبر 2020 قبل أن ينضم من ألمانيا إلى تنظيم داعش في موعد أقصاه أبريل 2021، والقيام بأنشطة دعائية واسعة النطاق لحساب التنظيم”.

قررالمجلس ألأوروبي في 21 فبراير 2022 إضافة مجموعة وشخصيات مرتبطة بداعش إلى نظام عقوبات الاتحاد الأوروبي. و يخضعون لحظر السفر وتجميد الأصول ، وكيانان لتجميد الأصول. بالإضافة إلى ذلك ، سيتم منع الأشخاص والكيانات في الاتحاد الأوروبي من إتاحة الأموال للأفراد والكيانات المدرجة في القائمة. بحثت السلطات العراقية مع البرلمان الأوروبي الجهود الرامية لمكافحة الإرهاب وسبل تمدد تنظيم داعش في 25 مايو 2022

تجفيف منابع تمويل داعش في أوروبا – مكافحة الإرهاب

حددت الأجهزة الأمنية الإيطالية  مواطن من أصل بوسني الإقامة باستخدام جهاز تحكم إلكتروني عن بعد، لاعتباره مسؤولاً عن تنفيذه شخصيًا أو من خلال أطراف ثالثة، تحويلات مالية عديدة تزيد قيمتها عن (50 ) ألف يورو، لصالح ممثلين عن خلايا إرهابية، أو خصصت كليًا أو جزئيًا لسلوكيات ترتبط بغرض الإرهاب. وخلصت المصادر الأمنية الى القول، إن “التحقيق الذي أدى إلى اعتقال البوسني، أجرته وحدة العمليات الخاصة (ROS) التابعة لقوات الدرك (كارابينييري)، ونسقه مكتب المدعي العام في بولونيا بالتعاون مع مديرية مكافحة الإرهاب”.

أعلن جهاز الشرطة الأوروبية في بيان في 14 فبراير 2022 ، اعتقال 5 متهمين بالانتماء إلى تنظيم داعش الإرهابي، وذلك خلال حملة لمكافحة الإرهاب ضد المتشددين، بما في ذلك أولئك الذين يعملون على الإنترنت. ويُزعم أن المشتبه به الرئيسي استخدم شبكة معقدة من الشركات ذات الوجود الدولي لتمويل جماعة إرهابية مقرها ليبيا لها صلات بتنظيم داعش. كما، يعتقد أن المشتبه به الرئيسي هو نفسه مرتبط بقيادة هذه المجموعة المتشددة. أسفر التحقيق الثاني، المعروف باسم عملية “فاركول”، عن اعتقال شخصين بتهمة تجنيد مقاتلين شبان من أجل تنظيم داعش في مدينة مليلية الإسبانية. يشار إلى أن هذين التحقيقين دعما من قبل مركز مكافحة الإرهاب التابع لليوروبول والذي قدم التطوير والتحليل المستمر للمعلومات الاستخباراتية لدعم المحققين الإسبان. التحالف الدولي في سوريا والعراق ـ المهام والأهداف

تهديدات بيولوجية لداعش في أوروبا

أجرت الأجهزة الأمنية الإيطالية في 24 يونيو 2022 عمليات تفتيش تمكنت من خلالها مصادرة أجهزة كمبيوتر، ومواد كيميائية وغيرها مما يلزم لتصنيع متفجرات. وكشفت عن شابين تورطا بأنشطة تهدف إلى الإرهاب، تقويض النظام الديمقراطي، فضلا عن ممارسة نشاط التجنيد والتدريب لأغراض إرهابية، بما في تلك الدولية”. وكانا يخططا برحلة إلى نيجيريا، حيث يوجد مسؤول إقليمي لتنظيم داعش.

تم الكشف في 11 يوليو 2022 عن برنامج تسلح لداعش خطط لهجمات كيماوية في أوروبا. ففي عام 2014 عقد زعيم تنظيم “داعش” أبو بكر البغدادي، اجتماعاً سرياً مع “صالح السبعاوي”، الخبير بالأسلحة الكيميائية والبيولوجية، من أجل الاستفادة من مهاراته الفائقة، الأمر الذي أثار مخاوف أميركية بشأن نتائج مساعيه وخططه. كانت تتجه إلى “إنشاء مخزون كبير” يتكون من “أنواع متعددة من المواد الكيميائية والبيولوجية” لاستخدامها في الهجمات الإرهابية ضد المدن الكبرى في أوروبا.

