الأهمية الاستراتيجية لمضيق باب المندب والجزر اليمنية – الأصالة والرؤى المستقبلية

يُقسٌم قانون البحار مناطق الملاحة الدولية إلى مياه داخلية وإقليمية ومنطقة المرور البري، إلى جانب المنطقة الاقتصادية الخالصة والجرف القاري؛ ووفقا لاتفاقية جاميكا التي أُبرمت عام 1982 ودخلت حيز التنفيذ عام 1994 فبإمكان الدول الساحلية استغلال تلك المناطق وفقًا لقواعد الاتفاقية. فعلى سبيل المثال المياه الداخلية هي تلك الأجزاء من البحر التي تنتمي إلى إقليم الدولة، أما المياه الإقليمية فبحسب بنود الاتفاقية يمكن لكل دولة أن تحدد عرض بحرها الإقليمي بمسافة لا تتجاوز (12) ميلاً بحرياً، وبالنسبة للمنطقة الاقتصادية الخالصة فتمتد إلى مسافة (200) ميل بحري، ويعد الشحن البحري أكفأ السبل وأقلها كلفة لنقل البضائع على الصعيد العالمي، ذلك أنه يتيح خدمات يُعتمد عليها ومنخفضة الكلفة للنقل بين البلدان، وهو ما ييسر التجارة ويساعد على نشر الرخاء بين الأمم والشعوب. إذ تقوم حركة التجارة العالمية في كل أنحاء العالم بنقل ما يزيد عن (80%) من مجملها على الشحن البحري الدولي.

ويتميز موقع اليمن البحري بأنه يتكون من جبهتين مائيتين (البحر الأحمر والبحر العربي)، فضلاً عن تحكمه بمضيق باب المندب أحد المضايق المائية المهمة بوصفه عنق الزجاجة بالنسبة للبحر الأحمر، الذي يتحكم بالطرق التجارية بين الشرق والغرب، ويمر عبره (3,3) مليون برميل نفط يوميا، وتمر عبره (21) ألف سفينة سنوياً، وتمثل الشحنات التجارية التي تمر عبر الممر ما يعادل (10%) من الشحنات التجارية العالمية، وهوما يجعله يحتل المرتبة الثالثة عالمياً بعد مضيق هرمز ومضيق ملقا من حيث كمية النفط التي تعبره يوميا؛ إذ يقع مضيق باب المندب بين دولتي اليمن وجيبوتي، ويفصل بين قارتي آسيا وأفريقيا، ويتوسط القارات الخمس، وما يميزه أنه يصل البحر الأحمر بخليج عدن وبحر العرب والمحيط الهندي من جهة، والبحر الأبيض المتوسط من الجهة الأخرى، عدا عن عرضه البالغ نحو 30 كم، وتقسمه جزيرة بريم اليمنية إلى قناتين، الشرقية البالغ عرضها 3 كم وعمقها 30 مترا، والغربية بعرض نحو 25 كم وعمق 310 أمتار. وذلك ما زاد من أهميته الاستراتيجية، وزاد من قيمته الاقتصادية، حيث يتيح لليمن التوسع في علاقاتها السياسية، والاقتصادية، والعسكرية.

كما يمتلك اليمن العديد من الجزر اليمنية ذات الموقع المهم، والتي تضاعف من الأهمية الإستراتيجية للموقع البحري، لما تمنحه من ميزه الانتشار، والتوزيع للمراكز التجارية، والقواعد البحرية، والجوية، فجزيرة سقطرى مثلا تشكل عقبة للقفز إلى البر الأسيوي (الجزيرة العربية) وإلى البر الإفريقي فضلاً عن وقوعها على طريق هام لنقل النفط العالمي عن طريق باب المندب وقناة السويس.

وتنتشر في المياه الإقليمية في اليمن كثير من الجزر التي تمتاز بتضاريسها ومناخها وبيئتها الخاصة وأكثر هذه الجزر تقع في البحر الأحمر من أهمها: جزيرة كمران وهي أكبر جزيرة مأهولة في البحر الأحمر، وجزر أرخبيل حنيش، وجزيرة ميون (بريم)؛ وهي ذات موقع استراتيجي في مضيق باب المندب البوابة الجنوبية للبحر الأحمر، ومن أهم الجزر في البحر العربي أرخبيل سقطرى، وتُعد جزيرة سقطرى أكبر جزر هذا الأرخبيل الذي يشمل إلى جانب إلى جزيرة سقطرى جزر: سمحة، ودرسة، وعبد الكوري، وتتميز جزيرة سقطرى بكثرة تنوعها الحيوي؛ إذ تقدر نباتات سقطرى على اليابسة بحوالي 680 نوعاً.

المصدر :https://democraticac.de/?p=91340

حول الكاتب

مقالات ذات صله

الرد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

W P L O C K E R .C O M