يقول “جريجوري كوبلنتز” الخبير في الأسلحة الكيماوية والبيولوجية ومدير برنامج Biodefense Graduate في مدرسة شار السياسة والحكومة في جامعة جورج ميسون. “إنه لأمر مروع للغاية التفكير فيما كان يمكن أن يحدث إذا استخدمت داعش سلاحًا كيميائيًا ، بدلاً من البنادق والقنابل ، لشن إحدى هجماتها في مدينة أوروبية كبرى”. مكافحة الإرهاب ـ التحالف الدولي في العراق وسوريا، قراءة مستقبلية. 

التقييم

لا يزال تنظيم داعش يشكل تهديدًا كبيرًا في أوروبا. وتتعدد أنشطة تنظيم داعش في أوروبا. عبرالتحضير لهجمات إرهابية  بواسطة خلاياه النائمة.  ويحاول التنظيم ابتكارطرق أخرى تمكنه من تنفيذ عمليات إرهابية في أوروبا

تعتبر مكافحة الإرهاب أولوية قصوى بالنسبة للاتحاد الأوروبي والدول الأعضاء فيه. فبعد سلسلة من الهجمات منذ عام 2015 ، اتخذ الاتحاد الأوروبي إجراءات مختلفة لمكافحة  الإرهاب.

لاتزال مشاركة الاتحاد الأوروبي  ذات أهمية كبيرة. جنبًا إلى جنب مع شركائها ، تريد تعزيز ما تم تحقيقه حتى الآن فيما يتعلق بالاستقرار، ومنع عودة ظهور داعش حيث أن عودة ظهورالتنظيم سيكون له عواقب بعيدة المدى على المنطقة ويؤثر على الأمن في أوروبا وحول العالم.

كان تنظيم داعش بعد فترة من العمليات الدامية التي شهدت تنفيذ عمليات إرهابية في عدة مدن أوروبية كبرى أقل تنفيذا للعمليات الإرهابية في السنوات الأخيرة – لا سيما منذ هزيمة التنظيم إلى حد كبير في سوريا. ونُفذت بعض الهجمات – مثل طعن النائب البريطاني ديفيد أميس في أكتوبر 2021  لكن العمليات الإرهابية واسعة النطاق كانت نادرة.

 

الهوامش

ISIS declare new ‘global offensive’ while ‘the crusaders are fighting each other’ and distracted by war in Ukraine
https://bit.ly/3ORWDHW

Italy arrests Pakistanis linked to 2020 Charlie Hebdo attack
https://bit.ly/3BIukc8

ISIL/Da’esh and Al-Qaida: two groups and two individuals added to the EU sanctions list over terrorism
https://bit.ly/3P6Ltzi

ISIS planned chemical attacks in Europe, new details on weapons program reveal
https://wapo.st/3bzMQsq

Forged UK passports ‘sold online for £3,500’
https://bit.ly/3StkMHD

الاتحاد الأوروبي يحدد خطوات جديدة لحماية مواطني دوله الأعضاء من الارهاب
https://www.adnki.net/AKI/?p=89527

نقلاً عن المركز الأوروبي لدراسات مكافحة الإرهاب والإستخبارات

 

.

رابط المصدر:

https://www.europarabct.com/%d9%85%d9%83%d8%a7%d9%81%d8%ad%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d8%a5%d8%b1%d9%87%d8%a7%d8%a8-%d9%80-%d9%87%d9%84-%d9%85%d8%a7%d8%b2%d8%a7%d9%84-%d8%af%d8%a7%d8%b9%d8%b4-%d9%82%d8%a7%d8%af%d8%b1%d8%a7-%d8%b9/

حول الكاتب

مقالات ذات صله

الرد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

W P L O C K E R .C O M